رواية عرض جواز الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم اسماء صلاح

 رواية عرض جواز الفصل الثامن و الثلاثون 38 - بقلم اسماء صلاح

البارت الثامن والثلاثين من عرض جواز 

توقفنا لما مروان انصدم.

نجمه: "ايه يا مروان، ساكت ليه؟"

مروان: "هو ده قرارك يا نجمه؟"

نجمه: "بس قولي الاول يا مروان، انت مش هتزعل ان قررت اني معتش اشوفك تاني؟"

مروان بضيق: "وانتي شايفة إيه يا نجمه؟"

نجمه: "ما أنا لو كنت شايفة يا مروان ماكنتش سالتك، فقولي انت هتزعل؟"

مروان: "مش هقولك يا نجمه إذا كنت هزعل ولا لا."

نجمه: "مش هتقولي ليه يا مروان؟"

مروان بغضب: "علشان لو قلت لك هبقى بضغط عليكي يا نجمه، وأنا مش عاوز كده. أنا عاوزك تاخدي قرارك من غير أي ضغط، فمالكيش دعوة بي يا نجمه، وقولي لي قررتي إيه."

نجمه: "ماليش دعوة بيك."

مروان: "أيوه يا نجمه، مالكيش دعوة بي إذا كنت ازعل ولا لأ. علشان أي كان قرارك ده ايه، أنا هوافق عليه."

نجمه: "هتوافق عليه؟ معناه كده إنك مش هتزعل لو قررت إني معتش أشوفك تاني، مش كده؟"

مروان: "نجمه، قرارك إيه اللي إنتي أخدتيه؟ لو قرارك إنك معتش تشوفيني تاني، تمام، مش مشكلة. أنا هتصرف بكرة علشان متشوفنيش، وإنتي بتضمي العقد، متقلقيش يعني."

وماشى.

نجمه: "بس مش ده قراري يا مروان."

ووقف مروان ونظر لها باستغراب.

نجمه: "أنا قراري إني عاوز أشوفك تاني يا مروان."

مروان بابتسامة: "عاوزه تشوفني تاني؟"

نجمه: "أيوه."

مروان: "طيب، ما قلتيش ليه كده من الأول؟"

نجمه: "علشان كنت عاوزه أعرف إذا هتزعل لما معتش تشوفني تاني ولا لأ، بس…"

مروان: "بس إيه؟"

نجمه: "بس انت ما رضيتش تقولي، واظهار كمان إني مش هتفرق معاك لو كنت تشوفني تاني ولا لأ."

مروان: "مين اللي قال كده بقى؟"

نجمه: "تصرفاتك يا مروان هي اللي قالت كده."

مروان: "لا يا نجمه، هتفرق معايا وكنت هزعل، بس ماكنش ينفع أقولك كده علشان مش عاوز أضغط عليك يا نجمه."

نجمه بابتسامة: "يعني انت كنت هتزعل علشان مش هتشوفني تاني."

مروان: "ايوه، وما تقولي ليش ليه علشان أنا مش عارف، وبعدين انتي قررتي كده علشان العقد اللي هتمضيه معايا بكره. لو كان على شانه، فماتقلقيش يا نجمه، أنا هتصرف يعني… مافيش داعي تاخدي قرار انتي مش عاوزه تاخديه يانجمه."

نجمه: "لا يا مروان، انا مقررتش كده علشان العقد، انا عاوزه اشوفك تاني ومش عارفة ليه، بس عايزه اشوفك وخلاص."

مروان بابتسامة: "تمام يا نجمه، بكره إن شاء الله العقد هيكون جاهز وتيجي عشان نمضيه."

نجمه: "طيب يا مروان، انا لازم امشي بقى، سلام."

وماشيه.

مروان: "عجبتني يا نجمه."

ووقفت نجمه والتفت له باستغراب:" عجبتك؟ هي إيه دي يا مروان، اللي عجبتك؟"

مروان: "الرواية يا نجمه، عجبتني."

نجمه: "إيه، الرواية عجبتك؟"

مروان: "أيوه."

نجمه: "أيوه؟ إزاي يا مروان، إنت قلت لي إنها ماعجبتكش؟"

مروان: "لا يا نجمه، أنا ما قلتلكيش إنها ماعجبتنيش. أنا قلت لك لو ماعجبتنيش هتزعلّي، يعني ما كنتش قلت رأيي زي ما انت فهمتي. أنا كنت بس عايز أشوف هتعملي إيه مش أكتر. بس هي الرواية عجبتني."

نجمه: "بجد يا مروان عجبتك؟"

مروان: "آه، عجبتني. هي فكرة مختلفة وجديدة، وفكرة إن البنت هي اللي تتقدم للشاب اللي انتي ناقشتيها في الرواية بتاعتك… هي صعب تحصل علشان عاداتنا وتقاليدنا ما بيسمحوش بكده."

نجمه: "صحيح يا مروان، عاداتنا وتقاليدنا مش بيسمحوا بكده، بس بقيت بتحصل اليومين دول."

مروان: "بتحصل؟ بتحصل فين يا نجمه؟ عاداتنا وتقاليدنا ما بسمحوش بكده. البنت حتى لو متعلمه ومثقفه ومعتمده على حالها يانجمه ووصله لأعلى مكانة في شغلها، برده ما ينفعش تتقدم للشاب، علشان ده غلط، وعمر ما حد هيسمح بيه إذا كان من أهل البنت أو من أهل الشاب. يا حتى الشاب هيفكر إنها مش كويسة ومش هيرضي يجوزها يا نجمه."

وسكت.

نجمه: "سكت ليه؟ زي ما انت فكرت فيه كده، مش كده؟"

مروان بقلق: "نجمه، أنا…"

وقطعت نجمه كلامه: "لا يا مروان، أنا مش زعلانة وانت معاك حق فعلاً، عمر ما حد هيسمح إن بنته هي اللي تتقدم للشاب. وده اللي انا بناقشه في الرواية بتاعتي، إن فيه دور للبنت ودور للشاب، وما ينفعش مهما حصل تتقلب الأدوار دي، علشان ربنا سبحانه وتعالى خلق كل واحد ليه دور. 

فما ينفعش نجي احنا  بقي ونقلب ده. وصدقني يا مروان، الظاهرة دي بتحصل فعلاً اليومين دول، وانا شوفتها بنفسي في مسلسل في التلفزيون، لقيت فعلاً البنت في المسلسل بتقدم للشاب."

مروان: "بس ده في التلفزيون يا نجمه، مش في الواقع."

نجمه: "وهو التلفزيون إيه يا مروان، ماهو واقع إحنا بنتفرج عليه، واللي بيتعرض فيه من الواقع. صحيح مش كله من الواقع بس معظمه بيقي من الواقع. يعني يا مروان ده بيحصل فعلاً وبيتعرَض كمان، والناس كلها بتشوفه. يعني مش بيحصل وخلاص ويتنسي. لا يا مروان، الناس بتفضل شايف ده على طول علشان بتتفرج على التلفزيون، علشان كده يا مروان ناقشت الموضوع ده في الرواية بتاعتي."

مروان: "على العموم يا نجمه، هي فكرة جديدة ومختلفة فعلاً، ويمكن بيحصل كده في المسلسلات زي ما انتي بتقولي. أصل أنا مش بتفرج على التلفزيون علشان مشغول في الشغل. المهم إنتي فعلاً عندك أسلوب متميز وموهوبة يا نجمه، زي ما قالوا قسم المراجعة عندي. بس تاخدي بنصيحتي لو قلتها لك."

نجمه: "اه طبعا يا مروان، قول."

مروان: "انتي لازما فعلاً تشتغلي على حالك يا نجمه، علشان الموهبة والأسلوب مش كفاية. وصدقيني، لو اشتغلت على حالك هتلاقي اسمك في يوم بين الكتاب الكبار."

نجمه بابتسامة: "بجد يا مروان، بين الكتاب الكبار!"

مروان: "اه يا نجمه، بجد. أنا قرأت كتير علي  فكرة لي كتاب كبار ولسه بقرا لغايه دلوقتي، وانتي يا نجمه عندك أسلوب وموهبة، بس محتاجة تشتغلي عليهم شويه. و صدقيني، هتلاقي اسمك ده بين الكتاب دول وأكثر كمان."

نجمه: "أكتر كمان."

مروان:" اه يا نجمه، اكتر، وانا لو ما كنتش شايف كده ما كنتش قلت لك كده، وبعدين انا قلت لك خلي عندك ثقه في نفسك، علشان ثقتك في نفسك هتساعدك كثير انك هتحققي اللي انت عايزاه بما انك مصره انك تحققيه، وبعدين يا ستي، انت بتحبي الكتابه، اشتغلي على حالك علشان انت بتحبيها مش علشان حاجه ثانيه."

نجمه: "طيب يا مروان، هشتغل على حالي، وشكراً قوي."

مروان باستغراب: "شكراً."

نجمه: "اه، شكراً علشان  أنت بتساعدني، ما تعرفش كلامك ده بيساعدني قد إيه، بيخليني أقدر أواجه أي حاجة يا مروان."

مروان بابتسامة: "طيب كويس إنه بيساعدك يا نجمه، بس

 ماتشكرنيش تاني."

نجمه: "ليه يا مروان، ما اشكركش تاني؟"

مروان: "كده يا نجمه، ما تشكرنيش وخلاص."

نجمه: "طيب يا مروان، مش هشكرك تاني، وعلى العموم أنا هعمل بنصيحتك وهشتغل على حالي فعلاً."

مروان: "طيب يا نجمه، ولو عايزاني أساعدك في أي حاجة أنا ما عنديش مانع، قولي لي بس وانا هساعدك."

نجمه: "لا يا مروان، أنا مش محتاجة مساعدة."

مروان: "أنا بقول، لو احتاجت يا نجمه ابقي قولي لي وانا اساعدك، ماشي."

نجمه: "ماشي يا مروان، لو احتاجت هبقى أقول لك. أنا لازم أمشي بقى."

مروان: "تمشي؟"

نجمه: "ايوه، أمشي. امال انت عايزني أفضل يعني ولا ايه؟"

مروان: "لو قلت لك اللي أنا عايزك، تفضلي فعلاً يا نجمه، هتفضلي."

نجمه: "مش هينفع يا مروان، افضل أنا لازم اروح علشان بابا هيقلق عليا. وبعدين انت عايزني افضل ليه؟"

مروان: "علشان اتكلم معاكي يا نجمه."

نجمه: "نتكلم في ايه يامروان؟ ما احنا خلاص اتكلمنا في المسابقة، وبعدين بابا هيقلق عليها لو فضلت."

مروان: "طيب يا نجمه، خلاص."

نجمه: "خلاص، انت زعلت ولا ايه؟"

مروان: "لا يا نجمه، ما زعلتش ولا حاجة، انت معاكي حق، باباك هيقلق لو فضلتي، فلازم تروحي فعلاً."

نجمه: "طيب يا مروان، انت كمان لازما تروح ترتاح، انت تعبان."

مروان: "ماتقلقيش يا نجمه، أنا بقيت كويس، وبعدين انا عندي شغل وما ينفعش أروح."

نجمه: "طيب يا مروان، بس ماتشتغلش كتير علشان ما تتعبش، ماشي؟"

مروان: "ماشي يا نجمه."

نجمه: "طيب، سلام."

مروان: "مع السلامة."

ومشت نجمه.

مروان: "نجمه!"

ووقفت نجمه: "ايوه يا مروان."

مروان: "لو عاوزاني أوصلك أنا ممكن أوصلك."

نجمه: "لا يا مروان، ما فيش داعي. أنا هاخد تاكسي، وبعدين انت تعبان وما ينفعش تسوق. يلا سلام."

وشاورت بايدها.

مروان: "مع السلامة."

وشاور بايده.

ومشت نجمه، وبينظر لها مروان بابتسامة.

وراحت نجمه، وأخذت شنطتها والكتب، فجت عينيها على اللاب توب بتاعها اللي على مكتب مروان، وقالت:

"مروان."

مروان: "أيوه يا نجمه."

نجمه: "أخد اللاب توب بتاعتي."

ونظر مروان للاب توب، ثم لها : "لا يانجمه ما تاخدهوش"

ومشي.

نجمه: "ليه يا مروان، هو مش خلاص قراوا الرواية بتاعتي وانا كسبت المسابقة؟"

ووقف مروان قدامها: "اه، بس احنا لسه عايزينه يا نجمه."

نجمه: "عايزينه في إيه تاني يا مروان؟"

مروان: "عايزينه علشان نبقي نطبع الرواية يا نجمه، هي مش الرواية عليه، لو انت اخذتيه هنطبعها إزاي؟"

نجمه: "أهاااا طيب يا مروان، خليه سلام."

مروان: "سلام."

ومشت نجمه، وبينظر لها مروان بابتسامة.

ووقفت نجمه والتفت له بقلق.

مروان باستغراب: "إيه يا نجمه، واقفتي ليه؟ فيه حاجة؟"

نجمه: "لا مافيش، بس خلي بالك من نفسك وماتشتغلش كتير زي ما قلت لك."

مروان ابتسم وراح لها: "متخافيش يا نجمه، أنا كويس والله، وبعدين بما إنك خايفة عليا قوي كده، فخليكي ماتمشيش."

نجمه: "مش هينفع يا مروان، افضل أنا قلت لك إن بابا هيقلق عليا لو فضلت."

مروان: "طيب، خلي بالك من نفسك، ماشي."

نجمه بابتسامة: "ماشي."

ومشت، ووقفت قدام باب المكتب والتفت له.

وبينظر لها مروان بابتسامة، ونظرت نجمه قدامها، وخرجت من المكتب، وقفلت الباب.

ونظر مروان للباب، وراح على مكتبه بابتسامة.

بره المكتب:

وقفت نجمه قدام الباب لقيت نجوي السكرتيرة قاعدة وبتشتغل فبصت لها بضيق ومشت.

ونظرت نجوي قدامها  بالصدفه وقالت: "أنسة نجمه!"

 وقامت.

ووقفت نجمه والتفت وراها، لقيت نجوي بتنادي عليها، 

وبضيق: "أفندم!"

 وراحت لها نجوي وبقلق: "مروان بيه عامل إيه دلوقتي؟"

نجمه: "وحضرتك بتسألي ليه؟ هو عامل إيه؟"

نجوي: "لا مافيش، بس كنت عاوزة أطمن عليه، علشان لو لسه تعبان أطلب الدكتور يجي يشوفه."

نجمه: "بقول لحضرتك إيه؟ انتِ جاية هنا علشان 

تشتغلي مش علشان تخلي بالك من صحته، فخليكي في شغلك أحسن ومالكِيش دعوة بحاجة تانية، علشان ده مش شغلك. عن إذنك."

ومشت.

وبتنظر لها نجوى باستغراب، ولنفسها: "إيه ده؟ مالها دي؟ زي ما يكون اتضايقت علشان سالتها على مروان بيه. وهي مالها تضايق ليه؟ أنا مش فاهمة. هي مش قريبته علشان تضايق يعني؟" 

وبضيق:"وبعدين إزاي تتكلم معايا كده؟ هي مين علشان تتكلم معايا كده؟ هي جايه تقدم في مسابقة مش أكتر يعني، ولا قريبة مروان بيه ولا حاجة علشان تكلمّني كده. ده إيه ده؟ أنا غلطانة اللي أنا سالتها أساسًا. ماأروح أشوف شغلي."

وماشيه نجمه، ولنفسها بضيق: "مالها هي تطمن عليه بتاع إيه؟ أنا مش فاهمة. شغله نفسها بيه ليه، إذا كان كويس أو مش كويس؟ وقلقانة عليه قوي كده ليه؟ يعني ما تخليها في شغلها أحسن. ده إيه ده؟"

ونزلت، ورن تليفونها، فوقفت وأخذته من الشنطة ونظرت فيه: "سلمي".

وفتحت الخط: "الو." 

ومشت.

سلمي: "الو، أيوه يا نجمه، مااتصلتيش بيا ليه يا بنتي؟ زي ما قلت لك، علشان تقولي لي عملت إيه. هو، أنتي لسه ما خلصتيش ولا إيه؟"

نجمه: "لا يا سلمى، خلصت من شوية وخارجة اهو، من الشركة. انما قولي لي، إنت فين في الجامعة لسه؟"

سلمى: "لا يا نجمه، أنا في التاكسي مروحه، أخذنا المحاضرة التانية ومروحه على البيت أهوه."

نجمه: "طيب، ماتنسيش بقى تبقي تبعتي لي المحاضرة، ماشي؟"

سلمى: "ماشي يا نجمه، هبقى أبعتها لك، بس قولي لي عملت إيه بقى؟ اتفقوا معاكي؟"

نجمه: "أه يا سلمى، مروان اتفق معايا."

سلمى باستغراب: "مروان؟ مروان مين يا نجمه؟"

نجمه: "ها، أقصد مروان بيه، يا سلمى، رئيس مجلس إدارة الشركة، اتفق معايا وهنمضي العقد بكره."

سلمى بابتسامة: "إيه ده! هتمضي العقد؟"

نجمه: "أيوه، همضيه يا سلمى، والرواية بتاعتي هيعملها أكبر حملة دعاية قبل ما تنزل السوق."

سلمي بابتسامة: "إيه ده! أكبر حملة دعاية."

نجمه: "أيوه، مروان… أقصد مروان بيه هو اللي قالي كده

 يا سلمى."

وخرجت من الشركة ووقفت، وبصّت حواليها على تاكسي، 

ما لقيتش.

سلمي: "مبروك يا نجمه، ألف مبروك يا حبيبتي! ماتعرفيش

 أنا فرحانة لك قده إيه."

نجمه: "عارفة يا سلمى من غير ما تقولي، والله يبارك فيكي 

يا حبيبتي."

سلمي: "تعرفي يا نجمه، قليل أوي لما حد يجي له فرصة 

زي دي وتنزل له أول رواية لي في السوق، وانتي الحمد لله جات لك الفرصة دي وينزل لك أول رواية ليكي في السوق، هيبقى مكتوبه عليها اسمك. لا ومش كده وبس، هيتعملها أكبر حملة دعاية كمان!"

نجمه:"معاكي حق يا سلمي، وانا مش مصدقة لغاية دلوقتي اللي بيحصل معايا ده."

سلمي: "ليه يا نجمه، مش مصدقة؟ انتي بتكتبي حلو على فكرة."

نجمه: "ايوه، انا عارفة اني بكتب حلو، بس اني اكسب المسابقة، واول روايه لي تنزل السوق، ويتعملها كمان اكبر حملة دعاية، وامضي عقد كمان؟ ازاي ده كله؟ ازاي انتي فاهمة يا سلمي؟"

سلمي: "فاهمة يا حبيبتي، وانتي معاكي حق، وطبيعي انك ما تصدقيش اللي بيحصل معاكي ده، وأي حد مكانك ما كانش هيصدقه برده. بس يا نجمه، ده فعلاً اللي حصل: انتي كسبتي المسابقة، وهتنزل الرواية بتاعتك السوق بحملة دعاية كبيرة، وهتمضي عقد كمان. علشان كده يا نجمه، حاولي تصدقي وتفرحي يا حبيبتي."

نجمه: "بحاول والله يا سلمى أصدق اللي بيحصل لي ده."

والتفت يمينها، لقيت تاكسي جاي، وقالت: استني تاكسي، وشاورت له.

سلمى: "تاكسي؟ هو انتي لسه واقفة قدام الشركة يا نجمه؟"

نجمه: "ايوه، لسه واقفة، ما أنا ماكنتش لايقه تاكسي، بس الحمد لله لقيت واحد اهوه."

ووقف التاكسي.

نجمه: "استني معايا شويه يا سلمى لما أركب التاكسي."

ومشت.

سلمى: "طب يا نجمه أنا معاكي اهوه."

نجمه: "طيب."

وفتحت باب التاكسي اللي وراه وركبت، وقفلته: 

"اطلع لو سمحت على..." وقالت له العنوان، وسكتت.

السواق: "حاضر." 

وتحرك.

نجمه: "الو، سلمي، انتي معايا؟"

سلمي: "أه يا نجمه، معاكي. إنما كويس إنك هتمضي العقد بكره يا نجمه."

نجمه: "ليه يعني يا سلمى؟"

سلمي: "علشان إحنا مش رايحين الجامعة بكرة، معندناش محاضرات."

نجمه: "آهااا."

سلمي: "تروحي براحتك بقى وماتبقيش مستعجلة ولا حاجة، إنما قولي لي إنتِ هتروحي تمضي العقد الساعة كام؟"

نجمه: "مش عارفة يا سلمى."

سلمي: "مش عارفة إزاي يعني يا نجمه، هو مروان بيه ما قالكيش تجي الساعة كام؟"

نجمه: "لا، ماقاليش، وانا نسيت أسأله."

سلمي: "نسيتي إزاي بس يا نجمه؟ أمال هتروحي بكره إزاي؟"

نجمه: "مش عارفة."

سلمي: "طيب كويسة إن أنا فكرتك، خلي السواق بقي يرجع على الشركة تاني وادخلي اسأليه، مش إنتي مابعدتيش قوي عن الشركة؟"

نجمه: "آه، ما بعَتش أوي يا سلمى."

سلمي: "طيب كويس، خليه بقي يرجع  تاني على الشركة."

نجمه: "طيب يا سلمى، هبقي اكلمك بعدين، ماشي."

سلمي: "ماشي يا نجمه، سلام."

نجمه: "مع السلامة."

وقفلت الخط ونظرت للسواق: "لا بلاش أرجع تاني علشان أسأل مروان، أكلمه في التليفون أحسن بدل ما أرجع."

والتفت للتليفون وبتتصل بيه.

في شركة الشناوي:

في مكتب مروان:

بيشتغل مروان، ورن تليفونه على المكتب. لقي نجمه 

هي اللي بتتصل، وباستغراب: "نجمه."

وفتح الخط: "الو".

نجمه: "الو، ايوه يامروان."

مروان بابتسامة: "ايوه يانجمه، أخيراً سمعت صوتك تاني."

نجمه: "سمعت صوتي؟ ما أنا كنت لسه عندك يا مروان وبتكلم معاك."

مروان: "ايوه، انتي كنتي عندي هنا وبتكلمي، بس أنا أقصد على التليفون، أخيراً اتصلتي بي وسمعت صوتك عليه. انما قولي لي، انتي فين؟"

نجمه: "في التاكسي ومروحه على البيت."

مروان: "أهااا طيب، وبتتصلي بي ليه؟ عاوزني أقعد أتكلم معاك يعني لغاية ما توصلي على البيت ولا إيه؟ لو بتتصلي يعني عشان كده فانا ما عنديش مانع، يعني أقعد أتكلم معاكي شوية."

نجمه: "ده ايه الغرور اللي انت فيه ده؟"

مروان: "غرور؟ لا على فكرة، أنا متواضع يا نجمه."

نجمه: "متواضع؟ اه انت هتقولي."

مروان: "مش عارف ليه، حاسس إنك بتقولي كده بتريقة."

نجمه: "طبعاً بتريق يا مروان، انت متواضع طيب ازاي؟ قولي كده."

مروان: "هو ايه اللي ازاي يا نجمه؟ أنا متواضع فعلاً."

نجمه: "متواضع ايه يا مروان؟ انت مش متواضع خالص 

على فكرة."

مروان: "لا يا نجمه، متواضع ومش هثبت لك كده."

نجمه: "ليه ما تثبت لي؟"

مروان: "لا يا نجمه، مش هثبت لك، اسيبك تعرفي لوحدك علشان تعرفي انك غلطانة."

نجمه: "غلطانة؟ لا يا مروان، مش هطلع غلطانة خالص. 

انت مش متواضع. اه، أنا طلعت غلطانة قبل كده علشان مصدقتش والدتك، بس المرة دي مش هطلع غلطانة يا مروان."

مروان: "لا يا نجمه، هتطلعي غلطانة المرة دي كمان لما 

تعرفي اني متواضع."

نجمه: "ما أنا أعرف منين يا مروان؟ ما تثبت لي انت وخلاص."

مروان: "لا يا نجمه، مش هثبت لك. اعرفي انتي لوحدك، 

ولما تعرفي ابقي كلمني."

نجمه: "طيب يا مروان، بس مش هطلع غلطانه."

مروان: "لا، هتطلعي غلطانه يا نجمه. وقولي لي بقي، انتي اتصلتي بي ليه؟"

نجمه: "اتصلت بك علشان أسألك، أنا هاجي بكره الساعة كام علشان أمضي العقد؟ انت ماقلتليش هاجي الساعة كام."

مروان: "أهااا صحيح، نسيت أقولك تعالي بكره من النجمه 

يا نجمه."

نجمه: "إيه من النجمه؟"

مروان: "ايوه."

نجمه: "ايوه ايه يا مروان، أجيبلك من النجمه ايه؟ هو انا رايحه أبيع لبن."

مروان: "تبيعي لبن؟"

نجمه: "ايوه عاوزني اجي لك من النجمه ازاي يعني؟ 

يا انا بصحى للجامعة بالعافية وبابا كمان هو اللي بيصحني، وبعدين انا كمان معنديش جامعة بكره، يبقى اصحى لك من النجمه ازاي بقي؟"

مروان: "ما اعرفش بقى يا نجمه، دي مشكلتك انتي مش مشكلتي. انا بحب المواعيد المضبوطة، فلازما تيجي بدري."

نجمه: "أجي بدري ازاي يعني يا مروان؟ بقول لك انا ما بصحاش الا بالعافية، وبابا هو اللي بيصحيني، وبعدين انت بتصحى بدري علشان عاوزني اجي لك بدري؟"

مروان: "اه طبعا بصحى بدري يا نجمه وباجي الشغل كمان بدري، وبعدين اظبطي المنبه يا نجمه علشان تصحي، ولا انتم ما عندكوش منبه في البيت يعني؟"

نجمه: "لا عندنا طبعا منبه في البيت، بس صوته بيزعجني وانا نايمه، علشان كده ما بظبطوش. وبعدين انت عايزني اصحى بدري يا مروان علشان انت بتصحى بدري وخلاص."

مروان: "لا يا نجمه، مش علشان أنا بصحي بدري عايز أصحيكي بدري، أنا بحب المواعيد المظبوطه، علشان كده لازما تيجي بدري. وبعدين خلي باباك يصحيك، مش انتِ بتقولي إن هو اللي بصحيك للجامعه؟ خليه يصحيكي بقى."

نجمه: "أنا لو قلت لبابا إنه يصحيني هيقول لي: إنتي رايحة تعملي إيه بدري كده؟ هي في شركة بتفتح بدري كده، إنت رايح تبيعي لبن!"

مروان: "هو إنتي إيه حكايتك مع اللبن؟ أنا عايز أفهم، كل شوية تقولي لي: رايحة أبيع لبن، رايحة أبيع لبن… مال اللبن باللي إحنا بنقوله؟ أنا مش فاهم يعني يا نجمه!"

نجمه: "ما هو اللي بيصحى بدري هم الناس اللي بتبيع لبن يا مروان!"

مروان: "أهااا، طب وعايزاني أعمل إيه يعني دلوقتي؟ أنا مش فاهم."

نجمه: "عايزاك تأخر الميعاد شويه يا مروان علشان خاطري."

مروان: "طيب الساعة 10:00 كويس يا نجمه."

نجمه: "طيب ما تخليها 11 يا مروان."

مروان: "لا يا نجمه، الساعة 10:00 كويس قوي."

نجمه: "ليه يا مروان؟ ما تخليه على 11؟ أنت كده هتصحيني بدري برده."

مروان: "وهتصحي بدري ليه يا نجمه؟ ما أنا غيرت لك الميعاد، أهو، يبقى هتصحي بدري ليه بقى؟"

نجمه: "ما هو علشان أجي لك الساعة 10:00 دي لازم أصحى 7:00 أو 8:00 حتى، يعني هصحى بدري برده، علشان كده بقول لك خليها على 11:00 أو 12:00."

مروان: "12 إيه يا نجمه انت بتهزري 10:00 بالدقيقة الاقيك عندي لو اتأخرتي دقيقة واحدة مش هقابلك"

نجمه: "مش هتقابلني ليه يعني يا مروان؟"

مروان: "علشان أنا مش فاضي ورايا شغل، فـ 10 بالدقيقه تكوني عندي."

نجمه بضيق: "طيب يا مروان، الساعة 10:00 هتلاقيني 

على مكتبك، سلام."

مروان بابتسامة: "سلام."

وقفلت نجمه الخط، وحطت التليفون في شنطتها وقفلتها. ولنفسها بضيق: "عاوزني أجي له بدري ليه يعني؟ هيحصل ايه يعني لو جيت له متأخر شويه؟ يا أنا همضي معاه العقد وهمشي، يعني مش هقعد اشتغل علشان عاوزني أجي له بدري. هو عاوز يصحيني بدري وخلاص."

ونظرت من شباك التاكسي.

في شركة الشناوي:

في مكتب مروان:

رجع مروان بظهره لورا، وسند رأسه على الكرسي بابتسامة، وفي إيده تليفونه وقال:

"تبيعي لبن."

وهز رأسه،وطلع قدام شويه، ورفع سماعة تليفون المكتب وبيتصل بنجوى.

في مكتب نجوى السكرتيرة:

وبتشتغل نجوي، ورن تليفون المكتب، فالتفت له ورفعت السماعة: 

"الو."

مروان: "نجوى."

نجوى: "ايوه يافندم."

مروان: "بلغي الأستاذ فاروق المحامي إنه يجي لي."

نجوى: "حاضر يافندم."

مروان: "طيب"

وقفل الخط، ورجع بظهره لوراه، وسند رأسه

على الكرسي بابتسامة.

في مكتب نجوى السكرتيرة:

وقفلّت نجوى الخط، وبتتصل بالأستاذ فاروق.

في مكتب الأستاذ فاروق:

وبيشتغل الأستاذ فاروق، ورن تليفون المكتب.فنظر له 

ورفع السماعة:

 "الو."

نجوي: "الو ايوه يا استاذ فاروق انا نجوي"

الاستاذ فاروق : "ايوه يا نجوي في حاجه"

نجوي : "ايوه مروان بيه عاوز حضرتك في مكتبه"

الاستاذ فاروق : "مروان بيه"

نجوي : "ايوه يا استاذ فاروق"

الاستاذ فاروق : "متعرفيش عاوزني في ايه يا نجوي"

نجوي : "لا يا استاذ فاروق معرفش مروان بيه قالي ابلغك وبس"

الاستاذ فاروق : "طيب يا نجوي انا جاي، سلام"

نجوي : "مع السلامة"

وقفل الاستاذ فاروق الخط باستغراب: "ياترى مروان بيه عاوزني في ايه؟ ده مابطلبنيش غير فين وفين، أما اروح اشوف عاوزني في ايه."

وخرج من المكتب، وراح على مكتب مروان بيه، لقى 

نجوى  قاعدة بتشتغل، فاراح لها:

"نجوي."

والتفت نجوي: "ايوه يا استاذ فاروق."

الأستاذ فاروق: "مروان بيه معه حد جوه."

نجوي: "لا، مش معه حد يا استاذ فاروق."

الأستاذ فاروق: "طيب بلغيه اني بره."

نجوي: "طيب."

وقامت: "عن اذنك، لحظة واحدة."

الأستاذ فاروق: "اتفضلي يا نجوي."

راحت نجوي على مكتب مروان بيه وخبطت على الباب.

التفت مروان للباب وشال رأسه من على الكرسي: "ادخل".

ودخلت نجوي: "مروان بيه، الأستاذ فاروق بره."

مروان: "طيب، خليه يتفضل يا نجوي."

نجوي: "حاضر يافندم، اتفضل يا أستاذ فاروق."

الاستاذ فاروق: "ها طيب."

وراح لها: "شكرا يا نجوي."

ودخل.

مروان: "اتفضل يا أستاذ فاروق، واقف عندك ليه؟"

الأستاذ فاروق بقلق : "ها حاضر."

وراح عند المكتب : "خير يا فندم، حضرتك طلبتني ليه؟"

مروان: "خير يا أستاذ فاروق، اتفضل اقعد."

الأستاذ فاروق: "شكراً يا فندم." 

وقعد، فجات عينيه على شريط الحبوب اللي على المكتب وبقلق: "حضرتك كويس يا فندم؟"

مروان: "أه كويس، ليه؟"

الأستاذ فاروق: "أصل فيه شريط حبوب قدام حضرتك."

والتفت مروان لشريط الحبوب وأخذه، وحطه في الكيس، وشاله بعيد شويه علي المكتب، وقال:

"أنا طلبتك يا أستاذ فاروق عشان عاوزك تحضري عقد."

الاستاذ فاروق: "عقد؟"

مروان: "ايوه، عقد لنجمه جمال."

الاستاذ فاروق: "والعقد ده ليه يا فندم؟"

مروان: "عقد لكاتبه يا أستاذ فاروق."

الاستاذ فاروق: "أهااا، هي نجمه جمال كاتبه؟"

مروان: "ايوه، كاتبه، عاوز العقد ده يكون لمدة سنة يا أستاذ فاروق."

الاستاذ فاروق: "حاضر يا فندم، بس لمدة سنة ليه يا فندم؟"

مروان: "كده أنا عاوزه لمدة سنة عشان العقد ده تبع مسابقة الكتاب المبتدئين اللي الشركة عملها."

الاستاذ فاروق: "أهااا."

مروان: "أنا عاوز العقد ده يكون جاهز بكرة وعلي مكتبي، مفهوم؟"

الاستاذ فاروق: "حاضر يا فندم، أي أوامر تانية؟"

مروان: "لا، شكرًا، اتفضل انت شوف شغلك."

الاستاذ فاروق: "حاضر يا فندم، بعد إذنك."

ومشى، وبينظر له مروان، وسند راسه على الكرسي،

 وتذكر نجمه لما كانت عنده في المكتب وابتسم.

قدام الشركة:

في عربية كريم:

كريم لنفسه بقلق: "اديني وصلت وربنا يستر بقي، ومروان يسمعني وهو عصبي كده."

ووقف العربية ونزل، ونظر على الشركة وراح مسرعاً ودخلها، ورايح بسرعة  علي مكتب مروان: "يارب يرضى يسمعني وما يتعصبش عليه."

ووصل على المكتب والتفت على شماله لقي نجوي قاعدة بتشتغل، فاراح لها: 

"نجوي".

والتفت نجوي: "كريم بيه." 

وقامت: "ايوه يا فندم".

كريم بقلق: "مروان عنده حد جوه"

نجوي: "لا يا فندم، مروان بيه معندوش حد، اتفضل حضرتك ادخله." 

وشاورت ناحية باب مكتب مروان بيه.

كريم: "غريبة يا انتي، كنتي بتمعني ادخله كل مرة، اشمعنا المرة دي مامنعتينيش يعني؟"

نجوي: "لا يا فندم، ما كنتش بمنع حضرتك ولا أقدر أمنع حضرتك بس…"

كريم باستغراب: "بس ايه؟"

نجوي: "بس مروان بيه كان بيبقى معاه حد جوه لما حضرتك بتجي وعاوز تتدخله، علشان كده أنا كنت بوقف حضرتك علشان أبلغ مروان بيه إن حضرتك موجود، مش أكتر بس… أنا ما قصدتش يا فندم أمنع حضرتك، أنا آسفة."

كريم: "طيب خلاص يا نجوي، مافيش داعي للاعتذار، ما حصلش حاجة."

نجوي: "طيب اتفضل حضرتك، ادخل لمروان بيه."

كريم: "طيب."

وراح على مكتب مروان بقلق، وأخذ نفسً وخبط عليه.

وساند مروان رأسه على الكرسي، وبتذكر نجمه بابتسامة، والتفت للباب: "ادخل."

وفتح كريم الباب ودخل، ونظر له بقلق.

مروان: "أهلاً، أنت شرفت. ما لسه بدري."

واتعدل على الكرسي.

وقفل كريم الباب ومشي بقلق: "انا عارف اني غلطان، فأنا اسف."

مروان بضيق: "اسف، هو انا مش قلت لك تعالي لي على الشركة علشان عاوزك؟ ايه اللي أخرك كده؟"

ووقف كريم قدام المكتب: "ما أنا كنت جاي يامروان بعد ما طلعت من المطبعة."

مروان: "بعد ما طلعت من المطبعه، هو انت مش كنت في العربية وانا بكلمك وبقولك تعالي لي علي الشركه، انا عاوزك ايه بقي اللي وداك علي المطبعه، وانا عاوزك قولي كده."

كريم: "ما انا قوتلك، روحت علشان اعتذر من الاستاذ فتوح."

مروان بعصبية: "يعني روحت تعتذر من الاستاذ فتوح، برغم ان انا قلت لك اني عاوزك؟"

كريم: "ما انا كان لازم اروح اعتذر منه يا مروان، علشان أنا اللي غلطان من الأول مش هو."

مروان: "وبعد حضرتك ما اعتذرت منه، مجاتش ليه على الشركة؟ هو انا مش قلت لك تعالي لي على الشركة؟"

كريم: "ايوه ما انا كنت جاي."

وقعد على الكرسي اللي وراها، وجيت عينيه على المناديل اللي على الترابيزة، فاستغرب وقال: "هي ايه المناديل اللي على الترابيزة دي يا مروان؟"

ولقي مناديل على المكتب: "ده حتى فيه مناديل قدام على المكتب."

ونظر مروان على المناديل اللي قدامه، ثم له بغضب:"مالكش دعوة بزفت المناديل دي! دلوقتي قولي  إيه اللي أخرك، وبعدين تليفونك غير متاح ليه؟"

كريم باستغراب: "تليفوني غير متاح."

مروان: "ايوه غير متاح؟ اتصلت بك أكتر من عشرة مرات! وقالي غير متاح، كنت فين حضرتك علشان تليفونك غير متاح كده؟"

كريم: "كنت في العربية يا مروان، أصلها عطلت مني على الطريق وانا جاي علي هنا."

مروان باستغراب: "عطلت؟"

كريم: "أيوه، واتصلت بك علشان أقولك وتبعت لي عربية تانية، بس تليفونك كان مشغول. اظهار أنت كنت بتتصل بيا وأنا كنت بتصل بك في نفس الوقت يا مروان، علشان كده أنا معرفتش أكلمك."

مروان بضيق: "اظهار لا ده اللي حصل يا أستاذ، وبعدين ما سبّتّش العربية ليه وأخدت تاكسي وجيت؟"

كريم: "ما أنا ما ينفعش أسيبها يا مروان على الطريق وأمشي، ممكن تسرق."

مروان بغضب: "أمال فضلت قاعد جانبها وهي هتصلح نفسها بنفسها، مش كده؟"

كريم بقلق: "لا مش كده يا مروان، وقفت واحد على الطريق ساعدني وأخدها على الميكانيكي وصلحها وجيت على طول، اهوه قولي بقي عاوزني في إيه؟"

مروان: "خلاص، اللي أنا كنت عاوزك فيه خلاص."

كريم باستغراب: "خلاص يعني إيه يا مروان؟"

مروان: "يعني خلاص، أنا عملته، بس كويس إنك جيت، علشان أنا عاوز أتكلم معاك. بما إنك هنا اتكلم معاك بقي،  ومافيش داعي أستنى لما نرجع البيت واتكلم معاك."

كريم: "تتكلم معايا في إيه يا مروان؟ في اللي حصل النهاردة مش كده؟"

مروان: "أيوه بخصوص اللي حصل النهاردة، وكويس والله إنك بدأت تشغل مخك."

كريم: "إيه يا مروان؟ هو أنا مابشغلش مخي ولا إيه يعني؟"

مروان: "والله اللي أنا شايفه إنك مابشغلوش خلاص."

كريم: "لا على فكرة يا مروان أنا بشغله، وبعدين في حد أساسًا مخه مش شغال يعني."

مروان بعصبية: "آه، انت! وبعدين لو انت بتشغله زي ما انت بتقول، ماكنتش رحت المطبعة واعتذرت من الأستاذ فتوح وعرفت إنه غلطان زيه زيك، بس انت لا، رحت واعتذرت منه برغم إن  أنا قلت لك إنه غلطان. بس برده رحت واعتذرت منه، وبتقول لي بشغل مخي؟ مخي! إيه اللي انت بتشغله ده؟"

كريم : "آه يا مروان، بشغل مخي، وبعدين أنا رحت اعتذرت من الأستاذ فتوح عشان أنا اللي غلطان مش هو."

مروان: "هو انت إيه يا ابني؟ أنا عايز أفهم كل ده. ومش غلطان… لو هو مش غلطان كان سابك تتأخر عن الشغل لغاية دلوقتي، وهو عارف ومتاكد إن أنا مابسمحش  في التأخير في الشغل!"

 وشاور بإيده: "لو هو مش غلطان كان عاملك كابن صاحب المطبعة مش كعامل عنده،لو هو مش غلطان كان سابك تعمل اللي انت عايزه هناك. لو هو مش غلطان كان قال لي إنه مش قادر يتعامل معاك كعامل. كل ده وماغلطش، أنا عاقبته علشان غلط وهو عارف ومتاكد إن هو غلط، بس حضرتك رحت اعتذرت منه؟ يعني أنا بمنى وحضرتك بتهيد!"

كريم بقلق: "يامروان…"

وقطع مروان كلامه بغضب: "خلاص يا كريم، أنا ماعدتش هسمع حاجة تانيه. وينفع تسكت بقي علشان أقولك اللي

أنا عاوزه؟"

كريم: "في إيه يا مروان؟ مالك بتعاملني كده ليه؟ أنا أخوك على فكرة."

مروان: "أنا عارف إنك أخويا ومش محتاج كل شوية تقولي 'على فكرة'، بس أنا قلت لك قبل كده حاول تفصل  إن إحنا أخوات في الشغل وتنسى إن أنا أخوك خالص."

كريم: "انسي إزاي يعني يا مروان، هو انت مش أخويا؟"

مروان: "لأ، أخوك، بس أخوك ده في البيت مش هنا، وأنا قلت لك قبل كده إن الشغل مافيش فيه زفت عواطف."

كريم بقلق: "يا مروان، أنا…"

مروان بعصبية: "انت ايه يا ابني؟ افهم، ماينفعش العواطف في الشغل. حاول تفكر بده وشاور على مخك، وماتفكرش بده  وشاور علي قلبه. ماينفعش كل شويه تعتذر كده من ده وده  وده ومن غير سبب، وبسبب كده الاعتذارات الكتيرة دي غلط. محدش هيسمع لك كلمة بعد كده، علشان كده لازم تحكم عقلك في كل تصرف بتتصرفه، واركن بقي شويه 

 عواطفك دي."

كريم: "عواطف ايه دي اللي أركنها يا مروان؟ هو انت ليه محسسني إن لما أسمع كلام قلبي بعمل حاجة غلط؟"

مروان: "آه، بتعمل حاجة غلط في الشغل. لازم تفكر بعقلك، ومافيش حاجة اسمها تسمع كلام قلبك ده. لازم تبطل الطيبة الزايدة اللي  فيك دي."

كريم: "طيبة زيادة إيه يا مروان؟ كل ده علشان روحت اعتذرت من الأستاذ فتوح؟"

مروان: "آه، كل ده علشان روحت اعتذرت من الأستاذ فتوح! هو غلط، رايح تعتذر منه ليه؟ أنا مش فاهم، الطيبة الزيادة دي هتخلي الناس تستغلك، وأنا مش عاوز حد يستغلك، افهم بقى."

كريم بقلق: "يامروان، هو..."

وقطع مروان كلامه بضيق: "خلاص يا كريم، ممكن تسكت بقي علشان أقولك أنا عاوزك في إيه، وماتقطعنيش!"

كريم: "طيب، أديني سكت، اهوه اتفضل، قولي انت عاوزني في إيه."

مروان: "انت اتعلمت الشغل في المطبعة وفهمته، مش كده؟"

كريم: "أه طبعاً، فهمت الشغل في المطبعة وتعلمته، امال يعني يا مروان، كنت بعمل إيه الفترة دي كلها في المطبعة؟"

مروان بغضب: "طيب كويس."

كريم: "إنما انت بتسأل ليه يا مروان؟"

مروان: "علشان عاوزك تسيب الشغل في المطبعة وتجي تشغل في الشركة."

كريم بدهشة: "إيه؟"

............ نتبع 

بقلم  : Asmaa Salah

•تابع الفصل التالي "رواية عرض جواز" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات