البارت الثالث والثلاثين من عرض جواز
توقفنا لما جمال: ها إيه يا نجمه؟ شكلك نسيتي إنك مقدمة في المسابقة، مش كده؟
نجمه: آه يا بابا، نسيت فعلاً.
وبحزن: بقولك إيه يا بابا، أنا عايزة أنسحب من المسابقة دي.
والدها بدهشة:إيه! وساب لقمة العيش من إيده؟!
تنسحبي من المسابقة؟!
نجمه بحزن: آه يا بابا.
والدها باستغراب: ليه يا نجمه؟ إيه اللي حصل؟
نجمه بقلق: ها… ماحصلش حاجة يا بابا، بس أنا مش عاوزة أكمل المسابقة دي.
والدها: ماحصلش حاجة إزاي؟ أكيد فيه حاجة حصلت خليتك عاوزة تنسحبي من المسابقه ، قولي لي يا حبيبتي، في إيه؟
نجمه بارتباك: ها… مافيش حاجة يا بابا، أنا من الأول ماكنتش عاوزة أقدم فيها، بس انا قدمت علشان خاطرك انت يابابا، بس انا دلوقتي مش عاوزة أكمل في المسابقة دي.
والدها: طيب ليه؟ دي فرصة كويسة جداً ليكي، وإن شاء الله تكسبي المسابقة، انتي بتكتبي حلو.
نجمه بحزن: يا بابا، أنا مابفكرش أساساً في المسابقة علشان أفكر ان اكسب ولا لأ، وانت اللي لسه مفكرني دلوقتي إن انا مقدمة في المسابقه.
والدها: طيب ليه يا نجمه مابتفكريش فيها؟
نجمه: علشان انا مش عاوزة أكون فيها يا بابا.
والدها: طيب ليه يا حبيبتي؟ دي فرصة كويسة ليكي.
نجمه: وأنا مش عاوزة الفرصة دي يابابا، وعلشان خاطري وافق إني أنسحب من المسابقة دي يا بابا.
والدها:أوافق إزاي بس يا نجمة؟مش لما أفهم الأول انتي عاوزة تنسحبي ليه؟
نجمه: كده يا بابا، عاوزة أنسحب وبس.
والدها: تنسحبي وبس؟! يعني إيه يا نجمه؟ لازم حصل حاجة علشان تقولي كده! وبعدين دي مسابقة كويسة، وتلاقي فيها كتاب كتير مقدمين فيها ، غير كده كمان أنا قابلت مروان، وهو شاب محترم.
نجمه باستغراب: قابلته؟!
والدها: أيوه، لما كان عند عم شفيق، قابلته وسلمت عليه، وشكله إنسان محترم يا نجمه. وانتي كمان قابلتيه، يعني مافيش حاجة يانجمه علشان عاوزة تنسحبي من المسابقة بعد ماقدمتي فيها.
نجمه بحزن: أنا عاوزة أنسحب وخلاص يا بابا.
والدها: ليه طيب يا نجمه؟ قولي لي يا حبيبتي، عاوزة تنسحبي ليه؟
نجمه بقلق: مش عاوزه أكمل وخلاص يا بابا، علشان خاطري وافق إني أنسحب من المسابقة دي. صدقني يابابا، أنا مش هكون مرتاحة لما اكمل فيها.
والدها: طيب ليه يا نجمه مش هتكوني مرتاحة؟ أنا عاوز أعرف إيه اللي حصل ما خليكي مصيره كده انك تنسحبي
من المسابقه بعد ماقدمتي فيها.
نجمه: مافيش حاجة يا بابا، بس مش عاوزه أفضل فيها وخلاص.
والدها:شوفي يا حبيبتي، انتي خايفة، وأنا عارف، علشان
دي أول مرة تدخلي فيها مسابقة.
بس إنك تنسحبي منها بعد ما قدمتي، يا نجمة، ده غلط.
صدقيني يا حبيبتي، لو انسحبتي منها دلوقتي، هتفضلي طول عمرك خايفة ومترددة،ومش هتنجحي في حاجة طول ما انتي خايفة ومترددة كده.
وهيضيع مستقبلك، وأنا مش ممكن أشوف مستقبلك بيضيع وأقف أتفرج.
علشان كده، أنا مش موافق يا نجمة إنك تنسحبي من المسابقة دي.
نجمه: ليه يا بابا؟
والدها:علشان مش عاوزك تبقي كده يا نجمة… خايفة ومترددة.أنا عاوزك تبقي قوية، وماتخافيش من حاجة مهما حصل.انتي لسه صغيرة، وياما هتواجهي في حياتك لسه.
علشان كده، أنا عايزك قوية، مش ضعيفة بالشكل ده.
أنا مش هعيش لك طول العمر يا نجمة.
نجمه: بعد الشر عليك يا بابا، ما تقولش كده.
والدها:هي دي الحقيقة يا نجمة،أنا مش هعيش لك طول العمر.علشان كده يا حبيبتي، أنا عايزك تبقي قوية،وتواجهي أي حاجة مهما كانت صعبة.ما تخليش خوفك يا حبيبتي يدمر لك مستقبلك.عمر الإنسان الخايف ما بيحقق حاجة يا نجمة،
علشان خوفه بيتملكه، وبيخليه خايف طول العمر.
وأنا مش عايزك كده يا حبيبتي،أنا عايزك تواجهي، وتكسري خوفك ده،وتحققي كل اللي بتحلمي بيه.
نجمه: خلاص يا بابا، هكمل في المسابقة، بما إنك عايز كده.
والدها:يا حبيبتي، مش أنا اللي عايز...المفروض إنتي اللي تكوني عايزة كده.ده مستقبلك إنتي يا حبيبتي، مش مستقبلي أنا،وإنتي اللي تقرري فيه.
وأوعي تفتكري إن انا بفرض عليكِ رأيي،أو عايزك تعملي حاجة غصبن عنك يا نجمة... لا.أنا بنصحك،علشان شايف اللي بتعمليه ده غلط.
وصدقيني،لو كنت شايف من الأول إنك مش هتقدري على المسابقة دي،ما كنتش شجعتك، وخليتك تقدمي فيها.
نجمه: خلاص يا بابا، انا هكمل فيها… بس صدقني، أنا مش هكسبها.
والدها:حتى لو ماكسبتيهاش يا حبيبتي،أهو اسمك جرّبتي.
يعني إنتي مش خسرانة حاجة.وفي الحالتين،اذا كنت هتكسبي أو تخسري هتفضلي تكتبي برده،والمسابقة دي هتدي لك حافز أكتر ان لو في مسابقه تانية تقدمي فيها
صدقيني يا حبيبتي،كل ده لمصلحتك إنتي.
نجمه: طيب يا بابا.
والدها: طيب، ما حدش كلمك من شركة الشناوي؟
نجمه : لا يا بابا ما حدش كلمني.
والدها : طيب يا حبيبتي إن شاء الله هيكلموكي.
نجمه لنفسها بحزن: يا رب مايكلموني يا بابا علشان أنا مش عايزه أشوف مروان تاني. صحيح أنا دايما بفتكره ومش عارفه ليه، بس مش عايزه أشوفه تاني، وهو كمان ماحاولش يشوفني تاني من ساعة ما طلبت منه، زي ما يكون ما صدق خلص مني! وتلاقيه نساني كمان، وأنا زعلانة ليه؟ ما أنا كمان مش عايزه أشوفه! عشان كده يا رب مايكلموني.
والدها : طب يا نجمه أنا أقوم أغير هدومي علشان ما اتأخرش على المدرسة.
نجمه : ها، طيب يا بابا.
والدها : طيب، إنتي مش هتقومي تلبسي انتي كمان ؟ إنتي مش رايحه الكلية ولا إيه؟
نجمه : لا، رايحه يا بابا، بس شوية كده وهقوم ألبس.
والدها:طيب يا حبيبتي.
قام ومشي.
ونظرت نجمه قدامها، وتذكرت مروان لما كانت عنده في الشركة بحزن.
في فيلا الشناوي:
خرج مروان من غرفته، ونظر علي الغرفة وهز رأسه، وقال لنفسه:
ـ لا… نجمة أكيد مش هنا، بس أنا شوفتها…تلقيني بيتُهَيَأ لي إني شوفتها!أنا بقى بيتُهَيَأ لي؟ معقول ده؟!أما أروح أشوف كريم ده بدل ما يتهيأ لي زيادة.
وقفل باب الغرفة، وراح على غرفة كريم، وخبط على الباب، ودخل.لقى كريم نايم، فاراح لعنده ووقف جنبه.
ـ كريم! اصحى… اصحى يا كريم!
(وقعد جنبه على السرير)
ـ انت يا ابني، اصحى!
وحط إيده على وش كريم، وقال:
ـ ما تصحى يا ابني بقى…
وهز راسه، وشال إيده.
وفاق كريم من النوم لقى مروان جنبه، وبنعاس: إيه يا مروان؟! هي ماما شوية وانت شوية، عايزين مني إيه؟ خلّيني أنام بقى!
ومسك الغطا وحطه على وشه.
ومسك مروان الغطا اللي على وش كريم وشاله:
ـ تنام إيه يا ابني انت؟!انت مش وراك شغل؟قوم يلا!
ونظر له كريم بنعاس:يادي الشغل!بقول لك إيه يا مروان… ارفدني أحسن!
(وشاور بإيده)
ـ وسيبني بقى، خليني أنام.
مروان باستغراب : ارفدك؟!
كريم : أيوه، ارفدني علشان أخلص وأعرف أنام.
(وبيتاوب)
مروان بضيق : ارفدك إيه وزفت إيه؟! ولد قوم يلا، مش كفاية زهقت ماما وما رضيتش تقوم؟
كريم : أيوه يعني ماما هي اللي بعتاك؟ قول كده بقى.
مروان : آه، ماما هي اللي بعتاني، ويلا قوم بقى.
كريم : ماشي يا ماما، انت بتشتكيني؟
مروان : أمال عايزها تعمل إيه يعني؟! ما هي قاعدة تصحيك وانت مش راضي تصحي! ويلا قوم!
كريم : طيب، روح انت وأنا جاي وراك.
مروان : لا، مش رايح! انت هتقوم دلوقتي، يلا قوم!
كريم:طيب... وقعد على السرير.
تعرف يا مروان؟أنا اللي جبته لنفسي!أنا إيه اللي خلاني أوافق إني أشتغل؟!فكنت بقوم وبنام براحتي، وماحدش بيصحيني!
مروان:والله، ما حدش غصبك إنك تشتغل!انت اللي وافقت وقررت كده.
وقام من على السرير.
ـ وبما إنك قررت كده، يبقى لازما تتحمل قرارك ده!ويلا قوم، 10 دقايق بالظبط وألاقيك تحت عشان تفطر، فاهم؟
وشاور بإيده.
كريم:إيه يا مروان 10 دقايق دي؟!هو احنا في معسكر هنا ولا إيه؟!بقول لك إيه يا منظم انت،
وشاور بإيده.
ـ أنا هنزل براحتي، وأنام براحتي!مش معنى إني بشتغل يبقى خلاص ماعدتش هعرف أعمل اللي أنا عايزه،لا، أنا حر!
مروان بنرفزة : والله؟!
كريم بعنطزة : أيوه طبعًا!
مروان بضيق : طيب، شوف بقى! 10 دقايق بالظبط، لو ماكنتش تحت علشان تفطر، أنا هيكون ليا معاك تصرف تاني! بس التصرف ده مش هيكون من أخ لأخوه، لا، التصرف ده هيكون بين رئيس الشركة اللي هو أنا، وبين العامل اللي بيشتغل عنده اللي هو انت! شاور عليه.
كريم باستغراب : إيه "بشتغل عندك" دي يا منظم؟! انت
على فكرة أنا أخوك!
مروان : آه، انت أخويا في البيت بس، مش اخويا في الشغل! وانت دلوقتي هتتأخر على الشغل، عشان كده هتصرف معاك كرئيس شركة، مش كأخ، ومش هيعجبك التصرف اللي انا هعمله! علشان كده قوم أحسن!
كريم بدهشة: إيه ده، انت بتهددني ولا إيه يا مروان؟!
مروان : والله، اعتبره زي ما تعتبره! زي ما قلت لك، 10 دقايق بالظبط وتكون تحت، وإلا بقى انت حر! ومشي.
وبينظر له كريم وهو ماشي : ماشي يا مروان! علشان أخوك الصغير يعني تقوم تهددني؟!أنا هشتكيك على فكرة!
ووقف مروان والتفت له باستغراب:وهتشتكيني لمين بقى
إن شاء الله؟!
كريم : هشتكيك للسلطة العليا، طبعًا!
مروان بدهشة: السلطة العليا؟!
كريم : آه، السلطة العليا! أمال انت فاكر إيه؟! مش معنى إن انا "عامل" عندك يعني يبقى ما اعرفش أخد حقي! لا، يا أنا كريم الشناوي، يا منظم انت، يعني أعرف أخد حقي كويس، والسلطة العليا دي هتجيب لي حقي منك كويس قوي!
مروان : ومين بقى السلطة العليا دي اللي هتجيب لك حقك مني بقي؟! … أهااا عرفت! طيب، اشتكي لها!
كريم باستغراب : إيه ده؟! يعني مش همك يعني ولا ايه ؟!
مروان : لا، مش هاممني لو اشتكت لها، علشان السلطة العليا دي معايا!
كريم بدهشة : معاك؟!
مروان:آه، معايا!واشتكي لها وشوف!يلا بقى قوم، بطل كلام!
وزي ما قلت لك… 10 دقايق بالظبط ألاقيك تحت!
(وشاور بإيده)
ـ علشان ما أتصرفش معاك تصرف…مش هيعجبك.
كريم : انت بتهددني تاني يا منظم انت؟! طيب أما اشتكي للسلطة العليا، وهتشوف هتاخد لي حقي منك ولا لا!
مروان بابتسامة ماكرة : طيب، اشتكي! ونشوف السلطة العليا دي هتاخد لك حقك ولا لا! ونصيحة مني كأخ، يعني،
ما تشتكيش!
كريم باستغراب : ما اشتكيش؟! ايه خفت دلوقتي؟! ما انت ما كنتش خايف من شويه وبتقول ما يهمكش !
مروان : لا، ما خفتش، وأخاف من إيه يعني؟
كريم : أما انت مش خايف، بتقول لي ما اشتكيش ليه بقى؟!
مروان : بقول كده علشانك انت، مش علشاني أنا على فكرة. (وشاور بايده)
كريم : علشاني أنا؟!
مروان : أيوه، علشانك انت!
كريم :إزاي يعني علشاني أنا؟! إيه اللي إنت بتقوله ده يا منظم إنت؟!ما تقول لي اللي انت خايف…علشان كده بتقول لي "ما اشتكيش" وخلاص!وبلاش تقول لي بقى "علشاني" وما أعرفش إيه!
مروان : طيب خلاص، اشتكي بقى، وانت حر! استلقى
وعدك بقى!
كريم : استلقى وعدي ليه يعني؟ هيحصل إيه؟
مروان بابتسامة ماكرة : مش هقول لك، مش أنا خايف؟! هتعرف لما تشتكي… ويلا قوم! ومشي.
وبينظر له كريم وهو ماشي، والتفت قدامه، وقال لنفسه باستغراب:
ـ استلقى وعدّي! ليه؟! هيحصل إيه؟
ونظر له وقال:
ـ استنى يا منظم انت!
وسمعه مروان وهو ماشي، وابتسم، وما وقفش.
كريم: استنى يا مروان!
ونط من على السرير، وراح مسرعًا لعنده، ومسكه من دراعه ووقّفه.
والتفت له مروان:إيه؟ عاوز إيه تاني؟أنا مش فاضي لك
على فكرة!
وشال دراعه من إيده.
كريم : مش فاضي لي إيه؟! أنا أخوك على فكرة، وليا حق عليك! وبعدين، قول لي، استلقى وعدي ليه؟! إيه اللي هيحصل؟
مروان بابتسامة ماكرة : لا مش هقول لك، واشتكي بقى براحتك! وماشي.
ومسكه كريم من دراعه ووقفه:إيه يا مروان ده؟!ما تقول إيه اللي هيحصل! ده أنا أخوك!
وساب دراعه.
والتفت له مروان بابتسامة : لا مش هقول، مش أنا خايف؟! روح بقي اشتكي براحتك للسلطة العليا وشوف ردها إيه، واخلص بقى والبس !
وماشي.
وبينظر له كريم وهو ماشي:ماشي يا مروان!على فكرة، أنا مش خايف، ومش هيحصل حاجة!والسلطة العليا بتحبني على فكرة، وهتجيب لي حقي منك!أنت بتقول لي كده بس علشان تخوفني وما اشتكيش…بس أنا هشتكي على فكرة!
استلقى انت بقى وعدك!
ووقف مروان عند باب الغرفة، والتفت له بابتسامة:
ـ طب اشتكي، أنا أساسًا عايزك تشتكي!
والتفت قدامه ومشى.
وبينظر له كريم وهو ماشي باستغراب.
وخرج مروان من الغرفة، والتفت له بابتسامة، وقفل الباب وراه.
ونظر كريم للباب ولنفسه بقلق:
هو يقصد إيه يا ترى؟ لا… لا، أكيد مش هيحصل حاجة! هو بيخوفني بس علشان ما اشتكيش للسلطة العليا! بس أنا هشتكي عشان آخد حقي منه… أما أروح ألبس بقى!
على السلم:
ونازل مروان على السلم، لقى عايشة جاية:
ـ الفطار جاهز يا عايشة؟
ونظرت له عايشة ووقفت:صباح الخير يا فندم.
مروان : صباح الخير، جهزت الفطار؟
عايشة : أيوه يا فندم، جاهز وعلى السفرة، وأنا كنت جاية أقول لحضرتك، انت وكريم بيه، ووجدان هانم إن الفطار جاهز.
ونزل مروان من على السلم:طيب يا عايشة.
ووقف.
ـ بس هي ماما مش على السفرة؟
عايشة : لا يا فندم، مش على السفرة.
مروان:طب يا عايشة، روحي قولي لماما إن الفطار جاهز.
عايشة:حاضر.
(ومشت)
وراح مروان على السفرة، وشد الكرسي وقعد عليه.
ونظر للفطار، و اتذكر نجمة وهي خايفة من الكلب،
وسرح بابتسامة.
وراحت عايشة على غرفة وجدان هانم، وخبطت على الباب.
وجدان، وهي واقفة قدام المرايا بتمشط شعرها، والتفت للباب:
ـ ادخل.
ودخلت عايشة، لقيت وجدان هانم واقفة قدام المرايا:
ـ الفطار جاهز تحت يا هانم.
وجدان : طب يا عايشة، روحي انتي، وأنا جاية وراكي على طول.
عايشة: حاضر يا هانم.
وخرجت من الغرفة، وقفلت الباب وراها.
ونظرت وجدان في المرايا، ومشطت شعرها، وقالت لنفسها:
ـ أما اتصل بنجمة كده أطمن عليها… أعرف هي بقالها فترة ليه ماكلمتنيش؟ ليكون تعبانة ولا حاجة؟!
وراحت، وأخذت تليفونها، وقعدت على السرير، وبتتصل بنجمة.
في شقة نجمة:
على السفرة:
قاعدة نجمة على الكرسي، سرح بتفكيرها في مروان بحزن ورن تليفونها وهو على المكتب في غرفتها.
في فيلا الشناوي:
في غرفة وجدان:
وجدان باستغراب: هي ما بتردش ليه؟ يا رب تكون كويسة… أما اتصل تاني يمكن ترد.
وبتتصل بيها، وبقلق:
– بردك ما بتردش! يا ترى ما بتردش عليا ليه؟أنا ما زعلتهاش في حاجة… تلاقيها مشغولة ولا حاجة.
بس بردك، لو مشغولة، هتسمع التليفون وترد!ليكون تعبانة؟!
أنا لازما أطمن عليها… بس إزاي؟ لو روحت لها، مروان هيعرف، وهيزعل علشان أنا روحت لها.
ما هي، بما إنها مابتتصلش، يبقى أكيد تعبانة، أو في حاجة.
أنا لازم أعرف إذا كانت كويسة ولا لأ…بس إزاي؟!
وبتفكر.
في شقة نجمة:
خرج جمال من غرفته، وراح على السفرة، ووقف جنب نجمة، وطلع فلوس من جيبه:
– امسكي يا نجمة يا حبيبتي، مصروفك أهو عشان المواصلات.
ومدّ إيده.
وسرح نجمه بتفكيرها في مروان بحزن.
جمال باستغراب: نجمة؟
وسرح نجمه بتفكيرها في مروان بحزن.
والدها باستغراب : نجمه
وسرح نجمه بتفكيرها في مروان بحزن
وقعد والدها على الكرسي اللي قصادها، وهو بيبص لها بدهشة:
ـ نجمه...
وحط إيده على كتفها.
والتفت له نجمة:ها؟ أيوه يا بابا.
جمال باستغراب:أيوه إيه؟ مالك يا حبيبتي؟
نجمة بارتباك:ها… مافيش، يا بابا!
والدها: ما فيش إزاي يا نجمة؟ أنا قاعد أكلمك وإنتي ولا هنا! غير كده، أنا ملاحظ إنك متغيرة ومش زي عوايدك… ودايما سرحانة! في إيه يا حبيبتي؟
نجمة بقلق: مافيش حاجة يا بابا.
والدها: هو أنا مش عارفك يا نجمة؟ انتي هتخبي عليا؟
قولي لي يا حبيبتي لو في حاجة .
نجمة بتوتر: مافيش حاجة يا بابا، وأنا كويسة.
والدها : طيب يا حبيبتي، امسكي بقي مصروفك أهوه.
ومده ايده بالفلوس
والتفت نجمة لإيده،وأخذت الفلوس،ونظرت له بابتسامة.
والدها: طيب، أنا ماشي يا حبيبتي، رايح المدرسة… عايزة حاجة؟
نجمة بابتسامة: لا يا بابا، شكرًا.
والدها: طيب يا حبيبتي. (وقام)
ـ خلي بالك من نفسك… ماشي؟ولو في حاجة، كلميني.
نجمة بابتسامة: حاضر يا بابا… وإنت كمان، خلي بالك من نفسك.
والدها بابتسامة : طيب.
(ومشي)
وبتنظر له نجمة وهو ماشي، بابتسامة خفيفة.
وخرج والدها من الشقة، وقفل الباب وراه.
والتفت نجمة قدامها، وقالت لنفسها بحزن:
"أما أقوم ألمّ الأطباق، وألبس أنا كمان علشان أروح الجامعة."
في فيلا الشناوي – غرفة وجدان:
قاعدة وجدان على السرير، وماسكة تليفونها، ولنفسها بتفكير :
"أعمل إيه بس علشان أطمن على نجمة؟ دي بقالها فترة ما اتصلتش...معنى كده إن فيه حاجة، وأنا لازم أطمن إذا كانت كويسة ولا حصلها إيه.
بس إزاي؟أيوه، مافيش غير كريم هو اللي يقدر يروح لنجمة.
ومروان مش هيعرف بحاجة.
أما أروح أقوله... بس يا رب يكون مروان عرف يصحي الكسلان ده."
وقامت، ومعها تليفونها، وخرجت من الغرفة.
وراحت على غرفة كريم، وفتحت الباب، ودخلت الغرفة.
– كريم؟
(وبتنظر على السرير، ما لقيتش حد.)
وباستغراب:
– هو راح فين ده؟
ووقفت:
– ما هو كان لسه نايم من شوية هنا...
وخرج كريم من الحمام، وبينظر لقى والدته واقفة:
– إيه يا ماما؟
ووقف مكانه.
والتفت له والدته بخضة:
– أهااا...
كريم: إيه يا ماما، اتخضّيتي كده ليه؟
والدته: اتخضّيت كده ليه؟ مش تعمل حاجة قبل ما تتكلم، ولا لازم تخش هجم كده؟
كريم بابتسامة:"أدخل هجم إيه يا ماما؟ دي غرفتي!"
والدته: "حتى يا سيدي لو غرفتك، برده شايفني واقفة ومش واخدة بالي، اتنحنح ولا اعمل أي حاجة بدل ما تخضني كده! والله أنا هيجرى لي حاجة من عمايلك دي."
وراح لها كريم، والفوطة على شعره، ووقف قدامها
بابتسامة:
– "بعد الشر عليكي يا قمر انتي."
ومسك خدها .
والدته: "ولد، اتلم!"
وشالت إيده من على خدها، وضربته على كتفه.
كريم بابتسامة: "خلاص يا ماما."
وشالت والدته إيدها من على كتفه:
– "إنما كويس إنك صحيت."
كريم: أعمل إيه في المنظم بتاعك؟ فضل يزن جنبي لغاية ما عرفتش أنام، وقومت.
والدته: إيه "المنظم بتاعتي" دي؟! ماتلمّ! (وبتضربه على كتفه)
–اتكلم عن أخوك كويس.
كريم: خلاص يا ماما، كفاية ضرب! هتكلم عليه كويس... خلاص.
ووقفت والدته ضرب:
– طيب، اسمعني بقى علشان أنا عاوزاك.
كريم باستغراب: "عاوزاني؟"
والدته: "أيوه."
كريم : "إنتي بقيتي بتكلمي جد كده ليه؟! ده شكل الموضوع مهم بقى!"
والدته: "اهااا… مهم! بس قولي الأول، فين مروان؟"
كريم: "معرفش، هو صحاني ومشي، بس تلاقيه قاعد تحت على السفرة علشان يفطر."
والدته: "طيب، كويس… استنى بقى."
وراحت عند الباب، وقفلته، ورايحه لعنده.
كريم باستغراب: في إيه يا ماما؟! قفلت الباب!دي مش مريحاني... شكلك كده يا قمر إنتي ناوية على مصيبة.
والدته بنرفزة: مصيبة في عينيك! أنا برده بتاعة مصايب؟!
ووقفت قدامه.
كريم:"لا طبعا، هي قطتي برده بتعمل مصايب.
وبابتسامة:
ـ هي بتعمل بس كوارث."
والدته بغضب:"ولد! انت هتلم ولا هضربك تاني؟"
كريم :"طيب، وعلى إيه؟ هتلمّ يا ماما، أنا مش قدّك، وانتي ضربك صعب… وكفاية اللي أنا ضربته."
والدته:"طيب، اقعد ساكت بقى، خليني أقولك أنا عاوزاك في إيه قبل ما مروان يجي."
كريم باستغراب:"قبل ما مروان يجي؟ يبقى ناوية على كارثة يا ماما! أنا قولت كده من الأول!"
والدته بغضب:"خلاص، مش هقولك، ومش عاوزة منك حاجة! أنا غلطانة علشان جيت لك."
(وماشية)
ومسك كريم إيدها ووقفها:
– إيه يا ماما، إنتي قفشتي كده ليه؟! أنا بهزر!
والدته بضيق: بتهزر إيه وزفت إيه؟ هزار رخم زيك!
كريم: ماشي يا ستي، مقبولة منك وخلاص. معتش هزار، وهقعد ساكت كمان.قولي لي بقى عاوزاني في إيه؟
(وشال إيده)
والدته بغضب: طيب، عاوزاك تروح لنجمة بيتها.
"كريم استغراب"
والدته: مردتش ليه؟
كريم: "أتكلم يعني؟"
والدته: أمال يعني هتفضل واقف ساكت كده؟ ما تتكلم!
كريم: طيب... أروح لنجمة بيتها ليه يا ماما؟ عاوزاني أروح لها؟
والدته: أصل أنا اتصلت بيها، وهي ما بتردش عليا.
كريم: يعني علشان ما بتردش عليكي يا ماما، عاوزني أروح لها على البيت؟
والدته: أيوه، وكمان علشان بقالها فترة ما بتتصلش بيّ.
كريم: "ما بتتصلش بيكي؟"
والدته: أيوه، فأنا قلقانة لتكون تعبانة ولا حاجة. علشان كده عاوزك تروح لها البيت وتشوفها إذا كانت كويسة ولا لأ. مش أنت عارف بيتها ووصلتها عليه قبل كده؟
كريم: "أيوه، عارفه…"
والدته:طيب خلاص، روح شوفها كويسة ولا لأ، وابقى
كلّمني طمّني.
كريم: طيب، ما تروحي لها انتي ياماما؟
والدته: هو أنا مستنياك تقولي يعني؟ ما فكرت في كده، بس مش هينفع أروح لها.
كريم: مش هينفع تروحي لها ليه بقى ياماما؟
والدته: علشان مروان لو عرف إني روحت شفتها هيزعل وهيضايق، زي ما اتضايق لما عرف إني بكلمها.علشان كده عاوزك إنت تروح لها.
كريم: طيب يا ماما، ما هو لو عرف مروان برده إن انا رُوحت لها، هيضايق مني.
والدته: مش هيضايق ولا حاجه.
كريم: ليه بقى؟
والدته: علشان أنت كده كده خارج يا كريم علشان تروح الشغل، أبقى عدّي عليها قبل ما تروح الشغل، شوفها وكلمني.
كريم: بس ياماما، انا خايف لمروان يعرف، وساعتها هيزعل مني، ومش بعيد معتش يكلمني تاني.
والدته: لا، مش لدرجتي يا كريم.
كريم: لا يا ماما، لدرجتي هو أنتِ مش عارفة يا ماما، وأنتِ شُوفتِي بنفسك هو كان مضايق قد إيه ومتعصب لما عرف بس إن إحنا جبنا تليفون نجمة، وأنتِ كلمتها. تخيلي بقى لما يعرف إن أنا روحت لنجمة البيت، هيعمل إيه؟
والدته بقلق: طيب، والعمل؟
كريم: مش عارف ياماما، بس انتي كلمتي نجمه امتى؟
والدته: من شويه، اتصلت بيها مرتين، وهي مابتردش، وبقالها فترة ماتكلمنيش.
كريم: غريبه، لتكوني زعلتيها في حاجه ياماما؟
والدته: لا يا كريم، مازعلتهاش في حاجه، يا بالعكس، آخر مرة كلمتها كنا بنتكلم عن الرواية بتاعتها.
كريم: الرواية؟
والدته : ايوه، اللي هي كانت بعتها لي علشان اقراها.
كريم: اهااا.
والدته: وانا خلصتها، وقلت لها رأيي إن الرواية حلوة.
كريم: وهي حلوة فعلا يا ماما، ولا انتي بتجمليها وخلاص؟
والدته: لا يا كريم، والله مش بجملها، الرواية حلوة فعلا، وبس هو ده اللي حصل، ومن ساعتها بقى ما كلمتنيش.
كريم: غريبه، طيب انتي ما اتصلتيش بيها تاني يا ماما؟
والدته: لا، ما اتصلتش بيها يا كريم تاني، بعد ما مروان
عرف ان انا بكلمها، قلت أخفف اتصالاتي بقى شوية علشان مايضايقوش، وكمان علشان ما عطلش نجمه عن مذاكرتها، فقلت ان هي اللي تتصل بقى وخلاص، وما اتصلتش من ساعة ما كلمتها، وبتصل بيها ما بتردش، أنا قلقانة عليها قوي يا كريم.
كريم: ما تقلقيش يا ماما، إن شاء الله تكون كويسة، بس غريبة فعلا انها ما اتصلتش تاني بما ان آخر مكالمة بينكم كانت كويسة، ليكون اتخانقت هي ومروان، علشان كده ما اتصلتش بيكي يا ماما تاني.
والدته باستغراب: اتخانقت هي ومروان؟
كريم: ايوه يا ماما، ممكن يكونوا اتخانقوا مع بعض، ما انتي عارفة انهم مش بيطيقوا بعض.
والدته: ايوه، انا عارفة، بس مروان هيشوفها فين تاني علشان يتخانق معاها يا كريم؟
كريم: اه صحيح يا ماما، لا يا ماما، ممكن تكون نجمه راحت له الشركة تاني، انتي ناسية إن هي مقدمة في المسابقة اللي عملها مروان؟
والدته: اه صحيح، يا انا كنت ناسية ان نجمه مقدمة في المسابقة اللي عملها مروان، بس مروان هيتخانق معاها ليه؟
كريم: معرفش يا ماما، ممكن يكونوا شدوا مع بعض في الكلام واتخانقوا، ما انتي عارفة مروان.
والدته: ايوه، عارفة، اهااا، علشان كده لما كلمته عن نجمه من شوية قالي "انسيها".
كريم: "تنسيها"؟ وهو انتي كلمتي مروان عن نجمه يا ماما؟
والدته: ايوه، كلمته، أصل أنا لما روحت غرفته وحكيت له على اللي حصل، وأنا دلوقتي فهمت هو قال كده ليه، اتاريه متخانق معاها وانا ما اعرفش، بس مروان هو اللي اتخانق معاها، انا مالي بقى؟ نجمه تزعل مني انا ليه بقى؟
كريم: مالك ازاي يا ماما؟ بس مش انتي والدته؟ يبقى نجمة هتكلمك ازاي بس ياماما وهي متخانقة مع مروان؟ أكيد زعلانة طبعاً، علشان كده ماعدتش بتكلمك.
والدته بضيق: طيب، ومروان يتخانق معاها ليه من الأساس؟ هو مش عارف إنها عندها ضيق تنفس، والعصبية مش كويسة علشانها يعني؟
كريم: انا عارف بقى يا ماما، وبعدين انتي مالك مضايقة كده ليه؟
والدته: مضايقش ازاي يعني؟ هي البنت ناقصة؟ مش كفاية اللي هي فيه، يقوم يجي أخوك ويزودها عليها؟ ولا هي علشان طيبة يعني يقوم يتخانق معاها كل شوية؟
كريم: وانا مالي يا ماما؟ انتي بتزعقي لي انا ليه؟ هو انا اللي اتخانقت معاها؟ ده مروان، مش انا.
والدته: طيب، وماشيه.
كريم: استني يا ماما، رايحة فين؟
ووقفت والدته والتفت له بضيق:
– رايحة أشوف الأستاذ ده اللي كل شوية ينكد على البنت ده!أنا مش فاهمة هو بيعمل معاها كده ليه؟!
و التفت قدامها وماشيه.
ومسك كريم إيدها ووقفها:
– اهدي بس يا ماما.
والدته: اهدي إيه وزقت إيه يا كريم؟ هو بيعمل في البنت
كده ليه؟ دي طيبة وأخلاقها عالية وزق ما فيش بعد كده، ومن ساعة ما عرفتها ما قلتليش كلمة تجرحني، يقوم ابني يعمل معاها كده؟ يعني ابعد يا كريم خليني أنزل للأستاذ ده أشوفه هو بيعمل مع البنت دي كده ليه.
كريم: طيب يا ماما استني، هنشف شعري وأجي معاكي.
والدته: لا، ابقى حصلني.
(وشالت إيدها من إيده ومشت.)
وبينظر لها كريم وهي ماشية، ولِنفسه بقلق:
– ربنا يستر... أما أروّح أمشّط شعري بسرعة وأنزل.
وخرجت والدته من الغرفة ونزلت، وراحت على السفرة.
لقيت مروان قاعد على الكرسي، وباصص قدامه وبيبتسم.
فوقفت جنبه باستغراب:
– مروان؟
وسرح مروان بتفكيره في نجمة بابتسامة.
وبتنظر له والدته بدهشة وقعدت قصاده على الكرسي:
– مروان؟
وسرح مروان بتفكيره في نجمة بابتسامة.
في غرفة كريم:
ووقف كريم قدام المرايا، ومشط شعره، ولنفسه بقلق:
– أما أروح أشوف ماما... ربنا يستر وما تتعصبش على
مروان زي ما حصل المرة اللي فاتت.
وأخذ تليفونه ومفتاح العربيّة وخرج. وحطهم في جيب الجاكت، ونزل جري على السلم.
وراح مسرعاً على السفرة، لقى والدته ومروان ساكتين،
فوقف جنبهم.
"والتفت له والدته باستغراب"
كريم بقلق:في إيه يا ماما؟ أنتم ساكتين كده ليه؟
والدته:مش عارفة، بنادي على أخوك ومش بيرد.
كريم باستغراب:مش بيرد؟
والدته:أيوه.
ولقى كريم مروان بيبتسم، فقال باستغراب:
– هو ماله يا ماما؟ بيبتسم ليه؟
والدته: مش عارفة يا كريم… مروان!
وسرح مروان بتفكيره في نجمة بابتسامة.
كريم: مروان!
(وحط إيده على كتفه)
والتفت له مروان: ها؟ في إيه؟
(ونظر لوالدته)
والدته: إنت اللي فيه إيه؟ مالك؟
مروان: ها؟ مافيش يا ماما.
كريم: مافيش إزاي؟! أمال إنت كنت بتبتسم ليه؟
(وشال إيده من على كتفه)
مروان باستغراب: إيه؟! ببتسم؟
والدته: أيوه، كنت بتبتسم.
مروان: بتبتسم إيه يا ماما! أنا ماكنتش ببتسم ولا حاجة.
كريم: لا، كنت بتبتسم يا مروان، وبعدين أنا وماما قاعدين نكلمك وانت ولا هنا!كنت سرحان في إيه أوي كده لدرجة إنك مش حاسس باللي حواليك؟
مروان بارتباك: ها؟ لا، مافيش حاجة.وبعدين أنا ماكنتش سرحان ولا حاجة.
(ونظر قدامه)
كريم: ماكنتش سرحان إيه؟
(وراح الناحية التانية، وشد الكرسي، وقعد قصاده، ونظر له بابتسامة)
– يا انت كنت في دنيا تانية يا منظم، وشكل الدنيا دي عجبتك أوي بما إنك كنت بتبتسم كده.
مروان بضيق: لا يا خفيف، أنا ماكنتش في دنيا ولا حاجة!
وبطل ظرف بقى… ينفع؟
كريم بابتسامة: لا، ماينفعش!وقولي بقى… انت كنت بتبتسم ليه؟علشان أبتسم معاك؟
مروان بغضب: قلت لك ماكنتش ببتسم! وقعد ساكت بقى… وبطّل ظرفك ده!
كريم بابتسامة: ماشي يا عم… شكلك كده مش عاوز حد يبتسم معاك، وعاوز تبتسم لوحدك.
مروان بضيق: كريم!
والدته: خلاص بقى يا كريم، مش وقته هزارك ده.
كريم: خلاص يا ماما، قعدت ساكت أهو.
والدته بضيق: قولي يا مروان، إيه اللي عملته ده؟
كريم بقلق: خلاص بقى يا ماما، مش وقته الكلام... يلا نفطر.
والدته بغضب: لا، وقته! ولو عاوز تفطر، افطر وانت ساكت... فاهم؟
كريم: لا، مش هفطر لما تخلصوا كلام… وهقعد ساكت أهو.
مروان باستغراب: في إيه يا ماما؟ مالك مضايقة ليه؟
إيه اللي حصل؟
والدته : إيه اللي حصل؟! انت اتخنقت مع نجمة ليه تاني؟
مروان بدهشه: اتخنقت مع نجمة؟
والدته: أيوه، هو انت كل ما هتشوفها تتخانق معاها بالشكل ده؟انت مش عارف إنها تعبانة وعندها ضيق تنفس؟ يعني والدكتور قالك بنفسه إنها لازم تكون هادية،يبقى بتتخانق معاها ليه؟
مروان:هتخانق معها فين يا ماما؟ هو أنا شوفتها علشان أتخانق معها يعني؟
والدته:ماشوفتهاش إزاي؟! هي مش جتلك الشركة تاني علشان خاطر المسابقة اللي انت عملها، واللي هي مقدمة فيها؟
مروان باستغراب:جت لي الشركة؟ مين اللي قالك يا ماما إن نجمة جت لي الشركة تاني؟
والدته: محدش قالي، بس تصرفات نجمة معايا بتقول إنك اتخانقت معها تاني، وبعدين أنت بنفسك لسه قايل لي من شوية "انسيها"، ده معناته إنك اتخانقت معها.
مروان:لا يا ماما، أنا ما اتخانقتش معاها.ولما قلت لك "انسيها" ده علشان مش عاوزك تقربي منها وتفضلي تتكلمي معاها، مش أكتر.بس أنا ما اتخانقتش معاها يا ماما.وبعدين، تصرفات إيه دي اللي نجمة بتعملها معاكي علشان تقولي كده؟
كريم: أما أنت ما اتخانقتش معاها يا مروان، أمال ما بتردش على ماما ليه؟
مروان باستغراب: ما بتردش عليها؟ وهو أنتي اتصلتِ بيها يا ماما؟
والدته: آه، اتصلت بيها مرتين وما ردتش عليا.
مروان: طيب ليه يا ماما عملتي كده؟ مش أنا قلت لك "انسيها"؟
والدته:"انساها" إزاي يعني يا مروان؟بعد ما تعرفت عليها وحبتها، جاي دلوقتي تقولي "انسيها"؟
مروان: أيوه يا ماما، انسيها ومعتيش تتصلي بيها، علشان
هي مش هترد عليكي.
والدته باستغراب: مش هترد عليا؟
مروان: أيوه يا ماما، مش هترد عليكي.
كريم: ليه يا مروان؟ نجمة مش هترد! مش أنت قولت إنك ما اتخانقتش معها؟
والدته: ولا أنت اتخانقت معها وبتقولنا كده وخلاص يا مروان؟
مروان:لا يا ماما، أنا ما بقولش كده وخلاص،أنا فعلاً مش متخانق معاها،ولو كنت متخانق معاها، كنت قلت.وبعدين أنا أساساً ما بشوفهاش علشان أتخانق معاها.
والدته:ما بتشوفهاش ليه يا مروان؟هي مش في المسابقة اللي أنت عاملها؟
مروان:آه ياماما، في المسابقة، بس هي قدمت الروايه بتاعتها ومعتش جات الشركه تاني،وانا معتش بشوفها ياماما،علشان كده ياماما، معتيش تتصلي بيها،علشان لو اتصلتي بيها هي مش هترد،وانسيها زي ماقلت لك ياماما.
والدته بقلق:"انساها" إيه يا مروان؟ليكون البنت تعبانة!يا أنت كده قلقتني أكتر ما أنا قلقانة، يا مروان!
ونظر مروان لإيدها، ومسكها، والتفت لها:
"وتقلقي ليه يا ماما؟ هي كويسة،ومافيش داعي إنك تبقي قلقانة بالشكل ده، يا ماما.
كريم:وعرفت إزاي يا مروان إنها كويسة؟مش إنت قلت إنك معتش بتشوفها؟
والدته بقلق: أيوه، عرفت منين؟
مروان بارتباك: ها، أهو عرفت وخلاص يا ماما، ومعتيش تتصلي بيها.
والدته: أنت شايفها يعني وبترد علشان تقولي معتيش تتصلي بيها يا مروان؟
مروان:صدقيني يا ماما، الأحسن إنك تنسيها زي ما قلت
لك.وبعدين، إنتِ حبتيها قوي كده إزاي يا ماما؟وإنت ما
تعرفيهاش أوي علشان تبقي قلقانة عليها بالشكل ده.
كريم:لا، ماما عرفت كل حاجة عن نجمة من ساعة ما اتولدت يا مروان.
مروان باستغراب: عرفت كل حاجة عنها؟
كريم: أيوه، وأيه! من أول مكالمة، والله يا مروان.
مروان بدهشة:من أول مكالمة؟! إزاي يا ماما عرفتي عن نجمة كل حاجة من أول مكالمة؟
والدته: مافيش، قعدنا نتكلم أنا وهي وعرفت عنها كل حاجة.
مروان: وهي قالت لك كده عادي كل حاجة عن نفسها؟
والدته: آه، قالت لي.
مروان باستغراب: إيه ده! قالت لك إزاي؟ دي مجنونة؟ هي تعرفك منين علشان تقول لك كل حاجة عنها؟
كريم:ما هي نجمة ما تعرفش يا مروان اللي ماما عاوزة تعرف كل حاجة عنها،هي كانت بتدردش معاها دردشة عادية كده،
وماما بقى بذكائها عرفت عنها كل حاجة.
مروان:اهااا، وحتى لو تعرف،هتقول لها برده يا كريم؟
علشان دي مجنونة!
والدته: ما تقولش عليها كده تاني، سامع؟!
(وضربته على إيده)
ونظر مروان لإيده اللي ماسك بيها إيد والدته، والتفت لها:
– إيه يا ماما، انتِ هتضربيني علشانها ولا إيه؟على فكرة، أنا اللي ابنك، مش هي!
والدته: أيوه، ما أنا عارفة إن انت اللي ابني ومش محتاج تقول لي،بس ما تتكلمش عليها كده تاني، نجمة مش مجنونة… دي عاقلة جدًا على فكرة.
مروان: آه، عاقلة أوي!
كريم: آه يا ماما، اضربيه علشان بيهددني!
والدته: بيهددك؟
كريم: آه يا ماما، ولما قولت له إني هشتكي للسلطة العليا،
قالي ميهموش يا ماما، وقالي: روح اشتكي!
والدته بدهشة: السلطة العليا؟
كريم: آه يا ماما، وخدي لي حقي بقى منه!
والدته باستغراب: بس قولي الأول مين السلطة العليا دي
يا كريم؟
مروان بابتسامة: أنتي يا ماما.
والدته بدهشة: أنا؟
كريم: آه يا ماما، أنتي.
مروان: ما هو مسميكي السلطة العليا هنا يا ماما، علشان
أنتي والدتنا، ومن حقك تتصرفي زي ما أنتي عاوزه.
والدته بابتسامة: اهااا، طيب، مروان هددك ليه يا كريم؟
مروان: قولها، أنا هددتك ليه؟
كريم: أنت شايفني خايف يعني؟ ما أنا هقولها أهوه!
والدته باستغراب: هو في إيه؟
كريم: أنا هقولك يا ماما، بس تاخدي لي حقي.
والدته: مش لما أعرف الأول إيه هو حقك ده يا كريم علشان أخده لك؟
كريم: أنا هقولك يا ماما.
والدته: طيب، قول.
كريم: طيب. (وحكى لها على اللي حصل)
بس خدي لي حقي بقى منه!
مروان: قولي ياماما أنا غلطان.
والدته: آه طبعاً غلطان يا مروان، ازاي تهدد كريم علشان يقوم؟
مروان: هو ماكنش هيقوم غير كده يا ماما، وبعدين مش
انتي اللي جيت لي علشان أصحيه؟
والدته: أيوه جيت لك علشان تصحيه، مش تروح تهدده يا مروان! وبعدين، مش هيقوم غير كده ليه؟ في طريقة تانية علشان تقومه بيها، وهيقوم أسرع كمان من إنك تهدده… وياريتني كنت عملتها، بس مجتش على بالي غير دلوقتي.
كريم باستغراب: طريقة تانية؟
والدته: أيوه، طريقة تانية وتخليك تقوم من أول مرة.
مروان بدهشة: طريقة إيه دي يا ماما؟
(وساب ايدها)
والدته: إنك تكب عليه مياه، وهو يقوم بسرعة بدل ما تقعد تتكلم معاه!
كريم بدهشة: إيه؟! يكب عليه مياه؟!
والدته: أيوه، بذمتك مش هتقوم من على السرير على طول لو إحنا كبينا عليك مياه؟
مروان بابتسامة: والله فكرة حلوة يا ماما، وهو فعلاً هيقوم على طول من على السرير.
والدته: شوفت؟ حتى الفكرة عجبت مروان يا كريم!
كريم: انتم بتهرجوا... صح؟
والدته: وهنهرج ليه يا كريم؟ إحنا بنتكلم بجد.
مروان بابتسامة: آه يا كريم، دي فكرة حلوة فعلاً وهتخليك تقوم بسرعة… تبقي تكبي عليه مياه يا ماما.
كريم بنرفزة: إياكي يا ماما تعملي كده وتكبي عليا مياه وأنا نايم!
والدته باستغراب: ليه يا كريم؟
كريم: ليه إيه ياماما؟ يعني أنا جاي لك علشان أشتكي لك من اللي عمله، تقومي إنتي عاوزة تعملي أكتر من اللي عمله! فيه إيه ياماما؟ أنا مش ابنك ولا إيه؟
والدته: لا، ابني طبعاً، وأنا بعمل كده علشان إنت ابني.
كريم: تعملي كده علشان أنا ابنك؟ أمال لو ماكنتش ابنك بقى، كنتي عملتي فيا إيه ياماما؟
والدته: ماكنتش عملت حاجة يا كريم، لو إنت مش ابني، صدقني الفكرة دي هتخليك تقوم بسرعة.
مروان بابتسامة: اهااا، يا كريم، إنت مش موافق ليه على الفكرة؟ دي حلوة.
كريم: حلو إيه وزفت إيه يامروان؟ إيه الحلو اللي فيها؟ أنا عاوز أفهم! وبعدين، بما إنها عجبتك أوي كده، خلاص ياماما، كبي عليه هو المياه.
مروان باستعجال: لا ياماما، إوعي تعملي كده!
كريم: ليه بقى إن شاء الله؟ هي مش عاجباك وبتقول عليها حلوة؟
مروان: أيوه، عاجباني، بس هتكب عليا مياه ليه؟ أنا بقوم لوحدي، إنت اللي مش بتقوم لوحدك، يبقى هتكب عليه أنا ليه بقى؟ نفذيها عليه هو ياماما.
كريم: لا ياماما، ماتسمعيش كلامه، وإياكي تكبيها عليا، أنا ممكن كده أتعب! هو إنتم عاوزين تخلصوا مني ولا إيه؟
والدته: لا طبعاً، مش عاوزين نخلص منك يا كريم، يا إحنا بنساعدك، مش بنخلص منك.
كريم: انتم كده بتساعدوني.
والدته: اه يا كريم، بنساعد علشان تقوم بسرعه ومتتأخرش علي شغلك او علي كليتك.
كريم: لا يا ماما، انا مش عاوز المساعدة دي، وانا هقوم لوحدي.
مروان باستغراب: هتقوم لوحدك؟ لا مصدقش.
كريم: لا، صدق يا اخويا، هقوم لوحدي، ولو يعني ماقومتش، ابقي صحيني يا ماما زي ما انتي بتصحيني، وبلاش تكبي عليه مياة يا ماما.
والدته: ما انت مش بتقوم يا كريم لما بصحيك.
كريم: لا، هقوم يا ماما، اوعدك اني هقوم، بس بلاش، علشان خاطري، الفكرة الهباب دي.
مروان: خلاص يا ماما، بدل وعد، يبقى هينفذ وعده، وهيقوم، ولو ما قامش، ابقي نفذي الفكرة، بس أنا متأكد إنه هيقوم، ومش هتحتاجي إنك تنفذي الفكرة دي.
والدته: طيب خلاص، مش هنفذها، علشان وعد إنه هيقوم.
كريم بارتياح: الحمد لله.
مروان بابتسامة: الحمد لله، يا انت كنت مرعوب بقي.
كريم: أيوه طبعًا، مش كان هيكب عليه مياه كل يوم! طبيعي يعني أكون مرعوب.
والدته بابتسامة: طيب يا سيدي، اطمن... اهوه مش هيكب عليك مية، اهوه.
كريم: ما أنا اطمنت يا ماما، الحمد لله وارتحت كمان... اللي مش هيكب عليّا مياه وأنا نايم.
مروان بابتسامة: طيب يا سيدي، كويس إنك اطمنت.
(وهز راسه)
– المهم يا ماما، ماعدتيش تتصلي بيها تاني، وحاولي
تنسيها علشان خاطري.
والدته: أنساها؟! هي اللي زي نجمة دي يا مروان تتنسي؟!
دي دخلت قلبي من أول ما شفتها، ومش عارفة حبيتها كده إزاي. ولما اتكلمت معاها وعرفتها، حسيت إن أنا أعرفها من زمان! وانت بتقول لي انسيها؟!
مروان بحزن: آه يا ماما، انسيها… علشان انتي مش هتشوفيها تاني، فالأحسن إنك تنسيها.
والدته باستغراب: ومش هشوفها تاني ليه بقى؟ هي سافرت ولا إيه؟
مروان: وأنا أعرف منين إذا كانت سافرت ولا لأ؟ ما أنا قلت لك يا ماما إني ما بشوفهاش.
والدته: بما إنك مابتشوفهاش، أمال بتقول ليه إن انا مش هشوفها تاني يا مروان؟
مروان: علشان يا ماما، إنتِ هتشوفيها فين؟ وبعدين هي ما ردتش عليكِ لما اتصلتي بيها، يبقى خلاص يا ماما، هي مش عايزة تتكلم معاكي، ولا حتى تشوفك، وإنتي كمان ما تحاوليش تتصلي بيها ولا تشوفيها يا ماما.
كريم:مروان معاه حق يا ماما، نجمة لو عايزة تكلم معاكي،
يا ماما، كانت ردت على تليفونك لما اتصلتي بيها.بس بما إنها ما ردتش، يبقى خلاص، ما تتصليش بقى يا ماما ولا تشوفيها... ويلا بقى علشان نفطر، أنا جعت.
والدته: ما تاكل، هو حد قالك ما تاكلش؟! ما الأكل قدامك أهو.
كريم:هاكل إزاي بس يا ماما، وإنتِم قاعدين تتكلموا كده؟
مش إنتي قلتي إن إحنا لازم ناكل مع بعض، ولا نسيتي ولا إيه؟
والدته:لا، مانسيتش… ويلا ناكل.
كريم:طيب… يلا، بسم الله.
ونظر للأكل، وبدأ ياكل.
مروان:بسم الله الرحمن الرحيم.
وبدأ ياكل.
ونظرت والدته للأكل، ولنفسها بقلق:
– أكيد نجمة تعبانة، علشان كده ماردتش عليا لما اتصلت بيها…ومش علشان مش عايزة تكلمني زي ما مروان وكريم مفكرين،علشان لو مش عايزة تكلمني، كانت مسحت الرقم بتاعتي من عندها،بس ده بيدي جرس… ما بتردش…
يا ترى تكون تعبانة؟ مالها؟
وبتفكر...
مروان وهو بياكل باستغراب: ايه يا ماما، مش بتاكلي ليه؟
والتفت له والدته: ها، هاكل اهو يا مروان، ونظرت للأكل:
بسم الله، وأكلت.
في شقة نجمة:
خرجت نجمة من المطبخ، وراحت على غرفتها، ودخلت وقالت:
"أما ألبس بقى علشان أروح الكلية بدل ما أتأخر."
وراحت ناحية الدولاب، وبتتلفت على شمالها، فجت عينيها على البخاخة بتاعتها اللي على المكتب، فوقفت مكانها:
"أما أروح أحط البخاخة الأول في الشنطة بدل ما أنساها، وبعدين أبقى ألبس."
وراحت ناحية المكتب، وأخدت البخاخة، وفتحت الشنطة، وحطتها فيها.
ولمحت تليفونها على المكتب، فاخدته، وهتحطه في الشنطة، ضغطت عليه بالغلط، ونظرت فيه، لقت وجدان اتصلت بيها.
وباستغراب:
"إيه ده؟! والدته مروان اتصلت بيا؟! ومرتين كمان؟ ليه؟ عايزة إيه؟"
"أنا بقالي فترة ماكلمتهاش، ولا هي كلمتني...بس بما إنها اتصلت، يبقى أكيد في حاجة... علشان كده اتصلت.طيب أعمل إيه دلوقتي؟"
وبضيق:
"أنا مش عايزة أشوف مروان، ولا أسمع صوته... بس والدته طيبة، ومن ساعة ما عرفتها ما زعلتنيش أبدًا.
أعمل إيه بس؟"
وبتفكر...
"اتّصل بيها وخلاص، وأعرف هي عايزاني في إيه.
بما إنها اتصلت، يبقى في حاجة مهمة هي اللي خلتها
تتصل بعد المدة دي."
وبتتصل...
"بوجدان".
في فيلا الشناوي:
على السفرة:
قاعدة وجدان على السفرة وبتاكل، ورن تليفونها.
ونظرت فيه، لقت "نجمة" هي اللي بتتصل، فابتسمت:
– ايه ده نجمة؟
والتفتوا لها مروان وكريم وهم بيأكلوا، باستغراب.
مروان بدهشة: إيه نجمة؟
والدته بابتسامة: أيوه يا مروان، هي اللي بتتصل.
مروان باستغراب: طب ازاي؟
والدته: هو ايه اللي ازاي؟ والله هي اللي بتتصل، وشوف حتى اهو.
ولفت التليفون قدامه.
ونظر مروان في التليفون، لقى نجمة هي اللي بتتصل، والتفت لها:
–طيب ردي عليها يا ماما، وافتحي السبيكر.
والدته باستغراب: افتح السبيكر؟
مروان: آه يا ماما، افتحي السبيكر.
ملحوظه / البارت ليه تكمله
تكمله البارت الثالث والثلاثين من عرض جواز
كريم: "وانت عايز ماما تفتح السبيكر ليه يا مروان؟"
مروان: "ملكش دعوة انت، ردي عليها يا ماما وافتحي السبيكر."
والدته: "ليه يا مروان؟ انت عايز تسمع صوت نجمة ولا إيه؟"
مروان بارتباك: "ها... لا يا ماما، مش عايز أسمع صوتها، بس عايز أعرف هي بتتصل بيكي ليه."
والدته: "تلقيها اتصلت علشان اتصلت بيها."
كريم: "طيب، ما ردتش ليه يا ماما ساعه ما انتي اتصلتي ؟"
والدته: "تلقيها ما كانش معاها تليفونها، أو كانت مشغولة في حاجة، ولما شافت تليفونها وإن أنا اتصلت، قامت متصلة بيا. يعني مش زي ما أنتم قولتم إنها مش عاوزة تكلمني، علشان لو مش عاوزة تكلمني، ما كانتش اتصلت بي."
مروان: "طيب يا ماما، ردي عليها يلا قبل ما يفصل الخط."
والدته: "غريبة... أنت مش كنت مضايق علشان أنا بكلمها؟"
كريم: "أيوه صحيح يا مروان، أنت ماكنتش عاوز ماما تكلمها، ولما عرفت اللي أنا وماما كلّمناها، إتضايقت مننا. ولسه كنت من شوية بتقول لماما انها تنسى نجمة، دلوقتي جاي تقول تكلمها! هو إيه اللي جرالك؟ إنت ماعدتش بطيق نجمة ولا إيه؟"
مروان: "ها! بطيق إيه اللي دخل دلوقتي؟! إن أنا بطيقها ولا مابطيقهاش؟ أنا بقول لماما ترد عليها تشوفها عاوزة إيه، مش أكتر. مش هي اللي متصلة بيها؟! ولا شايفني يعني أنا اللي متصل بيها علشان تقولي ماعدتش بطيقها؟"
كريم: "لا، مش انت اللي متصل بيها."
مروان بضيق: "طيب خلاص، ردي عليها يا ماما، يلا."
والدته: طيب، هرد.
مروان: وافتحي السبيكر.
والدته: طيب،
(وفتحت الخط والسبيكر)
— الو؟
نجمة: الو، إيوه يا طنط.
وجدان: إيوه يا نجمة، يا حبيبتي عاملة إيه؟
مروان لنفسه: نجمة...
نجمة: الحمد
(وسكتت، وحطت إيدها على صدرها.)
وجدان باستغراب: إيه يا نجمة، ساكتي ليه؟
كريم استغراب، ومروان ظهر عليه القلق.
وجدان: نجمه، انتي معايا يا حبيبتي؟
نجمه: ها، أيوه يا طنط، معاكي.
وشالت إيدها من على صدرها.
وجدان: أمال ساكتي ليه يا حبيبتي؟
نجمة: مافيش يا طنط، إنتي عاملة إيه؟
وجدان: الحمد لله، كويسة. إنتي اللي عاملة إيه؟
نجمة: الحمد لله، أنا كويسة يا طنط.
وجدان: طيب، الحمد لله. انتي وحشتيني أوي يا نجمة.
(مروان ارتاح)
نجمه: وانتي كمان وحشتيني أوي،معلشي يا طنط، انا ماكنش جنب التليفون لما انتي اتصلتي بي، فمسمعتش، علشان كده مردتش عليكي.
وجدان: ولا يهمك يا حبيبتي.
(وهزت راسها لكريم ومروان)
- انما قولي لي، انتي معتش بتتصلي بي ليه؟
نجمه: ها، أصل كنت مشغولة الفترة اللي فاتت دي يا طنط، علشان كده ما اتصلتش بحضرتك. وبعدين، ما انتي كمان ما اتصلتيش بي، إيه؟نستيني ولا إيه؟
وجدان: هو أنا أقدر برده يا نجمه أنساكي يا حبيبتي؟
نجمه: أمال ما اتصلتيش بي ليه بقي؟
وجدان: أنا قلت معطلكيش عن المذاكرة، فقلت بلاش أتصّل بيكي وأسيبك لما تتصلي إنتي.
نجمه: ولا هتعطلني ولا حاجة يا طنط، اتصلي بي في أي وقت، ده يعني لو عاوزه تتكلمي معايا.
وجدان: أيوه طبعاً، عايزة أتكلم معاكي، ده انا وحشني الكلام معاك، ماتتصوريش ازاي.
نجمه: وأنا كمان والله يا طنط، وحشني الكلام معاكي، ونفسي أفضّل أتكلم معاكي على طول كده، بس مش هينفع.
وجدان: مش هينفع ليه؟
(مروان وكريم استغربوا).
نجمه: علشان الرصيد يا طنط، هنعمل إيه بقي؟ مش قاعد، بيطير بسرعة، متقوليش راكب طيارة نفسها يا طنط.
(وضحكت وجدان).
(مروان ابتسم).
وضحك كريم : مش أنا لوحدي يا ماما اللي بهتم بالرصيد، طلعت نجمة كمان اهي.
نجمة سمعت صوت كريم، وباستغراب:
– مين اللي بيتكلم عندك ده يا طنط؟ كريم؟
وبطلت وجدان ضحك.
وبطل كريم ضحك، وبصوت مرتفع:
– أيوه، أنا يا نجمة.
نجمة: ازيك يا كريم؟ عامل إيه؟
كريم: الحمد لله يا نجمة، إنما إنتي عرفتي إزاي إني أنا؟
نجمه: هكون عرفت إزاي يعني يا كريم؟ من صوتك، ما أنا قابلتك كذا مرة، طبيعي أكون عارفة صوتك يعني.
كريم:آهااا، يا إنتي بتحفظي الأصوات بقي؟
(مروان ظهر عليه الضيق.)
نجمه: يعني يا كريم، مش بحفظهم أوي، إنما قولي انت عامل إيه في المذاكرة؟ طنط قالتلي إن دي آخر سنة ليك.
كريم: الحمد لله، ماشي الحال يا نجمه. إنتي اللي عاملة إيه في المذاكرة؟
نجمه: الحمد لله يا كريم، ماشي الحال زيك برده، بس آخر سنة بتبقى صعبة شوية عن أي سنة تانية علشان التقدير.
كريم: معاكي حق يا نجمه، هي صعبة فعلاً.
وجدان بابتسامة: إن شاء الله هتنجحوا انتي وهو يا نجمه.
نجمه: إن شاء الله يا طنط، بس انتي ادعيلنا جامد، علشان دعوة الأم بتبقى مستجابة، وخصوصاً لما تبقى أم زي حضرتك كده، طيبة، بتبقى دعواتها مستجابة على طول.
وجدان: انتي اللي طيبة يا حبيبتي، ومافيش منك.
نجمه: ربنا يخليكي يا طنط.
وجدان: ويخليكي يا حبيبتي، هدعيلك دايماً علشان تنجحي.
نجمه: طيب يا طنط، انما قولي لي، حضرتك كنتي بتتصلي بي ليه؟ في حاجة ولا ايه؟
وجدان: لا يا حبيبتي، مافيش، بس أنا قلقت عليكي لما لقيتك ما اتصلتيش بيا بقالك فترة، فافتكرتك تعبانه ولا حاجة، لقدر الله، علشان كده اتصلت بيكي يا نجمة، أطمن عليكي.
نجمه: لا يا طنط، أنا كويسة الحمد لله، متقلقيش.
وجدان: طيب يا حبيبتي، يارب دايماً تبقي كويسة كده.
نجمه: شكراً يا طنط، وزي ما قلت لحضرتك، ابقي كلمني في أي وقت، ومتقلقيش، مش هتعطلني عن مذاكرتي ولا حاجة، أنا واخدة بالي من مذاكرتي كويس، يبقى مش هتعطلني يا طنط، ابقي كلمني يا طنط، وأنا أكلمك برده لو مشغولة.
وجدان: لا يا حبيبتي، مافيش داعي تكلمني وانتي مشغولة، لما تفضي ابقي كلمني، وانا هبقى اتصل بيكي، ماشي؟
نجمه: ماشي يا طنط... هو...
(وسكتت).
وجدان: هو؟ هو مين ده اللي هو يا حبيبتي؟
(مروان استغراب).
نجمه بارتباك: ها؟ لا يا طنط، مافيش، معلشي، انا مضطرة أقفل معاكي علشان مشغولة، هبقى أكلمك تاني.
وجدان: ماشي يا حبيبتي، مع السلامة.
نجمه: مع السلامة يا طنط.
وقفت الخط.
-"إيه اللي كنت هعمله ده؟ ازاي كنت هسأل على مروان؟ بس وبعدين... ليه حاسة إنه هو بينادي عليا؟ هو إيه اللي بيحصل ده؟ أنا مش طايقاه ومش عايزة أشوفه، أروح أسأل عليه طيب؟ ازاي؟ ده غير كده، أنا بفكر فيه دايمًا ليه؟ بس أنا معتش فاهمة حاجة، وحاسة إن مخي هيفرقع... أما أروح ألبس، خليني أروح الجامعة أحسن مايحصل لي حاجة من كتر التفكير ده."
وحطت التليفون في شنطتها وقفلتها، وراحت عند الدولاب.
في فيلا الشناوي – في السفرة:
مروان لنفسه بابتسامة: "اظهار كانت عاوزة تسأل عليه،
علشان كده سكتت وماكملتش! طيب ازاي عاوزة تسأل عليه وهي اللي طلبت مني إنها مش عاوزة تشوفني؟ لا لا، أكيد أنا فاهم غلط... بس أنا حاسس ليه إنها كانت عاوزة تسأل عليه فعلاً؟ علشان كده لحقت نفسها قبل ما تكمل كلامها وسكتت؟ بس لو هو كده فعلاً، طلبت مني ليه إنها مش عاوزة تشوفني تاني؟ طيب لو هي مش عاوزة تسأل عليه، أنا حاسس ليه كده؟ وبحيرة... أنا معتش فاهم حاجة! يا ترى يا نجمة كنتِ عاوزة تقولي إيه وسكتي كده؟ كنت عاوزة تسألي عليه ولا إحساسي غلط؟"
وبيفكر.
وحطت والدته التليفون قدامها على السفرة وقالت:
"شوفتوا بقى إن نجمة عاوزة تكلمني؟ يعني مش زي ما أنتم افتكرتم!"
كريم: "أهاا يا ماما، شوفنا، بس الحمد لله إنها اتصلت، علشان انتي كنتي قلقانة عليها أوي."
والدته: "أيوه، والحمد لله إنها كويسة، وإني اطمنت عليها. أنا كنت قلقانة لتكون مش كويسه ولا حاجة، بس الحمد لله إنها بخير."
كريم بابتسامة: "انتي شكلك بتحبيها أوي يا ماما."
وجدان: "آه، بحبها يا كريم، وبذمتك مش هي تدخل القلب على طول؟ يا كفاية خفة دمها دي!"
كريم بابتسامة: "معاكي حق يا ماما، لا ومش دمها خفيف وبس، لا ذكية كمان، عرفتني من غير ما أقول أنا مين."
والدته: "أمال يا ابني دي..." ونظرت لمروان باستغراب، "إيه يا مروان، ساكت ليه؟"
كريم: "آه صحيح، ما تكلمش ليه يا مروان؟"
وسرح مروان بتفكيره في نجمة بحيرة.
ونظروا كريم ووالدته لبعض، ثم له.
والدته: "مروان..."
وحطت إيدها على ذراعه.
مروان: "ها؟ أيوه يا ماما؟"
والدته: "أيوه إيه؟ مالك؟"
وشالت ايدها من على دراعه.
مروان بارتباك: "ها... مافيش يا ماما."
كريم: "مافيش إيه؟ يا انت مش معانا خالص! قولي، إيه اللي مخليك سرحان كده؟"
مروان بضيق: "سرحان فين يا بني انت؟ ما أنا معاكم أهو!"
والدته: "لا يا مروان، انت مش معانا."
مروان: "مش معاكم إزاي يا ماما؟ ما أنا قاعد معاكم أهو!"
والدته: "أيوه، انت صحيح قاعد معانا، بس عقلك في حتة تانية يا مروان. وأنا ملاحظة كده بقلي فترة إنك دايماً سرحان وقاعد ساكت ومش بتتكلم مش زي عوايدك. قولي، في إيه يا مروان؟"
مروان: "مافيش حاجة يا ماما، صدقيني." وقام.
كريم باستغراب: "انت رايح فين يا بني انت؟"
مروان بضيق: "رايح أشوف شغلي إيه، وقوم يلا انت كمان علشان تروح شغلك، ولا انت نسيت من كلامك مع الأستاذة نجمة إن عندك شغل؟"
(والدته استغربت)
كريم: "لا، مانسيتش إن عندي شغل، بس إنت مالك مضايق ليه كده؟"
مروان بغضب: "مش مضايق ولا حاجة، إنت هتضايقني وخلاص!"
والدته: "لا يا مروان، إنت مضايق فعلاً. هو إنت اضايقت علشان نجمة كلمتني، صح؟"
مروان: "لا يا ماما، أنا مش مضايق علشان هي كلمتك، بالعكس، أنا مبسوط إنها اتصلت بيكي."
والدته: "مبسوط؟"
كريم بدهشة: "مبسوط علشان نجمة كلمت ماما؟ لا، إنت مش طبيعي النهارده يا مروان، إنت كويس؟"
مروان بضيق: "آه كويس يا ظريف، ويلا قوم علشان ما تتأخرش على شغلك في المطبعة!"
كريم: "طيب هقوم، بس قولي الأول، إنت مبسوط ليه يعني إن نجمة كلمت ماما؟"
والدته: "آه يا مروان، إنت مبسوط ليه إن نجمة اتصلت بيا؟"
مروان بارتباك: "ها... علشان إنتي كنتي قلقانة عليها يا ماما، فأنا مبسوط إنها اتصلت واطمنتي عليها، بس."
والدته: "آه... طيب، اقعد كمل فطارك."
مروان: "لا يا ماما، أنا شبعت، أنا رايح على الشركة، عاوزة حاجة؟"
والدته بابتسامة: "لا يا حبيبي، مش عاوزة حاجة."
مروان: "طيب، يا ماما." والتفت لكريم: "إنت لسه قاعد؟
وبضيق: ما تقوم يا بني، روح شوف شغلك، هتتأخر!"
كريم: "حاضر، قايم أهوه... هو يعني الشغل هيطير يا مروان؟"
مروان بغضب: "لا، مش هيطير... وخليك قاعد، وقولك على حاجة كمان، اتصل بالأستاذة نجمة دي واقعد اتكلم معاها وما تروحش الشغل!"
كريم بابتسامة: "والله فكرة حلوة يا مروان، هقعد فعلاً أتكلم معاها!"
وبينظر له مروان بعصبية والتفت لوالدته:
"أنا ماشي يا ماما."
والدته بابتسامة: "طيب يا حبيبي."
ومشى مروان.
وبينظر له كريم وهو ماشي:
"استنى يا منظم انت، أنا جاي معاك أهوه!"
وقام.
وسمعه مروان، وما وقفش، وكمل ماشي بضيق.
وراح كريم مسرعًا لوالدته، ووطي وبسها على خدها،
ونظر لها بابتسامه:
"سلام، قُطتي!"
والدته بنرفزة: "قطتك في عنينك، امشي!"
وضربته على دراعه.
كريم : "ماشي يا ماما!" ومشى.
وبتنظر له والدته وهو ماشي: "خلي بالك وانت سايق، ماشي؟"
وسمعها كريم وهو ماشي: "ماشي يا قطتي... استنى يا مروان!"
وهزّت والدته رأسها بابتسامة، ولنفسها باستغراب:
"ماله مروان؟ زي ما يكون مضايق إن كريم اتكلم مع نجمة! زي إيه، لا هو شكله مضايق فعلاً إن كريم اتكلم معها... بس مضايق ليه؟"
وبتفكر.
وفتح مروان باب الفيلا وخرج منه بضيق وماشي.
وخرج كريم وراه، وبينظر له وماشي:
"يا مروان، استنى! مالك مستعجل أوي كده ليه؟"
ووقف مروان، ونظر له بغضب:
"علشان أنا ورايا شغل، ومش فاضي لكلامك الفارغ ده!"
ووقف كريم قدامه بزعل:
"أنا كلامي فارغ؟! ماشي، ياعم، اتفضل روح على شغلك، ومش هنادي عليك تاني! وأنا كمان هروح على شغلي!"
ومشى.
مروان بتنهيد:"استنى يا بني انت!"
ووقف كريم، والتفت له بزعل:
"عاوز مني إيه تاني؟ عاوز تكمل تهزيقك لي؟!"
عند البوابه:
وفاق جاد وهو قاعد على الكرسي من النوم، وبينظر علي يمينه بالصدفة، لقى مروان بيه وكريم بيه واقفين، ولنفسه بقلق:
"إيه ده، مروان بيه طيب؟ الحمد لله إني صحيت من النوم قبل ما يشوفني نايم، وإلا كان زعق لي علشان نايم، ومش بعيد كمان كان رافدني. الحمد لله يا رب إني صحيت."
ونظر للسماء، والتفت لمروان بيه وكريم بيه.
مروان باستغراب: "هزقتك فين يا بني انت؟! هو أنا قلت لك حاجة؟! يا أنا كل اللي قولته لك إني مش فاضي لكلامك الفارغ ده! فين بقى اللي هزقتك ده؟!"
كريم بضيق: "اللي انت قولته ده مش تهزقيه يعني يا مروان؟ غير إنك من ساعة ما صحيت وانت متعصب عليا، مش عارف ليه! وأنا مرضتش أتكلم علشان ماما، و علشان كمان مش عاوز أزعلك."
مروان بتنهيد: "طيب معلش يا كريم، أنا آسف، انا ما كنتش أقصد والله أضايقك، بس أنا مش عارف مالي."
كريم: "مالك يا مروان؟ في إيه؟"
(وحط إيده على كتفه)
" اتكلم وأنا سامعك أهو، قل لي في إيه، أنا حاسس إنك متغير."
مروان باستغراب: "متغير؟"
كريم: "آه يا مروان، متغير، دايمًا سرحان، ولو اتكلمت بتبقى متعصب من غير سبب. وحتى مش أنا اللي بس اللي ملاحظ كده، ماما كمان لاحظت كده."
"قولي يا مروان، في إيه؟"
مروان بحيرة: "مش عارف يا كريم والله في إيه... علشان أقول لك، أنا مش فاهم هو إيه اللي بيحصل معايا."
وشال كريم ايده من علي كتفه باستغراب:
"إزاي يعني يا مروان مش فاهم؟ أكيد في حاجة حصلت مخلياك كده… في حاجة حصلت في الشغل؟"
مروان: "لا يا كريم، الشغل ماشي كويس الحمد لله."
كريم: "أمال في إيه؟"
مروان: "ماعرفش يا كريم في إيه، أنا لو أعرف كنت قلت لك. أنا حاسس إني متلخبط ومش فاهم ليه."
كريم: "متلخبط؟ طيب، ومتلخبط ليه بما إن كل حاجة كويسة؟"
مروان: "مش عارف يا كريم، المهم روح إنت يلا على المطبعة، وأنا هروح على الشركة. يلا سلام."
كريم: "طيب، إنت كويس يعني؟"
مروان: "آه، كويس يا كريم، ما تقلقش. يلا بقى روح اركب عربيتك عشان ما تتأخرش عن الشغل."
كريم: "طيب يا مروان."
(ومشى)
وبينظر له مروان وهو ماشى، والتفت لجاد عند البوابة وبصوت مرتفع:
"افتح البوابة يا جاد."
وشاور له.
جاد بصوت مرتفع: "حاضر يا فندم."
ورايح عند مروان عند عربيته.
وركب كريم عربيته، ونظر له باستغراب.
ووقف مروان عند عربيته، وفتح باب العربية، وركب، وبدأ يتحرك.
والتفت كريم قدامه وبيتحرك.
فتح جاد البوابه، والتفت وراه لمروان وكريم.
خرج مروان من الفيلا، وخرج كريم وراه.
وبينظر جاد لعربيتهم، وقفل البوابة بارتياح:
"الحمد لله ما حصلش حاجة وماشافنيش وأنا نايم."
وقعد على الكرسي جنب البوابة.
جوه الفيلا:
في السفرة:
وجدان لنفسها بتفكير:
"هيكون مروان متضايق ليه يا ترى؟ يمكن علشان مش
طايق نجمة، عشان كده مش عاوز كريم يكلمها ممكن برده. على العموم كويس إن نجمة اتصلت علشان مابعتش كريم ليها، ومروان يعرف، ولو كان عرف كان هيضايق. الحمد لله إنها اتصلت... أما أقوم أقرأ قرآن شوية. "
وقامت وبصوت مرتفع:
– عايشة يا عايشة.
وجاءت عايشة ووقفت جنبها: أيوه يا هانم؟
وجدان: لمي الأكل يلا، وأنا هطلع أقرأ قرآن شويه في غرفتي.
عايشة بابتسامة: حاضر يا هانم.
جنب البوابة:
جاد: ما أروح أقول لعايشة تعمل لي فطار.
وقام وراح عند باب المطبخ اللي وراه، وفتحه ودخل، لقى عايشة بتغسل الأطباق.
– عايشة،
ووقف مكانه.
والتفت له عايشة: إيه ده؟ إنت صحيت؟ إيه النوم ده كله؟
جاد باستغراب: وانت عرفتي منين إن أنا كنت نايم يا عايشة؟
عايشة: ما أنا حضرت لك الفطار، وكنت جايّة أنادي لك علشان تاخده، لقيتك نايم، فقلت أسيبك بقي لما تصحى تبقي تفطر براحتك.
جاد: اهااا، طيب هو فين الفطار اللي انتي حضرتيه؟
عايشة: عندك على الترابيزة.
(ونظرت للترابيزة)
والتفت جاد للترابيزة، لقى الفطار، ونظر لها:
طيب يا عايشة، أنا هاخده وأروح أفطر عند البوابة عشان
لو حد جه ولا حاجة.
عايشة: طيب يا جاد.
(والتفت للحوض وبتغسل)
في شقة نجمة:
في غرفة نجمة:
راحت نجمة قدام المراية وقعدت ومشطت شعرها.
وأخذت ازازة البرفان، وفتحتها، وحطّت منها شويّة،
ورجعتها مكانها.
ونظرت في المرايه، وقامت، وراحت عند المكتب، وأخذت شنطتها والكتب، وخرجت من الغرفة.
وخرجت من البيت ومشت.
"وبينظر عم شفيق وهو قاعد في بلكونة شقته، وبيشرب
شاي على الشارع، لقي نجمة ماشية، و بصوت مرتفع:
– نجمة!"
(وقام)
وسمعت نجمة الصوت، فوقفت والتفت وراها، مالقيتش حد.
ورفعت راسها بالصدفة، لقت عم شفيق واقف في البلكونة:
– "انت اللي ناديت عليا يا عم شفيق؟"
عم شفيق: أيوه يا حبيبتي، أنا اللي ناديت. إنت رايحة
فين كده؟
نجمة: رايحة الجامعة يا عم شفيق. ليه؟ عايز حاجة؟
عم شفيق: آه، اطلعي لي شويّة، عايزك يعني.لو مش هعطلك، بس لو هعطلك خلاص، امشي أنت، وبعدين لما تيجي من الجامعة إن شاء الله نبقى نتكلم.
نجمه: لا يا عم شفيق، مش هتعطلني ولا حاجة، بس
قول لي في إيه.
عم شفيق: اطلعي بس، وانتي هتعرفي يا نجمة، يلا.
نجمه : طيب يا عم شفيق، طالعة لك.
ومشت.
وبينظر لها عم شفيق،وخرج من البلكونة ورايح عند باب الشقة.
وخبطت نجمة على الباب.
ووقف عم شفيق قدام الباب وفتحه:
– تعالي يا حبيبتي، خشي.
نجمة باستغراب: في إيه يا عم شفيق؟
ودخلت الشقة.
عم شفيق: "هقول لك يا حبيبتي دلوقتي."
وقفل الباب.
– "تعالي نقعد، عشان عاوز أتكلم معاكي شوية. ما تقلقيش، مش هاخرك على الجامعة."
نجمة: "طيب يا عم شفيق."
في الصالة:
نجمة: قل لي بقى يا عم شفيق، في إيه؟ انت كده قلقتني.
عم شفيق : ما فيش حاجة يا حبيبتي، ما تقلقيش.
أنا بس عايز أسألك مالك؟
نجمة: مالي؟ مالي يا عم شفيق؟ ما أنا كويسة أهو.
عم شفيق: لا يا نجمة، مش كويسة. إنتِ متضايقة، وده
باين على وشك. في إيه يا نجمة؟
نجمة بارتباك: ها… ما فيش حاجة يا عم شفيق.
عم شفيق: هتخبي على عمك شفيق برده؟ هو مروان كلمك ثاني؟
نجمة بعصبية: لا يا عم شفيق، وهيكلمني ليه مروان ده؟ ما خلاص أنا قلت له ما عدتش عايزة أشوف وشك، ومن ساعتها وأنا ما عدتش شفت وشه. يبقى هيكلمني ليه بقى؟
عم شفيق: طيب اهدي، مالك اتعصبت كده ليه؟أنا كنت
بسأل بس علشان شايفك متضايقة.
نجمة بضيق: أنا مش متعصبة ولا حاجة يا عم شفيق، وما تجيبليش سيرته تاني. أنا نسيته ومش عايزة افتكره تاني، وهو كمان شكله نساني، علشان كده ما عادش بيشوفني ولا حتى بيكلمني.
عم شفيق باستغراب: وانت عايزاها يكلمك يا نجمة؟ مش إنتِ اللي طلبتِ منه إنك مش عايزة تشوفيه تاني؟
نجمة بنرفزة: آه يا عم شفيق، أنا اللي طلبت منه كده، وأنا فعلاً مش عايزة أشوفه. وهو ما صدق إن أنا قلت له كده،
وما حاولش يشوفني.
عم شفيق: طب ومالك زعلانة كده ليه؟ هو انت كنتِ عايزاها
يحاول يعني ولا ايه يشوفك؟
نجمة بضيق: لا يا عم شفيق، أنا ما كنتش عايزاها يحاول، أنا مش عايزة أشوفه.
عم شفيق: أمال إنتِ متضايقة ليه بقى بما إن مروان ما حاولش يشوفك؟
نجمة: أنا مش متضايقة يا عم شفيق ولا حاجة.
عم شفيق: مش متضايقة إيه! طب قومي بصّي في وشك
في المراية كده، وهتعرفي إذا كنتِ متضايقة ولا لأ.
نجمة: أنا مش متضايقة يا عم شفيق، وبعدين أنا لسه باصّة في المراية من شوية، ومش باين عليّ إني متضايقة ولا حاجة. وبعدين هتضايق من إيه يعني؟ ما خلاص.
عم شفيق: خلاص! هو إيه ده اللي خلاص يا نجمة؟
نجمة: خلاص يا عم شفيق، اللي كان بيضايقني مشي، يبقى هتضايق ليه بقى؟
عم شفيق: هو مين ده اللي كان بيضايقك؟
نجمة: هيكون مين يا عم شفيق؟ يعني اللي كان بيخليني أعيط على طول.
عم شفيق: اللي كان بيخليك تعيطي على طول… تقصدي مين يعني؟
نجمة بغضب: هكون أقصد مين يعني يا عم شفيق؟ مروان طبعًا.
عم شفيق: آها... هو مروان كان بيخليك تعيطي يا نجمة؟
نجمة: أه يا عم شفيق، كان بيخليني أعيط، ومش يوم واحد بس، لا ده كل ما بشوفه! ما أنا حكيت لك... وبعدين أحسن إن هو ما عادش بيشوفني، عشان أنا كده مرتاحة.
عم شفيق: مرتاحة؟ هو إنت كده مرتاحة يا نجمة؟
نجمة بغضب: آه يا عم شفيق، مرتاحة، وما عدتش بعيّط كمان.
عم شفيق: آه، يمكن ما عدتيش بتعيّطي، بس ما انتش مرتاحة يا نجمة.
نجمة: مش مرتاحة ليه يا عم شفيق؟ لا، أنا مرتاحة.
عم شفيق: لا يا نجمة، أنا حاسس إنك مش مرتاحة. بقالك فترة زعلانة كده وحزينة من ساعة ما انتي حكيتي لي على اللي قاله لك مروان، ومشي، وما عادش بيشوفك. وإنتِ متضايقة يا نجمة.
نجمة (بارتباك): ها...
(وبغضب): لا يا عم شفيق، إحساسك غلط. أنا مرتاحة ومش زعلانة ولا حاجة. وبعدين مروان ده أنا ما بفكرش فيه أساسًا علشان أبقى متضايقة إنه ما عادش بيشوفني. وأنا اللي قلت له إني ما عدتش عايزة أشوف وشك، يعني هو ما مشاش كده لوحده. ولو ما كنتش قلت له كده، كان حاول يشوفني تاني.
عم شفيق: لا يا نجمة، ما أعتقدش إنه كان هيحاول يشوفك لو ما قلتِلوش كده. مروان أساسًا مش فاضي، وراه مسؤوليات كتير. وبعدين، أنتم ما كنتوش بتتقابلوا دايمًا... انتِم كنتوا بتتقابلوا بالصدفة.
نجمة بضيق: خلاص يا عم شفيق.
(وقامت من على الكرسي)
ـ كويس إن ماكنّاش بنتقابل غير صدفة. وإذا كان هو
وراه مسؤوليات ومش فاضي، أنا كمان مش فاضية، ورايا مسؤوليات. يعني مش مستنياه علشان يجي يقابلني. وأنا أساسا مش عايزة أشوفه ولا طايقة أسمع سيرته حتى.
عم شفيق: طب إنتِ رايحة فين؟ ما تقعدي.
(وشاور بإيده)
نجمة: لا، أنا ماشية… اتأخرت على الجامعة. سلام يا عم شفيق.
(ومشت)
وبينظر لها عم شفيق وهي ماشية باستغراب.
ووقفت نجمة قدام باب الشقة، وبتفتحه، والتفت لعم
شفيق بغضب.
ونظرت للباب وفتحته وخرجت، وقفلته وراها.
ووقفت، وقالت لنفسها بعصبية: "قال مش فاضي قال...!"
وهزّت راسها ونزلت.
عم شفيق باستغراب: "مالها نجمة؟ حصل لها إيه؟ عمرها ما اتكلمت بالشكل ده… إيه اللي جرالها؟ أما أروح أشوفها من البلكونة، نزلت ولا لأ."
وقام من على الكرسي، وراح للبلكونة، وطلع فيها، ونظر
على الشارع.
وخرجت نجمة من بيت عم شفيق، ومشت بضيق.
وبينظر عم شفيق على الشارع، لقي نجمة ماشية، وقال بابتسامة: خلي بالك من نفسك.
ووقفت نجمة، والتفت ورفعت راسها بضيق:
"حاضر يا عم شفيق، سلام."
وشاورت بإيدها.
عم شفيق بابتسامة: مع السلامة.
وشاور لها.
والتفت نجمة قدامها ومشت.
وبينظر لها عم شفيق وهي ماشية، وهز رأسه بابتسامة، وقعد على الكرسي، وأخذ كوباية الشاي من على الترابيزة وبيشرب.
"وماشية نجمة في الشارع، وطلعت على الطريق، ووقفت وبتنظر حواليها على تاكسي، ومشت بغضب."
في عربية كريم:
وسايق كريم العربية، ونظره قدامه، ولنفسه بقلق:
"يا ترى إيه اللي ملخبط مروان بالشكل ده، ومخليه متضايق كده؟ أنا مش عارف… إزاي مش فاهم إيه اللي بيحصل معاه؟ ليكون عارف إيه اللي بيحصل ومش راضي يقول لي؟ لا… لا، ما أعتقدش، مروان ما بيخبّيش عليا حاجة لما بسأله. والغريب إن مروان ذكي، بيفهم اللي بيحصل حواليه من غير ما حد يقول له… يبقى إزاي مش فاهم هو بيحصل معاه إيه؟ ومتلخبط ليه؟! يا ترى بيحصل معاه إيه علشان مش قادر يفهمه كده؟!"
ونظر من الشباك، وباستغراب:
"إيه ده…؟!"
.............. يتبع
بقلم : Asmaa Salah