رواية أصفاد الحب الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم رشا عبد العزيز

 رواية أصفاد الحب الفصل السادس والعشرون 26 - بقلم رشا عبد العزيز 

عادت تستكمل تصفيف شعر تلك الصغيرة وبالها مشغول مع ذلك الصندوق الذي لم تره من قبل
ترى ماذا فيه ولماذا هو هنا ، الآن انتهت من تصفيف شعر مسك ونظرت اليه تقيمه
-اه كده تمام يامسوكه هاا أي رايك ؟
لتدور مسك يمينا وشمالا امام المرآة لترى هيئتها.
-حلوه اوي ياديجه شكرا .
قرصت خديجه وجنتيها وقالت مبتسمة :
-أي خدمه ياعسل.
هروح أشوف أنس خلص ولا لا عشان مانتأخرش وتيتا تزعل .
قالت مسك هذا ورحلت نحو اخيها ، تبعتها خديجة نحو غرفتهم تتأكد من إكمال أنس ارتداء ملابسه
-وريني يا أنوس . (بقلم رشا عبد العزيز)
قالت هذا خديجة وهي تساعد أنس في أكمال إرتداء ملابسه
-يلا يا ولاد كده هتتأخرو على تيتا .
كان هذا صوت أيمن الذي ينتظرهم أمام باب الشقة.
-أهو يا بابا خلصنا
قالتها مسك وهي تمسك يد شقيقها
-يلا اسبقوني انتو على العربية
ليرحل الأولاد ويقترب ايمن من خديجه يمازحها بتهديد مزيف
-أوصل الأولاد وارجع ألاقيكم جهزتي عشان نتغدى بره والا هيبقى الأكل كشري خلي بالك
لتكمل هي مزاحها معه :
-كده هتأخر عشان أنا واحشني أكل الكشري .
ليقرص أنفها ويضحك
-اجهزي انت وأي حاجه أنا جاهز عينينا لديجة هانم .
قال هذا ثم تركها ورحل لتظل تنظر لآثره مبتسمة ثم انتبهت لتأخرها لتذهب مسرعه نحو الغرفة
كانت تنوي تغير ملابسها لكنها تذكرت ذلك الصندوق ، الفضول انتابها لمعرفه ما بداخله
انحنت تسحبه وتخرجه ثم جلست على السرير ووضعت الصندوق على اقدامها وفتحته لتجد ما جعلها تتجمد مندهشة
قلبت محتوياته لتجد صورهم منذ السنة الأولى في الكلية حتى السنة الرابعة ، كان هذا طبيعيًا . إنما مالم يكن طبيعيًا هو الكلام الذي كتب خلف تلك الصور.
كانت رسائل كتب عليها إلى حبيبتي الضائعة. وكان يكتب كل ماتفعله هي في وقت التقاط الصورة
وكان يختم الرسالة باسم العاشق الصامت
ثم هناك رسائل غزلية تحمل اسمها بدأت تقرأ الرسائل لتتساقط دموعها رغمًا عنها هل أحبها لهذه الدرجة .
كم عانى وهو يراها تذهب لغيره شعرت بالحزن وهي تقرأ كلماته الممزوجة بالألم والحسرة .
وفي لحظه إدراك انتبهت كيف لم تشعر بحبه في هذه الفترة التي عاشتها معه لتستعيد بعض المواقف التي جمعتها به .
كيف لم ترى عينيه التي وشت لها بحبه ، كلماته التي يقسم قلبها انها اخترقته وأنعشت أوصاله ، أهتمامه الذي أرضى أنوثتها وأشعرها كأنها أميرة قادمة من الأساطير .
دخل يبحث عنها ليجد باب غرفتها موارب ناداها :
-ديجة خلصتي ديجة هيتحول الكشري لفول لومخلصتيش .
لكنها لم تجيب عليه لكنه كان يسمع همهمتها وأنينها شعر بالقلق فتح الباب ليجدها تجلس شارده تنظر للرسائل ودموعها تتسابق على وجنتيها اقترب منها وقلبه يتخبط بين أضلعه خوفًا عليها نادها باضطراب :
-ديجة
رفعت عينها الباكية تتطلع اليه ثم عادت تنظر للصور ليسألها بقلق
-ديجة أنت كويسة ؟
لم تعرف بماذا تجيب أتفرح بحبه لها أم تحاسبه لأنه لم يخبرها ، مشاعر متخبطة ضجت في قلبها
جاورها على السرير وأخذ الصورة التي تمسك بها بيدها ينظر اليها وتنهد بقوة :
-ايوه بحبك من زمان اوي اول ماعيني جت فى عينك في الكلية وانت خطفتي قلبي وبقيت صورتك ملازماني لحد ما عرفت انك مخطوبة ضاعت أحلامي كلها ولما شفت الحب الي كان في عيونك لمالك كتمت حبي ودفنته ودست على قلبي وقلت اهم حاجه انها سعيدة .
لتلمع الدموع في عينيه ويختنق صوته وهو يخبرها :
-كنت بضحك على نفسي وأنا كل صلاه بدعي ربنا انك تكوني من نصيبي كنت بقول يا أيمن دي اتجوزت .
لكن ياخديجه الدعاء دا عمره مافارق لساني والله مش حقد أو حاجة وحشة لكن صدقيني غصب عني .
عمري مافكرت إني انساكي كل ماتوحشيني افتح الصندوق دا واكلمك ، الي كان مريحني انك عايشة سعيدة
فكنت بقول يا ايمن هي دلوقتي سعيدة ، محدش عارف لوعاشت معاك كان هتكون سعيدة ولا لا
مسح دموعه الهاربة وابتسم من بين دموعه
-لما وقفتي قدامي وقلتي تتجوزني يا ايمن ماكنتش مصدق نفسي كان نفسي أحضنك واقولك بحبك
-وليه ماقلتش اول ما اتجوزنا ؟
سؤال طرحته عليه وهي توزع نظرها بينه وبين صورهم
اخفض وجهه يهرب من عينيها
-مكنتش عاوزك تقوليلي بحبك رد جميل
ثم رفع يده يضمها اليه قبل راسها وشدد من ضمها
-كنت عاوزك تحبيني لما تعاشريني ، وانا بقلك ياخديجه دلوقت أنا بحبك وبعشقك. ومستني اليوم الي تحبيني فيه .
ثم أبعدها عن احضانه يمسح دموعها بتأني
-قلبي مستنيكِ ياخديجة تديله فرصه يحتلك وقلبك يكون ملكه مستني اليوم الي تقولي انك مستعدة نكمل سوا
شردت تستمع لطلبه وقلبها يخفق بشدة وعقلها يدور بحيرة لا تعرف ماذا تجيب ، شعر هو بها ليقول مازحاً :
-ديجة أنا جعان وراضي ياستي بالكشري .
لتضحك على كلامه تعلم انه يحاول أخرجها من هذا اللحظه المحرجة لتجاريه وتقول :
-بس أنا مش عاوزه كشري أنا عاوزة عكاوي .
ليرفع حاجبه مندهشا ويسألها باستهزاء :
-عكاوي ؟!
ليمتعض وجهها وتقول مستهجنة :
-ومالك بتقولها كده ؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
ليهز راسه ويقول :
-لا بس عكاوي وديجة ،غريبة ، أين الانوثة ؟
لتضرب كتفه بانفعال
-يعني تقصد أي ؟
ليضحك بقوة على انفعالها :
-لا ماقصديش حاجه يا أميره …بقول خلصي انت وعينينا ليكي.
-ايوه كده ناس ماتجيش غير بالعين الحمرة
قالت ذلك وهي تربع يدها تدعي الغضب
ليقرص وجنتها ضاحكا
-ماتتأخريش يا أم عين حمرة
جلست أمامه في أحد المطاعم الشعبية يراقبها مبتسما وهي تأكل طاجن العكاوي بستمتاع
انتبهت لتحديقه بها
لتحرك راسها بحيرة تسأله :
-مالك بتبصلي كده ليه ؟
ليضحك بخفة ويقول لها :
-أبدا بس مستغرب الصورة ، آخر حاجه كنت أتوقعها انك بتحبي الحاجات دي .
لتضيق عينيها وتنضر له مستنكرة :
-ليه يعني مالها الحاجات دي ؟
ليغمز لها ويقول بعبث :
-اصل افتكرتك بتحبي العسل اوالقشطه الحاجات الكيوت الي زيك.
أربكتها نظراته وكلماته لتتوقف عن الأكل . شعر بإحراجها
-ديجة انا بهزر معاكِ ، كلي ياحبيبتي بالهنا والشفا .
هزت هذه الكلمه أوتار قلبها وعزفت عليه لحنًا جديدًا أطرب له ذلك القلب الجريح وكأنّه يداوي جراحه دون أن يشعر .
*******************************************
وقف بعيدا بعد أن نقلت نجاة إلى غرفه الإنعاش ظل يراقب خوفها على زوجة خالها وأولاده .
كيف يعاملونها كأنها ابنتهم كانت حقا تستحق ذلك بطلة هي في كل الروايات عدا روايتها معه اختارت ان تكون فيها ممثل ثانوي لا دور له سوى المراقبة من بعيد مشاهد قليلة في حياته تؤديها وترحل دون الإكتراث للنهاية .
-متشكر يا بني على وقفتك معانا .
كان هذا صوت محمود الذي شعربالامتنان والفخر كون أبنت شقيقته تحظى بزوج كأدهم لم يخطأ عندما اشترك معه وأجبرها على الزواج منه .
-أحنا أهل ياعم محمود ودا واجب عليا .
قال ادهم هذا وهو يربت على كتفه
تتبعته عيناها وهو يودع خالها ويرحل زفرت أنفاسها المتألمة فقد أصبح كل مايفعله يؤلمها عاشت حياتها دوما في دورالضحية لكنها معه اليوم تأخذ دور الجلاد رغم الألم الذي كانت تشعر به في الماضي لكنه لايوازي ماتشعر به الآن
عادت من شرودها عندما شعرت بكف دلال على كتفها
-حبيبة …مروحتيش مع ادهم ليه انت شكلك تعبانة .
تطلعت لها حبيبة بعين أثقلها التعب :
-اروح فين ، أنا هأطمن على ماما وبعدين اروح .
وباستحياء اعتادت دلال عليه منذ ان تزوجت حبيبة لاتتدخل في خصوصياتها.سألتها
-حبيبة انت زعلانين انت وادهم ؟
توترت حبيبه واشاحت عينها بعيد عنها
-لا مش زعلانين بتقولي كده ليه ؟
خجلت دلال من سؤالها :
-لا بس أصلك مودعتهوش لما روح رغم وقوفه معانا النهاردة .
ثم أمسكت يد حبيبة وربتت عليها بحنان
-حبيبة احنا طول عمرنا اخوات وانا أفهمك من نظرة عنيكي. أنا يمكن عمري ما أدخلت في حياتك لكن أنا لازم انصحك لما تحتاجي النصيحة
أنا عارفة الفجوة الي بينك وبين أدهم لكن حتى لو الفجوة دي موجودة ففين حقه عليكي كزوج ؟
زفرت أنفاسها بقوة لاتقوى على إجابة دلال لكن دلال استرسلت حديثها :
-اناعشت معاكي التفاصيل كلها ، وعذراكي صدقيني ياحبيبه لكن الوضع تغير ياحبيبتي ، ادهم دخل حياتك .
ومعادتش حياتك لوحدك انتو بتتشاركو في الحياة دي برضاكى أو غصب عنك
تجمعت الدموع في عين حبيبة وثقلت أنفاسها لتتمتم :
-مش قادرة أنسى يادلال ، علي عايش جوايا .
ربتت دلال على يدها
-أقلك الحقيقة ومتزعليش .
لتنظر حبيبه لها بترقب :
-انت الي مش عاوز تنسي ياحبيبة ، ربنا أدانا نعمة النسيان لكن انت حبك ووفائك لعلي مانعك تنسي .
أدي لنفسك فرصة وبصي من زاوية تانية لوعلي كان عايش كان هيكون مبسوط وهو شايفك عايشه كده ؟
علي الي كان دايما يقول اهم حاجه حبيبة تكون سعيدة هيكون سعيد بوضعك دا ؟
ابتسمت دلال وقالت :
-فكري ياحبيبه وعيشي حياتك وادعي لعلي بالرحمه …ربنا يهديكي
زادت دلال بكلامها النارعلى الحطب لاينقصها هذا الضجيج. يكفيها ما يدور برأسها ويثقل كاهلها
حل المساء وزاد الصداع على راسها ألم لم تعد تتحمله هذه ثالث حبه دواء تتناوله لكن بلا جدوى
ما باليد حيلة لابد ان تطمئن على زوجة خالها رغم استقرار حالتها نوعًا ما
كانت تجلس بجانب خالها الذي بان عليه التعب أيضاً
-قوم ياخالي روح انت تعبان وهي حالتها مستقرة ماتخافش هي مش اتكلمت معاك وقالتلك انها كويسة خد فرح وروح ياخالى .
لتشاركها دلال ومصطفى الرأي :
-ايوه يا بابا قوم روح وانت كمان ياحبيبة روحي شكلك تعبان اوي .
قالتها دلال بعد ان شاهدت شحوب وجهها
-مساء الخير. (بقلم رشا عبد العزيز)
كان هذا صوته رفعت نظرها لتجده يقف امام خالها يلقي التحيه على الجميع يسألهم عن نجاة وصحتها
ثم اتجه بنظره اليها وبصوت باهت سألها
-ازيك ياحبيبة ؟
وقبل ان تجيب على سؤاله قال خالها
-الحمد الله انك جيت هي تعبانه من بدري ومش راضيه تروح خدها وروحو
نظر اليها ليجد وجهها شاحب وعيناها مجهدة بالكاد تفتحها
-اروح فين ، أنا هتطمن على ماما واروح الصبح.
-يابنتي روحي أنا نبطشية النهاردة وهخلي بالي منها انت مش شايفه شكلك .
كان هذا صوت عادل الذي أتى يطمئن على نجاة ألقى التحيه على الجميع ثم نظر اليها
-روحي ياحبيبه وانا هنا معاها وإلا انت معندكيش ثقه فيا ؟
نفت حبيبة برأسها وقالت :
-لا ازاي أكيد عندي ثقة فيك .
ليضحك ويقول لها ممازحًا :
-خلاص روحي وبكره الصبح ألاقيكى عندي .
وكأنها وجدت طريق الخلاص فمع وجود عادل ستطمئن .
لتقف لكنها ترنحت في وقفتها لتجد يده تمتد لها نظرت ليده التي استندت و تمسكت بها ثم اليه فوجدته يشيح بنظره بعيدا عنها لكنها ظلت متمسكه بيده حتى بعد أن وقفت وسارت بجانبه حتى وصلو إلى السيارة وهي لاتزال تمسك بيده مدعية خوفها من السقوط لاتدري لماذا احبت التمسك به رغم انه لم يكلمها اوحتى ينظر اليها .
الصمت كان يسود بينهما طيلة الطريق لم يكلمها ولم ينظر لها حتى أما هي فأراحت رأسها واستسلمت إلى النوم حتى وصلوا إلى المنزلو عند وصولهم ، وجدها نائمه ليحاول ايقاظها. لكنها لم تستجيب :
-حبيبه…حبيبه
هز جسدها لكنها لم تستجيب ليضطر لحملها حملها على ذراعيه حتى وصل الغرفه ووضعها على السرير ثم أزاح حجابها عنها ليظهر شعرها البني المنسدل ظل يتأملها وهي نائمة ثم
نظر إلى ذلك السرير الذي شهد على لحظاتهم معاً ، كانت اسعد لحظات في حياته قبل أن تسقيه هي الحقيقة المرة
ليجلس بجانبها ويبعد خصلات شعرها عن وجهها وخاطبها بلوم :
-كان نفسي تحبينني زي مابحبك كان نفسي تحسي بيا.
اه ياحبيبه لوتعرفي بحبك إد أي ، وانت كسرتيني ازاي ، دستي على كرامتي وهان عليكي قلبي الي حبك .
ياريت اقدر انساكي يارت اقدر امسح حبك من قلبي .
أخذ نفسا عميقا ثم أخرجه بقوة عله يخرج آلامه معه
ليقف ويدثرها بالغطاء ويتركها ويغادر الغرفة
لتنساب دموعها بعد ان استمعت لكلامه مدعية النوم .
-سامحني يا ادهم سامحني ياريت كان بايدي لكن غصب عني .
*******************************************
شهران مرا منذ آخر لقاء بينهم لقد اختفى بعدها وعاد قبل أيام ليخبرها دكتور رامي بما مزق قلبها
أن يوسف قد خطب احدى قريباته خلال زيارته لأهله لقد أنهى كل شي قطع الطريق بينهما .
عاد لها ذلك الصداع الذي يهاجمها دائما لكن هذا المرة كان شديدًا يصعب تحمله ضربت على جانبي رأسها براحتى يديها تصرخ :
-كفايه اخرج من نافوخي أنا لازم انساك .
ثم عادت تدلك جانبي رأسها بحركة دائرية لاتقوى حتى على فتح أعينها ، أطفئت إنارة الغرفة وقررت النوم عل ذلك يخفف من صداعها
لتسمع جرس الباب ظنت انها العاملة التي ذهبت تحضر بعض الأغراض لتقول متضجرة :
-مش قلتلك يامحاسن خدي المفتاح يعني لازم تتعبيني .
لتنهض من السرير متأففة تتجه نحو الباب تفتحه وتسند جبهتها على حافته وهي لاتزال مغمضة العينين :
-مش قلتلك يامحاسن خدي المفتاح لازم تتعبيني .
-بس أنا مش محاسن .
انه هو، هذا صوته ، فتحت عينيها ببطئ تتأكد من ذلك لتجده يقف أمامها مبتسمًا ، قطبت حاجبيها بوهن متعجبة :
-دكتور يوسف !
-أي مش هتقوليلي أتفضل .
قالها وهو يشير للداخل وتلك الابتسامة السمجة لازالت تزين وجهه ، زادت من إغلاق الباب وجعلت فتحته الباب اصغر تمكنها فقط من اخراج نصف جسدها
-آسفه بس أنا لوحدي في البيت ، اهلي مسافرين ما أقدرش أسيبك تدخل .
توتر وشعر بالإحراج ثم خرجت كلماته سريعة و مختصرة :
-أنا بس كنت عاوز اديكي دعوة المؤتمر بتاع إيطاليا ، دعوة جاية باسمي واسمك ، لان رامي اعتذر..
لترفع حاجبها مستنكرة
-ومين قال إني هاحضر المؤتمر؟
ليستهجن جوابها ويسألها :
-متحضريش ليه دا المؤتمر الي كنتي مستنياه من ست شهور .
لتضحك مستهزأة رغم وخزات الألم التي تشعر بها
-كنت ، لكن دلوقت مش عاوزة احضر.
ليمتعض وجههه وبنبرة حادة قال :
-هتحضري يانهى دي دعوة متوجهة للمستشفى بناء على طلب مش لعب عيال هو امسكي .
ليضع الدعوه أمامها :
-امسكي يانهى ماتخليش مشاعرك تتحكم فيكي .
كان يقصد استفزازها ونجح في ذلك لتاخذ منه الدعو بسرعه وتغلق الباب في وجهه ،
ليبتسم على تصرفها ويتركها ويرحل .
اماهي فما أن أغلقت الباب حتى احتضنت الدعوه وقالت بتوتر
-يارب عدي الرحلة دي على خير.
******************************************
هاهو أكثر من شهر قد مر منذ ان اعترف لها بحبه أصبحت نظراته لها اكثر جرأة يغدقها باهتمام ومشاعره السخيه استبدل اسمها بحبيبتي وأصبح يحاصرها من جميع الاتجاهات يلقي شباك حبه عليها وهي تسقط شئ فشئ فيها لكن لاتزال أصفاد ذلك الجرح القديم تكبلها لقد كان مالك مثله يعشقها لكنه جرحها في النهاية .
تنهدت في حيرة من أمرها فقلبها الراغب في حبه يدفعها نحوه وعقلها الرافض لازل يمنعها عنه
خرجت من غرفتها تبحث عنه لتجده يمسك مفك ويقف امام قابس الكهرباء يصلحه .
لتقول مندهشة :
-بتعمل أي يا أيمن ؟
أدار وجهه ينظر اليها
-بصلح فيشه الكهربا اصلها عطلانة .
وبنبره خوف واستنكار قالت له
-وازي تشتغل كده مش كنت تفصل الكهرباء
راق له نبرة القلق ونظرت الخوف التي يراها في عينيها .
-مانا لابس جوانتي ياحبيبتي ماتخافيش .
-لا دا كده مش أمان خلي بالك يا أيمن .
أومأ لها بالموافقة منتشيًا وهو يرى خوفها عليه
-حاضر ياروحي ماتخافيش هخلي بالي.
عاد إلى ماكان يصنعه وعادت هي تراقبه باهتمام حتى سمعت صراخه فجأة وهو يمسك يده ويصرخ متألمًا
فزعت لأجله وركضت نحوه تمسك يده بخوف
-مش قلتلك خلي بالك وريني إيدك بتوجعك حصلك أي نروح المستشفى ؟
لكنها تفاجأت به يدخل في نوبة ضحك فعلمت انه أحد مقالبه. لتمسك ذراعه وتعضه بقوة حتى صرخ. بشدة .
-اه ياعضاضة. بصي عملتي إيه .
لتضحك وهي ترى آثار أسنانها على ذراعه
-احسن عشان تحرم تعمل مقالب وتخوفني
ليفاجأها بان طوق جسدها ينظر لعينها بهيام.
-خفتي عليا ياحبيبتي ؟
تاهت هي بين كلماته ونظراته وخفق قلبها بشدة لترد متلعثمة :
-اه خفت
ليقبل وجنتها مبتسًما
-ربنا ميحرمنيش منك ياحب عمري .
وهاهو يسقي نبتت الحب التي زرعها في قلبها ويجعل قلبها يزهر من جديد على يديه
******************************************
عاد إلى المنزل يبحث عن صغيره في كل مكان فلم يجده حتى وصل إلى غرفتها ليطرق الباب عده مرات وهو ينادي على ولده ظنا منه انه معها
-تيم. …تيم…انت هنا
لكن لم يسمع إجابه فتح الباب ليجدها تجلس على السرير شاردة الذهن وكأنها في عالم آخر
اقترب منها بقلق :
-حبيبه …مالك ؟
لكنها لم تجيب بقيت شاخصة البصر تنظر إلى المجهول جلس بجانبها على السرير.
-حبيبه …انت كويسة ؟
لينتبه إلى تلك العصى الصغيره التي تمسكها بيدها اخذها ينظر اليها لتتسع عينيه بصدمة :
-حبيبة …انت حامل ؟
داهمتها ذكريات ذلك اليوم الذي عرفت فيه انها حامل للمرة الاولى ذلك اليوم الذي خسرت فيه كل شئ .
ومع ذكرياتها وأفكارها المتخبطة ترجمت إجابتها له
بدموع انهمرت من عينيها ليصعقها عندما سمعته يقول :
-…الطفل دا لازم ينزل ....
) (بقلم رشا عبد العزيز)

 •تابع الفصل التالي "رواية أصفاد الحب" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات