رواية ضمير ميت الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم دنيا آلشملول

 رواية ضمير ميت الفصل الرابع والعشرون 24 - بقلم دنيا آلشملول

ضمير ميت
الحلقة الثالثة والعشرون
أنهى جميع أعماله وتفرّغ تمامًا لكي يعيد محبوبته إليه .. الآن لن يشغله أي شئ عنها وعن محاولة إرضائها .. خرج من مكتبه وأخبر داليا السكرتيرة بأنه لن يعود قبل أيام وبأن عليها مباشرة الأعمال المهمة وأن ترسل له الأوراق التي تتطلب توقيعه .. ذهب إلى منزله فوجد والده يجلس إلى الأريكة ويرتشف من فنجان قهوته ..

وقف مواجهًا له وعينيه حمراوان من قلة النوم .. فهو قضي الليل بأكمله في إنهاء أعماله .

عاصم :
مبسوط ؟

مراد بلامبالاه :
ليه إنت زعلان ولا حاجه ؟!

عاصم :
دي مرات أخوك .. إزاي ؟.. إزاي قدرتوا تعملوا كده ؟

مراد زافرًا بضيق :
إنت هتعلمني اللي ينفع واللي مينفعش يا عاصم ولا إيه ؟

عاصم بغضب :
إنت بتقول إيه !!! بقولك مرات أخوك .. يعني حرام ... علاقتكوا كلها حرام في حرام .

مراد :
اللي ميخصكش متتدخلش فيه .. روح اجري صلح علاقتك بمراتك .

عاصم بتعب :
تصدق !.. انت صح .. مينفعش أضيع وقتي مع حد مش في دماغه ومبيدورش غير على نفسه وحياته واللي يهمه وبس .. مراتي أحق بكل دقيقة بضيعها دلوقتي .

مراد ببرود :
شاطر .

تحرك عاصم من أمامه وقد عزم على إنهاء كل هذا .. سينفرد بأعماله وسيعيد محبوبته .. منذ متى ووالده يهتم من الأساس ؟.. سيعتمد على نفسه .. ونفسه فقط .

دلف إلى غرفته وبدل ملابسه واستغرق في نوم عميق .. فبعدما يستيقظ ينتظره الكثير ليقوم به ..

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

عادت الفتيات لڤيلا فراس .. وطوال الطريق لم يكفوا عن الثرثرة في أمور الزواج وترتيباته .. وقد انتهى بهم الحال إلى أن هاتفت غرام عمرو وأخبرته بأنها ستهتم هي بكل أمور حفل الزفاف وسيكون في ڤيلتهم .. اعترض في بادئ الأمر ولكنه وافق على مضض بعدما تحدث له فراس وأخبره بأن الفتيات سيهتممن بهذا الأمر .. وبأن هذه رغبة غرام وليس هناك فرق بينهم وبأن عمرو سيتكفل بكل تكاليف الزواج ولكن الإختلاف فقط في المكان .

ترجلت الفتيات ودلفن ليقمن بتقييم المكان وتهيئته على أكمل وجه كي يكون أنيقًا ولائقًا بملاك صغير كغرام .

فراس بهدوء :
هتشتغلوا شغل مهندسين مش كده ؟

شدا بحماس لم تعتده الفتيات عليها :
هنظبط الدنيا .

ذهب فراس لإنهاء بعض أعماله في المستشفى بينما بقيت الفتيات مع غرام يرتبون المكان ويعدونه للزفاف الذي لم يتبقى عليه سوى يوم واحد فقط .

جلست دالين إلى أرجوحة غرام وبدأت بفتح العلبه التي أعطاها لها فراس .. كانت عبارة عن علبة سوداء صغيرة بداخلها علبة أخرى علمت من مظهرها كونها علبة لهاتف .. شهقت بفرحة وهي تخرجه من العلبة .. كان لونه أزرق وموضوع بعلبه سوداء .. هل هي مصادفة أن يجلب لها اللونين المفضلين ؟!! أم أنه يعلم كونهما مفضلين لديها ؟

أجفلها صوته الذي أتى من العدم فجأه :
عجبتك الهدية ؟

دالين وهي تنظر له بفرحة :
أوي أوي .. بس .. بس مكنش في داعي بجد .

فراس وهو يهز كتفيه كعلامة اللامبالاه :
أنا السبب إن تليفونك يتحرق مع العربية .. فده واجبي لا أكثر .

أصابها الإحباط على الفور وهي تخفض بصرها للأسفل ثم ابتسمت بألم وهي تتمتم :
شكرًا مرة تانية .. بعد إذنك .

غادرت المكان ودموعها تهدد بالسقوط .. بينما بقي هو بمكانه وبداخله رغبة كبيرة في أن يجذبها إلى أحضانه ويخبرها بأنه يود أن يجلب لها كل شئ تحبه وأي شئ مهما يكن .. يود بث مشاعره إليها .. لكنه بقي مكانه ولم يتحرك .. كانت فقط رغبة وقد تبخرت مع تبخر رائحتها من المكان بعد مغادرتها .

جلس إلى الأرجوحة ورفع رأسه للسماء وشرد بالأوقات التي جمعتهم معًا .. يتذكر كيف احتوته بكلماتها البسيطة في ذاك اليوم الذي ذهب إليها شاكيًا همه .. يتذكر لمعة عينيها السعيدة بيوم مولده .. كم كانت جميلة وهادئة .. يتذكر خوفها منه في أول مره رأته فيها وكيف تعمد إخافتها في ذاك اليوم بسبب ثوران عقله وقلبه لمعرفة كون الخاطف هو والده ..

أخرجه من شروده رأس غرام التي وُضعت على كتفه محاوطه ذراعه بذراعيها ..
أمال برأسه على رأسها بهدوء وهو يتمتم :
مبسوطة ؟

غرام :
أوي أوي .

فراس بابتسامة :
وأنا ده اللي يهمني .. إوعي تزعلي في يوم أبدًا .. ولا تحزني على حاجة .. حافظي على جوزك وبيتك .. استحملي شغله ومواعيده لإن الشرطة معروفين بإن مواعيدهم مش منتظمة .. يعني ممكن يبقى في حضنك الساعة اتنين بليل وفجأه يجيله تليفون يخليه يطلع بسرعة على ملى وشه .. ممكن تجيله مهمه يسافرلها بالشهر ويضطر يقفل تليفونه ومتعرفيش تتواصلي معاه .. هيبقى قلق ليكي وصعب عليكي بس لازم كل مره يطلع فيها تكوني واثقة إن ربنا هيحيميه ويرجعهولك بالسلامة .. متضغطيش عليه في حاجه عشان هو طبيعي مضغوط في شغله .. يعني لو جاي متأخر من بره وشكله تعبان مش لازم تطلعوا تسهروا .. ممكن تخليها وقت تاني وهو من نفسه هيعمل إجازات لنفسه عشان يديكي حقك من وقته .. لازم تقدريه وتحترميه .. مش معنى مثلا إنك بتهزري معاه أو هو بيهزر معاكي وتقوليله يابايخ أو يا رخم قدام حد .. إوعي يا غرام .. ديما تعمليله هيبه واحترام قدام الناس .. وفي بيتك بينك وبينه اعملوا كل اللي نفسكوا فيه لو هتضربوا بعض .. لكن قدام الناس ملوش غير الاحترام .. متجرحهوش بكلمة انتي عارفه إنها هتجرحه لمجرد إنك تاخدي حقك .. لا في طرق كتير تاخدي حقك بيها غير دي .. واوعي في يوم يطلبك وانتي زعلانة وترفضيه .. حاولي على قد ما تقدري مهما يكون بينكوا مشاكل متناميش غير في حضنه آخر الليل .. قدريه وقدري اللي بيعمله عشانك .. افتكريله الحلو وبس .

انتهى من حديثه بتنهيدة قبل أن يتساءل بهدوء :
فهمتي كلامي ؟

كانت غرام تنظر له بعيون دامعة وما إن انتهى حتى ألقت بنفسها بين ذراعيه تحتضنه بقوه : إنت مش بس أخويا .. إنت أخويا وأبويا وابني وحبيبي وكل حاجه ليا في الدنيا .. ربنا ما يحرمني منك أبدا .

فراس بابتسامة وهو يربت على ظهرها بحنان
:
ولا يحرمني منك يا كل دنية فراس .

غرام بهدوء بعد صمت طال لدقائق :
فراس .

فراس :
همممم

غرام بهدوء :
مش ناوي تاخد خطوه في علاقتك بدالين .

فراس بعد دقيقة صمت :
مفيش علاقة بيني وبين دالين عشان آخد فيها خطوة .

غرام :
فعلا .. حتى دقات قلبك اللي زادت بمجرد ما سمعت إسمها بتقول كده .

فراس متحمحمًا :
هي غلطت فيا .

غرام بهدوء :
أكيد مكنتش تقصد .

فراس :
وإن يكن .. متعتذرش ؟!.. أو حتى متحاولش ؟!

غرام بهدوء ونبرة غموض :
نشوف الأيام مخبيالنا إيه .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تحركت الفتيات على وعد بالعودة في الغد لترتيب المكان بعدما خططوا جميعًا له .. وغدًا سيكون التنفيذ .

وصلت دالين بفاتن إلى الڤيلا ودلفتا بهدوء .. كان المكان هادئ إلا من غرفة المكتب الخاصه بوالد فاتن .. فكان يصدر عنها صوت اغنية لأم كلثوم ..

نظرت دالين لفاتن بابتسامة وهي تتمتم بهدوء :
عمو شريف شكله بيحب ولا إيه !

ضحكت فاتن بخفه وهي تتمتم :
شكله كده .. تعالي نطب عليه .

أماءت دالين وذهبتا بهدوء تجاه مكتب شريف الذي كان يجلس إلى مكتبه رافعًا رأسه إلى ظهر مقعده وينظر للسقف في شرود .. وابتسامة شارده تزين ثغره ..

دالين بابتسامة :
أوبااا .. أبوكي رجع مراهق يا تونا .

فاتن وهي تكتم ضحكتها :
لا بجد هو عامل ليه كده !

دالين بمكر :
هنعرف حالاً .

وما إن أنهت جملتها حتى دفعت باب الغرفة وقفزت إلى الأريكة المقابلة للمكتب وهي تقول بمرح :
قفشتتتتك .

شريف وقد أجفله حركة دالين .. لكنه ابتسم سريعًا وهو يقول بهدوء :
اااه .. رجعت للدوشه تاني أنا .

دالين وهي تقف في غرور مصطنع :
طبعا طبعا .. ربنا مش يحرمك مني أبدا .. وبردو مش هتفلت من إيدي .. قولي كده إيه سر الابتسامة دي والأغنية دي والسرحان ده .. ها .. إيه ها ؟

فاتن بضحكة :
بابي العاشق الولهان بيسمع " الحب كله " !

شريف :
إتلمي يا ماما انتي وهي .. ويلا بقا على بره .

دالين :
إحنا بننطرد !!

فاتن :
تعالي يا دالين تعالي .. هنطلع اوضتنا يا بيبي ونسهر سوا نتفرج على فيلم كوميدي يفرفشنا .. وخليه لوحده يسمع أم كلثوم .

شريف بابتسامة .. فابنته عادت لها ابتسامتها بعودة دالين :
يلا يلا هنرش ميه يلا .

دالين بضحكة :
مقبوله يا اونكل .

ثم امسكت بذراع فاتن وهي تقول :
يلا يا بنتي بدل ما ننضرب .

خرجتا وصعدتا لغرفة فاتن .. دلفت فاتن أولا لدورة المياه وارتدت منامة مريحة .. وخرجت لتدلف بعدها دالين .

كانت تجلس إلى فراشها تنظر إلى المرآه أمامها بشرود .. ترى ماذا يفعل الآن ؟.. هل حقًا شك بها بسهولة ؟.. كيف استطاع أن يفعل بها هذا ؟.. كيف استطاع أن يرفع يده ويصفعها بكل بساطة ؟.. كيف شبهها بوالدتها وهي التي قضت كل العمر بجانبه .. هو وفقط ولا أحد آخر .. كيف غزا الشك قلبه بسهوله هكذا ؟.. لما لم يسمع منها كما سمع من غيرها ؟.. لما جعل الأمور تصل إلى هنا ؟.. من المفترض أنها تنام بين أحضانه الآن .. فزواجهما كان سيتم بعد عقد القران بشهر واحد فقط .. وها قد مر شهر ونصف .. ابتسمت بتعب وهي تتنهد بهدوء حتى جذب انتباهها صوت يأتي من الأسفل ..

وقفت لتتجه إلى البالكون ولكن اوقفتها دالين التي خرجت للتو وهي تقول بحماس :
تونا .. عايزه أجرب الدريس بتاع الفرح .. متحمسه أوي أوي ألبسه .

فاتن بابتسامة : وأنا كمان متحمسه جدا .. بقولك في .. في صوت تحت .

دالين وهي تلهيها عن ذلك :
أبوكي ما هو تحت .. تعالي نشوف الحاجة اللي جبناها بقا .

ألقت فاتن نظرة على البالكون قبل أن تتحرك مع دالين تجاه الفراش وبدأوا في إخراج الأغراض التي أحضروها ..

وبعد بعض الوقت سمعت فاتن صوت عاصم ينادي من الأسفل .. وقفت بسرعة وأخذت تفرك يديها معا وهي تنظر إلى البالكون بتوتر ..

دالين بهدوء :
تعالي نشوف في إيه !

تحركت معها فاتن بهدوء حتى دلفوا من البالكون ووقفتا ناظرين إلى الحديقة في الأسفل .. كانت جميع الأضواء مطفأه .. وما إن خرجت حتى فُتحت الأضواء البنفسجيه والبيضاء التي تُزين الشجر وأطراف البسين والبوابة والتي تأخذ مجرى من أسفل البالكون الخاص بها إلى نهاية البوابة كعدة صفوف متراصة بجانب بعضها بعضًا .. وبجانب اضواء البسين تتراص زهور بنفسجيه وبيضاء تشكل قلوب متعدده .. والبسين يمتلئ بالمياه ويطفو على وجهه نفس الزهور ولكن بعشوائية ساحرة .. وفجأه بدأت البلالين في التصاعد من الأسفل للأعلى ببطء وجميعها بيضاء وبنفسجيه .. البيضاء مكتوب عليها باللون البنفسجي " تونايتي " .. والبنفسجيه مكتوب عليها بالأبيض " بحبك " .. بدأ يصدح صوت موسيقى هادئة في المكان مع صعود تلك البلالين للسماء .. وكانت بداية مطلع أغنيه " سبت فراغ كبير "

كان كل شئ مفاجئ بالنسبة لها .. لكن ما صدمها حقًا .. هو رؤيتها لتلك الفرقه التي تحتل جانب الحديقه وتعزف للأغنيه وعاصم يقف أمامهم حاملًا المايك بيده .. وروح وشادي وشريف وشدا وبدور وحازم يجلسون في الأسفل ناظرين إليها بهدوء وترقب ..
بدأ عاصم الأغنيه ..

سبت فراغ كبير
عندي والله حبيبي، حبيبي
وإنت هناك بعيد
مش بعيد عني حبيبي
قولي إزاي أعيش

سبت فراغ كبير
عندي والله حبيبي، حبيبي
وإنت هناك بعيد
مش بعيد عني حبيبي
قولي إزاي أعيش

كل يوم بقول
إمتى ترجع ليّ إمتى
صعبة أوي الحياة
صعبة من غيرنا أنا وإنت
قولي إزاي أعيش

ذكريات كثير
بتقابلني معاك يوماتي
بتفكرني بيك
و بسنين حلوة في حياتي
قولي إزاي أعيش

مهما غبت سنين عن عيني إبتسامتك ضي عيني
روحي مش ممكن هترجع إلا بوجودك حبيبي
حبيبي
حبيبي

سبت فراغ كبير
عندي والله حبيبي، حبيبي
وإنت هناك بعيد
مش بعيد عني حبيبي

انتهت الأغنيه وعينيهما متلاقيه ببعضهما في حديث صامت طويل .. قطعه صوت عاصم الذي صدح مجددًا يقول بصوت متعب :
بحبك ومش قادر أعيش من غيرك .. بحبك وندمان على كل لحظة زعلتك فيها .. بحبك وهعمل المستحيل عشان أشوف ضحكتك بتنور حياتي من تاني .. بحبك وهفضل أحبك لآخر يوم في عمري .. تونايتي .. أنا آسف .

شهقت بقوة وهي تركض لغرفتها وألقت بنفسها إلى الفراش على معدتها ووضعت الوسادة فوق رأسها وبدأت تبكي بقوه .

أماءت لهم دالين بهدوء بمعني أنها لن تتركها .. ثم دلفت خلفها وجلست إلى جانبها وأخذت تمسد ظهرها بحنان دون أن تنبس ببنت شفه .. فهذا أفضل .. عليها أن تبكي كي تُخرج كل ما بقلبها من حزن .. عليها أن تنظف عينيها من آثار الدموع التي تتراكم وتأبى السقوط .. أخذت شهقاتها في الإنخفاض تدريجيًا وانتظمت أنفاسها لتعلم دالين بأنها ذهبت في سبات عميق .. فقامت بجذب الوسادة عن رأسها وسطحتها بشكل مريح ونزلت للأسفل حيث عاصم والبقيه .

عاصم بلهفه :
هي كويسه يا دالين صح ؟.. هتسامحني مش كده ؟

دالين وهي تربت على يده بهدوء :
مظنش إنها عايزه تخرجك من حياتها يا عاصم .. وإلا كانت قلعت دبلتك من بدري .. وده معناه إنها هتسامحك عاجلًا أم آجلًا .. بس شوية وقت .. اللي هي فيه مش شويه .

عاصم بتنهيدة طويلة :
وأنا هحاول تاني وتالت وألف وهفضل أحاول ومش هيأس أبدًا .

تحركوا جميعًا للذهاب بعد بعض الوقت .. وقف عاصم أمام شادي وصافحه بامتنان :
أنا مش عارف أشكرك إزاي على وقفتك وفكرتك دي .

شادي بمزاح :
لا شكر ولا حاجه ياعم .. يمكن تردهالي قريب لما أشبك نفس الشبكه بتاعتك دي .

عاصم بابتسامة :
أهلا بيك يا صاحبي .

ابتسم شادي بهدوء وهو يتمتم :
وبيك يا بو الصحاب .

دمعت عينا روح تأثرًا بهما .. فاقترب شريف منها وهو يتمتم بهدوء :
ششش .. متعيطيش .

روح بابتسامة :
مبسوطة إنهم بقوا أصحاب على الأقل .. كنت خايفة أوي عاصم يفضل مش متقبله .

شريف بهدوء :
كل حاجه بتيجي مع الوقت يا روح .

أماءت روح بهدوء قبل أن يأتي شادي ويأخذها معه ليذهبان .. بينما ذهب عاصم لمنزل والده .. وعادت بدور وشدا مع حازم إلى المنزل ليوصلهما ..

شدا بتنهيدة :
ربنا يصلح أمورهم .. أنا متأكده إن اللي هما فيه ده بسببنا .

بدور :
ليه ان شاء الله .

حازم بضحكة :
حسدناهم .. طول الوقت نقولهم بطلوا تتمحننوا انتوا الاتنين .. وشويه شويه تسلطوني أروح أسحب عاصم من جنبها وشويه تانيه وتقوموا انتوا ساحبين فاتن .. دا احنا كنا مطلعين عينهم أصلا .

بدور بضحكه :
عندك حق والله .. بس حبهم قوي .. وهيرجعوا .. أنا واثقه من كده .

حازم وشدا :
يااااارب .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

دلف إلى منزله بتعب وهو يلعن عمرو تحت أنفاسه .. لقد أرهقه اليوم كثيرًا ..

جنات وهي تقابله بابتسامه :
حمد الله على سلامتك يا حبيبي .. أجهزلك عشا ؟

لؤي :
لا لا .. الحسنة الوحي اللي عملهالي عمرو الزفت النهارده إنه عشاني .

جنات بضحكه :
شكلك مهدود ياحبيبي .. يلا هانت أهو .. صحبك بقا وهيدخل بعد بكره .

لؤي :
يدخل على قفا أهلي أنا يعني .

جنات وهي تربت على صدره بحنان :
عقبال ما اتعبلك كده يابني يارب .

لؤي بابتسامه :
لازم تفصليني يعني .

جنات بابتسامة :
مشفتهاش ؟

لؤي بتصنع عدم الفهم :
هي مين دي ؟

جنات وهي تلكزه في خصره :
إنت فاهم .. متستعبطش عليا .

لؤي بضحكه :
لا لا مشفتهاش .. كانت مع غرام مرات عمرو بينقوا الحاجه النهارده .

جنات بابتسامة أمل :
عقبال حاجتكوا كده يارب .

لؤي بهدوء :
أنا هطلع بقا أرتاح شويه عشان تعبان .

أماءت جنات بهدوء ليصعد إلى غرفته وهو يفكر في مجنونته .. ترى هل تشعر به كما يشعر هو بها ؟.. هل حقا سيكون لهما نفس الطريق ؟.. بقي في مكانه يفكر بها حتى غلبه النعاس وذهب في سبات عميق .. دون أن يدري بأن هناك من تنام فوق فراشها ناظرة لسقف الغرفة بشرود تفكر في تلك الخطة التي اقترحتها دالين وهي تدعو داخلها بأن تنجح حقًا .. مهما حدث هي مدينة له على أي حال .. كما أنها .. كما أنها تحبه .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كانت تجلس إلى فراشها وأمامها اللابتوب الخاص بها وصوره التي تملأ الفيس بوك أمامها .. تشاهدها للمرة العاشرة في هذه الليلة .. كم هو وسيم وأنيق في اختيار ملابسه .. شعره البني الطويل .. عيونه الخضراء .. لحيته الخفيفة .. ابتسامته .. نظرته .

تنهدت بابتسامه وهس تفكر في نفسها .. هل يتذكرها ؟.. هل احتلت جزء بسيط من تفكيره كما فعل بها .. أم أن الصدفه التي جمعتهم كانت مجرد صدفه وانتهت ونسيها بمجرد خروجه من المكان ؟.. هل ستراه قريبًا ؟

تذكرت حفل زفاف صديقها عمرو .. بالتأكيد سيحضر .. فلؤي أخبرها سابقًا بأنهم جميعًا أصدقاء .. اغلقت اللابتوب وهي تنتظر أن يمر الوقت بفارغ الصبر حتى تراه .. وأخذ يأتي برأسها مشهد تلو الأخر عن مقابلتهما ..

بينما عند شادي كان يجلس وأمامه ورقة وقلم وأخذ يرسم حروف اسمها بهدوء وتروي .. وبعدما انتهى أخذ ينظر له بابتسامة وهو يتمتم في نفسه :
إسمك حلو زيك .. ياترى هتيجي الحفله يا سندس ؟

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

سطعت شمس يوم جديد .. ملئ بالأمل للبعض .. والغموض للبعض الآخر .. المحاولة والمثابرة للبعض .. والشوق عند البعض ..

استيقظت في نشاط كالعادة لكنه صباح مميز .. فـ اليوم سينتهوا من توضيبات حفل الزفاف .. لتكون غدًا في منزلها الجديد الذي أنشأته معه بـ الحب والدفء .

اغتسلت وارتدت ملابسها التي تتكون من بنطال بنفسجي ينتهي بأساور مع شميز أبيض وحذاء رياضي أبيض .. ورفعت شعرها في شكل ذيل حصان .. ونزلت للحديقة لتجد العمال قد حضروا ومعهم ما طلبوه .

ابتسمت لهم غرام بهدوء قبل أن تهاتف دالين التي أخبرتها بأنهم في طريقهم إليها .. وبالفعل لم يمر أكثر من ربع ساعة وكانت الفتيات في منزل غرام .. تناولوا الإفطار معًا وبدأن في إرشاد العمال ليقوموا بترتيب الأجواء على أزواقهن التي اتفقوا عليها معًا بالألوان التي تحبها غرام .. بقوا على هذا الحال حتى غابت الشمس .. وكان كل شئ على أتم الإستعداد .. وتبقى فقط اللمسات الأخيرة .. والتي ستُضاف في الصباح .

غرام وهي تنظر للحديقة ضامة يديها إلى صدرها بسعاده :
مكنتش أعرف إنها هتطلع بالجمال ده .. بجد خرافة .

دالين بابتسامه :
الجميل للجميل ياجميل .

غرام وهي تحتضنها بحب :
أنا بحبك ... بحبك أوي .

ضحكت دالين بخفه :
طب سيبي شويه لعمرو طيب .

غرام وهي تلكزها في كتفها :
نفس رخامة فراس .

فراس من خلفهم :
طب بتجيبوا في سيرتي ليه وأنا مش موجود بقا !! ها ؟

غرام وهي تقفز إليه بسعادة :
شفت عملنا إيه ؟.. إيه رأيك بقا !

فراس بإعجاب واضح :
لا فعلا جنان .. زوقكم عالي وراقي جدا .. ولمسة الكيوت اللي في المكان شبهك أوي .

غرام بابتسامه :
حبيبي والله .

دالين مقاطعة بهدوء :
طب ياغرام إحنا هنمشي بقا .. ومن النجمة هنكون عندك .. وانتي حاولي ترتاحي النهارده على قد ما تقدري لإن اليوم بكره هيكون صعب . أوك ؟

غرام بتأكيد :
حاضر .. بجد شكرا أوي يا دالي .. مش عارفه من غيرك كنت هعمل إيه .

دالين وهي تحتضنها متجاهله تمامًا وجود فراس :
حبيبتي انتي زي أختي بالظبط .. يلا أشوفك بكره .. سلام .

غادرت دالين تاركه خلفها فراس يكز علي أسنانه بغيظ .. هل تجاهلته الآن ؟.. ألم تلقي تجاهه ولو نظره ؟.. اااخ يا إله كم يتوق لخنقها الآن .

غرام :
فرااااس .. إيه رحت فين ؟

فراس بانتباه :
انتي بتنادي على حد في بلد تانيه .. ما براحه .. أنا جنبك أهو .

غرام :
جنبي آه لكن مش معايا أصلا .. أنا بكلمك من بدري يا بيه .

فراس :
طب غوري قدامي يلا .. أنا جعان أصلا .. ولو مبطلتيش كلام هتعشي بيكي .

غرام بضحكه :
لا وعلي إيه .. الطيب أحسن .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

•تابع الفصل التالي "رواية ضمير ميت" اضغط على اسم الرواية

تعليقات