رواية أنت عدوي الفصل الخامس 5 - بقلم زينب سمير

 رواية أنت عدوي الفصل الخامس 5 - بقلم زينب سمير

شاور بإيده قدام عيونها يفوقها وهو بينادي اسمها- سـوزي
فاقت من أفكارها وبصتله بلعت ريقها تحاول تستجمع شتاتها وببرود متقن ردت- اللي عرفك بمقابلتنا خليه يعرفك باللي دار بينا.. بعد إذنك
جت تمشي مسك إيدها يوقفها، رجعها خطوة لورا علشان تقف في محاذاته، هي باصة في ناحية وهو في ناحية
عكس بعض.. بعيد عن بعض
هي دي طرقهم.. مستحيل يتقابلوا، ولا يتلاقوا
- أنا هسيبك تلعبي براحتك طول ما أنتي لسة مبقيتيش تخصيني، لكن.. بعد جوازنا حاجات كتير هتختلف
ربعت إيديها ومردتش، جواها بس اتبنى هاجس.. مضطرة تعيد النظر في كل الأحداث المتلاحقة اللي حصلت
مضطرة تشوف معاذ بعيون جديدة
هزت راسها من غير رد ومشيت، رجع هو يبص قدامه يطلع سيجار يدخنه بمنتهى الهدوء
الذي يسبق العاصفة.
دخلت سوزي أوضتها وقفلت الباب، قعدت على أول كرسي قابلها وحاوطت راسها بتعب، اللي بيحصل مع هوجة المشاعر اللي فتكت بيها كتير عليها
قنبلة من الذكريات حاوطتها مش عارفة تطلع منها
ورجعت تسرح..
بعد أسبوعين من رحلتها في أسبانيا، في حديقة عامة واقفة بتضحك من قلبها وأيوب واقف قدامها بيصورها وهي مغمضة عيونها مبتسمة بصفاء وبراءة وفي فراشة سكنت على كتفها.. 
قرب منها وهو بيخطف وردة في طريقه، حطها في شعرها وقرب بوشـه منها ياخد ليهم سيلفي سـوا
قبل ما ينطق وعيونه بتبصلها والكاميرا بتاخدلهم تاني صورة ليهم- فعلًا هتمشي؟
ردت بحزن وتأثر هـي كمان- عندي شغل مهم وكنت حاجزة عودة أصلًا قبل ما آجي علشان مفكرتش القعدة هنا هتعجبني كدا
أخدت بالها من اللي قالته فبعدت تعطيه ضهرها بإحراج، قرب منها يسأل بمرح وبهجة- القعدة عجبتك هنا أزاي يعني؟
بتلبك بررت- يعني لقيت أسبانيا حلوة جوها وكدا والأماكن اللي زورتها.. الأكل و..
قرب خطوة منها يلاعب حواجبه بمكر و- وأية كمان؟ دول بس اللي عجبوكِ؟
رفعت عيونها تبصله، وهربت الكلام من شفايفها، عايزة تقوله أنت أهم وأكتر حاجة أستريحت ليها هنا، بوجودك.. بسببك.. عشت لحظات عمري ما حلمت أعيشها
عشت أيام من غير قلق، من غير خوف، من غير تفكير
لكن سكتت.. وهو أحترم سكوتها
وخجلها الظاهر للعيان، تلهف منها الوعد- بس زي ما وعدتيني هتكرري زيارتك قريب؟
- آه.. أنا أصلًا اشتريت البيت اللي كنت قاعدة فيه
- هستناكِ
أبتسمت ليه، تاني يوم شاركها رياضتها الصباحية، بعدها وصلها المطار
تفتكر رجوعها للبلدها اللي مكملش شهرين، قعدت فيهم تفكر فيه كتير، خلصت شغل ميخلصش علشان تقدر تكرر الزيارة تاني في أسرع وقت
كانت متلهفة؟ أول مرة تملاها مشاعر غير الفتور
قبل نهاية الشهر التالت كانت في أسبانيا من جديد.. 
أستقبلها في المطار ومكانتش أول ولا أخر زيارة، أتكررت الزيارات لأسبانيا، أتكررت اللقاءات، مبقيتش مكتفية بوجودها معاه في أسبانيا، حتى لما بترجع مكالماتهم مبتنقطعش.. تواصلهم مستمر
أستمر الحال لتسع شهور كاملين، 
وثقت خلالهم فيه، حبته، شاركته أكله في بيته!
أبتسم بعدم تصديق لما فتح الباب ولقيها في وشـه، ردد- سـوزي!
رفعت أكياس قدامه و- جاي على بالي أكل من إيدك.. أطبخلي
وسعلها الباب علشان تدخل، ويمكن كانت من ألذ الأكلات اللي أكلتها، ومن أسعد المرات اللي طبخ فيها
كانت بتحاول تتعامل بحرص لكن غصب عنها مشاعرها بتدفعها، 
إتكررت الزيارات لبيتها أو بيته، 
- خليني اساعدك.. هقطع السلطة
قالتها وهي بتمسك السكينة وتبدأ تقطع الخضار، أنتبه ليها فسـاب اللي بيعمله وقرب منها وقف وراها، حاوط جسمها بجسمه ومسك السكينة من بيد إيديها وبضحكة خفيفة- أية اللي بتعمليه دا وريني..
بدأ يقطع بسلاسة ومهارة وهي بهتت ملامحها، وعلى تنفسها بتوتر من قربه..
- عرفتي تمسكيها أزاي؟
قالها وهو بيبصلها، رمشت بعيونها بمرتين و- أية؟ اه.. ابعد خلاص سيبني اقطعها
حاولت تفلت من بين إيده لكنه أنتبه لتوترها فزاد من تمسكه بيها وبتلاعب- لا.. لما توريني الأول
مسكت السكينة بإرتباك وبدأت تقطع بعشوائيـة كبيرة، كانت طفلة.. مراهقة.. حد غير سوزي اللي متعودة عليها
مرتبكة.. خجلانة، بتختبر مشاعر جديدة.. مفعمة.. قوية!
تآوهت بآلم بسرعة لفها وأخد صباعها اللي أتجرح جرح كبير يبصله بقلق- مش تخلي بالك
اخدها للحوض يغسله من الدم، بدأ يعمقه ويلف عليه لاصق طبي، بان خوفه وقلقه.. وإرتباكه
إنتبهت هي لحالته ونسيت حالتها، دا مجرد خدش
جسمها متعلم باللي أكتر منه، في إثار لحاجات ميتخيلهاش عقل
قالت بلطف- أيوب أنا كويسة الجرح مش محتاج دا كله
لكنه فضل يغسل كل آثار الدم لحد ما اختفت من قدامه
همست بإدراك- أنت عندك فوبيا من الدم؟
وجتلها لحظة إدراك تاني.. هي من عالم وهو من عالم..
هو أبيض وهي أسود
الصداقة دي.. العلاقة دي.. أي إن كان مفهومها مينفعش تكمل
بَعدت عنه، خلص اليوم أخدت جنب..
تفكر وتهدأ، وتاخد قرار، لكنه معطهاش فرصة، تاني يوم كان قدام الباب في الذكرى السنوية لمعرفتهم ببعض كان مجهز لمفاجأة.. إعتراف بحبه
مقدرتش ترفضه رغم إن كل أفكارها قبلها بساعات طاوعت فكرة البُعد
كانت معاه منصاعة لمشاعرها وقلبها وبس..
شهر وأتنين وهما أحباب، زياراتها أتكررت لأسبانيا، بقيت مثيرة للشبهة..
في جنينة بيته كانوا قاعدين، على أرجوحته تقريبًا ساكنة في حضنه بيلاعب شعرها وهي باين عليها الشرود
- أنا مش عايزك تسافري
- لازم عندي شغل وحياة هناك
- مبقيتش بتحمل تبعدي عني، لازم اتصرف.. 
كمل بتردد- عايزك تكوني معايا حتى لو الحل إني أنزل مصر
بصتله بتفاجئ عارفة مدى كرهه للعودة لمصر - للدرجادي أنا غالية عندك؟ بس.. أنت لية بتكره مصر كدا؟
- لأسباب مش لازم تعرفيها
بصت قدامها تهز راسها بشرود و- شكل كل واحد فينا عنده أسرار مينفعش تتحكي
- لو حكيتها يمكن تكرهيني
- نفس الأسباب من ناحيتي..
كمل- أنا عايز اتجوزك
بعدت عنه تبصله بخضة.. برهبة، بفرحة منغوصة!
- خلينا نتجوز في أسرع وقت، لما تيجي المرة الجاية نرتب الموضوع دا
كانت عارفة إنها لما ترجع هتندم على موافقتها، هتحاول تبعد ومش هتقدر وهترجع
يمكن توافق بس مش هتقدر.. 
هزت راسها بنعم بشرود وهي شايفة خط نهاية ليهم بيقرب
رجعها لحضنه تاني وهو بيتنهد مش عايز يدخلها لعالمه
وهي عايزة تطلعه من عالمها
وميعرفوش إنه عالم واحد تشاركوه من غير ما يعرفوا
- بابا!
- فاكرة مش هعرف باللي بتعمليه من ورا ضهري، أنا معرفش مين دا ولا اتعرفتي عليه أزاي بس علاقتك تتقطع بيه وفورًا فاهمة؟ أخرك معايا يومين يااما راسه هقدمهالك هدية ياسوزي.. 
قالها وهو بيلف ويديها ضهره وهي أخيرًا فاقت لنفسها، مسحت دموعها، دا القرار الصح اللي كان لازم يحصل من البداية
أيوب ميستحقش يعيش معاها في عالم زي دا
دا الوقت المناسب للإنسحاب، بعتت رسالة وحدة بكام كلمة 
' أنا مش عايزة أكمل.. إنساني.. ' وقطعت كل خطوط التواصل ما بينهم، باعت البيت ومسحت ذكريات أسبانيا من حياتها، أسبانيا بقيت ماضي..
وعاشت بعدها شهور وهي سوزي.. اللي مفيش حاجة بتكسرها، جمدت أكتر، قسيت أكتر
قويت أكتر
مفكرتش حتى تضعف وتسال عنه، اعتبرته تجربة وعدت، تجربة مشاعر خاضتها ومعجبتهاش
كانت فيها ضعيفة وهي مبتحبش الضعف، هي راسمة صورة وعايزة تكونها، صورة دموية.. قوية.. 
من ناحيته كان هيتجنن، حاول يوصلها بس معرفش، أدرك بغباء إنه ميعرفش عنها غير حاجة وحدة بس
اسم ثنائي
' سوزي شاكر ' لا يفيد، ولا ينفع..
وهو بيفكر جديًا ينزل مصر لأول مرة، بيحجز تذكرته الباب خبط
فتح لزاهر اللي ابتسمله يحضنه و- أهلًا بابن العيلة العاق
دخله وهو عقله مشوش، مش فايق، مش رايق.. 
حط قدام زاهر فنجان قهوة وقعد قدامه يفتح أزازة مية يشرب منها، يبصله وهو حاسس إن في حاجة
- جدك تعبان.. 
أنتظر باقي الكلام، اللي حس إنه لا يسر
- لو حد عرف إنه بدأ يدخل في مرحلة خرف وزهايمر محدش من اعدائنا هيحلنا، هيدمروا كل اللي بنيناه، أيوب أحنا محتاجينك، أنت بعيد من سنين، مفكر إنك مش بتحمل دم الإليازيين لكن أنت عارف قبلينا كلنا إنك إليازي الأصل، شبهنا ومننا.. ومكانك وسطنا، مكانك تبقى زعيمنا
عايزينك وسطنا، حد زيـك عاقل وراسي، مع تفكير إجرامي من غير ما يحب الدم
كانت مجرد خطبة مستنيها تخلص علشان يقول لا، زاهر حس بكدا بس مصّر يرمي بكل أوراقه
طلع ملفات كتير وحطها قدامه- شايف كل دول؟ ناس عايزة مكاننا، ناس ليها معانا شغل أو عداوة
وقعت عيونه بلامبالاة على الورق قدامه لحد ما خطفه غلاف ملف، مسكه من وسط كتير، يبص فيه بشرود.. بصدمة.. بزهول
إنتبه زاهر فقاله- دول أكبر اعداء لينا، دي عيلة اليورانيين شاكر اليوراني وبنته سوزي.. دي تعلبة.. 
عرف أسمها اخيرًا، عرف ديتها، عرف أزاي يوصلها
' سوزي شاكر اليوراني '
عدوته.. من عالمه، من نفس طينته
كان شايفها ملاك، ألوان فاتحة زي الورود والفراشات، ملامح مبتسمة وبراءة وألوان زاهيـة
لكنها زيـه غرقانة في الدم، بألوان وماضي قاتم مظلم!
لكنه لسة عايزها
قلبه الغبي بينتفض لحبها
نطق بصوت جامد وعيونه متركزة عليها- موافق.. هنزل مصر وهمسك الزعامة
أختار طريق بَعد عنه سنين علشانها
*****
وصل أيوب لقصره بضهر منحني، ساند جاكت بدلته بإهمال على ضهره بأطراف صوابعه، خطواته بطيئة.. عينه سرحانة
القصر غارق في الظلام طلع سلمتين قبل ما يقعد على السلالم منحني الضهر، هو كداب.. مش جاي ومخطط هيعمل أية، معندوش خطط للعشيرة، أزاي يقويها ويحافظ عليها
ولا تهمه أصلًا، ولا يهمه بعد ست شهور إن كانت الزعامة هتثبت عليهم ولا ممكن تتشال 
هـي بس اللي هماه، جاي يستردها ويمشي، ويبعد زي ما كان بعيد طول عمره
عادى الجواديين علشان يثبت عدم كفاءته، تسرعه وتهوره
ويخسرهم حليف مهم فجده يثور عليه
لكن محصلش
ضحك بسخرية مريرة
حصل الأسـوء قرب بنفسه حبيبته لغيره
فتحلهم طريق! حس بحد بيقعد جنبه، أيد بتربت عليه ببعض العنف، بص جنبه لقاه زاهر.. بصله بعيون حمرة 
- عرفني مالك.. أية حكايتك مع بنت اليورانيين
لو حكاله نظرات الإستعطاف دي مش هيلاقيها تاني
هيجن جنون زاهر.. اللي يعتبر أكتر حد عنده إنتماء للعشيرة، لولا جنونه فهو أكتر حد يستحق يحكمها
واللي منعه يطمع فيها إنه فعلًا خايف على مصلحتها
حكاله كل حاجة قبل ما ينهي كلامه بـ- أنا جيت هنا علشانها.. أنا متهمنيش الزعامة ولا العشيرة من أصلها.. ولا حد هنا يهمني.. غيرها
رفع راسه يبصله ينطق بجمود- لو مبقيتش ليا مش هتفرق معايا حاجة هسيب المركب تولع باللي فيها
زاهر كان بيسمعله بهدوء مصطنع، هز راسه بتفهم، في حاجة.. في رغبة لازم تحرك البني آدم
وسوزي شكلها هي الدافع اللي بيحرك أيـوب
- مش عارف أقولك أية بس انت بأيدك سلمتها لمعاذ أجن وأشرس عـدو ممكن تقابله وتواجهه علشان تاخد منه حاجة ملكه
نفى بعصبية- متقولش ملكه
- هتكون.. سوزي أعند مما تتخيل حتى لو بتحبك بجنون، إنتماءها لليورانيين يخليها تتخلى عنك وعن حبك، مش زيك هي ضعيفة، مشاعرها بتحركها
أنت في حرب خسرانة معاها
لكن أنا مش هسمحلك تخسرنا حربنا مع كل الناس دي
السـت شهور دول لازم يعدوا على خير، الزعامة لازم ترسى علينا
دا وبس اللي يهمني
وعلشان يحصل دا لازم كل حاجة ترجع لمجريها، زي ما قربت العلاقات بين الجواديين واليورانيين لازم نرجع نبعدهم
هز راسه بإيجاب وإستحسان.. دا اللي عايزه.
*****
ضيق حليم عيونه يبص لطاهر يسأله بإستنكار- مين اللي جنب عثمان دي؟ بنته؟
هز طاهر راسه، كمل حليم- اللي قولت بتخوف أكتر من جعفر.. دي؟ البسكوتة دي
فسر طاهر- دا اللي اتقالي والله
أتكلموا وعيونهم على بنت جنب عثمان باين عليها الرقـة والهدوء.. طلتها هادية وجذابة، ملائكية
حليم بندم- لو كنت أعرف كنت وافقت على النسب، كنا دخلنا الصنف دا عيلتنا ودعنالهم بدل ما أديناهم سوزي وهيدعوا علينا.. 
- طيب أسكت وخلينا في اللي أحنا فيه، الراجل اللي مستنينه وصل أهـو
وقفوا من قعدتهم يستبقلوا الراجل في مطعم، متكون من طابقين هما كانوا في الدور اللي فوق وعثمان ومعارفه في اللي تحت
عند عثمان..
- كيف تخالف وعدك لي؟ لقد أتفقنا على كل شئ 
الرجل ببرود- جائني عرض أفضل، لنعوضها بالمرة القادمة عثمان
قالها وهو بيبتسم ببرود ويقوم، يشاورله بباي ويمشي من غير كلام، بصت كارين لباباها مسدت على دراعه برقـة و- متزعلش نفسك يابابا.. 
ابتسملها ببهوت، إستاذنت إنها تدخل الحمام، مشت لطريق الحمام وقبل ما تدخل الممر غيرت طريقها وطلعت من باب تاني
وصلت لجراج المطعم، لمحت الراجل بيقرب من عربيته، بصت حواليها المكان كان فاضي، قربت بخطوات سريعة منه وخفيفة، مش محسوسة، 
نادت بصوت رقيق- مستر رافيل
لف يبصلها قبل ما يقول بتملل- آنستي لقد أنتهينا..
مستوعبش اللي حصل، فستانها اللي مفتوح من الجنب وسعته علشان يبان إن في رباط مربوط حوالين الفخذ، ماسك على خنجر سحبته وفتحته في لحظة وقبل ما يستوعب رافيل اللي حصل دبت الخنجر في قلبه
نقاط من دمـه لطشت وشها، لحستها بلسانها وهي بتقول ببراءة.. وحشية!
- ألم يخبرك الكبار أن إنقاض الوعود أمر سئ يجب أن تُعاقب عليه؟
لكن لا بأس.. كارين هنا للتربية والتعليم
وعَلى صوت تصفير وتصفيق من وراها..!!
يتبع...
أنت عـدوي
لـ زينب - سمير

•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية

تعليقات