رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الخامس 5 - بقلم فريدة عبدالرحمن
كانت الغرفة ساكنة…
والقصر غارق في ظلام الليل، ما عدا ضوء القمر اللي كان بيتسلل من الشباك الصغير.
جلست نور جنب ليل، وهمسوا لبعض وكأن كل همسة ممكن توديهم للهلاك.
نور قالت بصوت خافت:
> "أغلب الحراس بيناموا بعد نص الليل… في طريق خلفي بيؤدي للمطبخ، ومنه لباب صغير بيخرج للحدائق الخلفية."
ليل اتعلقت بيها بعينيها:
> "وأنتِ… هتهربي معايا؟"
نور سكتت لحظة، وبعدين قالت:
> "ماقدرش… أمي مريضة، ولسه في القصر. بس هساعدك تخرجي، حتى لو ده آخر شيء أعمله هنا."
ليل همست بتأثر:
> "مش عارفة أشكرك إزاي…"
نور قطعت كلامها بسرعة:
> "لسه بدري عالشكر. اسمعيني كويس…"
فتحت قطعة قماش صغيرة فيها خريطة مرسومة بإيد مرتعشة، عليها أسهم وأبواب.
> "ده الطريق. أول ما تدخلي المطبخ، هتلاقي باب خشبي صغير وراه سلم بينزلك لتحت. هتمشي نُصّه وبعدين… تلاقي باب على اليمين. افتحيه وهتكوني في الحديقة الخلفية."
ليل كانت بتحفظ كل تفصيلة كأنها بتحفظ روحها.
نور مدت ليها عباءة سوداء:
> "البسي دي… علشان محدش يميزك."
ليل خدت العباءة، وإيديها بتترعش:
> "أنا مش مصدقة إن ده بيحصل…"
نور ابتسمت ابتسامة حزينة:
> "بس لو سمعتِ صوت الطبول… أو حد شافك… ارجعي فورًا. لأن الهروب وقتها… هيكون مستحيل."
**
في الخارج…
كان كل شيء هادي.
بس هدوء الليل… عمره ما كان آمن.
------
ليل كانت بتتحرك بحذر، كل خطوة فيها ألف خوف.
وصلت للمكان اللي نور قالت عليه… سُلّم ضيق بيؤدي لسور القصر الخلفي.
وفي آخره… فتحة صغيرة، لازم تنط منها.
وقفت تتردد… نظرت للظلام تحتها، وخطفت نفس عميق:
> "خلاص… دلوقتي أو أبدًا."
وقبل ما تنط، حسّت بإيد تمسكها بلُطف من وراها…
ساعدتها تنزل بهدوء، رجليها لمست الأرض بأمان، لكن قبل ما تشكر الشخص ده…
بَصّت في وشه.
شهقت بقوة، ودمها اتجمد.
> "أنت؟! ابتعد عني!!"
كان اويس
شهقت ليل:
> "أنت؟! ابتعد عني!!"
كان أويس واقف قدامها، بملامح هادئة كعادته، وصوت ثابت:
> "ماذا تفعلين… يا ليل؟"
اتسعت عيناها، قلبها بيخبط بقوة:
> "أنا… أنا كنت بهرب من الجو، من الضيق…"
قاطَعها بنبرة هادئة بس مرعبة:
> "في هذا القصر… لا أحد يخرج دون إذني."
سكت لحظة، وبص لها بعيون غامضة:
> "لكن بما إنكِ وصلتِ إلى هنا… فإما أنكِ جريئة جدًا… أو حمقاء جدًا."
ليل حاولت ترد، لكنها سكتت.
اقترب منها خطوة:
> "عودي لغرفتك… قبل أن يراكِ أحد غيري."
فضلت واقفة، مترددة.
أضاف بهدوء وهو يلف ظهره:
> "الليلة… لن أراكِ. لكن المرة القادمة… لن أكون لطيفًا."
ثم اختفى في الظلام.
ووقفت ليل وحدها، تهمس لنفسها:
> "هو أنقذني… ولا هددني؟"
- يتبع الفصل التالي اضغط على (ليل و لعنة الزمن) اسم الرواية