رواية أنت عدوي الفصل السادس 6 - بقلم زينب سمير
صت كارين وراها لمحت حد واقف ساند على باب عربيته المفتوح، باين إنه موجود من فترة وشاهد على اللي حصل، قفل عربيته وقرب منها وهو ما زال بيصفق
هزت راسها بلا مبالاة
همس بإعجاب- شرسة
قرب إتنين من رجالتها فشاورتلهم على الجثة المرمية قدامها، لفت علشان تمشي وشاورت على الشاب اللي واقف وببرود- خلصوا عليه
لسـة هتتحرك صوت رصاصتين وتآوه عالي وقفها بصت وراها لقيت رجالتها مرمين على الأرض حد ماسك كتفه وحد ماسك رجله
- قولتيلي ياحلوة أنتِ مين؟
قرب من الرجالة ومسك دراع واحد منهم، حاول يفلت منه فداس على مكان الرصاصة في رجله بقوة خلته يصرخ بوجع ويآن، رفع كم الراجل وبعدها بص لرقبته فلمح الشعار
هز راسه بإدراك لما لمح وشم بشعارهم- الجواديين أمم
رجع يبصلها وهي مربعة دراعاتها مستنية المسرحية تخلص، سـاب الراجل وقرب منها ببطء لحد ما وصلها
- شغلك أية مع الجواديين؟
مردتش وهي بتبصله من فوق لتحت.. ضغط على أسنانه بعصبية قبل ما يرفع إيده يمسكها من رقبتها ينطق بنفاذ صبر- أنا خلقي ضيق فمتختبرنيش..
بحركة سريعة خلصت نفسها منه وبعدت عنه توجه ليه ضربه برجلها تفاداها بسهولة
ضغط على شفايفه بإعجاب، عاجباه شراستها، لكنه معندوش خلق ليها حاليًا
قرب المرة دي وأحكم إمسكاه ليها، مقدرتش تفلت منه، ضهرها لازق فيه وباصة قدامها بتحاول تفلت منه بعصبية
- شغلك أية معاهم ردي، علاقتك أية مع عثمان وولده
نطقت بصوت خافت- بنته
إذن الأميرة الغائبة، اللي حاول باباها يبعدها عن كل أعمال العنف والشغب اللي عايش فيها
اللي بيتفاخر إنها عمرها ما شافت الدم ولا مسكت سلاح ولا ليها أي علاقة بالعالم دا
حرك راسه بإعجاب أكتر، بيحب القصص المثيرة والمفاجئة
حاولت تمسك خنجرها، رفعته علشان تهاجمه لكنه قرأ حركتها، خطفه منها بمنتهى السلاسة، رفعه يلعب بيه بسخرية قبل ما يوجهه لخدها يمشيه عليه برقـة
- عقلي بابا وأخوكي ياحلوة لو مش عايزة تلبسي عليهم الأسود قريب، قوليلهم متكسبوش عداوة الإليازيين
عداوتنا مش في صالحكم
سابها وبدأ يمشي لورا بضهره وهو باصصلها لفت تبصله فلاعب الخنجر في إيده وقال وهو بيغمز- هعتبره تذكار منك ياحلوة..
مال بحركة دراميكية كتحية وهو بيشاور بإيده و- كان معاكي زاهر.. زاهر إليازي
بعت بوسة أخيرة في الهوا قبل ما يلف ويمشي.
بصت حواليها هي قبل ما تسيب كل الفوضى اللي قدامها وتمشي وهي بتغلي
ورا عمود موجود في الجراج خرج صوت تنهيدة عميقة، همس حليم بعيون واسعة- شوفت اللي أنا شوفته؟
هز طاهر راسه وهو فاتح بوقه بزهول
حليم- دا أحنا ربنا نجدنا.. دي سفاحة! سوزي بنت عمك أرحم منها على الأقل مبتمثلش البراءة
*****
في المدرسـة بتتمشى رينا بخطوات هادية وهـي بترفع شعرها تربطه بالتوكة، أخيرًا ربطته بعد معاناة، لسـة هتتنهد براحة لقيت اللي بيعدي جنبها ويسحب ربطة شعرها علشان يتفك تاني
بصت ليه.. عرفته من ضهره، نطقت اسمه من بين أسنانها- عزيز
مكمل طريقه وهو رافع إيده يعملها علامة باي وبيحرك صوابعه بتناغم، وتراهن من غير ما تشوف في ضحكة إستفزاز مرسومة على وشـه
دبدبت في الأرض بعصبية قبل ما تسرع خطواتها وتوصله، مـدت راسها ناحيته تبصله تسأله بفضول حقيقي- الرخامة اللي فيك دي متوارثة ولا إجتهاد شخصي منك؟
رفع صباعين قدام عيونها وهو مكمل طريقه
زفرت بتعب، وجوده حواليها بيعصبها، كل أفعاله بتضايقها، مضيق عليها عالمها
- ينفع تنسى اللي بينا وبين عيلتكم وتشيلني من دماغك؟ بليز؟
قالتها وهي بتقدم خطوة عنه وتقف قصاده تمنعه يتحرك، رافعة إيديها الإتنين برجاء قدامه، رجاء مش حقيقي
مش الإليازيين اللي يرضخوا لحد
بلل شفايفه وهو بيبصلها بتفكير قبل ما يهز راسه بـ لا وهو بيكتم ضحكته
من متع حياته إنه يعصبها، هـي سبب مجيته للمدرسة الكئيبة دي، علشان يشوف هيعمل أية في رينا إنهاردة
هيرخم عليها أزاي
أزاي عايزة تمنعه من لحظات المرح اللي بيعيشها بسببها!
زفرت بإستسلام وهي بتبص للأرض، هزت كتفها بقلة حيلة، ملهاش خلاص من تناحته!
صوت ناداها بصت لقيته الشاب أيـاه، زميلها واللي دايمًا بتخلصه من بين قبضة عزيز، بيشاورلها بترحاب وهي كمان رفعت إيدها تسلم عليه، لف عزيز يبصله
أول ما لمحه الشاب نزل إيده بتمهل وأختفت بسمته وباين عليه الرهبة
لسة رينا هتمشي خطوة مسك عزيز شنطتها وسحبها منها ناحيته، فرجعت تخبط فيه بعنف
مسكت راسها من وراه تتآوه و- آه أية الغباء دا
- رايحة فين؟
لفت تبصله و- ملكش فيه
- أنا مش قولتلك ملكيش دعوة بالولد دا؟
- لما تبقى الوصـي عليا أبقى اسمع كلامك، أبعد كدا
فكت إيده من شنطتها وسرعت في خطواتها قبل ما يمسكها تاني، راحت ناحية الشاب واتكلمت معاه لحظات قبل ما يمشوا سـوا
قرب حد من أصحابه ناحيته، لمح عيونه باصة لفين، فهمس بخفوت- شكل الإشاعة اللي طالعة صح بقى..
بصله بعيونه بمعنى فسر كلامك، كمل صاحبه بنبرة خافتة.. متوجسة، بيحاول يستنبط من ملامح التاني رد فعله
- من كتر ما هما دايمًا مع بعض وهو لازق فيها الكل بيقول إن رينا مرتبطة بيـه.. خاصةً إنها كذا مرة تقف في وشـك علشانه
بَعد صاحبه عنه في أخر كلامه، بصله بطرف عينه ملقاش رد فعل واضح، ملامح هادية.. عادية.. عصب عينه بس بيقفش، وجانب شفايفه، صعب حد يلاحظها
لكن اللي يعرفه، يعرف إنه في أوج مراحل غضبه!
******
وجـه اليوم المنتظر، اليومين تحديدًا، إستلام الشاحنات واللي بياليها علطول حفل الخطوبة المنتظر
الساعة أربعة الفجر في ساحة فاضية، تابعة لعشيرة اليورانيين، حوالي عشر عربيات مليانة رجالة مسلحين، وعشر صناديق فيهم فلوس، واقفة سوزي لابسة بنطلون أسود مع تـوب أسود، وجاكت ربطاه حوالين وسطها، رابطة شعرها بتوكة، باين تسليحها كويس، مسدسين على الخصر، لابسة بوط طويل فردة فيهم فيها خنجر وفردة فيها مسدس
مفروض طلعة مليانة أمان، لكن لا ضمان..
حال طاهر وحليم ميختلفش عنها
قرب طاهر منها بعد ما قفل فونه و- كل حاجة جاهزة، هنقابل الجواديين في طريقنا.. معاذ وأخته ومجموعة من رجالته
ضيقت حاجبها، متوقعتش عثمان يبعت فرد مهم منهم!
- معاذ!
هز طاهر راسه وماليه الدهشـة، كدا مستحيل يكون ناوي شر، مستحيل تكون الشاحنة فيها حاجة
ودا كان تفسيرهم إن ممكن يكون دا سبب قطع أيوب العلاقات معاهم، إنه أكتشف حاجة عن بضاعتهم
لكن إن معاذ يجي.. دا تأكيد إنها مش بضاعة عادية
وإنها المطلوبة وبالمواصفات القياسية
هزت راسها في الأخر بتمام وشاورت للكل يستعد وهي بتخبط على العربية مرتين
كله بدأ يركب عربياته في حركة تناغم، صوت سلاح وصوت خطوات في المكان، صوت تشجيع وحماس
كلها لحظات وأنطلقت العربيات
بعد نص ساعة أتلاقت طرقهم مع الجواديين، عربياتهم أقل، لكن قدرت تلمح الناس المهمة اللي فيها، بصت لعربية جنبها نزل أزاز الشباك وظهر معاذ
رفع صباعين بتحية ليها، هزت راسها بتحية قبل ما تبص قدامها وتشاور لطاهر أنه يسرع
بسمة خفيفة ظهرت على ملامح معاذ وهو بيقف الإزاز مرة تانية، بسمة لمحتها كارين، نفخ دخان سيجارته وعيونه مركزة على الطريق
- بتحرقنا أنت.. خليتنا نضحي بمصلحتنا مع البوص والراس الكبيرة علشان ناس درجة تانية
مهتمش يرد عليها
كملت- بابا قالك على رسالة الإليازيين اللي وصلوها معايا؟
شاورلها تسكت و- كارين أنا مصدع
تأففت وهي بتبص قدامها و- دايمًا مصدع ومش رايق لحد، مبتفقش بس غير ليها ولو الموضوع فيه سيرتها
بسمة خفيفة ظهرت على ملامحه، مـد كف إيده يفرك خدها بمداعبة و- غيرانة ياكاري؟
ضربت إيده تبعدها عنها وهي بتبص من الشباك
قبل ما صوت حد ينطق- وصلنا
العملية تمت بهدوء، تأكدوا من البضاعة، والعربيات المعنية أخدت طريقها ومشيت، بقوا هما في مواجهة بعض
ساند معاذ على عربيته وجنبه كارين وفي الوش سوزي وطاهر وحليم
مربع معاذ إيده، وبيبصلهم من غير كلام، نظراته معبرة، دايمًًا معروف هو عايز يقول أية من غير ما يتكلم، معروف إنه قليل الكلام
وطالاما في إتفاق مسبق، وجزءه نفذه، فببساطة هو بيطالب بحقه
ردت سوزي على كلامه اللي متقلش، عيونه اللي سردته وبغرابة فهمتها- كدا الخطوبة في معادها.. بكرة
ابتسم أخيرًا، ردد بملامح عادية- مبروك ياعروسة
وملامحها كانت أبرد منه، ودعوا بعض وداع سريع وكل واحد راح في طريقه
- نفذت كل اللي اللي خططتله وأخدت كل اللي أنت عايزة
نطقت كارين بإعجاب نفى براسه و- لسة مأخدتش كل اللي أنا عايزه
- طماع أنت
*****
دخل جلال على أيوب وزاهر كانوا قاعدين سـوا، حط قدامهم دعوة، بص أيوب ليه بإستفسار ومـد زاهر إيده وفتحها قرأها قبل ما تتبدل ملامحه ويبص لأيوب بقلق
بتردد مـد إيده بيها لأيوب اللي سحبها يقرأها قبل ما تشيط ملامحه في لحظة
نطق جلال الغير عالم بالحريق اللي حاصل حواليه- كدا رسمي الأتنين تحالفوا ضدنا.. خطوبة بنت شاكر على معاذ بكرة..
بصلهم يكمل بإستفسار- رايحين؟
لسة هينفي زاهر وعيونه متعلقة على أيوب، لكن أيوب بجمود هز راسه بإيجاب وبتأكيد- طبعًا رايحين.. بعتوا دعوة ولازم نلبيها
خرج جلال بعد ما هز راسه بتمام وراح يعرف جده، بص زاهر لأيوب و- متتهورش
- الجوازة دي لا يمكن تتم
- أوعدك عمرها ما هتكون غير ليك.. بس سايرني اليومين دول، خلي بكرة يعدي، بكرة ناس كتير هتكون موجودة لازم تبان راسي وعاقل، لازم ميبنش ليك نقطة ضعف، ولا حد يشوفك ضعيف
أولهم هي.. سـوزي.. عدوتك الأولى والأخيرة
بصله بوش من غير ملامح، هو مش فاهم إحساسه دلوقتي أزاي، حاسس إنه مغدور بيـه، سوزي علقته بيـه وسابته فجأة، ولما رجع أعتبرته عـدو، مجرد عدو
مفكرتش تعتذر حتى.. تندم.. تبين ولو لمحة من الإشتياق
حس إنه حب لوحده، أتغدر لوحده، أتوجع لوحده
لكنها هنا بتعيش أحلامها، بتقرب من طموحاتها
كإن وقتها معاه كان مجرد تسلية!
تاني يوم،
يوم محدش مستنيه إلا هو، واقف قدام مرايته بيلبس ويتأنق، باين عليه روقان مزاجه، دخلت كارين عليه وهو بيلبس قميصه، قربت تزرزره ليه و- أستنيت اليوم دا كتير أنت
بصلها لتحت شوية لقصرها، يبتسم بسمة لطيفة قليل ما تظهر، يقول بالتفصيل- إتناشر سنة وخمس شهور
سابتله أول زرارين مفتوحين زي ما متعود، حطت إيدها على قلبه ورفعت عيونها تبصله تقول بجدية- أنا خايفة على دا، متقربش من النار بإيدك وأنت عارف لسعتها ووجعها يامعاذ،
قلبها لغيرك.. وأنت عارف كدا كويس
ظهر بريق خطير في عيونه، خلتها للحظة تندم بس فضلت متماسكة،
عيونه غفت عنها للحظات، لشهر من وسط سنين،
علشان لما يرجع يلاقي صدمة، يلاقي كارثة
سوزي في حد في حياتها! بتعيش مشاعر حب مع غيره
مع عدوه.. مكنش عدوه، ولا يهمه ولا يعرفه
بس في المرة الأولى اللي لمح سوزي معاه، بتضحك معاه من القلب وفرحانة وهو بقى شايفه عدوه الأول والأخير
بالنسباله الصراع مع أيوب عمره ما هيكون صراع على نفوذ وزعامة
هو صراع في الحب وعلى الحب
صراع على سوزي
داخله وهو خسران فيه أهم حاجة، قلب سوزي
لكنه مصّر يكمل.. مصّر يحارب
أدى كارين ضهره ففهمت إنه مش محتاج يسمع لأي كلام هو عارفه، أتنهدت وهو بتمسك ساعته وتقرب تلبسهاله، هيفضل معاذ أقرب حد ليها، مش مجرد أخ..
قائد وقدوة، ومثل أعلى
حد علشانه فضت سنة من عمرها علشان تراقبله كل تفاصيل حبيبته، اللي كانت بتحرقها قبل ما تحرقه
من إحساسها بوجعه اللي دايمًا حاول يخبيه
أبتسمت رغم كل شئ وهو بتبص لطلته للمرة الأخيرة
بيعيش جزء من حلمه، سوزي حاليًا ملكه.. مؤقتًا!
عند سـوزي..
طلة مفيهاش غلطة، طلة جريئة كعادتها، فستان عسلي طويل وشعرها مموج على ضهرها، فيه فتحتين من الجناب فيهم إكسسوار وكعب عالي..
جمال صاخب، بصت للمراية لإنعكاسها بملامح عادية، مش متأثرة، دخل عزيز عليها و- الناس وصلت.. يـلا
مـد إيده فمسكتها ومشيت معاه، وقفت عند السلم من فوق تبص للناس تحت، وقعت عيونها عليه.. أيوب واقف وبيبصلها، عيونه مش بتحيد عنها، ماسك كاس في إيده ماسك فيه بكل قوته
لكن ملامحه ساكنة تمامًا.. باردة، بعدت وشها عنه بلا مبالاة.. مصطنعة
مع نزولها للسلم وطلوع معاذ كام سلمة لحد ما وصلها، مـد إيده يستلم إيدها من عزيز
سحبها برقـة لحد ما نزلوا مع بعض
قرب عثمان وشاكر منهم يباركولهم وأعلنوا خطوبتهم للجميع، الكل بيبارك والجو صاخب
لكنها مش سامعة، ومش حاسة، قرب طاهر بخاتمين، مسك معاذ كفها اللي حس بإرتجافه فمسد عليه بلطف محستش بيـه قبل ما يحط الخاتم في صباعها، وفضل لثواني يبص للخاتم بنظرات إنتصار، تحقيق حلم..
بعيون وامضة محدش لمحها، قبل ما يرفعها وهي متغيرة تمامًا
باردة.. لا مبالية، يمد كفه ليها علشان تحط خاتمه..
رسميًا، هي خطيبته!
مـد إيده يسحبها من وسطها ناحيته بتملك..
زاد من شـده لوسطها وفي عيونه أرتسمت نظرات التحدي وهو بيلمح قُرب أيوب منهم..
يتبع...
لـ زينب - سمير
أنت عـدوي
•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية