رواية انا لك ولكن الفصل الاول 1 - بقلم سارة بركات

  رواية انا لك ولكن (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سارة بركات

رواية انا لك ولكن الفصل الاول 1 - بقلم سارة بركات

*أنا حبيت مره قبل كده أو يمكن أنا إللى كنت معتقدة كده، كانت العلاقه دى من النوع إللى مستحيل تكررها فى حياتك تانى، من النوع إللى يخليك تهرب منها وتنفد بجلدك.. أنا عندى أب، بس هو كان أقل مايقال عنه إنه وَحش بالنسبة لأي حد ، كان بيقتل أي حد بيقف في طريقه من غير رحمة؛ فبالتالى اضطريت أهرب من كل ده وعشان كده جيت على القاهره آخر مكان ممكن يدور عليا فيه لانها معروفة بزحمتها ده غير إنها من أكبر المدن ف مصر فأكيد مستحيل يلاقيني هنا.. لحسن حظى عرفت أتواصل مع صديقة ليا هنا من عيلة المحجوب المعروفة، هي مخطوبة لإبن عمها بهاء محجوب وبتحبه جدا، واتكلمنا بوضوح عن نيتهم ناحية والدي وانهم محرصين منه ومش هيأذونى، وكمان اتأكدت مني إني مش جايه أأذيهم أنا بس كنت عاوزه أهرب من كل إللى فات ده،  وعامةً أنا مدينة ليها بحاجات كتيرة أوي لإنها هى إللى ساعدتني أهرب من والدي*
كانت واقفة قصاد مكتب السكرتيرة بتاعت الكلية إللى هتتعين فيها وشنطة هدومها ف ايديها، ولسوء حظها وصلت متأخرة يوم عن الميعاد إللى كانت محدداه بسبب إنها كانت بتحاول تهرب من والدها ومن كل الاماكن اللى كان رجالته بيجروا وراها فيها لحد ماعرفت تركب ف اقرب ميعاد للقطر إللى رايح القاهرة ..بعدها أخدت تاكسى من قدام المحطة لحد الكلية عشان توصل بدري قبل ما المحاضرات تبدأ وكل ده بفضل الفلوس إللى أروى محجوب إدتهالها.
فى مكتب السكرتيرة:
السكرتيرة بتبصلها من فوق لتحت... 
آيه للسكرتيرة وهى متابعهطة نظراتها ليها: "لو سمحتى ممكن اسيب الشنطة دى عندك النهارده لحد ما المحاضرات تخلص؟"
بصت بقرف على شنطتها إللى حطاها جمبها على الأرض.
السكرتيرة وهى رافعة حاجبها: "ماشى بس لو سبتيها هنا أكتر من كده أنا هعرف أتعامل معاها."
آيه بامتنان: "شكرا" 
حطتها فى ركن فى أوضة المكتب ولفت عشان تبص للسكرتيره ولسه هتتكلم....
السكرتيرة وهي بتقاطعها: " إنتي هتكوني المساعدة بتاعة دكتور أدهم الشرقاوي السنادي والكتب دي *بتشاور على كوم الكتب إللى موجودين على المكتب إللى قدامها* هتوديها لقاعة المحاضرات عشان مهمين جدا لطلبة سنه رابعة"
آيه بإستفسار: "معلش بس أنا لحد علمى المفروض أكون المساعدة بتاعة دكتور فتحى دكتور الأدب؟!"
السكرتيرة:" هو فعلا كان المفروض تبقى المساعدة بتاعته بس دكتور فتحى إختار طالب من طلابه يساعده بدالك فانتى اتنقلتى لدكتور أدهم الشرقاوى دكتور التاريخ والحضارة".
آيه اتضايقت لمجرد ذكر اسم المادة نظرا لإن والدها كان تاجر آثار وقالت في سرها * يعنى أنا هربت من كل ده عشان أتدبس فى الحاجات دى لا وأسمع عنها كل يوم.*
قطع تفكيرها صوت السكرتيرة... 
السكرتيرة باستغراب: "هو فى مشكله؟"
آيه بضيق مكتوم: " عموما ده مكنش اختياري من البداية."
السكرتيرة بسخرية:"بصى بقا هو راجل عجوز ومكحكح وبيهتم بأدق التفاصيل يعنى لازم تكون قاعة المحاضرات منظمة جدا ومترتب فيها كل حاجة وكاملة برده، ولمصلحتك وديله الكتب دى لحد عنده فى القاعه قبل ما الطلبة ييجوا".
آيه بصت بضيق وتأفف للكتب الضخمة التقيلة، الوقت كان قصير جدا قدامها فكان لازم تتصرف وتشيلهم كلهم بسرعة عشان تلحق، شالت الشنطة إللى كانت لابساها على ضهرها وحطت فيها نص الكتب وبعد كده لبستها تاني وأخدت باقي الكتب بين دراعاتها وخرجت من مكتب السكرتيرة ولحسن حظها ممر الكلية كان فاضي مكنش فيه غير طلبة قليلين هما إللى ماشيين وكانوا بيوسعولها الطريق وكل اللى كانت بتقوله "شكرا" لحد أما وصلت قدام القاعة في طالب فتحلها الباب وشكرته ودخلت القاعة..
في القاعه:
دراعها وضهرها كانوا بيوجعوها جدا بسبب الكتب إللى شايلاها كانوا حِمل تقيل عليها، كملت طريقها للمكتب جوه لحد ما خبطت في حد هي ماشافتهوش والكتب إللى كانت في ايديها كلها وقعت حواليها ..
صرخت بفزع وغمضت عينيها وكانت بتحاول تحمي نفسها بإن مافيش كتب تيجى عليها وف نفس الوقت فى دراع قويه شدتها نحية صدر صلب وضمتها جامد..فضلت مركزة مع صوت الكتب وهى بتقع على الأرض لحد ماسمعت صوت آخر كتاب وهو بيقع قررت إنها تفتح عينيها .. ولما فتحتها لقت كتاب مفتوح قدامها ف مستوى نظرها واقع على كتف الشخص إللى ماسكها..استنت ثانية لحد مانفسها ينتظم وتهدى ولاحظت ريحة الشخص إللى معاها كانت ريحته جميلة وجذابة، حست إحساس غريب بسبب قربهم الغريب ده إحساس ماينفعش تحس بيه أبدا، بعدت عنه ورفعت راسها شويه عشان تشوف مين ده..
كان شاب ثلاثينى أقل مايقال عنه وسيم، سادت لحظة صمت وتأمل من كلا الطرفين كان شعره أسود وعينيه لونها سماوى كانت تايهة ف عينيه إللى كانت بتبصلها في نفس الوقت .. فاقت من إللى هى فيه واتوترت جدا ومش عارفة تقول إيه وبتعض فى شفايفها من التوتر وعينه كانت متابعه الحركة دى وبعد كده رجع بص في عينيها تانى واتكلم بقلق..
"إنتي كويسة؟!"
آية بتوتر: "أنا آسفة انا ماكنتش شايفة حضرتك كنت بحاول إنى أوصل الكتب إللى المكتب باعتها للدكتور قبل ما الطلبة يوصلوا."
إفتكرت آية ف اللحظة دي تحذير السكرتيرة ليها عن الدكتور إنه منظم وقاسى وده بالنسبالها مش هيبقى إنطباع كويس عنها فى أول يوم شغل ليها لو الدكتور جه ولقى الكتب واقعة على الأرض، بدأت تشيل الكتب من على الأرض، الشاب شال الكتاب من على كتفه ونزل ف نفس مستواها ع الأرض عشان يساعدها، آية خطفت نظرة ليه بطرف عينيها وفى اللحظة دى اتقابلت نظراتهم وإبتسملها، وشها إحمر جدا من الكسوف وبصت ف الأرض..
الشاب بإستفسار وهو بيشيل الكتب من على الأرض: "إسمك إيه؟"
ردت وهى مشغوله بالكتب : "إسمى آيه."
الشاب: "هو إنتي طالبة هنا؟"
آيه بقلق:" لا، أنا المساعدة الجديدة بتاعة دكتور أدهم الشرقاوي وده لإن دكتور فتحى لقى شخص يساعده وعشان كده الكلية نقلتني لدكتور أدهم"
الشاب استغرب لإنه سألها سؤال واحد لقاها كرت الاجابة دي كلها بس انتبه لتوترها وخوفها
الشاب ببساطة وهدوء: "طب إنتى خايفة ليه كده؟"
آيه:"السكرتيرة حذرتني وقالتلي إنه عجوز ومكحكح فعشان كده أنا خايفة إن الإنطباع الأولاني إللى هياخده عنى هيكون وحش لو جه ولقى الكتب دى واقعة كده على الأرض."
الشاب كان بيسمعها وضحك ضحكة خفيفة ..
آيه بتعجب وهى ملاحظة حركته دي:" ألا صحيح هو حضرتك جاي بدرى ليه؟!" 
الشاب بإبتسامه كبيرة:" أنا دايما بحاول أوصل بدري عشان أجهز للمحاضرات، وعلى ما أعتقد مكتب المساعدة هناك ف الركن ده خلينا نودي الكتب دي هناك."
إبتسمتله بامتنان وشالت الكمية إللى كانت ف ايديها وحطتها على المكتب ورجعت تانى لباقى الكتب إللى على الأرض، الشاب أخد الكمية إللي كانت معاه وحطها على المكتب ورجع للباقيين عشان يشيل آخر كمية.
الشاب:"بس ماينفعش تصدقى إللى السكرتيرة بتقوله دايما، هى بس بتحب تعمل مشاكل، يعنى دكتور أدهم الشرقاوى مش وحش زى مانتى سمعتي."
آيه بتوتر:"مش هتفرق كتير، أنا بتمنى بس إنه مايطردنيش من أول يوم ليا أنا حقيقي محتاجة الوظيفه دى."
الشاب بحيرة:"ماتقلقيش، هو إنتي دايما متوترة كده؟"
آيه بإحراج:"هو بس القطر كان وصل من شوية وكنت خايفة أبقى متأخرة لإن سفري إتأجل لوقت طويل حتى للأسف مكنش عندي الفرصه إنى أروح البيت إللى المفروض هعيش فيه، فلأ مش دايما متوتره هو النهارده بس."
مستغربش المرة دي من شرحها الطويل للسبب وده بسبب التوتر اللي هي فيه، وصلت إيديهم لنفس الكتاب وصوابعهم لمست بعضها، إتكسفت وسابت الكتاب بسرعة .. وضافه الشاب للكتب إللى ف إيده والاتنين راحوا للمكتب وحطوا الكتب دي ومعاهم الكتب اللي في شنطة الظهر بتاعتها.
آيه باستفسار وهى بتلف للشاب: " صحيح حضرتك ماقلتليش إسمك إيه؟، أنا آسفه نسيت أسألك بسبب الكتب دي."
الشاب بابتسامه وهو بيبصلها: "أنا أبقى....."
قاطعهم دخول الطلبة للقاعة، الشاب كان مركز على الصفوف الأولى إللي باقت مليانة ولف لآية.
الشاب بلطف:" تقدري تبدأي توزعي الكتب دي بس حاولى ماتوقعيهمش تانى."
آيه بإبتسامة هادية:" هو مش أنا لازم أستنى دكتور أدهم لما ييجي عشان يقولي أعمل إيه؟"
الشاب بإستفسار وهو بيشاور على الكتب:"مش الكتب دى لسنة رابعة برده؟"
هزت راسها..
الشاب وهو بيكمل:"ودول سنة رابعة لأنهم أول محاضرة النهارده."
آية:"تمام."
أخدت كمية بسيطة من الكتب ووزعتها على الطلبة اللي قاعدين ف الصفوف.
في طلبة كتير ابتسمولها وفي اللى قالولها "صباح الخير" وأخدوا كتبهم وفي إللى بصولها بضيق كأنها هى السبب فى إنها بتزود عليهم الحِمل ف المذاكرة، وهي بتوزع آخر كمية من الكتب كانت فوق في القاعه على الليمين سمعت صوت بنت بتقول "صباح الخير يا دكتور أدهم" ، آية بصت وراها عشان تشوف الدكتور مالقتش حد ولفت انتباهها الشاب إللى كانت واقفة معاه كان واقف حواليه بنات كتير، عقدت حواجبها بعدم فهم وقعدت تفكر هو بيشتغل إيه عشان البنات دول يقفوا معاه كده بس بررت إنه ممكن يكون شغال معاها مساعد برده لدكتور أدهم.
ركزت فى توزيع باقي الكتب للطلاب إللى قدامها، طالب منهم قالها:"ازيك،إسمك إيه؟"
ردت بهدوء:"آية."
فى نفس الوقت سمعت حد بينادي على دكتور أدهم تانى ولفت عشان تشوف مين .. كانت بنت رافعة إيديها وبتقول " دكتور أدهم أنا عندي سؤال قبل ما حضرتك تبدأ المحاضرة." آية لاحظت إن الشاب إللى كان واقف معاها بص للبنت وساب البنات إللى حواليه وراح نحية البنت دى وقال: "إتفضلي أنا معاكي."
إتصدمت جدا وفضلت واقفة شوية مش مستوعبة وبتبص لدكتور أدهم والبنت إللى بتسأله وهو بيجاوب على كل أسئلتها بذكاء وبيشرحلها، فاقت من صدمتها ولسه بتلف عشان تمشي وتنزل من المدرج فقدت التوازن بسبب إن في حد حط قدم رجله قدامها فاتكعبلت ووقعت على الأرض وكان الطالب اللي بتتكلم معاه من شويه هو اللي عمل الحركة دي
الطالب بضحك:"مش تحاسبي"
البنت إللى جمبه بعصبية:"إسكت يا أحمد إنت اللي حطيت رجلك قصدًا عشان توقعها."
آية إتحرجت جدا من الموقف إللى حصل ده وجت تقوم من على الأرض لقت دكتور أدهم بيبصلها ورافع حاجبه بضيق وقالت لنفسها:" دى كملت اكيد شافني وانا بقع على الأرض، هو اليوم باين من أوله ياترى هيطردنى ولا هيخلينى أستقيل ولا هيعمل إيه؟! ماهو مش طبيعي يسيبني بعد الشوشرة اللي حصلت قدام الطلبة كلهم لا وكمان قلت عنه عجوز ومكحكح!" 
آرائكم؟ توقعاتكم؟

•تابع الفصل التالي "رواية انا لك ولكن" اضغط على اسم الرواية

تعليقات