رواية مالكة قلب الزين الفصل التاسع 9 - بقلم ريشه ناعمه

 رواية مالكة قلب الزين الفصل التاسع 9 - بقلم ريشه ناعمه


❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊

المجلس الكبير – بيت الهواري

الصراخ خبط في قلب الدار زي الطلق الحي.
الهواري الكبير، جبل الهوارة، سقط على الأرض وسط رجاله، ووشه مائل، ونَفَسه متقطع.
العِمدة، الحاجات، الخُصوم، الكل وقف في حالة ذهول مرعبة.

زين جرى من الإسطبل، وليان وراه، ملامحهم متبدلة، والهوى حوالينهم تقيل.

خالد كان بيحاول يفوق الجد، بس الجسد مابيتحركش، وصدره بيعلو ويهبط كأنه بيودّع.

ليان ركعت جنبه فورًا، صوتها ثابت رغم الرعب:

"انقلوه جوّه، بسرعة" 

رجالة البيت اتحركت، وزين شايل جده رغم إصابته، ونظراته نار على وشوش الكل، وكأنه بيقول:
"حد لمسه؟! حد أذاه؟!"

تم نقله على السرير العتيق جوه غرفته، وليان جابت سماعتها من شنطتها، وبدأت فحص سريع.

كل حد واقف على أعصابه.

محمد الهواري دخل، صوته متوتر:

"ليان…"

"متكلمنيش دلوقتي."

صمت تام.

ثواني…
وبعدين:

"فيه جلطة… ناتجة عن توتر ضغط دم مرتفع فجأة.
 محتاج يروح المستشفى فورًا، لكن حالته مستقرة مؤقتًا.
بس أنا لازم أعرف… حصل إيه؟
مين كان بيكلمه؟
مين زوّده توتر؟!"

فيه نظرات اتجهت ناحية سعيد الهواري، أبو يارا،
اللي كان واقف ملامحه جامدة، بس عينه بتزوغ.

زين بصله بقسوة:

"انت قلت له إيه؟"

سعيد رد بنبرة دفاعية:

"كنا بنتكلم في موضوع العيلة، وعِر**ض الناس، وحاجات تخص الد**م… ما قلناش حاجة غلط."

زين قرب منه، واللي حواليهم وقفوا يمنعوا المصيبة:

"قلتله إيه عن بنت عمي؟
عن ليان؟
قلتله إيه يخليه يقع كده؟!"

في اللحظة دي…
ليان بصّت لزين، وشافت الوش اللي ما شافتوش قبل كده.
وش المقاتل.
وش الأسد اللي بيغلي.
وش الراجل اللي مستعد يولّع الدنيا لو تقال على حبيبته حرف.

قالت بهدوء، وهي تحط إيدها على صدره:

"زين… سيبهولي.
أنا هرد."

سعيد قال بسخرية:

"وإنتي مين عشان تردي؟
يا بنت القاهرة، يا اللي معرفناش عنك غير من كام يوم؟
إنتي فاكرة نفسك مين فـ عِزّ الهوارة؟"

سكتت ليان لحظة، ثم بصّت لعيلة كاملة، وقالت:

"أنا ليان محمد الهواري.
حفيدة الهواري الكبير، اللي قلبه وقع لما عرف إن حفيدته بتتظلم منكم.
أنا الدم اللي ساكن هنا بس متربي في مكان أنضف من السُمّ اللي بتوزّعوه ببساطة.
أنا اللي ماعرفتش أجي هنا من سنين، بس أول ما جيت، شوفت الغيرة، وشوفت الزيف، وشوفت الطمع في قلوب ناس كانت المفروض تحميني."

زحمت الصمت بكلامها، وزين واقف، بيبص لها كأنها مالكة قلبه… فعلاً.

"أنا لو مش بنت المكان ده، ماكنتش هحس على الراجل اللي واقع قدام عيني وأخاف عليه أكتر من نفسي.
ولو مش جزء من تراب الدار دي، ماكنتش واجهت يارا بسكوتي، وسعيد بكلامي، والصعيد بعيني."

❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊

في جناح الجد – بالليل

الجد فوق السرير، مرتاح بعد ما نُقل مستشفى المدينة.

زين واقف عند الشباك، وليان جنبه.

قال فجأة:

"أنا مش هسكت.
أنا عاوز أقولها."

بصّت له، وقلبها خفق:

"تقول إيه؟"

"إني حبيتك.
من أول يوم…
من أول ما دخلتي بيتنا، بعين خضرا شافت فيا حاجة أنا نفسي ما شوفتهاش."

ليان اتفاجئت، صمتت لحظة، ثم قالت:

"وإنت مش خايف؟"

"أخاف من إيه؟
من يارا؟ من العيلة؟
من أبويا؟ من المجتمع؟
أنا ابن الصعيد…
بس عمري ما كنت عبد لعاداته لو هتخنق قلبي."

فجأة، صوت تكة الباب خبط.
الباب اتفتح، ويارا دخلت.

بس المرة دي، مش بهدوء، لا.
بنظرة مجنونة، فيها كره، فيها ندم، فيها نهاية.

"انتو الاتنين…
فاكرين إنكو كسبتوا؟
بس الصعيد… ما بيرحمش الخاين.
أنا كنت خطيبته، ولو مش رسمي.
كنت أولى بيه…"

زين قاطعها، وقال بجفاء:

"عمري ما كنت ليكي.
كنتِ حلم نفسك، مش حلمي.
وانتي عارفة."

يارا بصّت لليان… ثم خرجت بصمت قاتل، بس عنيها وعدت بانتقام.

❊❊❊ ريشة ناعمة ❊❊❊

بعد منتصف الليل

في جناح الجد، صوت جهاز القلب بيصدر نغمة منتظمة.

لكن فجأة…
صوت إنذار خفيف…
ثم ارتجاف في الشاشة.

ليان صرخت:

"زين! الجهاز!"

الجهاز بيعلن هبوط مفاجئ…
قلب الهواري الكبير بدأ يضعف.

زين جري ناحية السرير، صوت دكاترة المستشفى اتنادى في السماعة.

ووسط الفوضى…
حد دخل أوضة الجد متسلل…
وخرج بسرعة.
وفي إيده زجاجة صغيرة فاضية.

•تابع الفصل التالي " رواية مالكة قلب الزين" اضغط على اسم الرواية

تعليقات