رواية أحفاد المعز الفصل الثالث عشر 13 - بقلم زينب محروس

   

رواية أحفاد المعز الفصل الثالث عشر 13 - بقلم زينب محروس

الفصل الثالث عشر
                                        
                                              
- هو أنت ممكن تتجوزني! 



تخشبت الكلمات على شفتيه، فقد اندهش بشدة من سؤالها المُفاجئ، ف تنفس بعمق و قال: 



- بصي هو أنا مش برفضك، بس أنا حالياً مش عامل حسابي على حاجة زي كدا، سواء اني اتجوزك أو اتجوز غيرك، بالإضافة لإنك كمان معتقدش إنك جاهزة للجواز دلوقت. 



أوضحت له دينا مقصدها: 



- أنا مش بطلب ايدك يا مستر، الفكرة إن دي حاجة من ضمن المشاكل اللي عندي. 



قطب ما بين حاجبيه و قال: 



- مش فاهم حاجة. 



- بص يا مستر ماما من يوم ما شافت حضرتك و هي مصممة اني اتجوزك، معرفش ليه مصممة على كدا، و أنت طبعًا عارف إني على خلاف مع ماما بسبب أسلوبها و تعاملها معايا، أنا بقي اليومين اللي فاتوا مكنتش حابة اتكلم معاك عشان محدش يفهمنا غلط زي ماما. 



- طب و إيه اللي اتغير؟ 



تنهدت حزنًا و قالت: 



- اللي اتغير اني عايزة افضفض و اتكلم مع حد، زهقت من كتر ما بتكلم و اشكي همومي للورق. 



سألها فارس باهتمام: 
- هي والدتك بعيدة عنكم اوي؟



أغفلت بعينيها  ثم قالت بزفرة من الهم: 
- بقت بعيدة عننا اوي، مكنتش كدا بس من وقت ما بابا مات و هي اتغيرت لما نزلت سوق العمل، اهم حاجة بالنسبة لها لبسنا و شكلنا الخارجي بس مش مهم احنا حاسين بإيه، ماما مكنتش بتسيب ركعة حاليا مبقتش تصلي غير في رمضان، الدنيا قست عليها يمكن بس أنا مش لاقية مبرر لتغيرها الجذري ده.



- طيب و ليه أنتي متحاوليش تقربي منها. 



- معندهاش وقت عشان نتكلم معاها، دا ابسط حاجة المفروض تحصل إننا نتلم وقت الأكل و دا مبيحصلش، عايشين على الدليڤري أنا و دعاء. 



سألها فارس: 
- مين دعاء؟



تلوى ثغرها ببسمة ساخرة و قالت: 
- أختي اللي بردو معرفش عنها حاجة.



تشدق مستغربًا: 
- طيب ايه الحاجز اللي بينك و بين أختك عشان تبقوا بُعاد كدا مع إنكم عايشين في نفس البيت.



- مش عارفة.



سألها فارس بترقب: 
- ممكن أسألك سؤال؟



- طبعًا اتفضل؟ 



تلفظ بحذر: 
- مين البنت اللي كنتي بتكلميها بضيق في السنتر؟؟



امتعض وجهها و قالت: 
- دي الزفتة خلود.....كانت أقرب صديقة ليا من لما وعيت على الدنيا، و من سنتين كدا بدأت تجر رجلي و عرفتني على شاب، في الوقت ده أنا كنت فاقدة للاهتمام و الاحتواء ف الشخص دا كان بالنسبة لي كتعويض عن الحنان و الحب اللي ناقصني......لحد ماعرفت إنه مرتبط ب بنات كتير غيري و هنا بقى قررت انفصل عنه بعد خناقة كبيرة معاه، و طبعًا كانت خلود على علم بكل حاجة، و كانت هي المحطة الأخيرة للثقة بالنسبة لي.




   
شعرت بغصة مريرة في حلقها لتذكرها ما تعرضت له من خذلان، فقال فارس بنبرة من الاهتمام يشوبها القلق: 
- أنتي كويسة يا دينا؟؟ 



تأخرت فى ردها عندما أجابته: 
- كويسة، كويسة......المهم بقى بعد ما انفصلت عن الشاب ده، حاول يتواصل معايا كتير و أنا كنت بصده، لحد ما خلود اخدتني معاها على أساس هتزور واحدة صاحبتها، و بالفعل دخلنا البيت كانت موجودة فيه بنت أصرت علينا نشرب عصير، و بعدين البنت اختفت و خلود قالتلي هنده هشوف صاحبتي اتأخرت كدا ليه في المطبخ، و هنا ظهر اللي ما يتسمى و قبل ما استوعب أي حاجة كنت فقدت الوعي. 



هنا اتسعت حدقتي فارس بصدمة، لتقول دينا سريعًا: 
- متقلقش محصلش حاجة، في شاب تاني انقذني.



تنفس الصعداء، و سألها بفضول: 
- مين؟



- كان واحد صاحب المخفي اللي كنت مرتبطة بيه......هنا بقى الثقة انعدمت في كل الناس....... لحد ما حضرتك ظهرت.



                               *******



كانت أروى تجلس مع عمتها، بعدما اطمئنت على والدتها التى مازالت في ثبات من وضعها الصحي، بادرت عمتها تسألها باهتمام: 
- هتعملي ايه دلوقت يا أروى بعد ما باسل عرف إنك مراته؟؟ 



أجابتها أروى بكره جام: 
- الخطة نفسها هنتقم منهم، هوجع قلبها على ابنها بعد ما هكسر قلبه مرتين مرة لما اكسر ثقته في أمه، و المرة التانية لما اخليه يحبني و اسيبه. 



أمسكت عمتها بيدها و قالت بخليط من الحزن و القلق:
- باسل ملهوش ذنب باللي سميرة عملته يا أروى، أنا عارفة يا حبيبتي إن أنتي أكتر واحدة اتظلمتي لما خسرتي ابوكي، و قلبك اتكوي على أمك في نفس الوقت.



تعكرت عيني أروى بدموع حارقة قد سالت على وجنتيها، و نطقت ضاغطة على مخارج الأحرف:
- اسمها خسرتك ابوكي، و كوت قلبك على أمك، أنا سميرة دي هعيش عمري كله بكرها، و دايمًا هتمنى لها السوء، حسبي الله و نعم و الوكيل فيها.



- بس باسل ملهوش ذنب! 



هتفت أروى بتعبير عن ما يعتمر في صدرها من ألم هالك:
- و أنا كان ذنبي ايه! كان ذنب أبويا ايه يا عمتي! ذنبي ايه عشان تحرمنى حبهم و حنانهم! كان ذنبي ايه عشان اتجوز واحد مفكرش حتى إنه يشوف مين عروسة الغفلة اللي اتجوزها! كان ذنبي ايه عشان أعيش خدامة في بيت جوزي! كان ذنبي ايه عشان أتذل و اتهان كل يوم! كان ذنبي ايه؟؟؟! 



اجهشت في البكاء، لتبكي عمتها وجعًا عليها، ثم احتضنتها و هي تمسح على ظهرها ب رفق و حنو، و تهمس لها: 
- دا نصيب و مكتوب، مقدر و مكتوب، ربنا هيعوضك، ربنا هيعوضك و هتنسي كل الوجع ده.....قولي يارب، قولي يارب.



                               ******
إطمأنت و استوطن الأمان قلبها، أحست ب فارق كبير بعدما تحدثت إليها، أن يكون لديك شخص تشكو إليه همك، و يبدلك قسوة الحياة ب حنوه، هو شعور رائع بل يفوق كل ما هو جميل. 




        
          
                
كانت تسير و الابتسامة لا تفارق وجهها، و تلك اللمعة التي باتت تُعرض مأخرًا على حدقتيها، ف كان حذائها يصنع صوتًا ذي وتيرة واحدة جاذبًا إليها الأنظار، و من ثم توقفت لتلتفت قائلة: 
- أتمنى متكونش هتقول حاجة تضايق. 



ضحك حسام و قال مشاكسًا: 
- أمنية غير موفقة، عشان هضايقك فعلاً. 



ابتسمت بخفة و قالت: 
- عمومًا مزاجي حلو، ف مش هتقدر تضايقني، ها بقي عايز ايه؟؟



- يارب دايمًا مبسوطة.
تمنى لها السعادة، ثم ضيق حدقتيه قائلًا بتمعن: 
- بقينا معارف و لا لسه؟؟ 



فعلت مثله قائلة بخفوت: 
- بقينا معارف، عفوت عنك.



قهقه بشدة و قال: 
- طب الحمدلله.



رمقت ساعتها اليدوية بنظرة سريعة و قالت بجدية: 
- قول بقى عايز ايه بسرعة عشان امشي، و إلا هخرجك من دايرة المعارف.



لوح بيده علامة على رفض، و قال سريعًا: 
- كنت هسألك أنتي هنا بتعملي ايه؟ عند فارس؟ 



أماءت برأسها مؤكدة، فاندفع قائلًا باندهاش: 
- قولي و الله! فارس اللي هو ابن عمي!



قطبت حاجبيها و قالت: 
- هو انت مستغرب ليه؟ ما أنا كنت معاه في المستشفى لما أنت كنت تعبان أنت و فداء، ايه الجديد! 



قال حسام موضحًا:
- الجديد في الموضوع إن حسام عمره ما بيكلم بنات و لا بيصاحب، و متشدد اوي في النقطة دي، لكن انتي بشوفك معاه من غير صلة قرابة! ......هو في بينكم حاجة؟ 



أجابت سريعًا بالنفى: 
- لاء لاء مفيش حاجة و الله، دا المستر بتاعي مش اكتر.



أطال النظر إليها، ف لم يكن جوابها مقنعًا بالنسبة له، لتتحرك قائلة: 
- مش فاضية لك، سلام.



بعدما تخطته اوقفتها كلماته عندما قال: 
- على فكرة الحجاب حلو عليكي، مُبارك عليكي.



الفتت إليه و قالت ب حبور: 
- الفضل يرجع ل مستر فارس.



تركته و غادرت ليهمس لذاته قائلاً: 
- ابصم بالعشرة إن في بينكم مشاعر، حتى لو لسه متعرفوش بس هتبقوا لبعض في الآخر. 



في المساء، كان باسل في غرفته يعمل على حاسوبه، عندما جاءت إليه وفاء قائلة: 
- الحقنا يا ابني بسرعة. 



سألها بدوره قلقًا: 
- في ايه يا مرات عمي؟ حد حصله حاجة؟



- أروى أروى يا ابني.



هب من موضعه كمن لدغته حية، و لم ينتظر حتى تخبره ما بها، و إنما كان يهرول إلى غرفتها، حيث أنه كلما تقدم من غرفتها وصل إلى سمعه صراختها الفازعة ل قلبه، دلف إلي الغرفة ليجدها تنزوي بنفسها في إحدى أركان الغرفة و تهز رأسها و تبكي بشكل هستيري، و تشاور بيده و هادرة: 



- ابعدوا عني، ابعدوا عني، معملتش حاجة أنا معملتش حاجة. 



ركض إليها باسل ليحتضنها قائلاً: 
- اهدى يا أروى، اهدى يا حبيبتي، مفيش حاجة. 




        
          
                
نظرت إليه و قالت بهلع: 
- هيقتلوني، عايزين يقتلوني. 



سألها باستغراب: 
- هما مين؟؟ 



ازدادت حركة رأسها و قالت: 
- معرفش.......معرفش.



حملها خارجًا بها من الغرفة، و هي تحتمى به خوفًا من هؤلاء اللائي لا يراهم أحد سواها. 



خرج من غرفته بعدما غطت هي في نوم عميق، ف بصعوبة قد جعلها تهدأ و تستكين بين أحضانه، بادرت وفاء بسؤاله: 
- نامت؟؟ 



أجابها بشرود:
- ايوه. 



سألها باسل بترقب: 
- هو لو حد راح المقابر بالليل ممكن يتلمس؟؟ 



أجابته تلقائيًا: 
- ايوه، وارد جدًا.



ران عليهم صمت خفيف قطعته وفاء بسؤالها: 
- هي أروى زارت المقابر بالليل و لا ايه؟؟ 



أماء برأسه قائلاً:
- ايوه و أنا كنت معاه، و لما رجعنا من هناك شافت حاجات أنا مش بشوفها و دلوقت انتي شوفتي كانت بتعمل ايه! 



- يبقى لازم نشوف شيخ يا ابني في أسرع وقت.



تنهد باسل قائلاً: 
- أنا هتصرف يا مرات عمي، متقلقيش....ادخلي انتي نامي و الصبح إن شاء الله أنا هشوف شيخ. 



استيقظت أروى في الصباح الباكر، لتجد نفسها في غرفة باسل، الذى كان نائمًا على تلك الأريكة السوداء بعد رحلة طويلة من التفكير في وضعه الحالي و ما قد ألت إليه الأمور مع أروى. 



ظهرت بسمة خبيثة على زاوية فمها، ثم نهضت لتدفع بيدها إحدى الكتب عن المنضدة، ليستيقظ باسل على صوت ارتطام الكتاب أرضًا، لتقل أروى سريعًا بأسفٍ زائف: 
- أنا آسفة قلقتك من نومك. 



ابتسم لها قائلاً: 
- و لا يهمك يا أروي....المهم طمنيني أنتي كويسة؟



قطبت حاجبيها باستغراب و قالت: 
- الحمدلله كويسة، هو حصل حاجة و لا ايه؟ هو صحيح أنا جيت اوضتك ازاي؟



سألها بترقب: 
- أنتي مش فاكرة ايه اللي حصل بالليل؟؟ 



تصنعت النسيان و قالت: 
- ايه اللي حصل؟ أنا فاكرة إني روحت اطمنت على فداء و رجعت نمت في اوضتي. 



استوى على قدميه ذاهبًا إليها مردفًا بحنو:
- محصلش حاجة، أنا اللي جبتك تنامي هنا، و بعد كدا هنفضل في الأوضة دي سوا، و لا عندك مانع؟



حركت كتفيها و قالت بسعادة مصطنعة: 
- و لا اي مانع، اللي أنت عايزه يا بيسو. 



مسح على رأسها بحب و حنان قبل أن يسألها بترقب: 
- مقولتليش مين الدجال اللي ميار عملت عنده العمل؟ 



كانت تنتظر هذا السؤال بفارغ الصبر، لذلك ما كاد ينتهي من النطق به حتى بدأت تسرد عليه تلك التفاصيل الهامة التى سوف تتم بها مخططها. 




        
          
                
                             ******
أوشكت على الشمس على الغروب، بعدما تركت خلفها حقيقة هادمة لذلك الشاب الذي لما يفعل في حياته شيئًا سوى الإصغاء ل والدته،التى أودت به إلى الهاوية. 
عادي باسل إلى القصر، و تحديدًا إلى غرفته حيث كانت أروى ترتب ملابسها في خزانتهما المشتركة.



كان حاملًا معه زجاجتين من الميه، التفتت إليه أروى عندما سمعت صوت خطواته، و اقتربت منه و هي تقول بترحاب شديد: 



- أهلًا يا بيسو، كويس إنك رجعت، تحب تيجي معايا نزور بيت خالي؟؟؟ 



سألها باسل ب وجه جاهم: 
- مين موجود في مصر من عيلتك؟ 



أجابته بجدية و هي تحاول إخفاء حزنها: 
- خالي رمزي، و عمتى أروى، و.......



عندما صمتت سألها بترقب: 
- و مين؟؟ 



أجابته أروى: 
- و ماما، بس ماما في غيبوبة بقالها سنتين و نص، من لما بابا مات. 



اتسعت حدقتيه بصدمة مرددًا: 
- هو والدك مات!! 



حركت رأسها مرات متتالية بتأكيد، ف سألها باسل مستفسرًا: 
- ازاي؟ كان تعبان؟ 



تمعنت النظر في حدقتيه و هي تسأله: 
- هتصدقني لو قولتلك السبب الحقيقي؟!!! 



ابتلع تلك الغصة في حلقه، و قال بتوجس: 
- أكيد هصدق.



ران عليهم صمت ثقيل قطعته أروى عندما ألقت عليه تلك الصاعقة دون أن ترأف بحالته، فقالت: 



- أمك السبب، مدام سميرة. 



لم يعد يثق بقدميه فقد تخونه في اللحظة القادمة، و لذلك فقد تحرك على الفراش، ليجلس و هو يتذكر حديثه ما ذلك الدجال، الذي جعل ثقته ب والدته قد انحصرت في زاوية صغيرة بداخله، هو بذاته لم يعد قادر على إيجادها.



تقدمت إليه لتضرب على الحديد و هو ساخن: 
- و هي نفسها والدتك اللي دمرت حياتي، و هي نفسها السبب في إن عيلة المعز تتفكك، و كل واحد ينعزل بأسرته، و اللي طلق مراته، و اللي عاش مجبر عشان خاطر عياله.



أجفل بعينه قبل أن ينطق قائلًا بتوهان: 
- ممكن تخرجي و تسبيني لوحدى!! 



سألته باهتمام لم يكن زائف: 
- انت كويس يا باسل؟؟! 



شرع إليها لتتقابل أعينها ب خاصته التي قد تعكرت بعبرات، قد نُزفت من قلبه قبل عينيه، و للصدق هي لم تكن ترغب في رؤيته بتلك الحالة، و لكن رغبتها في الانتقام كانت أقوي من حبها له، فجلست بجانبه و هي تمسح على ظهره ب حنو و قالت: 



- لاء مش هسيبك لوحدك، بس لو مش حابب إن اتكلم خلاص مش هتكلم بس هفضل معاك. 



قلة من الدقائق قد مرت عليهما، هو واضعًا وجهه بين كفيه، و هي تمسح على ظهره بحنان، لكن ذلك الوضع لما يدم طويلًا حيث تناهي إلى سمعهما صوت نقاش حاد. 



كان يعرف ذلك الصوت تمام المعرفة، استوى سريعًا على قدميه و تحرك للخارج و من خلفه أروى.



كان يحدث في بهو القصر، أن تقف وفاء و تقابلها سيدة في منتصف عقدها الخامس، و لكن من يراها يجزم أنها لم تكمل الثلاثين من عمرها، فكانت تضع مساحيق التجميل بشكل يليق بها و يزيد من ملامحها جمالًا، و ترتدي بدلة رسمية خاصة بالفتيات و بجانبها حقيبة سفر كبيرة......و لم تكن تلك السيدة سوى سميرة تلك الفاسدة الظالمة، التى تعصف بالجميع دون أن تعبأ بأحد. 



تحدثت سميرة بعنجهة و كبر و قالت: 
- زي ما فرقت الأخوات زمان، هفرق ولاد العم دلوقت، بس بعد ما هاخد حقي و حق ابني.



كانت غافلة عن ذلك القلب الذي حطمته بحديثها، فها هي الملاك تظهر وجهها الشيطاني الآخر، الذي اخفته عن طفلها كل تلك السنوات، و كانت كالحية تبث فيه الكره و الحقد لأولاد عمه. 



ردت عليها وفاء و قالت بحزن: 
- حرام عليكي ابنك، حرام عليكي تظلميه و تخليه يعيش كل عمره وحيد بسبب الكره اللي مسيطر عليكي.



سميرة بتهكم: 
- اهو أنتي بلسانك قولتي إنه ابني، ف أنا حرة امشيه و اخليه يعمل اللي أنا عايزاه، و يعيش بالطريقة اللي تعجبني، ملكيش دعوة. 



وفاء بحزن: 
- مفكرتيش رد فعله ايه لو عرف حقيقتك و حقيقة اللي عملتيه فينا زمان، و لا لو عرف اللي عملتيه في مراته و عيلتها! 



عبس وجه سميرة و قالت بتخبط:
- و أنتي عرفتي منين إنه متزوج!! و لا تعرفي عيلة البنت دي منين! 



وفاء بتهكم: 
- بدل ما تسألي على أروى، فكري كويس في ابنك اللي هيتدمر بسببك! 



سميرة بعصبية: 
- مليكش دعوة ب باسل، و متجبيش سيرة الزفته مراته دي تاني، أنا اللي جوزتهم و أنا اللي طردتها من البيت و أنا زي ما قدرت أذلها و أذل عيلتها  و أهدهم، قادرة دلوقت بحركة صغيرة اعمل في ابنك و بنتك نفس اللي عملته مع أروى، ف لو خايفة على عيالك أمشي من القصر.



جلس باسل أرضًا و قد انسابت الدموع على خديه، ف جاورته أروى و هي تقول حزنًا على حالته: 
- ارجوك يا باسل بلاش تعمل في نفسك كدا...... أنا مش قادرة اشوفك كدا.



نطق بجفاء: 
- يبقى سبيني و أمشي.



ردت عليه رفضًا: 
- ايه اللي أنت بتقوله ده، لاء طبعًا مش هعمل كدا.



شرع برأسه إليها و سألها بترقب و ألم:
- أنتي دخلتي القصر ليه يا أروى؟ كنتي جاية عشان تنتقمي مني صح؟؟؟ 



أشاحت ب نظرها بعيدًا عنه لتتهرب من نظرة العتاب الخاصة به، ف تلوى ثغره ب بسمة جانبية تجمع بين السخرية و الانكسار و الألم، ل يتشدق مردفًا: 



- أنتي طالق يا أروى. 



اتسعت حدقتيها صدمةً لما قد وقع على سمعها.......



يتبع...........
 


        

تعليقات