رواية عشقت فتاة المصنع الفصل العاشر 10 - بقلم صفاء حسني

 رواية عشقت فتاة المصنع الفصل العاشر 10 - بقلم صفاء حسني 

عشقت فتاة المصنع الكاتبة صفاء حسنى 
الفصل العاشر 
بدت تفوق زينب بعد وقت، عيونها تتسع من الرعب والخوف، تتنفس بسرعة وتتحرك بعصبية:
- أنا فين؟!

الممرضة حاولت تهديها بصوت هادي:
- متخفيش... إنتِ في أمان... حمد الله على السلامة.

زينب رفعت عينيها ونظرت لجسمها، لاحظت زرعها مكشوف والبادى مقطوع، وصرخت:
- إزاي في أمان؟! دراعي مكشوف... أنتم تابعين ل  جاسر صح؟! عملتوا في أيها... حد يلحقني يا رب... ساعدني...

بدأت تحاول تتحرك بسرعة، يدها ترتجف. فجأة، سمعت صوت خطوة قوية خلفها، رنت اسمها:
- يا... إنت سامعني؟

كان زياد واقف عند الباب مع الدكتور، سمع صوتها الرعبي ودخل على الفور. عينيه كلها خوف وقلق:
- زينب... هدي أعصابك... أنا هنا... مفيش حد هيأذيكي.

زينب نظرت له بعيون مليانة دموع وخوف، جسمها يرتعش:
- أنت... كنت فين ...؟

زياد اقترب منها بهدوء، ماسك يدها بحنان:
- أنا موجود ... وا هحميكي... إهدئي... كل حاجة تحت السيطرة.

بدأت زينب تحس ببعض الأمان، رغم الرعشة اللي لسه مسيطرة على جسمها، بس صوت زياد وكلامه البسيط خلى قلبها يرتاح شوية.

أنا كنت معاكى كل خطوة 
---

زينب بصّت له بعينين مليانين دموع:
– تحمّني… والا تخليني أعيش إحساس كل بنت؟! حسيت إني ضايعة… كنت ممكن يتعمل فى زى البنات ! كنت ممكن أي حاجة تحصل!

زياد ماسك يدها بإحكام:
– أنا فاهم شعورك… لكن كنا معاكي في كل لحظة، من إسكندرية للقاهرة.

زينب شهقت:
– يعني أنا كنت في العربية معاهم من إسكندرية للقاهرة وتقولي إنّي كويسة؟ ولو حد قرب مني، أو كشف جسمي، أو صورني… فين الأمان ده يا حضرة؟!

بدأ زياد يوضّح لها بهدوء:
– يا بنتي… افهمي… الجهاز ده مش لعبة، ده فيديو بيصور أي حاجة وبنسمعها صوت وصورة… وكنت متابعك… وبعت واحدة عملت نفسها عاملة وفوقتك قبل ما جاسر يقرب منك.

زينب صرخت:
– وإيه يضمنلي إنك صادق في كل كلمة؟ مش ممكن تلعب بيا!

ضحك زياد بسخرية، وعيونه مليانة دفء:
– ومش ممكن… أنتي كمان معهم وبتلعب معانا؟ شفتك وانتي بتتكلمي مع ظاظا، والقلوب طالعة من عيونك صح… وكل توترك ده عشان شفت حبيبي القلب… وبتلخوش عشان متكمليش.

زينب هزت راسها بعناد:
– فعلاً… مش هكمل… شوف غيري أو أتصرف… إنت بعيد عني… مفهوم؟ كفاية أوي كده!

زياد ماسك زينب من درعها بعنف لكنه متحكم في صوته:
– دخول الحمام مش زي خروجه… وبت زيك مش هتبوظ شغلي! مفهوم؟
– ليه بتهربي من ظاظا ده؟ وليه اتخنقتي لما شفته؟
– آنتي مش صريحة معايا… سألتك قبل كده: حبيتي قبل كده؟

زينب صرخت بعنف، عيونها مولعة بالغضب والصدمة:
– حب إيه وكلام فارغ إيه!
– إنت فاكر أنا مش عاوزة أكمل عشان بحبه؟ لأ ياباشا… مش عاوزة أكمل عشان ميِتسجنش المرة التانية بسببي!
– ولو حصل… وبقي مجرم… يبقى السبب عليكم أنتم!

زياد صمت للحظة، صوته أصبح أهدأ لكنه لا يزال حازم:
–انا مش  فاهم منك حاجه… بس أنا مش هسيبك الا أم فاهم 

زينب تنهدت بقوة، لكنها ما زالت متوترة:
– بس أنا… أنا مش عايزة اتكلم  والا حد يتحكم في حياتي…

زياد اقترب منها شوية، ماسك يدها بحذر:
– ومحدش هيسيطر عليك… غيري أنا ، مهما حصل. بس كونى صريحة معايا 
زينب حاولت تبعد يديها، لكن صوتها ارتجف:
– وبعدين؟ لو قلتلي الكلام ده…  هصدقك؟

زياد بخفة دم وحب ظاهر في عيونه:
– صدقي أو ما تصدقيش… المهم تعرفي الحقيقة. أنا موجود دلوقتي، ومش هسيبك لأي حد يلحقلك أذى.
زياد شاف العناد في عيونها، وابتسامة صغيرة ظهرت على وشه، لكنه كان جاد:
– طيب… أنا مش هضغط عليكي. بس عايزك تعرفي حاجة… أنا كنت موجود دايمًا، وكل خطوة كنت متأكد إنك هتكوني بأمان… 
زينب تنهدت بعمق، دموعها بدأت تنزل ببطء، لكنها بقيت عيناها مركزة عليه، تحاول تستوعب:
– يعني… مهما  حصل… هتحميني؟

ابتسم زياد بابتسامة دافية:
– أيوه… كل حاجة. حتى لو مش فهمتيها دلوقتي، هتشوفي قد إيه كنت حريص عليكِ من ورا الستار.

زينب كتمت أنينها، وقلبها بدأ يهدأ شوية، لكن صوتها كان مازال مليان توتر:
– وبعدين… إيه اللي هيحصل دلوقتي؟ أنا مش عايزة أي حد يقرب مني.

زياد اقترب منها خطوة بخطوة بهدوء:
– دلوقتي… نبدأ صفحة جديدة، من غير خوف، من غير أي تهديد… كل اللي عليا أعدك بيه، أمانك هو الأولوية.

عايز تعرف ايه؟ تعرف ايه رغم إنك ممكن تعرف كل حاجه عنه. ضحكت بسخرية: "أكيد عملت تحريات وعرفت كل حاجه، صح؟"

تنهد زياد: "أكيد عرفت، لكن عايز اعرف منك كل حاجه."

قطع حديثهم تليفون من بنت من المصنع. سمعت زينب تليفونها بيرن، جابته الممرضة لها من الجاكت.

ردت زينب:
– أوي يا سمر.

ابتسمت سمر:
– يعني طلع كلامه صح، انتي بخير وهو انقذك.

استغربت زينب وهى تنظر لزياد وسألتها:
– تقصد مين الا انقذني؟

شاور زياد تفتح الاسبيكر. وفعلًا فتحت وسمعت سمر بتقول:
– صاحب المصنع، أستاذ عصام، وقت ما وصلنا كان موجود، وسألنا عن نقل الإدارة بتوكيل بتاعه من محمد لينا، واستغرب. ولما حكينا له إيه حصل، طلب منى نختار حد يتابع معه، وكنا مختارينك، لكن لم نسمع صوت صرختك، خوفنا عليك. وقتها رشح الست سعاد وطلع وراءك، ومن شوية اتصل بينا وطمنّي وطلب رقم تليفونك.

كانت مصدومة أنّه صاحب المصنع. طلب منها زياد تقفل المكالمة بسرعة.

ردت زينب:
– أنا كويسة وكويس ظهر صاحب المصنع، وأنا في المستشفى ولم أكن كويسة، هاجي.

قلقت سمر:
– طمنين في المستشفى ليه؟

كان أخد زياد منها التليفون وقفل الخط. وصرخ كمان صاحب المصنع:
– مش عارف ليه، حاسس إنك بتلعب بي. انطقي يا بت!

---

انصدمت زينب وصرخت:
– بقولك ايه! أنا والا يهمني ظابط ولا مجرم، أنا بايع الدنيا وما فيها!
– فأسلوب ظباط الشرطة ده معايا يجيب معاك عكسي، صدقني!
– فبرحة على نفسك عشان أفهم، لأن راسي وجعتني من كل المفاجآت ده!

طلب منها زياد بجدية:
– ابطلي الحبتين دول… واتكلمي… عايز أفهم كل حاجة.
– فاهمني… تعرفي ظاظا بتاعك ده من فين؟ وإيه اللي حصل عشان يدخل السجن؟ وليه مامتك دخلت السجن بتهمة الاتجار بالأعضاء؟

انصدمت زينب، عيونها اتسعت وصرخت:
– إيه!؟ ماما بريئة!

وقفت فجأة… اتبلت على نفسها من شدة الخوف والصدمة، وقلبها كان بيدق بسرعة. كل حاجة حواليها اتلخبطت، دموعها بدأت تنزل، وصوتها اتقطع من الرعب.

زياد لاحظ صمتها الطويل وخوفها، واقترب شويّة وقال بهدوء:
– عارفة إن الموضوع صعب… بس محتاجة تحكيلي كل حاجة، كل تفصيلة… عشان أفهم وأقدر أحميكي.

زينب تنهدت بعمق، لسه مرعوبة، بس قررت تبدأ تحكي…
– كل حاجة… من أول ما ظاظا دخل حياتي، لحد ما مامتك اتحطت في السجن… وكل اللي حصل…

بدأت بالكلام بصوت متهدج، لكن واضح إنها بدأت تواجه الحقيقة، وكل كلمة كانت بتنزل كأنها تخفف شوية من ثقل الخوف اللي جواها.

---
زينب تنهدت بعمق وبدأت تتكلم بصوت مرتجف:
– أنا كنت عايشة أنا ومامي في محافظة المنصورة… ومامي كانت شغالة ممرضة. بعد ما بابا مات، كنا في دار أيتام… النظام هناك كان بيهتم بالأطفال… بيجيبوا لهم تعليم، أكل، شرب… وقت ما مامي كانت في شغلها، كنت بنام في الدار…

وقفت شويّة، دموعها بدأت تنزل، ثم تابعت:
– مامي كانت دورها كبير في عمارة فيها أربع شقق… مكان للنوم، للتعليم، وللترفيه… وكان في ناس بتيجي تساعد وتتبرع للدار.

زياد واقف جمبها، صامت، مركز على كل كلمة بتقولها، عارف إنها هتكشف له جزء من ماضيها اللي مألمها.

زينب استجمعت نفسها وأكملت:
– يوم من الأيام، جه واحد من بلد… وشاف ولد عندنا اسمه جرجير، كان شبه ظاظا… كانوا توأم في الشكل… لكن ظاظا كان هربان من أهله… أو ضايع… مش فاكرة… شافوه في الشارع وجابوه للدار… لكن لما الرجل الكبير ده جه، خدوا جرجير… كنا فاكرين حد هيتبناه ويعيش معاه… لكن للأسف، خدوه عشان يموته…

صدمة الموقف كانت واضحة على وشها، وعيونها مليانة دموع، وصوتها اهتز من الألم.

زياد ماسك يدها بهدوء وقال:
– فهمت… ده كان جزء كبير من حياتك… واللي حصل لجَرْجير… ده فعلاً صدمة…

زينب نظرت له، وعينيها مليانة حزن وصدمة:
– كل اللي حصل بعد كده… كل حاجة… كانت بداية لعالم كله خوف… كل حياتي اتغيرت بعد اليوم ده.

زياد نظر إليها بجدية وسألها:
– عايزك تكلمي بصراحة… مات جرجير إزاي وليه اسمه جرجير، وإيه اسمه الحقيقي؟

زينب تنهدت ببطء، وعيونها مليانة دموع:
– أطفال الدار سموه جرجير… عشان كرتون ظاظا وجرجير… وكانوا شبه بعض في كل حاجة، لكن في نفس الوقت مختلفين.

صوتها ارتجف وهي تتابع:
– وقت ما أخدوا جرجير… ظاظا انهار… كان بيشتاق له… وطلب من مامي تعرف أي حاجة عنه… مين اللي أخده… لكن المفاجأة… إنهم أخدوه  وباعوا  عشان ينقذوا روح … ابن الناس الكبيرة كان محتاج كلية… وكان عايش على واحدة بس، وفيها مشاكل…

زينب توقفت، نظرت لزياد بعينين مليانة حزن:
– واختاروه لأنه كان أكتر واحد فينا صحته كويسة…

كان قلب زياد بيتفطر وهو سامعها، والدموع بدأت تلمع في عينيه من قسوة اللي حصل، لكنه فضل ساكت يسمع كل كلمة.
طلب منها زياد برجاء:
– كلمي… كملّي إيه إللي حصل.

تنهدت زينب وقالت:
– لما ماما بحثت وعرفت ده… وقتها خافت علينا من الدار، وكمان خافت على باقي الأطفال، فاتفقت معانا إن نحاول نساعدهم يخرجوا من الدار. وفعلاً قدرنا بمساعدة ظاظا، وماما أخدتنا على بيت في البلد، وطلبت من ظاظا ياخد باله مني لحد ما تنقل أوراقها ونسافر مكان تاني.

– وفعلاً كان بيهتم بينا ظاظا، لكن الأكل والشرب اللي في البيت خلص، وماما اتأخرت بدل اليوم عشر أيام أو أكتر، وإحنا عددنا كبير وقتها. عمل اتصال ظاظا بولد كان بيلعب معه من سكان العمارة، وعرف منه إن الدار اتشمعت واتقبض عليهم بتهمة الاتجار.

– وطبعاً الناس انتقموا واتهموا ماما إنها معهم وبتساعدهم لأنها ممرضة، واتسجنت ماما فترة التحقيقات.

– ووقتها ظاظا خرج يشتغل هو وبوجي، وأولاد تأنى كان كلهم أعمارهم من 10 لـ 12 سنة، اشتغلوا في الأرض الزراعية مع الفلاحين عشان يطلعوا ليهم قرشين، وفهمهم إن إحنا كلنا إخوات، وكلنا عملنا وشم عشان يصدقوا.

– وفي يوم، أخوي كان جعان، وكان باقي الأطفال وأتأخر ظاظا… وكان رجل بتاع حلويات موجود في المكان. إحنا طلبنا منه كنافة أو بسبوسة أي حاجة لحد ما ظاظا يرجع.

– زعق فينا وقال: "أنتم جيش! ولو حطيت المحل كله مش هتشبعوا… امشوا من هنا!"
– وقتها الأطفال وأنا بتكلم معه وبترجّاه: "والله يا عم مش عاوزة كتير، هات كيلو بس، وأخويا الكبير يديك حقه لم يرجع".
– زعق وقاعد يبعدني عن المحل.

– بقي إخوتي ومنهم أخوي سرقوا صنية كبيرة وجريوا بيها على البيت… لمّا رجع عرف الرجل وبلغ الشرطة.
– وقتها ظاظا رجع وعرف باللي حصل، واتهم نفسه هو وبوجي، وأخدوا ظاظا كمان… وبعد كده بقي الأطفال، كل واحد من الخوف اتسجن، فهربوا… وهربت معهم أنا وأخوي، وركبنا القطر.

– فضل ماشي بينا أنا وشوية بنات. أم الأولاد، كل ما يشوفهم الرجل، إلا بيلم التذاكر ويزعق فيهم وينزلهم.
– ولما وصلنا اسكندرية، كان اتفرقنا نصفين أو أكثر… يعني هربنا من قلوب ميتة، خوفنا على أرواحنا، ووقعنا في التشرط والجوع.

– لما نزلنا اسكندرية أنا والبنات وأخوي، سالنا على شغل واشتغلنا في المصانع… من مصنع لمصنع، وأجرنا شقة نعيش فيها، وقسمنا الراتب على الإيجار والأكل.

– وبعد كده بسنتين، أمي وصلت لينا… كنت بقيت عندي 14 سنة، وأخوي في سن المدرسة وكان كمان أكبر، لكن الحمد لله أمي اتقدمت لنا، وبدأنا في الدراسة… وأنا وأمي بنشتغل والبنات اتعلمت وقتها أحمي نفسي.

– لكن للأسف الناس الوحشة بتاكل في الغلابة عشان هما مش بيشبعوا… ولو ظاظا بقي مجرم كبير، يبقي السبب إنكم حبستوا طفل عشان صنية كنافة!

تركها زياد ترتاح وخرج وهو متأثر، يكتم حزنه وقهره عليها، وبلع ريقه واتصل بمومن، إلا ماسك قواضي الاتجار.

كان مومن في العربية مع أبوه، وبعد كده وصلوا لمول يشتري سرير وعربية أطفال وكل ما يلزم.

رن التليفون، رد عليه مومن وهو سعيد:
– زياد حبيبي والله فيك الخير… بس عرفت من فين إن إيمان ولدت؟

شعر زياد بالإحراج، وصوته كان مكتوم من الحزن.

انتبه مومن وسأله:
– مالك يا زياد؟

تحدث زياد بحزن وقهر:
– إحنا شغلتنا إيه في البلد دي؟ ازاي سنين مش عارفين نمسك الشبكات… ازاي ناس معروفة واسمها كبيرة لكن خط أحمر من أي حساب… ونجري ورا فتيفيت لحم بيرمهم لينا عشان نفرح بيهم ونحس إن إحنا عملنا إنجاز… وكل يوم ورا يوم الجريمة بتكبر وبيكون أكتر شرسًا وبجاحة.

---

طلب منه مومن يهدى وطلب منه يحكي إيه إلا مضايقة، ولما سمع مومن اتأثر لإنه عاش المأساة دي وشاف الجريمة بعينه. وفعلاً، للأسف، الصغار هما اللي بيتمسكوا.

طلب منه مومن يهدى وقال:
– أنا بأحقق في القضية دي، وابعت للمنصورة وكمان للبلد اللي إنت قلت عليها… لكن لازم تتحكم في عواطفك. أنا عارف إنك متأثر من اللي عاشته زينب، زي ما اتوجعت من اللي عاشته إيمان.

وللأسف، اكتشفنا إن كلهم بيشتغلوا لمصالح بعض، سواء كان رجال دين أو يدعوا الدين، أو رجال سياسة، والضحية الناس البسيطة.

اقنع زينب تعرف إن كان عصام معهم أو لا، عشان هتستفيد كتير لو عصام كمان اتعاون معانا.

تنهد زياد وقال:
– في أمل، ولا في الآخر الرأس الكبيرة هتِهرب خارج البلد والشغل اللي يدفعوه التمن؟

•تابع الفصل التالي "رواية عشقت فتاة المصنع" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات