رواية أحفاد المعز الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم زينب محروس

  

رواية أحفاد المعز الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم زينب محروس

الفصل الواحد و العشرون
                                        
                                              
ألقت بنفسها أرضًا لتنتحب بشدة، غير عابئة بطرقات الباب، و ندائهم القلق عليها، و نتيجة لتجاهلها اضُطرا فارس و حسام لدفع الباب معًا و بقوة لكسره. 



لم تنتبه إليهم بسبب انهيارها العصبي، فركضوا جميعًا إليها محالين تهدأتها، فكانت عمتها تحتضنها، و وفاء تمسح على رأسها بحنان، أما فداء فقد بكيت لأجلها، و لكزة داليا ابنها هامسة: 
- كان لازم تزعق لها، متعرفش تتفاهم بهدوء؟! 



تركته و جلست أمامها لتخرجها من حضن عمتها قائلة بمواساة: 
- أنت ليه بتعيطي دلوقت يا أروى؟ دا مش وقت انهيار تمامًا لازم تقفي على رجلك تاني و تتحكمي في مشاعرك و حزنك عشان تاخدي انتقامك من سميرة. 



سألتها أروى من بين شهقاتها: 
- طب و باسل؟ مزعلش ازاي ظلمته و سجنته؟؟ 



أجابها حسام بدلًا عن والدته: 
- إحنا هنتصرف و هنخرج باسل متقلقيش، بس اعتقد هو لو شافك مش هيعجبه وضعك كدا، و بعدين سميرة هي السبب في وضعك أنني و هو دلوقت، و عشان كدا لازم تفوقي و تساعدينا عشان نحل المشاكل من غير ما نخسر حد فيكم. 



نظرت أروى إلى خالها و كأنها تطلب منه أن يتحدث، فاقترب منها آخذًا بيدها لتقف و تستوي على قدميها، ثم مسح تلك الدموع التي استقرت عن وجنتيها و قال مشجعًا: 
- اصلبي طولك يا أروى، و امنعي دموعك، البكا مش لينا، البكا دا نصيب سميرة مش احنا. 



************



كان رمزي قد خصص إحدى غرف شقته، لتصبح مكتبًا لدراسة قضاياه، فيحدث أنه يجلس على ذلك المكتب و يقابله كلا من حسام، و فارس الذي قطع الصمت قائلًا: 
- مع الأسف مفيش و لا تذكرة متاحة غير بعد يومين. 



نطق حسام سائلًا بعقلٍ تائه: 
- طب و هنعمل ايه؟ دا وقت كبير جدًا.



رفع رمزي عينيه عن ذلك الكتاب الذي كان يتصفحه، و نزع نظراته قائلًا: 
- أنا هتصرف و هتكلم مع حد من معارفي في الكويت. 



حسام يحرك قدميه في حركة تكرارية، تعبر عن قلقه و حيرته، في حين استفسر فارس باهتمام: 
- القضية دي ليها حل يا متر؟ ممكن باسل يطلع منها؟ 



تنهد رمزي مجيبًا: 
- القضية صعبة يا فارس لأنه ممسوك في المطار، و كل الحلول متقفلة قدامي، حتى الحلول اللي فكرة فيها مش عارف هنثبت صحتها ازاي؟ 



تشدق حسام مردفًا: 
- ايه الحلول دي؟؟؟ 



رد عليه رمزي موضحًا: 
- الحل الأول نثبت إن الشنطة مش تبع باسل، و التاني إننا نثبت إن باسل كان تحت التهديد و هو اللس بلغ عن نفسه لما ملقاش قدامه حل، و دول محتاجين أدلة و إثباتات، لكن في حل تاني بس صعب جدًا.



سأله فارس بترقب: 
- ايه هو؟ 



قال رمزي بجدية: 
- لو قدرنا نبدل الهيروين بسكر بودرة، أو نشا، بس دا صعب جدًا جدًا. 



  
                
اقترح حسام قائلًا: 
- اعتقد موضوع التهديد ده هيبقى أسهل. 



انتبها إليه الاثنين فأكمل حسام موضحًا: 
- ماجد الصواف يشيل الليلة، كدا كدا أذانا كتير، بس ثواني هجيب أروى و اجي. 



خرج حسام ليرجع إليهما قبل أن تنتهي دقيقة واحدة، و برفقته أروى التي تتحاشى النظر إليهم، فسألها حسام قائلًا: 
- أروى أنتي واجهتي تهديد من ماجد الصواف؟؟ 



اومأت برأسها و شرعت قائلة: 
- أيوه وصلني منه رسايل تهديد كتير، و كمان المرتين اللي روحت له اطلب منه المساعدة كان بيهددني و كنت بسجل كلامي معاه، دا حتى حاول يقتلني و دخلت المستشفى بسببه.



تلوت شفتي فارس بابتسامة ماكرة و قال: 
- كدا فهمتك يا حسام، و بما إن باسل ساوم ماجد على العقود فاحنا ممكن نشوف لو في كاميرات مراقبة تثبت إن الدولارات اللي أخدها كانت من باسل. 



ضيق رمزي حدقتيه كمحاولة و كأنه يستقبل معنى حديثهم، ثم أوضح قائلاً: 
- تقصدوا إن باسل سافر من هنا أصلا عشان يوصل الدولارات ل ماجد في مقابل الهيروين اللي ماجد بيهدد بيه أروى إنها لازم تهربه لمصر و إنها لما رفضت حاول يقتلها و دا اللي خلى جوزها يسافر لها و قرر يشيل هو المهمة بدالها و عشان حسن نيتهم بلغوا عن نفسهم شرطة المطار من فون أروى؟؟؟ 



طقطق حسام بإصبعي السبابة و الإبهام، و نطق بنبرة من الحماس: 
- بالظبط كدا، و كمان نستغل وسائل التهديد اللي مع أروى و ناخد منها اللي يفيدنا و ميضرش لو حرّفنا فيهم شوية، و كمان البنت اللي كانت مع أروى تبقى شاهد و أروى نفسها شاهد، و لو عرفنا نجيب الشخص اللي هاجم أروى يبقى خير و بركة، و لو احتاجنا الطرف اللي بعت الدولارات لماجد هتبقى سميرة مسؤولة عن الدور ده. 



ابتسم رمزي قائلًا بإعجاب: 
- دماغك طبعت سم يا حسام، أنا اشتريت منك. 



أردف فارس سائلًا: 
- طب هنعمل دا كله من هنا ازاي؟؟؟ 



نهض رمزي قائلًا: 
- متنسوش إني قعدت فترة كويسة في الكويت و معارفي كتير، و طالما الحل موجود يبقى اعتبروا باسل خرج براءة، هاتي فونك يا أروى. 



************



في ذلك المكتب الخاص اعتلى باسل كرسي خشبي، بعد حل الشرطي أصداف يديه، كانت عينيه غائرتين و كأن النوم لم يكحل عينيه منذ زمن بعيد، و قد تدلت خصلات شعره السوداء على جبهته، دقائق معدودة من الصمت التام إلى أن تعالت طرقات الباب، لينهض الشرطي قائلًا:
- هسيبك مع محاكيك الخاص. 



أًغلق الباب من قبل المحامي، الذي كان يرتدي بدلة سوداء، فكان نحيل الجسد، و قد تطايرت بصيلات شعره باستثناء قلة على جانبي رأسه، مد الرجل يده إلى باسل قائلًا: 
- أنا المحامي شريف دويدار يا باسل، هتولى قضيتك. 



صافحه باسل قائلًا: 
- أهلًا بحضرتك. 



جلس الرجل على كرسي مقابل، و بدأ الحديث مرة أخرى، عندما قال: 
- المحامي رمزي هو اللي كلمني عشانك و اتفقنا هنعمل ايه في قضيتك، و إن شاء الله هتطلع براءة بس أنت لازم تساعدنا. 




        
          
                
نظر إليه باسل بقسمات جامدة، عكس ذلك القلق الذي يعتمر في صدره: 
- أكيد، أنا لحد دلوقت لسه متكلمتش لأني مش عارف هقول ايه، بس أنا و الله مش عارف الهيروين ده وصل شنطتي ازاي! 



مال الرجل بجذعه للأمام و تحدث بصوت يكاد يسمعه باسل لانخفاض وتيرته: 
- مش مهم المادة وصلت ازاي لشنطتك، المهم إننا نثبت إنك كنت تحت التهديد. 



مال باسل بدوره للأمام، ناظرًا إلى الرجل بتمعن، و الذي بدأ يقص عليه خطواتهم في حل القضية، بداية من ماجد الصواف وصولًا إلى سميرة، مرورًا بالبلاغ التي قدمته أروى، و عند تلك المعلومة قد توقف عقل باسل الذي بدأ بربط الخيوط، أولهم إصرارها على تجهيزيها لحقيبة السفر بمفردها، و الخيط الثاني تراجعها عن السفر في اللحظة الأخيرة، و الخيط الثالث هو فقدانه الأوراق التى قد أخذها من ماجد، و أخيرًا الخيط النهائي و الفاصل في استنتاجه و هو قول محاميه بأن أروى هي من أبلغت شرطة المطار، فرجع بظهره للوراء و هو يمسح على وجهه، و قد اغمض عينيه ليمنع تلك القطرة المالحة من الهروب. 



كانت أنفاسه متقطعة، و كأن ما توصل إليه أفقد رئتيه آلية عملها، و إذا برودة غريبة قد تسللت إلى عروقه، و كأن قلبه ينذر بالتجمد، فكيف له إن يكون طبيعيًا بعدما رأى تلك الحياة الوردية، و أحلامه، و مستقبله الذي بناه برفقتها، كل شيء يذوب أمام عينيه، و تهاوت ثقته كبناء من ورقٍ أزالتة نسمة عابرة، و لكنه ليس بطفلٍ لينهار باكيًا من أجل بناء وهمي، سحب من الهواء نفسًا طويلًا ليخمد به تلك المشاعر النارية التي تتخبط بداخله، اعتدل في جلسته سائلًا ببرود كما في عهده السابق: 
- يعني الموضوع هياخد وقت قد ايه؟؟؟ 



أجابه المحامي بجدية: 
- يعني على حسب ممكن أقل من شهر و ممكن أكتر، طول ما مفيش أدلة كافية أنت موجود هنا، و بإثبات ادلتنا و صحة كلامننا فأنت هتبقى براءة. 



أومأ باسل برأسه قائلًا: 
- تمام. 



*****************
منذ أنا عرفت لما حدث و هي تفكر بعقل تائه، لا يتوصل إلى حل لكارثتيها، و ظلت على ذلك الحال إلى أن قطع وصلة تفكيرها اتصال هاتفيًا من عاطف محاميها الخاص، و التي ما إن ضغطت على أيقونة القبول في هاتفها حتى نطق قائلًا: 
- مصيبة يا مدام سميرة. 



هبت واقفة لتسأله بصبر قد أوشك على النفاذ: 
- مصيبة ايه يا عاطف؟ اتكلم بسرعة! 



أجابها بصوت متحشرج: 
- فارس و حسام ناويين ياخدوا بضاعة الإنتاج اللي في المخزن الكبير، و دي هتبقى مصيبة لأنك المفروض تسلمي الشغل دا بعد بكرا و لو معملتيش كدا هتدفعي شرط جزائي أكتر من ٥٠ مليون للمستوردين. 



هتفت سميرة وقالت: 
- و هما عرفوا منين اني نقلت البضاعة للمخزن الكبير؟؟ 



أجابها عاطف قائلًا: 
- مش عارف يا مدام سميرة، أنا سمعتهم و هما بيتفقوا و بيقولوا هياخدوا خمس رجالة و يروحوا المخزن الساعة اتنين بالليل. 




        
          
                
توعدت لهم قائلة بصوت يشبه فحيح الأفاعي: 
- تمام اوي أنا بقى هتخلص منهم و من القلق اللي عاملينه ده، و أنت أي جديد يحصل تعرفني علطول. 



تُبعت مكالمتها برسالة إلى أروى تطلب منها القدوم إلى المخزن الكبير في التوقيت نفسه، لترفع إصبعها بعيدًا عن شاشة الهاتف، و نظرت إلى الفراغ بأعين لامعة كسيف يظهر بريقه قبل أن يهوي على رقبة ضحيته، و على وجهها ابتسامة لطيفة تخفي خلفها أنيابها الحادة التي لا تعلم أنها ستكون سببًا لإبادة شرها نهائيًا.



*************



كانت ليلة حالكة السواد، غاب القمر عن السماء، و بالرغم من انتهاء فصل الشتاء، إلا أنه كان للطقس رأي آخر، حيث توحدت السحب لتتلبد السماء بالغيوم، و كأنه إنذار من السماء بالبكاء.
كانت خطواتهم حذرة، يتلفتون حولهم ليتأكدوا أن لا أحد يراهم، ساروا صفًا، واحدًا تلو الآخر، تسللوا إلى المخزن من بابه الكبير الذي لم يكن مغلقًا و كأن أحدٌ ما بانتظارهم. 



كانت بحوذتهم كشفات صغيرة، و لكنهم لم يعلموا أنهم لن يستخدموها، حيث أنه فور دلوفهم إلى المخزن، اشتعلت الأنوار بإضاءة شديدة بددت ما قبلها من ظلامٍ حالك، و كانت الصدمة من نصبيهم، فقد تخشبت أقدامهم، إنه فارس، يجاوره حسام و خمسة من الرجال الآخرين. 



و على الطرف المقابل، تتقدم سميرة ذلك الجيش من الرجال ذي الرداء الأسود، كانت أسلحتهم تنم عن حربٍ عارمة يتبقى إليها بضع دقائق لتشتعل. ما يزيد عن خمسين رجلًا، يصطفون في وقفة ثابتة، و كأن حائطًا بشريًا قد بُني خلفها. 



عقدت ذراعيها أمام صدرها، منحتهم بسمة كشعار مسبق للانتصار، و تحدثت بازدراء: 
- مفاجأة مش كدا! 



تبادل فارس و حسام نظرات غامضة، قبل أن ينظران إليها لتكمل بنبرة ماكرة: 
- و لسه عندي مفاجأة أحسن. 



عقدا حسام حاجبيه مستفسرًا: 
- تقصدي ايه؟ 



رفعت سميرة حاحبيها، و أشارت بعينيها صوب الباب، فالتفت الحفيدين ناظرين إلى المدخل، لتحل على رأسهم صدمة حقيقية، فتلك المفاجأة كانت أروى التي لم يكن وجودها في الحسبان، و هي الأخرى قد تعجبت من تواجدهما، فنطقت بسؤال خافت موجه إليهما: 
- بتعملوا ايه هنا؟ 



سألها فارس و قد علت نبرته على غير عادته، ثم هبطت فجأة، كاشفة عن ارتباك داخلي:
- أنتي ايه اللي جابك؟؟ 



أجابت سميرة بدلًا عنها: 
- أنا اللي جبتها، قولت طالما حابين تعملوا حفلة هنا ليه متكونش أروى موجودة و مش بس كدا، دا العيلة كلها جاية في الطريق. 



تقدمت أروى لتجاور فارس، و تحدثت بنبرة قوية: 
- شكلك ناسية ابنك يا سميرة، لو حد من عيلتي حصله حاجة ابنك مش هيخرج و أنتي هيتقبض عليكي. 



قهقهت سميرة بضحكة مجلجلة، تحمل نذير سوء: 
- ابني كدا كدا هيطلع، أنا مش هغلب، و لو عليا بقى أنتي زي الشاطرة كدا هتسلميني العقود اللي معاكي و إلا هتاخدي الشباب الحلوين دول حياتهم هتنتهي. 




        
          
                
أنهت سميرة جملتها الأخيرة، و أشارت إلى رجالها ليتحركوا آخذين فارس و حسام و من معهم كرهائن، ارتعدت أوصالها و بالرغم من خوفها الشديد إلا أنها جاهدت لتبدو ثابتة عندما قالت: 
- إنك تاخدي مني العقود دا مش هيفيدك بحاجة لأني قدمت ضدك شكوى في الكويت و هنا. 



ردت عليها سميرة باستخفاف و اضح: 
- مش عيب لما تحاولي تشغلي دماغك، بس أنا عملت اتصالاتي و اتأكدت إنك مقدمتيش شكوى و لا حاجة و لا حتى فتحتي القضية القديمة، ف زي الشاطرة كدا تسلميني العقود هسلمك العيلة، و تنسوا تمامًا موضوع استرجاع الأملاك. 



سكتت أروى بعقل شارد، و استقرت حدقتيها على الحفيدين بعدما قُيدت حركتهما من قبل رجال سميرة، التي سألتها باستعجال: 
- ها قررتي ايه؟؟؟ 



أردفت أروى بخفوت: 
- لو قولتلك لاء! 



أشارت سميرة إلى رجالها و قالت: 
- يبقى تشوفي النتيجة بعيونك الحلوين دول.



في تلك اللحظة تقدم أحد الرجال حاملًا مقمعة، و بحركة سريعة هوت تلك العصا العضلة التوأمية لفارس و من بعده حسام، فجثيا على ركبتيهما، واحدًا تلو الآخر، كانت حقًا ضربة قاسية ظهر تأثيرها على وجهيهما ذي القسمات المشحونة بألم مكتوم. 
أما أروى قد أطلقت صرخة مدوية و كأنها قد تألمت بدلًا عنهما، كادت تتحرك إليهما و لكن سبقتها سميرة و قبضت على ذراعيها بإحكام شديد، راحت تتخبط و تقاوم، تلوح بيديها محاولة الإفلات، لكنها فشلت. 



انقض عليهما ذلك الرجل بلا رحمة، يسدد لكمة إلى فارس، و ما بعدها تكن لحسام، تتابع مستمر على هذا الوضع، و كلا منهما يحاول أن لا يصدر تأوهًا يقلقها عليهما، غافلين تمامًا أن قلبها حقًا يحترق عليهما، و لم يعد بوسعها أن تتماسك أكثر من ذلك، و إنما انهمرت الدموع على خديها، كل ضربت تنزل على قلبها هي، و جعلت تصرخ بصوت متقطع: 
- حرام عليكي، ابعديه عنهم، ارجوكي لاء، ابعد عنهم، ابعد عنهم...........



اجهشت أروى في بكاء مرير و قد تداخلت المشاهد أمام عينيها، والده، والدتها، و الآن فارس و حسام، و امتزجت مواقف مختلفة لكل منهم، و في أذنيها يتردد صوت الجميع، و كأنها تسترجع كل ما عاشته في سنواتها الأخيرة، و أخيرًا قد حسمت أمرها، بالتخلي عن حق والديها، فصرخت قائلة: 
- خلاص، هنفذ كلام، هنفذ كلامك. 



تركتها سميرة لتسقط أرضًا، و أشارت إلى رجالها بالتوقف، فنهضت أروى و سارت إليهما، ثم نزلت على ركبتيها مثلهما، و حركت رأسها برفض كأنها لا توافق على وجود إحمرار وجهيهما إثر تعرضهم لضربٍ مبرح، و لا ذلك الدم الذي يسيل من أنفيهما، و انحدر مرورًا بشفاههما المرتجفة.



همست لهما قائلة بنبرة تحمل ظلال الندم: 
- آسفة، أنا آسفة.



حاول فارس ألا ينحني برأسه، و منحها ابتسامة ضعيفة و نطق بصوت مهزوز: 
- إحنا كويسين، متخافيش. 




        
          
                
حركت رأسها مجددًا برفض، فنطق حسام مؤيدًا: 
- كويسين يا أروى، أهدي، أهدي. 



قاطعت سميرة حديثهم، و قالت بلهجة حازمة لا تقبل النقاش: 
- معاكي لحد بكرا الضهر يا أروى، إن مجتيش و معاكي الأوراق اللي طلبتها منك و لو فكرتي تطلبي مساعدة الشرطة هقتل العيلة كلها، و أنتي كمان هتحصليهم، و كدا كدا المخزن دا بتاعي بكل اللي فيه يعني محدش هيعرف عنكم حاجة.



************



عادت أروى إلى شقتها و هي تجر معها أذيال الخيبة، صارت بأقدام متثاقلة، تسبقها دموعها، تنقلت بخطوات مهزومة و هي تري كيف تبعثر أثاث المنزل بفعلٍ من رجال سميرة عديمة الرحمة، وصلت إلى مكتب خالها، فوجدت أوراقه و كتبه تفترش أرضية الغرفة، اقتربت من تلك الصورة التي جمعتها بوالديها و خالها و عمتها. 



حملت الصورة بين يديها، و هي تري كيف تحولت تلك السعادة إلى حزن أبدي لا ينتهي، مررت أناملها على وجوههم، لتستشعر وجودهم بجانبها، و هنا خرج صوتها مرة أخري و جلست أرضًا بأمر من قدميها التى لم تعد قادرة على حملها، بكت بكاء مريرًا. 
ها هي قد خسرت كل شيء، والديها، زوجها، تحول انتصارها إلى هزيمة قاتلة، الشيء الوحيد المتبقى إليها هم عائلة المُعز و خالها و عمتها، لن تتحمل خسارتهم، و لن تستطع أن ترى نفسها سببًا في موتهم. 



هلت الشمس ليوم جديد، امتدت أشعتها الحانية، انحلت عقدة الغيوم و انقشعت عن السماء التي ظهرت صافية و كأنها تبشر بقدوم الخير، مستقبل مشرق لن يعرف شيئًا عن الظلام الدامس الذي ساد لفترة طويلة تجاوزت الخمس عشر سنة، أبعدت أروى الإطار الزجاجي عن أحضانها، بعدما رمقت الصورة بنظرة أخيرة، و استوت على قدميها، لتأخذ نفسًا طويلًا يجدد طاقتها، و أزالت دموعها بعيدًا عن أعينها التي قد انتفخت لكثرة البكاء. 



و كعادتها كانت تحتفظ بأوراقها الهامة في الخزانة الخاصة بدورة المياه، كما تعلمت من خالها، التقطت الأوراق لتتفقدها قبل أن تأخذهم إلى محطتهم الأخيرة. 



توقفت أمام البناء بأقدام مرتعشة، نقلت حدقتيها بين رجال سميرة المحيطين بالمخزن، عاودت السير مرة أخرى و هي تقدم قدم و تؤخر الآخرى، فكانت تتمنى لو تجد معجزة تمنعها من التنازل عن حق والديها، و لكن ما قُدر حدوثه سيحدث مهما حاولنا أن نمنعه، لم نرغب يومًا في الافتراق و لكننا افترقنا، لم نرد يومًا الخسارة لكننا لا نفوز أبدًا، و ها هي اليوم تتنازل عن ما سعيت جاهدة لأجله. 



زال ما بداخلها من تردد عندما رأت سميرة قد كبلت العائلة بأكملها، و هنا أدركت أن سلامهم و آمنهم أهم بكثير من الثأر لوالديها، استجمعت شجاعتها و تحدت سميرة عندما قالت بنبرة واثقة: 
- الأوراق معايا بس مش هتاخديهم غير لما العيلة كلها تخرج من هنا.



تلوت شفتي سميرة ببسمة جانبية، و ردت عليها ساخرة: 
- دا على أساس إني هسمع كلامك! و بعدين ما يمكن تكوني بدلتي الورق! 




        
          
                
- و الله براحتك خلينا واقفين.



أطلقت سميرة ضحكة مجلجلة و قالت: 
- كل مرة بتثبتي إنك طيبة اوي و على نيتك يا أروى، أنا لو عايزة دلوقت ممكن أخلي رجلتي يكتفوكي و أخد منك الورق بالعافية، لكن أنا هكون متساهلة معاكي و هخرج العيلة باستثناء فارس و حسام. 



و كان حقًا أنها أمرت رجالها بفك وثاقهم، و طلبت منهم الرحيل، و عندما حاولوا أن يتحدثوا إلى أروى، توعدت أن تُلحق الأذى بفارس و حسام، فما كان عليهم سوى الانسحاب إلى خارج المخزن. 



و هنا طلبت سميرة ان تأخذ العقود، فأعطتهم لها أروى، و لكنها أعادتهم إليها مجددًا، و ألقت إليها بقداحة صغيرة و قالت: 
- ولعي فيهم.



كانت تقصد أن تُلزمها بشعور الذنب، لتكمل ما تبقى من عمرها ندمًا على تضيع حق والديها، فنزلت أروى بجسدها لتأخذ تلك القداحة عن الأرض، ثم نقلت نظريها بين الشابين، حيث حرك فارس رقبته رفضًا، و نطق حسام محذرًا: 
- لاء يا أروى، اوعي تعمليها.



مرت عليهم دقائق معدودة، سميرة تحاول أن تتخلص من العقود، و فارس و حسام يحاولان إقناعها بالتراجع، لكنها منحتهما ابتسامة لطيفة، ثم أشعلت النار بالعقود، و سميرة تطالعها بنظرة من الانتصار اعتقادًا أنها قد تخلصت من الدليل الذي هدد حريتها في تلك السنوات الماضية. 



انطفأت النار، و تحولت الأوراق إلى رماد أسود، و هنا قالت سميرة: 
- كدا أنتي في السليم، و عشان أنا قلبي طيب فأنا هسامح العيلة المرة دي و ياريت تاخديهم و تمشوا من القاهرة نهائي عشان أي غلط منكم أنا مش هسمي عليكم.



أردفت أروى بغموضٍ: 
- هنمشي حاضر، بس لازم تعرفي إن الشر دايمًا بيخسر، و في قصتنا أنتي لعبتي دور الشر و أكيد هتخسري لو مش دلوقت هيبقى بعدين.



قهقهت سميرة و ردت عليها بتفاخر: 
- أنا دايمًا بكون الشريرة في أي قصة ادخلها، و دايمًا بيكون المكسب من نصيبي، يعني مثلًا قدرت أفرق العيلة زمان، و قتلت رأفت المعز، و أنا اللي لعبت في عينات الدوا و الناس ماتت بسببي و ابوكي اللي شال الليلة، و اهو أخيرًا بقت كل أملاك المُعز بتاعتي و تحت تصرفي، و كل البضاعة اللي انتي شايفاها دي بتاعتي، لازم تعرفوا إن سميرة أبو زيد عمرها ما هتخسر. 



أشارت إلى رجالها ليتحركوا خلفها، فركضت أروى لتحل وثاقهما، و قبل أن يتحركوا تفاجأوا برجال الشرطة يداهمون المكان بقوة كبيرة، و برفقتهم رمزي الذي تقدم إلي أروى و الشباب ليطمئن عليهم، و ها نحن أخيرًا نرى سميرة تُعتقل لتتلقي عقاب جرائمها، حيث تحدث الضابط بصوته الجهوري واضعًا الأصداف على يديها: 
- مقبوض عليكي بتهمة الاتجار في المواد المخدرة يا مدام سميرة، بجانب قضايا تانية.



هدرت سميرة في وجهه قائلة: 
- ايه العبط ده، مواد مخدرة ايه! خلي رجالتك يبعدوا عني أنت مش عارف أنت بتكلم مين؟ أنا ممكن أفصلك من شغلك نهائي.




        
          
                
أشار الضابط إلى رجاله بالتحرك ليأخذوها، ثم تحرك ليتقفد الصناديق الكرتونية التي تحتوي على الملابس إضافة إلى المواد المخدرة و الممنوعات.



نظرت أروى إلى خالها و هي تسأله: 
- هي فعلاً تتاجر في المخدرات؟ 



أجابها رمزي قائلًا: 
- هنتكلم في البيت يا أروى. 



كانت تجلس في سيارة الشرطة، تابعتهم بعينيها حتى اتقربوا إليها، فتقدم رمزي ناظرًا إليها بنفور و قال متشفيًا: 
- أنا سلمتك مٍلكية المصنع الصغير و المخزن دا بس، هنجيبلك عيش و حلاوة. 



عادوا جميعًا إلى قصر المُعز، و ما إن دلفوا إلى صالة الجلوس، بادرت أروى لتستفسر من خالها سائلة: 
- عايزة أفهم بقى ايه اللي حصل؟ 



أجابها رمزي قائلًا: 
- القبض على سميرة النهاردة كان بفضل باسل، دي كانت خطته. 



جاورت عمتها في الجلوس، و هي تنتظر توضيحًا أكبر، فأكمل خالها: 
- بعد ما سافرتي الكويت باسل اتفق معايا أنا و ولاد عمه عشان نوقع سميرة، طبعًا أنتي فاكرة إني قولتلك قبل كدا إن المناقصة الأخيرة دي فيها خطر على حياة الأحفاد؟



اومأت برأسها و قالت بتأكيد: 
- أيوه فاكرة.



استرسل رمزي قائلًا: 
- بسبب المناقصة دي كان بيوصلني تهديدات من المنافسين اللي داخلينا ضدنا، و لحسن حظنا و سوء حظ سميرة المنافسين دول دخلوا كمية كبيرة من الممنوعات في المخزن بتاعنا و طلبوا من الحارسين اللي بيحرسوا المخزن إنهم بعد يومين يبلغوا عننا الشرطة و دفعوا لهم مبلغ كبير من الفلوس، و للصدفة أنا كنت بتفقد المخازن كلها و لما وصلت المخزن ده و شوفت البضاعة اللي فيه الحرس خافوا و قالوا كل اللي حصل، و ساعتها لما باسل عرف قرر إنه يستغل النقطة دي، فعمل ايه طلب مني نقل ملكية المخزن ده و المصنع اللي بينتج محتواه بإسم سميرة. 



شارك فارس في الحوار ليكمل: 
- باسل كان عايز يكسب ثقة أمه أكتر عشان يقدر ياخد منها العقد اللي يثبت براءة والدك، فاتفق معانا و عرفها إنها هتاخد كل الأملاك و هي وكلت محامي يتعامل معانا و يسجل معانا العقود في الشهر العقاري بدلًا عنها و مكنتش تعرف إن عاطف ده واحد من معارف خالك، و ساعدنا نرسم عليها الدور و عملنا ورق اي كلام بباقي الأملاك.



استرسل رمزي مجددًا: 
- و قدرنا نوصلها عن طريق عاطف إن الشباب هيسرقوا واحد من المخازن، فهي راحت نقلت الكراتين دي للمخزن اللي كنا فيه من شوية و حطت على كل كرتون اللوجو بتاعها، و طبعًا إحنا بدلنا البضاعة اللي كانت عبارة عن لبس بالمواد المخدرة، و رجعنا تاني كنا عايزين نجيب دليل بالجرايم اللي عملتها فرجع عاطف كلمها و قال إن فارس و حسام هيسرقوا المخزن و المرة دي كنا متأكدين إنها اكيد هتروح تواجههم، و ساعتها كان المفروض يوقعوها في الكلام، لكن مكناش نعرف إنها هتجيب كل رجال الحراسة دول معاها، و كمان طلبت منك تيجي و الخطة فشلت أكتر لما خطفت باقي العيلة.....و مع ذلك كل حاجة حصلت في المخزن اتسجلت صوت و صورة.




        
          
                
كان الجميع ينصت إليه باهتمام، فارتشف رمزي رشفتين من كوب الماء الذي أحضرته ولاء، و استرسل موضحًا: 
- أنا بقى من يومين كنت مقدم شكوي ضدها في قسم مكافحة المخدرات، و اتفقت مع الظابط إني اول ما اعرف مكان التسليم أو التخزين هتصل عليه، و بالفعل أول ما سابتنا نخرج اتصلت علي الظابط، و زي ما شوفتوا في لمح البصر كانت القوة وصلت.....



زفرت أروى بحرارة و قالت: 
- طب و باسل؟ 



أجابها رمزي بنبرة جادة: 
- باسل كلها اسبوع بالكتير و هيخرج بإذن الله على ما يتأكدوا من صحة الأدلة. 



عندما أُتيحت لهم فرصة للسفر، اغتنموها و سافر فارس برفقة حسام و معهم أروى لتعطي شهادتها، و بقي رمزي مع النسوة ليهتم بشركاتهم و يتابع قضية سميرة. 



                        ************



يحدث في مبني النيابة العامة في الكويت، و تحديدًا مكتب وكيل النيابة، كان المكان هادئ إلا من صوت المكيف، و على المكتب ملفات متكدسة، بادر وكيل النيابة سائلًا بنبرة جادة و هو ينظر في ملف أمامه: 
- اسمك بالكامل؟ 



أجابه باسل بلهجة جامدة: 
- باسل رأفت راشد أحمد المُعز.



شرع وكيل النيابة ناظرًا إليها بتمعن و قال: 
- أنت متهم بتهريب مادة الهيروين ايه ردك على التهمة؟؟ 



- يا باشا أنا كنت مهدد. 



سأله وكيل النيابة باهتمام: 
- مهدد ازاي؟ وضح كلامك؟



بدأ باسل يُلقى ما حفظه من محاميه قائلًا: 
- مراتي كانت مهددة من ماجد الصواف إنها لازم تنقل الشنطة دي من الكويت لمصر و لما رفضت تعمل كدا، حاول يقتلها و بعت لها واحد تهجم عليها و أخدت ضربة على دماغها و يومها دخلت المستشفى، عشان كدا كنت مجبور أنفذ المهمة دي بدالها. 



سأله وكيل النيابة باستفسار: 
- ما العلاقة اللي تجمع زوجتك بماجد الصواف. 



- والد مراتي كان صاحبه، عشان كدا هو طلب منها تساعده و لما رفضت حاول يتخلص منها.



- من كام سيستلم منك تلك الحقيبة؟ 



- كل اللي أعرفه إني أو ما هخرج من مطار القاهرة كان واحد هياخدها مني، هو اللي هيتعرف عليا، لكن انا معرفش عنه حاجة و لا حتى اسمه. 



- عندك أدلة على كلامك أو شهود؟ 



- ايوه، رسايل نصية بالتهديد، و مكالمات هاتفية، و الخادمة اللي كانت مع زوجتي يوم الحادث، و التقرير الطبي من المستشفى، و زوجتي بلغت عن عملية التهريب بالاتفاق معايا قبل ما ادخل المطار.



تدخل المحامي قائلًا: 
- موكلي وقع تحت الضغط و التهديد، و دا يبطل  القصد الجنائي طبقًا للقانون، و كما أنه من قدم الشكوى ضد نفسه و هذا دليل كبير يثبت حسن نيته. 



رد عليه وكيل النيابة قائلًا: 
- سنتحقق أولًا من اقول المتهم و من الأدلة المقدمة، و إن ثبت الإكراه سنتخذ الإجراءات القانونية اللازمة.



أنهي وكيل النيابة حديثه خاتمًا المحضر، ثم خرج باسل برفقة أمين الشرطة القابض على ذراعه، و من خلفهما المحامي. كانت أروى تنتظر خروجه بصبرٍ ينفذ، و على عكس ثباتها الخارجي إلا إنها كانت تتخبط بين مشاعره، مزيج من الخوف و التوتر و القلق بالإضافة إلى خجلها و ندمها على ما فعلت، هذا سيكون لقائهما الأول بعدما ألقتها بيدها إلى موقفٍ لا يُحسد عليه.



كانت تجاور الباب عندما خرج باسل الذي رمقها بنظرة خاطفة من الجمود، ثم تجاوزها متجاهلًا اسمها الذي خرج من بين شفتيها بصوت هامس، توقف أمام الآخرين سائلًا بقلق: 
- ايه اللي حصل؟ مين عمل فيكم كدا؟ 



احتضنه حسام قائلًا: 
- و لا حاجة إحنا زي الفل، أهم حاجة أنت متقلقش احنا معاك و في ضهرك.



فعل فارس نفس الشيء  و ابتعد عنه قائلًا: 
- كل الأمور بقت تمام، و إن شاء الله مش هنرجع مصر من غيرك.



منحهما بسمة هادئة قبل أن يتحرك مع الشرطي، فاقترب منهم المحامي قائلًا: 
- لقد قدمت الأدلة، و لكنني امتنعت عن ذكر المدعوة سميرة أو تلك النقود التي أخذها ماجد الصواف، خشية أن يتعقد الأمر أكثر. 



                        **************
أجتمعن في بستان القصر الخلفي، يتناقشن في قضية باسل، و لكن قاطعتهن ولاء عندما جاءت إليهن قائلة: 
- الآنسة ميار موجودة برا و عايزة تقابلك يا مدام داليا. 



استوت داليا على قدميها و سألت عنها بلهفة واضحة: 
- هي فين؟ دخليها؟ 



ردت عليها ولاء قائلة: 
- رافضة تيجي، بتقول عايزة حضرتك في موضوع ضروري.



خطت داليا بتعجل إلى القصر، لتلتقي ب ابنة أخيها التي غابت عنهم في الفترة الأخيرة، كانت ميار شاحبة الوجه ترتدي زيًا فضفاضًا، و لم تستخدم أي منتج تجملي لتخفي   تلك التصبغات السوداء التي ظهرت أسفل عينيها. 



رحبت بها عمتها في عناقٍ حار، ثم ابتعدت لتتفقد هيئتها، ثم سألتها بنبرة يشوبها القلق: 
- ايه ميار يا حبيبتي مالك كدا؟ انتي تعبانة و لا ايه؟ 



حركت ميار رأسها رفضًا و أجابت: 
- لاء يا عمتي، أنا كويسة.



- كنتِ مختفية فين الفترة اللي فاتت.



بدأت تفرك يديها و نطقت بنبرة من الندم: 
- أنا عارفة إني غلطانة و اللي حصل لحسام بسببي ميتغفرش، بس انا حاليًا في مشكلة و محتاجة مساعدتكم. 



اتسعت حدقتي داليا، و فرغ فاهها، و نطق بصدمة شديدة: 
- حامل ازاي؟!!! 



يتبع............



بقلم زينب محروس. 




        

تعليقات