رواية بريق الحب الفصل الثلاثون 30 - بقلم اشرقت
مساء السكر..💕
يلا عالبارت الثلاثون من رواية " بريق الحب " ✨♥️ بقلمى أشرقت
✍️...ذهبت ميساء، وبعد دقائق خرجت الطبيبة من غرفة ديلان.
تقدم منها باران وقدرت وتسنيم بخطى قلقة ولهفة ظاهرة.!
خاطبها باران وصوته يلهث من الخوف : ما بها زوجتي يا دكتورة؛ طمئنيني أرجوكِ.!
نظرت إليهم الطبيبة بحزن قائلة : أجرينا لها الفحوصات اللازمة والأشعة، والنتيجة للأسف.¿
تمتم باران قائلآ : ماذا...!!
الطبيبة : يوجد كسر في معصمها، مع التواء شديد بالكاحل، وأيضآ تمزق في إحدى عضلات الكتف؛ بالإضافة إلى كدمات متفرقة بجسدھا.. كل هذا لأن بنيتها الجسدية ضعيفة للأسف، لذا تأثرت كثيرآ بسبب ھذا السقوط العنيف.
'شهق قدرت بصدمة، بينما قبض باران على يده بشدة، أغمض عينيه وكأنه يبتلع الألم، ثم فتحهما بنظرة كسيرة وهمس بصوت أجش : وكيف حالها الأن.! هل هى بخير..؟
أجابت الطبيبة : لقد قمنا بالإسعافات الأولية وكل ما يلزم، لكن ستحتاج لكثير من الوقت حتى تتعافى بالكامل.
همس باران مجددآ، كأن روحه لا تزال تحت الصدمة : هل يمكنني رؤيتها.! فقط أراها للحظة..؟
'نظرت الطبيبة إلى حالته بحزن، وقالت : هي نائمة الأن، لقد بكت كثيرآ أثناء المعاينة. كانت تتألم ولم تكن تتحمل، دعها ترتاح قليلآ، وإن أردت يمكنك البقاء بجانبها حتى تستفيق.
لكن يُفضل أن تكون وحدك، لا حاجة لوجود الأخرون الأن.
'نزلت كلماتها كطعنة موجعة على صدره، لكنه اكتفى بهز رأسه بخضوع، ثم التفت نحو الباب كأن أنفاسه قد علقت ھناك خلفه.
تقدمت تسنيم بخطى متعثرة، وعانقت أخاها بحرارة، وكأنها تحاول انتشاله من الحزن الذى ابتلعه. بكيا معآ بصمت موجع، قبل أن يقترب منهما قدرت قائلآ بنبرة منخفضة : هيا لنراها ياأولاد.
'دخل باران برفقة والده، خطواته كانت مثقلة وكأن كل خلية فيه تستنجد برؤيتها. اقترب من السرير ليجدها نائمة، لكن الحزن كان يرتسم على قسمات وجهها.
جلس على ركبتيه بجانبها يتأمل ملامحها التى خطها الوجع، عيناه تبحثان عن الروح التى كانت تملأ الغرفة نورآ.. رأى الرباط يلف رأسها، والجبيرة تحتضن معصمها، وقدمها المثقلة بالألم موضوعة فوق وسادة.
'وضع جبينه على طرف السرير، وكأنه يريد أن يقترب منها قدر المستطاع ثم انهار بالبكاء.
كيف انتهى بها الحال هكذا.! بالأمس كانت بين يديه، عروس تسكن خلايا روحه، وتنبض بين أضلعه.
واليوم، يفصل بينه وبينها ھذا السرير الملعون البارد. لا يحتضن سوى الوجع والألم..💔
'حزن قدرت لحال ابنه، اقترب منه ووضع يده على كتفه، ثم همس بنبرة مليئة بالحزن : انهض يا بُني، كن قويآ فديلان تحتاجك الأن أكثر من أي وقت مضى.
ثم التفت إلى تسنيم وقال : هيا يا ابنتي، إن وصل خالك ولم يجدنا سيقلق كثيرآ.
رمقته تسنيم بنظرة دامعة وقالت : وهل نترك أخي وزوجته هكذا يا أبي..؟!
هز رأسه يطمئنھا : سنعود صباحآ، دعينا نمنحهما بعض الوقت وحدهما، ودعينا نترك لأخيك فرصة ليلتقط أنفاسه.
'رحل قدرت وتسنيم، أما باران فقد بقي، كأن روحه أصبحت معلقة بأنفاسها.
جلس بجوارها، أمسك يدها برفق واقترب منها أكثر..؛ طبع قبلة طويلة على يدها، ثم همس بصوت انكسر من الحزن : حبيبتي، يا ذات وجه الملاك. ليت ما أصا'بك، أصا'بني أضعافآ. ليتني م-ت قبل أن أراكِ على هذا السرير، هزيلة متألمة هكذا. يا صاحبة العيون الجميلة، افتحيها فقط، افتحيها لأتنفس أنا من جديد..😢
'مر الليل طويلآ، وساعات الصبر تتراكم كالجمر فوق قلبه.
وبينما الفجر يقترب، إذا بها تئن ألمآ، تتحرك ودمعة تسقط على خدها.
قفز من مكانه واقترب منها بلھفة، وضع كفيه على وجهها برقة، وقبل جبينها : أنا هنا يا عمري، قولي فقط هل يؤلمكِ شيء.! ھل أنادي الطبيبة..؟!
لكن نظراتها كانت مختلفة.! لم تكن نظرة وجع فقط، بل كانت تائهة، صامتة، فيها شيء من العتاب المكتوم.
ظلت تحدق به وھي تتذكر كلمات فاطمة العالقة داخلھا، ثم أدارت وجهها بعيدآ. كأنها تهرب من عينيه.
أربكته حركتها، أوجعته.
أين الترحيب.! أين الدفئ الذى لطالما حضنه في صوتها حين تنطق اسمه..؟
لماذا ھي هاربة بنظراتها عنه.
حركتها تلك كانت كالسهم في قلبه، لا جُرح واضح يُرى، لكن الألم كان يُقطع أوصاله بصمت.!
هو الذي انتظر ساعات طوال على أحر من الجمر، يتشبث بأمل رؤيتها، بأن تسمعه وتبتسم له، تناديه باسمه كما كانت دائمآ.
وها هي قد فتحت عينيها أخيرآ، لكن بينهما حاجز صامت، جدار من الجفاء لم يعتده منها.
شعر وكأنها لا ترغب في وجوده، وكأن المسافة بينهما باتت أبعد من أن تُجسر بكلمة.
لكنه لم يرد أن يضغط عليها، اكتفى بأن قلبه اطمأن بأنها ما زالت تتنفس، وما زالت موجودة.
جلس بجوارها، يراقبها بصمت موجوع، حتى بزغ نور الصباح.
'دخلت الطبيبة لتطمئن عليها، وبعد الفحص سألتها : هل لا يزال الألم شديد..؟
أومأت ديلان برأسها، وردت بصوت خافت : كثيرآ.
أعطتها مسكنآ وقالت : يجب أن تتناولي شيئآ قبل الدواء، لا تهملِي الأمر.
خرجت الطبيبة، وقبل أن تمضي دقائق، كان قدرت قد عاد بصحبة تسنيم، ومعهما "أحمد" خال باران، والذي ما إن سمع بما حدث حتى أصر على على المجئ للمشفى.
'كان أحمد قد عَلم بكل شيء من قدرت، كل ما فعلته فاطمة، كل ما سببته لديلان.. لكنه رفض إخبار باران خوفآ من تهوره وغضبه العارم.
دخل الثلاثة إلى الغرفة، اقتربوا من ديلان واطمأنوا عليها.
كان المشهد موجعآ، لكنها حاولت رسم ابتسامة باهتة، تخفي بها وجعھا الذى لا يُوصف.
'صدح صوت باران أخيرآ وهو ينهض من كرسيه ويلتفت إليھا : سأذهب وأُحضِر لكِ شئ تأكلينه، يجب أن تتناولي دوائك الأن.
قالها بنبرة حاول أن يُخفي بها اختناقه، لكنه لم يفلح.
غادر الغرفة ولحقت به تسنيم، تاركين هدوء مثقل يخيم على أرجاء المكان.
'اقترب قدرت منها بوجه يغمره الحزن، قال بصوت منكسر : أنا أخجل منكِ يا ابنتي.! لا أعلم كيف سمحت فاطمة لنفسها بأن تؤذيكِ هكذا. لقد صُدمت، ولم أصدق أن تلك هي أختي.
رفعت ديلان نظرها نحوه بذهول، لا تكاد تصدق ما تسمع..؛ فتابع قدرت وقد لمح على ملامحها أثر المفاجأة : نعم، لقد رأيت كل شيء بعيني ياديلان.
تدخل أحمد بهدوء، وجلس إلى جوارها قائلآ : أخبريني لماذا كانت تُجادلك.! ما الذي قالته لكِ حتى تدفعكِ وتسقطي بهذا الشكل..؟
'أخفضت ديلان عينيها، وغلبها وجع الذكرى، فردت بصوت مبحوح : لا أريد حتى أن أتذكر كلماتها، لقد جرحتني كثيرآ..💔 تنهدت وتابعت : قالت إنني السبب في مغادرة ابنها، رغم أنني لا أفهم شيئ مما حدث..!
__،،سادت لحظة من الصمت، ثم أردفت ديلان وقد ترددت قليلآ : وكان هناك سبب أخر.!
نظر أحمد لها بدھشة، وسأل : وما هو السبب الثاني..؟
أجابت بصوت منخفض، يكاد لا يُسمع من ثقل الحزن : كانت تلومني على زواجي من باران، قالت إنه كان سيتزوج بميساء، وأنني خط-فته منها.
__،،ثم أغمضت عينيها بألم، وتابعت : قالت كلامآ قاسيآ لا يزال يجرح روحي كلما تذكرته.!
نظرت لهم بعينين دامعتين : لكن ما يؤلمني أكثر هو تصرف باران، فھو لم يخبرني بشيء عن سبب طرد طلال.! وعندما سألته عن ميساء نفى.؛ قال إنه لا يوجد شيء.. لكنني الأن أشك في كل ھذة التصرفات.
'رد قدرت بهدوء يمتص حزنها : لا يا ابنتي، باران وميساء لا يجمع بينهما شيء صدقيني، كل ما قيل من اختراع فاطمة، فباران دائمآ كان يرى ميساء كأخت له لا أكثر.
أضاف أحمد بصوت أبوى حنون : لا تلومي باران لأنه أخفى عنكِ بعض الأمور، ربما لم يكن يريدك أن تتألمي.! لم يقصد أن يُخفي، بل كان يحاول حمايتك بطريقته.
'لكن فجأة وأثناء حديثھم، انفتح الباب ودخل باران بعد أن سمع كل شئ..
كانت كلماتهما قد وصلت إلى أذنه، فوقفت الكلمات في حلقه، قبل أن يصرخ بذهول وغضب : ماذا قالت عمتى وماذا فعلت يا أبي.! ماذا فعلت لزوجتى..؟!
تفاجأ الجميع من وجوده، أما قدرت فقال محاولآ تهدئته : اهدأ يا بني.
لكن باران لم يهدأ، بل ازدادت نبرته حِدة وهو يصرخ : أرجوك يا أبي، أخبرني الحقيقة.! أحقآ ما سمعتة، هل كانت هي السبب.! هل عمتي فعلت هذا..! هل هي من دفعتها..؟!
'اندفع غاضبآ نحو الباب، وجهه يشتعل من الغضب، ولكن خاله اعترض طريقه وحاول منعه من المغادرة.
صرخ باران بألم : اتركني يا خالي، يجب أن تُحاسب؛ يجب أن تدفع ثمن ما فعلته. لقد كادت تق-تل ديلان.
__،،وقبل أن يتحرك أكثر.! جاء الصوت الذي خفف وطأة النا'ر داخله، جاء رقيقآ مكسورآ : باران، لا تذھب وتتركنى.
التفت لها على الفور.
نظر إليھا بعينين اغرقتا بدموع الحسرة، وكأن قلبه يُمزق لرؤيتها بتلك الحالة.
كان يود لو يحتضنها، يخبئها في صدره ويقول : لن يؤذيكِ أحد بعد اليوم.
لكن عينيها الهادئتين كانت تُناشده بأن يهدأ لأجل خاطرھا.
'قال أحمد بثبات : يجب أن تهدأ يا بني، والدك لم يصمت، وقد فعل ما يجب مع أختِه. وأيضا لا تنسى أنها عمتك في النهاية.
عقد باران حاجبيه بغضب، وصاح بحرقة : عمتي.! عمتي التي كادت تودي بحياة زوجتي..؟!
__،،وقبل أن يتم كلماته.
دخلت صبيحة والدموع تسبق خُطاها. كانت قد تواصلت مع باران بعدما حاولت الاتصال بديلان دون جدوى، وطلبت من تسنيم أن تُرشدها لغرفتها فور وصولها.
'اقتربت وهي تبكي بحرقة، احتضنت ديلان بقوة وهمست وسط شهقاتها : ابنتي، ما هذا الذي أراه.! فداكِ روحي يا روح الماما، كيف حدث هذا..؟!
ردت ديلان بصوت مبحوح ومُنهك : انزلق قدمي عندما كنت أصعد الدرج ووقعت.. لكن يا أمي، كيف عرفتِ..؟
صبيحة : اتصلت بكِ مرارآ ولم تجيبي، فزاد قلقي وحينھا اتصلت بباران، وهو من أخبرني.
همست ديلان محاولة تهدئتها : أنا بخير يا أمي، لا تبكي.
لكن صبيحة مسحت دموعها بانفعال قائلة : كيف بخير وأنا أراكِ بهذه الحالة..!
ديلان همست وهي تربت على يد أمها : طمئنيني على أبي.! كيف سمح لكِ أن تأتِ..؟
أجابت صبيحة : هو لا يعلم بشئ، لقد سافر منذ أسبوع مع بعض كبار العائلة، كانت هناك جنازة ومن وقتها لم يعد.
سكتت قليلآ وكأن الكلمات أصبحت أثقل من أن تُقال.!
نظرت إليها ديلان بتعجب : ما بكِ يا أمي..؟!
قالت صبيحة بتردد : والدك وعمك لا يزالان مُصرين على أن يأخذوكِ من هنا. كانوا سيأتون قبل سفرهم بيوم، لكن عند سماعهم بخبر الحا-دث، تراجعوا مؤقتآ حتى يعودوا.
نظرت ديلان إلى باران، وعيونها كأنها تستنجد به بصمت مؤلم.
لكن قبل أن يرد ھو، جاء صوت أحمد حاسمآ كالسيف : لن يجرؤ أحد على أخذ كنتي.. أنا هنا، فليأتِ من يأتى. وسيرون كيف يُنتزعوھا من حضن زوجھا.
صمت لحظة، ثم تابع بثقة : أنا على علم بكل شئ منذ البداية، كنت أتابع مع قدرت وباران.! أعلم أن مشكلتهم كانت في الطريقة التي تم بها الزواج.؛ لكن فلتتعافَ ديلان أولآ، وبعدها سأقيم حفلآ كبيرآ في قصر كارابي يشهد عليه أهل إسطنبول بأكملها. وهناك نُقدم ديلان ككنة لنا أمام الجميع.
ضحكت عيون العشاق، وارتفعت الروح من جديد.. الأن لم يعودوا وحدهم. الأن أصبحوا أقوى بعشقهم وبعائلتهم التي تقف خلفهم كجدارآ حامآ لا يُكسر..
-مر الوقت..؛ واستأذنت صبيحة بالخروج، فرافقتها تسنيم وخرج أحمد وقدرت أيضآ ليتركوا ديلان ترتاح قليلآ،،
اقترب باران من زوجته وعيونه لا تفارقها، جلس بجانبها ولف ذراعيه حولها بحنو.. أزاح خصلات شعرها برقة، وكانت تبادلة نظراتھا التي تحكي ألاف الكلمات.
همس لها بصوت مملوء بالألم : هل حقآ كنتِ ممتعضة مني.! كيف طاوعك قلبك..؛ وما ذنب قلبي أنا ليُعاقب على شيء لم يفعله..! ألن تثقي بي.
نظرت له بعينين ذابلتين، همست بصوت كالسحر : لا تتركهم يأخذونني منك، يا روحي.
وضع رأسها على صدره، وجذبها إليه أكثر قائلآ : فليأخذوا روحي أولآ، قبل أن يفصلوكِ عني........يتبع) البارت الثلاثون، بقلمى أشرقت_بين_السطور 🌼
•تابع الفصل التالي "رواية بريق الحب" اضغط على اسم الرواية