رواية عرض جواز الفصل السادس و الثلاثون 36 - بقلم اسماء صلاح
البارت الخامس والثلاثين من عرض جواز
توقفنا لما مروان بصدمة: "إيه، نجمة جمال؟"
الأستاذ رشاد: "أيوه يا فندم."
مروان: "أيوه ايه؟ إنت بتهزر؟"
الأستاذ رشاد: "لا يا فندم، مابهزرش، أنا بتكلم بجد. هو أنا أقدر برده أهزر مع حضرتك؟ العمل ده أحسن من الأعمال اللي إحنا كنا محتارين فيها، علشان كده يا فندم إحنا اخترناه."
مروان: "يعني من بين كل الأعمال اللي اتقدمت في المسابقة دي" (وشاور بايده)
"يطلع العمل ده أحسن عمل؟"
والتفت الأستاذ لبيب والأستاذ رشاد والأستاذ يونس والأستاذ حمزة لبعض، ثم التفتوا له باستغراب.
الأستاذ حمزة: "ايوه يافندم، ده أحسن عمل اتقدم في المسابقة. واحنا فكرنا كويس أوي يا فندم قبل ما نختار أحسن عمل من الأعمال اللي تقدمت في المسابقة، وعمل نجمة جمال طلع احسن عمل اتقدم في المسابقه دي."
ورجع مروان بظهره لورا، وسند على الكرسي. ولنفسه بقلق:
"إزاي بس العمل بتاعك يا نجمة هو أحسن عمل؟"
وحط إيده على الكرسي وسند راسه عليها:
"هقابلها إزاي وهي طلبت مني إني معتش تشوفني تاني؟ أعمل إيه بس؟"
ونظر الأستاذ لبيب والأستاذ رشاد والأستاذ يونس والأستاذ حمزة لبعض باستغراب، ثم التفتوا له.
الأستاذ لبيب: مروان بيه حضرتك كويس؟
مروان بقلق: "ها.. آه، كويس."
(وشال إيده من على راسه)
الأستاذ لبيب: "هو فيه مشكلة يا فندم في العمل ده؟"
مروان: "ها.. لا، مافيش. اتفضلوا، الاجتماع خلص."
(وشاور بإيده)
وقاموا الأستاذ لبيب،والأستاذ رشاد ومعه أعمال الكُتّاب،
والأستاذ يونس ومعه أعمال الكُتّاب،والأستاذ حمزه ومعه أعمال الكُتّاب.
ونظر مروان للاب توب بتاع نجمة والتفت للأستاذ رشاد بقلق:
"سيب يا أستاذ رشاد اللاب توب."
"الأستاذ رشاد": "حاضر يا فندم."
"ومشوا الأستاذ لبيب، والأستاذ حمزه، والأستاذ يونس، والأستاذ رشاد."
(وبينظر مروان للاب توب بقلق.)
"وخرجوا من غرفة الاجتماعات، وقفل الأستاذ يونس الباب."
ووقف الأستاذ حمزه باستغراب: "هو مروان بيه ماله؟"
الأستاذ لبيب: "ماله يا أستاذ حمزه، ماهو كويس أهو."
الأستاذ حمزه: "أيوه، ما أنا عارف إنه كويس، بس هو
معترض على العمل اللي إحنا اخترناه ولا إيه؟"
الأستاذ لبيب: "وهيعترض ليه يا أستاذ حمزه، بما إن العمل زي ما أنتم قلته كويس؟ وبعدين لو كان معترض كان قال."
الأستاذ حمزه: "أما هو مش معترض يا أستاذ لبيب، أمال إيه اللي حصل جوه ده؟"
الأستاذ لبيب: "إيه اللي حصل جوه يا أستاذ حمزه؟ محصلش حاجة جوه يعني! وبعدين لو مروان بيه كان معترض على العمل ده، كان قال قدامنا… ولا هو خايف مننا يعني؟"
الأستاذ رشاد: "الأستاذ لبيب معاه حق يا أستاذ حمزه، مروان بيه لو كان معترض كان قال. هو مش هيخاف مننا يعني علشان مايقولش."
الأستاذ حمزه: "أمال إيه ردّة فعله الغريبة دي يا أستاذ رشاد أول ما عرف إن العمل ده هو أحسن عمل في المسابقة؟"
الأستاذ يونس: "فعلاً مروان بيه ردّة فعله كانت غريبة."
الأستاذ لبيب: "ولا غريبة ولا حاجة يا أستاذ يونس، تلاقي مروان بيه كان بيفكر في حاجة، علشان كده قال كده مش أكتر."
الأستاذ حمزه: "يمكن."
الأستاذ لبيب: "طيب يلا بقى نروح نشوف شغلنا، بدل ما يخرج مروان بيه ويشوفنا واقفين كده ويزعق لنا. وأظن كفاية أوي اللي حصل جوه دلوقتي في غرفة الاجتماعات، مش كده ولا إيه؟"
الأستاذ يونس: "معاك حق يا أستاذ لبيب، كفاية أوي اللي حصل جوه. يلا نروح نشوف شغلنا أحسن."
الأستاذ لبيب: "طيب يلا."( ومشي)
ومشوا الأستاذ يونس، والأستاذ رشاد، والأستاذ حمزه
معاه.
في غرفة الاجتماعات:
مروان بقلق: "أعمل إيه بس دلوقتي؟ أنا مش هينفع أقابلها. أنا قولتلها إني مش هشوفها تاني، علشان هي مش عاوزة تشوفني.لا... أنا مش ممكن أقابلها. أنا قولتلها إني مش هشوفها تاني، يبقى مش هشوفها تاني.بس إزاي؟ وهي لما تيجي لازم حد يقابلها... أعمل إيه؟"
(وبيفكر )
"أيوه... أخلي الأستاذ لبيب هو اللي يقابلها وخلاص، ويبقي يقولي عمل معاها إيه... بس أنا مش هقابلها."
وقام وأخذ اللاب توب وخرج من غرفة الاجتماعات،
ورايح على مكتبه.
في مكتب نجوى السكرتيرة:
وبتشتغل نجوى، ونظرت قدامها بالصدفة لقت مروان بيه جاي. ولنفسها: "أهو مروان بيه خلص الاجتماع، أهوه كويس. أروح أقوله بقى."
وقامت من على الكرسي ورايحه لعنده: "مروان بيه!"
ونظر لها مروان ووقف: "في إيه يا نجوى؟"
وراحت له نجوى ووقفت قدامه: "الأستاذ فتوح يا فندم..."
مروان: "ماله الأستاذ فتوح؟"
نجوى: "اتصل بحضرتك مرتين، وكان عاوز حضرتك ضروري."
مروان: "عاوزني ضروري؟"
نجوى: "أيوه يا فندم، بس أنا قولته زي ما حضرتك قلت لي إني ماحوّلكش أي اتصال أو حد يدخل على حضرتك غرفة الاجتماعات."
مروان: "طيب... وهو عاوزني ضروري ليه؟"
نجوى: "معرفش يا فندم، بس هو قالي أول ما حضرتك
تخرج من غرفة الاجتماعات تكلمه ضروري."
مروان: "أكلمه ضروري؟"
نجوى: "أيوه يا فندم، هو قالي كده."
مروان: "طيب اتصلي بيه يا نجوى وحولي لي الخط."
نجوى: "حاضر يا فندم." ومشت.
"وبينظر لها مروان وهي ماشية، والتفت قدامه وراح عند
باب مكتبه، ودخل وقفله وراه. وحط اللاب توب على المكتب وقعد:"
"يا ترى فيه إيه علشان الأستاذ فتوح عاوزني ضروري كده؟"
(وبيفكر )
في مكتب نجوى السكرتيرة
وقعدت نجوى على الكرسي، ورفعت السماعة وبتتصل بالأستاذ فتوح.
في مكتب الأستاذ فتوح
وبيشتغل الأستاذ فتوح، ورن تليفون المكتب، فالتفت له ورفع السماعة:
"ألو."
نجوي: "ألو، أيوه يا أستاذ فتوح، أنا نجوي."
الأستاذ فتوح بقلق: "أيوه يا نجوي، مروان بيه خلص الاجتماع؟"
نجوي: "أيوه يا أستاذ فتوح، مروان بيه خلص الاجتماع وأنا اتصلت بك علشان حضرته عاوز يكلمك."
الأستاذ فتوح: "طيب، ادهوني أكلمه يا نجوي."
نجوي: "طيب يا أستاذ فتوح، خليك معايا على الخط."
الأستاذ فتوح: "طيب يا نجوي، أنا معاكي أهو."
نجوي: "طيب."
(وبتتصل بمروان بيه...)
في مكتب مروان:
وبيفكر مروان، ورن تليفون مكتبه فالتفت له ورفع
السماعة:
"ألو."
نجوى: "ألو.. أيوه يافندم، أنا اتصلت بالأستاذ فتوح زي ما حضرتك طلبت، وهو معايا على الخط."
مروان: "طيب يا نجوى، حولي الخط."
نجوى: "حاضر يافندم."
(وحوّلت الخط وحطت السماعة.)
مروان: "ألو."
الأستاذ فتوح بقلق: "ألو.. أيوه يافندم."
مروان: "أيوه يا أستاذ فتوح، في إيه؟"
الأستاذ فتوح: "مافيش يافندم.. بس كريم بيه كويس."
مروان باستغراب: "كريم؟"
الأستاذ فتوح: "أيوه يافندم، كويس."
مروان: "آه كويس.. بتسأل عليه ليه؟ ما هو عندك."
الأستاذ فتوح: "لا يافندم، كريم بيه مش عندي."
مروان: "إيه؟ مش عندك؟"
الأستاذ فتوح: "أيوه يافندم، كريم بيه مجاش الشغل. وأنا افتكرت إنه تعبان لقدر الله، علشان كده اتصلت بحضرتك أطمن عليه."
مروان بضيق: "تطمن عليه إزاي؟ مجاش الشغل لغاية دلوقتي! أنا عاوز أفهم، وانت قاعد عندك بتعمل إيه؟ قولي كده."
الأستاذ فتوح بقلق: "يافندم أنا..."
مروان (قاطعه بغضب): "إنت إيه وزفت إيه! إزاي ماتصلتش بيّ تقولي إنه مجاش؟"
الأستاذ فتوح: "ما أنا يا فندم اتصلت بحضرتك مرتين، و نجوى السكرتيرة قالت لي حضرتك في اجتماع ومانع أي اتصال."
مروان: "طيب، ومااتصلتش بيه ليه قبل كده؟ تقولي إنه مجاش الشغل؟"
الأستاذ فتوح: "ما أنا يا فندم كنت مستني كريم بيه لما يجي، بس لما اتأخر ومجاش قلت انه تعبان – لا قدر الله – علشان كده اتصلت بحضرتك أطمن عليه."
مروان بعصبية: "مستنيه لما يجي؟! ما شاء الله! هو حضرتك دلوقتي اللي بقيت تستنى العمال لما تجي؟ ده إيه ده؟!""هو انت بتشتغل إيه في المطبعة، قولي كده؟! مش انت المسئول عندك وعن العمال اللي عندك؟! والأستاذ اللي مجاش لغاية دلوقتي مش عامل عندك، ولا أنا غلطان؟!"
الأستاذ فتوح: "لا يا فندم، حضرتك مش غلطان. وأنا المسؤول هنا. بس كريم بيه صحيح بيشتغل هنا، بس
مش عامل زي باقي العمال يا فندم."
مروان بضيق: "يعني إيه مش عامل زي باقي العمال؟! هو
أنا مش قلت لك تتعامل معاه زي أي عامل عندك لما جيه يشتغل في المطبعة؟! قلت كده ولا ماقولتش؟!"
الأستاذ فتوح: "قولت يا فندم، وأنا عملت كده. بس يا فندم، مهما اتعاملت مع كريم بيه على إنه عامل عندي، برده يافندم هيفضل مش زي العمال اللي عندي هنا. هي دي الحقيقة يا فندم. كريم بيه أخو حضرتك، وابن عابد بيه الله يرحمه. وأنا مجرد موظف عندكم يا فندم، مش هقدر أعامل كريم بيه زي باقي العمال اللي هنا. حتى لو حاولت، مش هعرف يا فندم."
مروان بغضب: "تمام يا أستاذ فتوح، بما إن حضرتك مش هتقدر تتعامل معاه، أنا بقى اللي هتعامل. الأستاذ اللي مجاش ده يتخصم له اليوم."
الأستاذ فتوح بدهشة: "إيه! يتخصم له اليوم؟"
مروان : "أيوه، يتخصم له اليوم. وحضرتك بقى مخصوم منك يومين. ولو ما خصمتلوش اليوم زي ما قلت، اعتبر نفسك مرفود. فاهم؟"
الأستاذ فتوح بقلق: "لا يا فندم، هخصم له اليوم."
مروان : "لما أشوف. سلام."
الأستاذ فتوح: "مع السلامة يا فندم."
(وقفل الخط)
"وأنا ذنبي إيه! كان إيه اللي خلاني أتصل بس؟ يا ريتني ما اتصلت وقلت له إن كريم بيه مجاش لغاية دلوقتي... ماكنش اتخصم لي يومين.
وبعدين أخصم لكريم بيه إزاي بس؟ ما أنا لو ماعملتش كده وخصمت له هترفد. لازم أعمل كده... أنا اللي غلطان علشان اتصلت. ما عادش يجي منها بقى، أما أشوف شغلي."
(ونظر علي مكتبه وبيشتغل.)
في شركة الشناوي – مكتب مروان:
مروان بغضب: "أما اتصل بالأستاذ ده أعرف مرحش الشغل لغاية دلوقتي إزاي."
(وطلع تليفونه من جيبه وبيتصل بكريم.)
في عربية كريم:
وسايق كريم، رن تليفونه وسمعه:
"مين اللي بيتصل ده؟"
وطلع تليفونه من جيبه وهو مركز على الطريق، لقي مروان هو اللي بيتصل، وباستغراب: "مروان! ياترى بيتصل بي ليه؟ أما أشوفه عاوز إيه."
وفتح الخط: "ألو، أيوه يا مروان."
مروان: "أيوه… إيه وزفت ايه؟ إنت فين؟"
كريم: "أنا في العربية… وبعدين إنت مالك مضايق كده ليه؟"
مروان: "ده إيه البرود اللي انت فيه ده؟ بتسالني مضايق كده ليه؟ ده أنا هتشل من عمايلك دي!"
كريم: "بعد الشر يا بني… إنت إيه اللي بتقوله ده؟ وبعدين
أنا عملت إيه؟"
مروان: "عملت إيه؟ ما روحتش على المطبعَة ليه لغاية دلوقتي؟"
كريم: "ما أنا رايح أهوه يا مروان… إنما إنت عرفت إزاي إني ما روحتش المطبعَة لسه؟"
مروان: "هيكون عرفت إزاي يعني؟ الأستاذ فتوح اتصل بي وقالي. وبعدين إنت رايح تعمل إيه؟ قولي كده."
كريم: "هكون رايح على المطبعَة… أعمل إيه يا مروان؟ رايح أشوف شغلي."
مروان: "ما إنت عارف إنك عندك زفت شغل… مروحتش ليه المطبعَة من بدري؟ أنا عاوز أعرف إنت بتعمل كده ليه؟ هو إنت لما جيت تشتغل، أنا غصبت عليك؟"
كريم بقلق: "يا مروان…"
مروان بعصبية: "رد عليه! أنا غصبت عليك لما جيت تشتغل؟"
كريم: "لا يا مروان، إنت مغصبتش عليه… أنا اللي قررت إني أشتغل."
مروان بغضب: "ما إنت زفت اللي قررت ليه بقي؟ بتعمل كده! لو مش قده الشغل، كنت قول من الأول بدل اللي انت بتعمله ده."
كريم: "أنا عملت إيه يا مروان يعني، علشان تقولي كده وتبقى عصبي بالشكل ده؟"
مروان: "عملت إيه كمان؟ مش عارف عملت إيه، سايب
شغلك ومروحتش المطبعة لغاية دلوقتي، وتقولي عملت إيه؟ وأنا اللي كنت فاكر إنك خلاص عرفت قيمة الشغل وبقي من أولوياتك، بس اظهار انا كنت غلطان، أنا عاوز أعرف إمتى هتحس إنك بقيت مسؤول عن الشغل، قولي كده."
كريم: "في إيه يا مروان، كل ده علشان اتأخرت شويه عن الشغل؟"
مروان: "آه، كل ده علشان اتأخرت عن الشغل وانت كنت فين وسايب شغلك؟"
كريم: "كنت مع نجمة."
مروان، باستغراب: "نجمة؟"
كريم: "أيوه، كنت بوصلها على الجامعة."
مروان، بضيق: "وهي معاك دلوقتي؟"
كريم: "لا، مش معايا، ما أنا قولتلك وصلتُها على الجامعة."
مروان: "وانت شوفتها فين؟"
كريم: "شوفتها على الطريق وعرضت عليها أوصلها."
مروان بغضب: "آهااا… وطبعًا أول ما عرضت عليها، رحبت على طول وركبت معاك العربية، مش كده؟"
كريم: "لا يا مروان، مش كده، دي رفضت تركب معايا العربية."
مروان باستغراب: "رفضت؟ رفضت إزاي؟ مش أنت لسه
قايل إنك وصلتها على الجامعة؟"
كريم: "ايوه، وصلتها على الجامعة، بس هي كانت رافضة تركب معايا في الأول علشان محدش يقول عليها إنها بنت مش كويسة."
مروان لنفسه وبحزن: "ياهااا، يا نجمة… لدرجتي كلامي
اللي انا قولته لك مأثر فيكي."
كريم: "مروان، انت سكت ليه؟"
مروان بحزن: "مافيش… وركبت معاك العربية إزاي وهي رافضة؟"
كريم: "مافيش، كلمت عمها."
مروان باستغراب: "عمها؟ عمها مين؟ آه، تقصد عم شفيق؟"
كريم: "أه، كلمته ووافق إني أوصلها، فوصلتها. إنما قولي، إنت ما قلتليش ليه إنك تعرف عمها وبتكلمه؟"
مروان: "عادي، يعني مجاتش مناسبة. وبعدين أقولك ليه… إنت يهمك إيه إذا كنت أعرفه ولا معرفهوش يا كريم؟ أنا مش فاهم."
كريم: "لا، ما يهمنيش، بس أنا بتكلم على سبيل المعرفة يا مروان، مش أكتر. أصل لما سألني عنك…"
مروان: "سألك عني… هو انت كلمته؟"
كريم: "أيوه، كلمته. وعلى فكرة، شكله بيحبك أوي يا مروان."
مروان: "وأنا كمان بحبه. وقالك إيه عني؟"
كريم: "مافيش… قالي إنك ما بتكلموش بقالك فترة."
مروان: "أهاا… وانت قولت له إيه؟"
كريم: "مافيش… قولت له إنك مشغول الفترة دي، علشان كده أنت ما كلمتوش."
مروان: "طيب… كويس إنك قولت له كده. أنا هبقى أكلمه."
كريم: "هو كمان قالي هيبقى يكلمك."
مروان: "طيب…"
(وبضيق)
"وحضرتك ما اتصلتش بي ليه؟ وقلت لي إنك هتتاخر على الشغل… لا هتفكر الشغل إزاي وانت قاعد مع الأستاذة نجمة، تضحك وبتكمل كلامك اللي معرفتش تكلمه الصبح على السفرة؟"
كريم: "كلام إيه يا مروان؟ اللي معرفتش أكلمه الصبح ده؟ مافيش كلام ولا حاجة، وانا ماكنتش بضحك ولا حاجة. وأنا وصلتها على الجامعة ورايح على المطبعة اهوه."
مروان بغضب: "رايح على المطبعة؟ لا، مافيش داعي إن حضرتك تتعب نفسك وتروح، علشان أنا خصمت لك اليوم."
كريم بدهشة: "إيه؟ خصمت لي اليوم؟"
مروان: "أيوه خصمت لك اليوم، أمال انت كنت فاكر ايه؟ أن تاخيرك عن الشغل ده هيعدي بسهولة كده يعني؟ لا يا أستاذ، هي مش زريبه من غير بواب، علشان تجي الشغل زي ما انت عاوز، ومجيتش زي ما انت عاوز، ده شغل."
كريم: "ما أنا عارف يا مروان إنه شغل، وهو أنا قوتلك إنه حاجة تانيه، ما أنا قوتلك أنا اتاخرت ليه، يبقى لازمته إيه بقي تخصم اليوم ليه يا مروان؟ عملت كده؟"
مروان: "ليه عملت كده؟ علشان أنا قوتلك إنه ده زفت شغل، وانت عارف كويس إني ما بحبش حد يتأخر على الشغل. وبعدين الشغل مالهوش دعوة انت كنت مع مين ولا بتعمل إيه، فاهم؟ وده اللي المفروض الأستاذ فتوح ده اللي قعد هناك في المطبعة يفهمه لك، بس يفهمه لك إزاي وهو أساس مش عارف يتعامل معاك وسايبك تعمل اللي انت عاوزه، تجي وتروح براحتك علشان انت ابن صاحب المطبعة. علشان كده أنا خصمت له، هو كمان يومين."
كريم: "ايه؟ خصمت له يومين؟"
مروان: "ايوه، خصمت له يومين علشان يعرف يشوف شغله كويس."
كريم بقلق: "ليه يا مروان؟ خصمت له هو مالهوش ذنب علشان تخصم له يومين؟"
مروان بعصبية:"مالوش ذنب؟ أمال مين اللي ليه ذنب؟ قولي كده. مش ده شغله وهو المسؤول عن العمال اللي بيشتغلوا في المطبعة دول؟ ولا أنا غلطان؟ المفروض لو حد اتأخر
منهم يتصرف معاه، بس حضرته مقدرتش يتصرف معاك علشان بيعاملك كابن صاحب المطبعة مش كعامل بيشتغل عنده. علشان كده أنا اللي خصمت لك اليوم، مش هو."
كريم: "لا يا مروان، الأستاذ فتوح بيعاملني زي أي عامل في المطبعة."
مروان بضيق: "ماهو واضح فعلاً إنه بيعاملك زي أي عامل في المطبعة يا أستاذ. لو كان بيعاملك زي أي عامل ماكنش استنى حضرتك لما تجي وخصم لك اليوم، بس هو مقدرش يعمل ده وسايبك تعمل اللي انت عاوزه. وتقولي بيعاملك زي أي عامل؟ انت تحمد ربنا إن أنا ما رفدتش."
كريم بدهشة: "إيه ترفده؟"
مروان: "ايوه، أرفده. أمال يعني يغلط ومحدش يكلمه؟"
كريم : "بس هو مغلطتش يا مروان علشان تبقى عاوز ترفده؟"
مروان بعصبية: "لا، غلط! بدل ما مش شايف شغله كويس يبقى غلط يا أستاذ، وبطل تدافع عنه، سامع؟
وبعدين دي نتيجة تصرفاتكم، انتم مش تصرفاتي أنا، ومش عاوزني أتعامل كده يبقى شوفوا شغلكم.
أنا ما تصرفتش معاه من غير سبب، أنا ما بظلمش حد، اللي يغلط لازم يتعاقب حتى لو أنا فاهم."
كريم بقلق: "يامروان…"
مروان قاطعه بغضب: "بل مروان! بل زفت! بقي بدل ما تساعدني في الشغل وتبقى إيدك في إيدي تقوم تعمل كده، لا وكمان شايف إنك مش غلطان؟ شوف بقى، انت اتخصم لك اليوم، عاوز تروح المطبعة تشوف شغلك اللي هو أساس مش على بالك، روح بس أنا مش هرجع في قراري ده مهما حصل، فاهم!"
كريم: "يامروان…"
مروان قاطعه بضيق: "سلام."
كريم: "مروان…"
وقفل مروان الخط ورمى تليفونه قدامه على المكتب
بغضب.
في عربية كريم:
كريم بقلق: "ايه ده يا قفل الخط"
ونظر لتليفونه: "هو حصل ايه لده كله؟"
والتفت على الطريق: "يعني علشان يعمل كده كل ده علشان اتاخرت شويه؟ طيب ما اي يعني وبعدين يخصم للأستاذ فتوح يومين طيب هو ذنبه ايه؟ بس زمانه مضايق دلوقتي وعنده حق… هو مالهوش ذنب علشان يتخصم له… انا اللي غلطان علشان اتاخرت… انا لازم اروح المطبعه اعتذر منه."
(ونظر لتليفونه وحط في جيبه، والتفت على الطريق وبيسوق)
في شركة الشناوي - في مكتب مروان:
ونظر مروان بغضب على المكتب، فجت عينه على اللابتوب بتاع نجمة،والتفت للتليفون المكتب ورفع السماعة، وبيتصل
بنجوى.
في مكتب نجوى السكرتيرة:
وبتشتغل نجوى، ورن تليفون المكتب، فالتفت له ورفعت السماعة:
"ألو؟"
مروان: "نجوى."
نجوى: "أيوه يا فندم."
مروان: "بلّغي الأستاذ لبيب إنه يجي لي."
نجوى: "حاضر يا فندم."
وقفل مروان الخط، والتفت للاب توب بتاع نجمة بقلق.
في مكتب نجوى السكرتيرة:
وقفلّت نجوى الخط وبتتصل بالأستاذ لبيب.
في مكتب الأستاذ لبيب:
وبيشتغل الأستاذ لبيب ، ورن تليفون المكتب، فنظر له
ورفع السماعة:
"ألو؟"
نجوى: "ألو، أيوه يا أستاذ لبيب، أنا نجوي."
الأستاذ لبيب: "أيوه يا نجوي، في حاجة؟"
نجوى: "أيوه، مروان بيه عاوز حضرتك في مكتبه."
الأستاذ لبيب: "مروان بيه."
نجوي: "أيوه يا أستاذ لبيب."
الأستاذ لبيب: "ليه، في إيه يا نجوي؟"
نجوي: "معرفش يا أستاذ لبيب، هو قالي أبلغك إنه عايزك، بس ماقاليش حاجة تانية."
الأستاذ لبيب: "طيب يا نجوي، أنا جاي، سلام."
نجوي: "مع السلامة."
الأستاذ لبيب وقفلت الخط، ولنفسه باستغراب: "يا ترى
مروان عاوزني في إيه؟ وبعدين ما أنا كنت لسه معاه في غرفة الاجتماعات، ماقاليش ليه انه عاوزني. أما اروح له أشوف عاوزني في إيه."
وخرج من المكتب وراح على مكتب مروان بيه، لقى
نجوي بتشتغل، فاراح لعنده ووقف قدامه:
"نجوي".
ونظرت نجوي: "ايوه يا استاذ لبيب."
الأستاذ لبيب: "مروان بيه، معه حد جوه ولا ايه؟"
نجوي: "لا يا استاذ لبيب، مش معه حد تانيه، واحدة ادي له خبر إن حضرتك بره."
وقامت.
الأستاذ لبيب: "طيب."
وراحت نجوي على مكتب مروان بيه وخبطت على الباب.
مروان: "ادخل."
ودخلت نجوي ووقفت عند الباب:
"الاستاذ لبيب بره يافندم."
مروان: "طيب، خليه يتفضل يا نجوي."
نجوي: "حاضر يافندم، اتفضل يا استاذ لبيب."
(وبعدت شويه)
الأستاذ لبيب: "طيب."
وراح لعندها ودخل المكتب.
وخرجت نجوي وقفلت الباب.
ووقف الأستاذ لبيب مكانه: "حضرتك طلبتني يافندم؟"
مروان: "ايوه يا استاذ لبيب، اتفضل."
وشاور على الكرسي اللي قصده.
وراح الاستاذ لبيب وقعد علي الكرسي:
"شكراً، خير يافندم."
مروان: "خير يا أستاذ لبيب، عاوزك تقابل نجمة جمال وتتفق معاها على باقي التفاصيل."
الأستاذ لبيب باستغراب: "أقابلها؟"
مروان: "أيوه."
الأستاذ لبيب: "ليه يافندم، هو حضرتك مش هتقابلها؟"
مروان: "لا، مش هقابلها، أقابلها أنت واتفق معاها."
الأستاذ لبيب: "بس ليه يا فندم حضرتك مش هتقابلها؟"
مروان بقلق: "ها، علشان عندي شغل ومش هينفع أقابلها، فقابلها أنت وخلاص."
الأستاذ لبيب: "مش هينفع يا فندم أنا أقابلها."
مروان باستغراب: "مش هينفع؟"
الأستاذ لبيب: "أيوه يا فندم."
مروان: "مش هينفع ليه يا أستاذ لبيب إنك تقابلها؟"
الأستاذ لبيب: "علشان يا فندم أنا بشتغل هنا مش أكتر،
يعني موظف. وحضرتك اللي لازم تقابلها وتتفق معاها يا فندم وتمضي العقد."
مروان بتنهيد: "إذا كان على العقد أنا همضيه لما الأستاذ فاروق يجهزه، وإنت ابقى إدّيهولها تمضيه لما تقعد وتتفق معاها."
الأستاذ لبيب: "أنا مابتكلمش عن العقد وبس يا فندم،
أنا مش هينفع أقابلها علشان مش مسئول هنا. حضرتك المسئول هنا يافندم عن الشركة، وماينفعش أي حد يقابلها غير حضرتك يا فندم."
ورجع مروان لورا وسند ظهره على الكرسي بقلق، وحط
إيده على جبينه.
الأستاذ لبيب:"وهو فيه مشكله يا فندم إن حضرتك تقابلها؟"
وشال مروان إيده من على جبينه بقلق :
"ها… لا، مافيش مشكله ولا حاجه، بس أنا زي ما قلت لك مش فاضي، عندي شغل، علشان كده بقولك قابلها إنت."
الأستاذ لبيب : "أنا عارف يا فندم إن حضرتك وراك شغل،
بس ماينفعش حد يقابلها غير حضرتك، علشان حضرتك المسئول هنا عن الشركة، مش أي حد تاني."
ونظر مروان على المكتب، وقال لنفسه بقلق :
"أقابلها إزاي بس وأنا ماينفعش أقابلها… أعمل إيه بس؟"
(وبيفكر )
الأستاذ لبيب : "مروان بيه."
وسرح مروان سرح في تفكيره.
الأستاذ لبيب : "مروان بيه."
مروان : "ها.. ايوه يا أستاذ لبيب."
الأستاذ لبيب : "مالك يا فندم، حضرتك كويس؟"
مروان : "ها.. آه، كويس."
الأستاذ لبيب : "طيب أعمل ايه يا فندم؟ اتصل بيها؟"
مروان : "ها..."
الأستاذ لبيب : "بقول حضرتك اتصل بنجمة جمال."
مروان : "اتصل بيها يا أستاذ لبيب؟ انت معاك رقمها؟"
الأستاذ لبيب : "ايوه يا فندم، معايا رقمها في الورقة اللي عطيتها لنجوي السكرتيرة، اللي فيها أسمائهم. بس هو حضرتك اللي هتقابلها."
مروان : "ها... طيب، اتصل بيها وخليها تيجي يا أستاذ
لبيب."
الأستاذ لبيب : "حاضر يا فندم، هتصل بيها وهبلغ حضرتك."
مروان : "طيب."
الأستاذ لبيب : "طيب، أي أوامر تانية يا فندم؟"
مروان : "لا، اتفضل انت يا أستاذ لبيب شوف شغلك."
الأستاذ لبيب : "طيب، بعد إذنك يا فندم."
وقام ومشي.
وبينظر له مروان وهو ماشي، ولنفسه:
"أشوف نجمة إزاي بس؟ مش لازم أشوفها... بس إزاي وأنا قلت للأستاذ لبيب إنه يتصل بيها؟ لازم ألاقي حل قبل ما تيجي، علشان أنا مش هينفع أقابلها... بس إيه هو الحل ده اللي يخليني ماأشوفهاش ولا هي تشوفني بس؟"
(وبيفكر )
وخرج الأستاذ فتوح وقفل الباب وراه، وراح لنجوى ووقف قدام مكتبها:
"نجوي."
ونظرت نجوي:"ايوه يا استاذ لبيب، في حاجه؟ ولا ايه، مروان بيه عاوزني؟"
الأستاذ لبيب:"لا، مروان بيه مش عايزك… بس."
نجوي:"بس ايه؟"
الأستاذ لبيب:"بس الورقة اللي كان فيها أسماء الكتاب اللي متقدمين للمسابقة… اللي انا اديتهالك… فين؟"
نجوي:"ليه؟ هو حضرتك عاوزها ولا ايه؟"
الأستاذ لبيب:"امال بسأل عليها ليه يا نجوي؟ اكيد علشان عايزها… يعني هي فين؟ اوعي تكوني رمتيها."
نجوي:"لا يا استاذ لبيب، ما رمّتهاش."
الأستاذ لبيب:"طيب كويس، هي فين بقى؟"
نجوي:"استنى، أما أشوفها لك يا استاذ لبيب… بين الأوراق دي، هتلاقيها فيهم."
الأستاذ لبيب:"طيب."
"ونظرت نجوى للأوراق اللي على المكتب وبتدور فيهم.
وبينظر الأستاذ لبيب للأوراق.
وبتدور نجوي في الأوراق فلقت الورقه:
"أهي يا أستاذ لبيب، الورقة لقيتها."
(والتفت له)
الأستاذ لبيب: "طب كويس، هاتي بقى."
(ومده ايده)
نجوى: "اتفضل."
واخذ الأستاذ لبيب منها الورقة : "شكراً يا نجوى."
نجوى: "العفو يا أستاذ لبيب، بس انت عايزها ليه؟ ما هم الكتاب اللي أسماءهم هنا دخلوا لمروان بيه."
الأستاذ لبيب: "ايوه، ما أنا عارف يا نجوى إنهم دخلوا لمروان بيه، بس أنا عايزها علشان فيها أرقام تليفوناتهم، عشان نقدر نتواصل معاهم علشان المسابقة."
نجوى: "أهااا، طيب."
الأستاذ لبيب: "طيب عن إذنك بقى، عشان ورايا شغل."
نجوى: "اتفضل يا أستاذ لبيب."
وراح الأستاذ لبيب على مكتبه ودخل، وقعد على الكرسي، وحط الورقة قدامه على المكتب، ومسك سماعة التليفون ونظر على رقم نجمة وبيتصل بها.
في الجامعة، في المدرج:
وخلص الدكتور الشرح، وقال: "المحاضرة خلصت."
وقام وخرج من المدرج.
والتفت سلمى لنجمه: "بقول لك إيه يا نجمه، تعالي ننزل شويه، نجيب حاجة ناكلها ونقعد في الكافتيريا . كده كده المحاضرة التانية لسه قدامها شويه اعقبال ما تبدأ."
نجمه: "طيب بس…"
ورن تليفونها وهي على البنج: "استنى لما أشوف مين
يا سلمى."
سلمى: "طيب يا نجمه."
وأخذت نجمه تليفونها من على البنج، وباستغراب:
"رقم مين ده اللي بيتصل بي؟"
سلمى: "ردي، شوفي رقم مين ده."
نجمه: "طيب." (وفتحت الخط)
"الو."
الأستاذ لبيب: "الو، حضرتك الآنسة نجمه جمال؟"
نجمه: "ايوه انا، وحضرتك مين وجبت رقمي منين؟"
الأستاذ لبيب: "انا الأستاذ لبيب من شركة الشناوي."
نجمه: "الأستاذ لبيب؟"
(سلمى استغربت)
الأستاذ لبيب: "أيوه، اللي قابلت حضرتك عشان المسابقة
اللي جيتي حضرتك تقدمي فيها وأخدت رقمك."
نجمه: "طيب وحضرتك بتتصل بي ليه؟"
الأستاذ لبيب: "بتصل بحضرتك عشان أبلغك إن حضرتك
اللي كسبتي المسابقة."
نجمه بصدمة: "إيه؟!"
سلمى: "في إيه يا نجمه؟" وحطت إيدها على كتفها.
وشالت نجمه التليفون من على أذنها بصدمة:
"سلمى… أنا… أنا…"
سلمى: "انتي إيه يا بنتي مالك؟"
نجمه، بصدمة: "أنا كسبت المسابقة."
سلمى: "إيه! كسبتي المسابقة اللي انتي مقدمها فيها؟" وشالت إيدها من على كتفها.
نجمه: "أهااا." (وهزت رأسها)
سلمى بابتسامة وبصوت مرتفع: "مبروك!" (وحضنتها)
والتفتوا لهم زمايلهم اللي في المدرج باستغراب.
وطلعت سلمي نجمه من حضنها ونظرت لها بابتسامة:
"مبروك يا نجمه، أنا مش قلت لك إنك هتكسبِيها."
والتفتوا زمايلهم قدامهم باستغراب.
الأستاذ لبيب: "الو، حضرتك معايا؟ الو؟"
ونظرت نجمه وسلمى للتليفون،
سلمى: "مين اللي على الخط ده يا نجمه؟"
نجمه: "ده الاستاذ لبيب من شركه الشناوي."
سلمي بابتسامة: "أهاا طيب، ردي عليه يا نجمه."
نجمه: "ها طيب."
وحطت تليفونها على أذنها.
الاستاذ لبيب: "الو، آنسة نجمه."
نجمه: "أيوه، أنا مع حضرتك."
الاستاذ لبيب: "طيب، مبروك."
نجمه: "الله يبارك فيك."
الاستاذ لبيب: "طيب، لازم حضرتك تجي لنا دلوقتي في الشركة."
نجمه: "إيه، أجي الشركة؟"
الاستاذ لبيب: "أيوه."
نجمه: "طيب، وليه حضرتك أجي الشركة؟"
الاستاذ لبيب: "علشان مروان بيه يتفق مع حضرتك."
نجمه: "إيه…"
سلمي: "في إيه يا نجمه؟"
نجمه لنفسها باستغراب: "إزاي مروان عاوز يقابلني وأنا طلبت منه إني معتش أشوفه، وهو قالي إنه معتش هشوفه تاني… إزاي عاوز يقابلني؟"
الاستاذ لبيب: "آنسة نجمه، حضرتك معايا؟ الو؟"
نجمه: "ها أه يا فندم، مع حضرتك… هو أنا لازم أجي الشركة؟"
(سلمي اندهشت)
الاستاذ لبيب: "أيوه حضرتك، لازم تقابلي مروان بيه ويتفق معاكي."
نجمه بقلق: "بس…"
سلمي: "في إيه يا نجمه؟" وحطت إيدها على كتفها.
وشالت نجمه التليفون من على أذنها بقلق:
"عاوزني أروح له على الشركة دلوقتي؟"
سلمي بابتسامة: "طيب، روحي."
نجمه: "أروح إزاي بس؟ ما ينفعش أروح."
سلمي باستغراب: "ليه يا نجمه؟"
نجمه: "ها، علشان المحاضرات يا سلمي، ما ينفعش أسيب المحاضرات وأمشي."
سلمي بابتسامة: "لا، روحي يا نجمه، وأنا هبقي ابعت لك المحاضرات. أكيد هما عاوزينك علشان يتفقوا معاكي، روحي."
نجمه: "بس يا سلمي…"
وقطعت سلمي كلامها: "مابسش يا نجمه، روحي، ماضيعيش الفرصة دي. قولي له إنك جاية، يلا نجمه."
نجمه: "يا سلمى…"
سلمي: "ردي عليا، ماينفعش تسبيه على الخط كده. وقولي له إنك جاية، يلا."
الاستاذ لبيب: "ألو، أنسة نجمه، حضرتك معايا؟ ألو."
والتفت نجمه بقلق، وسلمي للتليفون.
سلمي: "ردي عليه يا نجمه وقولي له إنك جايه."
والتفت لها نجمه بقلق.
الاستاذ لبيب: "انسه نجمه، الو."
ونظرت نجمه وسلمي للتليفون.
سلمي: "ردي يا بنتي يلا وقولي له إنك جايه، يلا يا نجمه بقي."
ونظرت لها نجمه ثم لتليفونها بقلق، وحطته على أذنها: "الو، أيوه يا فندم، مع حضرتك."
الاستاذ لبيب: "طيب حضرتك لازم تشرفينا دلوقتي علشان مروان بيه يتفق معاكي على باقي التفاصيل."
نجمه: "طيب، أنا... أنا جايه لحضرتك."
(سلمي ابتسمت)
الاستاذ لبيب: "طيب ومبروك مرة تانية."
نجمه: "شكرا."
الاستاذ لبيب: "طيب مع السلامة."
نجمه بقلق: "مع السلامة."
وقفلت الخط.
سلمي بابتسامة: "مبروك يانجمه ياحبيبتي."
نجمه بابتسامة خفيفة: "الله يبارك فيكي ياسلمي."
ونظرت على شمالها.
سلمي: "أنا كنت متأكدة إنك هتكسبي المسابقة، علشان انتي أسلوبك حلو في الكتابة والرواية اللي انتي كتبها تحفة، وأهو كسبتي المسابقة. أنا مبسوطة أوي يانجمه علشان كسبتي المسابقة."
ونظره نجمه علي شمالها، ولنفْسها بقلق: "أروح أقابل مروان إزاي بعد اللي حصل بيني وبينه ده؟ وبعدين هو قالي إنه معتش هشوفه تاني علشان أنا طلبت منه كده. يبقى عاوز يقابلني إزاي؟ معقول يكون نسي إنه قالي كده؟ لا ما أعتقدش، لو كان نسي كان حاول يشوفني الأيام اللي
فاتت دي كلها. أمال إزاي عاوز يقابلني؟"
سلمي باستغراب: "إيه يابنتي مالك؟"
وحطت إيدها على كتفها.
نجمه بقلق: "ها، أيوه يا سلمي."
سلمي: "أيوه، إيه مالك؟ من ساعة ما عرفتي إنك انتي كسبتي المسابقة وإنتي ساكته، في إيه؟"
نجمه: "ها، لا مافيش يا سلمي، أنا بس مش مصدقها إني كسبت المسابقة."
سلمي بابتسامة: "ليه يابنتي؟ إنتي بتكتبي كويس، على فكرة، وتستاهلي فعلاً انك تكسبي المسابقة دي."
نجمه بابتسامة: "شكرا يا سلمي، ربنا يخليكي."
سلمي : "ويخليكي يا حبيبتي، يلا بقي قومي، روحي على الشركة."
نجمه بقلق: "ها… أروح الشركة؟"
سلمي: "أيوه قومي يلا، روحي علشان يتفقوا معاكي يلا."
نجمه : "بس…"
وقطعت سلمي كلامها: "مابسش قومي يلا يانجمه، وابقي كلمني تقولي لي عملتي إيه."
نجمه: "طيب، ماتجي معايا يا سلمى؟"
سلمي: "مش هينفع يانجمه."
نجمه: "ليه يا سلمي؟"
سلمي: "علشان أحضر المحاضرات، وبعدين هما عاوزينك إنتِ يا نجمه، مش هينفع أجي معاكي. يلا بقي قومي بدل ما تتأخري."
نجمه: "بس…"
وقطعت سلمي كلامها: "مابسش يا نجمه، إنتي قلقانة كده ليه؟ يا انتي مقلقتيش كده اذا كنت هتكسبي المسابقة ولا لأ. تقومي تقلقي؟ وانتي كسبها! قومي يلا، ومتقلقيش، إن شاء الله خير. يلا!"
نجمه: "طيب."
وأخذت شنطتها والكتب بتاعتها من على البنج وقامت.
سلمي: "ابقي كلمني لما تخلصي، ماشي."
نجمه: "طيب ياسلمي."
(ومشت)
وبتنظر لها سلمي وهي ماشية بابتسامة.
وخرجت نجمه من المدرج وماشيه، ولنفسها بقلق:
"هقابل مروان واتكلم معاه ازاي بس بعد اللي حصل ده
بيني وبينه."
ونازله على السلم:
"أنا صحيح سامحته على اللي قاله لي، بس أنا مش عاوزه أشوفه وأتكلم معاه. ازاي يخليني أكسب المسابقة بعد اللي حصل ده بيني وبينه؟ بيعمل معايا كده ليه؟ هو عاوز مني إيه تاني؟"
وخرجت من الكلية وماشيه:
"أنا مش فاهمة… أنا مش هقدر أقابله، أعمل إيه بس؟ياربي… أنا كنت عاوزة انسحب من المسابقة علشان ماأشوفهوش، أقوم أنا اللي أكسبها وأروح أشوفه كمان ليه كده بس؟"
وخرجت من الجامعة:
"أعمل إيه؟"
ووقفت قدامها:
"لو فكرت اني مروحش مش هينفع، علشان أنا قلت للأستاذ لبيب إني جايه… وفي نفس الوقت لازم أروح عشان أنا اللي كسبت المسابقة… أعمل إيه بس؟"
(وبتفكر)
في شركة الشناوي – في مكتب الأستاذ لبيب:
الأستاذ لبيب: "أما اتصل بمروان بيه بقي ابلغه إنّي كلمتها وهي جايه."
ومسك سماعة تليفون المكتب وبيتصل بنجوي.
في مكتب نجوى السكرتيرة:
وبتشتغل نجوى، ورن تليفون المكتب، فالتفت له ورفعت السماعة:
"ألو؟"
الاستاذ لبيب: "الو، أيوه يا نجوي، أنا الاستاذ لبيب."
نجوي: "أيوه يا أستاذ لبيب، في إيه؟"
الاستاذ لبيب: "بلغي مروان بيه إن أنا على الخط وعاوز أكلمه."
نجوي: "طيب يا أستاذ لبيب، خليك معايا على الخط."
الاستاذ لبيب: "طيب يا نجوي، أنا معاكِ أهوه."
نجوي: "طيب."
(وبتتصل بمروان بيه.....)
في مكتب مروان:
مروان بتفكير: "اعمل ايه بس لازم ألاقي حل قبل ما نجمة توصل… هي مش لازم تشوفني، بس ازاي بس؟"
ورن تليفون مكتبه، فالتفت له ورفع السماعة:
"ألو."
نجوى: "ألو، ايوه يافندم."
مروان: "ايوه يانجوي، في ايه؟"
نجوى: "الأستاذ لبيب على الخط، يافندم، وعاوز يكلم حضرتك."
مروان: "الأستاذ لبيب؟"
نجوى: "ايوه يافندم."
مروان: "طيب، حولي له الخط يا نجوي."
نجوى: "حاضر يافندم، الأستاذ لبيب."
الأستاذ لبيب: "ايوه يا نجوي."
نجوي: "مروان بيه مع حضرتك."
الأستاذ لبيب: "طيب يا نجوي."
وحولت نجوي الخط وحطت السماعة.
الأستاذ لبيب: "الو ايوه يافندم."
مروان: "الو ايوه يا استاذ لبيب."
الأستاذ لبيب: "انا اتصلت بنجمه جمال يافندم زي ما حضرتك طلبت."
مروان بقلق: "طيب كويس، وقالت لك ايه؟"
الأستاذ لبيب: "قالت لي انها جاي يافندم."
مروان: "جايه."
الأستاذ لبيب: "ايوه يافندم، قالت لي انها جايه بس."
مروان باستغراب: "بس ايه؟"
الأستاذ لبيب: "بس يافندم، اظهار هي مش عاوزه تجي."
مروان: "ايه اللي خلاك تقول كده يا استاذ لبيب؟ هي قالت لك حاجه؟"
الأستاذ لبيب: "لا يافندم، ما قالتليش، بس هي سالتني إذا كان لازم تيجي الشركة يعني، علشان كده أنا قلت إنها اظهار مش عاوزه تيجي."
مروان لنفسه بحزن: "لدرجتي يانجمه مش عاوزه تشوفني."
الأستاذ لبيب: "مروان بيه حضرتك معايا."
مروان بحزن: "معاك يا استاذ لبيب."
الأستاذ لبيب: "طيب يا فندم، هي على العموم شويه وهتوصل وحضرتك تقابلها."
مروان: "طيب يا استاذ لبيب، فيه حاجة تانيه؟"
الأستاذ لبيب: "لا يافندم، مافيش. أنا قولت بس أبلغ حضرتك إني اتصلت بيها وإنها جايه علشان حضرتك تقابلها."
مروان: "طيب يا استاذ لبيب، مع السلامة."
الأستاذ لبيب: "مع السلامة يا فندم."
وقفل مروان الخط بحزن: "لا يا أستاذ لبيب… هي هتجي، بس مش هتقابلني، علشان كده لازم ألاقي حل قبل ما تيجي… بس إيه هو بس؟"
وسند ايده على الكرسي، وحطها على جبينه:
"إيه هو الحل ده؟" (وبيحرك ايده وبيفكر)
أيوه، وثبت إيده: "هو ده الحل."
وشال إيده من على جبينه والتفت علي المكتب:
"مافيش غير الحل ده، كريم هو اللي يقابلها، بكده مش هشوف نجمه ولا هي تشوفني."
وأخذ تليفونه من على المكتب وبيتصل بكريم.
في عربية كريم:
وسايق كريم، وبقلق: "لازم اروح على المطبعة بسرعة علشان اعتذر من الأستاذ فتوح على اللي حصل ده."
ورن تليفونه، وسمعه: "مين اللي بيتصل ده؟"
وطلع تليفونه من جيبه، وهو مركز على الطريق، لقي مروان هو اللي بيتصل، وباستغراب:
"مروان! يا ترى بيتصل ليه تاني؟ ليكون بيتصل عشان
يبلغني إنه رافد الأستاذ فتوح… يارب ما يكون عمل كده."
وفتح الخط:
"الو… ايوه يامروان؟ أوعي تكون رافدت الأستاذ فتوح."
مروان بضيق: "لا، مرفدتش."
كريم بارتياح: "الحمد لله."
مروان : "الحمد لله! مالك قلقان عليه أوي كده إنه يترفد؟"
كريم: "علشان هو مالهوش ذنب يا مروان في اللي حصل ده، وماكنش المفروض تخصم له."
مروان بعصبية: "ما كانش المفروض أخصم له؟ أمال كنت عايزني أعمل إيه؟ أسيبه يغلط زي ما هو عايز وما حدش يكلمه؟ لا، هي زريبة من غير بواب علشان حضرتك، وهو تغلطوا زي ما أنتم عايزين وما حدش يكلمكم؟ لا يا أستاذ، فوق ده شغل، وأنا مش هسامح إن حد يغلط في الشغل وما يتعاقبش، فاهم؟"
كريم: "في إيه يا مروان؟ انت بتعاملني كده ليه؟ أنا أخوك على فكرة، ولا انت نسيت؟"
مروان بغضب: "لا مانسيتش إنك أخويا، وانا قلت لك قبل
كده إن الشغل ما لهوش دعوة إن انت أخويا. حاول تفصل
ان احنا اخوات في الشغل، علشان الشغل ما فيهش عواطف يا أستاذ، ولا علشان انت أخويا يعني أسيبك تغلط زي ما انت عايز في الشغل."
كريم: "أغلط إيه يا مروان؟! كل ده علشان اتأخرت شويه؟ وبعدين أنا اللي غلطت، بتعاقب ليه الأستاذ فتوح وتخصم له، وهو ماغلطش في حاجة وما لهوش ذنب في اللي حصل ده!"
مروان بعصبية: "بردك هتقول لي مالهوش ذنب!"
كريم: "أه يا مروان، هقول لك، علشان هو فعلاً مالهوش ذنب في اللي حصل ده، علشان تخصم له؟"
مروان بغضب: "أمال مين اللي ليه ذنب؟ ما هو لو كان حضرته شايف شغله كويس ما كانش كل ده حصل! ما كنتش حضرتك اتأخرت عن الشغل، بس هو مش شايف شغله كويس وسايبك تعمل اللي انت عايزه!"
كريم: "لا يا مروان، مش سايبني أعمل اللي أنا عايزه. وأنا بشتغل زي أي عامل هناك وانت بنفسك شفت ده لما جيت المطبعـة."
مروان: "لو حضرته مش سايبك تعمل اللي أنت عايزه، ما كنتش اتأخرت لغاية دلوقتي عن الشغل. وآه، أنا شفتك بتشتغل بس ما شفتش حضرته بيعاملك إزاي."
كريم: "هيكون بيعاملني إزاي يعني يا مروان؟ بيعاملني زي أي عامل في المطبعـة، وبعدين هو أساسًا ما يعرفش إن أنا اتأخرت علشان تقول كده."
مروان : "ما يعرفش؟ ما شاء الله، وتقول لي مالهوش
ذنب! أمال مين اللي يعرف؟ بما إن هو ما يعرفش، العمال اللي بيشتغلوا جوم الشغل ولا لا ؟ ولو كان بيعاملك زي أي عامل زي ما انت بتقول في المطبعـة، كان عرف حضرتك اتأخرت ليه لغاية دلوقتي عن الشغل. بس هو قاعد هناك بيعمل إيه ده؟ أنا مش عارف!"
كريم: "وهو هيعرف منين يعني يا مروان، إذا كان أنا ما كنتش أعرف إني هتاخر يبقى هو هيعرف؟ وبعدين أنا قلت لك أنا اتاخرت ليه، يبقى هو ذنبه إيه بقى علشان تخصم له يومين يا مروان؟"
مروان: "كل ده وحضرتك لسه بتقول لي ذنبه إيه؟ بس أنا اللي غلطان علشان افتكرت إنه بيعاملك زي أي عامل في المطبعة. بس مش مشكلة، هصلح الغلطة دي، بس مش وقته. لما نرجع البيت، أبقى أتكلم معاك، علشان أنا دلوقتي مش فاضي. قول لي، انت فين؟"
كريم: "أنا في العربية ورايح على المطبعة يا مروان."
مروان بعصبية: "رايح على المطبعـة؟ تهب إيه؟ قول لي كده، وانت مخصوم لك اليوم.رايح تشوف شغلك؟ طب ما كان من الأول كان لازمته ايه تتأخر؟ هو انت ليه بتعمل العكس؟ أنا مش فاهم."
كريم: "لا يا مروان، أنا مابعملش العكس ولا حاجة، وانا قلت لك انا اتأخرت ليه. وبعدين أنا رايح المطبعة علشان أعتذر من الأستاذ فتوح."
مروان بضيق: "تعتذر من الأستاذ فتوح؟"
كريم: "أه، رايح أعتذر منه."
مروان: "يعني غلطان ورايح يعتذر؟ مين غلطان؟ لا والله، حلوة!"
كريم: "أستاذ فتوح ما غلطش يا مروان، أنا اللي غلط."
مروان بغضب: "بردك ما غلطش، مصير بردك إن هو ما غلطش."
كريم بضيق: "آه يا مروان، هو ما غلطش. وبعدين، هو إيه اللي حصل لده كله ؟ يعني يا مروان، كل ده علشان اتأخرت شوية عن الشغل؟ الدنيا ما تهددش يعني يا مروان علشان أنا اتأخرت."
مروان : "ما اتهدتش!"
كريم: "آه، ما تهددش يا مروان علشان تعمل ده كله يعني؟"
ملخوظه / البارت ليه تكمله
تكمله البارت الخامس والثلاثين من عرض جواز
مروان بعصبيه:"اه صحيح انا بعمل ده كله ليه؟ الدنيا
ما تهددش يعني! حضرتك متاخر عن الشغل، وايه يعني؟
ما هي الدنيا ماتهددتش!لا، اتهدت لما صاحب العمل يتأخر
عن الشغل! يبقوا الموظفين هيعملوا ايه؟ قول لي كده، مش هيتاخروا هم كمان عن الشغل؟ما هما لقينين صاحب العمل متأخر وما يهموش الشغل، بقى هما اللي هيهمهم الشغل؟
وساعتها بقى اللي تعب فيه باباها الله يرحمه طول عمره يروح كده بسهولة. مش كده؟"
(وسكت كريم)
مروان:"ما ترد عليا! سكت ليه؟ مش ده اللي هيحصل؟"
كريم بقلق:"أنا آسف يا مروان."
مروان :"آسف؟! آه آسف! أنا عايزك تيجي لي الشركة دلوقتي."
كريم:"ليه؟ في إيه يا مروان؟"
مروان:"لما تيجي تبقى تعرف... سلام."
كريم:"استنى بس يا مروان!"
وقفل مروان الخط، ورمى التليفون قدامه على المكتب،
ورجع لورا وسند بظهره على الكرسي بغضب.
في عربية كريم:
كريم بقلق: قفل الخط، وشال التليفون من على ودنه،
ونظر له...
وبعدين التفت على الطريق:
"مروان معاه حق… أنا غلطت. ما كانش ينفع أتأخر عن الشغل.
لازم اهتم بالشغل أكتر من كده، وإلّا هيضيع كل اللي بابا عمله بسببي، زي ما قال مروان.
وأنا مش ممكن أسمح إن ده يحصل، ويضيع كل اللي تعب فيه بابا السنين دي كلها بسهولة كده.
بدل ما أحافظ عليه… يبقى أنا اللي ضيّعته؟!لا… أنا لازم أحافظ عليه، واهتم شوية بالشغل. مش هضيّعه.
أروح أعتذر من الأستاذ فتوح… وبعدين أروح لمروان الشركة أشوفه عايزني في إيه."
(والتفت لتليفونه، وحطه في جيبه، ونظر للطريق
وبيسوق.)
قدام الجامعة:
واقفة نجمة، ولنفسها بتفكير:
"اعمل ايه بس انا مش عايزه اشوف مروان، وفي نفس الوقت لازم اروح اشوفه.وانا مش هقدر اشوفه... اعمل ايه؟ايوه هو ده الحل: اتعامل معاه ولا ادني اعرفه، وما اديلوش فرصه يتكلم معايا في حاجه غير المسابقه.ولو حاول يتكلم في اي حاجه من اللي حصلت بيني وبينه، اتجاهلها.هو ده الحل ما فيش غيره.لازم اتكلم معاه في المسابقه وبس... واحاول اخلص بسرعه وامشي.
(وبقلق) اما اروح بقى... وامري الي الله."
ونظرت على يمينها، لقت تاكسي جاي:
"تاكسي!" (وشاورت له).
ووقف التاكسي.
وركبت نجمة وراه:
"اطلع يا أسطى على شركة الشناوي."
السواق: "حاضر." (وتحرك.)
في عربية كريم:
وسايق كريم لقي وصل للمطبعة، وبقلق:
"أديني وصلت على المطبعة، أركن بقى هنا علشان العمال ما يعرفوش إن العربية بتاعتي ويشكّوا. وأنزل بقى أعتذر من الأستاذ فتوح، وبعدين أروح لمروان في الشركة."
وركن العربية جنب المطبعة، ودخل مسرعًا، وماشي
ونظر حواليه:
"هو الأستاذ فتوح فين؟ تلاقيه في مكتبه، أما أروح أعتذر منه على اللي حصل له بسببي ده."
(ومشي مسرعًا.)
وبينظر فاتح قدامه بالصدفة وهو بيشتغل، لقى كريم:
" كريم".
ووقف كريم : "أيوه يا فاتح."
(وراح لعنده ووقف جنبه.)
فاتح: "إيه اللي أخرك كده يا كريم؟"
كريم : "ها… ما فيش يا فاتح، كنت في مشوار."
فاتح: "مشوار إيه ده يا كريم اللي اخرجك عن الشغل كده؟ وبعدين أنا اتصلت بيك!"
كريم: "اتصلت بيا؟"
فاتح: "أيوه، اتصلت بيك. أصل قلقت عليك لما ما جيتش الشغل، وافتكرتك تعبان ولا حاجة، عشان كده اتصلت بيك… بس تليفونك كان غير متاح."
كريم: "أهااا، لا ما تقلقش يا فاتح، أنا كويس."
فاتح: "طب الحمد لله إنك كويس، بس ما كانش ينفع إنك تتأخر عن الشغل كده يا كريم، ده الأستاذ فتوح على آخره."
كريم: "أيوه ما أنا عارف."
فاتح: "عارف! وعرفت منين يا كريم؟ هو كلمك؟"
كريم: "ها… حاجة زي كده يا فاتح، أنا هروح له بقى."
فاتح: "طيب ادخل له وربنا يستر بقى. آه صحيح، نسيت أقول لك… مش الأستاذ فتوح قال لنا النهارده إن الرواتب بتاعتنا زادت؟ مروان بيه زوّدها."
كريم بابتسامة: "أهااا، وانت مبسوط يا فاتح مش كده؟ علشان ده هيساعدك شوية، صح؟"
فاتح بابتسامة: "آه، هيساعدني يا كريم وأنا مبسوط، وبعدين مين اللي راتب بتاعه يزيد وما يبقاش مبسوط يا كريم؟ بس أنا زعلان علشانك، الأستاذ فتوح متضايق قوي علشان إنت اتأخرت."
كريم: "ما تقلقش يا فاتح، إن شاء الله مش هيحصل حاجة."
فاتح: "يارب يا كريم ما يحصلش حاجة… بس مش باين، علشان شكل الأستاذ فتوح ما يطمنش خالص يا كريم."
كريم: "طيب يا فاتح، أنا هروح أشوفه… عن إذنك."
فاتح: "اتفضل يا كريم، وربنا يستر."
كريم: "يارب"، ومشي.
وبينظر له فاتح وهو ماشي، ولنفسه بقلق:
"يارب ما يحصلش حاجة، وكريم ما يتخصملهوش اليوم، ويقبض معانا الراتب كامل من غير خصم. أما أشوف شغلي بدل ما الاستاذ فتوح يخصم لي."
ونظر على المكنة بتاعته وبيشتغل.
وراح كريم عند باب مكتب الأستاذ فتوح بقلق وخبط عليه.
الأستاذ فتوح: "ادخل."
ودخل كريم المكتب، وبيقفل الباب.
الاستاذ فتوح: "كريم، انت فين يا كريم؟ ايه اللي أخرك كده؟"
وقفل كريم الباب: "معلش يا أستاذ فتوح، انا آسف، بس ما كنتش اعرف والله ان ده كله هيحصل عشان اتأخرت."
ووقف قدام المكتب.
الأستاذ فتوح: "هيحصل؟ هو انت عرفت اللي حصل؟"
كريم: "ايوه يا أستاذ فتوح عرفت، مروان اتصل بيا وقال لي: أنا آسف يا أستاذ فتوح، حضرتك ما لكش ذنب في اللي حصل، علشان مروان يخصم لك يومين. أنا حاولت والله معاه بس."
الأستاذ فتوح: "بس معرفتش تقنعه إنه يلغي الخصم، مش كده؟"
كريم: "ايوه، بس حضرتك عرفت إزاي؟ هو مروان كلمك تاني؟"
الأستاذ فتوح: "لا، ما كلمنيش، بس أنا عارف، مروان بيه لما بيقول كلمة مش ممكن يرجع فيها ابدا مهما حصل."
كريم: "أهااا، أنا آسف يا أستاذ فتوح."
الأستاذ فتوح: "مافيش داعي للاعتذار يا كريم، اللي حصل حصل، والحمد لله إنها جات على قدها كده ومترفدتش."
كريم: "إزاي بس يا أستاذ فتوح؟ ما فيش داعي للاعتذار، حضرتك مالكش ذنب في اللي حصل ده، أنا اللي غلطان علشان اتاخرت، فأنا آسف."
الأستاذ فتوح: "خلاص يا كريم، ما تعتذرش، انت ما عملتش حاجة علشان تعتذر عليها. وبعدين، مروان بيه معه حق، خايف على الشغل، وأي حد مكانه كان هيعمل كده برده. بس هو قالك إنه خصم لك اليوم بتاع النهارده."
كريم: "أيوه، قالي يا أستاذ فتوح."
الأستاذ فتوح: "طيب، أنا آسف يا كريم،انا مضطر أخصم لك اليوم زي ما مروان بيه قال، حتى لو اشتغلت برده هيُتخصم لك اليوم."
كريم: "مافيش داعي إنك تعتذر يا أستاذ فتوح، اخصم لي اليوم علشان أنا أستاهل فعلاً انه يتخصم لي اليوم، علشان
أنا غلطان وماكانش لازم أتأخر عن الشغل."
الأستاذ فتوح: "طيب يا كريم، انت هتعمل إيه دلوقتي؟ هتشتغل ولا هتمشي؟"
كريم: "والله يا أستاذ فتوح، كنت عاوز أقعد أشتغل، بس
مش هينفع، لازم أروح لمروان الشركة علشان عاوزني."
الأستاذ فتوح: "طيب روح يا كريم، وبعدين ما فيش داعي إنك تشتغل، علشان كده كده زي ما قلت لك، لو اشتغلت هيتخصم لك اليوم. فاروح أحسن لمروان بيه. أنا ما بقولش كده علشان أقولك تعمل إيه وما تعملش إيه، لا يا كريم، لو عاوز تفضل تشتغل اتفضل، دي المطبعة بتاعتكم وأنا موظف عندكم مش أكتر. وأنا آسف لو كنت تطولت بالكلام، أنا قلت كده علشان مش عاوزك تتعب بس على الفاضي، وأنت مخصوم لك اليوم مش أكتر يا كريم والله."
كريم: "أنا عارف يا أستاذ فتوح إنت تقصد إيه، فما فيش داعي تحلف. وعلى العموم حتى لو أنا عاوز أفضل علشان أشتغل مش هينفع، زي ما قلتلك، علشان مروان عاوزني في الشركة، وأنا لازم أروح له. علشان لو ما رحتش هيضايق مني أكتر ما هو مضايق، وكفاية أوي اللي حصل لغاية دلوقتي يا أستاذ فتوح، فأروح له أحسن."
الأستاذ فتوح: "طيب يا كريم، وعلى العموم ما تقلقش. مروان بيه زي ما أنا شايف يعني، مش ممكن يضايق منك، علشان إنت أخوه وبيحبك يا كريم."
كريم : "طيب يا أستاذ فتوح، أنا لازم أمشي... عن إذنك."
الأستاذ فتوح: "اتفضل يا كريم."
(ومشي كريم.)
وبينظر له الأستاذ فتوح وهو ماشي بابتسامة.
وقف فاتح قدام ماكنته وبيشتغل، والتفت قدامه بالصدفة، لقى كريم جاي، وبقلق:
"ها يا كريم، عملت إيه مع الأستاذ فتوح؟"
وراح كريم لعنده ووقف قدامه:
"مافيش يا فاتح."
فاتح: "مافيش يعني ماخصملكش اليوم؟"
كريم: "لا، خصمه لي يا فاتح."
فاتح: "إيه! خصمه لك؟"
كريم: "أيوه."
فاتح: "ليه يا كريم، إنت ما اعتذرتش منه علشان اتأخرت؟"
كريم: "لا يا فاتح، اعتذرت منه."
فاتح: "طيب كويس، ولغى لك الخصم؟"
كريم: "لا يا فاتح، ما لغهوش."
فاتح: "ما لغهوش؟"
كريم: "أيوه، بس ما تقلقش، أنا مش زعلان."
فاتح: "مش زعلان إزاي بس يا كريم؟ أكيد إنت زعلان وبتقول كده وخلاص."
كريم: "لا يا فاتح، والله أنا مش زعلان. علشان أنا غلطان وما كانش لازم أتأخر عن الشغل. علشان كده انا مش زعلان، لأني أستاهل الخصم."
فاتح: "طيب ما إنت اعتذرت منه يا كريم، كان لازمته إيه بقى يخصم لك اليوم بس؟"
كريم: "علشان ده شغل يا فاتح، ومش لازم نتأخر عنه. وللأسف أنا عرفت ده متأخر. بعدين الأستاذ فتوح مالهوش ذنب، الخصم ده جاي من فوق."
فاتح: "من فوق؟ تقصد ايه يا كريم؟"
كريم: "ها.. لا ماقصدتش حاجة."
فاتح: "طيب، انت هتعمل إيه دلوقتي؟ هتمشي؟"
كريم: "آه، لازم أمشي علشان أخويا عاوزني أروح له ضروري."
فاتح: "ليه يا كريم، في إيه؟ خير؟"
كريم: "مش باين إنه خير خالص يا فاتح."
فاتح: "ليه يا ابني بتقول كده؟"
كريم: "أصل أخويا عرف إني ما رحتش الشغل النهارده ومتضايق مني على الآخر."
فاتح: "وهو عرف منين يا كريم إنك ما رحتش الشغل؟"
كريم: "ما هو اتصل بيا يا فاتح، وكان ايه عصبي ومتضايق قوي لدرجة اللي انا حسيت إنه عايز يطلع لي من التليفون من كتر عصبيته."
فاتح: "لدرجة دي يا كريم كان عصبي؟"
كريم: "أيوه يا فاتح، كان عامل زي البركان. وأنا بحمد ربنا ان انا ما كنتش قدامه ساعتها، وإلا ما كنتش أعرف هيحصل لي إيه."
فاتح: "ليه يعني ده كله يا كريم؟ هو حصل إيه علشان يبقى عصبي عليك قوي كده؟"
كريم: "أصل يا فاتح، أخويا بيحب الشغل قوي، وما بيمحسش بالغلط فيه، ولو حد غلط ببقى ليله سوده ومابيرحموش."
فاتح: "إيه؟ مابيرحموش؟"
كريم: "أيوه يا فاتح، مابيرحموش."
فاتح: "يا أخوك ده شكله صعب أوي يا كريم."
كريم: "صعب أوي يا فاتح، وخصوصًا في الشغل."
فاتح: "طيب، الحمد لله إنك بتشتغل مع مروان بيه، مش
مع أخوك ده يا كريم."
وضحك كريم، وقال: "أهااا."
وحط إيده على كتفه.
فاتح: "هو إنت بتضحك على إيه؟"
وبطل كريم ضحك، وبابتسامة: "ها، لا مافيش.. بس أخويا زي مروان بيه كده يا فاتح."
وشال إيده من على كتفه.
فاتح: "لا يا كريم ما تزعلش مني، أخوك ده مش زي مروان بيه.. يا مروان بيه مافيش زيه، طيب وأخلاقه عالية، ومن ساعة ما مسك الشركة بعد والده الله يرحمه."
كريم بابتسامة خفيفة: "الله يرحمه."
فاتح: "ومروان بيه عمره ما اتعامل معانا على إنه صاحب العمل وإحنا بنشتغل عنده، لا يا كريم.. دايمًا بيعاملنا زي أسرته. عمره ما زعل حد فينا، واللي بيغلط مننا بيعاقبه بس مش لدرجة إنه ما بيرحموش زي أخوك ده. ولما حد فينا بيبقى عايز حاجة، عمره ما اتأخر عنه.. بيعملها له.
تعرف أبويا الله يرحمه، كان دايمًا يقول لي: نفسي أشوفك
زي مروان بيه في طيبته وأخلاقه.تعرف بيقولوا إن مروان بيه عنده أخ، يا كريم؟"
كريم: "أخ؟"
فاتح: "أيوه.. بس عمره ما جه هنا ولا شفناه. إظهار إنه مسافر. أصل يعني لو كان هنا كان مسك الشغل مع مروان بيه، بس هو تلاقيه مسافر."
كريم: "أهااا.. طب يا فاتح أنا لازم أمشي علشان أروح لأخويا."
فاتح: "لا، خليك! هتروح له إزاي وهو عصبي كده؟ افرض عمل فيك حاجه وآذاك."
كريم بابتسامة: "لا، ما تخافش.. هو مش ممكن يآذيني."
فاتح: "ليه بقى؟ مش انت بتقول إنه كان عصبي وزي البركان لما كلمك، وكنت حاسس إنه عايز يطلع من التليفون علشان يتخانق معاك؟ يبقى مش ممكن يآذيك ليه بقى؟"
كريم بابتسامة: "علشان هو بيحبني يا فاتح. وعمره ما يفكر يآذيني، وبعدين لو أنا ما رحتلوش هيتعصب أكتر ويضايق، وساعتها بقى ما أضمنش هو ممكن يعمل إيه."
فاتح: "يبقى خلاص ما تروحش يا كريم، بدل ما تتأذي، وسيبه لما يهدى وبعدين روح له."
كريم: "ماينفعش يا فاتح، لازم أروح له علشان مش هيهدى غير لما يشوفني، وبعدين ما تقلقش… أنا معايا سلطة عليا."
فاتح: "سلطه عليا! تقصد إيه يا كريم بسلطه عليا؟"
كريم: "أقصد والدتي يا فاتح."
فاتح: "طيب وبتقول عليها سلطه عليا ليه؟"
كريم: "علشان والدتي من حقها تتصرف زي ما هي عايزه، وتأمر وتنهي، وإحنا علينا التنفيذ… أنا وأخويا."
فاتح: "طب كويس… يعني أخوك ما يعملكش حاجه قدامها، مش كده؟"
كريم بابتسامة: "آه طبعًا ما يقدرش يعمل حاجه، بقولك سلطة عليا يا فاتح… بس لو أنا قلت لها بقى."
فاتح: "قلت لها ليه؟ هو انت مش هتقول لها على اللي حصل ده؟"
كريم: "لا طبعًا مش هقول لها يا فاتح."
فاتح: "ليه يا كريم مش هتقول لها؟"
كريم: "علشان لو عرفت اللي حصل ده هتزعل، وأنا مش عايزها تزعل."
فاتح: "آها… طيب وهتعمل إيه مع أخوك وهو عصبي كده؟"
كريم: "مش عارف يا فاتح والله."
فاتح: "تعرف يا كريم… أنا بحمد ربنا إن أنا ما عنديش أخ."
كريم: "ليه يا ابني بتقول كده؟"
فاتح: "علشان ما بقاش زيك كده."
كريم: "ليه يا ابني؟ هو صحيح أخويا عصبي، بس طيب جدًا. ولما تقرب منه وتعرفه كويس هتعرف إنه طيب."
فاتح: "لا يا عم، شكرًا. مش عايز أقرب منه… أنا كويس كده."
كريم بابتسامة: "ليه؟ ما تقرب… تاخد لك شوية عصبية."
فاتح: "لا يا عم، شكرًا… أنا مرتاح كده مش عايز حاجة."
وضحك كريم : "طيب… أنا ماشي. سلام."
فاتح: "مع السلامة، وربنا يكون في عونك."
كريم بابتسامة : "يا رب يا فاتح… سلام."
وشاور بايده.
فاتح بابتسامة: "مع السلامة."
ونزل كريم ايده ومَشِي ، وبينظر له فاتح وهو ماشي بابتسامة.
وخرج كريم من المطبعة.
والتفت فاتح قدامه، ولنفسه: "أما أكمل شغلي بقى."
ونظر للمكنه وبيشتغل.
بره المطبعة:
ركب كريم عربيته، وتحرك.
"قدام شركة الشناوي:
في التاكسي:
وقف السواق : "وصلنا حضرتك."
ونظره نجمه من شباك التاكسي، وسرح بتفكيرها في مروان.
والتفت لها السواق باستغراب: "وصلنا حضرتك."
نجمه: "ها."
السواق: "وصلنا حضرتك على العنوان اللي حضرتك قلت
لي عليه."
ونظرت نجمة علي شركة الشناوي بقلق.
السواق: "هو حضرتك مش هتنزلي ولا إيه؟"
نجمة لنفسها بقلق: "والله نفسي ما أنزلش، بس لازم أنزل، ما قداميش حل تاني."
السواق: "هتنزلي حضرتك ولا أمشي ولا إيه؟"
نجمة: "لا، هنزل."
السواق: "طيب."
(ونظر قدامه)
وفتحت نجمه شنطتها وطلعت الفلوس ودفعت الحساب، ونزلت، ونظرت على الشركة ووقفت بقلق.
ومشى التاكسي.
وأخذت نجمة نفس وراحت عند الشركة بقلق، ودخلت،
وتذكرت اللي حصل معاها في مكتب مروان. فوقفت مكانها، ولنفسها:
"لا يا نجمة، لازم ما تفكريش في حاجة، أنت جايه هنا علشان المسابقة وبس، فحاولي تفكري في المسابقة وبس، ولازم تتعاملي مع مروان ولا ادينيك تعرفيه. أيوه، لازم أعمل كده."
والتفت على يمينها، لقت الموظف اللي شافته قبل كده لما جاءت تقدّم في المسابقة. فاراحت لعنده:
"لو سمحت."
الموظف: "أيوه يا فندم، مش حضرتك اللي جيتي تقدمي
قبل كده في المسابقة؟"
نجمه بقلق: "أيوه، أنا."
الموظف: "طيب، وحضرتك عايزة تقابلي الأستاذ لبيب بردك؟"
نجمه لنفسها: "أيوه، خليني أقابل الأستاذ لبيب أحسن، حتى يكون هديت شويه قبل ما أقابل مروان."
الموظف: "هو في حاجة حضرتك؟"
نجمه: "ها لا، ما فيش حاجة."
الموظف: "طيب، حضرتك عايزة تقابلي الأستاذ لبيب؟"
نجمه: "ها اه، عاوزه أقابل الأستاذ لبيب، هو موجود؟"
الموظف: "اه موجود، أقول له مين يا فندم؟"
نجمه: "قول له نجمه جمال."
الموظف: "طيب لحظة واحدة."
نجمه: "اتفضل."
وبعد الموظف شويه، ومسك سماعه التليفون وبيتصل بالاستاذ لبيب.
في مكتب الأستاذ لبيب:
وبيشتغل الأستاذ لبيب، ورن تليفون المكتب، فالتفت له
ورفع السماعة:
"الو".
الموظف سمير: "الو، أيوه يا أستاذ لبيب، أنا سمير."
الأستاذ لبيب: "أيوه يا سمير، في حاجة؟"
سمير : "أيوه يا أستاذ لبيب، فيه واحدة هنا اسمها نجمة جمال عايزة تقابل حضرتك، اللي جات قبل كده علشان تقدم في المسابقة."
الأستاذ لبيب: "آه، هي جات؟"
سمير : "أيوه يا فندم، جات وواقفة قدامي اهي."
الأستاذ لبيب: "طيب كويس، ابعتها لي يا سمير على مكتبي وأنا هقابلها."
سمير: "حاضر يا أستاذ لبيب، سلام."
الأستاذ لبيب: "مع السلامة."
وقفل سمير الخط وراح عند نجمه:
"اتفضلي حضرتك على مكتب الأستاذ لبيب، أنا أدّيته خبر وهو في انتظارك."
نجمه: "طيب، معلش، هو مكتبه فين؟ علشان أنا نسيت."
سمير: "المكتب تاني دور على إيدك الشمال."
نجمه: "طيب، شكرا."
سمير: "العفو."
ومشت نجمه، ولِنفسها بقلق: "أنا ما كنتش عايزه أكسب المسابقة دي، ليه بس أنا اللي كسبتها!"
وطلعت على السلم:
" يا ريتني كنت انسحبت منها ماكنتش جيت هنا دلوقتي عشان أشوف مروان."
ورايحة على مكتب الأستاذ لبيب:
" هو عاوز يشوفني ليه؟ هو عارف ومتأكد إني مش عاوزه أشوفه، ليه عاوز يشوفني؟ بقي أديني وصلت على مكتب الأستاذ لبيب… أهوه، ربنا يستر!"
ووقفت، وأخذت نفس، وخبطت على الباب.
الاستاذ لبيب: ادخل.
ودخلت نجمه ووقفت مكانها بقلق.
الاستاذ لبيب بابتسامة: "أهلاً يا آنسة نجمة."
وقام من على الكرسي: "اتفضلي." وشاور بايده.
وراحت نجمة لعنده، ووقفت قدامه بقلق.
الاستاذ لبيب: "مبروك فوزك في المسابقة."
نجمه: "الله يبارك فيكي."
الاستاذ لبيب: "طيب اتفضلي معايا."
(ومشى)
نجمه باستغراب: "على فين حضرتك؟"
ووقف الاستاذ لبيب: "على مكتب مروان بيه، هو مستني حضرتك، اتفضلي."
نجمه: "مستنيني."
الاستاذ لبيب: "ايوه، اتفضلي معايا."
(ومشى)
ووقفه نجمه مكانها، ولنفسها: "مستنيني إزاي وهو عارف إيه اللي حصل بينا؟ يبقى مستنيني إزاي؟ أنا عاوزة أفهم."
ووقف الاستاذ لبيب لقي نجمه واقفه مكانها لسه:
"هو في حاجة حضرتك؟"
نجمه: "ها لا، مافيش حاجة."
الاستاذ لبيب: "طيب، اتفضلي حضرتك، علشان مروان بيه مستني حضرتك."
(وشاور ناحية الباب)
نجمه: "ها طيب."
وخرَجوا من المكتب.
وماشيه نجمه معاه، ولنفسها: "إزاي مروان مستنيني؟ أنا مش فاهمه، عاوز يشوفني بعد كل اللي حصل ده؟ طيب إزاي وأنا قلت له إني معتش عاوزه أشوفك؟"
(وبضيق)
"ومع ذلك هو جابني لغاية هنا غصبن عني علشان يشوفني… ماشي، أنا هوريه وهعرفه إزاي يجبني غصبن عني… ماشي يا مروان."
ورحوا على مكتب مروان.
ونظر الأستاذ لبيب لنجوى وهي ماشيه ورايح لعنده.
ونظرت نجمة لباب مكتب مروان وهي ماشية بضيق، فوقفت بتنظر له.
في مكتب مروان:
قاعد مروان على كرسي مكتبه، وسنده ظهره عليه.
واحس بشعور غريب، والتفت على الباب:
"نجمة… أنا ليه حاسس إن نجمة هنا؟ لا هي أكيد مش هنا… هي لسه مجاتش. يبقى هنا إزاي؟ هي محتاجة شوية وقت اعقبال ما تجي… إمال أنا ليه حسيت كده؟ هو إيه اللي بيحصلي ده؟"
وسنده راسه على الكرسي، وهو بينظر للباب.
بره المكتب:
ووقفه نجمة، وبتنظر لباب مكتب مروان بضيق، والتفت للأستاذ لبيب، وراحت وراه.
ووقف الأستاذ لبيب قدام مكتب نجوي:
– "نجوي."
ونظرت نجوي: "ايوه يا أستاذ لبيب."
والتفت لنجمه فاستغربت.
الأستاذ لبيب: "الآنسة نجمه جمال، مروان بيه منتظرها. فبلغيه أنها جاءت."
وظهر على نجمه القلق.
نجوي: "حاضر يا أستاذ لبيب، هبلغه."
الأستاذ لبيب: "طيب عن إذنكم، علشان أنا ورايا شغل."
نجوي: "اتفضل يا أستاذ لبيب."
ومشي الأستاذ لبيب، وبتنظر له نجوي وهو ماشي، والتفت لنجمة:
"اتفضلي حضرتك."
نجمة: "ها."
نجوي: "اتفضلي." وشاورت على الكرسي اللي قصدها. "اتفضلي اقعدي، اعقبال ما بلّغ مروان بيه إن حضرتك هنا."
نجمه: "شكراً." وقعدت على الكرسي وحطت شنطتها والكتب بتاعها على رجلها.
نجوي: "عن إذنك." وقامت.
نجمه بتوتر: "اتفضلي."
وراحت نجوي علي مكتب مروان بيه وخبطت على الباب.
مروان: "ادخل."
وشال راسه من على الكرسي.
ودخلت نجوي، وقفلت الباب، ورايحة له.
مروان: "في إيه يا نجوي؟"
ووقفت نجوي مكانها: "في آنسة بره يا فندم، عاوزة
تقابل حضرتك."
مروان: "آنسة مين؟"
نجوي: "الآنسة نجمة جمال يا فندم."
مروان بدهشة: "إيه؟!"…........نتبع
بقلم : Asmaa Salah
•تابع الفصل التالي "رواية عرض جواز" اضغط على اسم الرواية