رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم فاطمه سلطان

 رواية عشق خالي من الدسم الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم فاطمه سلطان


______

- قدامك ربع ساعة ... ربع ساعة ايه دي كتير .. عشر دقايق هتحكي فيهم وائل اللي ضربته قبل كده يجيبلك قطة ليه

عشر دقايق هكلمك بمنتهي التحضر والرُقي بعدها مش ضامن هعمل أيه

وقف الطعام في حلقها فخبط مروان علي ظهرها قائلا

- لا لا وقت الخوف مجاش .. هقوم أجبلك الماية يا غالية احنا ليلتنا طويلة مع بعض

"بعد مرور بضعة دقائق"

قصت فيهم رباب كل شيء علي عجالة فيكفي عيناه التي تخفيها عوضًا عن ألف صفعة، كانت تجلس أمام مروان برهبة شديدة وهتفت بتوتر واندفاع بعد أن أفرغت ما يتواجد بداخلها وعدم اخفاء حرف واحد حتي

- وانا قولتله لا انتَ وأختك مجانين انا أصلا ناوية أترهبن جواز أيه وهبل أيه ده

رمقها بسخرية وهو مُستلقي علي الفراش ويحاول أن يهدأ بقدر الإمكان، فهتفت رباب بتوتر من صمته منذ أن بدأت الحديث

- هو انتَ مش هتنطق وله ايه في الليلة دي

هتف مروان بسخرية وهو يضيق عيناه

- لا هقوم الطشك مش هنطق يا رباب.. يعني انتِ قولتيله مش عايزة أتجوز صح .. معني كده أنك بتشوفيه

- لا .. اه جه يأخد اخته من الجامعة مرة وشوفته كده بالصدفة البحتة والله يا مروان .. قولتلهم مش عايزة وطلبك مرفوض طبعا

قالت كلماتها بخجل وارتجاف شديد فهذا هو الموقف الاول الذي تتعرض له في حياتها يخص حياتها العاطفية ولكنها تميل له رغم ما حدث مدفي السابق، ثم هتفت رباب مستكملة حديثها

- بالله عليك ياخويا قولي تسنيم أعترفت عليا وله عرفت منين

- الاستاذة تسنيم كمان عارفة طبعا اتنين مختلين عقليا فاكرني أهبل .. مش هي اللي قالتلي

قال مروان تلك الكلمات بغضب شديد وحنق لترمقه بعدم فهم فاذا لم تفشي عنها تسنيم فكيف علم اذا ؟!!

- يعني ضربت الودع

رمقها بنظرة ثاقبة وقاتلة فهتفت رباب بتوتر ونبرة مرحة لم تستطع كبحها

- يلا هي موته وله أكتر قولي عرفت منين الاول

- هقولك علشان قبل تنفيذ حكم الإعدام يا رباب بيسألوا اللي هيتشنق كده أيه امنيتك فهريحك .. صورة للقطة العسل القمر اللي هخليكي تنونوي زيها كده

بعتها لواحد صاحبي لف علي كل اللي بيبعوا القطط وعرف مين اللي جابها وشاريها من صاحبه المغفل

قال تلك الكلمات مروان بهدوء مميت رغم ما يتواجد باحشائه، فرمقته رباب بدهشة وعدم تصديق لعقله !!

مهما توقعت لم يأتي في عقلها كونه يفعل هذا الأمر فهو أذكي مما توقعت بالفعل

فصاح مروان قائلا حينما وجدها تنظر له ببلاهة غير مدركة تفكيره الشيطاني كما تسميه

- هتفضلي متنحة كتير

- طب أعمل ايه وأنا أعمله والله ما شوفته غير مرتين من بعيد ولا قابلته حتي القطة اخته جابتها

قالت رباب تلك الكلمات بتلعثم وصدق فهتف مروان

- ومجاش يتقدم ليه ويدخل البيت من بابه الشملول

- مهوا أنا اللي قولتلهم لا أخذ رأي مروان الاول
اخويا حبيبي لو عايزني أترهبن ومشوفش جواز يؤمر كده بس

- ده أنا هوريكي الرهبة علي أصولها يا رباب والله ما هعتقك

قال مروان تلك الكلمات وهو ينهض من مكانه مقتربًا منها مستكملًا حديثه

- عارفة لو كدبتي في حرف واحد القطة اللي جابها هبلعها ليكي .. علشان اللي عاكسك تقبلي منه هدية لا وتلبسيها ليا انا وتسنيم من بجاحتك ده ابوكي لو عرف أن في قطة هيطردنا كلنا ولما أقوله مين اللي جايبها هينبسط أكتر

- مكدبتش والله هو عايز يجي يتقدم

- انتِ عايزة ايه

هتفت رباب بتوتر وخجل وهو ينظر لها مباشرًا

- أنا عايزة أعيش يا مروان المهم أعيش في أي احتمال

- مش هقولك متكلميهوش لان ده مفروغ منه وحتي اخته متعرفيهاش اللي عايز يتقدم ليكي يجي للبيت مش يستني منك الآذن وساعتها أحنا نقرر ونشوف هسيبك دلوقتي علشان هنام يا رباب بس لينا قعدة الصبح يا ست هانم وأنا اللي هوديكي الجامعة واجيبك بكرا

قال مروان تلك الكلمات قبل أن يخرج حنقه بها، خرج خارج الغرفة ليتنهد تنهيدة مطولة كان يحاول أن يُثبت قسامته الغاضبة لشقيقته وله حوار أخر في الصباح بمفردهم

لا يدري متي كبرت تلك المدللة والصغيرة حتي يأتي لها رجل يريد خطفها منهما فمن يستحق أن ياخذ عين أربعه رجال وقلب والدتها.

وأي رجل هو ذلك الشاب الذي تشاجر معه من قبل فلن يتركه فليأتي أمامه وتجمعه الصدفة به فقط وله حديث وطريقة أخري
____

أخذت تسنيم تفكر طوال الليل في فعلتها ولم تتذوق النوم قط أو تغفي، لا تدري هل تغضب من فعلتها منذ البداية أم من غيرتها وحنقها فهل هو بالفعل يحدث الفتيات أم يخدعها ؟!

لا تدري ولكنها شعرت بالضيق رغم كل التوقعات الجيدة والسيئة نهضت من الفراش في الصباح وأخذت ترتب الغرفة والفراش بعد أن قامت بحذف الحساب نهائيًا

وخرجت من الغرفة لم تكن سلوي قد استيقظت بعد
لتجلس علي الطاولة بشرود وفجأة أنخرطت في نوبة بكاء ودموع لم تستطع معرفة سببها هل هو مروان فقط أم فعلتها من البداية

استيقظت سلوي من نومتها قاصدة الذهاب للمرحاض ولكنها جاءت حينما سمعت صوت شهقاتها فخرجت واقتربت منها فهتفت سلوي بقلق وارتباك من أن يكن حدث شيء نومتها

- مالك يا تسنيم بتعيطي ليه

حاولت تسنيم أن تتوقف عن البكاء وهتفت من وسط بكائها

- مفيش حاجة متقلقيش أنا بس مخنوقة شوية

رمقتها سلوي بعدم فهم وجلست قبالتها باستغراب فحينما خلدوا الي النوم لم يكن بها شيء بل أنها كانت تتحدث بسعادة عارمة وكأنها أصبحت أنسانة أخري فأدركت سلوي في وقتها بأن مروان له النصيب في هذا التغيير، ولكن لما هذا البكاء فما الذي حدث في تلك الساعات

- يا بنتي متقلقنيش في أيه قولي

بدأت تسنيم بسرد ما فعلته منذ سماعها لحديث ريهام ونسيانها الأمر حتي محادثتها لمروان ليلة أمس وحذفها للحساب في الصباح والان تشعر بالضيق فهتفت سلوي باستنكار

- والله ما حد خرب البيوت الا النت .. ولا حد بيدخل الشيطان بين اتنين الا هبل اللي بقا موضة اليومين دول برضو بنت صاحبتي اتخانقت مع جوزها بسبب أنها حاولت تشتغله

تنهدت سلوي وابتلعت ريقها بارتياح وأخذت أنفاسها فلقد شعرت بالقلق من بكائها الموضوع لم يكن كبير مثلما توقعت، فأستكملت سلوي حديثها قائلة

- يا بنتي اللي عملتيه غلط حتي لو بهدف الهزار وقتها .. مش عارفة ليه الجيل ده بيحب يعمل حاجات تنكد عليه هو في الآخر

- طب أعمل ايه دلوقتي أنا قفلت الاكونت وهو بقاله ساعة بيتصل ومش عايزة أكلمه ومبردش عليه

قالت تسنيم تلك الكلمات بانزعاج جلي علي ملامحها فصدع صوت رنين هاتف سلوي فنهضت الي غرفتها لتأتي به ووجدته مروان فأجابت عليه وهي تعود لجلستها أمامه مرة أخري فنظرت لها تسنيم قائلة وهي تشير لها بيدها بألا تعطيها أياه

- صباح الخير يابني

بعد دقيقتين تقريبًا من الترحيب التقليدي هتف مروان

" اديني مدام رانيا "

فقهقهت سلوي رغمًا عنها ووجهت الهاتف ناحية تسنيم قائلة

- كلمي يا رانيا

تركت الهاتف وتوجهت ناحية المرحاض تاركة لتسنيم حرية التصرف والحديث فهي تعلم أنها مازالت تخجل منها بخصوص مروان

فأمسكت تسنيم الهاتف فجاءها صوته

- جرا أيه يا رانيا .. قفلتي الاكونت ليه ده انا ملحقتش أتكلم معاكي مكالمة من اللي هي

صمتت لثواني وهي تفتح عيناها علي أخرها نعم توقعت أنه يعرف ولكن نشأت شرارات الغيرة والشك الذي ادخلتها بأرادتها في قلبها، فهتفت بسُخط

- ياريت تسكت خالص متتكلمش انتَ أصلا

- انتِ ماشية بمبدأ أكله بالكلام .. وبعديم ليه يا رانيا ما تخلينا ناخد وندي بشكل ودي .. حبيت أسم رانيا اوي حسيته لايق عليكي .. وبعدين يوم ما تحبي تلعبي بلاش تصيعي علي حد صايع انتِ والهبلة اختي

- ليه مالها اختك

قالت تسنيم تلك الكلمات وهي تظن أن رباب قد قالت له الحقيقة

- اختاه ارحميني كتمان سر علشان بتبقوا مفضوحين برضو مش انتِ كنتي عارفة بموضوع الحيوان ده وبعدين هسكت علشان مش ده موضوعي

بعدين صوتك معيط يعني يا رانيا وقفلتي الاكونت بتخلي بيا بعد ما أنا قاعد لوحدي ونفسي هفاني علي الانحراف

كان يتحدث بحنق ومرحفي أنن واحد فهتفت تسنيم بغضب

- متقوليش رانيا متستفزنيش

- ماشي يا رانيا

كادت علي وشك الصراخ به ولكنها تمالكت نفسها ليستكمل حديثه قائلا

- علي العموم ردي عليا علشان لما احب اهزقك علي اللي عملتيه أو أحب أقل أدبي أو اطمن عليكي تردي بدل ما هقعد أقول لطنطك سلوي علي الوحمة التانية اللي في رجلك وشكلك هيكون وحش

- انتَ مستفز

قالت تلك الكلمات بسُخط وحنقوخجل شديد فتلون وجهها بالدماء؛ فهتف قائلا بسخرية ووعيد

- ايه الجديد .. هقفل معاكي دلوقتي وراجعلك تاني لما أوصل الشحرورة مهوا انا يا انتم بقا

______
"في اليوم التالي"

في بيت سلوي، اتصلت بها جارتها أم اسماء لتخبرها بأن مروة قد اشتكت علي والدتها بوصل الإمانة الذي قيمته مائة ألف جنية مصريًا، انتهت المكالمة فهتفت سلوي حينما لاحظت صمتها الذي يدل علي هدوء ما قبل العاصفة

- يا تسنيم طب اتكلمي قولي أي حاجة متقلقنيش بسكوتك ده

صاحت تسنيم قائلة

- امي في القسم ، حاسة اني قلبي هيقف

وضعت يدها علي قلبها وهي تتفوه بكلماتها الأخيرة، والألم يؤخز صدرها تشعر وكأنها علي وشك الإصابة بنوبة قلبية، فصاحت سلوي بغضب وقلق

- اهدي بس يا تسنيم ونقوم نروح نشوف فيه ايه الاول، كل حاجة وليها حل احنا معرفناش نفهم من جارتك دي حاجة

- هفهم ايه اكتر من اللي فهمته؛ أنا لازم اتصرف انا قايمة البس

فهتفت سلوي بقلق من أن تتركها بمفردها وحتي أنها تجاهلت تلك الزيارة القادمة لها

- استني هقوم البس واجي معاكي

هتفت تسنيم باعتراض شديد وفي نبرة حاولت جعلها هادئة قدر الإمكان

- حضرتك صحابك جايين مينفعش يجوا يلاقوكي مشيتي انا هتصرف وهاخد عمي وهروح

- لا يا بنتي بس ...

قاطعتها تسنيم بنبرة هادئة وحازمة موقفها

- معلش، خليكي انتِ ولو في حاجة هكلمك وهاخد عمي وياريت متقوليش حاجة لمروان

___________

{بعد عشرون دقيقة تقريبًا}

هبطت من البناية بعد رفضها إتيان سلوي رغم محاولاتها العديدة ولكنها رفضت أن تدخلها في تلك الأمور الخاصة بعائلتها أكثر من ذلك، أمسكت بهاتفها وهي تذهب إلى نهاية الشارع لتجد شيئا يوصلها إلي هناك

أجاب عمها أمين بعد ثواني من رنينها

-........-

- انا تسنيم يا عمي عارفة انك من ساعة ما جيت متكلمناش بس انتَ قولت لما اعوزك هتصل الاقيك وانا دلوقتي عايزاك تبان أنك ضهري يا عمي هتيجي وله رجعت في كلامك ؟!!!

- ....-

- عايزاك تشوف محامي كويس وتروح قسم *****

__________

في شقة أم اسماء

- ازاي كل ده يحصل ومتقوليش ازاي

صاحت تسنيم بتلك الكلمات وهي تحاول أن تسيطر علي غضبها فلم تكن تتخيل أن الوضع سيكن صعبًا هكذا عليها

فكانت تظن أنها لن تشفق عليها مهما حدث وأن العاطفة أنقطعت فيما بينهم ولكن لما تشعر وكأن أحدهما قد نزع كبدها وقلبها، لا تقبل بأن يهينها أحدهما أو يقلل منها هي والدتها مهما فعلت

هتفت أم أسماء بنبرة عالية لها تسمع لها وتتوقف عن الصياح لعلها تهدأ

- هتقولك أيه يا بنتي كانت بتحاول تجمع في الفلوس بعد ما مروة هددتها أكتر من مرة ونفذت تهديدها وفعلا بتنفذ اللي قالته

- ازاي يعني هو اللي يأخد الفلوس وهي تمضي مكانه كانت دماغها فين يعني

قالت تسنيم تلك الكلمات بانفعال شديد لا تدري كيف كانت والدتها مغفلة لتلك الدرجة؛ فهتفت أم أسماء بحكمة

- يا بنتي معدتش له لزوم عملت وسوت ازاي فضل يقولها اختي مش مستأمناني وخت منها كتير وبمجرد ما خد الفلوس طلقها ومشي المهم دلوقتي نطلعها من اللي هي فيه ازاي مش هتتنازل أكيد بنت ***

اللي لما تدفعوا وأهل أمك رفضوا يدوها حاجة وهي معهاش فلوس وأنا اللي هسلفهم ليها يدوبك ربع المبلغ

هتفت تسنيم بانفعال وقد احتقنت الدماء بوجهها لن تسمح لهم بأذلالها ولن تصمت

- عمي راح بمحامي لامي وأنا نازلة يا أنا يا مروة النهاردة

قالت تسنيم تلك الكلمات وهي تتوجه ناحية الباب فاتحة أياه وهابطة وهي تنوي بألا تصمت بعد اليوم، لم تعبأ بنداءت أم أسماء، ولم تنتظر حتي تسمع رأيها سيطر عليها غضبها

جاءت أسماء من المطبخ وهي تحمل كوبين من الشاي فصاحت والدتها بها

- شاي أيه يا بنتي روحي هاتيلي عباية وطرحة من جوا أنزل ورا بنت المجنونة دي

أنصاعت أسماء وتنفذ رغبة والدتها ووضعت الشاي علي الطاولة وركضت الي الغرفة، فهتفت أم أسماء وهي تضرب كفًا علي كف مستعجبة مما يحدث

- سبحان الله كل اللي اشترتهم زمان باعوها واللي باعتها اشترتها سبحان الله يارب
_______

نهض من الفراش فورًا بينما هي كانت تحمل الطعام وقادمة الي الغرفة، كان متولي قد ارتدي ملابسه ويأخذ متعلقاته المبعثرة حتي يذهب فورًا بعد مكالمة ابنته الكبري، فهتفت أشجان بمجرد أن دخلت الغرفة ووجدته في هذا الوضع

- جرأ أيه يا متولي ايه رايح فين أن لحقت تقعد

هتف متولي علي عجالة قائلا

- البت أتصلت بتقولي أن مروة وبنت كريمة بيتخانقوا
- وانتَ محموق أوي علي مراتك كده ليه .. هي أول مرة مراتك تتخانق مهي كل يوم تتخانق مع واحدة سبها تتخانق بنت كريمة أخرها هتقول كلمتين علشان المحروسة اتحبست وخلاص وهتمشي وأعلي ما في خيلها تركبه يا تدفع يا تتحبس

قالت أشجان تلك الكلمات وهي تضع الطعام علي الطاولة فهتف متولي بعدم فهم

- جرا أيه يا أشجان ما تنوريني .. يعني اتجوزتي عمر وهو حب عمرك اللي كان ناقص تموتي لو متجوزتهوش وبتخونيه معايا

وحبستي مراته ومصممة تحبسيها مع أنه طلقها ده أيه الشر ده

أطلقت أشجان ضحكاتها الانثوية العالية وسرعان ما قلبت عيناها لتصبح حادة قائلة بنبرة مليئة بالكراهية

- جرا أيه يا متولي جيباك من الجامع وله أيه .. مش لايق عليك الدور يا حبيبي .. وبعدين أنا مبحبش حد يأخد حاجة كانت بتاعتي .. وبلاش أسئلة كتير لو عايز نكمل مع بعض وعايز تعيش مبسوط مع مراتك
ويلا أمشي بقا شوف الموكوسة مراتك علشان عكننتني

قالت أشجان تلك الكلمات وهي تذهب الي الاريكة وتجلس فوقها، ليذهب متولي وهو يشعر بالقلق فهي قامت بأغواءه ولا يستطيع الفرار منها فهو بالفعل يخشي أن تقوم بقتله لاعنًا شيطانه الذي جعله ينصاع وراء رغباته الشهوانية الدنيئة

أما هي ظلت تشعر بالانزعاج لا تجد سبب مقنع من ايذاءها لأحدهما ولكن تري كريمة تزوجت للمرة الثانية بشاب يصغرها وكانت تحبه في الصغر فكيف لها أن تفز بكل تلك الاشياء، لا تحب أن هناك أمرأة تعيش سعيدة فلتتذوق جميع النساء العذاب الذي تذوقته فليحترقوا حتي ما شأنها
________

"في صالون التجميل الخاص بمروة "

- ابعدي عني انتِ وهي

صاحت تسنيم صارخة بتلك النساء التي تحاول أن تبعدها عن مروة فالحديث بينهما لم تكن عواقبه بالخير

فأخذت مروة تطاول علي تسنيم وتهين كريمة وتقول من الكلمات ما لذ وطاب في أذلالها فكان يأتي في مخيلة مروة أن تسنيم تلك الفتاة الضعيفة العاجزة عن أخذ حقها

ولكن تفاجأت من أسلوبها الحاد فلا تعطيها حتي الفرصة الدفاع عن نفسها

فكانت تمسك مروة جاذبة إياها من خصلاتها في صالون التجميل الخاص بها، فكانت النساء تصيح

فهي دخلت دون مقدمات جاذبة إياها عنوة بقوة عجيبة أتت لها، فهتفت مروة بصراخات شديدة

- ابعدي يا بنت *****

حد يبعدها عني بنت رد السجون دي

- طولي لسانك طولي

هتفت تسنيم بغضب وسخُط وقد أحتدم غيظها وغضبها الي أخره، كادت أمراة تقترب منهما فأمسكت تلك المكواة الحديدية القديمة التي مازالت تُستخدم هناك وكانت بين النيران، فصرخت تسنيم بتلك المرأة بشراسة لم يتعهدها أحد منها من قبل فالجميع تفاجأ بشخصيتها الشديدة

ارتعبت المرأة وعادت للخلف بسبب كلماتها التي أطلقتها تسنيم قائلة

- قسما بالله أي واحدة هتقرب لهكون خاتمة علي وشها بالمكوي محدش يقرب

خرجت بعض النساء لتصيح في الحارة لتجذب الناس والبعض الاخر رأي من تلك الفتاة ذات الملامح الجميلة وطريقتها الفظة واسلوبها الغير لائق مع هيئتها وملابسها

فالبعض يعرفها والبعض قد نساها حتما سنوات قد.ظرةت، جذبت تسنيم مروة بغل أكثر لتدفعها وتسقط أرضًا تحت تلك الصرخات التي تخرج مما تبقي من نساء، وجلست فوقها وهي تمسك خصلاتها بغل شديد

- وحياة أبويا اللي في تربته يا مروة لو ما خرجتي أمي من السجن واتنازلتي لهكون قتلاكي ودفناكي انتِ والنطع اخوكي

- ابعدي عني يا بنت المجنونة حد يبعدها انتم بتتفرجوا علي بنت كريمة اللي خدت مني الفلوس وكلتها في كرشها

كانت مروة تتحدث بغضب شديدة وحنق حتي أحمر وجهها وتضع يدها علي وجه تسنيم الذي عضت يدها بغيظ شديد غارزة أسنانها بها بغل شديد تاركه أسنانها معلمة بها، فصرخت مروة بغضب وغيظ

- لا انتِ عارفة مين بياكل الفلوس .. انتِ والحشاش اخوكي .. بعدين ما انا هستغرب من بجاحتك ليه ما انتِ واحدة شافت أخوها ماشي مع واحدة متجوزة وكانت ساكته ومكبره قرونها

جاءت أم أسماء وهي تهرول فهي لم تتوقع ان تسنيم هي من جعلت النساء تهلل في الخارج، فحاولت أن تمسك تسنيم هي وابنتها اسماء وابعدوها عنها وهي تحاول مقاومتهم لتنهض مروة بألم شديد صارخة بها بغضب وغل

- وديني لاحبسك مع أمك يا بنت كريمة والناس كلها تشهد جاية تضربيني وتتهجمي عليا في الكوافير بتاعي

فالحين تأكلوا الفلوس في كرشكم لكن ترجعوا المال لاصحابه متعرفيش .. أمك اللي اخويا طلقها واتجوز ست ستها

- سبوني عليها، مهي مرات اخوكي لو كانت بتأكل حقوق فأكلتهم لعيال اخوكي اللي النطع كان سايبهم ومش بيصرف عليهم

قاومتهم تسنيم وبشدة ونجحت في ذلك؛ لتخلع حذاءها وكانت علي وشك الفتك بها، لتركض مروة برعب الي الخارج بمنظر عجيب لتجد شقيقها عمر أمام المحل وزوجها

ليبتلع عمر ريقه بتوتر فكان يأتي للحديث مع شقيقته فهو لم يتفق معها علي ذلك، ولم يتوقع وجود تسنيم هنا فهتفت تسنيم بترحاب وسخرية

- اهلا اهلا بجوز أمي، الجزمة قلعتها كانت هتبقي من نصيب اختك بس هي من نصيبك دلوقتي

لتذهب مقتربه منه ضاربة أياه مع صدمة الجميع أكثر من مرة تضربه في وجهه بحذاءها؛ حاولت أن يبعدها عنه ولم يقترب أحد منهما فالبعض رأي أنه يستحق ذلك

كان يريد دفعها ولكن شد حجابها حتي تبتعد عنه

ليظهر خصلاتها ولكن لحسن الحظ كانت ترتدي اسفلة (بندانه) ، فدفعها فهو أقوي مننا جسديا فهتفت بصراخ وهي تعيد حجابها

- اشهدوا يا ناس الراجل النطع ده خلي امي تمضي لاخته علي وصل امانه

وطلقها واتجوز تاجرة المخدرات وقولنا الزبالة بتتلم علي بعضها في داهية يغور بس من كتر البجاحة عايز يحبس أم عياله علشان الفلوس اللي خدها من اخته في كرشه

- اتلمي يا تسنيم انا عامل حساب انك واحدة ست وإلا همد أيدي عليكي أقسم بالله

____

💜 رأيكم وتوقعاتكم 💜 عرض 

•تابع الفصل التالي "رواية عشق خالي من الدسم" اضغط على اسم الرواية

تعليقات