رواية عرض جواز الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم اسماء صلاح

  رواية عرض جواز الفصل التاسع والثلاثون 39 - بقلم اسماء صلاح

البارت التاسع  والثلاثين من عرض جواز 

توقفنا لما كريم بدهشة: "إيه، أسيب الشغل في المطبعة؟"

مروان: "ايوه، تسيبه."

كريم: "أسيب الشغل في المطبعة إزاي يعني يا مروان؟"

مروان: "هو إيه اللي إزاي؟ زي الناس، مش انت اتعلمت الشغل هناك وفهمته؟"

كريم: "آه، اتعلمته وفهمته."

مروان: "يبقى خلاص، تسيب الشغل هناك وتجي تشتغل في الشركة."

كريم: "بس أنا مش عاوز أشتغل في الشركة يا مروان."

مروان: "ومش عاوز تشتغل في الشركة ليه بقى؟ مش انت كنت عاوز كده الأول إنك تشتغل هنا؟"

كريم: "ايوه، كنت عاوز كده الأول، بس أنا دلوقتي مش عاوز أشتغل هنا. أنا حبيت الشغل في المطبعة وعاوز أشتغل هناك."

مروان: "ما انت لما تشتغل هنا يا كريم في الشركة هتحب الشغل برده."

كريم: "بس يا مروان، أنا مش عاوزة أسيب المطبعة."

مروان: "آه طبعاً، مش عاوز تسيبها. ما انت بتعمل اللي انت عاوزه هناك ومحدش بيكلمك، مش كده؟"

كريم: "لا يا مروان، مش بعمل اللي أنا عاوزه. أنا بشتغل وبس، ولو مش مصدقني تعال وشوف بنفسك، هتلقيني بشتغل زي أي عامل هناك."

مروان: "آه، ماهو باين بدليل اللي حصل النهارده، مش كده؟"

كريم: "يا مروان..."

وقطع مروان كلامه بضيق: "أنا معتش عاوز أتكلم في اللي حصل تاني، وبعدين انت كده كده كنت هتسيب الشغل في المطبعة بعد ما تتخرج وتجي تشتغل هنا."

كريم: "آه يا مروان، أنا عارف إنّي هسيب الشغل في المطبعة، بس ده بعد ما أتخرج، زي ما انت قلت، مش دلوقتي يعني."

مروان: "مش هتفرق يا كريم، بما إنك هتسيب الشغل في المطبعة، إذا سيبته دلوقتي أو بعد ما تتخرج."

كريم: "لا، هتفرق يا مروان. إحنا كنا متفقين إنّ أنا مش هاجي أشتغل هنا غير بعد ما أتخرج، وبعدين هو أنا لعبة

يا مروان؟ قاعد تحرك فيها زي ما انت عاوز."

مروان: "لا يا كريم، انت مش لعبة علشان أحرك فيها زي ما 

أنا عاوز. انت إنسان من لحم ودم، وانا باخد رأيك على فكرة، مش بجبرك إنك تشتغل هنا. وبعدين، أنا عمري ما جبرتك على حاجة انت مش عاوزها، علشان أجي وأجبرك يا كريم."

كريم: "طيب، بما إنك ما بتجبرنيش، أنا عاوز أفضل في المطبعة. أنا حبيت الشغل هناك، والعمال كمان يا مروان."

مروان: "تفضل في المطبعة؟ ليه؟ أنت كنت رايح هناك علشان تتعلم الشغل وتفهمه يا كريم، وانت فهمته واتعلمته، يبقى مافيش داعي تفضل هناك. بقي تجي تشتغل هنا في الشركة. وبعدين، أنا كمان حبيت المطبعة والعمال لما اشتغلت هناك، ومع ذلك جيت اشتغلت هنا في الشركة مع بابا الله يرحمه."

كريم: "أنا غيرك يا مروان، خليني في المطبعة يا مروان. أنا مرتاح هناك، وبعدين  مش يمكن بعد ما اتخرج أحب أشتغل هناك."

مروان بدهشة: "إيه؟ تشتغل هناك بعد ما تتخرج؟"

كريم: "أيوه."

مروان: "أيوه، إيه؟ هتشتغل في المطبعة؟ إيه بقى، إن شاء الله بعد ما تتخرج."

كريم: "هشتغل إيه يعني يا مروان؟ هشتغل عامل زي ما أنا بشتغل دلوقتي."

مروان: "إيه، عامل؟"

كريم: "أيوه، ومالك اتفاجئت كده ليه؟"

مروان بضيق: "هو إيه اللي متفاجئ كده ليه؟ عاوز تشتغل عامل إزاي بعد ما تتخرج؟ هو إنت جره في مخك حاجة؟"

كريم: "جره في مخي حاجة."

مروان: "أيوه، جره في مخك حاجة؟ إزاي يعني عاوز تشتغل عامل بعد ما تتخرج في المطبعة؟ أنا عاوز أفهم، يبقى معاك شهادة عالية وتشتغل عامل في الآخر؟"

كريم: "وفيها إيه دي يعني يا مروان؟ لما يكون معايا شهادة عالية واشتغل عامل، وبعدين أنت معترض ولا إيه؟"

مروان: "أه طبعًا معترض! وهي دي محتاج لسؤال؟ وبعدين هو اللي فيها إيه، عاوز تشتغل عامل؟ أنت اتجننت؟"

كريم: "اتجننت!"

مروان: "أيوه، اتجننت! هو انت مش عارف انت مين ولا إيه؟" 

وشاور بايده: "وبعدين بعد تعب السنين دي كلها في المذاكرة، ولما تتخرج تشغل عامل؟ طيب، ما كان من الأول لازمته إيه بقي التعب اللي انت تعبته في المذاكرة السنين دي كلها، بما إنك عاوز تشتغل عامل؟ قولي كده!"

كريم: "انا مش عارف مال الشهادة ومال ان انا عاوز اشغل عامل يا مروان."

مروان بعصبية: "مالها ازاي يعني؟ حد يبقى متخرج من إدارة أعمال ويروح يشغل عامل؟ هو انت بتفكر ازاي؟ انا عاوز افهم!"

كريم: "بفكر ازاي يا مروان؟! هو انا هشتغل عامل عند حد غريب؟ يا انا هشتغل في المطبعة بتاع بابا، يعني مش عند حد غريب يامروان!"

مروان بغضب: "حتى لو هتشتغل في المطبعة بتاعت بابا، مش  هتشتغل عند حد غريب! ازاي تفكر كده أساسًا إنك تشتغل عامل في المطبعة؟"

كريم: "وماله العامل يعني يا مروان؟ وبعدين انت معترض ليه أنا مش فاهم! مش انت اللي كنت عايزني اشتغل عامل من الأول في المطبعة؟ جاي دلوقتي تعترض!"

مروان بعصبية: "ايوه، أنا كنت عايزك تشتغل عامل في المطبعة، بس دي كانت فترة تدريب مش أكتر، عشان تفهم شغل المطبعة وتتعلمه وتعرف العمال اللي هناك، مش علشان تجي دلوقتي وتقول لي أنا عايز أشتغل عامل على طول. وأنا مابقللش من العامل على فكرة، وانا كنت في فترة واحد زيهم. وبالعكس، لولا العمال دول ما كانتش المطبعة اشتغلت. بس أنا بتكلم دلوقتي في حاجة تانية،وبعدين أنا ماأجبرتكش على حاجة، انت وافقت على كده عشان ماتقوليش دلوقتي إن أنا اللي عايز كده."

كريم: "ايوه يا مروان، أنا عارف إن  وافقت على كده، أنا ما قلتش إن أنت أجبرتني على فكرة، بس أنا دلوقتي عايز أشتغل عامل في المطبعة بعد ما أتخرج."

مروان: "تشتغل عامل إزاي؟ بدل ما تيجي تقول لي عايز اشتغل معاك في الشركة واكبر الشغل، جاي تقول لي اشتغل عامل في المطبعة تحت إيده الأستاذ فتوح، بدل ما تبقى أنت رئيسه وهو اللي يبقى رئيسك؟"

وشاور بايده: "هو إنت جرى لك إيه؟ أنا عايز أعرف."

كريم: "ماجرانيش حاجة يا مروان، هيجري لي إيه يعني؟ وبعدين فيها إيه لما يكون الأستاذ فتوح رئيسي؟ ما هو دلوقتي رئيسي."

مروان: "لا فيها يا أستاذ، هو دلوقتي رئيسك عشان أنت بتتعلم الشغل مش أكتر، بس لما تتعلم الشغل وهو يبقى رئيسك يبقى فيها. يبقى أنت ابن صاحب المطبعة وعارف الشغل ماشي إزاي، وهو اللي يبقى رئيسك وانت بتشتغل عنده عامل. وأنا مابقللش من العامل، عشان ماتتكلمش."

وشاور بايده:"وبدل حضرتك ما تدي له الأوامر، هو اللي 

يدي لك الأوامر. بذمتك، ده كلام."

كريم: "يا مروان، أنا حبيت الشغل هناك في المطبعة ومش عايزاه أسِيبها."

مروان بغضب: "هو يعني علشان حبيت الشغل هناك تقوم تدمر مستقبلك؟"

كريم: "مستقبلي مش هيتدمر ولا حاجة يا مروان."

مروان : "مش هيدمر إزاي وانت رايح تشتغل عامل؟ قل لي كده بدل ما تفكر تطور من الشغل معايا، جاي تقول لي أنا عايز أشتغل عامل."

كريم: "يا مروان، أنا حبيت المطبعة وحبيت كل حاجة هناك، مش عايز أجي هنا أشتغل في الشركة. وافق يا مروان."

مروان: "أوافق على إيه؟ أوافق على تدمير مستقبلك يا كريم! وبعدين، انت جربت الشغل في الشركة علشان تقول لي  ما

انتاش عايز تشتغل هنا؟"

كريم: "أنا مش عايز أجرب يا مروان، أنا عايز أشتغل في المطبعة وخلاص. فوافق علشان خاطري يا مروان."

مروان بعصبية: "أوافق على إيه؟ أنا مش ممكن أوافق على اللي انت عايزه ده. ولو بابا الله يرحمه كان معانا دلوقتي ما كانش وافق على اللي انت عايزه ده. فعايزني أنا أوافق، وبعدين انت مش عايز تجرب ليه الشغل  في الشركة؟ مش يمكن تحبه زي ما حبيت الشغل في المطبعة؟ جرب الأول الشغل هنا قبل ما تقول ما انتاش عايز."

كريم: "بس يا مروان…"

وقطع مروان كلامه: "شوف يا كريم، أنا مش موافق على إنك تشتغل عامل في المطبعة بعد ما تتخرج، ولا ممكن أوافق.

وبعدين أنا مابقولكش تعالي تشتغل في الشركة دلوقتي. لا فكر الأول وخد وقتك،أنا مش مستعجل، وابقى بلغني بقرارك، بس ماتروحش المطبعة قبل ما تبلغني بقرارك ايه، مفهوم؟"

كريم بضيق: "مروان، هو أنا لو قلت لك إن  أنا ما عدتش 

عايز أشتغل، هتزعل مني؟"

مروان: "إيه، ما عدتش عايز تشتغل؟"

كريم: "أيوه، ما عدتش عايز أشتغل. ويلا سلام."

وقام ومشي.

 مروان : "استني يا كريم."

وماشي كريم بضيق.

وقام مروان وراح مسرعاً له، ومسك ايده: "استنى 

يا ابني، إنت إيه، مش بنادي عليك؟"

وساب ايده.

ونظر له كريم بضيق: "عاوزه إيه يا مروان؟"

مروان: "عاوزه أتكلم معاك، تعال."

كريم: "وأنا مش عايز أتكلم يا مروان، أنا عايز أروح،

سيبني بقى."

مروان: "لا، مش هسيبك تروح غير لما أتكلم معاك الأول. يلا تعالى نقعد علشان نتكلم."

كريم بضيق التفت للارض.

مروان: "إيه يا كريم، انت مش عايز تتكلم معايا ولا إيه؟"

 كريم بغضب : "أنا مش عايز اتكلم مع حد يا مروان."

مروان: "بس أنا عايز اتكلم معاك يا كريم، تعالى عشان نقعد ونتكلم تعالي."

كريم بضيق : "طيب."

ورحوا عنده المكتب، وقف مروان قدام الكرسي اللي كان 

قعد عليه كريم: "اقعد ياكريم."

كريم بغضب: "طيب."

وقعد ونظر للارض.

وقعد مروان على الترابيزة قدامه: "قولي بقي، انت مش عاوز تشتغل ليه؟"

كريم بضيق : "كده يا مروان، مش عاوز اشتغل."

مروان: "ايوه كده، ليه يعني؟ مش عايز تشتغل يا كريم؟"

كريم: "عشان أنا ما عدتش فاهم حاجة يا مروان، ما عدتش فاهم الصح فين والغلط فين. من ساعة ما اشتغلت في المطبعة وانت عمال تتعصب عليه، ولما بغلط أي غلط وبدون ما أقصد بردك بتتعصب عليه.دي حتى المطبعة اللي ما كنتش عايز اشتغل فيها من الأول، وبعد ما اشتغلت وحبيت الشغل فيها وحبيت العمال، انت جاي دلوقتي وعايزني اسيبها. أنا ما عدتش عارف أعمل إيه يا مروان علشان أرضيك."

مروان بضيق: "وترضيني ليه؟ أنا ما ترضي نفسك."

كريم: "ما أنا لو رضيت نفسي هزعلك."

مروان : "ما تزعلني يا عم بدام غلطان زعلني وبعدين انا عمري ما ازعل منك يا كريم."

كريم: "انت عمرك ما تزعل مني يا مروان وانا مش هقدر ازعلك يا مروان فقول لي بقى اعمل ايه علشان انا ما عدتش فاهم حاجه."

مروان بتنهيد: "انت مش فاهم حاجه يا كريم علشان انت بتسمع لقلبك ومابتفكرش بعقلك. لو فكرت بعقلك هتفهم اللي بيحصل حواليك وتقدر تتعامل معاه. حاول تفكر بعقلك شويه يا كريم."

كريم: "ما أنا بفكر بعقلي يا مروان، أمال أنا بفكر بإيه يعني؟"

مروان: "لا يا كريم، انت ما بتفكرش بعقلك، انت سايب قلبك هو اللي يتحكم فيك مش عقلك. علشان كده انت ما انتاش فاهم حاجه. لو خليت عقلك هو المتحكم هتفهم ومش هتعمل كل اللي انت بتعمله ده."

كريم: "هو أنا بعمل إيه يا مروان يعني، كل ده علشان عايز اشتغل عامل في المطبعه؟"

مروان: "بالمنطق كده يا كريم، هتشتغل عامل في المطبعه إزاي يا ابني؟ انت كريم عابد الشناوي، انت مش عارف بابا ده إيه في السوق، أه هتعرف منين؟"

كريم: "لا، عارف يا مروان، الأستاذ فتوح وفاتح قالوا لي."

مروان: "اللي الأستاذ فتوح وفاتح قالوه لك ده حاجة بسيطة عن بابا الله يرحمه يا كريم. ده بابا  ده كان بيتعمل له ألف حساب لما حد بيتعامل معاه، وما زال اسمه على فكرة لما بتذاكر بتعمل له ألف حساب. وانزل السوق وقول بس عابد الشناوي وشوف هيقولوا لك إيه." 

وشاور بايده: "وانت جاي تقول لي تشتغل عامل، طب إزاي 

يا كريم؟ قول لي كده."

كريم: "يا مروان، ما أنا مش عايز أسيب المطبعة."

مروان: "هو، انت علشان مش عاوز تسيب المطبعة تقوم تشتغل فيها عامل؟"

كريم: "يامروان."

وقطع مروان كلامه: "قوم معايا يا كريم."

كريم: "اقوم معاك على فين يا مروان؟"

مروان : "قوم."

ومسك إيده: "قوم يا كريم معايا."

 كريم: "في إيه يا مروان؟ أجي معاك على فين؟"

مروان: "قوم بس، وانت هتعرف."

وقام، وماسكً ايده كريم: "قوم."

كريم: "طيب، هقوم."

وقام.

ومشى مروان وماسك إيده كريم، وراه كريم ورايحين عند كرسي المكتب.

كريم: ما تقولي يامروان، رايحين فين؟

وبينظر مروان قدامه: "دلوقتي هتعرف."

وقف جانب كرسي مكتبه، وساب إيد كريم والتفت له.

ووقف كريم قدامه: "في إيه يا مروان؟"

مروان: "اقعد."

 كريم : "اقعد فين يا مروان؟"

مروان: "هتقعد فين يعني؟ اقعد هنا."

كريم: "هقعد هنا إزاي يعني؟ ده مكانك يا مروان."

مروان: "بس اقعد يا كريم."

كريم: "اقعد إزاي يعني، يا مروان؟ ده مكانك انت، ومحدش هيقعد فيه غيرك انت."

مروان اتنهد، وحط إيديه على ذراعي كريم، وشده ناحية الكرسي وقعده عليه.

كريم: "يامروان." 

وهيقوم.

 وحط مروان إيده على كتفه: "خليك قاعد."

كريم: "بس يامروان…"

وقطع مروان كلامه بضيق: "ما بسش، هو ده مكانك مش مكانك عامل في المطبعه."

وشاور بايده:"ما فيش حد من حقه يقعد على الكرسي 

ده بعد بابا الله يرحمه غيري أنا وإنت. و أنا قلت لك قبل كده، الشركه دي مش بتاعتي لوحدي، بتاعتك إنت كمان، وزي ما أنا لي فيها، إنت ليك فيها.

كريم: لا يا مروان، ده مكانك إنت مش مكاني أنا، ومش ممكن حد يقعد عليه غيرك انت. فماتحاولش تقنعني، علشان أنا مش ممكن أبداً أقعد عليه.

مروان: "ماشي يا كريم، أنا مش هحاول أقنعك، بس

أنا عايز أفهمك إن انت مكانك هنا في الشركة مش كعامل

 في المطبعة. بابا الله يرحمه ساب الشركة دي ليه وليك، ما سابهاش  لي لوحدي، عشان كده لازما أنا وانت نحافظ عليها ونكبرها."

كريم: "بس يا مروان، أنا حابب أكون في المطبعة ومش عايز أسِيبها."

مروان: "ومين اللي قال لك اللي انت هتسيبها؟ شغل الشركة هنا مرتبط بالمطبعة، والمطبعة مرتبطة بالشركة يعني مش هتسيبها. وعايز تروح تباشر الشغل، روح زي ما انت عايز، أنا مامنعتكش انك تروح على فكرة، بس تشتغل فيها كعامل لا، انت لازم تتعلم الشغل هنا علشان تمسك الشركة معايا."

كريم: "ماشي يا مروان، أنا موافق أني أشتغل في الشركة بس بشرط."

مروان: "شرط؟"

كريم: "ايوه، توعدني إني لو ما عجبنيش الشغل هنا أرجع تاني المطبعة أشتغل فيها. قلت إيه، موافق؟"

مروان بغضب: "لا يا كريم، مش موافق. وشوف بقى، أنا قلت 

اللي عندي وانت حر تعمل اللي انت عايزه. انت دلوقتي كبرت وتقدر تتحمل نتيجة قراراتك اللي انت بتاخدها دي، بس أنا مش موافق إنك تشتغل عامل في المطبعة."

وشال ايده من على كتفه ومشي.

وبينظر له كريم بقلق، ووقف مروان قدام الشباك بضيق.

وبيلتفت كريم على يمينه، فجات عينيه على كيس الدواء اللي على المكتب فاستغرب. ولنفسه: "إيه الكيس ده؟" 

وأخذه وفتحه: "إيه ده شريط حبوب؟ بتاع مين الشريط ده؟"

وراح عند مروان، ووقف وراه ومعه الكيس: "بتاع مين 

الدواء ده يا مروان؟"

والتفت مروان لقي شريط الدواء بضيق: "بتاعي."

كريم : "بتاعتك؟"

مروان: "ايوه بتاعتي، أمال هيكون بتاع مين يعني؟ مش

 كان على مكتبي يبقى بتاعي."

وأخذ الشريط والكيس منه.

 كريم بقلق: "بتاعك ليه؟ انت مالك تعبان ولا إيه؟"

وحط مروان الشريط في الكيس: "لا، أنا كويس."

كريم: "كويس إيه؟ مش بتقول إن الشريط بتاعتك؟ يبقى كويس إزاي بقى؟ قول لي يا مروان، تعبان مالك؟"

وحط إيده على دراعه.

مروان: "ما فيش يا كريم، أنا كويس، بس أنا تحسست من ريحة البرفان اللي بتحسس منها دي اللي انت عارفها، وأخدت الحباية أهو وبقيت كويس، ما تقلقش يعني."

كريم: "طب وشمت ريحة البرفان دي فين يا مروان؟ وبعدين  يا إنت دايمًا بتاخد بالك، إزاي ما خدتش بالك المرة دي؟"

مروان: "أهو اللي حصل بقى يا كريم."

كريم: "يعني انت كويس دلوقتي يا مروان؟"

مروان: "أه يا كريم، كويس، ما أنا قدامك أهو، ما فيش فيه حاجة. وبعدين ما تقولش لماما إن أنا تعبت، ماشي؟"

كريم: "لا طبعاً يا مروان، مش هقول لها، ما تقلقش."

مروان: "طيب."

وماشي.

كريم: "استنى يا مروان…"

وقف مروان: "عاوز إيه؟"

كريم: "أنا موافق إن أشتغل في الشركة."

مروان: "وايه اللي خلاك تغير رأيك بقى؟ ما أنت كنت من شوية رافض إنك تشتغل هنا. آه، إذا كنت غيرت رأيك لما شفت شريط الدواء، فانا بقى أحب أقول لك إن أنا اللي رافض إنك تشتغل هنا."

كريم: "وترفض ليه بقى؟ أنا أخوك ولازما أساعدك."

مروان: "وأنا مش محتاج منك مساعدة. إذا كنت هتوافق إنك تشتغل هنا أو ترفض، فانت لازم تعمل ده علشانك انت، مش علشاني أنا. وإذا كنت هتوافق علشان شفتني تعبان، فأنا مش موافق إنك تشتغل هنا."

ومشي.

وبينظر له كريم بقلق، وقعد مروان على كرسيه وحط كيس الشريط جنبه على المكتب بغضب.

وراح له كريم ووقف جنبه: "طيب يا مروان، أنا عايز أشتغل في الشركة."

والتفت له مروان باستغراب.

كريم: "وأنا مش بتكلم معاك دلوقتي بصفتك أخويا، أنا بتكلم معاك بصفتك رئيس مجلس إدارة الشركة."

مروان بضيق: "تمام، يبقى اتفضل اقعد بقى علشان نتكلم."

كريم: "طيب."

وراح قعد.

مروان: "حضرتك عايز تشتغل في الشركه مش كده؟"

كريم: "أه، عايز أشتغل في الشركه."

رجع مروان وسنده ضهره على الكرسي: "وحضرتك عايز تشتغل في الشركه ليه بقى؟"

وحط إيديه في بعضها.

كريم: "ها، علشان اتعلم الشغل."

مروان: "علشان تتعلم الشغل يعني، مش علشان عرفت 

ان أنا تعبان، مش كده؟"

كريم: "انت بتخلط ليه دلوقتي؟ أنا بتكلم معاك بصفه

رئيس مجلس الإدارة، مش بصفتك أخويا، يبقى  تتكلم

 معايا بصفتك رئيس مجلس الإدارة."

مروان: "ماشي يا أستاذ كريم، أنا هتكلم معاك بصفتى رئيس مجلس الإدارة."

وشال إيده من بعضها وطلع قدام شويه:

"بما إنك عايز تشتغل في الشركة، فانا عندي شروط."

كريم: "شروط؟"

مروان: "آه، شروط. لو مش موافق، خلاص ما تشتغلش في الشركة."

كريم: "هو أنا قلت إن انا مش موافق يا مروان؟ اتفضل قول شروطك، أنا سامعك."

مروان: "طيب، أول شرط إن حضرتك ما تتأخرش عن مواعيد الشغل مهما كان ايه السبب. الشركة هنا لها مواعيد ولازما تلتزم بيها، ولو اتأخرت على الشغل هيتخصم لك اليوم زي ما حصل النهارده كده. ولو في حاجة وعايز تتأخر لازم تبلغني بيها الأول بصفتي رئيس مجلس الإدارة، وأنا أشوف بقي بعد كده إذا كنت أوافق ولا أرفض. قلت إيه، موافق؟"

كريم ظهر عليه الضيق وماتكلمش.

مروان: "لو مش موافق خلاص ما تشتغلش."

كريم: "لا، موافق يا مروان."

مروان: "تمام، ثاني شرط: ما فيش حاجة اسمها أخويا 

وأخوك هنا. أنا هنا رئيس مجلس الإدارة وحضرتك موظف، وشاور عليه يعني تعاملني زي ما انت بتعاملني دلوقتي، مش تعاملني بصفتي أخوك. قلت إيه، موافق؟"

كريم ظهر عليه الحزن وماتكلمش.

مروان: "قلت إيه، موافق؟ لو مش موافق خلاص، ما تشتغلش."

كريم: "لا يا مروان، موافق."

مروان: "تمام، ثالث شرط: ما ينفعش تخش عليا المكتب كده من غير إذن."

كريم: "من غير اذن ما انا خبطت الاول يا مروان قبل ما اخش"

مروان: "ما انا عارف انك خبطت بس قبل كده انت ما كنتش بتخبط، فما ينفعش تخش عليا المكتب كده من غير اذن، هي مش سايبه هنا عشان تخش لي كده وخلاص، لا في سكرتيره بره، لازم تقول لها انك عايز تخش لي وهي تيجي تقول لي، وانا ابقى اشوف اذا كنت أوافق اقابلك ولا ما وافقش. قلت ايه موافق؟"

كريم بضيق: "موافق يا مروان. لسه في شروط تانيه؟"

مروان: "أه، لسه في شرط أخير."

كريم: "وايه هو بقى الشرط ده؟"

مروان: "إنك ماتتكلمش معايا في أي حاجة تخص الشغل 

بره الشركه، الشغل في الشركه وبس. قلت إيه؟"

كريم  بابتسامة: "طبعا موافق يا انا ما بصدق اخلص من الشغل هتكلم معاك فيه بره كمان لا طبعا انا مش هتكلم في الشغل خالص."

مروان: "تمام."

كريم: "أهااا."

مروان: "إيه في إيه؟"

كريم: "الأستاذ فتوح مايعرفش إن ماعدتش هجي الشغل 

في المطبعة."

مروان: "مش مشكلة، أنا هتصل بيه أقوله."

ونظر للتليفون المكتب.

كريم: "لا يا مروان، ماتتصلش بيه، أنا هروح المطبعة أبلغه."

مروان بضيق: "لا، مافيش داعي تروح المطبعة، أنا هتصل 

بيه أقوله."

كريم: "لا يا مروان، أنا هروح أقوله، وبالمرة أشوف فاتح وأسلم عليه."

مروان: "تسلم عليه إيه يا ابني؟ هو انت ليه محسسني إنك مسافر ومعتش هتشوفه تاني؟ دي كلها نص ساعة بالعربية وتكون عنده في المطبعة."

كريم: "ايوه يا مروان، أنا عارف، بس أنا مش عارف أشوفه تاني، علشان معتش هشغل في المطبعة. فاروح أسلم عليه وأقول للأستاذ فتوح إني معتش جاي الشغل."

مروان: "طيب، متأكد من كده؟ وبعدين انت كنت لسه عنده من شوية، وأكيد اتكلمت معاه، يعني وقولته طبعاً إن اتخصم لك اليوم، مش كده؟"

كريم: "آه، قولته… بس انت عرفت إزاي؟"

مروان: "هكون عرفت إزاي يعني؟ ماهو فاتح عارف إنك اتأخرت يا أستاذ على الشغل، لما ماشفكش في المطبعة بتشتغل. وأي حد من العمال هناك بيتأخر عن الشغل، الأستاذ فتوح بيتخصم له اليوم، وفاتح عارف كده كويس. بس حضرتك ما تعرفش كده طبعاً، علشان الأستاذ فتوح سايبك براحتك تعمل اللي انت عاوزه."

كريم: "يامروان، والله الأستاذ فتوح ما كان سيبني براحتّي، انت ليه مش قادر تصدق كده؟"

مروان: "أصدق ولا ما أصدقش يا كريم، خلاص الموضوع انتهى دلوقتي. لو رحت المطبعة، هتقول إيه لفاتح لما يعرف إنك ما عدتش جاي الشغل؟ قل لي كده، وهو أساسًا ما يعرفش إن انت ابن صاحب المطبعة، يبقى هتقول له إيه بقى؟"

كريم: "ما أعرفش يا مروان، والله هقول له إيه لما يسألني."

مروان: "يبقى خلاص ما تروحش، بما إنك ما تعرفش، وأنا هكلم الأستاذ فتوح وأقول له إن حضرتك ما عدتش جاي الشغل علشان يبقى عارف."

كريم: "طيب يا مروان، خلاص اتصل بيه وقول له، ما أنا لو رحت مش هعرف أقول إيه لفاتح لما يسألني."

مروان: "طيب."

ومسك سماعة التليفون وبيتصل بنجوى، وبينظر له

كريم بقلق.

في مكتب نجوى السكرتيرة:

بتشتغل نجوي ورن تليفون المكتب، فالتفت له ورفعت السماعة: "الو؟"

مروان: "ايوه يا نجوى اتصلي لي بالاستاذ فتوح وحاولي الخط."

نجوى: "حاضر يا فندم."

وقفلت الخط وبتتصل بالأستاذ فتوح.

في المطبعه:

في مكتب الاستاذ فتوح:

بيشتغل الاستاذ فتوح، ورن تليفون المكتب، فنظر له 

ورفع السماعه: "الو."

نجوى: "الو، أيوه يا أستاذ فتوح، أنا نجوى."

الاستاذ فتوح: "أيوه يا نجوى، إزيك؟"

نجوى: "الحمد لله يا أستاذ فتوح، كويسة. مروان بيه عايز يكلم حضرتك."

الاستاذ فتوح بقلق: "مروان بيه؟"

نجوى: "أيوه يا أستاذ فتوح، خليك معايا على الخط."

الاستاذ فتوح: "طيب يا نجوى، بس قوليلي، مروان بيه عايزني في إيه، ما تعرفيش؟"

نجوى: "لا يا أستاذ فتوح، ما أعرفش والله، على العموم حضرتك هكلمه دلوقتي وهتعرف."

الاستاذ فتوح: "طيب يا نجوى، أنا معاكي على الخط اهو."

نجوى: "طيب يا أستاذ فتوح."

وبتتصل بمروان بيه.

في مكتب مروان:

رن تليفون المكتب، فرفع مروان السماعة: "الو."

نجوى: "الو، أيوه يا فندم، أنا اتصلت بالاستاذ فتوح زي ما حضرتك طلبت، وهو معايا على الخط دلوقتي."

مروان: "طيب يا نجوى، حولي الخط."

نجوى: "حاضر يا فندم." 

وحولت الخط.

مروان بضيق: "الو، أيوه يا استاذ فتوح."

الاستاذ فتوح بقلق: "الو، أيوه يا فندم، أنا آسف على اللي حصل النهارده وإن شاء الله…"

وقطع مروان كلامه: "اللي حصل حصل يا أستاذ فتوح، الاعتذار مش هيغير حاجة، وبعدين أنا ما اتصلتش بيك علشان أتكلم معاك في الموضوع ده، أنا اتصلت بيك علشان أبلغك إن كريم ما عادش جاي المطبعة تاني."

كريم ظهر عليه الحزن.

الأستاذ فتوح باستغراب: "كريم بيه ما عادش جاي المطبعة؟"

مروان: "ايوه يا أستاذ فتوح، ما عادش جاي المطبعة."

والتفت لكريم، ونظر كريم للأرض بحزن.

الأستاذ فتوح: "ليه يا فندم؟ حصل إيه علشان كريم بيه ما عادش جاي المطبعة تاني؟"

مروان: "والله يعني كل اللي حصل ده، وبتقول لي حصل 

إيه؟ وحضرتك ما انتاش عارف تتعامل معاه زي أي عامل عندك، وتقول لي حصل إيه، وسايبه يتأخر على الشغل زي ما هو عايز، وتقول لي حصل إيه؟ كل ده، وحضرتك شايف إنه ما حصلش حاجة؟ قل لي، أنا بعته لحضرتك علشان تعلمه 

الشغل ولا تسيبه يتأخر زي ما هو عايز؟"

الاستاذ فتوح بقلق: "يا فندم…"

وقطع مروان كلامه بغضب: "يا فندم إيه وزفت إيه؟"

كريم بقلق: "خلاص يا مروان، كفاية كده، ما انت خصمت له يومين، حرام عليك تكلمه بالشكل ده، هو إجرم يعني؟"

 مروان بعصبية: "استاذ فتوح"

الاستاذ فتوح : "ايوه يا فندم"

والتفت مروان للتليفون: "كريم ما عادش جاي يشتغل

 في المطبعه تاني، واعمل حسابك على كده"

الاستاذ فتوح: "حاضر يا فندم، بس…"

مروان: "بس ايه؟"

الاستاذ فتوح: "كريم بيه اشتغل في المطبعه شهر يا فندم، و النهارده اخر الشهر والعمال هيقبضوا مرتباتهم، وكريم بيه ليه مرتب بردك بما انه اشتغل شهر في المطبعه؟"

ونظر مروان لكريم : "طيب مش مشكلة، ابعت أي حد بالمرتب كريم على الشركه وأنا هستلمه."

كريم: "مرتبِي مرتب إيه يا مروان اللي انت هتستلمه؟"

 مروان: "خليك معايا يا استاذ فتوح شويه."

الاستاذ فتوح: "حاضر يا فندم."

وشال مروان السماعه من على ودنه : "مرتب حضرتك

 هيكون مرتب إيه يعني؟"

كريم: "مرتبِي؟ هو أنا ليا مرتب؟"

مروان: "آه طبعًا ليك مرتب، أمال هتشتغل ببلاش يعني ولا إيه؟"

كريم: "آه، أنا كنت مفكر كده."

مروان: "كنت مفكر كده إزاي يعني؟ أنا مش فاهم، هو في حد بيشتغل ببلاش؟"

كريم: "لا يا مروان، ما فيش حد بيشتغل ببلاش، بس أنا ما بشتغلش عند حد، أنا بشتغل في مطبعة بابا، وبعدين أنا كنت تدريب."

مروان: "وحتى لو تدريب، وبتشتغل في مطبعة بابا، ليك مرتب برده، أنت اشتغلت ولازم تاخد فلوس على شغلك ده."

كريم: "يعني أنا هقبض النهارده زي العمال؟"

مروان: "أه طبعا، هتقبض زي العمال."

كريم بابتسامة: "دي هتكون أول فلوس أكسبها من شغلي."

مروان بابتسامة: "أه يا سيدي، هتكون أول فلوس هتكسبها من شغلك."

والتفت لسماعة التليفون، وشال إيده وحطها على ودنه:

 "أيوه يا أستاذ فتوح، أنت معايا."

الأستاذ فتوح: "أيوه يا فندم، مع حضرتك."

مروان: "طيب، ابعت بقى حد بالراتب كريم وأنا هستلمه،

 بس ماتنساش تخصم منه اليوم، مفهوم؟"

كريم ابتسم بابتسامة خفيفة.

الأستاذ فتوح: "مفهوم يا فندم بس."

مروان: "بس إيه تاني؟"

الأستاذ فتوح: "ابعت لحضرتك مين؟ العمال هنا كلهم بيشتغلوا، وأنا نسيت أعطي الراتب لكريم بيه لما حضرته

 كان عندي هنا عشان كان مستعجل."

مروان: "خلاص يا أستاذ فتوح، ما تبعتش حد، أنا هتصرف."

كريم استغراب.

الأستاذ فتوح: "حاضر يا فندم، مش هبعت حد."

مروان: "طيب، سلام."

الأستاذ فتوح: "مع السلامة يا فندم."

كريم : "في إيه يا مروان؟ قلت للأستاذ فتوح ما يبعتش حد ليه بالراتب؟"

وحط مروان السماعه على التليفون: "علشان العمال هناك بيشتغلوا ومش فاضيين، ولا عايزني أخلي عامل يجي ويسيب شغله علشان يعطي لحضرتك الراتب بتاعك؟"

كريم: "لا طبعا، أنا مش عايز كده، بس أنا عايز الراتب بتاعي."

مروان: "ما انت هتاخد الراتب بتاعك، هو احنا هناكله عليك يعني؟ وبعدين، انت عايزه روح خده."

كريم: "هروح أخده منين يا مروان؟"

مروان: "هيكون منين يعني يا كريم؟ من المطبعة، روح المطبعة والاستاذ فتوح هيسلمه لك."

كريم: "هروح المطبعة إزاي يا مروان وفاتح، انت نسيت ولا إيه؟ ما هو هيسألني أنا هسيب الشغل ليه، هقول له إيه؟"

مروان: "قل له أي حاجة يا كريم، قول له لقيت شغل في حتة تانية، مثلا أحسن من هنا."

كريم: "آه فكرة حلوة دي يا مروان، انت عليك أفكار فظيعة! انت بتجيب الأفكار دي منين؟"

مروان: "هكون بجيبها منين يعني؟ بفكر. انت كمان حاول تفكر شوية وانت هتلاقي حل للمشكلة اللي انت فيها، وبطل بقى تسمع كلام قلبك شويه."

كريم: "طيب، هحاول، وانا هقوله إني لقيت شغل في حتة تانية. وهو أكيد هيصدقني. يلا سلام، هروح انا بقى على المطبعة."

وبابتسامة: "عشان أقبض أول راتب ليا."

وهيقوم.

مروان: "استنى."

كريم: "استنى إيه؟ أنا عايز أروح أقبض مرتبي، ده أول 

مرتب لي!"

مروان: "طيب يا أخويا، هتروح تقبض مرتبك، بس قبل ما تقبضه لازما تعرف الشغل هنا ماشي إزاي، المرتب مش 

هيطير يعني."

كريم: "إيه يا مروان، انت عايز تفهمني الشغل النهارده؟"

مروان: "آه، طبعًا، عايزك تفهمه النهارده، انت مش خلاص سبت الشغل في المطبعة؟ يبقى لازما تفهم النهارده الشغل هنا."

كريم: "طب وليه ما تخليها بكره، أنا تعبت النهارده عايز اروح اقبض المرتب واروح على البيت."

مروان بضيق: "لا والله، تعبت في إيه بقى؟ إن شاء الله، هو انت اشتغلت حاجة النهارده ولا تعبت من كتر التأخير؟"

كريم: "لا يا مروان، ماتعبتش من كتر التأخير، هي مش العربية عطلت ورحت وديتها للميكانيكي وقعدت لغاية ما صلحها، وبعدين جات لك… ما هو كل ده تعب يا مروان، هو أنا قعدت من الصبح."

مروان بابتسامة ساخرة: "لا والله، انت تعبت فعلاً، علشان كده أنا هكافئك."

كريم بابتسامة: "تكافئني؟"

مروان: "أه طبعا، وانا عندي أعز منك، يعني انت تعبت زي ما انت قلت ولازم تتكافئ."

كريم: "هو ده أخويا مروان اللي أنا بحبه، قل لي بقى مكافأتي ايه؟"

مروان: "هقول لك طبعا بس استنى شويه."

كريم: "طيب، بس بقول لك ايه، لازم تكون مكافاه ما فيش زيها."

مروان: "أه طبعا، انت بتقول ايه ده؟ هتبقى مكافاه ما فيش بعد كده."

وقام.

كريم: "طيب، انت رايح فين؟"

مروان: "شويه وجاي لك، ما تقلقش علشان تاخد مكافئتك."

كريم : "طيب."

وماشي مروان وحط إيده على كتف كريم من وراه، وابتسم له كريم.

ومشي مروان، وبينظر له كريم ولنفسه بابتسامة: "هقبض مرتبي واخد مكافاة كمان، ايه اليوم ده شكله كده يوم حظي، أكيد المكافأة اللي مروان عملها لي حلوة.'"

وفتح مروان باب المكتب، لقي لنجوى بتشتغل : "نجوي."

والتفت نجوى: "ايوه يا فندم."

وقامت.

مروان: "بلغي الأستاذ شهاب إن انا عايزه في مكتبي وخليه يجي بسرعة."

نجوى: "حاضر يا فندم."

مروان: "ولما يجي، يخش لي على طول."

نجوى: "حاضر يا فندم."

ودخل مروان وقفل الباب، ونظر لكريم ومشى.

كريم: "إيه يا مروان، فين المكافاة اللي انت قلت لي عليها؟ مش قلت إنك هتكافئني؟"

مروان: "حالاً يا كريم، جايه. هو أنا أقدر أتأخر عنك بردك؟"

وقعد قصاده: "ما تقلقش، المكافاة جايه دلوقتي."

كريم بابتسامة: "طيب، مش هتقول لي إيه هي؟"

مروان: "لا، استنى شويه وانت هتعرف، اصبر، هي جايه."

كريم: "طيب."

مروان ابتسم ابتسامة خفيفة.

في مكتب نجوى السكرتيرة:

قعدت نجوى وبتتصل بالأستاذ شهاب.

في مكتب الأستاذ شهاب:

بيشتغل الأستاذ شهاب، ورن تليفون المكتب فنظر له 

ورفع السماعة: "الو"

نجوى: "الو، ايوه يا أستاذ شهاب، أنا نجوى."

الأستاذ شهاب: "ايوه يا نجوى، في حاجة؟"

نجوى: "ايوه، مروان بيه عايز حضرتك في مكتبه."

الأستاذ شهاب: "مروان بيه عايزني في مكتبه؟ ليه، في إيه؟"

نجوى: "ماأعرفش يا أستاذ شهاب، بس شكل كده في حاجة مهمة."

الأستاذ شهاب: "حاجة إيه دي يا نجوى؟"

نجوى: "ماأعرفش يا أستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب: "أمال إيه اللي خلاك تقولي إن في حاجة مهمة يا نجوى؟"

نجوى: "علشان مروان بيه قال لي أقول لك تيجي بسرعة."

الأستاذ شهاب: "أجي بسرعة."

نجوى: "ايوه يا أستاذ شهاب، هو قال لي كده."

الأستاذ شهاب: "طيب يا نجوى، أنا جاي، سلام."

نجوى: "سلام يا أستاذ شهاب."

وقفل الأستاذ شهاب الخط باستغراب: "هيكون حصل إيه علشان مروان بيه عايزني بسرعة كده؟! أنا اروح أشوف 

في إيه، ربنا يستر ما يكونش في مصيبة."

وخرج من مكتبه وراح مسرعاً على مكتب مروان بيه، 

ونظر لنجوى وراح لها: "في إيه يا نجوى؟ حد مع مروان بيه؟"

نجوى: "لا، مافيش حد غير كريم بيه يا أستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب: "كريم بيه؟"

نجوى: "أيوه."

الأستاذ شهاب: "طيب، بلغي مروان بيه إني بره."

نجوى: "مروان بيه مستنيك يا أستاذ شهاب، ادخله، هو قالي لما تجي تخش له على طول."

الأستاذ شهاب: "ادخله على طول؟ ده شكل الموضوع مهم فعلا يا نجوى، زي ما انت قلتي."

نجوى: "طيب، ادخل يا أستاذ شهاب علشان مروان بيه مستنيك."

الأستاذ شهاب: "طيب."

وراح للباب المكتب وخبط عليه.

مروان: "ادخل."

ودخل الأستاذ شهاب وقفل الباب.

مروان: "تعال يا أستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب: "حاضر يا فندم."

وراح له: "خير يا فندم."

مروان: "خير إن شاء الله يا أستاذ شهاب، انت تاخد الأستاذ كريم تفهمه كل حاجة عن المبيعات."

كريم بدهشة: "إيه؟"

مروان بابتسامة: "هو إيه اللي إيه؟ ما هي دي مكافئتك، إيه رأيك، مش حلوة؟"

الاستاذ شهاب اندهش.

كريم: "مكافأتي؟"

مروان بابتسامة: "أيوه طبعاً، شوفت أنا بحبك قد إيه بقى؟ 

ما لقيتش أحسن من المكافأة دي علشان أكافئك بيها."

كريم: "بس أنا ما كنتش فاكر كده."

مروان: "ما أنت حر تفتكر زي ما إنت عايز يا كريم أستاذ شهاب..."

الأستاذ شهاب: "أيوه يا فندم."

مروان: "خد الأستاذ كريم وفهمه الشغل، علشان من بُكره هيشتغل في الشركة."

الأستاذ شهاب: "حاضر يا فندم."

كريم بضيق: "ماشي يا مروان."

مروان بابتسامة: "وأنا اللي هكون المسؤول عنك يا أستاذ كريم، مش الأستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب استغرب. 

مروان: "تفهمه كل كبيرة وصغيرة في المبيعات يا أستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب: "حاضر يا فندم. اتفضل معايا يا كريم بيه."

كريم بضيق: "طيب." 

وقام.

مروان: "و متنساش لما تخلص مع الأستاذ شهاب تروح المطبعة."

كريم بضيق: "طيب، يلا يا أستاذ شهاب."

مروان ابتسم.

الأستاذ شهاب: "حاضر يا فندم."

ومشي كريم بضيق، وبينظر له مروان بابتسامة ماكرة.

الأستاذ شهاب: "أي أوامر تانية يا فندم؟"

مروان: "لا يا أستاذ شهاب، اتفضل أنت. وزي ما قلت لك عايزك تفهمه كل حاجة، وأنت بعد كده مش هتكون مسؤول عنه… أنا اللي هكون المسؤول، تمام؟"

الأستاذ شهاب: "حاضر يا فندم، بعد إذنك." 

ومشي.

ووقف كريم قدام الباب، والتفت لمروان بغضب.ونظر له مروان بابتسامة ماكرة.وفتح كريم الباب وخرج بضيق، ووقف.

وخرج الأستاذ شهاب وراه وبيقفل الباب.

ونظرت نجوى وهي بتشتغل، بالصدفة لقيت كريم بيه والأستاذ شهاب واقفين، فاستغربت، ولنفسها: "كريم بيه؟" وقامت.

وقفل الأستاذ شهاب الباب: "اتفضل يا فندم."

كريم بضيق: "طيب." 

وبتنظر لهم نجوى وقعدت، ولِنفسها باستغراب: "هو الأستاذ شهاب رايح مع كريم بيه على فين؟ تلقي كريم بيه عاوز الاستاذ  شهاب في حاجة، علشان كده الأستاذ شهاب 

رايح معاه. اما اشوف شغلي." 

وماشي كريم ولنفسه بغضب: "انت تعمل معايا كده يا مروان! قاعد تقولي هتكافئني هتكافئني، وفي الآخر ألاقيك جايب لي الأستاذ شهاب علشان يفهمني الشغل! ماشي يا مروان، أنا غلطان علشان صدقتك… ماشي."

ووقف الأستاذ شهاب امام مكتبه، وفتح الباب: "اتفضل

 يا فندم." 

ووقف كريم: "ها، شكراً يا أستاذ شهاب."

ودخل، وبينظر على المكتب ووقف.

ودخل الأستاذ شهاب وراه، وبابتسامة: "حضرتك منوّر المكتب يا فندم."

كريم بابتسامة خفيفة: "شكراً يا أستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب: "اتفضل." ومشي.

وماشي كريم معاه بابتسامة خفيفة: "شكراً يا أستاذ شهاب." ووقف قدام الكرسي اللي جنب المكتب، وهيقعد.

ووقف الأستاذ شهاب: "لا، اتفضل يا فندم على كرسي مكتبي."

كريم: "لا يا أستاذ شهاب، اتفضل إنت، اقعد على كرسي مكتبك، وأنا هقعد هنا."

الأستاذ شهاب: "لا يا فندم، مايصحش. اتفضل." 

كريم: "لا يا أستاذ شهاب، اتفضل حضرتك، وأنا هقعد هنا. ده مكتبك إنت، ولازم إنت اللي تقعد على الكرسي بتاعه."

الأستاذ شهاب: "بس يا فندم..."

وقطع كريم كلامه بضيق: "مابَسش، اتفضل يا أستاذ شهاب، اقعد." 

الأستاذ شهاب: "حاضر يا فندم."

وقعد كريم، وقعد الأستاذ على كرسي مكتبه: "تشرب إيه يا فندم؟"

كريم: "لا، شكرا يا أستاذ شهاب."

الأستاذ شهاب: "لا، لازم تشرب حاجة يا فندم. ده حضرتك أول مرة تشرفني في مكتبي."

كريم: "لا شكراً يا أستاذ شهاب، مش عاوز حاجة. لو عوزت حاجة أبقى أقولك. ممكن بقى تفهمني الشغل؟"

الأستاذ شهاب: "آه طبعاً يا فندم، بس عن إذن حضرتك لحظة واحدة هجيب الملفات بتاعة الشغل."

 وقام.

كريم: "طيب، اتفضل."

ومشي الأستاذ شهاب، وبينظر له كريم والتفت قدامه 

بضيق.

"وفتح الاستاذ  شهاب الدولاب، واخد منه بعض الملفات، وقفل الدولاب، وراح لكريم بيه ووقف جنبه: 'أدي الملفات

 يا فندم.'"

كريم: "طيب."

وبيلتفت له، فجات عينه على الملفات، وبصدمه: "إيه ده؟"

................. نتبع 

بقلم :Asmaa Salah

 •تابع الفصل التالي "رواية عرض جواز" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات