رواية شجن الفصل الثاني 2 - بقلم Lehcen Tetouani
.......تقول مرت الأيام و قد يئست تماماً من الوصول لأي خيط يوصلني لمهاب فلم أستطع التوصل إلي أي معلومة تخصه فلا أحد يعرفه في الجامعة ولم يتعرف أحد على صورته
مر ثلاثة أشهر وساءت حالة شجن الصحية وذبلت كما تذبل الزهور كنت في تلك الفترة أعملها بقس.وة بسبب غضبي منها فلو حكت لي عن علاقتها كانت وفرت علينا كل هذا العناء
وكان والدها على عكسي تماماً فقدكان يؤنبني على شدّتي معها ويحاول أن يسرّي عنها معتقدا أن الدراسة صعبة عليها
وفي نهاية الأشهر الثلاثة قررت أن أتخطي الأمر واعتبر كأن شيئا لم يحدث
وقلت في بالي بعملية بسيطة ستعود بكرا كما كانت و لن يعرف أحد بماحدث وبعدها من المؤكد أنني سأجد لها شاباً مناسباً تتزوج منه وينتهي الأمر ولكن كل خططي قد فشلت قبل أن تبدأ فقد حدثت المصي.بة الكبرى التي كنت أخاف منها والتي كنت أحاول طرد الفكرة بمجرد أن تخطر ببالي
فقد أخذت شجن تستقئ بلا سبب وعندما يصر والدها على أن يكشف لها كانت ترفض بشدة الذهاب للطبيب بحجة أنها أخذت برداً في معدتها وأنها يجب أن تقلل طعامها حتى ترتاح معدتها
ذات يوم أصر والدها أن تتناول العشاء معه فقد خسرت الكثير من وزنها وظهر عليها الهزال والضعف ولكنها قبل أن تصل للمائدة فقدت الوعي وسقطت أرضا فحملها والدها للسيارة وذهبنا لمشفى خاص وهناك أخبرنا الطبيب بالطامة الكبرى الذي جعلت زوجي يص.اب بأزمة قل.بية ويسقط مغشياً عليه فقد أخبره الطبيب أن شجن حامل في الشهر الثالث
نزل الخبر علي كالصاع.قة أنا أيضا ولكني حاولت أن أتمالك نفسي من أجل أن أقف بجانب ابنتي وزوجي في هذه المص.يبة وبينما أخذ الأطباء زوجي لعلاجه من الأزمة القل.بية وقاموا بتركيب دعامتين له وقفت مع طبيب ابنتي وطلبت منه التخلص من الجنين بأي شكل وسأعطيه أي مبلغ يطلبه وأن يظل هذا الأمر سرًا بيننا وأخبرته أن سبب الحمل نتيجة إعتداء وقع عليها
لم أفكر وقتها في الحلال والحرام وأن ماأطلبه من الطبيب يعتبر قت.ل نفس لاذنب لها ولكني فكرت فقط في مستقبل إبنتي وفي الفضيحة التي تنتظرنا لو علم أولادي وأقاربنا بالخبر فمن سيصدق أنه تم الاعتداء عليها رغما عنها
وحتى إن صدقوا كيف سينظرون إلينا؟
وكيف سنتعامل مع المجتمع الذي يعتبر الاعت.داء فض.يحه تتحمل الفتاة نتائجها بالكامل وهل سيفكر أحد في الارتباط بفتاة مثلها لتكون زوجة له بعد ماحدث لها كل هذه الأفكار كانت تجول في رأسي وأنا أنتظر إجابة الطبيب على عرضي
ولكن ماقاله الطبيب كان مفاجأة صاد.مة بالنسبة لي فقد أخبرني أنه لا يمكن إنزال الحمل لعدة أسباب أهمها أن الحمل أصبح في نهاية الشهر الثالث وهذا خط.ر على الأم قبل أن يكون خط.را على الجنين لو حاولت الإجها...ض
بل قد يتسبب الأمر في وفاتها ولكن الشيء الذي صع.قني وكاد قلبي أن يتوقف عندما سمعته من الطبيب أن شجن حامل في ثلاثة توائم ذكور كدت ألطم على وجهي من هول الصد.مة وأخذت ألح على الطبيب أن يجد وسيلة لإسقاط الأجنة عن طريق أدوية تساعد على الإجها..ض
ولكنه رفض وأخبرني بأن ذلك الأمر خط.ير على صحة الأم أكثر من خط.ورته على الأجنة وساعتها أخبرته أنني مستعدة للمخا.طرة ببنتي فلو ماتت أيضا سيكون أفضل من جلب العار لأخوتها ووالدها
وقف الطبيب مذهولا من كلامي ونظر لي باحت.قار
ثم أخبرني بأن شخصاً مثلي يخاف من الفضي.حة أكثر من خوفه على لح.مه ود.مه لا يستحق الكلام أو الرد عليه
وتركني وانصرف
كنت أعرف أن ما قلته للطبيب أمر خال من الإنسانية ولكني لم أشعر وقتها بالندم على كلمة واحدة مما قلته ولم أعرف مدى قسو.تي إلا بعد ما فعلته لاحقاً مع أحفادي فهو أمر لا يمت للإنسانية بصلة فهو شئ بشع بكل المقاييس
بعد ثلاثة أيام تعافى زوجي وابنتي فتركنا المشفى وعدنا لمنزلنا دون أن نخبر أحد من أولادي بالأمر وكان زوجي لا يتكلم أبدا طوال الفترة الماضية عندما كنا في المشفى
كأنه فاقد للنطق ولكن بمجرد دخولنا من باب المنزل
رأيت زوجي أصبح رجلاً آخر غير الذي كنت أعرفه طوال حياتي فقد تحول الرجل الهادئ الذي لا ينفعل أبدا والذي كان يعمل على تهدئتي كلما تعصبت أو عاملت الأولاد بقس.وة إلى أسد ها.ئج وكأن بركانا قد انف.جر بداخله
فقد أخذ يلقي بأي شيء يراه أمامه على الأرض ويحط.مه
وأخذ يسب بأقزع الشتا..ئم التي لم أسمعها منه طيلة خمسة ثلاتين عاماً من الزواج حتى أن الخدم تجمعوا ليعرفوا السبب
فعنفتهم وطلبت منهم أن يغادروا المنزل بلا رجعة لأننا استغنينا عن خدماتهم وأشرت لشجن أن تذهب لغرفتها
ثم أخذت العمال للمطبخ وبررت لهم ماحدث
بأننا نتعرض لضغوط اقتصادية كبيرة ولا نستطيع دفع رواتبهم فصدّق الخدم ماقلته وغادروا فوراً
بينما عدت لغرفة المعيشة وأخذت أحاول أن أهدأ زوجي فقد أمسك بس.كين وأخبرني أنه سيقضي عليها ليتخلص من الفضي.يحة فحاولت أن أحول بينه وبين الذهاب لغرفتها
لا امنعه من دخول الغرفة التي أغلقتها شجن بالمفتاح من الداخل لأنها خائفة من والدها
ولكنه دفعني بعيداً عنه وأخذ يضر.ب الباب بقدمه يريد أن يكسره ولكني أخذت السكي.ن من يده وألقيته من أقرب شباك ثم شددته بالقوة نحو غرفة بجوار غرفة شجن وأغلقت الباب علينا وأخبرته أن ابنتنا لم تفعل ذلك بإرادتها وإنها تعرضت للخط..ف والاغت..صاب ولكني أخفيت عنه جزءا من الحقيقة فلم أخبره أن شجن كانت تعرف الشاب الذي خدعها
وأنها ذهبت معه الشقة بإرادتها وأنها حتى لم تكن تعرف اسمه الحقيقي لذا أخفيت كل ما يتعلق بعلاقة شجن العاطفية
هدأ زوجي قليلاً بعد ما قلته له وطلب مني أن أعطيه أي معلومة عن الشاب شكله طوله أي شيء تتذكره شجن
وإنه سيبحث عنه في كل مكان حتى يمسك به ويعاقبه ولو كان في باطن الأرض
حمدت الله أن زوجي بدأ يهدأ وتنفست الصعداء
ولكن فجأة فتح باب الغرفة ودخلت شجن قائلة لقد كنت تريد معرفة الحقيقة وأنا سأخبرك بكل شيء ياأبي ومستعدة لأي عقا.ب تختاره لي
وبمجرد أن سمعت كلام شجن شعرت كأن الدنيا تدور بي وكدت أسقط أرضا فلقد إنصد.مت من كلامها ولم أعد أعرف ماذا سأفعل ؟
فلو عرف زوجي الحقيقة إما سيقت..ل ابنته الوحيدة أو يموت بالسكتة القل.ب
•تابع الفصل التالي "رواية شجن" اضغط على اسم الرواية