رواية أنت عدوي الفصل السابع 7 - بقلم زينب سمير
وقف أيوب قدامهم راسم بسمة هادية مستفزة على ملامحه، مـد إيده لمعاذ يسلم عليه، اللي أخدها يضغط عليها بنوع من الشـدة قبل ما يسحبها أيوب ويمدها لسوزي
مسكتها بتردد فشـدد هو عليها المرة دي، وطَول المسكة، ينطق بنظرات خاصة ليها، وببسمة خفيفة- ألف مبروك ياعروسة
بلعت ريقها بتأثر غصب عنها، نقل معاذ عيونه بينهم، فيه شرارة، فيه كيميا، فيه رابط ما بينهم قادر يحس بيـه!
سحب كف سوزي من بين إيد أيوب ومسكها هو بتملك، يرفعها يبوسها قدام عيون أيوب، يبين الخاتم اللي فصوصه بتلمع.. ختمه وصـك ملكيته،
ضحكة إستهزاء أيوب رسمها على ملامحه، خافي وراها غيظ وغضب كبير، حرب صامتة دايرة بينهم
من غير كلام.. الكلام بقى على المكشوف، معاذ عارف اللي بينه وبين سوزي..
بصلهم بنوع من السخرية قبل ما يبص لسوزي و- الألوان الفاتحة بتليق عليكِ أكتر ياعروسة
وأنسحب من قدامهم، إداهم ضهره علشان ملامح الهدوء والبرود تتحول لملامح جامدة.. غيرانة.. وتنهيدة حارة حارقة طلعت منه
بص معاذ لسوزي اللي بَعدت عيونها عنه ومثلت اللامبالاة وهي بتلاعب خاتمها بشرود..
وأكتفى بمراقبتها عن قُرب، وهي جنبه لأول منه بالقرب دا والمسافة دي، هيعتبرها مكافأة كافية حاليًا
قبل الموقف دا بلحظات، أنتبهت كارين لقرب أيوب من أخوها وخطيبته، لاحظت ملامح أخوها اللي تشنجت بضيق، فوقفت بإندفاع وهي ناوية تقرب قبل ما حيطة تقف قصادها تمنعها، رفعت عيونها لمحته
الأتم زي ما سمته.. زاهر إليازي، حاولت تتحرك بعيد عنه لكنه سـد عليها طريقها برضوا
تأففت وهي بتقف قصاده و- دا أنتوا الرخامة وراثة في دمكم بقى
قالتها وهي بتبصله وبتبص لابن عمه ورا ضهره، أبتسم ليها بسمته الباردة المستفزة، قبل ما يقول وعيونه بتلف في القصر حواليه- صارفين ومكلفين والله، مصاريف ملهاش لازمة بما إن الجوازة دي..
قرب من ودنها يهمس بإستفزاز- مش هتكمل
قالت بتحدي- مين قالك مش هتكمل؟ سوزي مش هتبقى مرات حد غير معاذ أخويا.. استنى وهتشوف
عجباه روح التحدي، بتثيره،
فغمز ليها يغيظها أكتر- أستني وهتشوفي بنفسك، هكون شاهد بنفسي على جوازتها من غيره
بصتله بضيق، ثقته معصباه، ثقته اللي موجود اللي يغذيها، حب سوزي.. الشئ الوحيد اللي مش معاهم رغم وقفة كل الظروف معاهم
إدته ضهرها ومشيت من غير كلام، بحركة إعتبارية رفعت شعرها تنفضه ورا ضهرها بكبرياء
ابتسم وهو شايفها بتختفي من قدام عيونه،
مش مصدق إن القطة الشرسة دي هـي كارين،
البنت البريئة اللي كانت بتنزوي في ركن أيام تجمعات العيلتين زمان، مكنش ليها صوت ولا نفس.. ولا همسة
لحد ما أختفت فجأة وسافرت برة، علشان ترجع بالشكل دا
قطة شرسة، كل همسة وصوت ونفس ليها
بينطق بالتحدي، بالمغامرة، بالشراسة!
*****
في جنينة القصر واقف عزيز مع إتنين من أصحابه، باين عليه الملل ماسك فونه يلعب فيه وعيونه كل شوية يرفعها يبص حواليه وينزلها تاني
نطق واحد من أصحابه - أحنا بنعمل أية هنا ما تخلينا ندخل ياعم..
- لو عايزين تدخلوا أدخلوا، أنا قاعد هنا شوية، الجو خنقة وعايز أشم شوية هوا
قالها وهو مندمج في لعبته، دقايق ونطق صاحبه- مش دي رينا؟
رفع عزيز عيونه يبص لمكان ما صاحبه باصص، كمل صاحبه- أنتوا عازمينهم؟
رد صاحبه التاني- يابني ما عيلتها جوه، أنا استغربت إنها مش موجودة.. أوبا.. الولا دا بقى سبب تأخيرها
نطق لما ظهر شادي من البوابة بيقرب منها بخطوات سريعة قالها حاجة قبل ما تبتسم ليه وتمسك إيده ويدخلوا سـوا
كل دا تحت أنظار عزيز اللي محركش عينه من عليها لحظة، لسانه بيتحرك على شفايفه يبللها،
نطق صاحبه بصوت واطي للي جنبه- مش قولتلك إنه كان مستنيها؟
وصلت رينا مع شادي ليهم، بصلهم شادي وأبتسم بحرج يرفع إيده يحييهم هو ورينا
لسة هيكملوا طريقهم وقفهم عزيز اللي أتحرك بخطوات سريعة لحد ما وقف قدام رينا و- أنتي مفكرة نفسك رايحة فين بالعبيط اللي في أيدك دا؟ هتدخلي بيه جوا؟
وبصله بإستهزاء، شادي اللي وشـه أحمر من الحرج
ورجع يبص لرينا و- ريلي؟ هتعرفيه على عيلتك والناس اللي جوا
بتحدي- أه.. عندك مانع؟
- هتقوليهم أية؟
رينا- ملكش فيه، وأوعي من وشي كدا
زقته فمسك إيدها بنوع من العنف وبزعيق موجهه لشادي وهو لسة باصص لرينا- أنا مش قولتلك متقربش منها؟
حاولت تفلت إيدها منه، نطق حد من أصحابه بقلق- عزيز أهدى وسيب إيدها.. متعملش مشكلة
- لا مش هسيب إيدها وتوريني هتعمل أية
صوت جامد ظهر فجأة- أية اللي بيحصل هنا
بص أصحاب عزيز للصوت بملامح مسحوبة، ظهر جلال وقرب منهم، سحب إيد رينا ببساطة من إيد جلال، اللي وقفت وراه تمسك في ضهره بحماية
بص جلال لرينا و- خدي ضيفك وأدخلي جوا
أخدت شادي فعلًا ودخلوا، بص هو لعزيز وربع إيده
ينطق بصوت هادي مُحذر- اللي شوفته دا ميتكررش تاني لو عايز الدنيا متقومش أكتر من كدا بين العيلتين
خبط على كتفه مرتين بعدها ومشى
زفر صاحبه براحة و- الحمدلله إنه كان جلال اللي شافنا أعقل واحد فيهم، تخيل لو زاهر؟ يانهار ملهوش ملامح
كانت قلبت مجزرة
فكك بقى من رينا وحواراتها
*****
جـوه، في بهو القصر، دخل حد باين على ملامحه الشموخ والقوة، كل ما يقرب من حد ينحني ليه بإحترام أو يسلم عليه، بصله أيوب فقرب بسرعة زاهر منه يفسر- دا رئيس مجلس القضاء للعشاير،
قرب يهمس بصوت واطي- أحيانًا بيكون أهم من الزعيم نفسه، رأيه وصوته مهم في حكاية الزعامة..
الشخص اللي بيتبناه أو يبقى موافق عليه بيبقى ضامن التصويت في الزعامة أكتر من غيره
كان صديق لجدك علشان كدا عرفنا نحافظ عليها لسنين
لكن أنت..
رجع خطوة لورا يبصله بنوع من القلق خاصةً لما قرب رئيس المجلس ' خلدون ' من معاذ اللي وقف يسلم عليه بحرارة وبان إن في آلفة وإنسجام بينهم
كمل زاهر- معاذ من الرجالة المقربة جدًا لخلدون، بينهم علاقة تفاهم لطيفة ولو حصلت مقارنة بينكم في يوم.. كفة معاذ هترجح
علشان كدا لازم تاخد خلدون لصفك
أيوب بنظرات تحدي وهو لسـة بيبص لمعاذ- ودا أعمله أزاي؟
- مش عارف، هنحاول نستغل كل الظروف اللي هتتهيألنا
قرب جلال منهم في اللحظة دي و- أيوب تعالى سلم على خلدون باشا، سأل عليك
هز راسه وأتحرك هو وزاهر مع جلال، قرب من خلدون اللي كان لسة واقف مع معاذ وقريب منه واقفة سوزي
قرب منه بخطوات رشيقة قوية، بيحاول يثبت حضور ويلفت إنتباه
إنتبه عليه بالفعل خلدون فأبتسم ليه يمد إيده يسلم و- زي ما قال جدك.. نسخة طبق الأصل منه في شبابه، بعتذر معرفتش ألحق حفلة تنصيبك المؤقتة.. لكن لو في فرصة أكيد هحضر الحفلة الأساسية
أيوب بثقة- هتحضرها قريب إن شاء الله
أبتسم خلدون بنوع من المجاملة قبل ما يبص لمعاذ وسوزي و- عايز أحضر حفل جوازكم قبل حفل تنصيبه
أبتسم ليه معاذ وهو بيهز راسه بتأكيد، كمل خلدون- متعرفوش أنا متفاءل بالزيجة بتاعتكم دي قد أية، محدش يليق بمعاذ غير وحدة زيك ياسوزي
قالها وهو بيبص لسوزي بنوع من الإعجاب والتقدير، أبتسمت هي بسمة خفيفة، ملامح أيوب أتغيرت زاهر قرب يمسك دراعه يضغط عليه بتحذير
بص خلدون لأيوب و- نصك التاني مهم جدًا في حياتك لازم تكون قوية وداعمة، دور على وحدة تكون زي سوزي كدا.. هتقويك وتعلى بيها
هز أيوب راسه وشمل سوزي بنظرة خاصة و- معاك حق ياخلدون باشا.. سوزي فعلًا مفيش منها، لو مخدتهاش - وحدة زيها - قصدي.. فمش هاخد غيرها
قبض معاذ على كف إيده بعنف، وصـك على أسنانه بغل، ملامحه بينت مـدى غضبه، لمحت سوزي دا، ولمحت نظرات التحدي اللي في عيون أيوب
لحظة.. شرارة كمان وهتقوم بينهم خناقة، بصت لزاهر اللي بيحاول يهدي أيوب وبدورها قربت من معاذ تمسك إيده تفكها بصعوبة وتداخل صوابعها بين صوابعه تشـد عليها برقـة..
فلانت ملامحه.. ودا المطلوب قبل ما خلدون يلمح اللي بيحصل وتحصل مشكلة
أنسحب أيوب مع أولاد عمه، وخلدون أتكلم شوية مع معاذ ومشى
سوزي بعد ما مشى قالت بضيق- لازم تتحكم في أعصابك أكتر من كدا لو خلدون خد باله كنا هنعمل أية؟
أنت وعدتني.. خلدون من أهم أوراقنا الرابحة وقولتلي هتخليه في صفي
- متقلقيش.. الزعامة هتكون ليكِ
أنا وعدتك
بصتله بمعنى لما نشوف، دا اللي جامع بينا، دا اللي هيخلينا نكمل..
دي ورقتك الرابحة عندي.
وأنتهى اليوم، والخطبة،
*****
دخل ايوب لأوضته يفك زراير قميصه بعصبية، ووراه زاهر يلملم وراه اللي بيرميه في طريقه، بصله يشاور لبعيد بكف إيده- إنهاردة أنا حضرت خطوبتها وبكرة هلاقيني معزوم على فرحها وأنت اللي عليك اصبر اصبر.. قولي أعمل أبة
أنا هتجنن
قعد على طرف السرير يميل بضهره يحاوط راسه بدرعاته ويسند بكوعه على رجله بتعب، ويقول بإنهاك- مش قادر أشوفها مع غيري، مش قادر أشوف نظرة عداوتها ليـا
مينفعش سوزي تكون عدوتي
مينفعش العداوة دي تكمل،
ظهر إحساس بالخطر على ملامح زاهر، بتوجس نطق- قصدك أية؟
- علشان يكون ليا فرصة معاها أنا محتاج أتحالف مع عيلتها مش مع الجوادييين
قولي.. أية سبب العداوة اللي بينا؟ عرفني علشان أغرف ألاقي حل
- جدك لو سمع الكلام اللي بتقوله دا هيتجنن عليك، تحالف مع اليورانيين! تبقى بتحلم
انسى سوزي.. دا انسب حل
- يعني ةنت كنت بتنيمني، بتعدي الموجة لحد ما الخطوبة تعدي وتسكتني، أنت نفسك مستنكر!
وقف زاهر يديله ضهره و- أنا مبحطش أيدي في أيد عدوي، خاصةً لو إيده اتلطخت يوم بدمـي، أنت الغربة نستك.. لكن أحنا مستحيل
عمتك اللي ماتت على إيد شاكر اليوراني وجوزها ابن خلدون.. وعيالهم.. منهم اللي مات واللي عاش عاش بإعاقة مستديمة
شوفتي لخلدون إنهاردة فكرتني باللي كنت ناسيه، بابن عمتك اللي قاعد معاه، فكرتني بسبب العداوة الأكبر اللي بيننا.. في خالفات كتير جمعتنا لكن عمر ما الحرب بينا وصلت للكراهيـة غير لما دخل فيها الدم
جدك لا يمكن يسمح بأن دا يحصل رغم إحترامه زي ما شوفت وإعجابه بسوزي، ورغم إعجاب خلدون كمان بيها لكن إنها من نسل شاكر اليوراني.. دي نقطتها السودة الوحيدة
رجع يبصله لقى نوع من البهوت مرسوم على ملامحه، قرب يربت على كتفه بتشجيع و- المعادلة صعبة ياأيوب، فكر كويس هتلاقي الحل هو النسيـان، فكر في الأهم
في اللي بين إيديك قبل ما دا كمان يروح
سوزي بتفكر بعقلها، معاها معاذ اللي معاه خلدون
اللي ممكن في لحظة يقف مع سوزي بحجة إن مفيش دليل مؤكد لدلوقتي إن أبوها سبب موت ابنه
متضيعهاش، جدك جابك علشان تنقذنا مش تغرقنا
جابك ترفعنا مش تذلنا
واجهز لبكرة، دا وقت حرب العصابات
أول أختبار ليـك
وبصله بصة أخيرة ومشى،
يتبع...
لـ زينب - سمير
أنت عـدوي
•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية