رواية ليل و لعنة الزمن الفصل السادس 6 - بقلم فريدة عبدالرحمن
كان الصباح باردًا على غير العادة.
ورغم أشعة الشمس اللي بدأت تدخل غرفتها، ليل كانت لسه واقفة مكانها…
بتبص في الأرض، ولسه بتفكر في عيونه.
> "هو أنقذني… ولا هددني؟"
دق الباب، ودخلت واحدة من الجاريات، وقالت بانحناءة سريعة:
> "جلالة الملك… طالب حضورِك في قاعة العرش."
ليل رفعت نظرها بسرعة:
> "جلالة مين؟"
الجارية ابتسمت باستغراب:
> "الملك أويس… هو بنفسه اللي أمر."
هنا… الدنيا وقفت للحظة.
اسم "أويس" خبط في عقلها زي صاعقة.
> "الملك… أويس؟"
قلبها وقع.
كل اللي كان بيحصل… كل المرات اللي كلمها فيها، وراقبها، وسكت على تصرفاتها…
كان هو الملك؟!
والكل عارف إلا هي؟
تمتمت لنفسها:
> "أنا… كنت بهرب من الملك؟!"
فضلت ليل واقفة مكانها، مش قادرة تتحرك… الصدمة ماسكة في رجليها.
الجارية بنبرة صارمة:
> "هيا بنا، الملك لا يُحب التأخير."
ليل بصوت منخفض مرتبك:
> "تمام… جاية."
مشيت معاها بتوتر، وكل خطوة كانت تحسها بتقربها من المجهول.
دخلوا قاعة العرش…
كل الموجودين واقفين برؤوسهم منكسَة، والسكوت كان له هيبة غريبة.
لكن ليل رفعت راسها… نظرتها مش خايفة، حتى وهي بتترعش.
مساعد الملك تقدم خطوة وقال بنبرة صارمة:
> "اخفضي رأسك، أيتها الجارية."
ليل بنبرة فيها عناد:
> "أنا لست جارية. ولماذا يجب أن أخفض رأسي؟"
اتحرك مساعد الملك ناحيتها بخطوات تهديدية…
لكن فجأة، صوته جه من العرش، هادئ وواضح:
أويس:
> "ابتعد عنها."
سكت الجميع.
ثم أشار أويس بإيده:
> "الجميع… إلى الخارج. الآن."
بدأ الكل يخرج في صمت، وليل بتبص حواليها، قلبها بيدق بقوة.
أويس أشار لها تقترب:
> "اقتربي."
ليل بتردد:
> "لماذا؟"
أويس بنبرة هادئة لكنها قاطعة:
> "أنا لا أكرر كلامي… اقتربي."
اقتربت بهدوء، وكل عضلة فيها مشدودة.
ليل:
> "اقتربت. ماذا تريد؟"
أويس نظر لها بحدة:
> "من الذي ساعدك في الهروب؟ أريد الحقيقة، الآن."
ليل وهي تحاول تثبت:
> "لم يساعدني أحد."
أويس ابتسم بسخرية، ورفع حاجبه:
> "أترينني غبياً؟ أتعرفتِ كل هذا الطريق وحدك؟"
ليل تمسكت بكذبتها:
> "نعم… فقط ظللت أمشي… حتى وصلت."
أويس بصوت هادئ لكنه خطير:
> "سأسألك للمرة الأخيرة… من ساعدك؟"
ليل بتوتر، عيناها تهرب منه:
> "قلتُ لك… لا أحد."
فجأة، رمى الكأس من يده بقوة، فارتطم بالأرض وتناثر.
أويس بنبرة صارمة:
> "أكره الكذب."
ليل اتراجعت خطوة، واتسعت عيناها:
> "أنا لا أكذب! أقول الحقيقة…"
أويس ابتسم بخبث:
> "هممم… حسنًا، سأكون صريحًا. أنا أعلم من ساعدك، لكن أردت أن أختبر صدقك."
ليل بحذر:
> "ومن تظن أنه ساعدني؟ أقول لك: لا أحد."
أويس رفع زاوية فمه بإعجاب:
> "ذكية… لكن ليس كفاية."
سكت لحظة، ثم أكمل بهدوء:
> "الجارية نور… هي من ساعدتك."
اتسعت عينا ليل، والخوف ظهر في ملامحها:
> "لا… لا تؤذها. أنا التي طلبت منها المساعدة. كل شيء كان بسببي. أرجوك!"
أويس اقترب منها بخطوة، ونظر في عينيها مباشرة:
> "لقد فعلتُ ما كان يجب فعله. انتهى الأمر."
ليل صرخت بصوت مختنق، واقتربت منه:
> "ماذا فعلت بها؟! لا… لا تؤذها أرجوك!"
فجأة… سُمع صوت طرق على الباب.
أويس دون أن يلتفت:
> "تفضّل."
انفتح الباب…
ودخلت نور.
ليل شهقت، وجرت عليها، وحضنتها بقوة:
> "أنا آسفة… آسفة جدًا. هل أنتِ بخير؟!"
نور ابتسمت بخفة، وردّت بهدوء:
> "لا تعتذري… أنا بخير."
أويس وقف بهدوء، صوته صار أعلى وأبرد:
> "هذا تحذير لكما…
إن تكرر الأمر… فلن تكون هناك فرصة ثانية."
نظر لهما نظرة طويلة… ثم جلس بهدوء على العرش، وكأن شيئًا لم يكن.
---
- يتبع الفصل التالي اضغط على (ليل و لعنة الزمن) اسم الرواية