رواية انا لك ولكن الفصل الثاني 2 - بقلم سارة بركات

 رواية انا لك ولكن الفصل الثاني 2 - بقلم سارة بركات

رواية/ أنا لك ولكن  .. بقلم/ سارة بركات 
الفصل الثاني
أدهم فضل واقف في مكانه ومعقد حواجبه بضيق ومركز معاها وهى بتقوم من على الأرض، آية اتحرجت وبصت فى الأرض أكيد منظرها مُضحِك.
كان آخر كتاب هي سلمته كتاب أحمد، نزلت من المدرج وهي بتبص في الارض ورافضة تماما تبص لعيون دكتور أدهم وراحت على مكتبها وحاسه إنه برده عينيه لسه عليها لحد مابدأ محاضرته، آيه طلعت نوته وقلم من شنطتها وحطتهم على المكتب وعينيها جت على كتاب الأدب إللي كانت بتقرأ فيه فى طريقها وهي مسافرة، حطته على المكتب برده بس بنية إنها مش هتشيله معاها تانى بعد كده وفجأه لقت كمية أوراق اتحطت قدامها رفعت عينيها ..
أدهم بإبتسامه خفيفه:"دول برده محتاجك توزعيهم على الطلبة، دول عبارة عن أسئلة تقييم للطلبة عن إللي هما فاكرينه من المحاضرات إللى فاتت فاطأنتي هتصححيهم بعد مايخلصوا حل وهتجمعيهم تاني."
أخدت منه الورق بإحراج، أدهم لف وراح نحية المدرج وطلب من الطلبة الهدوء وبدأ يتكلم عن الأسئلة إللي هتتوزع عليهم...
بدأت توزع الورق ولما وصلت نحية أحمد وهى بتديله ورقته
أحمد بغمزة: "شكرا ياقمر".
البنت إللى جمبه بصتله بضيق وآية رجعت للمكتب بتاعها، وطلب دكتور أدهم من الطلبة إنهم يبدأوا حل ، آية لحد الأن مش مستوعبة إن الشاب إللي خبطت فيها ده يبقى هو دكتور أدهم، رفضت إنها تبص عليه لإنها كانت محرجة منه مش بس عشان خبطت فيه لا دى وقعت كتبه ع الأرض ده غير إنها اتكعبلت ووقعت على الارض قدام المدرج كلها ومنظرها كان مُحرِج، كانت بتحاول تتوقع إللي هيقوله ليها بعد ما المحاضرات تخلص، كانت بتبص بشرود قدامها بس لقت قلم أحمر اتحط قدامها على المكتب مما خلاها ترفع راسها وتتقابل نظراتها مع دكتور أدهم
أدهم بإبتسامه وهو بيحط ورقة جمب القلم:"إنتي هتحتاجي ده للتصحيح، والورقة دى نموذج الإجابة ولو قابلتك أى إجابة إنتي مش متأكدة منها إعملي عليها دايره وإديهالي عشان اصححها."
هزت راسها لإنها مكانتش عارفه تتكلم لإن ابتسامته كانت جميلة بس فاقت من اللي هي وهزت راسها بنفي وضيق في نفس الوقت أخدت نفس عميق ومسكت القلم وإرتاحت إن إيديها مش بترتعش وبصت لنموذج الإجابة وقعدت تقرأه والمعلومات فى العموم كانت مش غريبة عليها فافتكرت باباها وكشرت بضيق .. دكتور أدهم بصلها لما لاحظ ملامحها دي واتحرجت منه وبصت في الورقة وكملت قراءة وخلصتها واستنت الطلبة يخلصوا حل، دكتور أدهم أعلن إن الوقت انتهى وهى أخدت الأوراق من الطلبة وقعدت على المكتب عشان تصححها، وفي باقي المحاضرة آية كانت بتصحح الأوراق ودكتور أدهم كان بيدي نصايح للطلبة بخصوص الدراسة بشكل عام و كمان طلب منهم يحضروا دروس معينه للمحاضرة الجاية، باقي اليوم كان نفس النظام بتاع المحاضرة الأولى ده، وبعد ما المحاضرات كلها خلصت آية أخدت بالها إن دكتور أدهم ماشي نحية باب جوا القاعة أول مرة تاخد بالها منه ، أدهم فتح الباب ودخل وسابه مفتوح، آية معرفتش تشوف فى إيه جواه فكملت تصحيح لحد ما أدهم نده عليها..
أدهم:"آية، ممكن بعد إذنك تجيبي الورق إللى إنتي خلصتيه؟"
أخدت الأوراق إللى هى صححتهم وراحت على الباب لقت مكتب جميل جدا موجود فيه كمبيوتر ومكتبة كتب كبير، نسيت نفسها وهى بتتفرج على المكتب لحد ما افتكرت إنه هو مستنيها،،أخدت بالها إن أدهم كان بيبص على رد فعلها لما شافت مكتبه فضحكت على نفسها من الموقف المحرج ده.
آيه بإحراج:"أنا آسفة، إتفضل."
آدهم باستفسار:"إنتي خلصتيهم كلهم؟"
آيه: تقريبا يادكتور."
أدهم بإبتسامة:"تمام، روحي خلصي الباقي، شكرا."
آية رجعت لمكتبها وكملت تصحيح وبتبص على باب مكتبه وبتفتكر كلامهم الصبح وبتقول لنفسها:"هو فعلا ماكذبش عليا خالص لما اتكلمنا هو بس مالحقش يقولى هو مين، والسكرتيرة الغريبة اللي بره دي فظيعة بجد لازم أخد حذري منها."
خلصت تصحيح باقي الأوراق وراحت وقفت عند ممر الباب مستنية إن الدكتور يقولها تدخل، أدهم رفع راسه من على المكتب وبصلها...
أدهم بإستغراب:" تقدرى تدخلى يا آية إنتي مش محتاجه تستنى بره إنتي مرحب بيكى هنا في المكتب فى أي وقت."
آية افتكرت والدها لما كان دايما بيخليها تقف تستنى بره على باب مكتبه لحد مايسمحلها تدخل كان ممكن حتى تستنى ساعة على مايخليها تدخل، أدهم لاحظ ترددها... 
أدهم بإبتسامة: "إتفضلي هنا *بيشاور على الكرسي إللى قدام مكتبه* إحنا لازم نتكلم."
إدتله باقي الورق وقعدت على حرف الكرسى وبصت للأرض وكانت خايفه أحسن يطردها ومش عارفة هتعمل إيه بعد كده.
أدهم بتنهيدة:"أنا آسف جدا على إللى حصل النهارده الصبح يا آية، أنا كنت لسه هقولك أنا مين بس ساعتها الطلبة دخلوا ، أنا آسف على أي فكرة وحشه اتكونت عني فى دماغك بسبب الموضوع ده."
"ده بيعتذر!!"
قالت الكلمة دي لنفسها كانت مصدومة من رد فعله على أحداث اليوم، أدهم رفع عينيه من على الأوراق إللي قدامه وبصلها واتقابلت نظراتهم لبعض..
أدهم بابتسامة لطيفة: "أنا لازم أعترف إن الموقف إللي حصل بينا ظريف."
رجع يبص تاني على الأوراق إللي قدامه على المكتب، آية كانت مركزة معاه وهو بيصحح الورق أسرع منها بكتير..
أدهم:"أنا آسف كمان لو الاكتشاف ده وقعك ف موقف محرج ف الآخر، بس إنتي إزاى وقعتي على الأرض، أنا مانتبهتش للي حصل."
مابصتلوش بس حست إنها في موقف سخيف جدا ...
حمحمت بإحراج:" هو بس حصل لما اكتشفت حضرتك تكون مين وساعتها كنت بسلم الطالب أحمد الكتاب بتاعه فغالبا كده اتكعبلت في رجله لانها كانت في طريقي، أنا آسفةعلى الموقف المحرج ده بجد."
أدهم: "الموضوع ميستدعيش الأسف المهم إنك بخير، خدي بس حذرك المرة الجاية."
آيه بإستغراب:"المرة الجاية!! يعنى حضرتك مش هتطردني؟"
أدهم بإستغراب:"وهطردك ليه؟ إنتي عملتي ايه وحش أصلا عشان أعمل كده؟"
آية:"عشان أنا خبطت فيك ووقعت كتبك كلها ع الأرض و ماكنتش عارفة إنت مين ده غير إنى قلت عنك إنك عجوز ومكحكح وكنت موضوع للسخرية قدام الطلبة النهاردة لنا انا وقعت تاني وكل ده طبعا ف أول محاضرة."
أدهم  ابتسم وبصلها وفضل يدرس ملامح وشها لدقيقه قبل مايرد ..
أدهم بهدوء:" أنا شايف إن المواقف دى بسيطة جدا متستدعيش كل ده نقدر نقول إنها مسلية أكتر من إنها تكون سبب في طردك، وبعدين أنا سعيد إني اتعرفت عليكي كشخص عادي مش كدكتور أدهم، ماتضايقيش نفسك الموضوع عدا ودلوقتى...."
أدهم أخد موبايله من درج مكتبه واتكلم بانشغال:" أنا محتاج آخد رقمك فى حالة لو احتجت أكلمك ف حاجة تخص المحاضرات."
حست بالإحراج جامد ومش عارفه تقول إيه وبصت بعيد عنه..
آية بتوتر وبسرعة :"أنا مش معايا موبايل يا دكتور."
حس ان الادرينالين بقا عالي عندها شويه وحس كمان انها متوترة لانها بتفرك في ايديها الاتنين .. 
أدهم بإستفسار:"اهدي طيب الموضوع ميستدعيش التوتر ده، طب مافيش أي طريقة أقدر أوصلك بيها، طب المكان إللى إنتى قاعدة فيه مافيهوش تليفون أرضي حتى؟"
آية وهى بتبصله ف عينيه وقالت بهدوء "مش متأكدة، بس أنا أقدر أدي حضرتك رقم صاحب المكان إللى أنا قاعدة فيه بس هو قاعد في مكان بعيد عني."
أدهم بحيرة:"وفين المكان ده؟"
حست بالإحراج من الموقف إللي هي فيه وده لانها حست انه شافها شحاتة، يعني مش معقولة لسه بيبدأوا يتكلموا وتقوله انها مش معاها موبايل وكمان قاعدة عند حد، غمضت عينيها بضيق وبعدها اخدت نفس عميق وكتبت رقم على الورقة إللي أدهم إدهالها..
آية وهي بتديله الورقة: أنا قاعدة ف بيت بسيط ملك لعيلة المحجوب، إتفضل يا دكتور ده الرقم إللى معايا، ده رقم تليفون يحيى محجوب، البيت إللي قاعدة فيه منعزل شويه عن المدينه تقدر تقول مزرعة قديمة زى ما اتحكالى يعنى منطقة مقطوعة، بس أنا هحاول أشتري موبايل بعد أول مرتب ليا وساعتها حضرتك تقدر تتواصل معايا ."
حست بإحراج أكتر لإنها بكده كانت بتقوله إنها مش معاها فلوس ومجرد إنها يكون معاها موبايل مش هيحصل غير لما يكون معاها فلوس ..
غمضت عينيها بضيق لإنها مضطرة تحكي وتتكلم عن تفاصيل متخصهوش ومتخصش حد بس لازم يعرف لانها بتشتغل تحت إيده، بصت لأدهم إللى كان بيبصلها في المقابل ..
أدهم وهو معقد حواجبه وبإستفسار:"إنتي متأكدة إن إنتي هتكونى فى أمان هناك؟ إنتي هتقعدي هناك مع حد يعني؟"
آية بهدوء:"لا يا دكتور، أنا هكون عايشة لوحدي."
بصت للوقت ولقت إنها إتأخرت جدا وإتكلمت بتشتت
" أنا لازم أمشى لازم أوصل البيت قبل ما تليل"
أدهم بحيرة وتعجب في نفس الوقت:"بس إنتي قدامك وقت كبير يعني قدامك كذا ساعه لحد ماتليل، هو انتي هتروحى هناك بعربيتك ولا بالأوتوبيس ولا هتروحي إزاي؟"
آيه بإحراج زائد عن حده وهي بتقوم من مكانها بهرولة:"أنا هاخدها مشي يا دكتور، بعد إذنك أنا لازم أمشى دلوقتي لإن اتقالى إن المسافة طويلة من هنا لهناك وممكن تبقى أطول بشنطة السفر بتاعتي، شكرا بجد إنك ماطردتنيش." 
اتحركت خطوه نحية باب المكتب.ط بس وقفها صوته:
"ممكن أوصلك؟ بالطريقة دي هعرف أقدر أوصلك إزاي لحد مايبقى معاكي موبايل."
فضلت واقفة شويه وبتحاول تجمع كلامها عشان هو صح .. ماهو مش منطقي انها تاخدها مشي الفكرة إنها معملتش حسابها انها هتتأخر يوم كامل فبالتالي كل إللي معاها اتصرف مع الأسف..
"أنا سمعت إنه ف طريق كله زرع والطريق ضيق واعتقد إن عربية مش هينفع تعدى هناك بس أعتقد يعنى إن حضرتك تقدر توصلني على أول طريق المزرعة بحيث إنه هيوفرلي وقت."
أدهم ابتسم وآيه لقت إن ده رد غريب منه وقالت ف سرها " هو أنا قلت حاجه تضحك!"، خرجت بره المكتب وهو مشى وراها وقفل باب المكتب بتاعه، راحت عند مكتبها واخدت شنطة الضهر بتاعتها وخرجوا من القاعة هما الاتنين.
بنات كتير من طلابه وقفوه كذا مرة فى الممر بتاع الكلية ، آية استنت على جمب لحد مايخلص وبعد كده راحت عند مكتب السكرتيرة لما لقته هيطول فى وقفته معاهم.
"ربنا يستر ومتكونش رمت الشنطه بتاعتى."
دخلت المكتب لقت إن السكرتيره مستنياها..
السكرتيرة بضيق :"إتأخرتى!"
آية باعتذار:"أنا آسفه."
راحت عند ركن المكتب وشالت شنطتها وحست إن فى حد وراها وبيقف جبنها..
أدهم:"جاهزة عشان نمشى؟"
لفت وبصتله "أيوه، شكرا ليك"
أدهم بص للسكرتيرة وإبتسملها وهى ردتله الإبتسامة بإبتسامه وفضلت تتفحصه بعينيها  أخد شنطة آيه منها وشالها ..
" لا بينا"
ده اللي قاله أدهم وهو بيخرج من مكتب السكرتيرة وآية مشيت وراه لحد ماوصلوا لجراج العربيات قعدت تدور و تشوف هو راكن عربيته فين لكن بدل ده هو كمل مشى لحد رصيف كان عليه عجل مركون.. لاقته ماشي نحية موتوسيكل، طلع جاكت جلد أسمر من شنطه جانبيه للموتوسيكل، كانت منبهرة من الموقف  ده ..
ادهم وهوبيلف ليها وبيشاور على الشنطة إللي في ايده:"دي بس إللي معاكي؟"
هزت راسها بالموافقه وبتقول ف سرها:" طبعا ماحدش هياخد هدوم أكتر من كده لما ييجي يهرب."
أدهم حط شنطتها على رف الشنط إللى ورا الموتوسيكل ولف ليها وماسك خوذة الموتوسيكل في ايده وبيديهالها عشان تلبسها على راسها، أخدتها بتردد ولبستها على راسها وربطتها كويس وهى بتتفرج عليه وهو بيشغل الموتوسيكل لحد ما اشتغل..
أدهم:"طب إيه؟ جاهزه تركبي؟"
بصت للموتوسيكل وبلعت ريقها بخوف لإنها عمرها ماركبت موتوسيكل قبل كده، وفي نفس الوقت بتسأل نفسها هو ليه بيساعدها؟ .. بس انتبهت لما هو ابتسملها ومد إيده نحيتها كان حاسس بتوترها وكان مستنيها تمسك إيده عشان تركب وراه ... أفكار كتير بتهاجمها وبتشتتها وهي بتبص على إيده الممدودة ليها .. اتقابلت نظراتهم وهو طمنها بابتسامة غمضت عينيها ومش فاهمة ليه قلبها بيدق دلوقتي؟ هي مش في حالة تسمحلها بالمشاعر دي اتوترت واتكلمت ..
" هتحرك ازاي؟ أنا مقولتلكش العنوان."
أدهم بابتسامة: "سهلة تديلي العنوان مع اني افضل انك تقوليلهولي واحنا راكبين."
حمحمت واتكلمت:"بس أنا بسرح في الطريق مش بركز وبنسى نفسي."
أخدت ورقة من شنطة الظهر بتاعتها كان مكتوب فيها العنوان بالتفصيل  .. أدهم بص للورقة لوهلة وبعدها حطها في جيبه وابتسم:"الطريق سهل جدا يلا بينا."
مد ايده ليها مرة تانية والمرة دي آية مترددتش ومسكت إيده تسند عليها عشان تطلع وراه على الموتوسيكل.
..................

•تابع الفصل التالي "رواية انا لك ولكن" اضغط على اسم الرواية

تعليقات