رواية دعي الحب وشأنه الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير

 رواية دعي الحب وشأنه الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير

2..

بصلها بقلق يسألها- قولتي أية؟
طال صمتها وكانت أطول لحظات في حياته لحد ما أبتسمت وهي بتهز راسها- وأنا كمان بحبك يامارو
زفر تنهيدة طويلة بإرتياح وهي بتسيب كرسيها وتقرب منه تحاوط رقبته وتقول بنبرة عتاب- اتأخرت أوي في أعترافك، فكرت إني أنا وبس اللي بحبك، أنا وبس اللي حاسة إن اللي بينا مش عادي، وإننا مش مجرد أتنين أصحاب وزي الأخوات
همسلها بصوت متأثر- كنت خايف تكوني مبتحبنيش وأخسرك
بعدت عنه ومسكت إيديه الأتنين تقول بلطف- مستحيل في يوم تخسرني يامروان
رجعت تبص قدامها لما كمل سواقته وهي بتزفر بحماس و- دا أحلى يوم في حياتي، حصلي أكتر حاجتين كنت بحلم بيهم،
خوفه كله تسرب، من أية كان قلقان؟
آن وطلعت زيـه، حباه وعشقاه كمان.

في جامعة خاصة، نزل مروان من عربيته وآن من الكرسي اللي جنبه، 
- هتخلصي محاضرتك أمتى؟
- مش عارفة ممكن على 11 
- طيب لما تخلصي رنـي عليا هروح أقعد في الكافتريا شوية
إتنهدت بتعب و- قولتلك مكنش ليه لزوم إنك تيجي طالاما معندكش حاجة إنهاردة، دا يوم راحتك الوحيد
- عربيتك لسة في التصليح، مين كان هيوصلك؟
- أوبر مثلًا؟
- خلاص اللي حصل يا آن، أمشي يلا علشان متتأخريش
شاورتله بباي ومشيت، 
دخل الكافتريا، طلب قهوة وقعد يستناها، بعد شوية رفع عيونه لما حس إنه نوعًا ما متراقب، لمح بنت بتبعد عيونها عنه بإرتباك، مهتمش ونزل راسه تاني
رفعها لما حصل صوت جلبة وضجة حواليه، بص لقى البنت موقعة حاجتها على الأرض، بصت ناحيته بتلقائية وهي بتميل تلمها فزاد إرتباكها وخبطت رجلها في الكرسي وهي بتميل..
وقف وقرب يساعدها تلملم حاجتها، بصتله بخضة لما قرب منها، بلعت ريقها 
وقفت أخيرًا فمد إيده بكتبها ليها و- أبقى خلي بالك 
خدتهم منه ومشيت بسرعة من غير ولا كلمة، هز كتفه بمعنى.. غريبة
ورجع يكمل اللي بيعمله، شوية وظهرت آن
وقف يبوسها من خدها ويداعب جانب وشها بحب و رقـة
قالت بإرهاق- روحني بسرعة بليز يامارو
جعد حاجبه و- بالسرعة دي، أنا قولت هنقعد سـوا شوية
- مش قادرة، عايزة أنام أوي، غير عندي ميتنج مع ديالا
زم شفايفه بحزن لكنه أوما بتفهم وهو بيقف قبل ما يبصلها يسأل بإهتمام- طيب ناكل الأول؟ أنتي مفطرتيش؟
- مش مهم هاكل في البيت
- طيب
خد إيدها في إيده ومشوا سـوا، من وراهم لمحت البنت إيدهم المتعانقة سـوا قبل ما تتنهد وتلف وشها وتمشي في طريق تاني
*****
- مروان لا، متحرفش كلامي أنا قولت معنديش مانع أن كل معارفنا وأصحابنا يعرفوا إننا سـوا لكن مش كل الناس

قالتها وهي بتلف تبصله، ربع إيديه بضيق و- وأنا بسأل لية؟ 
هتقوله علشان هما في وقت حرج في حياتهم؟ خصوصًا هي؟ بدأت طريق الشهرة وبتشق طريق جديد، مش عايزة فيه أي إشاعات تطولها ولا أي حاجة ممكن تضرها في يوم
ولا..
قربت تهمس بصوت لطيف وعيون نعسانة- علشان خايفة علينا يامروان
حاوطت وشـه بإيديها فمال بجسمه علشان تتلاقى نظراتهم، وسكنت ثورته وهي بتكمل- أنت عندك معجبين كتير أنا لسة مبنيتش قاعدة معجبين زيك علشان أخاف على نفسي، لكن أخاف الناس دي تستغل أي هبوط في مستواك ويقولوا إن أرتباطك السبب، وإني مأثرة عليك بالسلب، حتى لو مكنتش السبب هحس بالتأنيب.. هحس إني واقفة في طريقك
أبتسم ليها وجواه ضيق من نفسه، وهي بتفكر فيه كان هو بيفكر بأنانية إنه عايز وبس يعرف الكل إن آن حبيبته

حاوط وسطها بدراع واحد وهو بيقول بتفهم- خلاص هنعمل اللي عايزاه، علطول سبقاني بخطوة وبتفكري في حاجات متجيش في بالي، رغم إني ولا يهمني كلام أي حد عني، واللي يجيب سيرتك في يوم أموته كمان
بس طالاما دا هيضايقك يبقى خلاص اللي تشوفيه
باسته على خده بفرحة و- ميرسي يامارو، 
أتعدل في وقفته- همشي أنا بقى
زمت شفايفها و- خليك معايا شوية
- عندي تمرين بدري الصبح علشان مباراة بعد بكرة
هزت راسها بتمام والحزن باين في عيونها، مهنش عليه فقعد تاني يشاور بنسبة صغيرة و- هقعد حبة صغيرين
مسك في دراعه وهي بتضحك - حلوين أوي، تعالى بقى أقولك ديالا قالتلي أية إنهاردة
ودخلت معاه في حوار طويل لحد ما الوقت سرح بيهم
- ياخبر أنت اتأخرت جامد
قالتها بتأنيب ضمير لنفسها وهي بتبص لساعتها، لاحظ تكشيرتها فمد إيده يفكها وهو يقول ببسمة- مفيش حاجة لسة بدري متقلقيش، 
وقف وهي وقفت معاه تودعه- أبقى طمني لما تروح
هز راسه ومشى، بعد ربع ساعة تقريبًا كان وصل لبيته، كانوا ساكنين في نفس الكمبوند، دخل أوضته وظبط بسرعة الحاجات اللي محتاجها بكرة علشان ميتعطلش، خلص كل اللي وراها
ورغم إنهاكه وتأخره عن معاد نومه بحوالي تلت ساعات، لكنه منساش يبعتلها رسالة يطمنها
قبل ما يطلع من الواتس ويلمح صورتها في الخلفية
بصلها لثواني بحب قبل ما يقفل فونه وينام قرير العين
إن آن معاه
*****
- مروان ركز
صوت المدرب وباين عليه العصبية، هز راسه بتفهم وهو بيعيد التمرين، قرب قصى منه هو وعارف
عارف بقلق- مالك يابني باين عليك الإرهاق لية كدا؟ أنت تعبان؟
هز راسه بلا و- مش نايم بس كويس
قصى- وأية اللي سهرك ياحلو؟
سرح فيها، في سبب سهره وأبتسم، هز قصى راسه بقلة حيلة و- آن برضوا، هي وهي بعيدة مطلعة عينيك وهي قريبة مطلعة عينيك
زقـه في دراعه بغيظ و- ملكش دعوة
قال عارف بسخرية- الحب دا بهدلة والله، بس عمومًا أنا مبسوطلك إنها كمان بتبادلك نفس المشاعر، الله أعلم حالتك كانت هتبقى أزاي لو كانت رفضتك
بصله بتخوف، هو نفسه مش متخيل أية اللي كان ممكن يحصل
- أبعد عني بتشائمك دا
صوت صفارة المدرب قطعت كلامهم ورجعوا يكملوا تمرين.

تاني يوم..
- مروان زي ما نبهتك بليز هحضر المباراة بس تعمل كإنك متعرفنيش، وأنا هستناك عند البوابة الخلفية
أوك؟
إتنهد وهو بيهز راسه- تمام يا آن فهمت والله
- Good luck ya baby 
أبتسملها وهـي بتبعد عنه، لف علشان يدخل غرفة التغيير خبط في بنت، بصلها وحس إنها مألوفة
قاطعه صوت المدرب وهو بيقرب- شيري
وقف قصادهم و- دي شيري المصورة الجديدة للفريق 
هز راسه بتحية ليها، ونادى حد على المدرب فمشى وسابهم
- أفتكرتك، أمبارح كنتي في جامعة **** صح؟
هزت راسها بآه، قال بتعجب- أنتي مبتتكلميش؟
خرج صوتها واطي وهادي- لا بتكلم
-- شكلك بتتكسفي وهنا مينفعش كسوفك دا خالص.. وعلى فكرة صوتك حلو يعني مش وحش علشان تداريه
بصت للأرض بكسوف وضحك عليها وهو بيمشي و- هشوفك مرة تاني ياشيري، فرصة سعيدة
إتنهدت وهي بترد بخفوت وعيون لامعة- وأنا أسعد.. وأنا أسعد يامروان

بدأت المباراة وكان مروان كعادته متألق، خاصةً مع أحساسه بوجود آن، رغم إن بسبب تحذيراتها بعد كل لحظة تألق ليه مانع نفسه إنه يبص ناحيتها ويشوف رد فعلها زي ما متعود ومحتاج..
سجل هدف وبص حواليه بحيرة مقدرش يمنع نفسه إنه يدور عليها لكن في لحظة رجع لعقله وبص بتلقائية ناحية الكاميرات الموجودة.. علشان تاخد شيري اللقطة 

خلصت المباراة ودخل أوضة اللبس، لقى رسالة من آن وهو بيغير، ملامحه أتغيرت وهو بيقراها
- مروان لقيت الدنيا زحمة أوي فمعرفتش أستناك هسبقك وتعالى ورايا.. أوك ياحبيبي؟
لكن فكت تكشيرته لما وصل لأخرها وكلمة 'ياحبيبي'
هيهاودها الأيام دي لحد ما بنفسها تغير رأيها في اللي بتعمله، ومتخفش زيـه وتقرر تبقى معاه في كل مكان وأي وقت.
- أوك

بعد شوية في عربية مروان، راكب معاه عارف وقصى، اللي نطق بحماس- من زمان مركبناش مع بعض، الست آن وخداك مننا خالص، دا حتى لو رايحين مكان سـوا زي دلوقتي بتنفضلنا علشانها
- هتصدعوني هنزلكم تاني والله
عارف وهو بيمد إيده يشغل أغاني- وعلى أية الطيب أحسن، قولي مين هيكون موجود من اللي نعرفهم؟
- مش كتير، جانا وعلياء أصحاب آن وسـولا أختي
بص عارف لقصى اللي أتجمد مكانه أول ما سمع اسمها للحظة قبل ما يبتسم بخفة و- كويس كانوا وحشيني والله من ساعة ما كل واحد فينا دخل كلية شكل وموسم الطائرة بدأ وأحنا مش بنتقابل كتير
مروان- أتكلموا عن نفسكم أنا يجرالي حاجة لو مشوفتش أو كلمت آن في يوم
تدخل قصى ببسمة خفيفة- لا أنت حالتك صعبة، رفيق مش جاي؟
- أحتمال ميقدرش يجي
'مروان وعارف وقصى ورفيق، علياء وجانا وآن' ساكنين في مناطق قريبة، أصحاب وزملاء من الطفولة، ليهم نفس دايرة المعارف، يمكن كل ما يكبروا المسافات بتبعد والمشاغل بتكتر، لكنهم حارصين يحافظوا على علاقتهم لأخر لحظة
ويمكن لقوة علاقة آن ومروان، هي اللي بتفضل تجمعهم وتلمهم مهما بعدوا
أما سولا، فهي أخت مروان الكبيرة، أكبر منهم بحوالي تلت سنين لكنها مخلطة عليهم وأحيانًا بتتجمع معاهم

وصلوا أخيرًا للكافية المتفقين يتجمعوا فيـه، وقف الكل يسلم على بعض ويرحب، قرب مروان من آن يحضنها بشـوق
- وحشتيني في الحبة دول
- وأنت كمان يامارو وحشتني، كنت هايل في المباراة
قعد في الكرسي اللي جنبها مـد إيده يفردها على ضهر الكرسي اللي هي قاعدة عليه، بدأ الكل يتكلم ويهزر مع بعض، وسط نظرات خلسة بتتاخد من قصى ناحيتها
لمحت عيونه اللي مش مفرقاها فإرتبكت وهي بتشرب من العصير، أدلق عليها فشهقت علياء اللي قاعدة جنبها و- مش تاخدي بالك ياسـولا! المانجا غرقتك
- مش مشكلة همسحها بويبس
لسـة هتمد إيدها تسحب منديل لقيت اللي مدلها إيده و- أتفضلي ياسولا
- ميرسي ياقصى
قالتها بنبرة مرتبكة شوية، وقفت آن وسحبتها من إيدها و- خلينا نروح التواليت تغسليها، لإنها بقعت والمنديل مش هينفع
وقفت معاها ومشيوا سـوا
- مالك بقى؟
- مفيش
بصتلها بنص عين قبل ما تقول بمرح- على آن؟ يابنتي انتي وأخوكي كتاب مفتوح بالنسبالي، أعرف اللي جواكم من نظرة عين
إتنهدت قبل ما تقول- قصى
جعدت حواجبها وبتساءل- ماله قصى؟
- طلب يقابلني من يومين ولما روحت قالي إنه بيحبني
معرفتش أرد أقول أية سبته ومشيت
بدهشـة وعيون واسعة- قصـى بيحبك!
بصتلها بتعجب من صدمتها الكبيرة قبل ما تؤمي بآه
آن بملامح مجعدة بتحاول تتحكم فيها- طيب وأنتي رأيك أية؟ يعني حاسة بأية؟
سولا بتوتر- مش عارفة، أنا من فترة فعلًا حاسة إن في أهتمام كبير منه ناحيتي وحاسة إني مشدوداله بس لما أتكلم معرفتش أعمل حاجة غير إني أهرب
كانت آن سرحانة وهي بتتكلم، ملامحها جامدة، لكن لما سولا خلصت كلام حاولت تفك تكشيرتها و- طالاما حاسة بحاجة ناحيته يبقى لية لا؟ شوفي قلبك عايز أية وأمشي ورا
- بس تفتكري مروان مش هيضايق؟ إنه صاحبه وكدا
- أكيد قصى عامل حساب دا وواخد الأمور بجدية، وعمومًا متقلقيش من مارو، أومال أنا موجودة لية؟
مفاتيح أخوكي كلها معايا
قالتها وهي بترفع إيديها وتلاعب صوابعها الخمسة بمرح
وسولا أبتسمت ليها
- يلا علشان نطلعلهم
سبقتها سولا، وآن ملامحها أختفت منها الضحكة للحظات قبل ما ترسم بسمة واسعة على وشها وتخرجلهم من جديد
لمروان اللي شدها تقعد جنبه وهي باست خده بلطف
تهمسله بحب- بحبك
- وأنا بموت فيكِ.
وقعت عيونها على قصى وسولا اللي بينهم نظرات خجل وحب وعيونها ضاقت بتفكير.

يتبع...

لـ زينب - سمير

دعـي الحب وشأنه

•تابع الفصل التالي "رواية دعي الحب وشأنه" اضغط على اسم الرواية 

تعليقات