رواية عشق خالي من الدسم الفصل السادس و العشرون 26 - بقلم فاطمه سلطان
______
في صباح اليوم التالي
كانت تسنيم تقف في المطبخ تجلس علي المقعد وهي تشاهد ذلك الفيديو التي أتت به لصنع ( الخضار السوتيه والارز المسلوق ) فهي ليست لديها خبرة كافية في الطعام بشكل عام وخبرتها لا تتضمن الأكلات التي يأكلها
صاحت بحرية تامة فهي تعلم أن مروان في المطعم
- هو ايه ده هو أنا عايزة اعمل أكل لجوزي، وله رايحه أكل في المستشفي، كملي ياست الرغاية اومال لو جايباكي تعمليلي محشي وله حاجة عليها القيمة
قالت كلماتها الأخيرة ساخرة من الفتاة التي تشرح في الفيديو وتتحدث في الكثير من المواضيع الجانبية أثناء الشرح، ولحسن الحظ وجدت ما تحتاجه في الثلاجة والمطبخ ليكن الموضوع سهل
هتفت متمتمة بعد دقائق بضيق
- ياختي انا اعرف الواحدة لما تعمل أكل لجوزها ..
طاجن بامية .. محشي .. صنية مكرونة ... حاجة عليها القيمة مش خضار سوتيه
رن هاتفها ليقاطع حديثها وجدتها صديقتها ميرنا أجابت عليها ليأتيها صوت وفاء
- أمانة عليكي ما تقفلي يا تسنيم أنا عايزة اكلمك ووحشاني
كانت نبرة وفاء متوسلة للغاية فأجبرت تسنيم علي سماعها فما بينهم عشرة أربع سنوات ..
______
في المساء
صعد مروان الي الشقة وذهب لأخذ حمام ساخن بعدما أصرت الا يتناول في الأسفل أطلاقًا فهي صنعت طعام خصيصًا لأجله رغم شعورها بالانزعاج من مكالمة وفاء لها، فهي من فضحت سرها أمام شريف ولكن صديقة كانت لها بمثابة عكاز لمواجهة الحياة فتشعر بالضيق الشديد كونها لا تستطيع أن تذهب لها وضميرها يؤنبها من الابتعاد والألعن هو قول ذلك الشيء لزوجها، يا للقدر العجيب أصبحت تصف نفسها بزوجته وتقولها بنبرة صريحة بأنه زوجها، حقها فأدركت أن مروان ليس رجل ينجذب لأي امراة ففهمت من ريهام الكثير من النساء التي حاولت التودد له ولم يفعل وحتي نظرات منار تكاد تقتلها متفهمة بأنها قد أخذت الرجل التي تحلم به، كانت تقف في المطبخ وتشرد في أفكارها؛ ليأتيها صوته الرجولي من الخارج وهو يجلس علي الطاولة منتظرًا أياها
- يا تسنيم يا شربيني .. يلا أنجزي علشان ورايا مشوار هروح أجيب حاجات للمطعم
هتفت بنبرة عالية حتي يسمعها
- جاية اهو استني
أخذت تضع الطعام في الأطباق ثم ذهبت له واضعة أياهم أمامه لتذهب أكثر من مرة وتأتي فقد أضافت بعض السلطات وأضافت في أخر لحظات صدور الدجاج المشوية التي قامت بتحضيرها حتي تستطيع تناولها فلن تأكل الأشياء الآخري، فسيكن شيء مشترك بينهما فلم تضع عليه زيوت حتي يتناوله بصدر رحب؛ لا تعرف شيء هنا ولكن لحسن الحظ هي ريهام منقذتها التي هاتفتها وطلبت منها مساعدتها في هذا الموضوع لترسل لها ريهام عاملاً من السوق يحمل ما تريده.
فهتف مروان بابتسامة واسعة
- ايه الرضا ده يا عم .. خايف أتكلم احسدك
هتفت بنبرة مرحة قليلًا
- قولت أعملك حاجة يكون ليا منظر
- قد ايه انتِ ست عظيمة طمر فيكي الفيلم الرعب
رمقته بسخرية هاتفه بحنق
- متفكرنيش دي خروجة أيه دي .. ده انتقام .. انتَ مخرج نفسك مش مخرجني
أجابها بنبرة مرحة وهو يداعب خصرها مقربًا يداه بمرح لتنفض قليلا
- ايوة بقا أركب الهوا .. وبعدين أحنا واحد لما اعمل حاجة تبسطني المفروض تنبسطي انتِ
- طبعا طبعا .. يلا كل بقا وقولي رأيي
اماء لها موافقًا، فشرع يتناول طعامه وكان مذاقه جيدًا فهو أكثر شخص يمكنه التذوق فهي لم تتناول بعد فتراقبه وكأنها لا تمل فتبدلت الأدوار هي من تراقبه الآن، فهتفت بحماس وكأنها طالبة تنتظر النتيجة
- هااا حلو وله لا
- يا عم لو ناوي تفتح مطعم تنافسني أنا ومحمود قولي
قالها مروان بمرح شديد، فابتسمت تسنيم رغم عنها ثم هتفت بخفوت
- بتكلم بجد يابني
- ابنك !!
بعد كل ده ابنك
هتفت تسنيم بمرح
- اه ابني اخلص بقا
- حلو والله.. لو وحش مش هجاملك كلي أنتِ يلا
قال كلماته الأخيرة بنبرة عذبة ..
________
بعد منتصف الليل
تململت تسنيم في نومتها براحة شديدة لتشعر به بحاوطها ويحضتنها ابتسمت تلقائيا فعلي ما يبدو قد أتي فأخبرها أنه سيظل جالس لوقت متأخر معهم بالأسفل، تقلبت دون أن تفتح عيناها لتصبح في ناحيته ودفنت رأسه في عنقه تلقائيًا فلم
ولكن شعرت بشيء عجيب يستند علي رأسها شيء له طرف حاد عند ذقنه لترفع رأسها وتجد ذلك الوجة المخيف لتصرخ بوجل وفزع شديد وتنهض من الفراش
لتأتي لها ضحكاته وهو يخلع هذا القناع عن وجهه، فقد تذكر خوفها منه في السينما فقرر أن يمرح قليلًا اخذًا ثأره منها حينما حدثته من ذلك الحساب المزيف فقد اكتشف الأمر فيما بعد ولم يقل لها
لتنظر له بشذر وأمسكت تلك الوسادة قاذفة أياها في وجهه ليمنعها ويتلافيها قاذفًا تلك الوسادة بعيدًا عن الفراش، فصرخت به تسنيم وأنفاسها غير منتظمة بسبب تصرفه الأهوج
- انتَ أيه يا أخي في حد يعمل كده
هتف مروان بمرح وهو يعتدل في نومته
- اه انا عملت كده يبقي فيه يا ستي وبعدين اقولك هتأخر المفروض تقوليلي مش هعرف أنام الا لما تيجي كده حبه دلع من الي اتمنع .. مش الاقيكي بتشخري وسابع نومه
ارتخت ملامحها قليلًا بسبب طريقته المرحة لتستند لتجلس علي الفراش بجانبه مستندة بظهرها علي الفراش تحاول أن تنظم أنفاسها فهتفت بسخرية
- انا مش بشخر علي فكرة .. ودلع صح .. دلع أيه ده انا حاسه أن أعصابي في ذمة الله ..دلع ده لما تكون سايبني سليمة ... ده كل خضه وخضه اعصابي بتبوظ أكتر
- سلامة اعصابك يا تسنيم .. هبقي اعملك فحص جودة أعصابك من عنيا
- بمعني ايه
- حاجات اللي زيك ميفهموهاش لسه صغيره
قالها وهو يغمز لها بطرف عيناه جاذبًا أياها الي أحضانه مُقبلا رأسها فهدأت قليلا بعدما أفزعها، فهتف مروان
- خلاص قربنا نمشي أول مرة أحب اسكندرية كده
واحسها جامدة وحلوة كده وطعمه كده
قرصت كف يده بسبب تلمحيه وتعمده لاخجلاها وخصيصًا ما فعله بها فهتف مروان وهو يتصنع الوجع
- اتلمي يا بت
- اتلميت .. اتلم انتَ
- لا انا مينفعش اتلم .. انا متبعتر دايما مش لاقي اللي يلمني
قالها بمرح شديد ثم هتف سائلا أياها بجدية
- نفسك في أيه يا تسنيم .. سألتك السؤال ده قبل كده ومجاوبتيش
رمقته بسخرية شديدة قائلة
- نفسي تبطل تستفزني .. دي أحلي أمنية هتريحني العمر كله
فهتف مروان قائلا بنبرة غنائية
- اهو ده اللي لا يمكن أبدا .. يابت بعيشك جو سسبنس يا عبيطة أومال اخليكي تعيشي حياة روتينية تكرهي نفسك
- قد ايه انا ظالماك وانتَ بتفكر في مصلحتي .. وتقعد تعمل نشاط اجتماعي لمصلحتي برضو
قالت كلماتها الأخيرة وهي تقبض علي عنقه حينما تذكرت ما فعله وغيرتها عليه، فصاح بها
- يا بت افهمي علشان اطلع اللي جواكي مهوا الاستفزاز في حالتك انتِ مش بيخرج اسوء ما فيكي .. بيخرج اجمد ما فيكي
- محدش يعرف يغلبك بالكلام .. ده انا كنت مخدوعة فيك
وضع أنامله برقة شديدة ومررها علي وجنتيها بلطف شديد أذاب ما تبقي في قلبها لم يتملكه فهو تملك منها ومن عقلها ومن قلبها وكل شيء يعود لها، فهتف
- تخيلي مروان بجلاله قدرة اللي محدش يغلبه ويسرح ببلد ... انتِ جيتي غلبتيه وبكلمة منك تقدري تخليه مش قادر يلاقي كلام
شعرت بدقات قلبها العنيفة، قلبها علي وشك الخروج من جسدها، لم يفشل فأن يسيطر علي كيانها كل مرة، وياحبذا بأن ذلك الاحتلال يروق لها ..
هتفت قائلة بنبرة هادئة وصوت شبة ناعس ولكنه يُجبرها علي الاستيقاظ
- شهادة معتمدة دي .. بعدين ريح نفسك ولا اكس لارج ولا نشاط اجتماعي ولا اي واحدة عرفتها أو حتي هتعرفها هتحبك قدي
أمسك يدها ليرفعها حتي تصل الي جبينه، فهتف قائلا بمرح وخبث
- شكلي سخنت تاني وله أيه .. الواحد بقا بيتخيل حاجات عجيبة
- لا حرارتك كويسة مش سخن .. شكله مش تخيل يا مروان
فهتف بمرح وهو يحاوط خصرها
- طب ما تيجي نتأكد أن محدش هيحبني قدك أنا احب اتاكد من الاعترافات دي أوي .. انا نقطة ضعفي الاعترافات بعد منتصف الليل
ابتسمت علي مرحه ودامت لحظة صمت فهتف مروان حينما لاحظ شرودها وهو يداعب خصلاتها
- بتفكري في ايه
انتبهت له قائلة بنبرة بها بقية نوم
- ولا حاجة .. انتَ بتفكر في حاجة ؟؟
هتف مروان قائلا
- بفكر هنقعد فين احنا متكلمناش في كل ده و...
قاطعته تسنيم قائلة
- مش عايزة أفكر يا مروان طول حياتي بفكر عملت أيه
- لا كده كتير
قال مروان تلك الكلمات بحنق وهو ينظر لها بغضب لتنظر له بنظرات متسائلة؟!
هتف مستكملًا حديثه
- رجعيلي مروان اللي مبيفكرش بقا انا اعوز افكر وانتِ تمنعيني ده الدنيا اتقل خيرها والله العظيم
ضحكت تسنيم علي حديثه فهو معه كل الحق فكلا منهما أصبح انعكاس لشخصية الاخر وكلا منهما أخذ من الاخر بعض الصفات وتطبع بطبعه وكأنهما أصبحوا وجهان لعمله واحدة .. فهتفت تسنيم قائلة
- فعلا خدما من طبع بعض
أوما برأسه موافقًا فهتفت تسنيم وهي تتثائب
- عايزة أنام خلاص
- والله انا يوم ما اخونك هخونك بسبب نومك ده فوقي بقا فوقي ياست انا محتاج اتأكد من اللي قولتي عليه
قالها بغيظ وحنق فاقتربت مُقبلة وجنتيه وكأنه سيكتفي بذلك
- خلاص اهو سبني أنام وبكرا هنتاكد كلنا
- انتِ بتبوسي ابن اختك .. وبعدين هتاكد النهاردة يعني هتاكد النهاردة
كاد أن يقترب من شفتيها وهو علي أتم الاستعداد فهتفت
- علي فكرة انا افتكرت كان نفسي في ايه
- انا اللي هنفذ اللي في نفسي الاول مهلتك في انك تفتكري خلصت قد نفذ رصيدكم يمكنك الحديث في وقتٍ لاحق
اقترب مُقبلا شفتيها بعمق شديد لعله يكتفي من عشقها ورقتها التي اذابته بالفعل، الوجود في أحضانها بمثابة دهر .. وكأنهما قد عادوا الي قيد الحياة بعد سنوات من الموت .. مشاعر حقيقية صادقة ترافقهما في عالمهما وفي أوقاتهما .. مشاعر وحدهم من يحلقوا بسمائها
______
في صباح اليوم التالي
- ها قولت أيه
قالت تسنيم كلماتها بترقب فمنذ استيقاظه لحقت به قبل هبوطه الي المطعم، ليقابلها بأعين حادة يحاول كتم نيران قلبه الثائر فهي تقول له أنها تريد مقابلة تلك الصديقة التي أفشت بها وبسر زواجهما لذلك البغيض شريف الذي يود أن يقتله
- قولت اني نازل يا تسنيم
قال تلك الكلمات وهو يتوجه الي خارج الغرفة لتتبعه بحنق قائلة
- مش بكلمك يا مروان
التفت لها قائلا بصوت يكتم غضب وغيرة جحيمية
- استغفر الله العظيم يارب .. عايزة أيه مني يا ستي
- عايزاك تكلمني زي البني أدمين وتقولي رأيك
قالتها تسنيم بتردد وثقة حاولت اكتسابها، فهتف بحدة شديدة
- رأيي قولته من لما قولتلك هجبلك تليفون جديد .. رأيي قولته يا تسنيم لما قولتلك رقمك ميتعرفش ليها وتنسيها
- انا مدتهاش الرقم هي كلمتني من عند ميرنا
هتف مروان وهو يضرب كف علي كفٍ
- بصي يا تسنيم .. بلاش ... بلاش تفكري في الموضوع.. انا مبغيرش كلمتي ... صاحبتك الحوار بينك وبينها اتقطع مش هتروحي هناك ولا هتعتبي باب بيتها أنسي
لم تعجبها طريقته حتي ولو كان مُحق فصاحت تسنيم قائلة بانفعال
- ولو قولت أني عايزة أروح؟!
- هقولك مش هتروحي يا تسنيم .. لو ايه اللي حصل وانسي مرواحك القاهرة لسلوي وبس لكن صاحبتك دي لا
قال تلك الكلمات مؤكدًا علي غضبه وحنقه كلما يتذكر بأن تلك الفتاة أفشت بسرها لا يتحمل فكرة أن هناك.رجل رغب بها بل تطاول عليها حتي ولو بالحديث
فهتفت تسنيم بغضب حاولت كتمه
- طريقتك مش عجباني يا مروان .. ومش هروح أنا حتي مقولتش كلمة ليها ... ومش هروح الا بأذنك بس كفايا تعرف أنك ضايقتني .. وفاء غلطت يا مروان بس في حقي أنا وأبوها تعبان ومن واجبي أقف جنبها زيارة بسيطة ليها مش هتنقصني رجل وله أيد .. شريف مش نايم في بيتهم
مازالت تنطق أسمه تلك الحمقاء تريد قتله بالفعل، فصاح بها
- متجبيش سيرته متعصبنيش يا تسنيم انا كنت صاحي هادئ عكننتيني .. مرواح مش هتروحي أشوفك بس تنطقي أسمه تاني ... بتتعمدي تحرقي دمي والمشكلة بتيجي عند أكتر خاجة بضايقني
- افهمني يا مروان
- مش هفهم لما الموضوع يتعلق بواحدة قالت لواحد حط عينه عليكي يبقي مفيش فهم ومفيش تفاهم ... المفروض ده شيء متناقشنيش فيه أصلا
قال تلك الكلمات بصوت جهوري قبل أن يهبط صافعًا الباب خلفه ليهبط ويجد محمود في انتظاره...
________
في المساء
كان يجلس علي المقعد الخاص بمكتبه ونادرًا ما يجلس هنا فهو يجلس في المطبخ معهم أو في الخارج لا يحب الجلوس بمفرده الا لو كان غاضبًا فقابل محمود وحينما ذهب عاد ليجلس بمفرده وجد صوت طرقات علي الباب ليهتف بتأفف وضجر شديد
- ادخل
فتحت الباب بغضب حاولت كتمه فهتف قائلًا بدهشة لرؤيتها
- بتعملي أيه هنا
- جاية اشوف جوزي اللي شغال هنا وسايبني من غير ما أكل لغايت دلوقتي
قالت كلماتها بحنق وهي تغلق الباب خلفها مقتربة منه
فهتف مروان بتلقائية : ما تأكلي لوحدك
جلست علي الأريكة قائلة
- انا جاية أقولك حاجة واحدة قيس ابن الملوح قال عفى الله عن ليلى وإن سفكت دمي .. مش لو عازت تروح عند صاحبتها.
ابتسم رغمًا عنه
فنهض من جلسته ليقترب من تلك الأريكة جالسًا بجانبها قائلا بتهكم
- اكيد ليلي كانت لامه نفسها مش بضايقه .. يا بنتي انتِ ليه مُصره تشليني .. أنا بغير عليكي ألحنها يا بنتي يمكن تحسي وتتقي الله فيا انا من الصبح بغلي ومش عايز أطلع علشان مهبش فيكي وقاعد لوحدي علشان لو حد قالي مساء الخير هتخانق معاه
قال مروان بتلك الكلمات بانزعاج جلي علي ملامحه فليس أي شيء يؤثر به، فهتفت تسنيم وهي تحاوط وجهه بين كفيها لتصيبه بمقتل
- مش هروح مدام هضايق .. مش هاين عليا يعني نزعل مع بعض حتي مكنتش قادرة استني أنك تطلع متزعلش بس والله صوتها في المكالمة وجع قلبي انا كنت مقاطعه معاها بس غصب عني في بيني وبينها عيش وملح ودي غلطتها الوحيدة
- مهما قولتي يا تسنيم مش هتحسي انا حاسس بايه.
- خلاص مش هروح متزعلش
قالت تلك الكلمات بسبب غضبها من انزعاجه بسببها لتعانقه ولاول مرة تشعر بذلك للضعف كونها متنازعة مع أحدهم ولكن هل هناك شخص أغلي منه لديها ؟!!
وكأن قلبها لا يحمل سوي حب له هو وحده وكأنه محي كل شيء قبله وأصبح محتل قلبها بالكامل ولا يسع قلبها حتي لحبه
______
بعد مرور ثلاثة أيام
صف مروان بسيارته أمام البناية التي تقطن بها سلوي، نظر لها نظرة ذات معني، فهتفت تسنيم قائلة بخفوت سائلة أياه
- انتَ هترجع المنصورة يعني؟؟
ذم شفتيه بضيق فحينما ظفر أخيرًا بحبها، تريد الابتعاد لأي سبب لا يتقبل قلبه بأن يتركها، فصاحت بغيظ
- مش بكلمك يا مروان
هتف مروان وهو يجز علي أسنانه بغيظ
- مش انتِ اللي عايزة تسبيني، هو انا لحقت أقول صباح الخير يا مراتي، علشان اقولك مع السلامة وربنا يرجعك بالسلامة
- متبقاش بايخ يا مروان، انا من ساعة ما باباك جه وأنا مشوفتهاش، الست دي أربع سنين من عمري عشتهم معاها، وفي تفاصيل ما بينا ولا انتَ تعرفها ولا حتي
صمتت ثم قالتها بخفوت وهمس وكأنها تغار عليه وتحاول نسيان أنه كانت في حياته قبلها تريد فقط أن اسمه لا يجتمع مع أمراة سواها حتي ولو فارقت الحياة
- ولا حتي ملك الله يرحمها، مينفعش اسيبها كل ده وأنا مش في طبعي الأنانية يا مروان ومبعرفش أتخلى عن حد كان جنبي
رغم أن الضيق يعتريه علي فراقها يريد أن يقود سيارته متهجًا الي أي مكان قد يمكنه أن ينعم برفقتها، ولكن هل تلك الحمقاء ستقبل بذلك ومن الممكن أنها محقة بعض الشيء، ورغم كل ذلك الضيق هتف مروان بسخرية ومرح
- يعني أنا أناني، طب ياستي متشكرين
- خلاص متقعدش تقلب بوزك بقا، قولي هتعمل ايه وهتروح فين دلوقتي
قالت كلماتها بانزعاج بسبب علمها بضيقه، وعبوس ملامحه دليل علي حزنه لابتعادها ولكن ليس بوسعها فعل شيء، فتمتم بلا مبالاة
- راجع المنصورة علشان حاجة بابا طالبها مني هعملها مع أحمد وشوية مشاوير كده لازم أحمد يعملها وأكون بداله غير أن في موضوع كده لازم ارجع علشانه
وعلشان انتِ مش عايزة نرجع علي بليل عايزة تباتي كنت هقعد في أي حته عقبال ما تعوزي تروحي.
- مينفعش اروح بعد ساعتين لازم اشوفها وحشاني وكمان في حاجات عايزة أخدها فمش اقل من اربع ايام
صاح مروان بغضب شديد مستنكرًا
- نعم اربع أيام ... كفايا عليكي نص ساعة والله دي اكتر حاجة استحملها
- علي فكرة أنا قيلالك أسبوع من بدري وقولتلي براحتك ليه جاي دلوقتي وتعملي حوار
صاحت هي الآخري بغيظ وحنق، فهتف مروان بانزعاج
- ايوة قولتي بس مكنتش عارف انك هتوحشيني لما الموضوع يكون بجد بقا ...وبعدين تعالي هنا ما انتِ اللي مصممة مطلعش معاكي واشوفها
- مينفعش تطلع معايا يا مروان وتشوفنا مع بعض .. مينفعش خالص
قالت كلماتها برفض تام فهي تخجل من ذلك فكيف بعد تلك الغيبة تعود بزوج ابنه شقيقتها، فأردف مروان بنبرة عقلانية
- ماشي هي مش هتتصدم برضو مهي عارفة أنك ماشية مع أبويا من شهور وقالتلك بنفسها وقالتلي أننا ناخد فرصة يعني مسألة انها تشوفنا شيء مش غريب
تنهد ثم هتف مستكملًا حديثه
- مدام علاقتك بيها كويسة وأنا بحترمها برضو رغم أن علاقتي بيها مكنتش قوية .. بس هنفضل علي تواصل معاها فطبيعي هتشوفنا يا بنتي
عقدت ساعديها بحنق فهو أحيانا يفهم ما يدور بقلبها دون حتي أن تتحدث وأحيانا لا يفهم مشاعرها، فهتفت بنبرة هادئة
- مروان علشان خاطري متحرجنيش، اه هتعرف بعدين بس علي الاقل أمهد لها الموضوع او ميكنش أول مرة تشوفني فيها
- خلاص يا تسنيم ماشي اللي يريحك
قال كلماته بحنق .. فهتفت بنبرة رقيقة ومرحة ورسمت الابتسامة علي شفتيها
- اللي يريحك برضو يا مروان مش عايزاك تكون مضايق وخلاص مدام مضايق اني هروح مش هطلع
فصاح بحماس شديد وهو يضع يده علي المقود
- الله تمام اوي كده بنت اصول يلا نمشي بقا في كلام محتاجين نقوله وحاجات محتاجين نتأكد منها
فهتفت تسنيم بعد أن خرجت منها ضحكات تلقائية
- انا بهزر قولت هتقولي لا مش زعلان .. تروح قايلي يلا
- خلاص مش زعلان بس علشان خاطري متبعديش اربع ايام كتير عليا تبعدي فيهم عني
- ماشي يا سيدي هحاول وبعدين هنتكلم في الموبايل وأكيد هقولك هاجي امته
قالت كلماتها بخفوت ممسكة بحقيبة ظهرها، فهتف بنبرة صارمة
- انا هبقي أجي اخدك مش هترجعي لوحدك، وابقي قوليلي انك طلعتي عندها
هزت رأسها بهدوء فلتتركه يتفوه بما يريده الآن فهي لن تسبق الأحداث؛ فما الذي يجعله يأتي ويذهب في نفس اليوم في طرقات السفر رجل عجيب!!
ويريدها أن تخبره بوصولها هل سيأتي شخصًا ما ويخطفها علي الدرج، فأي المخاطر التي ستواجهها ولكن لم تعترض أو تسخر مدركة بعض تحكماته التي لم تكن جديدة فمن أن عرفته يقلق ويخشي بشدة علي اهل بيته ان كان اشقاءه او والده ووالدته والجميع فهو يقدر الروابط الأسرية والمحبة
كادت علي وشك ان تفتح باب السيارة فامسك يدها لتنظر له، فاقترب طابعًا قبلة علي جبهتها بحرارة شديدة مودعًا إياها، أو يخبرها بأنه سيشتاق لها كثيرا خجلت فابتسمت له ليبادلها الابتسامة وهبطت من السيارة ليهبط هو الآخر ويأخذ حقيبتها من حقيبة سيارته ويعطيها للبواب مخبرًا اياه أن يصعد بها الي شقة سلوي
فصافحته تسنيم بهدوء دون قول كلمات كثيرة ثم ذهبت لتصعد علي الدرج وظل يراقبها حتي اختفت عن أنظاره متنهدًا بانزعاج علي فراقها
فمازال يريدها لاكثر وقت ممكن، لم تشبع روحه منها، ولا تدري أنها تؤلمه بابتعادها ولكنه يريد أعطاءها حريتها وتنفيذ رغباتها مادامت لا تتعدي تلك الرغبات قوانينه، سوي ذلك الشوق الذي لا يستطيع اخماده الا بها
ركب السيارة مرة اخري لتأتيه بعد دقائق وجيزة رسالة نصية تخبره بأنها اصبحت مع سلوي
فسخر وابتسم فهو يتخيل هيئتها الآن، فلم تأتي لها الجراءة الكافية لتتصل به أمامها يتوقع أنها قد ارسلتها في الخفاء أيضًا
______
رأيكم وتوقعاتكم للفصول الجاية❤💫 عرض
•تابع الفصل التالي "رواية عشق خالي من الدسم" اضغط على اسم الرواية