رواية أصفاد الحب الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم رشا عبد العزيز

 رواية أصفاد الحب الفصل الخامس والعشرون 25 - بقلم رشا عبد العزيز 

أصفاد الحب ❤️ 25

عليها المواجهة ، هذا ما اخبرها به عقلها لم تعد تتحمل هذه الاهانات وها هي تقف امامه بقوه لاتعرف من أين اكتسبتها لتقف تطالعه بتحدي

-ممكن اعرف ملف الحالة رجع تاني ليه أي الغلط في التشخيص ؟

رفع نظره اليها ليجدها تنظر له بحنق ليجيبها ببرود :

-أنا الي قلت االتشخيص فيه خطأ .

-ليه ؟

قالتها بإنفعال جعله يعتدل يرمقها بنظرات باهتة

-عشان غلط .

نبرة صوته الباردة جعلتها تثور ، فمخزون صبرها قد نفذ ، كرامتها أصبحت تصرخ تطالبها بالانتقام

-دكتور يوسف بلاش الأسلوب دا ، ملوش داعي رسالتك وصلت وانا اتعلمت الدرس أطمن أنا مستنيه دكتور عمر يرجع وأقدم استقالتي وترتاح مني
.
ولم تنتظر جوابه خرجت صافقة الباب خلفها بقوة.

***'*************************************

عاد من مهمته مشتاقًا لرؤيتها فأسبوع قد مر من دون رؤيتها جعله يدرك انها أصبحت جزء من روحه ، فهو بدونها كالغريب  بلا وطن .

بحث عنها في غرفه تيم فلم يجدها علم انها في غرفتها. ومن فرط شوقه فتح الباب مباشرة ليصعقه ما رآه

فكانت تقف امام دولاب ملابسها لاتسترها سوى منشفه تحيط جسدها خصلات شعرها المبللة ، تورد وجنتيها عند رؤيته افقده عقله وتعقله لم يتمالك نفسه وهو يراها بتلك الهيئة لتجتاحه مشاعر الشوق والرغبة ، لم يستطع كبح جماح شوقه 

 ولم يشعر بقدمه التي تسوقه نحوها كالمغيب
اما هي فتفاجأت بوجوده وتمتمت اسمه بخوف تمكن منها وهي ترى نظراته المصوبة نحوها

-ادهم ...

لكنه كان داخل حلم جميل لم يسمعها وزاد اقترابه منها ، كلما اقترب عادت هي إلى الوراء حتى ارتطمت بالحائط ولم يعد يفصل بينهم شئ

-أدهم انت عاوز أي ؟

لم يجبها لسانه لكن حاورها جسده ، لمساته الحانية جعلتها كالمغيبة ، كلماته الشغوفة روت قلبها وأنوثتها حتى ظن انها استسلمت طواعيه له فأخذها في رحله تعبر عن شوقه الشديد لها يشرح بكل حواسه مدى احتياجه لها
وبعد وقت كان يستلقي بجانبها منتشيًا ، ليقطع هذه اللحظة صوت بكاءها.

وكأنها استيقظت من غيبوبتها وصفعتها الحقيقه لقد استسلمت له 
 
لينهض مفزوعًا من جانبها يرتدي ملابسه ويقترب منها بقلق

-مالك ياحبيبه انت كويسه ؟

جلس بجانبها وأكمل بعد ان اتضحت الصوره له

انت ندمانه ياحبيبه ؟

رفعت عينها المليئه بالدموع

-أنا خنته …خنته

أشعلت فتيل نيران غضبه ليصرخ بوجهها :

-خنتي مين أنا جوزك .

وكالمجنونة أجابت عليه بصوت قد بح ألمًا :

-لا أنا وعدته ان جسمي يفضل ملكه هو.

كلماتها كانت كخناجر طعنت قلبه العاشق

-بس الي حصل كان برضاكى

لتصعقه بقولها :

-لا مش برضايا أنا افتكرته .....

أمسكت شفتيها تبتلع باقي حديثها

تعالت وتيرة أنفاسه وتأججت النيران في صدره ليتملكه الغضب يمسك بكتفها العاري يهزها بعنف.

-افتكرتي أي …افتكرتيني هو ياحبيبه كنتي بتتخيليه وانت معايا  …انطقي ياحبيبة .

عقد لسانها لكن عينيها اعطته الاجابه

-ليه …بتدبحيني ليه ؟

.قال ذلك بصراخ قطع نياط قلبه ،  ثم نظر اليها بعيون لسعتها الدموع

-أنا بكرهك …بكرهك ياحبيبة

قال هذا وهو يدفعها بقوه

اماً هي فمجرد ان خرج حتى بدأت تضرب وجهها عدة مرات

-أنا خنتك ياعلي .

ثم أسرعت نحو الحمام فتحت المياه لتختلط مع دموعها وهي تدعك جسدها بقوه تزيل آثار لمساته من عليها وصوت نحيبها يزداد

اماً على الجانب الآخر ركب سيارته يهيم على وجهه  في الطرقات حتى توقف في مكان بعيد خالي من الناس .
ليضرب عجله القياده بقوه ويصرخ بأعلى صوته

-بكرهك …بكرهك ياحبيبه …بكرهك

لينهار وهو يبكي بكاء شديد

ثم سند جبهته على عجله القيادة

-ياريتني أقدر أكرهك

استمر في البكاء وجسده يهتز وعينيه غزتها الدموع قلبه تمزق لقد هانت كرامته أسقطت آخر جيوش مقاومته ، اشهر رايته البيضاء واعلن انسحابه ، لقد خسر الحرب وأصبح أسير خذلانها

حطمت آماله واقتلعت  جذور أحلامه بان يمتلكها يومًا 
ليرفع راسه ويمسح دموعه بقوة

-خلاص يا ادهم كفاية لحد كده انت فشلت ليبتلع غصة مرة:

 حررها يا ادهم حررها.  عمرها ماهتكون ليك
ليتحايل عليه قلبه المكلوم

-وتيم هيستحمل فراقها ؟

لتصرخ كرامته :

-  يستحمل هيتعود على غيابها زي ما اتعود على غياب أمه 
ليعود قلبه يستميله :

استني العمليه تخلص. واطمن على تيم وحررها 
ليقف عند ذلك القرار صامتًا

إما هي فجلست على سريرها المبعثر الذي اصبح حاله مثلها ضمت قدميها نحو صدرها ووضعت رأسها بين قدميها

-سامحني ياعلي …سامحني محافظتش على وعدي ليك جسمي الي حرمته على غيرك  في غيرك لمسه .

ظلت تبكي على هذه الحال ثم حاولت ان تنام لتواجهها رائحته التي ملأت الوسادة لتهب تحملها وترميها بعيدا عنها

لتلوح صورة عينه المنكسرة أمامها أغمضت عيناها تطفئ شعور الذنب الذي اجتاحها وهي تتذكر ألمه وانكساره أغلقت أذنها بكلتا يديها توقف صوت الصراخ الذي يتردد داخلها يلومها على جرحه

-بس كفايه …كفايه مش قادره استحمل.

*******************************************

وقفت امامه الند للند تتحداه من يصنع الشاي افضل ، فطالما كان يخبرها انه افضل من يصنعه
وضعت قدح الشاي أمامه أمسكه يرتشف منه قليلًا وعينها تترقب إجابته

-ها. أي رايك ؟

رغم انه كان يتلذذ بطعمها لكنه أحب أن يتلاعب بها ، نظر لها بخبث وقال :

-يعني مش بطال .

امتعض وجهها وقالت بتذمر:

-أي مش بطال  ،طب هاته يا ايمن واعمل انت لنفسك مدام مش عاجبك .

سحبت قدح الشاي من امامه بسرعة وذهبت لتسكبه في الحوض :

ليتبعها بسرعة يمسك يدها قبل ان تسكبه

-هاتيه  ياقموصة

لتنظر له بطرف عينها وتقول مستهزأة :

-مش بتقول مش عاجبك أي غيرت رايك ؟

ليسحب قدح الشاي الذي لازالت تمسكه بيدها ويضع يده فوق يدها يقرّبه من فمه يرتشف منه وعينه صوب عينيها

-هو مش بطال بس مدام من أيدك يبقى زي العسل.

توردت وجنتها اثر كلماته وأصبحت تسقط رويدًا رويدًا في بحر تلك المشاعر الجديدة التي باتت تجرّبها معه ،

******************************************

بحثت عنه في الطابق السفلي فلم تجده كانت تريد ان تخبره ان  زوجة خالها سوف تخضع لعملية جراحيه في الغد وعليها ان تكون بجانبها وربما تظطر للمبيت معها ، ثلاثه أسابيع منذ ما حدث بينهم وهو يتجنبها ولايتحدث معها يغادر المكان ما ان تتواجد فيه ، تعلم أنها قد جرحته وما يفعله هو رد فعل طبيعي لما فعلته به
سمعت صوته القادم من غرفه ولده :

-مساء الخير

كان مندمج مع ولده يشاركه في احدى الألعاب الإلكترونية.  عندما سمع صوتها أغمض عينيه 
يلعن قلبه الذي لازل يرتجف عند سماع صوتها  ليهب واقفا ويهم بالرحيل

-تيمو حبيبي نكمل لعب بعدين .

ليتذمر ذلك الصغير لترك والده اللعب

-الجيم لسه مخلصش يابابا .

ليحرك يده على شعره يشعثه

-معلش ياحبيبي مرة تانية .

ابتلعت غصة مؤلمة وهي تراه يهرب من المكان لأنها تواجدت فيه ودون أن ينظر اليها سار متجهًا نحو الباب ، لكن قبل ان يتخطاها أمسكت ذراعه لينظر اليها والى ذراعه التي تمسكها

-مرات خالي هتعمل عمليه بكرة وانا لازم أكون معاها واحتمال أبات معاها في المستشفى .

قالت ماتريد دفعة واحدة وأفلتت ذراعه ودون أي كلمه أومأ لها بالموافقة وتركها ورحل

ظلت تنظر لآثره حتى اختفى من أمامها ولا.تدري لماذا وخزها قلبها وهي ترى بروده معها أشعور بالذنب أم جرح نازف أصبحت تشاركه فيه

-مامي تعالي كملي الجيم معايا

طلب طلبه ذلك الصغير بعد ان رآها متسمرة أمام باب غرفته

وفي صباح اليوم التالي وقفوا أمام غرفة العمليات ينتظرون خروجها لتطمئنهم على حالة نجاة التي دخلت منذ قليل غرفة العمليات .

اماً هي في الدخل فكانت تقف بجانب نجاة تمسك يدها تطمئنها قبل ان تأخذ جرعه البنج اقتربت منها تمسح على وجهها بحنو

-ماتخفيش يا نوجة كل شيء هيكون تمام .

نظرت اليها بأعين لمعت بالدموع وبصوت مهزوز أخبرتها :

-أنا مش خايفه ياحبيبه من الموت ، الموت علينا حق ، أنا خايفه على ولادي من بعدي

مصطفى الي نفسي افرح بيه بس يلاقي شغلانة كويسة بدل البهدلة الي هو فيها 
ودلال الي نفسي أشوفها عروسه متهنيه في بيت جوزها
وفرح الي نفسي تدخل كلية كويسة
وخالك الي شقيان طول عمره نفسي يرتاح

لمعت عينيها بدموع وهي تستمع لأمنياتها  تماسكت لأبعد حد تمنع دموعها من النزول وامسكت يدها

-أن شاء الله هتخرجي بالسلامة وتحققي كل أمنياتك .

شددت نجاة على يدها وقالت متوسلة :

-لو جرالي حاجه خلي بالك من ولادي ياحبيبه أنا عارفه انك عاقله وحنينه وبتحبيهم .

وخلي بالك من خالك دا بيحبك اكتر من روحه 

وخلي دلال تسامحني أنا عارفه إني بجرحها بالكلام لكن يعلم ربنا انها حتة من قلبي وبدعيلها ليل نهار ربنا يرزقها على قد طيبه قلبها

ولادي أمانة في رقبتك ياحبيبة .

وبنبرت صوته غلفها الوم والألم اجابتها

-إيه الكلام الي بتقوليه يا أمي ان شاء الله هتخرجي بالسلامه ماتخافيش عادل دكتور شاطر

-والله دي شهادة أعتز بيها يا دكتوره .

كان هذا صوت دكتور عادل الذي وقف أمامهم ينتظرها

-حبيبة المريضة لازم تأخذ جرعه المخدر.

حركت حبيبه رأسها بالموافقة

-حاضر يادكتور

ليحضر طبيب التخدير لكن قبل ان يعطيها  جرعه التخدير قالت نجاة

-استنى يابني ثواني

لتشير لحبيبة ان تقترب منها :

-سامحيني ياحبيبة سامحيني يابنتي لو سمعتك في يوم كلمة وحشة من غير قصد .

لم تتحمل حبيبه كتمان دموعها اكثر من ذلك لتهرب دموعها من عينيها لتزيلها بسرعه وتقبل رأس نجاه ثم يدها

-أسامحك أي يا أمي دا أنا لوقعدت عمري كله أشكرك مش هوفيكي حقك انت كنتي أحن من أمي عليا دانتي اعتبرتيني بنتك وكنت بتاخذي اللقمة من ولادك وتدهاني  أنا الي أقلك سامحيني

ثم دنت منها اكثر تقبل يدها عدة مرات .

لتشير لها نجاة ان تقترب اكثر حتى تهمس في أذنها

 لتفعل حبيبه ما طلبت منها واقتربت لتهمس نجاة :

-عيشي حياتك يا بنتي وانسي الماضي ، الحي أبقى من الميت ، والراجل بيحبك متبقاش دماغك ناشفه يابنت شريفة .

لتضحك حبيبه ضحكه خافته وتقبل رأسها

-مدام قلتي بنت شريفة أنا اطمنت عليكي .
لتبتسم نجاة لها

اشارت حبيبه لدكتور التخدير لإعطائها الجرعة لتغيب نجاة شئ فشئ عن الوعي وهي تمسك يد حبيبه التي لم تفارقها حتى أغلقت عينها لتقول حبيبة

-استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه

ثم أفلتت يدها ووقفت تنظر لعادل نظرات رجاء

الذي ابتسم وقال : أطمني ياحبيبة .

خرجت بعد أن غابت نجاة عن الوعي وأُخذت لإجراء العملية

خرجت من باب غرفه العمليات  لتتفاجأ به يقف بجانب خالها.  ليبتعد عندما رآها تقترب منه

اقتربت من خالها وتجمع أولاده حولها يسألوها عن والدتهم  ليسألها خالها بلهفة :

-طمنيني يابنتي

أخذت تربت على كتف خالها و تمسك بيدها تطمئنه

-ماتخافش ياحبيبي عملية القسطرة بقت عملية بسيطة وعادل دكتور شاطر أطمن ياحبيبي .

ليرفع رأسه ثم يده ويقول :

-يارب يسمع منك يابنتي احنا ملناش غيرها .

لتحاول حبيبة أن تمازحه فغمزت له وقالت بعبث :

-ايوه ياعم الحب الحقيقي بيبان في الشدة

ليبتسم خالها ويجيبها بصدق :

-يابنتي دي عشرة عمر واه مش هنكر أم ولادي وحبيبتي .

لتمسك حبيبة يده تقبلها

-ربنا يخليكم لبعض وتعالى اقعد عشان ترتاح انت كمان تعبان .

لتسحبه من يده وتجلسه على أحد مقاعد الانتظار ثم اتجهت نحو فرح التي كانت تبكي لتحتضنها

-اهدي يافروحه وبلاش عياط ماما بخير ياحبيبتي كفايه دموع عشان خاطر بابا ياحبيبتي هيزعل لما يشوفك بتعيطي يلا اهدي

 لتستكين فرح وتتوقف عن البكاء

دارت عينيها لتجد دلال منزوية تمسك المصحف بيدها وتقرأ وتردد بعض الأدعيه لتحرك عينيها بالاتجاه الآخر وتجد مصطفى يقف بجانب غرفة العمليات يسند جسده ورأسه على الحائط وعينيه تلمع بالدموع
  
اما خالها فكان يدعي الصمود رغم انهياره هي اكثر من يشعر به لتجد ادهم يجلس بجانبه يخفف عنه

شعرت بالامتنان لوجوده ووقوفه بجانب خالها  ليزيد ذلك من شعور الذنب الذي أصبح يعتصر قلبها كلما رأته

رغم انه كان يتحاشى النظر اليها طيله فترة الانتظار كانت هي تسترق النظرات نحوه وقد ساعدها وجود خالها بجانبه

شعرت بصداع قاسي يضرب جنبات ورأسها وإرهاق ظهر على عينيها رفعت يدها تدلك جبهتها وتعتصر مابين عينيها بقوه علها تخفف منه

ربعت يدها امام صدرها واعادت راسها إلى الخلف تغمض عينيها فخوفها على زوجة خالها سرق من أعينها النوم في الليلة السابقة وربما كان هذا سبب الصداع

اختلس النظر اليها ليجد التعب البادي عليها واستغل وضعيه جلوسها واغماض عينيها ليسمح لعينه بتفقدها
قلبه الغبي لازال يشتاق اليها ويتمنى ان ياخذها بين احضانه يخفف عنها

لتصفعه كرامته تذكره بقراره ، ألا يكفيه مافعلته به ليشيح نظره بعيدًا عنها بضيق .

-حبيبة. .  حبيبة

فتحت عينيها المتعبة لتجد نهى تقف أمامها

-نهى

سألتها بقلق :

- إزي  طنط نجاة ؟

وبصوت مرهق أجابتها :

-دخلت من نص ساعة العمليات

لتسألها مستفسرة بعد أن أقلقها شكلها

-مالك انت تعبانه ؟

-لا.  لا بس عندي صداع جامد

مدت يدها تمسك بيدها تسحبها معها

-طب تعالي معايا تاخذي اسبرين ولا حاجة تخفف
 عليكي .

لتعترض حبيبة  تقول :

-اروح فين واسيب ماما أنا هستنى تخرج وبعدين اروح معاكى.

لكن نهى بقيت مصرة

-يابنتي العملية لسه مطولة وعادل مش هيخرج غير لما تفوق ما انت عرفاه بيحب يطمن على الآخر.

تاخدي اسبرين وترجعي

استجابت حبيبه لها وذهبت معها لتصل إلى مكان بعيد نسبيًا لتمسك نهى يدها تقربها منها

-شفتي ياعندية  يا أم قلب حجر انت اهو الراجل جاي وواقف معاكم عاوزه أي تاني ؟

ابتعدت عنها حبيبه بحنق وضيقت عينها تنظر لها باستنكار:

-تصدقي كنت متأكدة انك مش خايفة عليا

لتحرك نهى شفتيها جانبا مستهزأة وتقول مستهجنة
:
-طب بذمتك قلبك محنش عليه رغم الي عملتيه فيه واهو ياعيني راضي  طب أنا لو منه أطلقك.

لتضحك حبيبة مستهزأة :

-طب يا ريت يعملها

ثم صمتت تخفض رأسها لتتمتم :

-على الأقل اخلص من شعور الذنب الي خانقني .

لتضربها نهى على كتفها

-خليكي كده بكره تخسريه وتندمي

وحديث نهى عن الخساره آثار داخلها مشاعر غريبة اعتصرت قلبها لتنفض تلك الأفكار

التفت نحو نهى وقالت

-يلا خلينا نرجع

عادت تبحث عنه بعينيها فلم تجده سألت مصطفى فأخبرها انه ذهب ليجلب القهوة

لتقررتتبعه استأذنت من خالها وذهبت إلى الكافتيريا لتجده يجلس يحتسي قهوته  وقفت أمامه مرتبكة :

-أدهم أنا عاوزة أشكرك على وقفتك معانا

تطلع اليها بعدم اهتمام وعاد يندمج مع فنجان القهوة يرتشف منه بتمهل  وببرود أجابها :

-أنا معملتش كده عشانك أنا عملت كده عشان عم محمود الراجل الطيب .

وها هويجلدها بكلماته هي لاتعني له شئ وجوده هنا ليس من اجلها حتى شكرها لايلزمه .

-حتى لو كان كده شكراً

ثم تركته ورحلت وعاد هو ليتنهد بألم يعتلي صدره

عادت تقف امام غرفة العمليات لكن بقلق هذه المره ساعتان مرت ولم يخرج عادل
 
-حبيبة يابنتي دول بقالهم ساعتين جوه .

اقتربت منه وجلست بجانبه تربت على فخذه

-طبيعي ياحبيبي عادل بيستنى المريض يفوق ويطمن عليه .

كانت تواسي خالها عندما خرج عادل

ليركض الجميع نحوه

-خير يادكتور طمنا

ابتسم لهذا الرجل الخائف على زوجته :

-ماتخافش ياعم محمود العملية نجحت والست نجاة فاقت بس احنا محتاجين نخليها تحت الملاحظة أربعة وعشرين ساعة عشان نطمن .

-ربنا يبارك فيك يابني .

ربت عادل على كتفه  وهم بالانصراف ليجذب نظره تلك التي وقفت تحتضن المصحف في إحدى الزوايا ، لم تهرول نحوه كما فعل البقية

-دكتور عادل كنت عاوزاك في موضوع

ابتسم عادل عندما وجد حبيبة التي تبعته تقف بجانبه متوترة :

-لا موضوع ولا غيره أنا فاهمك أطمني الحالة مستقرة سبيني اروح ارتاح ياحبيبة .

بادلته حبيبة الابتسام

-متشكرة ياعادل .

-حبيبة احنا اخوات ومافيش بين الأخوات شكر.

رحل عادل لتعود هي إلى خالها وأولاده ينتظرون خروج نجاة

*******************************************
كانت تقف أمام المرآة تسرح لمسك شعرها وتصنع لها الضفيرة التي طالما أعجبتها

لتسقط رباطة الشعر على الأرض أمسكت طرف الضفيره واعطتها لمسك لتمسّكها حتى لاتنحل

وانحنت هي تبحث عن الرباط ليجذب انتباهها ذلك الصندوق الموضوع تحت السرير ......

لنك الوتباد
٥https://www.wattpad.com/user/RashaAzi?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_profile&wp_page=user_details&wp_uname=AsmaaMansour010

https://www.wattpad.com/user/RashaAzi?utm_source=android&utm_medium=link&utm_content=share_profile&wp_page=user_details&wp_uname=AsmaaMansour010أصفاد الحب 25
عليها المواجهة ، هذا ما اخبرها به عقلها لم تعد تتحمل هذه الاهانات وها هي تقف امامه بقوه لاتعرف من أين اكتسبتها لتقف تطالعه بتحدي
-ممكن اعرف ملف الحالة رجع تاني ليه أي الغلط في التشخيص ؟
رفع نظره اليها ليجدها تنظر له بحنق ليجيبها ببرود :
-أنا الي قلت االتشخيص فيه خطأ .
-ليه ؟
قالتها بإنفعال جعله يعتدل يرمقها بنظرات باهتة 
-عشان غلط .
نبرة صوته الباردة جعلتها تثور ، فمخزون صبرها قد نفذ ، كرامتها أصبحت تصرخ تطالبها بالانتقام 
-دكتور يوسف بلاش الأسلوب دا ، ملوش داعي رسالتك وصلت وانا اتعلمت الدرس أطمن أنا مستنيه دكتور عمر يرجع وأقدم استقالتي وترتاح مني .
ولم تنتظر جوابه خرجت صافقة الباب خلفها بقوة

عاد من مهمته مشتاقًا لرؤيتها فأسبوع قد مر من دون رؤيتها جعله يدرك انها أصبحت جزء من روحه ، فهو بدونها كالغريب  بلا وطن .
بحث عنها في غرفه تيم فلم يجدها علم انها في غرفتها. ومن فرط شوقه فتح الباب مباشرة ليصعقه ما رآه
فكانت تقف امام دولاب ملابسها لاتسترها سوى منشفه تحيط جسدها خصلات شعرها المبللة ، تورد وجنتيها عند رؤيته افقده عقله وتعقله لم يتمالك نفسه وهو يراها بتلك الهيئة لتجتاحه مشاعر الشوق والرغبة ، لم يستطع كبح جماح شوقه  
 ولم يشعر بقدمه التي تسوقه نحوها كالمغيب
اما هي فتفاجأت بوجوده وتمتمت اسمه بخوف تمكن منها وهي ترى نظراته المصوبة نحوها
-ادهم ...   (بقلم رشا عبد العزيز) 
لكنه كان داخل حلم جميل لم يسمعها وزاد اقترابه منها ، كلما اقترب عادت هي إلى الوراء حتى ارتطمت بالحائط ولم يعد يفصل بينهم شئ
-أدهم انت عاوز أي ؟
لم يجبها لسانه لكن حاورها جسده ، لمساته الحانية جعلتها كالمغيبة ، كلماته الشغوفة روت قلبها وأنوثتها حتى ظن انها استسلمت طواعيه له فأخذها في رحله تعبر عن شوقه الشديد لها يشرح بكل حواسه مدى احتياجه لها
وبعد وقت كان يستلقي بجانبها منتشيًا ، ليقطع هذه اللحظة صوت بكاءها 
وكأنها استيقظت من غيبوبتها وصفعتها الحقيقه لقد استسلمت له   
لينهض مفزوعًا من جانبها يرتدي ملابسه ويقترب منها بقلق
-مالك ياحبيبه انت كويسه ؟
جلس بجانبها وأكمل بعد ان اتضحت الصوره له
انت ندمانه ياحبيبه ؟
رفعت عينها المليئه بالدموع
-أنا خنته …خنته
أشعلت فتيل نيران غضبه ليصرخ بوجهها :
-خنتي مين أنا جوزك .
وكالمجنونة أجابت عليه بصوت قد بح ألمًا :
-لا أنا وعدته ان جسمي يفضل ملكه هو.
كلماتها كانت كخناجر طعنت قلبه العاشق
-بس الي حصل كان برضاكى
لتصعقه بقولها :
-لا مش برضايا أنا افتكرته .....
أمسكت شفتيها تبتلع باقي حديثها 
تعالت وتيرة أنفاسه وتأججت النيران في صدره ليتملكه الغضب يمسك بكتفها العاري يهزها بعنف
-افتكرتي أي …افتكرتيني هو ياحبيبه كنتي بتتخيليه وانت معايا  …انطقي ياحبيبة .
عقد لسانها لكن عينيها اعطته الاجابه
-ليه …بتدبحيني ليه ؟
.قال ذلك بصراخ قطع نياط قلبه ،  ثم نظر اليها بعيون لسعتها الدموع 
-أنا بكرهك …بكرهك ياحبيبة
قال هذا وهو يدفعها بقوه
اماً هي فمجرد ان خرج حتى بدأت تضرب وجهها عدة مرات 
-أنا خنتك ياعلي .
ثم أسرعت نحو الحمام فتحت المياه لتختلط مع دموعها وهي تدعك جسدها بقوه تزيل آثار لمساته من عليها وصوت نحيبها يزداد
اماً على الجانب الآخر ركب سيارته يهيم على وجهه  في الطرقات حتى توقف في مكان بعيد خالي من الناس .
ليضرب عجله القياده بقوه ويصرخ بأعلى صوته
-بكرهك …بكرهك ياحبيبه …بكرهك
لينهار وهو يبكي بكاء شديد 
ثم سند جبهته على عجله القيادة
-ياريتني أقدر أكرهك

استمر في البكاء وجسده يهتز وعينيه غزتها الدموع قلبه تمزق لقد هانت كرامته أسقطت آخر جيوش مقاومته ، اشهر رايته البيضاء واعلن انسحابه ، لقد خسر الحرب وأصبح أسير خذلانها 
حطمت آماله واقتلعت  جذور أحلامه بان يمتلكها يومًا 
ليرفع راسه ويمسح دموعه بقوة 
-خلاص يا ادهم كفاية لحد كده انت فشلت ليبتلع غصة مرة:
 حررها يا ادهم حررها.  عمرها ماهتكون ليك
ليتحايل عليه قلبه المكلوم
-وتيم هيستحمل فراقها ؟
لتصرخ كرامته :
-  يستحمل هيتعود على غيابها زي ما اتعود على غياب أمه 
ليعود قلبه يستميله :
استني العمليه تخلص. واطمن على تيم وحررها 
ليقف عند ذلك القرار صامتًا

إما هي فجلست على سريرها المبعثر الذي اصبح حاله مثلها ضمت قدميها نحو صدرها ووضعت رأسها بين قدميها
-سامحني ياعلي …سامحني محافظتش على وعدي ليك جسمي الي حرمته على غيرك  في غيرك لمسه .
ظلت تبكي على هذه الحال ثم حاولت ان تنام لتواجهها رائحته التي ملأت الوسادة لتهب تحملها وترميها بعيدا عنها
لتلوح صورة عينه المنكسرة أمامها أغمضت عيناها تطفئ شعور الذنب الذي اجتاحها وهي تتذكر ألمه وانكساره أغلقت أذنها بكلتا يديها توقف صوت الصراخ الذي يتردد داخلها يلومها على جرحه
-بس كفايه …كفايه مش قادره استحمل

وقفت امامه الند للند تتحداه من يصنع الشاي افضل ، فطالما كان يخبرها انه افضل من يصنعه
وضعت قدح الشاي أمامه أمسكه يرتشف منه قليلًا وعينها تترقب إجابته
-ها. أي رايك ؟
رغم انه كان يتلذذ بطعمها لكنه أحب أن يتلاعب بها ، نظر لها بخبث وقال :
-يعني مش بطال .
امتعض وجهها وقالت بتذمر:
-أي مش بطال  ،طب هاته يا ايمن واعمل انت لنفسك مدام مش عاجبك .
سحبت قدح الشاي من امامه بسرعة وذهبت لتسكبه في الحوض :
ليتبعها بسرعة يمسك يدها قبل ان تسكبه
-هاتيه  ياقموصة 
لتنظر له بطرف عينها وتقول مستهزأة :
-مش بتقول مش عاجبك أي غيرت رايك ؟
ليسحب قدح الشاي الذي لازالت تمسكه بيدها ويضع يده فوق يدها يقرّبه من فمه يرتشف منه وعينه صوب عينيها
-هو مش بطال بس مدام من أيدك يبقى زي العسل. 
توردت وجنتها اثر كلماته وأصبحت تسقط رويدًا رويدًا في بحر تلك المشاعر الجديدة التي باتت تجرّبها معه ،

بحثت عنه في الطابق السفلي فلم تجده كانت تريد ان تخبره ان  زوجة خالها سوف تخضع لعملية جراحيه في الغد وعليها ان تكون بجانبها وربما تظطر للمبيت معها ، ثلاثه أسابيع منذ ما حدث بينهم وهو يتجنبها ولايتحدث معها يغادر المكان ما ان تتواجد فيه ، تعلم أنها قد جرحته وما يفعله هو رد فعل طبيعي لما فعلته به
سمعت صوته القادم من غرفه ولده :
-مساء الخير
كان مندمج مع ولده يشاركه في احدى الألعاب الإلكترونية.  عندما سمع صوتها أغمض عينيه 
يلعن قلبه الذي لازل يرتجف عند سماع صوتها  ليهب واقفا ويهم بالرحيل
-تيمو حبيبي نكمل لعب بعدين .
ليتذمر ذلك الصغير لترك والده اللعب
-الجيم لسه مخلصش يابابا .
ليحرك يده على شعره يشعثه 
-معلش ياحبيبي مرة تانية .
ابتلعت غصة مؤلمة وهي تراه يهرب من المكان لأنها تواجدت فيه ودون أن ينظر اليها سار متجهًا نحو الباب ، لكن قبل ان يتخطاها أمسكت ذراعه لينظر اليها والى ذراعه التي تمسكها 
-مرات خالي هتعمل عمليه بكرة وانا لازم أكون معاها واحتمال أبات معاها في المستشفى .
قالت ماتريد دفعة واحدة وأفلتت ذراعه ودون أي كلمه أومأ لها بالموافقة وتركها ورحل
ظلت تنظر لآثره حتى اختفى من أمامها ولا.تدري لماذا وخزها قلبها وهي ترى بروده معها أشعور بالذنب أم جرح نازف أصبحت تشاركه فيه 
-مامي تعالي كملي الجيم معايا
طلب طلبه ذلك الصغير بعد ان رآها متسمرة أمام باب غرفته
وفي صباح اليوم التالي وقفوا أمام غرفة العمليات ينتظرون خروجها لتطمئنهم على حالة نجاة التي دخلت منذ قليل غرفة العمليات .
اماً هي في الدخل فكانت تقف بجانب نجاة تمسك يدها تطمئنها قبل ان تأخذ جرعه البنج اقتربت منها تمسح على وجهها بحنو
-ماتخفيش يا نوجة كل شيء هيكون تمام .
نظرت اليها بأعين لمعت بالدموع وبصوت مهزوز أخبرتها :
-أنا مش خايفه ياحبيبه من الموت ، الموت علينا حق ، أنا خايفه على ولادي من بعدي
مصطفى الي نفسي افرح بيه بس يلاقي شغلانة كويسة بدل البهدلة الي هو فيها 
ودلال الي نفسي أشوفها عروسه متهنيه في بيت جوزها
وفرح الي نفسي تدخل كلية كويسة
وخالك الي شقيان طول عمره نفسي يرتاح
لمعت عينيها بدموع وهي تستمع لأمنياتها  تماسكت لأبعد حد تمنع دموعها من النزول وامسكت يدها 
-أن شاء الله هتخرجي بالسلامة وتحققي كل أمنياتك .((بقلم رشا عبد العزيز) 
شددت نجاة على يدها وقالت متوسلة :
-لو جرالي حاجه خلي بالك من ولادي ياحبيبه أنا عارفه انك عاقله وحنينه وبتحبيهم .
وخلي بالك من خالك دا بيحبك اكتر من روحه  
وخلي دلال تسامحني أنا عارفه إني بجرحها بالكلام لكن يعلم ربنا انها حتة من قلبي وبدعيلها ليل نهار ربنا يرزقها على قد طيبه قلبها
ولادي أمانة في رقبتك ياحبيبة .
-إيه الكلام الي بتقوليه يا أمي ان شاء الله هتخرجي بالسلامه ماتخافيش عادل دكتور شاطر
-والله دي شهادة أعتز بيها يا دكتوره .
كان هذا صوت دكتور عادل الذي وقف أمامهم ينتظرها
-حبيبة المريضة لازم تأخذ جرعه المخدر.
حركت حبيبه رأسها بالموافقة
-حاضر يادكتور
ليحضر طبيب التخدير لكن قبل ان يعطيها  جرعه التخدير قالت نجاة. 
-استنى يابني ثواني 
لتشير لحبيبة ان تقترب منها :
-سامحيني ياحبيبة سامحيني يابنتي لو سمعتك في يوم كلمة وحشة من غير قصد .
لم تتحمل حبيبه كتمان دموعها اكثر من ذلك لتهرب دموعها من عينيها لتزيلها بسرعه وتقبل رأس نجاه ثم يدها
-أسامحك أي يا أمي دا أنا لوقعدت عمري كله أشكرك مش هوفيكي حقك انت كنتي أحن من أمي عليا دانتي اعتبرتيني بنتك وكنت بتاخذي اللقمة من ولادك وتدهاني  أنا الي أقلك سامحيني 
ثم دنت منها اكثر تقبل يدها عدة مرات .
لتشير لها نجاة ان تقترب اكثر حتى تهمس في أذنها لتفعل حبيبه ما طلبت منها واقتربت لتهمس نجاة :
-عيشي حياتك يا بنتي وانسي الماضي ، الحي أبقى من الميت ، والراجل بيحبك متبقاش دماغك ناشفه يابنت شريفة .
لتضحك حبيبه ضحكه خافته وتقبل رأسها 
-مدام قلتي بنت شريفة أنا اطمنت عليكي .
لتبتسم نجاة لها 
اشارت حبيبه لدكتور التخدير لإعطائها الجرعة لتغيب نجاة شئ فشئ عن الوعي وهي تمسك يد حبيبه التي لم تفارقها حتى أغلقت عينها لتقول حبيبة
-استودعك الله الذي لاتضيع ودائعه 
ثم أفلتت يدها ووقفت تنظر لعادل نظرات رجاء
الذي ابتسم وقال : أطمني ياحبيبة .

خرجت بعد أن غابت نجاة عن الوعي وأُخذت لإجراء العملية
خرجت من باب غرفه العمليات  لتتفاجأ به يقف بجانب خالها.  ليبتعد عندما رآها تقترب منه 
اقتربت من خالها وتجمع أولاده حولها يسألوها عن والدتهم  ليسألها خالها بلهفة :
-طمنيني يابنتي
أخذت تربت على كتف خالها و تمسك بيدها تطمئنه
-ماتخافش ياحبيبي عملية القسطرة بقت عملية بسيطة وعادل دكتور شاطر أطمن ياحبيبي .
ليرفع رأسه ثم يده ويقول :
-يارب يسمع منك يابنتي احنا ملناش غيرها .
لتحاول حبيبة أن تمازحه فغمزت له وقالت بعبث :
-ايوه ياعم الحب الحقيقي بيبان في الشدة
ليبتسم خالها ويجيبها بصدق :
-يابنتي دي عشرة عمر واه مش هنكر أم ولادي وحبيبتي .
لتمسك حبيبة يده تقبلها 
-ربنا يخليكم لبعض وتعالى اقعد عشان ترتاح انت كمان تعبان .
لتسحبه من يده وتجلسه على أحد مقاعد الانتظار ثم اتجهت نحو فرح التي كانت تبكي لتحتضنها 
-اهدي يافروحه وبلاش عياط ماما بخير ياحبيبتي كفايه دموع عشان خاطر بابا ياحبيبتي هيزعل لما يشوفك بتعيطي يلا اهدي
 لتستكين فرح وتتوقف عن البكاء 
دارت عينيها لتجد دلال منزوية تمسك المصحف بيدها وتقرأ وتردد بعض الأدعيه لتحرك عينيها بالاتجاه الآخر وتجد مصطفى يقف بجانب غرفة العمليات يسند جسده ورأسه على الحائط وعينيه تلمع بالدموع   
اما خالها فكان يدعي الصمود رغم انهياره هي اكثر من يشعر به لتجد ادهم يجلس بجانبه يخفف عنه 
شعرت بالامتنان لوجوده ووقوفه بجانب خالها  ليزيد ذلك من شعور الذنب الذي أصبح يعتصر قلبها كلما رأته
رغم انه كان يتحاشى النظر اليها طيله فترة الانتظار كانت هي تسترق النظرات نحوه وقد ساعدها وجود خالها بجانبه
شعرت بصداع قاسي يضرب جنبات ورأسها وإرهاق ظهر على عينيها رفعت يدها تدلك جبهتها وتعتصر مابين عينيها بقوه علها تخفف منه
ربعت يدها امام صدرها واعادت راسها إلى الخلف تغمض عينيها فخوفها على زوجة خالها سرق من أعينها النوم في الليلة السابقة وربما كان هذا سبب الصداع
اختلس النظر اليها ليجد التعب البادي عليها واستغل وضعيه جلوسها واغماض عينيها ليسمح لعينه بتفقدها
قلبه الغبي لازال يشتاق اليها ويتمنى ان ياخذها بين احضانه يخفف عنها

لتصفعه كرامته تذكره بقراره ، ألا يكفيه مافعلته به ليشيح نظره بعيدًا عنها بضيق .
-حبيبة. .  حبيبة
فتحت عينيها المتعبة لتجد نهى تقف أمامها
-نهى
سألتها بقلق :
- إزي  طنط نجاة ؟
وبصوت مرهق أجابتها :
-دخلت من نص ساعة العمليات 
لتسألها مستفسرة بعد أن أقلقها شكلها
-مالك انت تعبانه ؟
-لا.  لا بس عندي صداع جامد
مدت يدها تمسك بيدها تسحبها معها 
-طب تعالي معايا تاخذي اسبرين ولا حاجة تخفف عليكي .
لتعترض حبيبة  تقول :
-اروح فين واسيب ماما أنا هستنى تخرج وبعدين اروح معاكى.
لكن نهى بقيت مصرة
-يابنتي العملية لسه مطولة وعادل مش هيخرج غير لما تفوق ما انت عرفاه بيحب يطمن على الآخر.
تاخدي اسبرين وترجعي
استجابت حبيبه لها وذهبت معها لتصل إلى مكان بعيد نسبيًا لتمسك نهى يدها تقربها منها 
-شفتي ياعندية  يا أم قلب حجر انت اهو الراجل جاي وواقف معاكم عاوزه أي تاني ؟
ابتعدت عنها حبيبه بحنق وضيقت عينها تنظر لها باستنكار:
-تصدقي كنت متأكدة انك مش خايفة عليا
لتحرك نهى شفتيها جانبا مستهزأة وتقول مستهجنة :
-طب بذمتك قلبك محنش عليه رغم الي عملتيه فيه واهو ياعيني راضي  طب أنا لو منه أطلقك.
لتضحك حبيبة مستهزأة :
-طب يا ريت يعملها 
ثم صمتت تخفض رأسها لتتمتم :
-على الأقل اخلص من شعور الذنب الي خانقني .
لتضربها نهى على كتفها
-خليكي كده بكره تخسريه وتندمي 
وحديث نهى عن الخساره آثار داخلها مشاعر غريبة اعتصرت قلبها لتنفض تلك الأفكار
التفت نحو نهى وقالت
-يلا خلينا نرجع 
عادت تبحث عنه بعينيها فلم تجده سألت مصطفى فأخبرها انه ذهب ليجلب القهوة
لتقررتتبعه استأذنت من خالها وذهبت إلى الكافتيريا لتجده يجلس يحتسي قهوته  وقفت أمامه مرتبكة :
-أدهم أنا عاوزة أشكرك على وقفتك معانا
تطلع اليها بعدم اهتمام وعاد يندمج مع فنجان القهوة يرتشف منه بتمهل  وببرود أجابها :
-أنا معملتش كده عشانك أنا عملت كده عشان عم محمود الراجل الطيب .
وها هويجلدها بكلماته هي لاتعني له شئ وجوده هنا ليس من اجلها حتى شكرها لايلزمه .
-حتى لو كان كده شكراً
ثم تركته ورحلت وعاد هو ليتنهد بألم يعتلي صدره

عادت تقف امام غرفة العمليات لكن بقلق هذه المره ساعتان مرت ولم يخرج عادل 
-حبيبة يابنتي دول بقالهم ساعتين جوه .
اقتربت منه وجلست بجانبه تربت على فخذه 
-طبيعي ياحبيبي عادل بيستنى المريض يفوق ويطمن عليه .
كانت تواسي خالها عندما خرج عادل
ليركض الجميع نحوه
-خير يادكتور طمنا
ابتسم لهذا الرجل الخائف على زوجته :
-ماتخافش ياعم محمود العملية نجحت والست نجاة فاقت بس احنا محتاجين نخليها تحت الملاحظة أربعة وعشرين ساعة عشان نطمن .
-ربنا يبارك فيك يابني .
ربت عادل على كتفه  وهم بالانصراف ليجذب نظره تلك التي وقفت تحتضن المصحف في إحدى الزوايا ، لم تهرول نحوه كما فعل البقية
-دكتور عادل كنت عاوزاك في موضوع
ابتسم عادل عندما وجد حبيبة التي تبعته تقف بجانبه متوترة :
-لا موضوع ولا غيره أنا فاهمك أطمني الحالة مستقرة سبيني اروح ارتاح ياحبيبة .
بادلته حبيبة الابتسام
-متشكرة ياعادل .
-حبيبة احنا اخوات ومافيش بين الأخوات شكر.
رحل عادل لتعود هي إلى خالها وأولاده ينتظرون خروج نجاة

كانت تقف أمام المرآة تسرح لمسك شعرها وتصنع لها الضفيرة التي طالما أعجبتها
لتسقط رباطة الشعر على الأرض أمسكت طرف الضفيره واعطتها لمسك لتمسّكها حتى لاتنحل 
وانحنت هي تبحث عن الرباط ليجذب انتباهها ذلك الصندوق الموضوع تحت السرير ......

(بقلم رشا عبد العزيز)

•تابع الفصل التالي "رواية أصفاد الحب" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات