رواية أنت عدوي الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير

 رواية أنت عدوي الفصل الثاني 2 - بقلم زينب سمير


في ساحة القصر.. بص طاهر لسـوزي اللي قعدت بتمهل على كرسيها، قرب بكرسيـه منها يهمس بصوت خافت مش مسموع- مالك مصدومة كدا لية؟ أنتِ تعرفيه؟
بصت للمسرح اللي واقف عليه أيوب لثوانِ، وقعت عيونه عليها وطالت نظرة طويلة بينهم قبل ما تشيح عيونها عنه
وتبص قدامها تجاوب طاهر بصوت جامد- وأنا هعرفه منين دا، أنا بس علشان كنت مستنية يعلن عن زاهر واتفاجئت بحفيد محدش يعرف عنه حاجة
فضل يبصلها بشك لثواني قبل ما يهز راسه بتمام ويرجع يتابع اللي بيحصل،
خلص العرض، نزل الجد أيوب بمساعدة ابنه للضيوف وبدأت فقرات الحفلة، قرب زاهر من أيوب مسـد على كتفه بتشجيع وهو بيبتسم- لسة مش مصدق لحد دلوقتي إني عرفت أقنعك ترجع وتمسك الزعامة والله
بصله أيوب وابتسم بهدوء- أنا اللي مستغربه زي الكل إنك اللي رفضت تمسكها
زاهر ببسمة مختلة- أنا مبحبش الحكم.. بحب الدم
غمزله و- أنت تقعد على الكرسي وتشاور مين مزعلك وأنا أجبلك رقبته
ضحك أيوب وهو بيبص لفوق علشان تظهر رقبته الطويلة، وتفاحة أدم.. عنق مثالي لرجل مثالي بطول مثالي، جسم معضل لكن غير ضخم، شعر أسود ناعم، وعيون خضرة غامقة ليها لمعة خطيرة
همس زاهر وملامحه بتميل للجدية فجأة وعيونه بتبص لكل اللي حواليه بنظرات ثاقبة- خلي بالك أنا جمعتلك كل أعداءك إنهاردة علشان أعرفك بيهم.. كل حد موجود هنا بيحلم يكون مكانك.. أنت من اللحظة دي بقيت عدوهم الأول، من قبل ما تعمل حاجة ومن قبل ما يعرفوك
عيلة الإليازيين عدوة لكل واحد في العالم دا، مهما حاولوا يبانوا إنهم بيحبوك
وقعت عيونه على مكان معين فكمل- خاصةً دول..
بص أيوب بنظرة سريعة للمكان اللي يقصده زاهر قبل ما يكمل زاهر- العـدو الأول لينا.. واللي مستنيين أي وقعة علشان ياخدوا مكاننا، دا حلمهم الأول واللي أنت جيت مخصوص علشان تحوله لكابوس
هما كانوا مستسلمين من زمان لفكرة إنهم رقم أتنين من بعدهم، لكن من ساعة ما دخلت بنتهم.. سـوزي العالم دا وهما رجعوا يحلموا تاني يرأسوها
سـوزي مش سهلة، وأعتقد باين من شكلها هي خطيرة قد أية
جمالها لوحده سلاح فتاك.. 
قالها وهو بيضغط على شفايفه بإثارة وإعجاب، ضربه أيوب على كتفه و- أنت حتى أعداءك مش راحمهم
- طيب سوزي دي تديني ريـق بس وانا هاخد الزعامة منك واديهالها
بصله أيوب بدهشة قبل ما يضحك زاهر ويربت على كتفه بخفة مرتين وينزل
بيهزر.. زاهر والفتيات بينهم عداوة أكبر من عداوة الأليازيين مع اليوارنيين، ببساطة واحد عايش وسط الدم، والقتل.. هوايته المفضلة تشريح الجثث
هيحب كائن رقيق أزاي؟
قرب جلال من أيوب وبهمس- جدي عايزك
شاورله على مكان واقف فيه جده مع ناس فنزل معاه وراحولهم
*****
قرب أيوب من جده اللي قال أول ما شافه- أهـو أيوب وصل، سلم ياأيوب دا عثمان الجوادي معتقدش لحقت تنسى مين عيلة الجوادي
نفى براسه وهو بيبتسم بخفة ويسلم عليهم، عيلة الجوادي الحليف المناصر الأكبر للإليازيين، بينهم علاقة ممتازة.. حاولوا يحافظوا عليها لعقود وقرون مضت وجـه وقت أيوب إنه يكمل.. 
مفاتتش أيام على معرفته بيهم وبوجودهم، أيام مفوتش فيها زاهر أو أي فرد من العيلة إنه يعرفه كل كبيرة وصغيرة في العالم دا ولسة بيكملوا
استأذن الجواديين ومشيوا بعد السلام، وقف مع جده اللي قال بصوت جاد- الجواديين دول أكتر ناس وثقنا فيهم في حياتنا، عمرهم ما ضربونا في ضهرنا.. لكن رغم كدا عمر ثقتي فيهم ما وصلت للمية في المية
في العالم دا.. حتى صوابع إيديك متثقش فيها
عارف دا معناه أية؟ إن حتى أخواتك وأولاد عمك يتحطوا في قائمة الشـك أول فترات حكمك
بصله أيوب قبل ما يبص قدامه وميردش، هو مجرد متلقي.
إتعدل أيوب الجد في قعدته وجمدت ملامحه فجأة وهو بيبص قدامه بص أيوب فلمح عيلة اليورانيين بتقرب، وقف شاكر قدام أيوب الجد سلم عليه، سلام مليان هيبة وقوة، النظرات في المكان حاوطتهم
اللحظة المنتظرة من أول الإحتفال، 
- قرار غير متوقع كعادتك ياأيوب.. بس قول يارب ميكونش متهور وتكون بإيدك كتبت نهايتك
قالها وهو بيبص لأيوب الحفيد بنظرات من فوق وتحت بتقييم
- أنت أكتر واحد عارف قراراتي الغير متوقعة بتكون نتائجها مبهرة قد أية
داس على إيده بنوع من القوة قبل ما يفلتها ويسلم على أيوب الحفيد من غير نفس، منافس جديد.. عدو جديد
وشوكة في الزور جديدة، عقبة بتمنع حلم بقاله سنين وسنين
بَعد وظهرت سوزي في الصورة أخيرًا لما شافها الجد ظهر بريق في عيونه مش مفهوم..
- الطبع الناري دا طبع يليق على الإليازيين.. خسارة إن بيجري في دمك دم اليوارنيين.. خسارة
هو راجل بيحترم القوة والمهارة.. وهي إتجسدت في سـوزي
حطت إيدها على صدرها بنوع من التقدير، قبل ما تتحرك خطوة وتبقى قدامه.. أيوب الحفيد، العدو الجديد
مـدت إيدها تسلم فضل يبص ليها للحظات قبل ما يبص لإيدها ويمد إيده ويسلم.. وزي ما توقع
رعشة ورجفة معروفة، مألوفة..!
بص لعيونها وهـي بتبتسم على جانب شفتيها بخبث ومكر، وهو ملامحه جامدة
عرفته بنفسها بملامح بريئة مش لايقة على نظراتها الجريئة، وبنبرة هادية ولطيفة مختلفة عن الأجواء
لكنها مألوفة لمسامعه- سـوزي شاكر..
لكنها مكتفتش المرة دي بالاسم الثنائي، كملت بعجرفة- اليوراني
رد- أيوب الإليازي
قالت وهي بتبصله بتفحص مصطنع- حاسة إن ملامحك مألوفة، أحنا أتقابلنا قبل كدا؟
- مش فاكر، معتقدش، عندي ذاكرة كويسة ومبنساش..
- ياخسارة يبقى أتلخبطت بينك وبين حد تاني،
سابت إيده أخيرًا وبَعدت عنه هي وعيلتها، رجع يقف الجد والحفيد فقط
- البنت دي خطيرة، سحر القوة مع الجمال بيبقى خطير، أحذر منها.. على عقلك.. وعلى قلبك
ربت على كتف جده مرتين بمعنى متقلقش
وخلص الحفل.
****
تاني يوم الصبح صفت عربية أيوب قدام مدرسة كبيرة نزل وفتح الباب علشان تنزل بنت صغيرة، لابسة زي مدرسي جيبة قصيرة رمادي بخطوط نبيتي مع قميص أبيض وجاكت بينك غامق، قربت باسته من خده
- السواق هيعدي عليكِ يروحك خلي بالك من نفسك
ودعها وركب عربيته ومشى، دخلت بخطوات ثقة، العيون كلها عليها، حفيدة عيلة من أغنى العائلات، 
جميلة ولطيفة وثرية، كوكتيل مذهل.. يليق بـ رينا
غير صفو الأجواء الهادية خطوات بتقرب منها قبل ما حد يخبط في كتفها بعنف ويعديها، بص وراه بصلها من فوق لتحت بلا مبالاة قبل ما يلف ويبص قدامه ويكمل طريقه
يقول بنبرة عالية- فستانك إمبارح مكنش حلو خالص.. أصفر! ريلي!
عمل بوشـه ملامح إشمئزاز ومشى
مسكت كتفها تفركه بوجع وهي بتبصله بغيظ
عدوها اللدود في مدرستها، اللي مكتفهاش بعداوة عيلتهم الخارجية ودخلها كمان لدراستها
عزيز اليوراني..
سرعت خطواتها لحد ما وصلتله وقفت في وشـه توقفه وبعصبية- قولتلك ميـة مرة ملكش دعوة بيـا ومتقربش مني.. بطل تحطني في دماغك بقى
بصلها بإستنكار وبنزق رد- مين أنتِ علشان أحطك في دماغي؟
بغرور وهي بترفع راسها- رينا إليازي الاسم اللي عاملك أنت وعيلتك هسهس في دماغكم
بصلها بغيظ لفت هي المرة دي وعدلت شعرها رمته بإطراف إيدها على أخر ضهرها فوصل لوشـه غمض عيونه ورفرف برموشـه مرتين قبل ما يفتح عيونه يبصلها وهي بتبعد عنه ماشية بثقة ودلال.. 
ضم كف إيده بغيظ، كعادته إنقلب السحر ضـده
يجيلها مغيظ ويمشي متغاظ
يجيلها يكيد ويمشي متكاد
بأبسط الأفعال..
عند أيـوب، 
عدى طريق المدرسة والطرق الحيوية، علشان بعد ما كانت ماشية عربيته لوحدها، ظهرت عربيات كانت متوزعة في الطريق حواليه وكلهم كَونوا سرب مع بعض، عربيته في النص ومحاوطها تلت عربيات كمان
قاعد ماسك تاب بيقلب فيه، وجنبه قاعد زاهر
لحظات وإتقلب الجو لساحة حرب، رصاص من كل حتة، وقفت العربيات وكله طلع سلاحه، مسك زاهر مسدسين ومـد إيده بواحد تالت لأيوب اللي شاورله يهدأ
واتكلم من خلال سماعة لابسها بصوت آمر- محدش يتحرك من مكانه ومحدش يضرب نار
همهمات إعتراض ونظرات إستنكار من زاهر
فكرر بأمر- نفذوا اللي قولت عليه
خمس دقايق والضرب خلص والعربيات اللي هجمت مشيت، باب عربيته إتفتح واتجمعت رجالته حواليه مع زاهر اللي نطق بعصبية- أزاي تخليهم يمشوا كدا من غير ما نعرفهم تمامهم 
أكيد اليورانيين اللي ورا الحركة دي
- لسـة مش عارفين مين ورا الحركة دي بالظبط، هنعتبره ترحيب خفيف بينا وأختبار لرد فعلنا
- لو جدك كان ولع فيهم 
- بس أنا مش جدك.. 
نزل السلاح اللي زاهر كان لسة ماسكه ورافعه و- أنا مبآذيش غير لما آتاذي، وزي ما شوفت مفيش رصاصة حتى خدشت عربية
بص زاهر حواليه فعلًا كان رصاص عشوائي بعيد عن أي آذى
- طيب أية غرضهم؟
- استفزاز.. طعم وكنت هتبلعه، اركب خلينا نمشي 
بص للرجالة و- مش عايز جدي يعرف
ظهر التردد في عيونهم فكمل بنبرة أشـد- من إنهاردة وأنا زعيمكم.. كلمتي هي اللي هتمشي، واللي معترض وشايف لنفسه زعيم غيري يمشي
بصوا للأرض قبل ما يهزوا راسهم بإيجاب وكملوا طريقهم.
*****
- وهنعمل أية دلوقتي؟
قالها طاهر وهو باصص لسوزي، قاعدة باين عليها السرحان ماسكة خنجر في إيديها بتلفه بين صوابعها بشرود ومهارة
كمل- هنستنى نشوف أيوب دا هو وبيثبت أقدامه بدعم من عيلته والجواديين وتخلص على كدا
إتعدلت في قعدتها تنفي بـ لا و- مينفعش نستنى الجواديين يبنوا ثقتهم فيهم تاني، لازم نستغل الفترة دي وفترة تزعزع ثقتهم ببعض ونشيل دعم عثمان عنهم
دي فرصتنا الوحيدة، الجواديين أكيد عندهم شكوك مهما حاولوا يخبوا دا، وأكيد في صوت ولا أتنين بيفكر زي ما الكل بيفكر أن كفاية على الإليازيين كدا
لازم نطلب دعمهم ونستفاد منه، 
- ودا هنعمله أزاي؟
- هنروحلهم بنفسنا، بس الأول لازم نستنى اللحظة المناسبة.. ولو مجتش إحنا هنخلقها
هز راسه بإيجاب..
قبل ما يقول- مش هتصدقي أيوب دا كان عايش فين.. أسبانيا!
بصتله من غير رد فعل وهو بيردد- متفاجئتيش يعني؟
شاورت لملف قدامها فضحك و- دايمًا سبقاني بخطوة
مـد إيده علشان ياخد الملف منعته و- سيبني أقراه الأول
- كنت هبعت رجالة تجيب قراره.. مش محتاج خلاص
لما تخلصي أبعتيه، عندي فضول أعرف عن زعيمنا الجديد
بصتله بضيق فضحك بمشاكسة و- المؤقت..
مشى وفضلت هي باصة للملف قدامها بشرود، فتحته تبص ليه ظهر قدامها صورة مصغرة ليه وهو بيضحك وواقف عند مكان سياحي في أسبانيا
مـدت إيدها تلمس حواف الصورة قبل ما تقفل الملف وتبص في ورق قدامها
دخل طاهر بسرعة و- حصل هجوم على أيوب الإليازي
بصتله بخضة وهي بتتعدل في وقفتها و- حصل أية.. حد اتآذى؟
نفى براسه وبراحة- لا محصلش حاجة، كنا هنلبسها رسمي لو حد جراله حاجة، أبوكي كلمني وبيسأل لو كنا أحنا.. يعني مش هو اللي عملها، معنى كدا مين عملها؟
بصتله بخبث بعد ما هديت و- مش قولتلك نستنى اللحظة المناسبة.. أهـي جت لحد عندنا
الجواديين مش صابرين
- هنعمل أية؟
قعدت على كرسيها براحة وبنبرة براءة مصطنعة- نبعت مرسال محبة، نكسب بوينت عند الزعيم، ميرضناش برضوا يتغفل لازم يعرف مين أعداءه
- ما يمكن مش الجواديين!
نفت وبتأكيد- دي حركاتهم، أبعت ورد.. ورد أسود وسطيه وردة حمرة مع رسالة ' إحذر من عدوك مرة ومن حبيبك  ألف مرة '
طاهر بتعجب- مش كانت صديقك أو قريبك باين
سـوزي بنبرة وجملة مفهمهاش- خلينا نضرب عصفورين بحجر واحد
كملت- رتبلي معاد مع عثمان الجوادي بس في السـر، خلينا نسبق الإليازيين بخطوة.
يتبع...
لـ زينب - سمير

•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية

تعليقات