رواية أصفاد الحب الفصل السابع عشر 17 - بقلم رشا عبد العزيز

 رواية أصفاد الحب الفصل السابع عشر 17 - بقلم رشا عبد العزيز 

أصفاد الحب ❤️ 17

-مالك

نطقت اسمه متوترة  من وجوده وعلامات الغضب المرسومة على وجهه

-ايوه مالك ياهانم كنت فيه لحد دلوقت  وميعاد شغلك انتهي من تلات ساعات ؟

ليكون الغضب من نصيبها هذه المرة
  
-وأنت مالك وبأي حق تحاسبني ؟

لينظر اليها بتحدي ويقول

-بصفتي جوزك

-قصدك طليقي يا ابن عمي

جوابها الحاسم والسريع أثار براكين الغضب بداخله ليمسك ذراعها بقوه ألمتها وينظر داخل عينيها عله يرى بقايا حبه بداخلها

-هترجعيلي غصب عنك ياخديجة ، أنت ليا حبيبتي ،  ملكي أنا .

ولاتعلم من أين أتت بقوتها في تلك اللحظة لتنفض يده عنها وتدفعه

-أنت أناني ومريض يامالك وحبك الي بتقول عليه لعنه هتخلص منها .

-أيه الي بيحصل هنا ؟

كان هذا صوت والدها الذي أتى بعد ارتفاع أصواتهم

-أنت مش قلت هتتكلم معاها بالهداوة وتحاول تقنعها ؟. (بقلم رشا عبد العزيز) 

-أنا اسف ياعمي هي الي استفزتني .

لتتسع عينيها مما تسمع هل والدها موافق على مايقوله ابن أخيه لتصرخ مستهجنة :

-بابا أنت كنت عارف هوبيقول أي وموافقه كمان ؟

لينظر لها والدها بترجي ويقول

-يابنتي ومالو دا بيقول هيجبلك شقه بعيده وهيعدل بينكم .

ليكمل مالك مستغل وقوف عمه بجانبه

-ياعمي أنا أحترمت رأيك وخوفك عليها واستنيت شهور العدة تخلص عشان يكون رجوعها بأرادتها
.
لكن أنت شايف قدامك أنا متمسك بيها وهي الي مش راضيه تديني فرصه أن مستعد أعمل أي حاجه عشانها .

لتشتعل بخلايا جسدها ثورة غضب معلنةً العصيان حتى على قلبها العاشق لتصرخ في وجهه :

-إنسى ان أرجعلك يامالك ، انا الموت ارحم لي من أنى ارجعلك .

قالت هذا وركضت نحو غرفتها لتطلق العنان لدموعها آلتي تحبسها أمامه ،

اماً هو فكانت كلماتها كسكاكين أخترقت فؤاده  ليصرخ عليها متناسياً حتى وجود والدها :

-يبقى تموتي وأنت على ذمتي ياخديجة

ثم رحل صافقاً الباب خلفه بقوة .

*******************************************

كم أطرب مسامعه صوت ضحكاتها وضحكات ولده معها.  هذه الصوت القادم من غرفة ولده ساقته قدميه للوقوف قرب باب غرفة ولده ليشبع فضوله مما يحدث ، ليشاهد المشهد الذي تمنى في تلك اللحظة لو كان جزءًا منه .
كان ولده يلعب بسيارته فيقودها خلفها وهي تجري وتضحك خوفا من اصطدامها بها وكأنها تشبع رغبته كطفل في الركض والعب فهو ليس كباقي الأطفال يستطيع الركض واللعب بشكل طبيعي .

لكنه تفاجأ أنها خرجت بسرعة واصطدمت بجسده.    (بقلم رشا عبد العزيز) 

 العريض ليستغل هو هذه الفرصه مباشرة ويكبل جسدها بذراعيه القويتين ، أربكتها فعلته في البداية ، لكن سرعان ما ظهر غضبها عندما ادركت وضعها بين يديه
-أنت بتعمل أي أنت اتجننت ابعد عني
.
حاولت تخليص جسدها من بين يديه لكنه احكم حصارها
ليخرج تيم ويضحك لمشاهدته هذا المنظر ويقول

-برافو يابابا خليك ماسكها كده لحد ما اجيب بطاريه جديده وارجع .

نظرت له حبيبه باستهجان وقالت

-كده ياتيمو تعمل فى مامي كده ؟

لينظر لها الصغير بخبث ويقول :

-امال عاوزة تفلتي وتفوزي عليا ، امسكها كويس يا بابي .

قال هذا ورحل يبحث عن داده كريمة لتعطيه بطاريات جديدة .

وبنظرات هيام جالت تقاسيم وجهها الذي يعشقه

-ماسكها ياحبيبي ومستعد افضل ماسكها ومخبيها جوه حضني طول العمر.

اربكها وضعها وكلماته. لتقول بخجل

-ابعد عني .

تحركت يمينا ويسارا تحاول التملص من قبضته ليسترخي جسدها فجأه عند سماعها الكلمة التي جعلتها تتوقف لتنصت له

-آسف ياحبيبة .

ثم توقف وأكمل بعد ان ابتلع لعابه متلعثماً وبأنفاس متسارعه

-يمكن أنا اتصرفت غلط وطريقتي كانت غلط لكن صدقيني...

عينيها المترقبة له أبصرت الدموع التي بدأت تلمع في عينيه . وأذنها المصغية له سمعت صوته الذي تحشرج في جوفه جسده الذي ارتعش فأنتقلت تلك الرعشه لجسدها الملاصق له كل هذا زاد دهشتها ليكمل

-مكانش قدامي غير الطريقة دي . آسف لو أذيتك بس  تيم بيحبك وأنا كأب بأرجوكي تفضلي معانا لغايه ماتيم يعمل العمليه ووضعه يستقر وأنتى حرة بعدها والقرار ليكي .

وشعرت بتشنج جسده أكثر وبصوت مختنق أكمل

-كل الي بطلبه منك تحترمي أني جوزك في الفترة دي .

وما أن سمعت هي تلك الكلمه حتى أغمضت عينيها كأنها تصم قلبها لكي لايسمع تلك الكلمة فيجرحه شعور الخيانة .

-خصوصا قدام ماما ، أمي طول عمرها بتتمنى تشوفني سعيد مع..... 

وهنا أغمض عينيه وتنهد مخرجًا زفيرًاطويلًا حمل نيران قلبه .

 -سعيد مع الانسانه الي بحبها .

ثم أفلتها ببطئ مزيجا يديه عن جسدها لتبتعد هي بسرعة لم يعد يقوى على الوقوف أمامها أكثر ليقول منسحبًا :

-عن إذنك .

ثم دخل غرفته القريبة ، يمسك قلبه بيده اليمنى عل ضرباته تهدأ فقربها المهلك أنهك روحه .

اماهي فأسندت يدها على الجدار القريب بعد حالة التشتت التي اصابتها ألم يقول خالها انه فعل ذلك لأنه يحبها وهو الآن يخبرها انه فعل ذلك من اجل ولده بل ويحدد لها سقفا زمنيا لمكوثها في بيته .

أخرجها من هذا الصراع صوت تيم الذي يطالبها بالعودة للعب .

كانت تظن انه كشف أوراقه لها لكن مالم تعرفه انه حرك حجرفي لعبة الشطرنج التي يلعبها معها ليكسب الملكة فبهذه الطريقه سوفه تعطي هدنة للحرب معه هذا كان هدفه من كلامه معها ليبتسم لأنه على مايبدو قد نجح في تحقيق هدفه ليعطي لنفسه وقت أكبرفي إقناعها

-هتحبيني ياحبيبه. 
 
قالها مبتسما كأنه نجح في أول خطوات لعبه
*******************************************(بقلم رشا عبد العزيز) 

كان الثلاثه يجلسن في أحدى المقاهي كل واحد منهن تشكو للأخرى حالها .

لتبدأ خديجة التي لم يعد مالك فقط من يضغط عليها لكن والدها ايضاً أنضم اليه .

-والله أنا بجد تعبت معدتش مستحمله حاسة إني بتخنق

-طب هو والدك مش كان رأيه من رأيك أي الي غيره ؟

سوال طرحته نهى عليها لتجيبها خديجه بوجه ممتعض

-مالك ياستي أقنعه ، بيضغط عليا من كل الجهات.

-طب ياخديجه ممكن اسألك هو أنت ممكن ترجعيله ؟

هذه المره كان السؤال من نصيب حبيبه.  لتتنهد خديجة متألمة .

-مش عاوزه اخسر نفسي أكثرمن كده ياحبيبه.    أنا كنت كأني عايشة فى جحيم . حب مالك بقى زي المرض الي بينهش فى روحي ويطفيها .

-خلاص خليكي ثابتة على مبدأك ، هو أكيد مش هتحصل حاجه غصب عنك .

لتلقي عليهم بمخاوفها

-خايفه ياحبيبه خايفه بابا يضغط عليا اكثر مالك لا سايبه ولاسايبني .

-هتخوفيني من الحب ياخديجه وتخليني ابطل احب يوسف .

لتضيق خديجه عينها وتنظر لنهى.  وتقول ساخرة :

-أنت تبطلي تحبي يوسف؟ طب عيني فى عينك كده ؟

لتحرك نهى أهدابها بطريقه مضحكه. انفجرت خديجه بسببها ضحكا.  لتشاركها نهى .

حتى انتبهتا لشرود حبيبة التي تمسك بفنجان قهوتها وعينها تنظر نحو المجهول حتى حركت نهى يدها أمامه وجهها وقالت

-الي واخذ عقلك يتهنى بو

انتبهت حبيبه لحرك يدها وعادت من شرودها لتسألها خديجة

-أي يابنتي روحتي فين؟

نظرت اليهم بعين تملأها الحيرة والتشتت وقصت عليهما ما قاله ادهم لها  وهما يستمعان لها حتى انتهت وقالت خديجة :

-بصراحه ياحبيبه ماتزعليش مني هو معاه حق هو دلوقت جوزك ومن حقه عليكي تحترميه .

-لا أنا مش فاهمة هو بيحبك ولا عمل دا كله عشان  ابنه  ؟

سؤال طرحته نهى عليها لتجيبها :

-الاتنين عينيه وهو بيكلمني كانت بتنطق غير الي لسانه قاله .

قالتها ببرود تام ادهش الاثنين لتقول نهى :

-ياجبروتك يعني حبه واضح للدرجه دي وأنت مش حاسه بيه .

لتهبط دموعها من دون عناء

-كل الي أنا حاسه بيه أني بخون علي .

لتربت خديجه على يدها وتقول :

-طولي بالك ياحبيبة أنت دلوقت مش بتخوني علي ، أنت بتخوني أدهم وأنت بتفكري فى غيره وأنتي على ذمته .
لتنظر لها حبيبه بعين حانقة .

-ايوه ياحبيبه متبصليش كده.  أنت عارفة أني صح ، أحترمي انك مراته زي ماطلب على الأقل الفتره دي .

لتؤيد نهى حديث خديجه

-خديجه بتتكلم صح ياحبيبة .

هربت هي من هذا الحديث العقيم بالنسبه لها لتقول :

-طب يلا خلينا نمشي بدل لمتنا كده زي المتعوس وخايب الرجا على رأي نوجّة .
******************************************(بقلم رشا عبد العزيز) 

كانت تجلس أمام التلفاز ويجلس تيم بين أحضانها يشاهدون أحد أفلام والت ديزني وكأنها تعيش طفولتها التي لم تعشها معه . كان يختلس النظر اليها من بعيد ويضحك على تغير تعابير وجهها كلما تغيرت مشاهد الفيلم بين الفرح والحزن وصغيره الذي يقلد تعابيرها.  ويستفسر منها عن احداث الفلم فتجيبه وتوصل له بعض الرسا ئل التربوية . كم تمنى لو استطاع الجلوس بجانبهم ومشاركتهم لكنه تحلى بالصبر ليصل إلى مبتغاه.    عاد يجلس داخل مكتبه يراجع بعض أعمال والده المتوفي التي استلمها ابن عمه نيابه عنه .

-يابنتي خليه يقعد جنبك كده رجليكي هتوجعك .

كان هذا صوت أمينه التي رأت تيم يجلس على ساقيها ومتشبث بأحضانها .

ليتذمر تيم على طلب جدته .

-سبيه ياماما أنا والله مرتاحه وهو فى حضني .

ابتسمت أمينه على حبها لهذا الصغيروتمنت ان تستقر حياه ولدها مع زوجته علها تعوض هذا الصغير عن غياب والدته .

وبعد انتهاء الفيلم انتبهت هي إلى ثقل جسد تيم بين أحضانها نظرت اليه لتجده قد غفى . أراحته بين أحضانها كماتريح الأم رضيعها ثم نظرت اليه أزاحت خصلات شعره السوداء عن جبهته البيضاء وطبعت قبله عليها .

-لوتعرف ياتيمو أنا بحبك آد أي
 
تلمست وجنته المنتفخه وقرصتها بخفه

-عندك خدود زي خدودي .

ثم ابتسمت لتأخذها ذكرياتها إلى ذلك اليوم الذي رسمت فيه صورته في ذهنها .

-بتبصلي كده ليه ياعلي ؟

لينظر لها علي بحب وأجابها

-نفسي ولادي كلهم يطلعو شبهك حلوين كده وعندهم خدود حلوة زي مامتهم .

وبلهجه مستنكره قالت :

-بس أنا عاوزاهم يكونو شبهك أنت .

-يابنتي حرام عليكي شبهي أي ، لا بصي أنا عاوز ابني يكون ابيضّ وشعره أسود وعنده خدود زي خدود مامته .

ليقرص وجنتيها بيديه

-عشان أفضل اقرص في خدودكو انتو الاتنين .

أصدرت تأوه من أثر قرصته وحركت يديها على وجنتيها .

_اه ياعلي إيدك تقيله ربنا يكون في عون ابني

ليضحك وهو يحرك يده على وجنتيها اثر قرصته ويقبلهما ويقول :

-شفتي اهو كده خدودك ترتاح مني

لتضحك. ويضحك هو معها جاذباً إياها نحو احضانه .

عادت من ذكرياتها تنظر لتيم وتقول :
 
-الصورة كانت شبهك يا تيمو . أنت ابن قلبي  ياحبيبي الي كنت بتمناه . ربنا مايحرمني منك .

حاولت حمله لتصعد بيه نحو غرفته لكن ساقيها أصابها الخدر وتألمت قليلاً .

-عنك ياحبيبة .

كان صوته نجدةً لهذا الموقف بالنسبه لها فلن تستطيع ساقيها حملها أومأت له رأسها موافقةً .

ليقترب منها وانحنى ليحمله وكلما اقترب أغمض عينيه يستنشق عبيرها لتداعب خصلات شعرها وجهه
وتلامس يديه يديها  
 
حمله وأسرع بالابتعاد  صاعدا إلى الطابق العلوي بعد ان تبعثرت روحه اثر اقترابه منها .

كان يظن أن قربها سيريحه. لكن حدث العكس فهي بالنسبه له كالفاكهة المحرمة يمتلكها ولايستطيع تذوقها .
*******************************************

زاد مالك الخناق حولها وأصبح والدها ووالدتها في صفه الآن ولم تجد أمامها سوى تلك الفكره المجنونه التي جالت في بالها منذ ثلاثة أيام حتى عزمت على تنفيذها .

-مالك ياخديجة بقالك نص ساعه قاعده قدامي وبتهتهي بالكلام ،  طلبتيني ليه قلقتيني فيكي حاجة ؟

فركت يدها ببعضها اثر توترها وأحمرت وجنتيها خجلا. ثم نظرت اليه لترمي ما بجعبتها دفعة واحدة :

-تتجوزني يا أيمن ؟!

(بقلم رشا عبد العزيز)

 •تابع الفصل التالي "رواية أصفاد الحب" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات