رواية شجن الفصل السابع والثلاثون 37 - بقلم Lehcen Tetouani

 رواية شجن الفصل السابع والثلاثون 37 - بقلم Lehcen Tetouani

.... يذهب مجد وينتظر أمام غرفة العمليات مع شجن وحبيبة اللتان تبكيان بحرقة 
قالت شجن لقد ذهبت للمشر.حة فماذا وجدت
قال مجد الجسمان غير واضح المعالم ولكني أظنه مدحت 
فقد سألت القائم على المش.رحة عمن كان يقود السيارة  فأخبرني أن الجسمان الذي هناك هو الذي كان خلف المقود وأن بلون الأمان لم يفتح لذلك توفي السائق
لذلك استنتجت أن الذي توفي هو مدحت لأنه من كان يقود السيارة 
قالت شجن أدعو أن يكون مازن على قيد الحياة فأنا سأموت لو حدث له شئ و ترفع حبيبة يديها بالدعاء
تأتي أهداب نحوهم وهي تقدم قدم وتأخر الأخرى وعيونها مليئة بالدموع 
قال مجد هل أحضرت المتعلقات يابنتي؟
قالت أهداب لمجد لقد قاموا بتم.زيق ثيابه ليدخلوه العمليات بسرعة واختلطت مع ثياب المتوفى
 ولم يتبقى معه إلا هذه
ثم تمد أهداب يدها لمجد هذه الساعة كانت في يده 
قالت شجن في يد من تكلمي الذي في العمليات أم المتوفى 
قالت أهداب مازن مازال حيا لأن من توفى هو الذي كان يقود السيارة وهو أخي مدحت
قالت شجن بسعادة الحمد لله الحمد لله يارب 
وتحتضنها حبيبة الحمد لله أن مازن بخير
تنهار أهداب فجأة وتجلس على الأرض وهي تبكي
تتدارك شجن الأمر فتجلس أمامها وتضمها قائلة 
أنا أعرف ماتشعرين به حبيبتي لقد كنت أشعر به منذ دقائق
هو أحساس بشع لا يمكن وصفه أبدا أتمنى أن يعطيك الله الصبر لتتحمليه
قالت أهداب كيف سأخبر أمي لقد كان مدحت سندها الوحيد في هذا العالم وقد مات 
قال مجد السند هو الله يابنتي نحن نحزن فقط لفقد أحبتنا لأننا لا نستطيع رؤيتهم مرة أخرى وهذا الشئ الوحيد المؤلم في الأمر
يفتح باب غرفة العمليات وتخرج الممرضة وهي تجرّ عربة عليها المريض
تقف شجن وتجري نحوه كيف حال ابني
قالت الممرضة لا أعرف سيدتي فلو سمحت ابتعدي لنأخذه لغرفة العناية 
قالت شجن طبعاً تفضلي ثم تقبل ابنها في جبينه الحمدلله على سلامتك حبيبي 
تأخذ الممرضة المريض لغرفة العناية بينما تقف اهداب على قدميها سأدخل للطبيب واطمئنكم عليه فحياة مازن مهمة بالنسبة لي أيضاً لأنني سأري أخي من خلاله
ثم تذهب للمشرحة أولا وتمسك بيد أخيها وتقبلها 
على أن أخذ عينة للحمض النووي لأخي ربما نحتاجه يوماً ما 
ثم تأخذ العينة وتعطيها لأنفال
لو سمحت أنفال احتفظي بهذه عندك واكتبي عليها اسم أخي مدحت
قالت أنفال حسنا سأفعل بالمناسبة خذي هذه نتيجة التحليل الذي احضرته للسيدة شجن وابنها الذي في غرفة العمليات العينتان متطابقتان 
تأخذ أهداب الورقة وتضعها في جيبها لقد كان لدي أمل ألا تتطابق العينة لذا أحضرت عينه أخي لأني كنت أشك أنه قد يكون مازن الذي توفي ولكن الآن تبدد كل أملي
قالت أنفال البقاء لله حبيبتي هذه سنة الحياة 
قالت أهداب الحمد لله على كل شيء سأذهب للطبيب الذي أجرى العملية لأسأله عن حالة مازن 
تغيب أهداب لدقائق  داخل غرفة الطبيب المعالج  ثم تأتي لتخبر مجد وعائلته ماقاله له 
يقول الطبيب الذي أجرى العملية إن مازن بخير
 لقد تم إيقاف النز.يف الداخلي ولكن مازن دخل في غيبوبة مؤقته 
قالت شجن بخوف ماذا يعنى هذا الكلام أنا لا أفهم ؟
قالت أهداب  لا تخافي سيدة شجن  لقد تعرض مازن لارت.جاج بسيط بالمخ ولكنه سيفيق بعد فترة قصيرة
لا تقلقي ثم تهم أن تغادر ولكنها تتذكر شيئا 
بالمناسبة سيدة شجن هذه نتيجة تحليل ال DNA  لقد طلبت منهم عند دخولنا للمشفي إجراء فحص له وأخذت منك العينه حين أغمى عليك لمطابقتها مع المريض الذي في غرفة العمليات 
تفتح شجن المغلف  نسبة التطابق مع الأم مائة في المائة
قالت شجن الحمد لله يارب يجب أن أصلي لله شكرا
يدق هاتف أهداب أنها أمي ثم ترد على الاتصال 
ألو أعرف أنك أتصلت لتسألي عن مدحت هو سافر 
يا أمي سافر لمكان لن يعود منه أبدا ثم تخنقها العَبرة
قالت سعدات بخوف ماذا حدث يابنتي أين سافر مدحت دون أن يخبرني
قالت أهداب  مدحت توفي ياأمي ثم تنهار من البكاء بينما تضمها حبيبة وتحاول أن تهدئها بينما يسقط الهاتف من يد سعدات وتجلس على كرسي خلفها إنا لله و انا اليه راجعون يارب صبرني على مص. يبتي الثانية
لقد توفي ابني البكر وهو صغير  وقلت لنفسي لقد عوضني الله بمدحت ابني من الرضاعة بدلا منه وكان ابنا حنونا وبارا بي وقلت عندما أتقدم في العمر سأستند عليه ولكني خسرته هو الآخر  ولكن لا أستطيع إلا أن أقول إلا مايرضي الله اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها
ثم تذهب لتصلي وهي تبكي
في اليوم التالي يبات مجد وشجن بجوار غرفة العناية المركزة حيث يوجد ابنهم 
قال مجد حبيبتي يجب أن تعودي للبيت لتغيري ثياب الحفلة أنت والخالة حبيبة فأنت تلبسينها من الأمس وهي غير مريحة 
قالت شجن لن أترك ابني وأذهب لأي مكان 
قال مجد لم أقل اتركيه ستذهبين لتبدلي ثيابك ثم ستعودين
قالت حبيبة مجد معه حق فبقائنا في المشفى لن يقدم أو يأخر هيا تعالي لنبدل ثيابنا ونأكل لقمة ونعود ثم يغادران
بعد نصف ساعة قال مجد أشعر أن رأسي يؤلمني  سأحضر كوب قهوه من مقصف المشفى وبالفعل يذهب ليحضر كوب القهوة وعندما يعود  يقف أمام غرفة العناية أنا لا أري مازن أين أخذوه ثم تمر إحدي الممرضات من أمامه
لو سمحت أين أخذوا ابني لقد كان هنا منذ قليل
قالت الممرضة لقد استفاق  المريض منذ قليل واخرجناه من العناية الفائقة للغرفة التى حجزتها له حضرتك في القسم المميز وأنا خرجت من عنده للتو
قال مجد وكيف حاله الآن ؟
قالت الممرضة بأفضل حال تستطيع أن تطمئن عليه بنفسك 
يجري مجد نحو الغرفة ويفتح الباب فيجد ابنه يفتح عيونه فيشد الكرسي بجوار سرير ابنه ويجلس ثم يمسك بيده
الحمد لله على سلامتك يا بني ستفرح أمك كثيرا عندما تعرف الخبر سأتصل بها الآن ثم يقف و يخرج الهاتف من جيبه ليكلم زوجته
ينادي المريض بصوت ضعيف سيد مجد أين مازن هل هو بخير؟
يتسمر مجد مكانه ويسقط الهاتف من يده وقال ألست مازن ياابني؟
قال مدحت أنا مدحت سيد مجد ولكن مازن كان معي في السيارة وأصر على القيادة 
ينهار مجد من البكاء هذا معناه أن مازن ابني توفي آه ياولدي لقد دفناه أمس على أساس أنه...ثم يسكت
قال مدحت على أساس أنه أنا أليس كذلك
يجلس مجد بجواره ويمسك بيده آسف يابني ولكنهم أخبرونا أن لي كان يقود هو لي توفي وكنت أظن أنت ماذا حدث بالضبط ؟
قال مدحت لقد حدث له شد ع.ضلي فجأة أثناء القيادة ونزلت في الدواسة كي اضغط على الفرامل بيدي وسمعته يقول لي اسرع فقد ظهرت سيارة أمامنا  ولم أشعر بما حدث بعدها وحدث ما حدث
قال مجد وهو يبلغ ريقه بصعوبة قدر الله وماشاء فعل ولكني أريد منك خدمة يابني لو عرفت شجن بموت ابنها الوحيد قد يحدث لها شئ فهي مريضة قلب فأرجوك لا تخبرها إنك مدحت أنت مثلت علينا دور مازن من قبل وستكمل تمثيلك للدور أمام شجن حتى نجد حلا  
قال مدحت ولكن هناك أم أخرى ستحزن على فقد ابنها آسف لا أستطيع أن أعيش حياة شخص آخر طوال عمري
قال مجد السيدة سعدات صابرة على فقدك ورضيت بالأمر الواقع ولو أردت أن تخبرها سرا بالأمر فليس هناك مشكلة 
أرجوك يابني أنت لن تخسر شيئا سيكون لديك شقة مازن الفخمة وسيارة أحدث موديل وعروس جميلة 
قال مدحت ولكني هكذا سأخدع ريماس وأهلها هذا غ.ش
قال مجد لا ليس غ.شا أبدا فحتى لو تزوجتم ستعيش في نفس المستوى الذي كانت ستعيش فيه مع ابني وستظل المدير التنفيذي للشركة كما كنت وساعطيك أحسن راتب في الشهر مقداره كدا وكدا هل هذا يرضيك؟
 يبلع مدحت ريقه دعني أفكر في الأمر 
قال مجد ليس هناك وقت للتفكير فشجن على وشك الوصول وعليك أن تقرر من ستكون هل ستكون مازن الثري صاحب الأملاك أم مدحت الفقير الذي لا يمتلك شيئا عليك أن تقرر الآن قبل أن تدخل علينا شجن
وقبل أن يكمل حديثه يفتح باب الغرفة وتدخل شجن وهي سعيدة وتقول لقد أخبروني أن مازن قد استفاق وعندما ترى مدحت جالساً على السرير تسرع نحوه الحمد لله أنك بخير حبيبي ثم تتجه نحوه وتضمه لقد كدت أموت عندما عرفت الخبر ولك الآن ردت إلي روحي
قال مجد دعيه شجن فهو قد آفاق حديثاً 
تبتعد شجن وتجلس على كرسي بجواره هل أنت بخير حبيبي أم هناك شيء يؤلمك هيا أخبرني
قال مدحت الحمد لله أشعر فقط ببعض الضغط على صدري ولكنني بخير ثم ينظر نحو الباب فيجد سعدات وأهداب تدخلان من الباب 
قالت سعدات الحمد لله على سلامتك يا مازن لقد طلبت من أهداب أن تحضرني حتى اطمئن عليك فعندما أراك كأني أرى ابني مدحت رحمة الله عليه  ثم تجلس بجوار شجن 
قال مدحت لنفسه ماذا ستفعل الآن يا مدحت هل ستختار أن تريح قلب شجن وهي أم شخص آخر على حساب قلب أمك هيا قرر وعليك أن تختار الآن

 •تابع الفصل التالي "رواية شجن" اضغط على اسم الرواية

تعليقات