رواية دعي الحب وشأنه الفصل الثالث 3 - بقلم زينب سمير
3..
- يابنتي أفهمي مروان لو عرف دلوقتي وفجأة كدا هيضايق جامد وهيتعصب ومش بعيد يرفض يكون بينك وبين قصى حاجة، أستني حبة وفي الوقت المناسب نعرفه وأنا هكون معاكم
بعيون مليانة قلق سألتها سـولا- دا رأيك يعني؟
بتأكيـد- طبعًا، أنتي هتعرفي مروان أكتر مني؟
- أكيـد لا، خلاص أنا هكلم قصى، رغم إنه مصّر إنه يعرف مروان ويتقدملي رسمي
- حبة كدا، كمان تكونوا أتعرفتوا على بعض أكتر، أفرضي أتخطبتوا ومتفهمتوش؟ وقتها الزعلة هتبقى أجمد
هزت سـولا راسها بإقتناع أشـد، من غير آن مش عارفة كانت هتعمل أية!
- يلا هسيبك أنا علشان رايحة الآتيلية..
وقفت وهي بتلملم حاجتها، خرجت من بيت سـولا مع رنـة تليفونها من مروان
- حبيبي.. صباح الخير، كنت عندك في البيت بس سـولا قالت إنك خرجت بدري
- كان ورايا مشوار قبل التمرين خلصته وكدا، فينك أنتِ؟
- رايحة الآتيلية لديالا أهـو
زفر نفس طويل و- يا دي ديالا اللي طلعالي في البخت دي
ضحكت بنوع من الدلال وبصوت رقيق- بتكرهها أوي أنت
- مكنتش أعرف أنك هتبقي مشغولة أوي كدا عني لما تبقي موديل
قالها وهو بيقعد على كرسي وبيبص لأصحابه وهما بيتمرنوا، وشفايفه المزمومة بضيق زي طفل زعلان ومقموص
- أنا كدا مشغولة؟ دا لسة الإنشغال جاي أكتر وأكتر، هيبقى بعدين في سفر، ديالا بتقولي إنها كمان هتعتمد عليا في عروض بـرة
قالتها بنبرو حماس شديدة وفرحة، ورغم عدم رضاه الكامل على اللي بتقوله لكن مقدرش غير إنه يبتسم بسعادة علشانها
المهم آن تكون مبسوطة وهو هيتحمل
- مكنش دا أتفاقنا خالص بس مش مهم
حاولت تغير الموضوع و- سيبك مني وعرفني أية اللي بيحصل عندك؟
ضيقت عيونها بغيرة- في بنات حواليك؟
بص حواليه موجود بنات قليلة من أعضاء النادي، شكلهم في عيونه مشوش حرفيًا مش قادر يركز في ملامحهم، لمح شيري كمان بعيد بتاخد لقطات للعيبة وهي بتتمرن
- فيـه، بس هتصدقيني لو قولتلك ملامحهم مشوشة في عيني؟
بلمحة غرور وهي بتلعب في خصلة من شعرها- هصدقك، اللي آن في حياته مستحيل يشوف غيرها
ضحك بصوت عالي وهو بيأكد- حقيقي، ويابختي إن آن من نصيبي
شاورله عارف أن المدرب بيستعجله فـ- هقفل دلوقتي هكلمك لما أخلص
- أوك.. أنا كمان داخلة على الآتيلية أهـو
قفلت معاه وهي بتنزل من العربية، لفت فخبطت في حد، جاي سريع مأخدتش بالها منه
تآوهت وهي بتحط إيدها على جبينها وبعصبية مكتومة- مش تاخد بالك؟
صوت عميق ورخيم نطق بتأسف- آسف كنت مستعجل ومأخدتش بالي
بصتله بضيق - أبقى حاسب بعد كدا
وقعت عيونه عليها والعكس، طالت بينهم نظرة، لمحت قد أية وسيم، ملامحه جدية تبين أن عمره تلاتيني بلا شـك
رفع إيده يقول بتعارف- زيـن مهدي
مـدت إيدها بالمقابل- آن
بصلها بمعنى بس، فكملت بثقة- لما تعرفني هتعرف إن آن كفاية أوي إنها تعَرفني، مبحتجش حاجة تانية علشان تميزني بيها
ضحك ضحكة خفيفة على كلامها و- شكلك واثق ياصغنن
جعدت ملامحها من كلمته قبل ما تسيب إيده
وتنسحب من قدامه بهدوء، ريحة عطره لسة محوطاها، قوية وثابنة زيـه، رفعت إيدها علشان تشمها تاني قبل ما تهز راسها بإعجاب واضح
طلعت لديالا أخيرًا و- جيتي في وقتك، هخليكي تقابلي حد مهم، دا شريكي في شركات الأزياء بتاعتي بل يعتبر هو اللي مالكها كلها وأنا مجرد وجهه، هو مسئول عن شغلنا في أوروبا، فلما تسافري هناك هيكون تعاملك معاه
هزت راسها بتفهم
*****
عند مروان..
أتحرك ناحية الساحة فأتعلقت عيون شيري عليه، بصلها فضحك وهو بياخد وضعية و- خديلي صورة
سرحت فيه للحظة قبل ما تبتسم وترفع كاميرتها
قرب منها يشوفها فقال بإعجاب- أول مرة أبقى حلو في كاميرتكم دي
- بتفرق بسبب العين اللي واخدة الصورة
بصلها بعدم فهم، فقالت بغرور مصطنع- علشان أنا مش أي حد يعني
غمزلها بمرح- مقبولة منك، رغم الكل مأكدلي إن جمالي هو اللي بيحلي أي صورة
- بيضحكوا عليك بعدين الكل زي مين؟
بص لخاتم في إيده وهو بيقول بتنهيدة عميقة- خطيبتي
بخضة- خطيبتك؟
- أه آن، لمحتيها معايا من يومين تقريبًا
- أه فكرتها صاحبتك، محدش يعرف إنك خاطب
زفر بنوع من الضيق و- دي رغبتها إننا نكتم على الموضوع شوية.. علشان كدا..
عمل كإنه قفل سوستة على بوقه و- ولا كإنك عرفتي حاجة.. تمام؟
ضحكت وهي بتهز راسها و- رقبتك تحت إيدي خلاص
مثل الخوف- كدا بقيت مضطر أعمل أي حاجة علشان تفضلي ساكتة، ليكي عندي مرة طلب مهما كان هنفذهولك، لحد ما نشوف أخرتها مع آن دي
- متفقين
- هسيبك بقى
مشى وفضلت بصاله بشرود وبهمس- دي مين العبيطة اللي تخفي ملكيتها لواحد زيك؟ بدل ما تقول للعالم كله إنه بتاعها لوحدها!
قرب من عارف وقصى وبدأوا يتمرنوا،
أتفتح الباب عند آن ودخل زين، بصتله بتعجب وعقلها بسرعة بيفهم سبب وجوده، مع صوت ديالا- دا زين يا آن، اللي لسة كنت بكلمك عليه، اللي هيكون مسئول عنك في رحلات أوروبا
أبتسم وهو بيقعد قصادها- أتشرفت بمعرفتك أستاذة آن
بصتله بجانب عينيها وهي بتبتسم نص أبتسامة،
هي عارفة أزاي تقابل الشخص وتثبت حضورها، أزاي تكون لطيفة بالكامل فتجذب إنتباه حد، وتكون مش مهتمة فتعلق في ذهنه، وتعامله بنوع من التجاهل فيفضل فاكرها
زي دلوقتي..
بصت لديالا و- خلينا نبدأ
بصلها برفعة حاجب قبل ما يبتسم بتوسع ويعدل قعدته، بدأ الشغل يكون محمس بالنسباله
بيحب العميل الصعب، اللي محتاج هندلة
ديالا- أحنا كمان شهر هيكون عندنا جولة في تلت مدن أوربية، باريس وروما وفيينا، أنتي هتكوني من الوجوه المرشحة إنها تكون العارضة الرئيسية معانا، ولو محصلش بالكتير هتكوني تاني أهم شخص
هزت راسها، إنجاز إنها تكون في المكانة دي في بداياتها، لكنها مبينتش دا، بينت ضيقها كإنها دايمًا تستحق تكون الأولى
- زين هيرجع فرنسا بكرة وأنتي هتلحقيه كمان أسبوعين، عايزاكي تكوني هناك قبلها بمدة منها تجهزي ومنها تقفي مع زين، آن أنتي من معارف عايدة فأنا بثق فيكي جدًا، أنا مبقيتش بعتبرك مجرد عارضة عندي، بقيت بثق في رأيك جدا ومحتاجة تكوني معايا.. فأتمنى دا ميكونش مضايقك
في حد أسعد منها؟ برضوا لا
بس هي تجيد التعامل مع كل المدح إنه مجرد حقيقة بتصفها، آن إنسانة أستحقاقية من الدرجة الأولى
- متقلقش ياديالا، أنا معاكي
وإتنهدت ديالا بعمق، حاطة فيها ثقة كبيرة تتمنى تكون قدها، بصت آن أخيرًا لزين اللي كان مجرد مستمع، اللي نطق- متشوق لشغلنا مع بعض.. يا آن
*****
بضيق- يعني مش هتحضري المباراة؟
- عندي بروڤا يامروان في الوقت دا
- طيب حاولي تغيري الميعاد، آن دي هتكون أول مرة متحضريش ليـا
- وأخر مرة، بس بجد صعب أكون موجودة، مشغولة جدًا
لسـة باين على ملامحه الضيق فقربت منه تمسك دراعه بدلال و- خلاص بقى فـك تكشيرتك دي يامارو
بصلها بجانب عينيه لمحها بصاله بعيونها الواسعة فمقدرش غير إنه يبتسم..
- لو كان في أي دروب في أدائي أعرفي إنك السبب، أنا بعتبرك تميمة الحظ بتاعتي
هزت راسها بغرور لكلامه، باسته من خده جانب فكه و- هديك شوية من سحري قبل المباراة
لمعت عيونه، لسة لحد دلوقتي معرفتوش بسفرها، سيبها للوقت المناسب
- يلا روحني بقى هنتأخر على مواعيد بكرة
- خليكي معايا شوية أحنا بقالنا كتير مش بنتقابل
نوع من النشوة كان بيملاها وهي بتلاحظ مـدى تعلق مروان بيها، اللي هو نفسه مش واخد باله منه، ومعتبره عادي، ومش شايفه مشكلة
مروان اللي معاها بيكون مختلف تمامًا وهو مع غيرها
معروف إنه عنده نوع من الآنفة، والغرور والثقة، بعيد عن الكل ومحاوط نفسه بهالة
لكن قدامها كل دا مبيكونش موجود، بيبقى زي طفل متعلق بيها،
- طيب بس ربع ساعة بس..
رغم إنها فاضية، ودا مش معاد نومها، لكن.. مش دايمًا لازم تكون متاحة
*****
صفارة وقفت اللعب والمدرب باين عليه العصبية وهو بيكلمه، قرب عارف منه يقول بتعجب- مالك؟ مش مركز لية كدا؟
بص حواليه، قدرته إنه يلمحها من وسط ألف منفعتش، لإنها ببساطة مش موجودة
زي ما توقع، وجودها فعلًا فارق، مش لأي سبب غير إنه متعود متفارقوش، حاسس بإحساس وحش
إتنهد و- مفيش،
مرر إيده في شعره كذا مرة اللي أتنكش من فركه فيه، مسك إزازة مية وشربها كلها مرة وحدة
- ركز إحنا خسرانين فرق إتنين
هز راسه ورجعوا يكملوا، فازوا بصعوبة، وعكس كل مرة، مكنش ليه تواجد ملحوظ
هز المدرب راسه بلوم وهما بيدخلوا أوضة اللبس
- أنا قايلك ومحذرك، أي حاجة تحصل برة الصالة دي متدخلش معاك الصالة، ذهنك كان شارد
- مش هتتكرر
- أتمنى.. مروان أي لاعب بيسيب الفرصة لعقله يوديه ويجيبه ويشغله في التفكير بيقع، أنت و جوه الصالة عقلك لازم يكون فيه الكورة وبس
هز راسه بتفهم وهو بيوعده إنها مش هتتكرر
لكنه ميعرفش إن دي مجرد البداية، للحظات كتير زي دي وأسـوء!
عند آن..
واقفة قدام حيطة كاملة عبارة عن مرايا، لابسة فستان وبتبص لنفسها بإعجاب، إنتبهت للباب بيتفتح وراها وزين بيطل، فضلت عيون مركزة عليها لثوانِ طويلة، مقدرش يبعد عنها حتى، أبتسمت جواها بنوع من المكر وهـي بتبص لنفسها بثقة وغرور
قرب منها لما لمح إنها انتبهت ليه و- متوقعتش هيطلع حلو أوي كدا
بصتله بنص عين و- يعني مش أنا اللي محلياه؟
- دا جزء من حلاوته فعلًا،
لفت تبصله و- لسة مسافرتش؟ ديالا قالت إن طيارتك إنهاردة
- حقيقي، بس حبيت أعدي على الآتيلية الأول معرفش إن مستنيني حاجة بالجمال دا
لمحت خطواته اللي قربت منها، إيديه اللي بتفكر تقرب وبَعدت خطوتين وهي بتخلع الشوز و- حظك دايمًا حلو.. بتقابلني كل ما تيجي هما
مفيش لمسة من أول لحظة..
بتفقد سحرها،
لازم الشخص يبقى متوق ليها، مش مجرد عاز.. فقرب.. فجرب.
حمحم يجلي صوته و- هروح أشوف ديالا، هستنى أقابلك في فرنسا
أبتسمت وهي بتهز راسها ومشى، مسكت فونها تبعت رسالة لمروان
- مبروك يامارو، بس كان باين عليك الضيق، قولي مين ضايقك وأنا أطلعلك عينه
وأبتسمت بمكر، لما تكون الداء والدواء
ملامحه سكنت من الناحية التانية لما لمح رسالتها، حتى وسط إنشغالها منسيتهوش
- بُعدك عني، هاتيلي حقي منك
- ياخبر! دا أنا هعاقبني جامد، همنع نفسي إني أقابلك ولا أكلمك أسبوع
- لا كدا تبقي بتعاقبيني أنا، أي حاجة إلا دي
ضحكت بدلال وهي بتقعد على كنبة موجودة في أوضة البروفة،
- يبقى اللي تشاور عليه بقى
- أعدي عليكي لما تخلصي ونخرج سـوا
- هستناك
*****
- أنا مش فاهم أزاي آن شايفة إن مروان ميعرفش باللي بينا دا أحسن من إنه يعرف!
هزت كتفها بجهل و- محدش فينا يفهم مروان قدها ياقصى، هي أكتر حد عرفاه
إتنهد- عارف دا بس برضوا.. حاسس لازم نعرفه
- قريب أوي، خلينا بس نعرف أحنا حابين نكون سـوا ومع بعض ولا، تخيل ناخد خطوة رسمي وتحس إنك مش عايزني؟
قال بنفي وهو بياخد إيدها يبوسها- دا مش هيحصل أبدًا، أنتي متعرفيش ياسولا أنا بحبك قد أية، وإنك تكوني معايا دي حاجة فضلت أحلم بيها كتير، المهم أنتي تكوني عايزاني زي ما أنا عايزك
بخجل وخدود فيها حمرة خفيفة- أنا كمان.. بحبك كتير أوي ياقصى،
بعد يومين، في النادي، قفل مروان الفون وهبده جنبه بعصبية، صوت قلقان من جنبه- أنت كويس؟
رد بملامح منقبضة وصوت عصبي- أنا زفت
كشت ملامحها وأنتبه لغضبه الغير مبرر فتمتم بإعتذار- سوري ياشيري، مضايق بس شوية وخرج غيظي فيكي
بملامح لطيفة وساكنة وهي بتقعد جنبه- حصل خير، لو مضايق تقدر تفضفض معايا أنا مستمعة كويسة على فكرة
بصلها لثواني بتفكير، مش بيتكلم مع حد غير دايرة مغلقة جدًا
مختصرة في آن... لكن فين آن؟
- مفيش هو سبب تافه أصلًا، آن مبتردش عليا من الصبح ودا غير عادتها..
لمح حيرتها فكمل- بصي هتحسيني تافه بس أي حاجة بتخص آن متمشيش زي ما متعود عليها بتجنن زي إنها متردش عليا كدا
هز كتفه بجهل، ضحكت وبملامح مهمومة- شكلك بتحبها أوي
بحماس وإندفاع- بجنون، بحبها بحنون، يمكن هي نفسها مش فهماه ولا أنا حتى، بس أنا مقدرش أتخيل حياتي من غير آن، هي بدأت شغل جديد ومشغولة بيـه شوية، دا طبيعي وأنا بحاول أتعود لكن غصب عني بتفلت مني أحيانًا
- حلو إن حد يلاقي حد يحبه كدا، يابختها بيك
- خايف تزهق مني في يوم!
- يمكن أحيانًا مينفعش تبين تعلقك دا؟
بضيق- متعود أكون واضح معاها
- لو هـي بتحبك عمومًا عمرها ما هتزهق منك، متأكد إنها بتحبك؟
مروان بثقة- أكيـد.
وصوله نتفكيشن منها، كإنها حست أن في حد بيملى فراغها فجت في الوقت المناسب، مسك الفون وهو بيبتسم ونسي كليًا شيري اللي قاعدة جنبه.
يتبع...
لـ زينب - سمير
دعـي الحب وشأنه
والسؤال ليكم.. عندكم ثقة إن آن فعلًا بتحب مروان؟
•تابع الفصل التالي "رواية دعي الحب وشأنه" اضغط على اسم الرواية