رواية بيتنا بيت لنا الفصل الاول 1 - بقلم ولاء عمر

 رواية بيتنا بيت لنا (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم ولاء عمر

رواية بيتنا بيت لنا الفصل الاول 1 - بقلم ولاء عمر

ــ بعد تلات عيال وعِشرة عشر سنين مبقتش أحس إنك بتحبني يا حمد، وكأن الدينا خدتنا من بعض وكل واحد إتلهى في شيء لدرجة إن كل واحد بقى في عالم؛ أنا طول اليوم مع الولاد ومشاكلهم ودراستهم والبيت ، وأنت تصحى من النوم يا تفطر يا لاء وتمشي على شغلك من أول اليوم لحد آخره، يا تأخد شاور وتأكل وتنام يا تنزل تقعد مع صحابك على القهوة.


في وقت متأخر من الليل كان هو سهران بيخلص شغل وأنا كنت خلصت اللي ورايا بعد يوم شاق متعب وخدت شاور وقبل ما أدخل أنام لقيته صاحي عكس العادة.


ــ عارف أنا متوقعتش إننا ممكن في يوم من الأيام نوصل للمرحلة دي؛ يعني توقعت إننا هنهتم بأولادنا مع بعض، نربيهم مع بعض، دا حتى المدرسة بتاعتهم إنت متعرفش عنها حاجة، ولا حتى عن مستواهم.


رد وهو مركز في اللاب توب وبيكمل الشغل:

ــ وإيه المطلوب مني أعمله وأنا معملتوش، ما أنا قاعد ومكفي طول اليوم وضاغط نفسي عشان أكفي مصاريفكم وإحتياجاتكم، إيه أهلك نفسي أكتر من كدا؟


ــ مقولتلكش إهلك نفسك، بس هو إيه فائدة إنك بتشتغل علشان تكفي احتياجاتنا المادية وأنت مهمل مع الولاد، ومع بيتك في حين إن وقتك اللي على القهوة هما أولى بيه حتى لو مش هتفكر فيا، ضحي ولو لمرة علشانهم، حسسهم بوجودك.


قولت آخر كلامي بقهر فـ رد عليا:

ــ إيه سبب إنك تفتحي الكلام دا دلوقتي معايا ؟


ــ ساجد صاحبه متعلق بـ باباه وبيروح معاه لو نازل في حتة ويلعب معاه ويجيب له اللعب اللي بيحبها، حكالي والدموع مالية عنيه إن في كل مرة بيطلب منك تنزل معاه أنت بتزعق له وهو بيقعد بعدها يعيط وقال إن نفسه إنك تبقى زي أبو صاحبه. أما مالك فالنهارة كانت مسابقة في الكاراتيه وكسب وطلع مركز أول، كان طاير من الفرحة ولما عرف إنك مجيتش فرحته اتكسرت لما مشافكش معانا وبتشجعه زي ما بيشوف أصحابه. هما محتاجين يحسوا إنك معاهم، دوري لوحدي عمره ما كان كفاية، إيه الفايدة إنك عمال بتترقى وتنجح بس بيتك هش؟ إنك بعيد عني وعيالك وبيتك ؟ شوفت كام مرة زعلوا لما مرضيتش تلعب معاهم؟ حتى فريدة أنت مش بتشوفها.


اتنهد بتقل وقال:

ــ وايه المطلوب يا فاطمة؟


ــ إننا منوصلش لحيطة سد، إن دورك يكون موجود ويحسوا بيك، إنهم يحسوا إن وجودك فارق بس بالحلو، تخيل إن هما بيخافوا منك يا حمد! تخيل يكبروا ويبقوا مش فاكرين غير ذكريات لا تُذكَر معاك! أنت مش وحش، بالعكس أنت حنين وتكاد تملك حنية العالم، متخليش مشاغل الدينا تنسيك ولادك، أنا كدا كدا واثقة إني بقيت منسية.


قولتها في بالي وأنا داخلة الأوضة أنام، بعد كل الحب دا أحسن إني منسية؛ صعبة وأوي كمان، بس الولاد صعبانين عليا.


حتى نفسي صعبانة عليا، كان عندي أحلام نفسي احققها، إحساس إني منهوشة مع دا شوية ودا شوية ودي شوية، والبيت ومذاكرتهم وتربيتهم وكله صعب عليا وحدي.


فتحت البلكونة ووقعدت على كرسي من اللي كانوا فيها أيام ما كنت فاكرة إننا هنقعد ونسهر في البلكونة، كنت مهتمة بيها أوي.


بصيت على الترابيزة والكرسي التاني اللي جنبي، حالتهم مكانتش أحسن حاجة، بقالهم كذا سنة، مرة الولاد يقعدوا ومرة اطلعهم، ونادراً لو قعدت فيها وحدي.



بعد قرابة الربع ساعة دخل، وقف وسند على السور وإتنهد وبص على الشارع وقعد ساكت، مكنش عندي طاقة أتكلم تاني فسكت.


قال بهدوء:

ــ المفروض أعمل إيه ؟


ــ المفروض تكون موجود، يحسوا بوجودك ويحسوا بمعنى كلمة إن عندهم أب مشاركهم ومعاهم.


ــ وهعملها إزاي دي؟


ــ سيب قلبك وفطرتك وحبك ومشاعرك ليهم تحركك وشوف.


نفسي برضو يفكر إزاي يصلح علاقتنا الشبه معدومة، يحاول على الأقل يكون موجود معايا.


ــ وهو الأب إيه غير إنه يجيب مصاريف البيت ويكفي بيته وعياله ويسترهم؟


ــ تفتكر وأنت صغير محسيتش إنك محتاج إنك تحس إن والدك معاك؟ ولما كبرت وبقيت مسئول محستش إنك نفسك تتكلم وتستشيره؟ غريب أمرك يا حمد. أنا داخلة أنام علشان مدرسة الولاد الصبح تصبح على خير.


دخلت وإرهاقي وتعبي تغلب على أرقي وزعلي ونمت صحيت صليت وصحيت الولاد فطروا وراحوا المدرسة، روقت البيت والمطبخ وصحيت فريدة صاحبة الخمس سنين علشان معاد حضانتها ووديتها ورجعت.


ــ مش معقول يا حمد راحت عليك نومة وإتأخرت على شغلك!


فرك عنيه بكسل وهو بيتعدل من نومته:

ــ لاء دا أنا خدت إجازة النهاردة علشان حاسس رجلي وجعاني واحتمال أروح أكشف عليها.


قولت بخوف عليه:

ــ خلاص إلبس وننزل تكشف يلا.


ــ إهدي الموضوع مش مستاهل كل القلق دا يا ستي، هفطر واخلص شوية شغل وكدا وبعدها خلاص أبقى خلصت.


هزيت رأسي وطلعت أجهز له الفطار على بال ما يصلي ويخلص.


جهزت الفطار وطلعته وبعدها دخلت البلكونة بعد ما طلعت الكتب بتاعتي وكنت بذاكر منها.


جاب فطاره ودخل ورايا، بص ليا باستغراب وقال:

ــ إيه كل الكتب دي؟ إشتاقتي للمذاكرة ولا إيه ؟


قولت بهدوء:

ــ لاء أبدًا بجهز في الماجستير بتاعي.


ــ دا اللي هو إزاي ؟! ومن غير ما تعرفيني كمان!


ــ كل أما أجي افاتحك وأقولك ألاقيك عمال تقولي مضغوط، مصدع أو مش فاضي؛ فقولت خلاص بلاش أضغط زيادة .


ــ تقومي رايحة من ورايا؟


ــ حمد فوق أنت لولا إنك غيبت النهاردة من الشغل مكنتش عرفت ولو بالصدفة حتى، دا مستقبلي ودا حقي. زي ما أنا دافنة نفسي وسط البيت والعيال من حقي أحقق ولو جزء من حلمي على الأقل.


رد بعصبية:

ــ بس من حقي أعرف.. من حقك لما تعملي حاجة قبلها تبلغيني وتأخدي رأيي، إيه بقى دوري ممحي من حياتك أنتِ والولاد للدرجة دي؟ دا أنا على كدا أنا مليش دور في أم البيت دا خالص!


ــ أنا بعترف بغلطي يا حمد آه بس أنت فين علشان تعرف؟ وإحنا عمرنا ما فكرنا فيك كدا، ولا عمري سمحت إن يوصل للأولاد مجرد بس الفكرة دي في نظرهم، ولا عمري شوفتك كدا، أنت بس اللي مدي الأولوية لأي حاجة برا وإحنا في آخر أولوياتك، أنت اللي سايب لنفسك الفرصة إنها تخليك تفكر إنك في الخانة دي عندنا.


ـــ دلوقتي بقيت أنا الوحش؟


ـــ أنت ليه كدا يا حمد؟ وليه سايب عصبيتك هي اللي تتحكم فيك؟ ليه مش مدي لنفسك فرصة تفكر في أي حاجة.. بعترف يا سيدي إني غلط بس اسمع كلامي للآخر.


ــ مهسمعهش، وبعدين بتكملي بفلوسي ومن ورايا؟


الدموع إتجمعت في عيني ورديت عليه:

ــ آه قول إن أنا في نظرك حرا.مية، يا سيدي قولت إني غلط بس أنت كدا كدا مشغول مع شغلك وصحابك لدرجة ملهاش وصف، ولو يا سيدي على فلوسك فهي محلولة استنى بس دقيقة وراجعة لك.


دخلت الأوضة وطلعت الدهب بتاعي وطلعت منه خاتم وطلعت له.

مديته ليه :

ــ إتفضل، عموماً يا سيدي أنا كنت بوفرها من هنا لهنا، يعني دي مكانتش تحويشة شهر ولا شهرين أنا بقالي كتير كنت بحوش عشانها، يعني كنت بشيل من الفلوس اللي كنت بأخدها ليا.


ــ أنتِ بتعملي إيه ؟


ــ برجعلك فلوسك، خد يا سيدي روح شوفه هيعمل كام عند الصايغ ولو كان أقل هبقى أحاول أتصرف في باقي الفلوس قريب متخافش.


إتعصب أكتر وقال:

•تابع الفصل التالي "رواية بيتنا بيت لنا" اضغط على اسم الرواية

تعليقات