رواية ضمير ميت الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم دنيا آلشملول
ندس :
طيب يا لؤي هتصرف .. بس كلم سي عمرو بيه يخف شويه من سرحانه في غرام ويركز في شغله .. انت متصور ملف القضيه في إيده وقاعد بيرسم عليه إسم غرام .. أنا هنفجر .
ضحك لؤي بقوه وهو يقول بهدوء :
لا ما هو عمرو هيعمل أجازه من النهاردة لمدة شهر ونص كده .. فرحه آخر الأسبوع .
سندس مضيقه عينيها :
الواطي مجبليش سيره .
لؤي بتبرير :
لا لا متظلمهوش .. أخوها كان هنا ولسه محدد المعاد قبل ما انتي تدخلي بثواني .
سندس :
تمام تمام .. حسابه معايا بعدين .. هشوف أنا القضيه دي ولو احتجتك هكلمك .
لؤي :
تمام .. بالتوفيق .
خرجت سندس بعدما ألقت نظرة سريعة على شادي الذي ينظر تجاهها بضيق وخرجت ولا تعلم لما تلك الابتسامة التي ارتسمت على ثغرها ..
لؤي بهدوء :
إيه مشكلتك مع سندس ؟.. انت تعرفها ؟
شادي بضيق :
واعرفها منين وش الفقر دي ؟.. دي خبطت فيا وأنا جاي على هنا وقلبت عليا القهوه .. دي بجحه بجاحه يا أخي إيه ده !
لؤي ضاحكًا :
والله خايف عليك تتكفي على وشك الكفيه اللي اتكفيتها .
شادي بابتسامة :
اتكلم على قدك يا شبح .. وبعدين يامكفي اتحرك كده وخدلك خطوة .. دي كانت ثواني وهتضربك بوكس معتبر من الغيظ .
لؤي بابتسامة واسعة وتنهيدة ارتياح :
هاخدها قريب يا شادي .. قريب أوي .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
بقيت دالين في سيارة فاتن أمام باب القسم ولم تتحرك منتظره فراس حتى خرج .
ترجلت وذهبت إليه سريعًا :
فراس .. ممكن ثانيه ؟
سبقه عمرو إلى السيارة ووقف فراس مقابلها وهو ينظر لها بهدوء :
خير يا آنسه دالين ؟
دالين بضيق :
بطل تقول يا آنسه .
فراس بهدوء :حاضر .. خير حضرتك اتفضلي .
دالين مغمضه عينيها بألم ثم استجمعت شجاعتها وقالت بهدوء :
أنا في حاجات كتير مش فهماها .. إيه علاقة والدك بالقضية دي ؟.. ومين اللي كان خاطفني ؟ .. وإيه اللي بيحصل ... أنا فعلا مبقتش فاهمه حاجه .
فراس بتنهيده :
والدي اللي بعت ناس يخطفوكي يا دالين .. وأنا شفتهم صدفة وانقذتك وعرفت منهم إن أبويا اللي عمل كده .. وأنا عملت كل اللي عملته عشان أعرف السبب اللي خلاه يعمل كده .. ومش بس عرفت السبب .. عرفت السبب وعرفت حقيقة شغله .. ودلوقتي هو مسجون بالتهمتين .
دالين مزدرده ريقها بأسف :
طـ طب أنا ليه .. هـ هو يعرفني منين .. و .. وليه عمل كده ؟
فراس مغمضا عينيه بضيق .. ماذا يخبرها الآن .. هو نفسه لا يعلم حقيقة الأمر .. هل لوالدها يد حق في موت أخيه فارس كما سمع حمن والدته ذاك اليوم الذي كانت تتحاور فيه مع والده ؟.. أم أن هذا محض صدفة لا أكثر ؟!!
فراس بهدوء :
إسألي والدك .. أنا معرفش السبب .
تركها وذهب .. ففرت دمعة هاربة من عينيها وهي تتمتم بخفوت :
أيا كان السبب .. أنا عوضي من كل ده والحاجة الحلوة اللي حصلتلي كانت إنت يا فراس .
تحركت تجاه السياره وانطلقت بها لمنزلها .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصلا للڤيلا وترجل عمرو وفراس وقد لمحا غرام التي تقف في الحديقة موليه ظهرها لهما مرتديه بنطال أبيض برموده يصل للركبه بفيونكتين من نهايته وفوقه ترتدي تيشرتًا سماويًا صافيًا تُزينه كلمات إنجليزية رسمت ببراعه عند الصدر باللون الأبيض وترفع شعرها بإحدي فرش التلوين بإهمال كعادتها وتضع الـ headphone على أذنها وبجانبها كوب النسكافيه المعتاد وأمامها لوحتها الفنية التي أوشكت على إنهائها .
تقدم فراس أولا حيث قام بجذب الهيدفون أولًا فالتفتت إليه واحتضنته بقوه وهي تتمتم :
وحشتني يا فروس .
فراس وهو يشدد من احتضانها :
ولسه هوحشك أكتر .
ابتعدت غرام بعدم فهم قبل أن ترى عمرو الذي نظر لها من خلف فراس لتبتسم بنعومة وهي تقول بهدوء :
عموري !
فراس :
فستان الفرح جاهز ولا لسه هتدوري عليه ؟
عقدت غرام حاجبيها بعدم فهم قبل أن ترى ابتسامة فراس لتعلم بأنه قد حدد ميعاد الزواج ..
صفقت بسعادة قبل أن تقفز إليه مجددًا وهي تحتضنه بقوه فضحك عليها وهو يقول :
مبروك يا قلب فروس .
غرام بخجل :
يباركلي في عمرك يا قلب غرامك .
عمرو :
خلصتوا وصلة الحب بتاعتكوا ؟.. ممكن بقا تاخد جنب يا فراس بيه عشان أبارك لمراتي .
فراس :
بتقول حاجه يا عمرو ؟
عمرو بتنهيدة :
لا أبدا .. دا أنا كنت عايز بس أشوف اللوحة اللي رسمتها غرام .
ضحكا كليهما عليه قبل أن تتحدث غرام :
حددتوا المعاد امته ؟
عمرو بحماس :
نهاية الأسبوع .
غرام بصدمه :
نهاية الأسبوع ؟!!!! .. بالسرعة دي؟
عمرو :
نعم يا ختي ؟.. بالسرعة دي !!.. انتي مش ملاحظة إننا أجلناه مرتين ؟
غرام بابتسامة :
مش قصدي يا عموري .. أنا بس المفاجأه خدتني .
عمرو بابتسامة :
آه بحسب .. طب إيه .. إيه النظام بقا ؟
فراس بهدوء :
يلا هندخل لماما ونظبط مع بعض .
غرام بتلقائية :
طب وبابا ؟
تحولت ملامح فراس للتهجم ليتحدث عمرو سريعًا :
انتي معرضك امته ؟
غرام :
آخر الشهر .
عمرو :
اممم يعني هيبقى في نص شهر العسل .. أوك .. نسافر أسبوعين ونرجع عشان المعرض وبعدها نبقى نسافر تاني لو تحبي .
غرام بحماس :
هنسافر فين ؟
عمرو بغمزه :
خليها مفاجأه .
غرام :
فراس .. عايزة أكلم دالين .
عمرو مقاطعًا :
عزمناها النهاردة .
غرام بمرح :
بجد .. تمام أوي .. بس بردو عايزه أكلمها عشان تكون معايا في التحضيرات .
فراس :
بكره أبقى أجبلك رقمها .
غرام بهدوء :
لو عنوانها يبقى أفضل .
فراس بجانب عينه :
أدخلي قدامي .
دلفت غرام وابتسامة سعيدة تزين ثغرها .. واتفقوا مع والدتها على كل شئ والتجهيزات كذلك .. وبدأت جومانه من هذه اللحظة في دعوة الاصدقاء والمقربين ..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل حازم وشدا للجريدة وقبل أن ينزلا من السياره تحدثت شدا بهدوء :
حازم عايزه رأيك في حاجه .
حازم :
إيه هي ؟
شدا بهدوء :
مظنش هتبقى حاجه حلوه إننا نكشف كل شغل رأفت ونعلنه في الجرايد وبنته تتجوز نهاية الأسبوع .. هتبقى في وش فراس وأخته وعمرو كمان .
حازم بهدوء :
بتفكري في إيه ؟
شدا :
رأفت هيتحكم عليه وياخد جزاؤه .. اونكل ماجد مفيش حاجه ضده .. فراس هيمسك المستشفى وغيّر دكاترتها .. مفيش داعي للشوشره .
حازم بابتسامة :
ونعم العقل .
شدا بابتسامة :
ده واجب يا بيه .. يلا انزل خلينا نتكلم مع رئيس الجريده وربنا يستر .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
دلفت دالين لمنزلها بهدوء ..
قابلتها حياه وأخذت تحتضنها وتربت على ظهرها بحنان ..
دالين بابتسامة :
أنا رجعت يا حبيبتي .. انتي مش مصدقه ليه ؟
حياه بهدوء :
كنت هموت عشانك يا بنت قلبي ... يلا تعالي كلميني في اللي حصل بالتفصيل .
دالين باستسلام :
يلا .
جلست دالين مع والدتها وقصت لها كل شئ .. وبعدما انتهت من سرد ما حدث نظرت لوالدتها بهدوء وهي تتمتم :
ده كل اللي حصل .. بس مش فاهمة منين يعرفني أبو فراس .. وليه عمل كده .. ولما سألت فراس قالي مش عارف السبب واسألي والدك وسابني ومشي .
حياه بوجه شاحب :
خـ خلاص يا دالين .. نقفل بقا الصفحة دي .. ونعيش اللي جاي مع بعض .. وربنا يا بنتي مايعودهاش تاني أبدا .. واهو كل ظالم بياخد جزاؤه .
دالين وقد استشعرت من نبرة والدتها أن هناك امرًا ما تخفيه :
ماما انتي مخبية عني حاجه ؟
حياه :
اا .. أخبي حاجه إيه ؟.. لا لا أبدا مفيش كده يابنتي .
دالين بشك :
متأكده يا ماما ؟
حياه بمزاح حتى تغير الحوار :
إيه يا بت ده انتي اتعلمتي التحقيقات ولا إيه !
دالين بضحكة خفيفة لتجاري والدتها :
حاجه زي كده .. دا إحنا اتفحتنا أسئله من لؤي .. مش عارفة أومال لو مكنش في الصورة من الأول كان عمل إيه !
حياه بهدوء :
ربنا ما يكتبها تاني يابنتي .. يلا تعالي عشان ناكل سوا .
دالين بسرعة :
وحشني أكلك يا حيااااه .. يلا غديني غديني .
ضحكت حياه ودلفت مع ابنتها ليتناولان الغداء بهدوء .. بينما ماجد كان يجلس أعلى الدرج وقد سمع كل ما تحدثا فيه .. وبقي مكانه يبكي على ما أوصل ابنته إليه وما عانته بسببه .. لكنه أقسم أن يعيد ترتيب حياته من جديد ويمحو أثر ما حدث من حياتهم ويعوض حياه عن تلك السنوات التي عاشتها بعيدة عنه .. ويعوض دالين عن حياتها بالخارج وعما حدث معها في الفترة الأخيرة .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
كانت تقف في المطبخ ومعها السيده سعاد المسئولة عن الطعام ..
صنعت قالب كيك كبير من الشوكولاته وزينته من الأعلي بحروف أسمائهم الأربعة فاتن وشدا ودالين وبدور ..
ثم قامت بصنع ثمان من البيتزا بأنواع مختلفة لاختلاف ازواقهم جميعًا .. وقامت بتجهيز غرفة الجلوس ليسهرون بها معًا .. وقد انتقت إحدى الأفلام الرومانسية .. وجهزت أيضًا التسالي والمقرمشات والعصائر .. والآن حان الوقت لتنتقي فستانًا مناسبًا للسهرة .. فهم عادة بعد سهرة الفتيات تلك يخرجون للنادي ويقضون وقتًا طويلا على الشاطئ يتحدثون معًا في كل شئ .
صعدت للأعلى وانتقت لنفسها فستانًا من اللون البنفسجي الرائق .. طويل بأكمام تنتهي بإسورة عند يديها ويتخصر بحزام أسود ورفعت شعرها في تسريحة بسيطة ووضعت القليل من مساحيق التجميل لتخفي أثار الإرهاق عن وجهها .
رن جرس المنزل .. فنزلت بمرح لتقابل الفتيات .. ولكنه كان شادي وروح ..
ابتسمت روح لها بسعادة وهي تراها تتألق بهذا الشكل الرائع :
فاتن !
فاتن بهدوء :
اتفضلوا .. إزيك يا طنط ؟.. إزيك يا شادي؟
شادي بابتسامة :
مش أجمل منك طبعًا .
فاتن بخجل :
ميرسي .. اتفضلوا .
روح :
انتي خارجة انتي وعاصم ولا إيه ؟
تهجمت ملامح فاتن واحمر وجهها وذبلت عيناها مجددًا .. فأدركت روح على الفور بأنهما لم يتصالحا .. فاعتذرت بخفوت .. لتبتسم فاتن بهدوء :
ولا يهمك .. البنات هييجوا وهنسهر .
روح بابتسامة :
يااااه .. لسه العادج دي ملزماكم ؟
فاتن بتأكيد :
وهتفضل ملازمانا على طول .
شادي بتساؤل :
فهموني بتتكلموا عن إيه ؟
روح بابتسامة :
فاتن ودالين وشدا وبدور بييجوا كل فترة كده يعملوا لنفسهم سهره .. أكل وعصاير وجاتوه وحلويات وفيلم رومانسي أو كوميدي وبعدها يخرجوا يقعدوا في النادي لوقت متأخر على حسب ما يملوا بقا ويرجعوا .. والشقية بتاعتهم بتقول عليها سهرة بنوتاتي .
شادي باستفهام :
مين الشقية ؟
أتاهم صوت دالين من الخارج :
أنا .
نظر لها شادي :
سلام قول من رب رحيم .
دالين بحاجب مرفوع :
أي شوفت عفريت؟
شادي بابتسامة عابثة :
لا شوفت اميرة زمانها .. أي الجمال ده .
دالين بابتسامة ثقه وغرور مصطنع :
ده أقل ما عندي .
شادي بضحكه :
يا عيني عليك يا فراااس .
دالين باستفهام :
فـ فراس؟.. ماله فراس؟
شادي متحمحما بخفوت :
ااا .. لا يعني عشان فترة ما كنتي عنده ما كنتيش بتحطي ميك أب .
دالين بحاجب مرفوع :
ودلوقتي مش حاطة ميك أب على فكرة .
شادي مغيرا الحوار :
طب إيه .. فين المزتين التانيين .. ما أنا واضح إن حظي حلو النهاردة بصراحك .. وهختار واحده منكم واتجوزها .
روح بسرعة :
والله يا شادي انا شيفاك انت وشدا لايقين على بعض أوي .
دالين بحمحمه :
شدا مين يا طنط .. شدا لو سمعتك هتقتل شادي .
شادي :
لا وعلى إيه ؟
روح بابتسامه :
المهم .. إحنا هنمشي بقا يا تونا .. أنا قلت اتطمن عليكي .. وطالما دالين رجعت بالسلامة فـ أنا مبقتش خايفة عليكي .
ابتسمت فاتن بهدوء .. وللمرة الثانية أجفلهم صوت عاصم لتختفي ابتسامتها من جديد ويشحب وجهها على الفور .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
يتبع ........ عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية ضمير ميت" اضغط على اسم الرواية