رواية شجن الفصل الثامن والثلاثون 38 - بقلم Lehcen Tetouani

 رواية شجن الفصل الثامن والثلاثون 38 - بقلم Lehcen Tetouani

...... بعد يومين من الاحتفال بعيد ميلاد أيمن قال له علاء هل قرأت الخبر الذي نُشر على مواقع التواصل 
قال أيمن أتقصد الح.ادث الذي تعرض له مازن ؟
قال علاء أجل فبصراحة هو يستحق ماحدث له فمنذ  أن ضر.بك وأنا لا أطيقه
قال أيمن ولكن ياأبي لا يجب أن نتمنى له السوء أو نفرح بما حدث معه لمجرد أنه ضايقني 
قال علاء بصراحة أمثاله يستحقون أن يختفوا من على الأرض كلها حتى تهدأ الأوضاع ويستقر المجتمع 
قال أيمن مازن لديه أسرة وهو وحيد والديه ولو حدث له شئ سيحزنون كثيرا بقدر حزنك علي لو حدث معي مكروه
قال علاء لاتقل ذلك فأنا سأموت وقتها
قال أيمن لا تقل هذا ياأبي أطال الله عمرك 
قال علاء المهم ماذا فعلت مع خطيبتك ؟
قال أيمن كما أخبرتك أنا اعتذرت من الفتاة وأخبرتها أنني أحب واحدة أخرى دون علم أمي ومرتبط بها والحقيقة أن الفتاة كانت متفهمة جداً وتقبلت الأمر بهدوء
وأخبرتني أنها بعد فترة ستطلب من والديها فسخ الخطبة لأنها لا تتقبلني كزوج و لو سألها أحد من أصدقائها أو عائلتها عن سبب فسخ الخطبة ستبرر ذلك أننا لم نتفق وانفصلنا 
قال علاء وهل عرفت أمك بالأمر؟
قال أيمن لا لم أخبرها حتى لاتبدأ رحلة البحث عن عروس من جديد 
قال علاء هل مازلت مصمم على الزواج من أهداب؟
قال أيمن نعم ولن أتزوج غيرها
تدخل حسناء للغرفة وهي غاضبة وتقول لأيمن وماذا لو عرفت أن أمها من أصحاب الس.وابق هل ستظل مصمما على رأيك  
قال أيمن لأمه أمي لقد أخبرتني أهداب بكل شيء
لقد تربت السيدة سعدات مع زوجة والدها  ولم تدخل المدرسة وبعد أن كبرت تزوجت من شاب يتيم ولكن توفي زوجها  بعد ست سنوات من الزواج وكان لديها طفلين وطردها صاحب العقار لأنها لاتدفع الإيجار ولم تقبل زوجة أبيها أن تعطيها حقها في الميراث ولم يكن لديها بيت ولا معاش لتأكل منه فقد كان زوجها المرحوم على باب الله يعمل كأجير باليومية فقامت إحدي الش.حاذات واسمها عطيات بأخذها لبيتها مقابل أن تساعدها في التسو.ل 
ولكن بعد عام واحد تركتها سعدات وأبلغت عنها الشرطة
لأنها بدأت تستغل أطفال الشوارع  في أي أعمال مخالفة للقانون وبالفعل تم القبض على عطيات وأفرج عن سعدات وأولادها لأنها شاهدة في القضية وليست متهمه
فلو سمحت لا تحاولي استغلال الماضي لصالحك 
قال علاء يكفي شجارا مع أمك وهيا بنا نذهب للقسم فاليوم سيتم تكريمي لبلوغي سن المعاش
قالت حسناء لماذا لم تخبرني أنا لدي موعد الآن في الجمعية الخيرية وسألقي كلمه
قال علاء اذهبي لجمعيتك كما خططت فلا داعي لحضورك معنا فهي حفلة رجالية ولن تكوني سعيده هناك 
قالت حسناء حسناً سأذهب لأستعد 
قال علاء ونحن أيضا سنخرج هل ننتظرك 
قالت حسناء لا سأذهب بسيارتي فأمامي الكثير من الوقت لأستعد وأنت لا تحب الانتظار
قال علاء فعلاً لن انتظر فامامنا نصف ساعة فقط وتبدأ الحفلة ولا يجوز أن أتأخر والحفلة أقيمت لي
يخرج علاء مع ابنه أيمن ويتوجهان لمقر الحفلة 
وبعد أن تنتهي الحفلة يعودان مرة أخرى للبيت وفي الطريق يشعر علاء بالتعب 
قال علاء لو سمحت  يا بني خذني للمشفي حالاً أشعر بأ.لم شديد 
ينظر إليه أيمن فيجده يتعرق بشكل كبير مابك ياأبي 
قال علاء لا أدري أنا متعب جدا
يقود أيمن نحو المشفي  بسرعة وعندما يصل يتصل بأهداب  
لو سمحت دكتورة أبي يتعرق كثيرا ويشعر بدوار
إلي أي قسم أخذه 
قالت أهداب اذهب به إلي قسم الأشعة ريثما ألحق بك فأنا في طريقي للمشفى واوشكت على الوصول
بعد دقائق خارج غرفة الأشعة يرى أيمن أهداب قادمة 
أبي في الداخل الآن 
قالت أهداب سأدخل لأعرف مايحدث وأخبرك
ثم تخرج بعد دقائق لقد تم عمل الأشعة ولكنه يعاني من فقر الدم المنجلي وهو مرض وراثي  
قال أيمن وكيف نعالجه؟
قالت أهداب سأخبرك بكل ما هو المتبع  ولكن عليك أنت أيضاً أن تجري التحليل حتى يمكنك اكتشاف المرض لأنه مرض وراثي كما أخبرتك
قال أيمن  شكرا أهداب على المساعدة
قالت أهداب لا شكر على واجب فهذا عملي والآن ريثما يخرج والدك من غرفة الفحص تعالى نأخذ منك مسحة ونقارنها بمساحة والدك لتبدأ العلاج المبكر
يذهب أيمن مع أهداب لأخذ العينات ثم يغادر أيمن المشفي مع والده نحو منزلهم 
بعد ساعتين تأخذ أهداب نتيجة عينة أيمن التى جهزها معمل التحليل حيث قارنوا عينته بعينة والده وتنظر فيها ماهذا؟
لا يوجد تطابق بين عينة أيمن ووالده ولو بنسبة ضئيلة 
وهذا يعني شيئا واحدا أن علاء ليس والد أيمن يالل ألم.صيبة كيف أخبره بذلك 
في المستشفى ينظر مجد نحو مدحت منتظرا أن يقرر من سيكون أمام شجن مازن أم مدحت 
بينما مدحت غارق في التفكير هل سيختار أمه الحقيقة أم يك.سر قلب أمه من أجل ألا تحزن شجن 
ثم تأتيه نوبة من السعال فيعطيه مجد كوب ماء وينظر في عينيه كأنه يترجاه وقبل أن يشرب مدحت كوب الماء 
تتكلم سعدات قائلة تعرف مازن أنت تشبه ابني مدحت كثيرا وكأنك هو لدرجة أنني كنت أقول لنفسي ربما يكون أخوك التوأم 
قالت شجن استغراب كيف يكون مدحت أخو مازن التوأم وهو ابنك واصغر من مازن بعام 
قالت سعدات أنا لم أتحدث سابقاً في هذا الموضوع خوفاً على مشاعر مدحت والحقيقة أن مدحت ابني ولكن من الرضاعة فقط فقد وجدته وحيداً ذات يوم وأرضعته مع أهداب ابنتي ولكن أمه الحقيقة لا أحد يعلم عنها شيئاً 
يسعل مدحت بشدة بعد أن شرب رشفة الماء 
قالت شجن على مهلك حبيبي
قال مدحت  أنا بخير  أكملي يا أ ... ياخالة سعدات أين وجدت مدحت 
قالت سعدات لن تصدق لقد أحضرته السيدة التي كنت أعمل عندها وقالت إنها وجدته بجوار أحد صناديق القما.مة وأخذته
قالت شجن لنفسها مستحيل هل يعقل أن مدحت ابني وكان أمامي طوال الوقت ولم أعرفه 
قال مدحت هذا يعني شئ واحد أقصد مدحت ابن خط.يئة
قالت شجن لا تحكم  على أحد حكما مسبقاً يابني
فهناك من يتخلون عن أولادهم لضيق الحال أو التعرض للاغتص ثم تسكت 
قال مدحت في نفسه هل عشت حياتي كلها ككذبة أهلي ذكرياتي كل شيء فيها ليس حقيقيا حتى أمي وأختي 
من أكون أنا إذا 
قالت شجن لو سمحت سعدات هل تذكرين الليلة التي وجدتم فيها مدحت هل كان يوم الخميس بعد العصر مثلاً 
قالت سعدات للأسف مدام أنا كبيرة في السن ولا أتذكر هذه التفاصيل فقد مر عليها زمن طويل ولكن أعتقد أنه كان قرابة المغرب بالفعل ولكني لاأذكر اليوم بالضبط
قال مدحت لنفسه كل شيء أنتهي الآن ولم يعد هناك ماأتمسك به فأمي التي أخاف عليها ليست أمي 
وما دام هذا ماضي قد انتهى فعلي أن أختار مستقبلي  بنفسي ثم يوجه حديثه لسعدات خالتي سعدات أنا آسف أنك فقدت ابنك
ينظر مجد في عينيه ويبتسم بينما يغمض مدحت عيونه 
قالت شجن هي لم تفتقد ابنها لأنها ستراه في وجهك كل يوم 
ثم تقول لنفسها ولكن يبدو أنني من فقدت ابني وحرمت منه قبل أن نتعرف على بعضنا ثم تنزل دمعة من عيونها

 •تابع الفصل التالي "رواية شجن" اضغط على اسم الرواية
تعليقات