رواية أصفاد الحب الفصل السادس عشر 16 - بقلم رشا عبد العزيز
أصفاد الحب ❤️ 16
وبعد يوم متعب عادت لتقف أمام باب الغرفه المخصصه لها وفتحت الباب لتجده يقف أمام المرآة .
تسمرت بضعت ثواني كما تسمر هو يحدق بها استدارت محاوله الهروب من أمامه لكن صوته أوقفها
-حبيبة
لم تعطيه أي جواب وهمت بأكمال طريقها لكن توسله أوقفها مره أخرى
-حبيبه أرجوكي أستني. أنا أسف بس الاوضه دي في الأصل أوضتي عشان جنب أوضة تيم وأنا أختارتهالك عشان تكوني قريبه منه. أنا بس جيت أخذ حاجه وماشي وهبلغ جينا تنقل حاجتي غرفه تانيه
حمل حقيبته. وأفسح لها لطريق وقال
-أتفضلي
دخلت هي وهم هو بالرحيل لكن توقف قبل خروجه وقال لها دون ان يستدير
-أنا مسافر مهمة يومين أو أكثر. ياريت تخلي بالك من تيم في غيابي .
لتجيبه بسخرية :
-ما تخافش يا أدهم بيه أنا عارفه مهمتي هنا كويس أنا هنا أم لتيم.
قالت هذا وهي تضغط على حروف الكلمة الاخيرة .
توقف يحاول استيعاب ماقالته هل انقلب السحر على الساحر ، هل حجته في وجودها هنا ستستخدمها هي ضده وتصبح حجه للابتعاد عنه . لكنه لم يعقب بشئ وتركها ورحل.
جلست هي على السرير تطالع تلك الغرفه التي لم تهتم بتفحصها وانتبهت أنها فعلا تحتوي أغرضه
والان يملئها عطره لتسرع بفتح الشبابيك كي تتخلص من أثر وجوده فيها .
*******************************************
كانت نهى تجلس تدون بعض الملاحظات أمام يوسف. عندما رفعت رأسها فجأه لتجده يحدق بها
ولكن ما أن إلتقت عينيها بعينيه أشاح بصره بعيداً عنها كأنه يهرب منها لاتعلم لماذا عينيه تخبرها بأنه يبادلها المشاعر لكن أفعاله لها رأي مغاير
.
تحمحم هو ليخرجها من حاله التيه التي اصابتها
-خلصتي يانهى؟
-ايوه دكتور
ولتتخلص من أحراجها قالت
-هو حصل أي في موضوع حنان قدرت تقنع جوزها
ليجيبها مبتسما
-لا الحمد الله أقتنع بعد نقاش طويل واهي الحمد الله بدأت تتحسن
لتجيبه بعبوس
-أنا مش عارفه أي الناس دي هو فيه حد عنده الأفكار دي دي الناس بتتمنى يكون عندها طفل وبتصرف ملايين عشان تتعالج وحضرته جابلها أكتئاب عشان خلفت البنت التالته
ليقول بحزن :
-فعلا ناس مبتقدرش النعمة .
*******************************************
بحثت عنه نجاة في كل مكان فلم تجده لتدخل غرفه حبيبه تجده جالس على سريرها والدموع تترقرق في عينيه لتسأله بقلق
-مالك يا محمود أي الي مقعدك هنا ؟
رفع عينيه التي تلملأها الدموع وقال :
-وحشتني اوي يانجاة مكنتش عارف إنها هتسيب فراغ كبير كده دا أسبوع واحد بس لكن حاسه كأنه سنة .
جلست نجاه بجانبه وحركت يدها على ظهره وقالت :
-ربنا يريحها ويسعدها. دي سُنة الحياة ياخويا
.
استدار محمود نحوها وبنظرات رجاء سألها
:
-تفتكري هتسامحني لما تعرف الحقيقة؟
أخفضت رأسها ثم رفعته. لتنظر اليه بأسى :
-رغم أني ماكنتش موافقة من البداية على الاتفاق دا بس يارب هي تتفهم ويارب يصدق أدهم في وعده .
لينظر لها محمود ويقول باضطراب
-والله يانجاة أنا لولا أني حسيت بصدق كلامه وأنه بيحبها بجد ، مكنتش اتفقت معاه على لعبة القضية دي عشان نضغط عليها توافق تتجوزه .
-حبيبه أنت جيتي أمتى ومالك واقفة كده ليه؟
كان هذا صوت دلال التي رأت حبيبه تقف متسمره أمام باب غرفتها المفتوح .
ليلتفت نجاه ومحمود بسرعه ويجدوها تقف عند الباب عينيها متسعه بصدمة مما سمعته .
شعرت أن الأرض تميد بها. قلبها يتمزق و نيران تجتاح جسدها تحرق روحها ألماً
شعرت بالإختناق كأن الهواء أنحسر من حولها. الصدمه عقدت لسانها ، أقرب الناس اليها أتفق معه غدر بها من منحته الثقة .
أقترب منها محمود بحذر وبصوت متوجس قال
-حبيبه ، أسمعيني .
عادت للوراء ورفعت يدها أمامه تمنعه من التقدم نحوها وقالت :
-عملت كده ليه ياخالي ؟ دبحت*ني ليه؟
أعتصره قلبه من تلك الكلمه التي طعنته بها لكن عليه مواجهتها .
-عملت كده عشان مصلحتك ، أنت لازم تعيشي حياتك وتنسي الماضي
.
لتصرخ مستنكرة : (بقلم رشت عبد العزيز)
-مصلحتي أخون علي ؟
ليقترب بسرعه منها يمسك كتفها بيديه يهزها علها تصحو وبصوت عالٍ قال :
-علي م*ات أفهمي ، م*ات
نفضت يديه من على كتفها وقالت وهي تقبض يدها وتضرب موضع قلبها بقوة .
-ماماتش ، على عايش جوايا وفي قلبي أنتو ليه مش قادرين تفهمو ليه مستكثرين عليا أعيش على ذكراه ؟
أنا كنت راضيه بحياتي بتدخلوا فيها ليه ؟
لينظر اليها محمود بتحدي أكبر فهي يجب ان تصحو هذا ماكان يشغل تفكيره في هذه اللحظة .
وهي حياتك طبيعيه ياحبيبة ؟ أنك تتكلمي مع صور وهدوم ، دا طبيعي ؟
لتجيب بعزم وتحدي أكبر :
-حتى لو كنت مجنونة فى نظركم فأنا مرتاحة
.
ليتكلم محمود هذه المرة بسخرية :
-مرتاحه ازاي ياحبيبه وأنت عايشه ميتة . هي دي حبيبه الي كانت مضرب مثل لتحدي الظروف ، هي دي حبيبه الي كانت بتحارب عشان تنجح .
لتسكن عينيها عينيه وتقول بهدوء هذه المرة :
-لأني مت ياخالي ، مت معاه .
اغمض عينيه من قسوة هذه الكلمة ، وأقترب منها بسرعة . يحتضنها بقوة ويقول :
-بعد الشر عنك يابنتي.
لكنها دفعته فجأة وفرت من أمامه هاربة رغم نداء دلال لها .
رغم مرور أسبوع على هذه المواجهة لازالت حبيبه تتذكر كيف وقفت أمام البحر تصرخ بقوه محاوله إخراج النيران التي اجتاحت جسدها وكيف أصمت آذانها بيديها محاولة أخراج صوت خالها المؤنب لها .
لم ترى هي خالها مرة أخرى منذ ذلك الوقت .
أخرجها من هذه الذكرى صوت تيم وهو يقول
-مامي شوفي كده صح
قال هذا وهويرفع الكراسة أمام عينيها. يريها ماكتب. لتمسّكها بيديها وتقول
-برافو ياقلب ماما
ثم قبلت وجنته وأشارت اليه ليكمل أداء واجبه
-مساء الخير
كان هذا صوته الذي جعلها وتيم يرفعون رأسهم سوياً لتجده يقف مبتسما أمامها .
ركض تيم بتجاهه ليفتح هو له ذراعيه مستقبلاً إياه بين أحضانه .
-بابي
حمله ثم جلس على السرير وأجلسه على ساقيه وظل محتضنا إياه يقبل وجهه ورأسه
ثم رفع نظره اليها وقال
-ازيك ياحبيبة؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتشيح نظرها عنها وتجيب دون النظر اليه
-أهلاً .
ابتلع غصة بطعم العلقم من حده تعاملها معه وادعى عدم المبالاة وأكمل حديثه ومداعبته لولده .
أما هي فتشتت أفكارها أتخبره بمعرفتها بإتفاقه مع خالها أم تدعي عدم معرفتها بذلك
.
لكن كيف ستخبره بذلك هل رخصت لهذه الدرجة ليعرض خالها عليه الزواج منها ظلت برهة من الزمن في هذا التخبط ثم استرقت النظرإليهم ورغم حنقها منه إلا أنها تعترف انه أب حنون فلهفة تيم وحبه له وطريقه تعامله معه تثبت أنه منح ولده الكثير من الاهتمام والحب ،
وابتسمت خلسة عندما سمعت سؤال تيم :
-جبتلي أي معاك يا بابا؟
-رغم أني كنت في مهمة لكن منستش هديتك ياتيمو .
ليرحل ويعود بعد قليل يحمل علبتين فتح الأولى ليخرج سيارة ذات التحكم عن بعد .
فرح بها تيم كثير وأخذ يتفحصها ثم أقترب من حبيبه يريها إياها
-مامي شوفي حلوه؟
لتمد يدها تشعث شعره مشاكسه إياه وتقول
-حلوة يا حبيبي
لتجده يقف أمامها ويقول :
-معرفتش اجيبلك أي يارب تعجبك
ليضع أمامها علبه ويتركها ويرحل قبل أن يسمع قبولها أو رفضها
.
ليقترب تيم منها ويقول :
-مامي افتحي العلبة خلينا نشوف هديتك .
وبيد مترددة أمسكت العلبة وفتحتها لتجد ألواح من الشوكلاتة .
-خلينا ندوقها يا مامي .
كان هذا طلب تيم منها ، لتفتح إحداهن وتعطيها له.
أخذها هو ثم قطعها نصفين. تذوق أحدهم وقال :
-الله يامامي طعمها يجنن
ثم أعطاها النصف الآخر وحرك رأسه لها يحثها على تذوقها
-دوقيها يا مامي
ورغم مذاقها الحلو لكنها شعرت أنها مرة للغاية كطعم الخيانة التي تشعر به .
******************************************
تعمدت الخروج متأخرة من المدرسة خشية أن يكون في إنتظارها مثلما تعود ملاحقتها التي أصبحت تخنقها في الآونة الأخيرة .
وصلت إلى البوابة . لتجد أولاد أيمن لايزالون في انتظار وألم أقتربت منهم بأبتسامه وقالت
-أنوس ، مسوكة إزيكم عاملين إيه ؟
ليجيبها الأولاد بوجه متعب وإبتسامه باهتة :
-الحمد الله
لتسألهم مستفهمة:
-هو بابا لسه مجاش؟. (بقلم رشا عبد العزيز)
لتجيبها مسك مستاءة :
-لا يامس ، بس هو أداني رقمه عشان لوأتاخر
ورغم ترددها في البدايه لكن حالة هؤلاء الصغارواحساسها بالشفقة عليهم جعلتها تحسم قرارها فقالت :
-أديني يامسك الرقم
أتصلت به وأعطت الهاتف لمسك وعندما فتح الخط مباشرة
_الو ايوه يابابا
قالت هذا وأعاده الهاتف لخديجه
-ايوه ياحبيتي معلش اتاخرت عليكم عشر دقايق وأكون عندك .
جلت صوتها وتكلمت بحرج :
-أنا خديجة يا أيمن .
ليسكت فجاة ثم سألها بقلق .
-خديجه هما الولاد جرالهم حاجه؟
لتجيبه بسرعه بعد ان استشعرت قلقه على صغاره
-لا يا أيمن ماتخافش ، الولاد بخير . لكن هما تعبوا من الانتظار.
ليجيبها بصوت يغلفه الحزن .
-معلش والله عارف بس الطرق والزحمة وظرف بايخ حصل فجأة .
-طب ممكن أخذهم ونقعد نستناك في الكفتريا القريبة من المدرسة ؟
سؤال طرحته وتمنت أن يوافق على طلبها بعد ان رأت التعب يتملك من أجسادهم الصغيرة
_مافيش مشكلة وأن شاءالله مش هتأخر عليهم .
تمام
وقبل ان تغلق الخط قال
-خديجة. (بقلم رشا عبد العزيز)
-نعم
-متشكر هتعبك معايا
لتبتسم وتقول
-مفيش تعب ولا حاجه أطمن
وبالفعل طلبت من الصغار الذهاب معها لكنهم استجابو لها بعد إلحاح منها وبحرج كبير تبعوها حتى وصلوا وأختاروا مكان ليجلسوا فيه.
-ها نتغدى أي اصلي جعانه أوي .
لتجيب مسك بحرج كبير وبطريقة تدل شخصيتها المتعقلة :
-متشكرين يامس بس احنا اكلنا في المدرسة .
شعرت خديجه بإحراجهم منها لتقول :
-بس أنا جعانة ومبحبش أكل وحدي أنا هطلب بيتزا وناكل كلنا سوا .
أشرق وجه أنس بابتسامه كبيرة زالت بعد ان نظرت اليه شقيقته بغضب
ابتسمت خديجة من هذه المشاكسة
وبعد حديث دار بينهم عن الدراسة والدروس وصلت البيتزا ليتناول الأطفال الطعام على إستحياء دل على حسن تربيتهم .
لتحاور خديجه نفسها وتقول : معقولة ان أيمن اللى كان مقضيها شغب ومحدش بيخلص من هزاره ومقالبه يخلف عيال مؤدبه بشكل دا ؟ حتى اخرجها من هذه الذكريات المضحكة صوته:
-ياخونة أكلتوا بيتزا من غيري .
ليضحك الأطفال وخديجه معاً
-طب استريح واحنا نطلبك بيتزا
ليجلس أيمن وهو يتأسف على تأخره ويشكر خديجة على بقائها معهم، استغلت خديجة انشغال الأطفالل بحوض أسماك الزينة وسألته:
-هي مامتهم مش هتزعل عشان سبتوها واتغديتو؟
لتلمع الدموع في عين أيمن ويجيبها :
-مامتهم تعيشي أنت ياخديجة .
شعرت خديجه بالحزن من اجل هؤلاء الصغار لتسأله مستفهمة
-ياحرام ياعيني عليهم .وماتت ازاي ؟
نظر أيمن نحو صغاره بقلب منفطر وأجاب :
-أروى بنت عمي اتجوزنا وكان عندها ١٨سنه كانت طيبة وحنونة ورغم ان جوزانا تقليدي لكن كنت متاكد أنها بتحبني حتى لما قلتلها إني كنت بحب واحدة قبلها ومحصلش نصيب
تقبلت دا وبالعكس قالت إنها هتنسيني . ادتني كل الحب والحنان والاهتمام وتعلقت بيها أوى حبيت اهتمامها بيا. وحبها ليا وبقى عندنا مسك وزاد ارتباطي بيها لكن حصل حمل أنس بعد مسك بقترة قصيرة .
جسمها مستحملش . وحصلها نزيف أثناء الولاده وماتت .
ليمسح دموعه التي هربت من عينيه وقال :
-الحمد الله أنا تكفلت بالأولاد بعدها .
ابتسمت خديجه بعينين غزتها الدموع وقالت
-ربنا يرحمها. ويعوضك في الولاد .
-متشكر.
عم الصمت دقائق حتى سألها قاطعاً هذا الصمت :
-هو ممكن اسألك أنت ومالك انفصلتوا ليه ؟ دا انتو كنتو بتحبوا بعض ؟
لتقص عليه خديجه ماحدث بينها وبين مالك وسبب انفصالهما
-تعرفي ياخديجه عمري ماكنت أصدق انك ومالك يحصل بينكم كدا .
-نصيب نعمل أي
-لسه بتحبيه ياخديجة ؟
سؤال طرحه أيمن عندما رأى الحزن البادي عليها .
-ياريتني اعرف ابطل احبه .
انتهى الغداء مع ايمن وأولاده وعادت إلى المنزل وما أن فتحت باب شقتهم حتى وجدته أمامها .
-مالك ؟!
(بقلم رشا عبد العزيز)
•تابع الفصل التالي "رواية أصفاد الحب" اضغط على اسم الرواية