رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الرابع 4 - بقلم فريدة عبدالرحمن

 

 رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الرابع 4 - بقلم فريدة عبدالرحمن

> "ءءاا! سأصرخ وأجعل كل الناس تأتي للمساعدة… ابتعد!"
رفع الحارس يده وقال ببرود:
> "افعليها إذًا."
ثم صفعها بقوة.
وضعت ليل يدها على خدها، واتسعت عيناها من الصدمة.
نظرت إليه بعينين مشتعلة وقالت بحدة:
> "أنت… بارد! بلا قلب!"
 أويس الأمير، بصوته الحازم:
> "ماذا فعلت؟! هل طلبتُ منك أن تؤذيها؟!"
انحنى الحارس سريعًا، صوته منخفض:
> "أعتذر، مولاي… لقد انفعلت، لأنها تجرأت وتحدثت إليك بأسلوب غير لائق."
نظر أويس إلى ليل، ثم للحارس، وقال ببرود شديد:
> "انفعالك لا يبرر قسوتك… اخرج فورًا."
خرج الحارس وهو يرتجف، وأويس اقترب من ليل، ونظره ثابت في عينيها:
> "هل أنتِ بخير؟"
لم تجبه… لكن نظرتها كانت تحمل آلاف الكلمات.
ليل اتكلمت بصوت غاضب، وبلُغتها العادية:
> "أنا مش بخير… وغوروا من وشي، يا أخي بقى! أنا مش فاهمة… أنا بعمل إيه هنا أصلاً؟!"
أويس رفع حاجبه بدهشة، وبص لها باستغراب:
> "ماذا تقولين؟! وما هذه اللغة الغريبة؟"
حاولت تهدأ شوية، وعدّلت كلامها، بس لسه مش قادرة تمسك أعصابها:
> "أنا… لست بخير. ابتعدوا عن وجهي، من فضلكم. أنا لا أفهم شيئًا… ولا أعلم ماذا أفعل هنا…"
سكت أويس للحظة، وفضل يبص فيها، كأنه بيحاول يفهمها.
وبنبرة هادئة بشكل غريب، قال:
> "سأترككِ الآن… اهدئي. وسأعود لاحقًا."
ثم التفت وخرج من الغرفة، بصمت.
ليل فضلت واقفة، دموعها على وشك تنزل، بس شدّت نفسها.
سكتت… بس جواها كان في زلزال.
---وبعد خروج أويس بلحظات…
دخلت فتاة شابة، شكلها طيب، تقريبا في سن ليل، كانت بتحمل صينية فيها فاكهة وماء.
ابتسمت بحذر وقالت:
> "شكلك جديدة هنا… اهدي، أنا معاكي."
ليل كانت على وشك الانهيار، لكن أول ما شافت ملامح البنت الطيبة، مسكت إيدها بسرعة، وعينيها مليانة رجاء:
> "أرجوكي… ساعديني أهرب. أنا مش من هنا… ولا المفروض أكون هنا أصلاً."
نور بصتلها بتوتر، وعيونها لفت بسرعة على الباب كأنها خايفة حد يسمعهم، ثم همست:
> "هشوف لو أقدر أساعدك… بس متخافيش. أنا معاكي."
ليل ما كانتش مصدقة إنها لقت حد يمدلها إيده أخيرًا.
لكن السؤال الحقيقي…
هل تقدر نور تساعدها فعلاً؟
ولا في شيء تاني مستخبي ورا ملامحها الطيبة؟
--- 
تعليقات