رواية عشق خالي من الدسم الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم فاطمه سلطان
🥰🌙
_______
اذكروا الله
______
(اللهم إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي، اللهم استر عوراتي ،وآمن روعاتي، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي، وأعوذ بعظمتك أن أًغتال من تحتي)
رواه أبو داود وابن ماجه.
_______
“أنتِ عصية على الفهم، رغم أنّ الماء يأخذ منك بساطته، أيتها الواضحة كنافذة البرق، أيتها الغامضة كضباب المُدن الغريبة.”
- عبد العظيم فنجان.
____
"لتجاوز الماضي، عليك أولاً أن تتقبل أنه قد أنتهى! بغض النظر عن عدد المرات التي عدت فيها للماضي، وحللته، وندمت عليه، وبكيته، لقد أنتهى، لا يمكن أن يؤذيك أكثر.
-ماندي هيل
_____
- اشهدوا يا ناس الراجل النطع ده خلي امي تمضي لاخته علي وصل امانه
وطلقها واتجوز تاجرة المخدرات وقولنا الزبالة بتتلم علي بعضها في داهية يغور بس من كتر البجاحة عايز يحبس أم عياله علشان الفلوس اللي خدها من اخته في كرشه
- اتلمي يا تسنيم انا عامل حساب انك واحدة ست وإلا همد أيدي عليكي أقسم
- لو كنت راجل مدها
قال عمر كلماته قبل رد تسنيم وهو يضع يده علي وجهه غير مصدقًا أنها ضربته بحذاءها أمام الجميع، ليرفع يده ويوجهها نحوها عازمًا علي صفعها ولا يعبأ بشيء
ليجد من جاء ليقف حاجزًا بينهما صافعًا أياه صفعة كان صداها عاليًا ممسكًا أياه من ياقته
- انتَ اتجنتت يا ابن *** تمد أيدك علي مين
صرخ به أمين بتلك الكلمات، لوهله لم تصدق تسنيم ما حدث عمها قد أتي بل وصفع عمر أيضًا فصرخت شقيقته مروة التي كان زوجها متولي يحاول إدخالها صالون التجميل عنوة ولكنها لم تأبي وركضت بسبب ما حدث لشقيقها صارخة بهم بكل ما أوتتها من قوة
- ما تلم بنت اخوك .. ده انتم عيلة ونسب ميشرفش الحمدلله ان اخويا طلق أمك مش ناقصين قرف وقلة أدب و**** وأمك مش هتخرج يا روح أمك الا لو دفعت الفلوس
صرخ عمر بشقيقته وهو ينهرها علي فعلتها وإلا تستكمل حديثها هاتفًا بغضب بسبب ما حدث له
- اخرسي يا مروة بقا
ثم وجه حديثه لزوجها المشاهد ولا يستطيع السيطرة عليها
- ما تلم مراتك يا متولي ودخلها البيت
جذبها زوجها عنوة عنها هذة المرة بقوة شديدة وأدخلها الي صالون التجميل بعد أن خرج الجميع منه غالقًا الباب بعنف شديد، فوجه عمر حديثه الي تسنيم قائلا
- أمك هتخرج يا تسنيم أيكش نخلص منك ومن بجاحتك
ليحاول أمين ضربه مرة أخري ليتطوع أحد الرجال ليفصل بينهم ونجح في ذلك، فهتفت تسنيم بشراسة وحدة وهي تقف خلف عمها ممسكة بيده فشعور أنتباها كونه يدافع عنها وكأن أحد من رائحة والدها قد أتي واستيقظ من غفلته
- لو مخرجتش ورحمة أبويا لكل اللي عملته كوم وأن امي تتحبس كوم تاني
كانت تتوعد له وبشدة بأعين شرسة؛ فهتف امين قائلا الي عمر في نبرة غاضبة وحانقة
- لو قربت من بنت اخويا تاني أنا اللي هدخل فيك السجن وأم تسنيم تخرج واسترجل أنها أم عيالك وقاعدة في القسم يا ***
بصق عمها في وجه عمر ليذهب معها وخلفهم أم اسماء وابنتها، فصاح أحد الرجال قائلا ليقض هذا الحشد من الناس التي تتابع بلهفة وتركيز شديد
- يلا اتفضت كل واحد علي بيته لما بتصدقوا مصيبة تتفرجوا عليها عالم هم صحيح
___
في شقة أم اسماء
كانت تسنيم تجلس محتضنه اشقاءها الذي رفضوا الهبوط مع والدهما وقد تشاجر أمين معه مرة أخري فأخذ الجيران يفصلوا بينهم ليجلس اشقاءها معها عند أم اسماء حتي ذهابها
كانت تسنيم تتوسطهم فهي رغمًا عن والدهم تحبهما، فهتف أمين قائلا بحدة وسُخط شديد
- مكنش ليه لزمة خناقك في الشارع فرجتي عليكي الناس علي الفاضي وكمان لازم تراعي أنك متجوزة لو جوزك عرف اللي عملتيه ده وله أهلوا هيسكتوا .. كنتي مستنية يمد أيده عليكي
هتفت تسنيم بنبرة لا تقل عنه غضبًا رغم أنها قد شعرت بخطئها قليلا من داخلها ولكنها أبت الإعتراف
- أمي محبوسة يا عمي ومش هتخرج الا لو دفعت وصل الامانه او اتنازلت مروة عايزني أعمل ايه تفتكر هفكر في شكلي
- يابنتي لازم تسيطري علي غضبك اللي حصل ده مصيبة
كانت أم اسماء في المطبخ هي وابنتها تاركه أياهم علي راحتهم، فهتفت تسنيم بنبرة يملؤها القهر لا يفهمها أحد غيرها ولن يشعروا بها مهما فعلوا
- انا سيطرت كتير خلاص طفح الكيل من قرفه وصل بيه أنه يحبسبها الواطي ...
- امك هي اللي عملت كده في نفسها مفيش حد يعمل اللي عملته ده أيه مفيش مخ
قال أمين تلك الكلمات وهو يعقد ساعديه بحنق، فهتفت تسنيم مقاطعة حديثه
- انا عارفة أن امي غلطانة من غير ما حد يقولها وأنا أكتر حد عارف ده .. بس هي أمي .. عارف يعني أيه امي ... مش هقبل بأهانتها أبدا ولازم اطلعها
- وتفتكري عمر هيخلي اخته تتنازل وله هتجيبي الفلوس منين يا بنتي اكيد مش بتفكري تطلبي من جوزك
- اكيد مش هطلب من مروان ومش لازم يعرف عن الموضوع ده حاجة أنتَ مش خت المحامي وروحت .
انا هحاول اتواصل مع اخت عم سعد دلوقتي هي كانت حابة تشتري نصيبي معرفش أيه السبب بس هكلمها لو لسه عند كلمتها هخليها تبعتلي الفلوس هتصرف يعني هتصرف لازم تطلع قبل ما يبقي قضية
قالت تسنيم تلك الكلمات طابعة قُبلة علي رأس الصغار الذي يقبعوا بجانبها
_______
- انتِ ازاي تعملي كدة أزاي يا مروة
صرخ عمر بشقيقته في صالون التجميل فكان يجلس معها هي وزوجها متولي فهتفت مروة قائلة بأعين حادة ونبرة ساخرة
- جرا أيه يا عمر هو انا كنت كاتبة وصل الامانة علشان أتصور جنبه مجبتوش فلوسي ليه يا حبيبي مدام انتَ حلو كده ختوا مني ١٠٠ الف جنية مرجعوش يبقي أقدم الوصل عملت أيه أنا غلط ياخويا
- حبستي أم عيال أخوكي وبتتكلمي وبعدين انتِ مطلبتيش مني الفلوس ليه وأنا أجبهالك
قال عمر تلك الكلمات بغضب فهتفت مروة بعدم أكتراث وهي تنظر الي زوجها
- انتَ طلقتها واختفيت ومعرفناش ليك مكان وأنا عايزة أعمل المشروع أنا وجوزي ولازم ألم فلوسي هو أنا فاتحاها سبيل يا أبن أبويا
- ماشي يا مروة أتنازلي وأنا هبقي اديكي الفلوس بعدين
خرجت منها ضحكة ساخرة منه فهتفت بحنق
- كنت جبت قبل كده علشان تجيب انتَ بتأخد ومبترجعش ويا الدفع يا السجن أبقي أدفع لام عيالك الفلوس لو عايزها تخرج وخايف عليها أوي كده
- بقا كده
قالها عمر بغيظ شديد فهتفت بحنق
- أه كده ومفيش إلا كده
- ما تتكلم يا متولي شوف مراتك
- والله أنتم أخوات وأحرار مع بعض وأنا متعودتش أدخل ما بينكم
قال متولي تلك الكلمات وهو يدخن سيجاره بلا مبالاة وعدم أكتراث فهتف عمر
- هجبلك الفلوس يا مروة بس اللي عملتيه مش هيعدي بالساهل ياختي
قال تلك الكلمات عمر وخرج الي الخارج بغضب شديد فهتفت مروة بسخرية
- ماشي ياخويا سلامات
فأردفت قائلة وهي تقترب من زوجها القابع علي الأريكة قائلة
- وانتَ كنت فين يا سنيور بقا ومراتك بتتخانق
- خلاص مش لاقية حد تتخانقي معاه فبقيتي فاضية ليا وله أيه ما كنتي اتشطرتي علي اللي مسحت بيكي وبأخوكي بلاط الشارع وعلمت عليكم حته عيلة فرجت عليكم أم لا اله الا الله
قال كلماته بسخرية فصرخت به فلو تتطاول عليها أمراة من قبل فكانت هي الطرف الاقوي في جميع المعارك النسائية كما تسميها وقامت بها، وما يزعجها كون تلك الفتاة أبنه كريمة
_______
في المساء تحديدًا في بيت سلوي
كانت تسنيم تجلس علي المقعد منذ أن أتت قصت علي سلوي ما حدث طوال اليوم عاتبتها سلوي كثيرًا علي ما فعلته لم يكن عليها أن تهبط الي ذلك المستوي معهم فهتفت سلوي قائلة بحدة
- مكنش ينفع تعملي كده يا تسنيم أبدا
تنهدت تسنيم بعد أن رفعت رأسها التي كانت تدفنها بين يدها منكمشة علي نفسها وكأنها تريد حضنه وحمايته هو وحده في هذا الوقت رغم أنها تعرف طباعه لن يكون راضيًا علي فعلتها
وهذا فكرت به بعد فعلتها خصيصًا بلوم أم أسماء وحديث عمها وقامت سلوي بالتكملة علي حديثهما
ولكن لن يفهم أحدهما أنها علي الرغم من كونها أكثر أنسان يفكر في أفعاله لم تفكر حينها في شيء
فهتفت تسنيم قائلة بوهن شديد
- كنت نازلة أتكلم معاها بس غلطت وحرقت دمي أكيد مكنش قصدي الخناق ولا أني أعمل كده أنا لغايت دلوقتي مش مستوعبة أنا عملت كده أزاي أصلا
شعرت سلوي بما ينتاب تسنيم ولكنها لن تكف علي لومها فهي لم تظن أنها من الممكن أن تفعل ذلك فهتفت بسخرية
- اللي زي دول انتِ المفروض أكتر واحدة عارفة أن مينفعش معاهم تفاهم أصلا بتقاوحي وخلاص
انتِ بنت يا تسنيم مش راجل سمحتي للحيوان ده يعمل كده قصاد الناس لا ومش واحدة ست وخلاص لا انتِ في عصمة راجل
هبطت الدموع من عيناها تلقائيا فاليوم تخطته بصعوبة حتي هي ليست راضية عما فعلته كعواقب أما لو كان من ناحية عمر وشقيقته فهي تجدهم يستحقوا ذلك ولكنها لا تستحق أن تكن هكذا امام الجميع ما حدث كان بمثابة أنفجار لظلم تعرضت له لسنوات
حاولت سلوي مواساتها قائلة بلطف
- خلاص يا تسنيم أحنا خايفين عليكي مش قاصدين نقطمك بالكلام ده علشان نفهمك متخليهمش يخلوكي زيهم
أنا هديكي الفلوس تخلصي الموضوع وتريحينا بقا من المشاكل ده وقبل ما مروان يعرف
هتفت تسنيم قائلة برفض تام
- لا .. أنا مقدرة أن حضرتك عايزة تساعديني بس مش هأخد منك فلوس أنا مش عارفه هسدها امته
قدرت سلوي حساسية الموقف فهتفت قائلة برفق ونبرة حانية
- لما تبيعي نصيبك من الشقة أبقي ادهملي أنقذي الموقف دلوقتي
- مش هينفع أخد منك فلوس وأنا معرفش الشقة هتتباع وله لا لما بس تكلمني بكرا وقالتلي لو هتبيع هتبعتلي حد بسرعة هنا من قرايب جوزها.. لو فعلا بتحبيني بلاش تعرضي عليا موضوع الفلوس ده تاني
قالت تسنيم تلك الكلمات فهي مهما فعلوا لن تستغل عاطفتهم ولن تأخذ قرشًا واحدًا لا تعلم أنها علي كفاءة لسداده فهي لا تملك شيء.
________
- يعني أيه يا أشجان مش هتديني الفلوس
قال عمر تلك الكلمات بصوت مرتفع وغاضب من رفضها بأعطاء النقود الذي يريدها فهتفت أشجان وهي تسحب نفس من الأرجيلة المتواجدة أمامها
- يا حبيبي أهدي العصبية وحشة علشانك وبعدين يا قلبي ما انتَ عارف أن الصنف الجديد خد فلوسي وفلوسك معيش سيولة انتَ مش بتطلب ألف جنية وله عشرة يا عمر
تحدثت أشجان بنبرتها الهادئة والابتسامة الماكرة مرسومة علي ثغرها قامت بجذبه من كف يده ليجلس بجانبها فناولته مقدمة وخرطوم الأرجيلة محاوطه وجهه بدلال بيدها ونعومة مُقبلة وجنتيه قائلة
- اهدي يا عموري كده .. أنا هكلم مروة أقنعها بس متعكننش نفسك يا قلبي كله إلا زعلك .. وبعدين بقا أحنا لسه عرايس جداد ينفع نعكنن علي نفسنا كل شوية كده
كاد أن يتحدث فوضعت أحدي أصبعها علي فمه مانعة أياه من الحديث هاتفة وهي تعبث في الأزرار الأولي من قميصه قائلة بدلال
- المهم ولادك كويسين ومع جارتكم ومروة هتروحلهم غير كده مش مهم
وأنا هقنعلك مروة
انتَ وحشتني وأنا مبحبش أشوفك مضايق يا نن عيني
_____
" في صباح اليوم التالي "
في المنصورة تحديدًا في مكتب محسن الذي هتف بمكر
- يعني انتَ بتكدب يا مروان ده أحمد قالي أصلا
رمقه مروان باستغراب وحنق فعلي ما يبدو أن شقيقه قد قص لوالده مختصر مكالمته مع محمود، فهتف مروان بخجل واحراج ومازال محتفظ بابتسامته وهو علي الإستعداد للذهاب الي القاهرة لأخذ تسنيم
- مش بكدب يا بابا بس انا لغيت الفكرة لما يبقي معايا فلوس نبقي نفتح فرع جديد انا خلاص علي الحديدة وكنت بايع شقتي القديمة اللي اتجوزت فيها ملك علشان اشاركه أساسا
فهتف محسن قائلا بابتسامة واقتراح
- انا هديك الفلوس يا مروان
رمقه مروان بامتنان وكان علي وشك الرفض فهتف محسن قائلا بهدوء ونبرة لينة
- انا هديك الفلوس مش ليك كأني حد هيديك فلوس تشغلهاله وتطلعلي أرباح وتدي لنفسك الفلوس اللي تستاهلها أنك هتدير وهتهتم بكل حاجة والباقي يتقسم علي اخواتك
احتلت البسمة ملامح مروان، فوالده يظهر للجميع بأنه شخصية صارمة وقاسية ولكن في الحقيقة لا يوجد أحن من قلبه حتي وإن قسي يقسو من أجل مصلحتهما
فنهض مروان مقتربًا منه ومقبلا يد والده فهتف محسن بمؤح
- ايه الادب والأخلاق ده يا واد
- ربنا يخليك لينا يا بابا بس أنا شايف أن كده كتير أوي عليا انا هتصرف وهشوف حل ونأجل الموضوع شوية
- لا هتفتح الفرع يا مروان يا ابني انا مش عايز حاجة في دنيتي الا اني اشوفك انتَ واخواتك مبسوطين
قال تلك الكلمات محسن بصدق حقيقي فهو لا يريد شيئًا من الدنيا سوي راحتهما وأن يراهم في أحسن حال، فأستكمل محسن قائلا
- خلاص مسافر لمراتك
أؤمي برأسه موافقًا فهتف محسن مستكملًا حديثه
- جدع افتكرتك اتخانقت معاها وله حاجة
- ربنا ما يجيب خناق لا هي مع أهلها
قال مروان تلك الكلمات بهدوء شديد ثم هتف بهدوء وهو يتذكر مقابلته لوائل علي القهوة الذي أظهر له جدية حديثه وأنه لا يمرح مع شقيقته ويريد أن يتقدم رسميًا بالطبع لم يوافق مروان علي محادثة والده قبل أن يعطي وائل من الكلمات ما لذ وطاب
وأخيرًا أخذ يقص علي والده ذلك الشاب الذي يريد أن يأتي في نهاية الأسبوع حتي يتقدم لشقيقته
___
"بعد مرور يومين"
لم تتذوق تسنيم معني الراحة أو النوم وأخيرًا قامت ببيع نصيبها في الشقة الي شقيقة سعد الذي لم تتأخر حينما علمت الوضع بالرغم أنها رأتها لمرتين ولكن كانت انسانه جيدة وقامت بأرسال وكيل لها في مصر وقام باعطاءها الاموال وأعطتهم الي عمها أمين ليخرج والدتها اليوم هو والمحامي فقد ذهب منذ ساعة تقريبًا، كانت طوال تلك الايام تتحدث مع مروان مكالمات تعد علي الإصبع وهو لم يكن يتحدث كثيرًا فلم يكن لها جهد حتي تفكر لما لا يهتم بها
كانت تجلس في الشرفة الخاصة بشقة أم أسماء تراقب الطريق والمارة في الشارع
فجاءت أم اسماء وهي تحمل كوب الشاي هاتفة بنبرة حانية
- ما تدخلي يا بنتي جوا الجو النهاردة سقعة هتفضلي واقفة ليه لما يجوا هتلاقيهم خبطوا أهدي شوية ده عمك مكملش ولا لحق راح القسم
- مش عارفة أهدي يا طنط .. والمصيبة رغم أني هموت عليها مش عايزة أشوفها وشي في وشها علشان كده بودي عمي .. مش عارفة ازاي تهمني كده بس مش عايزة أبين لها أني خايفة عليها حاسة أني مبقتش طبيعية
قالت تسنيم تلك الكلمات بوهن شديد وهي لا تصدق ما تتفوه به فهي أصبحت لا تفهم نفسها وتشعر بفقدانه وكأن وجوده يغني عن الجميع ولكن لا تريد أدخاله في مشاكل عائلتها الحساسة تلك، أردفت أم اسماء برفق
- كلنا بنغلط يا بنتي المهم أننا نفوق مش هنعلق لبعض حبل المشنقة
تنهدت تسنيم بأرهاق شديد فقد تغير وجهها وشحب نهائيا فهتفت بامتنان وهي تشير الي داخل الغرفة علي اشقاءها الذي يشاهدوا التلفاز
- شكرا يا طنط علي أنك واخده بالك منهم لأن الجزمة دي مش سايبني أخدهم حتي وأخته مستنية نعمل خناقة تاني وأنا مش عايزة أفرج الناس عليا تاني
- أحنا أهل يا بنتي ربنا يعلم معزتكم عندي حتي أمك رغم اللي كانت فيه غالية عليا منه لله الشيطان اللي لعب في دماغها
عانقتها تسنيم بحب وامتنان شديد فمهما فعلت لا تستطيع الكلمات توفية حقها فهتفت أم اسماء بعد أن ابتعدت عنها فوجدت سيارة الأجرة
وقف أمام البيت فهتفت بنبرة فرحة حينما وجدت كريمة تهبط منه
- الحقي يا تسنيم أمك جت
- بجد
قالت تلك الكلمات بفرحة شديدة فخرجت من الشرفة صائحة امام اشقاءها بأن والدتهما قد أتت فهبطت بسعادة شديدة وهبطت علي الدرج وكأنها تنتظر طفلة صغيرة تنتظر عودة أمها وربُما تأخرت عودتها لسنوات
وهبط خلفها الصغار وخلفهما أم اسماء الذي تربط حجابها بعشوائية لتقف فجاءة وكأن عقارب الساعة قد توقفت، تصلبت مكانها حينما وجدت مروان أمامها يقف بهيئة غامضة تمامًا وأعين حادة لا تعرفها فهتف قائلا الي الصغار بأن يذهبوا ناحية والدتهما الذي علي ما يبدو مسافة هبوطهم عادت لتركب سيارة الأجرة مرة أخري وبالفعل ذهب الصغار محتضنين والدتهما بحب
فهتفت تسنيم باستغراب ودقات قلب متسارعة ناطقة أسمه وكأنها تتخيل وجوده
- مروان !!
- روحي اركبي التاكسي مع اخواتك وأمك وعمك هيوصلكم لغايت البيت
قال مروان كلماته في لهجة حادة وهو يأمرها فكادت أن تجادله قائلة بتوتر من عيناها الذي نظرت لها نظرة لم تستطع تفسيرها
- مروان ا.....
قاطعها مروان بنبرة حاول جعلها هادئة بقدر الإمكان وهو يشير بأصبعه لها بألا وتناقشة
- ولا كلمة واحدة تنطقيها قولتلك اركبي وعلي البيت يلا
توترت تسنيم وشعرت بالخوف والذعر منه فهتفت أم أسماء قائلة بتوتر لا يقل عن تسنيم
- اسمعي كلام جوزك يا بنتي
بالفعل خرجت تسنيم من بوابة المنزل وركبت التاكسي معهم والذي انطلق فور ركوبها، فكادت أم أسماء علي وشك الصعود مع أبنتها
فهتف مروان بنبرة غامضة
- عايز أكتر طرحة حلوة عندك يا أم اسماء
____
خرج التاكسي من الشارع وقد أبتعد قليلًا عن البيت، وكانت تسنيم تشعر بخطب ما وكأن مروان قد عرف كل شيء فهتفت سائلة عمها الذي يجلس بحانب السائق
- عم أمين مروان يعرف اللي حصل؟!!
- والله يا بنتي هو سمع بخناقتك مع عمر حتي انا استغربت هو عرف منين أصلا
وكمان هو اللي كان مخرج أمك أنا قابلتهم علي باب القسم ملحقتش أدخل والفلوس معايا أهي حتي كان معاه محامي تاني ومروة كانت هناك
قال أمين تلك الكلمات وهو يشير الي الحقيبة التي وضع فيها الاموال، فشهقت تسنيم بقلق شديد واضعة يدها علي قلبها، قائلة الي سائق التاكسي بذعر شديد
- ارجع بينا ياسطا مكان ما خدتنا
- والله مروان بيه قالي مرجعش لو أيه اللي حصل
قال سائق التاكسي تلك الكلمات بهدوء شديد وعدم أكتراث، فنظرت لها كريمة بعدم فهم فهي لا تعلم بالشجار وكل ما حدث، فهتفت
- هو في ايه يا تسنيم يا بنتي
- هنجيب مروان من القسم متقلقيش خالص ربنا يسترها ياسطا أرجع
فصاح أمين قائلا
- خلاص بقا سيبي الراجل يعمل اللي يعمله متزوديش الطين بله
_____
أمام المقهي كان عمر يجلس يضع قدم فوق الآخري ويشرب تلك الأرجيلة ويجلس أمامه علي الطاولة زوج شقيقته متولي ويلعبوا ( طاولة )
وضحكاتهم علي أخرها، فكان في أفضل أوقاته علي الأطلاق قد خرجت كريمة من الحبس دون أن يدفع جنية واحدًا
صرخ متولي بذعر ناهضًا من مكانه وارتعد الي الخلف حينما وجد عمر فجأة وجه مملؤء بالدماء أمامه
ففي لحظة ما كان مروان قد جاء دون سابق أنذار واضعًا يده علي مؤخرة رأس عمر دافعًا أياها بأقصي قوة في تلك العلبة الخشبية الخاصة بلعبة الطاولة بأقصي قوة قد أتت له وقتها
ثم أمسك الأنبوب الزجاجي الخاص بالارجيلة التي كان يدخنها عمر ليكسرها علي رأسه تحت صراخات النسوة في الشارع يراقبوا ما يحدث، ولم يتحرك أحد الرجال ولم يحاول أحدهم الدفاع عنه، فصاح مروان بغضب
- جبت أخرها يا *****
_____
رأيكم وتوقعاتكم ❤❤🌙🌙
تفاعل حلو بقا رمضان كريم❤❤❤❤😍😍
ميعادنا يوم الخميس أن شاء الله خلاص الفصل الثلاثين الأخير وهيكون في خاتمة هتنزل علي جزئين او ثلاث اجزاء 🥰🥰🌙 عرض
•تابع الفصل التالي "رواية عشق خالي من الدسم" اضغط على اسم الرواية