رواية ضمير ميت الفصل السابع والعشرون 27 - بقلم دنيا آلشملول
اقتربت دالين واحتضنت ذراعه وهي تتمتم :
متقلقش عليها .. هي في قلب أمين .
أماء فراس وهو يربت على يدها المحاوطة لذراعه بهدوء .. ابتعدا حينما أتاهم صوت شادي من الخلف :
مبروك لأختك يا صحبي وعقبال ما أفرح فيك .. ااا قصدي بيك كده يارب .
فراس وهو يضربه على كتفه بخفه :
لا ما أنا شكلي هفرح فيك قبل ما تفرح فيا ياخويا .
شادي وهو يحك مؤخرة رأسه ناظرًا لسندس :
أهو وقعت تحت ضرس اللي مبيرحمش .
ضحكوا بخفه ثم استأذن شادي ليوصل سندس ثم يغادر هو وروح لمنزلهم .
بينما غادر عاصم وفاتن بعد انتهاء الأغنية مباشرة .. وكذلك حازم الذي قرر أن يرحم بدور مما ترتديه وأخذها لمنزلها وهاتف شدا وأخبرها بأنه سيعود لأخذها بعدما تكون اطمأنت على والدة لؤي ..
دالين بهدوء :
فراس ممكن تفهمني اللي بيحصل حواليا ؟... أنا بجد توهت ومبقتش فاهمه حاجه .. بابا واونكل رأفت ايه اللي بينهم .. وفارس ليه جبت سيرته فوق؟ وقصدك إيه بإنه دفع تمن صحوبيتهم ؟
فراس وهو يحاوط وجهها بيديه :
دالين .. انتي .. انتي ..
دالين :
أنا إيه ؟
فراس :
انتي بتحبيني يا دالين ؟
توردت وجنتيها وأخفضت وجهها ليرفعه لها بيده مجددًا وهو يتمتم :
دالين ردي عليا .. انتي بتحبيني ؟
دالين بتوتر :
اا اشمعنا السؤال ده ؟
فراس بهدوء :
عشان أنا بحبك .. بحبك ومعرفش إمته وإزاي .. بحبك وعايزك جنبي ومعايا .. مش عايز حاجه تفرق بينا .. دالين أنا بجد بحبك .
دالين بخفوت :
و .. و وأنا كمان بحبك .. بحبك أوي يا فراس .. ومتأكدتش من حبي ليك غير لما رجعتلي يوم عيد ميلادك وقعدت تشكيلي أنا دونًا عن العالم كله .. وقتها كنت بتمني يكونلي الحق إني أخدك في حضني ومخرجكش منه أبدا .. كنت بتمني أقدر اشيل كل اللي على كتافك واحميك من كل اللي بيحصل حواليك .
فراس وهو يقبض على يدها بقوة :
مهما كان السبب .. متبعديش .
دالين :
طول ما انت ماسك ايدي عمري ما هسيبك .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
ذهب عاصم وفاتن إلى الكورنيش .. وقد قام عاصم بخلع جاكيت بدلته وقام بوضعه على كتفيها مما منحها دفء افتقدته كثيرًا في الأيام الماضية .. ضمته بيديها إلى صدرها تستمتع برائحته المميزه بالنسبة لها والتي تجعلها تغيب في عالمه .. عالمه هو وفقط .
عاصم بهدوء :
مش زعلانه مني ؟
نظرت له فاتن مطولًا ثم مالت برأسها على كتفه وهي تتمتم :
أنا كنت زعلانه من كل حاجه إلا إنت .
عاصم وهو يرفع ذراعه ليأخذها بين أحضانه :
وأنا بكل قوة جوايا هحاول أعوضك عن كل اللي فات .. اللي فات ده مات خلاص .. مات باللي فيه .. النهارده أنا وانتي .. أنا وانتي وبس يا تونايتي .
فاتن بابتسامة :
كان وحشني أوي اسم تونايتي منك .
عاصم وهو يرفعها عنه ناظرا لعمق عينيها البندقيه :
بس ؟
فاتن وهي ترمش بعدم فهم :
بس إيه ؟
عاصم بمكر :
إسمك بس اللي وحشك ؟
فاتن بخجل :
اا اه .. أومال هيكون إيه تاني يعني !
عاصم وهو يقترب منها بهدوء :
يعني موحشكيش أي حاجه غير إسمك ؟
فاتن وهي تضربه على صدره بخفه :
عاصم بقى .
عاصم وهو يمسك بيدها التي ضربته للتو :
عيون عاصم .
فاتن بارتباك :
عـ عاصم .
عاصم بابتسامة وهو لا يزال يقترب ببطء :
قلب وروح عاصم .
فاتن بارتباك :
اا ابعد شـ شويه .. إحنا في الشارع .
عاصم بضحكة :
لا إحنا مش في الشارع .. إحنا ع الكورنيش .
ضربته فاتن على كتفه بغيظ وهي تتمتم :
بس بقى .
ضحك عليها وهو يتابع :
طب إيه .. مش نشوف معاد الفرح بقى .
فاتن بابتسامة خجولة :
اتكلم مع بابا في الموضوع بقا .
عاصم :
ده أنا هتخانق مش هتكلم .. ضحكا معًا ليأحذها بين أحضانه لتنعم بدفء قلبه وينعم هو بعبيرها الذي لا يحل لسواه .. هو وفقط .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كان يقود في صمت تام وهو ينظر أمامه دون أن يتفوه بكل أو يصدر عنه أي رد فعل ..
شعرت بدور بأنه في هذه الحال بسببها .. فهي لم تعطه جوابًا يريح قلبه ويهدئ من نفسه ..
بدور بتردد :
ز زوما .
حازم :
هممم .
بدور :
انت كويس ؟
ابتسم بسخريه وهو يتمتم :
اه يا بدور .. كويس يا حبيبيتي .
بدور وهي تفرك يديها بارتباك وابتسامة صغيره ارتسمت على ثغرها بهدوء :
يا إيه ؟
نظر إليها عاقدًا حاجبيه :
إيه ؟.. لو مش عيزاني أقول كده مش هقول تاني .. آسف .
بدور وهي تتأفف بضجر :
إيه هو ده .. وأنا كلمتك .
أوقف حازم السياره على جانب الطريق ثم أخذ شهيقًا طويلًا أخرجه ببطء ثم التفت لها بهدوء وهو يتمتم :
بدور .. هو سؤال وجاوبيني بصراحه .. واوعدك والله مش هزعل ولا اي حاجه .. وعلاقتنا هتفضل زي ما هي لو الاجابه بالنفي .
بدور بترقب : إيه ؟
حازم بهدوء :
بدور أنا بحبك .. انتي بتحبيني ؟
بدور وقد توردت وجنتيها وأخذت تفرك يديها معًا بتوتر :
هـ هو انت ليه معلق معاك السؤال ده ؟
حازم :
عشان عايز أعرف إجابته يابدور .. بتحبيني زي ما بحبك ولا لأ ؟.. عيزاني صديق زي ما أنا ولا بتحبيني وعايزه تكملي معايا ؟.. أنا محتاج إجابتك يا بدور .
بدور وقد أغمضت عينيها بقوه تحاول استجماع شجاعتها ثم خرجت حروفها بخفوت :
بحبك .
حازم :
قلتي إيه ؟؟!!.. عيدي اللي قلتيه تاني كده .
بدور وهي تنظر له بغيظ :
بقولك إيه متدوشنيش .. هي مبتطلعش غير مره واحده .. يلا سوق روحني عشان مقلعش الفستان ده هنا وافضحك .
حازم وهو يرمش عدة مرات بعدم تصديق .. هل هذه التي توردت منذ قليل حينما أخبرها أنه يحبها ؟.. وهي نفسها التي ركضت من أمامه في توتر حينما كان يقترب منها في ڤيلا فراس :
انتي بتتحولي يا بنتي؟
بدور :
اه .. وبعُض كمان على فكره .
حازم وهو يعود للقياده :
لا وعلى إيه .. الطيب احسن .
ابتسمت بدور في خفاء .. وابتسم هو الآخر ..
فهي تحاول أن تتماسك وألا تبدو خجوله امامه .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بينما جلس لؤي على الأرجوحة الخاصة بغرام وجلست بجواره شدا ليتمتم بهدوء :
أول مره أشوفك بفستان .
شدا بهدوء :
وأنا فعلا أول مره ألبس فستان .
لؤي :
ليه ؟
شدا بعدم فهم :
ليه إيه ؟
لؤي :
ليه مبتلبسيش فساتين ؟.. وليه لبستيه النهارده ؟
شدا وهي تنظر له بزيتونتيها :
بجد انت مش عارف ليه ؟
لؤي بمشاكسه :
لا مش عارف .
شدا وهي تتحرك من جانبه :
طيب يا لؤي .. لما تبقى تعرف بقا أبقى أتكلم .
جذبها من معصمها فاختل توازنها لتقع إلى جواره من جديد :
لـ لؤي .. لؤي سيبني أقوم .
لؤي وهو يتحدث بهمس :
ليه ؟
شدا بتوتر :
لؤي لو سمحت .. مينفعش كده .
تنهد لؤي بهدوء ثم ترك يدها لتنهض وهي ترتب فستانها بهدوء .
لؤي :
شدا .
شدت :
نعم .
لؤي :
هو .. هو أنا يعني .. أنا ..
شدي مقاطعه :
إنت إيه ؟
لؤي :
مش عارف .. بس .. أصل يعني ..
نفخت شدا بنفاذ صبر ثم ضربت الأرض بقدمها وتحركت من أمامه لتذهب لكنه كان الأسرع حيث وقف أمامها وهو يمسك بذراعيها :
استني بس .. رايحه فين ؟
شدا :
رايحه في داهيه .. اوعى من طريقي .
لؤي :
يابنت الناس الله يكرم أهلك ياشيخه .. إلهِ يسترك بطلي طريقة الشبحنه دي واتعاملي معايا كبنت .. أنا مش بتعامل مع واحد صحبي .. ياشيخه ده عمرو بيبقى ناعم معايا أكتر منك .
شدا وهي تنظر له بصدمه :
أنا بتشبحن !!!.. وأنا بتعامل معاك كراجل مش بنت !! .. طب اوعى يا لؤي من وشي .. اوعى .
لؤي وهو يقف أمامها يمنعها من الذهاب :
مش قبل ما تسمعيني .
شدا بنفاذ صبر :
اخلص .. عايز إيه ؟
لؤي وهو يحاول تهدئة أعصابه :
شدت أنا بـ ..
قطعه رنين هاتفه .. ليغمض عينيه في نفاذ صبر .. ثم استخرجه ليجده اللواء أمجد .. زفر لؤي بضيق وهو يقول بهدوء :
لحظة بس .
ثم أجاب على اللواء الذي أخبره بأن هناك قضية ما وأخبره بضرورة الذهاب إليه في الحال ..
حاول لؤي الاعتراض لكن لم يمنحه اللواء فرصه وأغلق الهاتف .
ضغط لؤي على الهاتف بين يديه في محاولة لأن يكتم غضبه ثم نظر لشديةا وهو يتمتم :
هي ليلة ما يعلم بيها إلا ربنا أساسًا .. شدا بليز ممكن تروحي ماما انتي وحازم وتهتمي بيها لحد ما أجي .. جتلي مهمة فجأه ولازم أمشي .
شدا بتأكيد :
متقلقش عليها .. أنا ههتم بالموضوع .. خلي بالك انت من نفسك .
لؤي بابتسامة :
وانتي كمان .
غادر مسرعًا وتقابل مع فراس ودالين اللذان يتوجهان للمنزل ..
فراس :
لؤي !.. رايح فين؟
لؤي بأسف :
جتلي مهمه ولازم أمشي ضروري .. فراس بعد إذنك ممكن تهتم بماما .. شدا هتروح معاها لحد ما أخلص .
فراس :
ولا يكون عندك فكر يا كبير .. يلا شوف طريقك .
شكره لؤي بهدوء ثم غادر سريعًا ..
بينما ذهبت دالين تجاه شدا وهي تتمتم بهدوء :
دودي انتي كويسه ؟
شدا :
اه كويسه .. يلا ندخل .. عايزه اتطمن على طنط جنات .
دلفوا للڤيلا وصعدت شدا للغرفة التي تستلقي فيها جنات .. لتجدها مستيقظه وتنظر للفراغ بشرود ..
شدا بابتسامة :
كده تخضينا عليكي يا طنط ؟
السيدة جنات بابتسامة :
غصب عني يا بنتي .. أنا بوظت الفرح مش كده ؟
شدا بنفي :
لا طبعًا إيه اللي حضرتك بتقوليه ده .. وبعدين غرام خلاص مشيت على بيت جوزها .. وحازم هيوصل بدور ويرجع عشان نروح مع حضرتك لإن لؤي جاتله مهمة مستعجلة واضطر يمشي .
أماءت السيدة جنات بتوتر وهي تتمتم :
حياه فين ؟
شدا :
تحت مع طنط جومانه .
السيدة جنات باندفاع :
مع مين ؟!!
شدا باستغراب لاندفاعها :
طنط جومانه مامة فراس .
السيدة جنات وهب تحاول النهوض : أنا لازم أنزل .
شدا وهي تحاول منعها :
ليه بس .. ارتاحي شويه لحد ما حازم ييجي بس .
السيدة جنات بإصرار :
لا لا لا لازم أنزل لا .
شدا بتعجب :
طب حاضر أنا هساعد حضرتك .. يلا تعالي .
وبالفعل أخذتها من يديها وهي تسندها بهدوء لتنزل بها للأسفل حيث القدر المنتظر .
بينما دلفت دالين وفراس ليجدا والدتهما يجلسان متباعدان عن بعضهما ..
نظر فراس ودالين لبعضهما وكانت عينا دالين بها تساؤلات عديدة .. لكن فراس ليس في وضع يسمح له بالشرح أبدًا .
وقفت السيدة جومانه واتجهت إليهما وهي تقول بهدوء :
فراس .. فراس أنا ..
فراس وهو يبتعد عن مرمى يديها التي تحاول أن تلامس وجنتيه بها :
أنا مش عايز أسمع حاجه بعد إذنك .
السيدة حياه من خلفها :
فراس .. انت أنقذت بنتي .. وأنا مديونالك باعتراف .
نظروا جميعًا تجاهها .. في حين نطقت دالين بهدوء :
اعتراف إيه يا ماما ؟
حياه وهي تفرك يديها معًا :
فـ فـ فارس .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
•تابع الفصل التالي "رواية ضمير ميت" اضغط على اسم الرواية