رواية أنت عدوي الفصل الثالث 3 - بقلم زينب سمير
دخل زاهر لمكتب أيوب، لقى الورد مرمي بعشوائيـة على سطح المكتب وأيوب باصلله بغير رد فعل
- وتقولي مش اليورانيين!
وقف يديله ضهره و- مش هما، عثمان الجوادي اللي بعتهم
بصله زاهر بشك فهز راسه بتأكيد إنه متأكد
- عثمان! مش معقول..
- لية مش معقول؟ مش قولت مفيش صديق دائم ولا عـدو دائم
زاهر- متوقعتش يغدروا بدري كدا، مستنوش يشوفوا حتى هتعمل أية، المهم هنعمل أية؟
- خطوتهم كانت هتحصل هتحصل، خاصةً بعد اللي كنت هعمله
لف يبصله، فتح درج مكتبه وطلع ملف كحلي غامق عليه حرف W و- دول مسئولين التسليح من إنهاردة لينا ولكل اللي تبعنا، قولهم من إنهاردة التعامل معاهم ويقطعوا مع الجواديين
وسع زاهر عيونه بصدمة، وقف يبصله وهو بيقول بتردد- أنت كدا بتعلنها حرب، دا غير إنهم أحسن ناس بتعامل ناس برة في موضوع السلاح دا
- مينفعش نخليهم منفذنا الوحيد لأكتر من كدا
بتحذير- أيوب! طيب في صفقة جديدة بيننا، هتتسلم الشهر الجاي
- دي خصوصًا لا،
- جدك لو عرف هيكون ليه..
قاطعه بحدة- أنت بتهددني؟ أنا بنفسي هعرف جدك
- أنت قولت منتهورش
- أنا مبتهورش، قولتلك القرار دا واخده من قبل الهجوم هما بس استعجلوا مش أكتر، شوف التاريخ وهتعرف
بص في الأرض و- اللي تشوفه
إنحنى نص إنحناء بتحية بسيطة قبل ما يطلع، بص أيوب للورد، إتعلقت عيونه على الوردة الحمرة اللي متوسطة السـواد، العالم اللي حارب لأخر نفس علشان مينضمش ليه
وجاله برجله.. بنفسه.. برغبته
علشان الوردة الحمرة دي!
مسك الورد يفعص فيه بغل قبل ما يرميه على أخر دراعه، كله أتدمر لكنه فضل مطمن إن الوردة الحمرة فضلت سليمة ومتلمستش.
*****
بعد يومين..
في سقيفة فندق ضخم، إتفتح الباب ودخل عثمان الجوادي، معاه شاب في بداية التلاتينات، استقبله طاهر بترحاب وسـوزي اللي وقفت من قعدتها لما لمحتهم، مـدت إيدها تسلم على عثمان وابنه معاذ
قعدوا سـوا حوالين ترابيزة، قربت سـوزي بجسمها للترابيزة، تقرب منهم وهو بتضم كفوف إيدها مع بعض، لابسة جوانتي أسود جلد طويل للمعصم
- عرفت إن ابن الإليازيين غدر بيكم
ظهر الغيظ على ملامح عثمان قبل ما ينطق بنبرة مغلولة- بعد كل السنين دي أيوب جايبلنا حفيده مبقلوش يومين في العالم دا يتحكم فينا ويدمر شغل وعلاقات لسنين
تدخل طاهر- بس متنساش أن أنت اللي بدأت
بصله معاذ من غير ما يرد، ضحكت سـوزي ضحكة خفيفة بتفهم و- كنت عايز تلبسها فينا وتضمنوا إن عداوتنا مع الزعيم الجديد تستمر، بس حظكم إنه هرشكم
عثمان- دا اللي فكرنا فيه لكن هو جاي وناويها يقطع علاقته معانا من البداية
إتنهد بضجر و- بعملته وعملة معاذ المتهورة..
بص لمعاذ بضيق- هيخسرنا كتير أوي
نفت سوزي وهي بتحرك صوبعاها بلا- مين بس جاب سيرة الخسارة.. الصفقة دي عندي
بصولها بتفاجئ، أتعدل عثمان ومعاذ في قعدتهم ولمعت عيونهم
كملت- مش بس هي دي، وكل شغلكم اللي جاي هاخده لينا وللي تبعنا.. لحد ما تظبطوا أموركم وتعوضوا خسارتكم
بصلها عثمان بشك، مستني تكمل..
- بشرط..
قلعت الجوانتي من إيدها اليمين ومـدتها ليهم و- تحطوا إيديكم في إيدينا، تدونا دعمكم من إنهاردة، أنتوا.. واللي وراكم
بص عثمان لإيدها بتردد، خطوة صعبة وكبيرة، بيجازف بيخاطر، بيلعب في ميزان القوى
لكن.. يمكن دا الصح؟ ودا اللي جـه وقته؟
وقت اليورانيين، الإليازيين وباين إنه جت نهاية عهدهم، خاصةً لما مسك الزعيم الجديد دا
خليه يضمن الكفة الرابحة، المضمونة
ربت معاذ على كتف أبوه بتشجيع، بيفكر بنفس تفكيره
حط إيده في إيد سوزي وهي بتبتسم بنصر
وسط دهشـة طاهر إنها قدرت تحقق اللي عجزوا عنه سنين، تضمن واحد من أكبر الداعمين للإليازيين، تضمن قوة جديد لصفهم
أبتسم بهدوء وهو بيسلم على معاذ كمان.
زفر زاهر وهو بيشاور لواحد من رجالته إنه يمشي ويبص لأيوب و- شوفت حصل أية بسببك
الجد- اللي عمله أيوب عين العقل، وثقنا في الجواديين أكتر من اللازم، متوقعتش في أول إختبار يفشلوا كدا
بص لأيوب و- هتعمل أية؟
تدخل جلال- عثمان هيبدأ مع اليورانيين يقلبوا الباقيين علينا، في تلت حفلات وتجمعات هيحصلوا خلال الست شهور اللي جايين، في كل تجمع الناس بتاخد فكرة عن الزعيم باللي بيحصل خلال التجمع والفترة اللي قبليها،
يابيحسوا إنه يستحق يا لا.. بعد الست شهور بياخدوا القرار
لازم نخلي بالنا من كل اللي هيحاولوا يعملوه خلال الست شهور وخاصةً قبل كل تجمع
هز أيوب راسه بتفهم،
الجد- شاكر مش هيبقى غبي ويكرر غلطنا في إنه يتحالف مع عثمان من غير ضمان، دايمًا بيعرف يتعلم من غلطاتي، متأكد المرة دي هياخد ضمان كويس معاه علشان يضمن إنه ميغدرش بيـه
بصوله والحيرة ملياهم، أية ممكن يكون الضمان دا؟
*****
- نسب؟ مع عثمان مستحيل..
قالها طاهر وهو بيقف ويكمل بتذمر- بنته وحشة أوي أنا شوفتها، مش هاخدها لا
بص لحليم اللي وقف هو كمان بفزع و- أنا لسة صغير ومش بتاع جواز، وبعدين هي أكبر مني
عزيز وهو بيلاعب حواجبه بمرح- خلاص أتجوزها أنا
ضربته سوزي على كتفه و- أنت أصلا بتعمل أية هنا روح ذاكر
ضرب شاكر بإيده على المكتب فسكتوا كلهم وبصوله
- الموضوع دا مش هيمشي بمزاجكم، بمزاجي أنا، اللي هشوفه مناسب هيحصل، سامعين؟ يلا كله يمشي من وشـي
مشـى طاهر وهو بيهمس بخفوت- والله ظلم لو لاخترت تجوزهاني والله لأهرب وأسيبكم بلا عشيرة بلا فطيرة بقى، مش هيضيع نفسي علشانكم أنا لا
قرب حليم يهمس بخفوت- هي وحشة للدرجادي؟
- بص.. عارف جعفر حارس جدك؟
بص حليم لبرة، راحل بطول الباب، ملامحه حادة ومخيفة وجامدة، ورجع يبصله بخضة، كمل طاهر وملامحه بتتحول لتعابير منهارة- هـي مخيفة عنه
- ياباما
- هي باما فعلا عايزين الأتنين ينقذونا من عمك المفتري دا
تاني يوم الصبح، في المدرسة، قربت رينا من مكان فيه صوت عالي وصوت ضحك مع صوت آهات، بعدت الطلاب من طريقها لحد ما ظهر عزيز وشلته، وسطيهم شاب بيضايقوه ويضحكوا عليه بصتله بغيظ
وهي بتصرخ فيه- أنت بتعمل أية أبعد عنه
قربت تشيل إيده من على الشاب وتساعده يقفل، قرب صاحبه منها فشاورله عزيز يبعد
وقف هو قصادها وهي رفعت راسها لفوق تواجهه
- بتدخلي لية في اللي ميخصكيش دلوقتي؟ بعدين بتزعلي
- عايزني أقف اتفرج وأنت بتتنمر عليه
ببراءة- اتنمر عليه؟ علطول ظلماني كدا أنا كنت بهزر معاه حتى اساليه
بصت وراها الشاب باصص للأرض وباين عليه الإحراج وعيونه فيها دموع مـدت إيدها تحطها على كتفه تربت عليه بخفة، لسة هتكلمه لقيت اللي بيشـد إيديها ويسحبها علشان تبصله
حاولت تفلت إيدها منه وبعصبية- سيبني
ضغط على إيديها أكتر و- متدخليش في اللي بيني وبينه
بتحدي- هتدخل..
قرب منها يهمسلها بخفوت- كل ما هتدخلي أكتر كل ما هآذيه أكتر، ملكيش دعوة بيـه
قالت رينا بإدراك- آه يعني كل اللي بتعمله دا بسببي من البداية؟ علشان لقيتني بعامله حلو
جمدت نظراته و- تقدري تقولي حاجة زي كدا
- أنت مريض وعايز تتعالج، كل عيلتكم عايزة تتعالج، بتدمر أي حاجة تخصني أو قريبة مني، مفكر كدا بتآذيني؟ كدا هتنتصر علينا
بصتله بسخرية قبل ما تبعد عنه و- لما تعوز تآذي حد تآذيه هو وبس.. خليك راجل
بصتله من فوق لتحت قبل ما تلف وتاخد الشاب معاها وتمشي و- أنا أسفة حقيقي أسفة كل اللي حصلك كان بسببي
فضل عزيز يبص لضهرها وهي بتمشي قبل ما يبص حواليه ويلاقي الكل بيتابعه زعق فيهم- بتبصوا على أية، المسرحية خلصت خلاص أمشوا من هنا
*****
- سمعت الشائعات اللي طلعت؟
قالها زاهر وهو بيدخل مكتب أيوب قفله وبصله- جدك طلع معاه حق، شاكر اليوراني مش سهل برضوا، دا مش بس هيضمن الجواديين دا هيحاوط رقبتهم بقفل من حديد
بصله بإستفسار و- هيعمل أية يعني؟
- ناوي على نسب بين العيلتين
ضيق حواجبه، استشعر الخطر، كرر الكلمة- نسب!
هز زاهر راسه و- هيديلهم بيضته الذهبية.. في المقابل هياخد كل الضمانات إنهم يدعموه لأخر لحظة في إنه يكون الزعيم ومنها هما يستفادوا بالنسب دا بعدين
- قصدك مين ببيضته الذهبية دي؟
- هيكون مين يعني غيرها؟ بنته سـوزي طبعًا
أنتفض من مكانه يبصله بعيون واسعة، يكرر بعدم تصديق- مين؟
زاهر بتعجب- في أية يابني مالك؟
صرخ فيه- قولت مين؟
- بنته سـوزي
- وهي موافقة؟
- دا إن مكنش أقتراحها، دي وحدة دماغها كلها شغل ومصالح يعني عارفة كويس قيمة الجواز دا..
- الجوازة دي لا يمكن تتم
- فعلا يمكن تضرنا كتير بس هنعمل أية يعني! أحنا بس نحاول نـ..
كرر وهو بيضم كفوف إيده بغل- على جثتي إنها تحصل
بصله زاهر وأخيرًا بدت يحس إن في حاجة غلط، ضيق عيونه يبصله بتركيز، حالته مش على ما يرام
باين غضبه، عصبيته، ضيقه..
- ألاقي فين سوزي اليوراني
قالها وهو بيسحب جاكت بدلته وقفه زاهر و- بتسأل عنها لية أنت مالك بيها
- رد عليا
صرخ زاهر وهو بيمسك دراعه- أنت اللي ترد عليا، أية اللي مزعلك قوي بخبر جوازهم دا
أنت تعرف سوزي.. صح؟
قال أخر كلمة بإدراك لما شاف ملامح أيوب الجامدة وعيونه اللي بتحاول تتهرب منه
لف حوالين نفسه بجنون وهو بيسأل- تعرفها منين وأزاي، أنت منزلتش هنا من سنين، ومتعرفش أخبار أي حد هنا، أنت كنت عارفنا أحنا بالعافية
أزاي عرفتها وأمتى.. وعارفها لأي مدى..
بصله مستني رد، لكن ملقاش رد
مشى أيوب وسابه!..
*****
- جهزي نفسك خطوبتك على ابن عثمان أخر الأسبوع وفرحكم كمان شهرين
أعترض طاهر- لكن ياعمي..
شاورله يسكت وهو بيسيبهم ويمشي، بص طاهر لسوزي و- هنعمل أية؟
بمرح- هنعمل أية يعني، هنجهز للخطوبة
طاهر بعصبية خفيفة- سوزي بطلي إستهبال أنتي موافقة فعلًا؟
- أه وأعترض لية؟ دا عرض ميتفوتش
- جواز مصلحة
- كان متوقع ومنتظر، أنت كنت متوقع هتتجوز جوازة غير كدا؟
- حتى لو أحنا هنعمل كدا، أنتي لا.. مش هنبيعك
- مش بيعة، دي صفقة هنكسب من وراها كتير، يمكن نكسب حلمنا اللي بنحلم بيـه من سنين، الجواديين كارت مهم
بصلها من غير رد لكن ملامحه لسة باين عليها التردد وعدم الموافقة
- روح بس شوف شغلك وسيبني أشوف اللي ورايا
خرج وإتغيرت ملامحها هي في ثانية، فتحت أول درج في مكتبها بالمفتاح مسكت فون مقفول وفتحته..
أول حاجة ظهرت قدامها صورة ليهم سـوا
هي وأيوب..
وهو بيضحك بمنتهى السعادة، ولأول مرة هـي تكون في منتهى البراءة والسلام النفسي، فتحت الجاليري وأخدت تدور فيه، باين التاريخ لكل صورة
لحد ما وصلت لأول صورة.. من سنة ونص من دلوقتي
لما بدات الحكاية، لما راحت رحلة ومفكرتش إنها هتغير معالم حياتها وحكايتها
بصت بجمود للفون لسة هتقفله لقيت إتصال عليه.. منه!
ردت فجالها صوته- عايز أقابلك.. هبعتلك عنوان وهستناكي
قفل في وشها قبل ما ترد، لحظات وبعتلها عنوان لمكان..
يتبع...
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية