رواية ضمير ميت الفصل الثامن والعشرون 28 - بقلم دنيا آلشملول
ذهبت دالين حيث ڤيلا فراس لتحضر ثيابًا من أجل والدته ومن أجله أيضًا .. دلفت بهدوء لتقابلها السيدة ابتهال بابتسامة : أهلا أهلا يا بنتي .. وحشتيني أوي والله .
دالين بحب :
انتي اللي وحشتيني أوي يا ست ابتهال .. عامله إيه ؟
السيدة ابتهال : نحمد الله يابنتي ..
ازيها الست جومانه ؟.. لما كلمت دكتور فراس أقوله إنها مش موجوده في اوضتها قالي إنها معاه .. هي كويسه ؟
دالين :
كويسه يا ست ابتهال الحمد لله بس فراس تعبان شويه وهيفضل في المستشفى .. فـ أنا كنت عايزة هدوم عشان طنط جومانه وعشان فراس .
السيدة ابتهال :
ألف لا بأس عليه .. طيب أنا هطلع أجيبلك هدوم للست جومانه من أوضتها .. وانتي هاتي للدكتور فراس .. أوضته التانية على يمين السلم .
أماءت دالين بهدوء وابتسامة ثم صعدت لغرفته وبمجرد أن فتحت الباب فإذا برائحته الساحرة لقلبها تقابلها بقوة ..
أغمضت عينيها وأخذت شهيقًا طويلًا تملأ رئتيها برائحته ثم دلفت بهدوء وهي تنظر إلى كل ركن بالغرفة تستكشفها ..
لقد كانت عبارة عن مزيج بين اللونين الرمادي والأبيض .. يتوسطها سرير مستطيل مفروش بمفرش رمادي والوسائد بمفارش بيضاء .. ومن جانبي السرير يوجد اثنين من الكوميدينو مزيج ألوانهما من الرمادي والابيض .. وبجانب من جوانب الغرفة يوجد مكتب صغير يعلوه العديد من الكتب والأوراق وأيضا لاب توب رمادي .. ومن خلف المكتب توجد مكتبه بيضاء بعرض الحائط بها العديد من الكتب المرصوصة بعنايه ..
وفي جانب آخر يوجد باب دلوف لدورة المياه الخاصة بغرفته ويليه مباشرة خزانة تأخذ باقي العرض تقريبًا وهي مزيج من الرمادي والأبيض كذلك .. بينما تأتي مرآته التي تقف على حامل يشبه العمود وبيضاوية الشكل وحافتها بيضاء في حين أن الحامل رمادي وتقع في الجانب الثالث من الغرفة ..
كان كل شئ بالغرفة يوحي بزوقه الراقي .. لكن لما كل شئ بالأبيض والرمادي ؟.. إن المفارش الأرضية حتى بالرمادي وسقف الغرفة أبيض .. يبدو أنه يعشق هذين اللونين تحديدًا ..
تنهدت بعدما انتهت من تأملها لتقترب من خزانته وفتحتها بهدوء وقامت بإخراج بنطال جينز أسود مع قميص أسود .. اقتربت من مكان وجود ساعاته واختارت ساعة فضيه .. وأخذت تفكر قليلًا هل تأخذ له حذاء أم لا .. واستقر رأيها على أن تأخذ واحدًا .. ثم وضعت اشياؤه في حقيبة صغيرة واحضرت أيضًا عطره الذي تعرف رائحته جيدًا .. ثم حملت الحقيبة وألقت نظرة أخيرة على الغرفة قبل أن تبتسم بهدوء وتغادرها ..
قابلتها السيدة ابتهال ومعها حقيبة أخرى بها ملابس للسيدة جومانه وأخبرتها بأنها ستذهب معها فربما يحتاجون إليها هناك ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
دلفت شدا بهدوء لمنزل لؤي كي تجلب ملابس من أجل السيدة جنات .. ولم تكن تعلم بوجود أحد هنا .. لكنها تفاجأت بصوت حركة في الطابق العلوي .. أجفلتها تلك الحركة ولكن تشجعت وصعدت بهدوء ليجفلها فتح باب إحدى الغرف وخروج لؤي ..
وقفت مكانها وأمسكت بقلبها وهي تتنهد براحة قبل أن تنفجر فيه :
طب قولي إنك هتتنيل تيجي أم البيت بدل ما تقطعلي خلفي كده .
لؤي بابتسامة بسبب احمرار وجهها وغضبها هذا :
هو أنا المفروض استأذن قبل ما أجي ولا إيه ؟
شدا :
لا مش القصد بس يعني كنت قلتلي .. أنا جيت أخد هدوم لطنط والمفتاح خدته منها .
لؤي بابتسامة عابثة :
وهو أنا سألتك جبتي المفتاح منين ؟
شدا بارتباك :
اا .. لـ لأ .. بس .. عـ عادي يعني .. أنا ..
لؤي وقد زادت ابتسامته وهو يقترب منها بهدوء مما جعلها تتحرك للخلف كرد فعل حتى كادت تسقط من أعلى الدرج .. لكنه كان أسرع حيث أمسكها من معصمها وأحكم قبضته على يدها لتشهق وهي ترمش عدة مرات ..
بينما ابتسامته العابثه تزداد وهي يتمتم :
شكلك حلو وانتي متوتره يا دودي .
شدا وهي تزدرد ريقها وتحاول الوقوف باتزان :
لـ لـ لؤي اا إوعى .
لؤي :
ولو موعتش ؟
شدا وهي تحاول استجماع شجاعتها التي تتبخر مع حضوره :
اا إوعى بقولك .
لؤي بعبث :
بس أنا مرتاح كده .
شدا بغيظ :
وأنا مش مرتاحه .. إوعى كده .
انهت كلمتها وهي تدفعه من صدره وكادت تسقط مجددًا لكنه أمسك بيدها وأوقفها سريعًا لتتوازن .. فنظرت له بغيظ لترى ابتسامته التي أظهرت غمازتيه .. يا إلهِ لمَ هو وسيم إلى هذا الحد .. ذقنه الحليقة تترك العنان لغمازتيه كي تزين وجهه حينما يتحدث أو يبتسم .. عينيه التي تتحول من الزيتوني للأخضر القاتم وأحيانا تظنها رماديه ولا تعلم كيف هذا في الحقيقة .. بنيته القوية .. إنه .. إنه حقًا رائع .. وهي تحبه ..
انتبهت شدا من تأملها له حينما تحدث لؤي :
سرحتي في إيه ؟
شدا وهي تتحمحم منظفه حلقها :
اا .. لا أبدا .. أنا .. أنا عايزه أجيب هدوم لطنط .
لؤي :
طب ادخلي هاتي وأنا هستناكي تحت .
شدا :
لا لا .. أنا معايا عربيتي .
لؤي :
طيب بما إنك هتروحي لوحدك .. ورغم إني عارف كمان ان الظروف والوقت الحالي ميسمحوش للي أنا عايز أقوله بس .. بس يعني هقوله بقا وخلاص .
شدا :
أي ؟
لؤي :
أنا من أول يوم شفتك وأنا في حاجه جوايا اتشدتـ ..
قاطعه صوت هاتفه الذي أعلن عن اتصال .. ليلعن لؤي تحت أنفاسه وهو ينظر تجاهها في غيظ قبل أن يجيب على الهاتف باقتضاب :
عايزه إيه يا زفتة الطين .. مش جايه تتصلي غير دلوقتي !!
سندس باستغراب :
إيه ياعم براحة شويه قطر داخل عليا .. وبعدين هي دي النص ساعه اللي هتخلص وترجع فيها .. انجز يابا ورانا شغل .
لؤي :
غوري يا سندس .
سندس :
أنا تحت البيت يلا اطلع عاصم وشادي مستنيينا .
لؤي :
طيب طيب جاي .
أغلق معها ونظر لشدا بقلة حيله قبل أن يذهب وهو يتمتم :
نخلص من أم الزفت ده وافضالك .. سلام .
غادر المنزل لتبتسم على طريقته .. ثم دلفت لغرفة جنات وأحضرت ملابسها وكادت تذهب لكن لا تعلم لمَ قادتها قدماها إلى غرفته ..
أرادت أن تستكشف عالمه الصغير .. ففي المرة السابقة غفت سريعًا من شدة الإرهاق .. دلفت بهدوء لترى غرفته المتألقه بلونها الكحلي ..
إنها ساحرة وهادئة ومريحة للأعصاب كذلك .. سرير يكفي لشخص واحد .. خزانة طويلة بعض الشئ .. مكتب في إحدى أركان الغرفة تتناثر عليه الكثير من الأوراق والملفات .. مرآة دائريه تحتل جانب من جوانب الغرفة وأسفلها منضدة طويلة يعلوها فرشاة شعره وزجاجات عطر وأربعة علب لأربعة ساعات فقط .. واحدة كحلية والأخرى بنية وغيرها سوداء وأخيرتهم فضية .. ستائر غرفته من اللون الأبيض وعلاقاتها كحلية .. سقف الغرفة أبيض تتداخل به خيوط كحلية ... مفارش الأرضية بيضاء برسومات كحلية .. جذب انتباهها ألبوم صور موضوع أعلى الكومود بجانب الفراش .. اقتربت بهدوء لترى صور تجمعه مع السيدة جنات ورجل آخر يبدو أنه السيد مصعب زوج السيدة جنات الراحل .. كانت صورًا لمراحل عمرية مختلفة .. وكان يبدو سعيدًا ..
لقد عوضته السيدة جنات حقًا عن أهله وكانت له ونعم الأم والمربية ..
الآن فقط علمت سبب كونه لم يغادرها لفترة طويلة .. بمجرد أن رآها انتشلها بين أحضانه .. إنها تستحق .. حتى ولو لم تخبره الحقيقة .. لكنها تستحق .
تنهدت بهدوء قبل أن تضع الألبوم في مكانه وتخرج من الغرفة متجهة إلى المستشفى .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
قادت سندس السيارة بعدما استقلها لؤي .. لتلاحظ تلك الابتسامة التي تعلُ شفتيه .
سندس :
إيه يا عم الابتسامة الرايقة دي !!.. مش عوايدك .
لؤي :
بت انتي بقولك إيه .. مش هتنطيلي في كلامي معاها وفي تفكيري فيها كمان .. اطلعي من دماغي .
سندس بضحكة عالية :
أنا بردو قلت الابتسامة دي مش وراها غير القلب .
لؤي :
والله يا سندس أنا مش عارف القلب شافها امته وازاي .. خايف يطلع مجرد إعجاب مش أكتر واظلمها معايا .
سندس بتنهيدة :
إيه الفرق بين الحب والإعجاب يا لؤي ؟
لؤي بتفكير :
اممم .. مش عارف .
سندس :
الحب يا لؤي هو إنك تشوف سعادتك في سعادة اللي بتحبه .. ديمًا يكون عندك شغف إنك تشوفه وتسمع صوته .. رغبتك الدايمة في وجوده جنبك وحواليك .. تبقى مستعد إنك تعمل أي حاجة عشانه وعشان تنفذ رغبته .. إنك تقدم سعادته هو على سعادتك الشخصية .. تكون متقبل عيوبه قبل ميزاته .. هيحقله اللي ميحقش لغيره .. مجرد وجوده بس كفيل يديك حافز أو يسعدك .. هتلاقي نفسك فجأه مهتم إنك تتعرف على كل اللي حواليه والقريبين منه .. الحب ده إحساس جميل أوي يا لؤي بيخليك طاير لفوق .
أما الإعجاب هو مجرد انجذاب لشخصية معينة .. بتبقى عندك فضول تتعرف عليه أكتر .. والإعجاب ده بينتهي بطريقين ملهمش تالت .. يا إما ينتهي بالحب .. يا إما بيختفي فضولك واهتمامك بيه فتختفي اللهفة تجاهه .
لؤي بتفكير :
اممم .. بناءًا على كلامك يبقى أنا عديت مرحلة الإعجاب وانتهى إعجابي بيها لطريق الحب .
سندس بابتسامة :
يبقى بلاش تخبي مشاعرك كتير يا زميلي .. قولها إنك بتحبها .. لإنها لو بتحبك هتكون مستنياها منك .. والحاجة اللي بتتأخر عن وقتها مبيبقاش ليها طعم .. وشغفها بالنسبة للطرف التاني بيقل .
لؤي وهو ينظر لها بجانب عينه :
وياترى بقا سندس هانم عرفت الكلام ده منين .. تكونيش بتحبي !
سندس بضحكة :
هو الحب حلال ليك لوحدك يا عم ولا إيه !
لؤي بمكر :
لا يا ستي حلال ليكي انتي كمان .. بس مين بقا سعيد الحظ ؟
سندس بتوتر :
ااا .. في وقته أحسن يا لؤي .
لؤي بابتسامة :
أوك يا ستي .. وأنا موجود لو احتجتي حاجه .
سندس :
لا انت بالذات مش عيزاك في حاجه .
لؤي بغيظ :
وأنا أصلا مش هعمل عشانك حاجه .
سندس :
طب يلا إنزل يا بتاع شدا إنزل .
لؤي بصدمة :
بتاع شدا !.. طب يلا يا بتاعة شادي يلا .
سندس بذهول :
انت عرفت منين ؟
لؤي بغمزة ماكرة :
أنا بابا يا بت .
ضحك بقوة قبل أن يتركها في غيظها ويخرج من السيارة متجهًا لمنزل عاصم الذي كان في انتظارهم هو وشادي .
صعد للأعلى بهدوء لينظرا له بضيق ..
لؤي :
إيه يا جماعة دي كلها نص ساعه اللي اتأخرتها .
شادي :
بطل برود يا أخي ويلا خلينا ننجز في أم الليلة دي .
لؤي بتنهيدة :
فهمت عاصم كل حاجه ؟
شادي :
من الألف للياء .
لؤي : عظيم .. كده باقي خطوة واحدة بس .. هاتي يا سندس الشنطة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
أخذ يرمش عدة مرات قبل أن يتبين له سقف الغرفه أولا .. ليميل برأسه يمينًا فتقابله ابتسامة معشوقته الصغيرة ..
فراس بابتسامة :
غـ غرامي .
غرام بابتسامة :
قلب غرامك وحياتها .. سلامتك يا كل ما ليا .
فراس :
وحشتيني .
عمرو وهو يتحمحم :
أي يا عم إنت .. صحتك يا با .
فراس :
الغتت كالعادة .
غرام بضحكة :
حمد الله على سلامتك يا حبيبي .. ربنا ما يوريني فيك أي وحش أبدا .
ابتسم فراس بهدوء قبل أن تقع عينيه على تلك التي دلفت للغرفه توًا ..
غرام وهي تنظر حيث ينظر فراس :
أها .. دالي تعالي .. فراس فاق أهو .
اقتربت دالين بخجل وهي تتمتم :
حمد الله على سلامتك .
فراس :
الله يسلمك .
اقتربت والدته لتمسك بيده تقبلها بحب ولهفة :
حمد الله على سلامتك يا حته من قلبي .. ربنا ما يتعبش قلبي بيك أبدا .
فراس بابتسامة صافية لها :
ربنا يخليكي ليا يا ست الكل .
ابتسمت السيدة جومانه بسعادة قبل أن تقترب لتحتضنه بقوه آلمته لكنه لم يتحدث أو يُظهر ذلك .
غرام بهدوء :
ماما حبيبتي تعالي معايا بقا عشان تغيري هدومك .
تحركت السيدة جومانه وغرام خارج الغرفة ولحق بهما عمرو ..
بقيت فقط دالين بجانبه .. وبعد صمت دام لدقائق تحدث فراس أخيرًا :
ممكن أسألك سؤال ؟
دالين :
أكيد اتفضل .
فراس :
هو شعرك لونه إيه ؟
دالين باستغراب :
شعري !!
فراس موضحًا :
اا أنا مش عارف أحدد لونه وده شئ مزعج بصراحة .
ضحكت دالين بخفه وهي تتمتم :
لا وأنا ميرضنيش إنك تنزعج يا عم .. شعري لونه أشقر عسلي .
فراس بتنهيدة :
وأخيرًا .
ضحكت دالين بخفة :
انت كل اللي محيرك لون شعري ؟
فراس :
لا .
دالين بتساؤل :
أومال إيه تاني؟
فراس :
انتي .
دالين بارتباك :
اا .. أنا أي ؟
فراس :
انتي محيراني .. كل حاجه فيكي محيراني .
دالين بتساؤل :
لي بتقول كده ؟
فراس بهدوء :
انتي من وقت ما دخلتي حياتي وانتي غيرتيها تمامًا .. تقريبًا مليتيها .. كل حاجه حواليا متغيره .
دالين :
وده شئ كويس ولا ؟
فراس :
كويس ؟!.. وجودك بس أحلى حاجه حصلتلي .
دالين بارتباك :
اا .. فراس اا أنا ..
فراس :
دالين أنا بحبك .
دالين وهي تنظر له بدموع :
فراس ..
فراس مقاطعًا :
تقبلي حبي ليكي يا دالين ؟
دالين وقد انسابت عبراتها :
طـ طبعًا .
فراس :
يعني .. يعني بتحبيني زي ما بحبك .
أماءت دالين بخجل ليتابع فراس :
مش بقولك غيرتي فيا حاجات كتير .
دالين :
قصدك إيه ؟
فراس :
يعني .. عمري ما كنت أتوقع إني أحب واتحب .. أو مش عدم توقع .. يعني هو مكنتش عايز أصلا .. بس انتي دخلتي قلبي من غير استئذان .. بكل حاجة فيكي .. بساطتك .. هدوئك اللي تقريبًا بيتبخر لما يكونوا أصحابك معاكي .. بتقلبي حد تاني خالص .
دالين بضحكة :
فعلا .
نظر لها فراس طويلًا لتخجل من نظرته تلك ولكن أنقذها طرقات على الباب ودلوف حازم وهو يتحدث بمرح :
اوهوووو دكتور فراس فاق بقا ومبتسم وليه غمازات .. يا عيني .
فراس بغيظ :
مالها الغمازات .. ما انت ماشاء الله عندك غمازات واصله لودانك أهي .
ضحكت دالين لينظر لها حازم في غيظ وهو يتمتم :
انتي اللي قلتيله ؟
دالين :
لا والله أبدًا .
فراس بعدم فهم :
قالتلي إيه ؟
حازم :
محدش بيقولي غمازاتك واصله لودانك غير دالين .
ابتسم فراس وهو يتحدث :
عشان عندها نظر .
حازم بابتسامة جانبية : طبعا ومين يشهد للعروسة .. المهم هتطلع امته ؟.. عايز أروح اتقدم للبت ومش عارف .
فراس :
لو أنا اللي معطلك فصدقني مش هطلع عندًا فيك .
حازم :
دالين قوليله حاجه .. بدور بجد وقفالي على إن فراس في المستشفى ومينفعش في الظروف دي .. تقوليش فراس كان جوز أمها ولا إيه مش عارف .
فراس :
دي واحده عندها زوق وأصيله مش زيك .
حازم وقد تذكر إغاظة فراس له حينما كانت بدور مريضة فقرر اللعب بنفس الطريقة .. اقترب من دالين وأمسك بيديها وكأنه يرجوها :
دالي حبيبتي عشان خاطري أنا .. دا أنا زوما .
دالين بإحراج :
أعمل إيه طيب .. وأنا معاك في اللي تعوزه .
فراس بغيظ :
أول حا تعملها تحط إيدك اللي تتقطع دي جنبك بدل ما أقوم اقطعهالك .. تاني حاجه اطلع بره بقا عشان مقمش اطلعك بطريقتي .
حازم بضحكة :
لا لا أنا ماشي باحترامي .. بس بالله ما تتطول يافراس .. عايز اتجوز ياناااس .
فراس :
الواد اتجنن .
ضحك ثلاثتهم قبل أن يغادر حازم وتدلف بعده غرام ووالدتها وجلسوا يتحدثون جميعًا في أمور مختلفة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يقف على بعد مناسب من مكان منزل عاصم الذي أنهى اتصاله مع فاتن للتو وخرج من الڤيلا بترقب وهو يستند إلى عكاز بيده .. وصل حتى البوابة الخارجية وبدأ يسير قليلًا في الطريق .. ومن دون سابق إنذار علا صوت طلق ناري أصاب صدره مباشرة ليرتمي إلى الأرض غارقًا في دمائه قبل أن يركب الفاعل سيارته وهرب من المكان بسرعة .. لكن هناك من تبع القاتل .. وبعد أن تلقى شادي خبرًا بابتعاد التابع بمسافة قاد سيارته سريعًا حتى وصل لعاصم الملقى أرضًا ..
ساعده على الجلوس ثم قام بشق تيشرته إلى نصفين وأخرج الواقي من صدره بينما عاصم يلهث بأنفاس متسارعة وجسد يشعر وكأن أحدهم كان يضربه بقوة عليه ..
شادي :
انت كويس؟
عاصم :
أنا مكنتش فاكر إن واقي الرصاص متعب كده .. إيه ده أنا جسمي مكسر .
اسنده شادي وهو يضحك :
اجمد كده ياشبح خلاص المهمه خلصت .
عاصم :
أنا مش فاهم حاجة أصلا .. اللي ضربوا عليا رجالتك إنت .. عرفتوا مين بقا وإزاي ؟
شادي ضاحكًا :
ياحبيبي اللي ضربوك رجالتي آه بس اللي جريوا ورا رجالتي دول اللي عايزين يخلصوا عليك .. إحنا استدرجناهم بس .. اللي قتلك من وجهة نظرهم مش منهم .. فهيرتبكوا من الموقف ويا إما هيمشوا ورا اللي ضربوك يا إما هيخلعوا هما .. وفي الحالتين لؤي هيعرفهم لإنه زارع كاميرات في كل حته وواحد مراقب الكاميرات واداله إشاره بمكان تحرك العربيه اللي فيها المجرمين الحقيقيين .. فهمت حاجه ؟
عاصم :
هو لؤي ظابط شرطه ولا زعيم عصابه ؟
ضحك كلاهما قبل أن يصعد عاصم للأعلى بمساعدة شادي وقام بتبديل ملابسه وخرج مجددًا ليذهب إلى منزل فاتن وقد أوصله شادي أولا ثم ذهب للقسم بعدها ليجد لؤي قد أصيب في ذراعه أثناء هجومه عليهم ..
والرجلين أمامه في غرفة الإستجواب .. وبعد تحقيقات تخطت الثلاث ساعات استطاعوا معرفة أنهم مجرد رجال تم استئجارهم لإنهاء مهمتهم التي تتلخص في إنهاء حياة عاصم .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت تجلس في شرفة القصر الكبير بصحبة رجل أعمال كبير له وضعه الخاص بالبلدة قبل ان يجفلهم صوت سيارات الشرطة التي حاصرت القصر بأكمله ..
خرج عادل الجندي من قصره ليقابله لؤي الذي عرف عن نفسه بأنه عميد مباحث الجنايات ولديه أمر بالقبض عليه وعلى سمر الشافعي والدة فاتن .. وبعد تحقيقات دامت لساعات أكدوا بأن سمر هي من خططت لقتل عاصم انتقامًا من مراد وأن عادل الجندي ساعدها في ذلك مقابل رغبته القذره بها .. تحولت أوراقهم للنيابة وتم القبض عليهم حتى وقت المحاكمة ..
وصل هذا الخبر لفاتن التي انهارت باكية على ما فعلته بها والدتها .. لم تخن والدها فقط .. بل كانت ستجعل ابنتها تعيسه أيضًا .. فكرت فقط في الإنتقام من مراد ولكنها لم تفكر بابنتها وتعاستها .. بقي عاصم بجانبها يقويها ويدعمها لتعود لإشراقها من جديد وكذلك باقي اصدقائها الذين لم يتركوا فرصة واحدة إلا واستغلوها كي يخرجوها مما هي فيه .. بينما خسر مراد ابنه وأخاه للأبد وبقي وحيدًا .. وبدأت شركته في التدهور كذلك .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان ينظر لها بحب كبير وهو يراها تصب جميع تركيزها على اللوحة أمامها فلم يعد هناك وقت للمعرض فقط يومان .. لتتنهد بتعب وهي تتمتم :
عموري .. إيه رأيك ؟
عمرو بابتسامة :
أجمل ما شافت عيني .
التفتت له غرام لتجده ينظر لها بحب فابتسمت بخجل وهي تجلس بجانبه :
بس أنا أقصد اللوحه .
عمرو :
سيبك منواللوحه دلوقتي .. انتي وحشتيني .
غرام بخجل :
عمرو .
عمرو وهو يحملها معه :
لا عمرو إيه ؟.. عمرو خلاص جاب آخره يا بيبي .
أنهى جملته وهو يركض بها لغرفتهما ليحيى معها عالم جنون العاشق ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
اتجهت نحو مكان جلوسه وهي تحمل في يدها صينيه بها بعض الطعام من أجله .. وضعتها فوق الطاولة ثم جلست بجانبه وهي تتمتم :
يلا بقى دا معاد الأكل عشان تاخد الدوا .
فراس بابتسامة :
مش هاكل إلا لو كلتي معايا .
دالين باستسلام :
وادي أكله هه .
بدآ يأكلان في هدوء حتى قطع هذا الصمت صوت لؤي الذي نظر تجاههما بسخط :
طبعًا أقعد بصلها وسبلها وأنا مرمي جوه مش لاقي اللي يعبر أهلي .
فراس :
انت هتدوشني ليه .. وبعدين بطل قر يا أخي .
لؤي بغيظ :
فراس متفرسنيش .
دالين بضحكة :
إيه بس يا لؤي هي شدا مجنناك أوي كده ؟
لؤي :
والله يا دالين صحبتك دي نحس أصلا .. مفيش مره أفكر اعترفلها بمشاعري إلا وينطلنا حاجه في النص توقفني عن الكلام .
فراس :
انت لحد دلوقتي مقلتلهاش؟
لؤي بسخط :
بكلم في حيطه .. قلتلك الظروف مش سامحه .
فراس وهو ينظر لدالين التي التقطت أفكاره على الفور :
خلاص ولا يهمك .. واللي يجيبهالك ويظبطلك جو شاعري من غير ما يقاطعكوا حد ؟!
لؤي وهو يجلس بجانبه ممسكًا بذراعه :
هحبه .. هحبه ده إيه ؟.. دا أنا هعمله كل اللي عاوزه .
دالين بضحكة :
خلاص سيب الموضوع ده عليا أنا وفراس .
لؤي بابتسامة رضا :
اشوفكوا في بيت العدَل يارب .
ضحك ثلاثتهم بمرح قبل أن يغادر لؤي لعمله وهو يتذكر ذاك اليوم الذي دلف به لغرفة فراس في المستشفى بعدما أنهى تلك القضية ..
#فلاش_باك
دلف إلى المستشفي لتقابله دالين التي ابتسمت بهدوء وهي تقف أمامه :
عامل إيه يا لؤي ؟
لؤي :
كويس بس .. بس قلقان .
دالين :
من مقابلة فراس؟
لؤي بتأكيد :
مش متأكد هيتقبلني ولا لأ .
دالين :
يتقبلك ؟!!.. انت عارف أول مره فراس يفتحلي قلبه قالي إيه ؟
لؤي :
إيه ؟
دالين :
كان جاي تعبان أوي .. الدنيا مقفلة في وشه جامد .. المهم لما قعد معايا محكاش عن أي وجع جواه غير عن وجعه من بُعد فارس عنه .. حكالي إزاي فقد أخوه ويومها بكى من قلبه .. قالي مقدرتش أعمل حاجة ومقدرتش أحميه .. قالي إنك كنت رافض تنزل اليوم ده وهو أصر عليك .. وشيل نفسه المسئولية وإن هو السبب في كل اللي حصلك .. فراس بيحبك فوق ما تتخيل يا لؤي .
لؤي بتنهيدة :
من قبل ما يعرف إني أخوه جالي وحكالي عن حبه ليكي .. وكنت أنا أول حد يعرف .. لا .. هو أنا الوحيد أصلا اللي عرف .
دالين بابتسامة :
طب هو كده لما ارتاحلك من غير ما يعرف إنك أخوه .. ما بالك بقا وانتوا اخوات .
لؤي بتنهيدة :
خلينا نشوف .
دالين :
يلا اطلعله .. وأنا هجيب أكل وأجي .
أماء لؤي بهدوء قبل أن يذهب لغرفة فراس ..
طرق بهدوء حتى أتاه صوت فراس يأذن له بالدخول .. فتح الباب بهدوء ودلف ليجد عينا فراس معلقة عليه .. لكن نظرته مختلفة .. ترى ما تلك النظرة ؟.. ماذا يقصد بها ؟
لؤي بهدوء :
اا .. حمد الله على سلامتك .
فراس بابتسامة خفيفة :
الله يسلمك .
لؤي وهو يقترب بهدوء :
فراس أنا ..
قاطعه فراس حينما مد يده إليه .. فلم يفهم لؤي ماذا يريد فأشار برأسه علامة .. ماذا تريد؟
فراس وهو ينظر له بحنق :
هات إيدك يا بني آدم .
مد لؤي يده باستغراب لكن ذاد استغرابه حينما جذبه فراس بقوه إليه وضمه إلى صدره وهو يتمتم بخفوت :
وحشتني ياقلب أخوك .
أدمعت عينيهما فأحاطه لؤي هو الآخر وهو يتمتم :
مش أكتر مني يا شحط .
أبعده فراس بغيظ :
مش خير ؟!
لؤي بضحكة :
خير طبعًا .. أنا الكبير وبراحتي .
بدآ في الاندماج معًا حتى انضمت لهما دالين وبعدها السيدة جومانه والسيدة جنات التي رحبوا بها بينهم وأصبح لديها ستة أبناء الآن وليس واحد .. لؤي وشدا .. فراس ودالين .. عمرو وغرام .. لم يشعرها أي منهم بأنها غريبة عنهم أبدًا .
انضمت غرام أخيرًا والتي أضافت جو من المرح إلى المكان ..
قفزت فوق لؤي وهي تعض أذنه مما جعله يقف لثوان غير مستوعب لما تفعل .. لكن آلمه عضتها فتحرك بها وهو يصيح :
يخربيت كده بتوجع انزلي انزلي .
ضحك فراس عليه وهو يتمتم :
اشرب بقا .
أفاق من شروده حينما وصل لقسم الشرطة فدلف بهدوء لينهي أعماله باكرًا ليعود ويجهز لمقابلة شدا ..
بينما بقيت دالين وفراس يخططان لما سيفعلانه من أجلهما ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
•تابع الفصل التالي "رواية ضمير ميت" اضغط على اسم الرواية