رواية غرام و انتقام الفصل الخامس و العشرون و الاخير 25 - بقلم مروة البطراوي

 رواية غرام و انتقام الفصل الخامس و العشرون و الاخير 25 - بقلم مروة البطراوي

قادت سيارتها كالمجنونه بعد ما سمعته من كبيرة الممرضات لتتجه فورا الي منزل هادي الأخر و الذي اشتراه أثناء حملها و هجره لها،يبدو أنه اقتنع بكلام والدته عن ملك،و لكن بأي حق بعد كل هذه السنين، و بأي حق يجرؤ علي أخذ أولادها،و ابعادهم عنها مثل ما كان ينوى فعل هذا في الماضي،كيف يجبرهم علي ذلك،هل قرروا أن يذهبوا معه؟منذ رحيل سفيان و شدوة تركها فجأة دون مقدمات،مثل ما تركها و هي حامل بأولادهم،بالمعني الصحيح رحيل منه مرة أخرى،دون حتي أن يريها وجهه،أفقدها كل الحق في أولادها،منذ أن أعلن صراحه أنها لا تملك الحق أن يعطيهم لها هما مجرد اسمهم موثقا بها فقط،و هذا ما حدث بالفعل،فابنتها ابتعدت عنها و ياسين أيضا،أصبح لا يريد معرفتها،أصبحوا لا يربطهم بها سوى أن اسم أمهم في شهاده الميلاد اسمها.
لماذا افتعل كل هذا الأن و علي ماذا ينوى؟هل سيطلقها و يحرمها منهم للأبد،أم أنه انفصل عنها بالفعل و بقيت بعث الورقه للامضاء .
ذهبت الي المنزل للأخر لتجد ياسين يفتح لها الباب و بمجرد رؤيتها أخذها من يدها و أجلسها فهي والدته ،وجد الدموع في عينيها فجذبها نحوه قائلا
-ماما،مالك يا حبيبتي؟علي عيني أسيبك و أبعد بس دي كانت رغبتك،و أنا مقدرتش أعارضها زى ما بابا قالي،بس ليه تبعدينا عنك ده كله؟
عقدت ملك ما بين حاجبيها ،أيعقل أن هادي كذب علي أولادهم،و مع ذلك هي لا تريد تصغيره يكفيه ما أصابه بسببها،ربتت علي يده
-أنا كويسه يا حبيبي ،انت عامل ايه؟أنا رجعت أهو و هاخد بالي منكم،و مش هبعد عنكم تاني،هو انتم هتنزلوا مصر امتي؟علشان أبعت أحجز التيكت.
تنهد ياسين بحزن قائلا
-زعلان أوى يا ماما علي بدور،خصوصا بعد ما عرفت ان والدتها ماتت كمان،ماما هو انتي سبب بعدك عننا هو قعدة بدور معانا؟زى ما سمعت
انتفضت ملك من مجلسها قائله
-انت سمعت الكلام ده من مين؟أنا عمرى ما كنت وحشه للدرجه دي،أه هي بنت شدوة بس عمرها ما كانت بنت سفيان،حتي لو بنته مش هاخد بدور بذنبه.
قطب ياسين جبينه و احتار كيف يرد عليها
-بابا هو اللي قالي من من تالت يوم ما دفنا مامتها تقريبا،و احنا محبناش نضايقك أكتر من كده لذلك مشينا معاه،هو بابا كداب يا ماما؟و لا ايه؟
عاودت الجلوس سريعا حيث شعرت بدوار نتيجه عدم أكلها و عدم انتظام نومها
-هاتلي أختك و بدور بسرعه يا ياسين،لازم بدور تعرف اني عمرى ما هعترض علي وجودها وسطنا،ليه أبوك يفترض حاجه ملهاش وجود؟
هدأت قليلا لتجد نورسين أتيه اليها فنهضت ببطء لتحتضنها
-نورسين،وحشتيني يا حبيبتي،بس زعلانه انك حتي مسألتيش عني،للدرجه دي أنا مش وحشتك يا حبيبتي،أنا تعبانه أوى، من غيركم،ازيك يا بدور.

 
توجهت اليها بدور ببطء
-كويسه و كنت مستنيه اللحظة دي من حضرتك.
احتضنتها هي الأخرى لتبتسم نورسين قائله
-كلنا كنا منتظرين ماما،ما تتخيلي فرحتنا لما ياسين قالنا انك تحت،ممكن يا مامي بلاش تبعدى عننا تاني؟
هزت ملك رأسها و الدموع تتدفق من بين مقلتي ملك لا تستطع لوم هادي علي كذبه فهي كانت من أيقونات عذابه من بين دموعها لمحت نظرات ياسين الي بدور،لتتذكر نظرات هادي لها ،أيعقل أن يكون لهما نصيب في يوما من الأيام،مسحت دموعها سريعا و ابتسمت لبدور قائله
-بدور،مرتاحه هنا في البيت؟و لا الواد ياسين الشقي ضايقك،ما أنا عارفاه تربيتي بقي،بس مش عارفه ليه حاسه انكم تعرفوا بعض من زمان.
وضعت بدور رأسها في الأرض خجلا لتهتف ملك بحنان
-ما تتكسفيش،هو أنا مش ماما برضه؟و انت يا ابني روح اتصل بأبوك،خليه يجي قول له ماما مش هتبعد عننا و لا عنك تاني،صحيح يا بدور عامله ايه مع هادي؟
تنهدت بدور بارتياح لم تعهده من ذي قبل
-أنا كنت معجبه بيه من كلام نورسين عنه،بس مكنتش أعرف انه بالحنيه دي كلها،معرفش الا اما جيت هنا،وياسين كمان زى أخويا،طول الوقت عمو هادي بيعاملني علي اني نورسين بنته و أكتر كمان،مش بنت شدوة الممرضه و لا سفيان.
رفعت نورسين يدها تدعو عليها قائله
-أدعي عليكي بايه طيب،بقي ياسين زى أخوكي يا بدور؟اما نشوف لما تخلصوا كليه هتعملوا ايه،ده ان صبرتم.
فجأه جاء هادي و هم تتعالي ضحكاتهم ،ألقي تحيته عليهم و لم يعيرها أدني اهتمام و صعد الي غرفته،توجهت ملك اليه و دلفت الي الغرفه تنظر اليه و الندم يكاد يقتلها.
أي لعنه نالت هي،لعنة دخولها الطب أم شقيقتها التي قتلت،الأن هي بعيده عن كل ذلك،حتي أنها بعيده عنه و كما يقولون الممنوع مرغوب، و لكنه يغرب عنها و هذه عاده غريبه اعتادها،حيث اعتبرها منطقه منسيه في حياته و حاول الخروج من حياتها و اختفي و لم يعد يريد رؤيتها،و لكن ما ان نظرت اليه تاه في بحر عينيها حتي ابتلعته ملك،لتشعر بالغرور و سخريه قاتمه تسربت منها،ليشعر أنها ملعونه بالسحر و هو لم يجهل هذا منذ معرفته لها لمده أعوام،يشعر أنها دائما مشعوذه سحرته بحبها ،هو ظلاله الخير، و هي الشر الذي اختارته مؤقتا كوسيله للارتياح،مال عليها ليقبلها لتصرخ بعنفوان لتجذبه اليها كمن يجذب لجام حصانه يركض اليها أكثر و أكثر.
بعد مرور عده أشهر عادوا فيها جميعا الي أرض الوطن بصحبه بدور
بدأ ياسين الاستعداد للاختبارات تفاجئ بدخول بدور و معها فنجان من الشاي بالياسمين الذي أصبح مدمنا له منذ لحظة دلوفها حياتهم،ابتسم اليها ياسين و هو يرتشف الشاي ليشعر أنه يزيح أثار التعب قائلا

 
-بدور ،ايه الشاي الحلو ده؟تسلم ايدك،الظاهر كده علي رأي نورسين احنا مش هنقدر نصبر نتخرج و بعدين نتجوز،ايه رأيك نعمل الخطوبه في الصيف؟
تفاجئوا بدخول نورسين عليهم و هي تركض تحتضن ياسين
-الخطوبه دي حاجه صغيرة،انت تكتب الكتاب و الصيف اللي بعده تعلي الجواب،انت مش متخيل أنا نفسي أبقي عمتو الحربايه ازاي.
تعالت ضحكات ياسين و هو يغمز الي بدور لتضع رأسها في الأرض خجلا
-علي الأقل نعرف رأي عمو هادي و اللي يحكم بيه أنا موافقه عليه.
ابتسم ياسين بغرور قائلا
-أنا عارف رأيه،الدكتور هادي قالي انه كان نفسه يتجوز ماما و هي بتدرس،بس هي كانت خايفه من كل حاجه،كان زمانا دلوقتي كبار .
دلفت اليهم ملك و استمعت لما يقولون حيث كان ياسين يردف بهذه الكلمات عن قصد كمعاتبه منه
-أنا أسفه،كنت فاهمه الدنيا غلط،و مكنتش أعرف أعيش بسلام في ظل الصراعات اللي مريت بيها و أنا قدكم،لذلك اتمنيت ليكم حاجه أحسن مني.
نهض ياسين ليحتضنها حيث شعر بدموعها تتأهب للنزول
-هششش ما تكمليش يا ماما،احنا فاهمين و عارفين كويس اللي مريتي بيه حضرتك،بس أنا زعلان منك برضه،و نورسين و بدور كمان.
جحظت نورسين بعينيها فهي لم تغضب من والدتها و لم تتحدث في هذا الموضوع
-و أنا هزعل من مامي ليه؟بدور انتي زعلانه؟
هزت بدور رأسها بالنفي و هي تمط شفتيها بعدم معرفه
-لا طبعا و ايه اللي هيزعلني من ماما ملك؟ايه اللي بتقوله ده يا ياسين؟
غمزهم ياسين بشقاوةو هو يتحدث لها بخبث و مكر كوالده تماما اذا أراد شيئا
-مش عارفين ؟طب ده انتم بنات و أكتر حد بيحتاج الحاجات دي أكتر مننا يا رجاله،و الست ماما منشفاها معانا أوى،فين حضن الملكه ؟
تنهدت ملك بارتياح تخشي أن تكون افتعلت ذنب مجددا بهم و من ثم ابتسمت و عانقته هو تحديدا بشده و من ثم أضافت اليها نورسين و بدور ليدلف في هذه اللحظة هادي و يتمني أن يكون العناق خاص به فقط
-ايه يا ياسين؟هتسيب مذاكرتك و تقضيها أحضان،كده هتفشل،خليك ناشف حبتين ،الستات مش عايزين حنيه مفرطه بيدلعوا أوى علينا.
خرج ياسين من بين أحضان ملك متوجها نحو والده
-حمد الله علي السلامه يا بابا،متقولش كده لو سمحت عن حريم البيت،هو فيه في رقه الملكه و لا شقاوة نورسين و لا حنيه بدور؟دول أميرات.
كان يستمع اليه و هو ينظر الي ملك،في حين أخفت الأخرى عيونها عنه حتي لا يرى دموعها كنوع من الكبرياء و لكن لا بد من الترحيب به

 
-ازيك يا هادي،هروح أحضرلك الغدا علي بال ما تغير هدومك،الأولاد اتغدوا من بدرى مع بعض و أنا لسه ما أكلتش كنت منتظراك نتغدا سوا.
رد عليها باقتضاب
-أنا اتغديت بره الحمد لله،مفيش داعي تنتظريني بعد كده،انتي هتنزلي شغلك امتي؟المرضي بيسألوا عليكي،مينفعش تاخدي أجازات أكتر من كده.
أومأت برأسها و لم تشأ أن ترد عليه ،اتجهوا الجميع الي غرفه المعيشه و جلسوا سويا لتشعر ملك بالتعب فنهضت موجهه حديثها الي هادي
-يالا بينا يا هادي ننام،علشان لو سهرت زياده مش هقدر أصحي بكره و أنزل معاك الشغل،مش دي أوامرك برضه؟كمان كنت عايزة أتكلم معاك.
قطبت نورسين جبينها و مالت علي بدور قائله
-لا أنا مش هرتاح الا لما أعرف مامي عايزة تكلم مع بابي في ايه؟ما هو مش معقول يكون موضوعك انتي و ياسين،كانت حكيته قدامنا.
همست اليها بدور قائله
-لا مش موضوعنا،انا قلقانه أوى يا نورسين ،حاسه من يوم ما دخلت وسطكم و الحكايه خربانه ما بينهم.
رد هادي علي ملك بسخريه لاذعه
-سمعا و طاعه يا برنسيسه ملك،اما نشوف موضوع ايه النهارده،ماذا سيجلب لنا تاكسي السهرة اليوم،أتمني أن يكون موضوعا هادئا و لطيفا.
نظرت نورسين الي والدها بحزن
-بس أنا عاوزة أعرف بيعاملها كده ليه؟
اتهمت بدور نفسها قائله
-بسببي أنا،صدقيني أنا حتي مجيتي علي الدنيا غلط،أنا لازم أبعد عنكم يمكن ترتاحوا،طنط ملك صعبانه عليا أوى.
ربت ياسين علي يدها
-يا حبيبتي لازم تشيلي الأفكار دي من دماغك و فوقي بقي لمذاكرتك و للكليه،كلها كام يوم و هيتصالحوا،بابا و أنا عارفه بيستفزها علشان ترجع نشيطه زى الأول.
تنهدت بدور قائله
-حاضر،هشيل الأفكار دي من دماغي،بس ابتداء من بكره،ده لو الليله عدت بينهم بسلام و ما سمعناش صوت زعقيهم كالعاده،يمكن يتفقوا.
رد عليها ياسين بثقه مفعمه
-هيتفقوا،ماما متقدرش تستغني عن بابا مهما حصل،يا ترى بدور هلاقيكي كده زى ماما و لا بحرك هيكون قلاب؟اوعي ده أنا ياسين الوزير.
صعدت نورسين خلفهم و لم تستمع الي أي أصوات كالعاده لتشعر بالسعاده بعد أن اطمئنت علي والديها و أبلغت بدور بذلك لتغمرها الأخرى سعاده.
كان سبب سكونهم هو طلب هادي عدم الحديث في أي شئ فطلبت منه السكون بين أحضانه لعلها تجد الطمأنينه التي حرمت منها منذ أشهر،تنهد بعمق بعاتب نفسه علي أنه حاول مرتين ابعادها عن أبنائها ليتذكر موقف بينه و بين والده بعد بعده عنه سنوات و لكن حان اللقاء و كم أثقله ذلك اللقاء؟كثيرا و لعله أراد أن يزيح الثقل العالق بصدره و الذي كاد أن يحطم أضلعه،ولذلك بمرة واحده لم يستجب فيها لنظرات والدته التي أمرته بالشفقه علي حال والده المرذي،هدر بنبرة فاترة في بداية حديثه حقيقه مؤلمه الجميع مدرك لها جيدا حتي والده

 
-أنا عارف انك ما بتحبنيش و اني شؤم عليك و المقابله ملهاش لزمه.
اتسعت حدقه عيني والده لتقابلها نظرات هادي بسخريه و استطرد بسخريه أكبر
-مستغرب صح؟اني جاي أقولك بعد السنين دي اني عارف انك بتكره وجودي،أنا كمان بكرهك و بكره ان اسمي هادي فادي و بكتفي بهادي الوزير،المقابله فعلا ملهاش لزمه،أنا ماشي يا أمي،حابه تكملي كملي بعيد عني.
عاد بذاكرته ليجد أن البعد جفاء،والده اختار البعد ليولد من بعده الكره،ماذا لو أبعد ملك أكثر من ذلك حتما سيتولد الكره لذلك زادت في نظره بعودتها و بارادتها.
مر أكثر من شهر بقي علي تخرج ياسين سنه كامله تحديدا يوم نتيجته كانت ملك جالسه في المنزل تتابع علي شاشه حاسوبها بعض تفاصيل المرضي لتجد ياسين يمرح أمامها
-ازيك يا دكتور؟،باركلي بقي أنا نجحت،بس نتيجه نورسين و بدور لسه ما بانتش،انتي صحيح مروحتيش الشغل ليه النهارده؟انتي تعبانه؟
هزت ملك رأسها بتعب
-لا بس مبقتش قادرة يا ياسين ،أنا خلاص هشتغل و أتابع الحالات واتساب،معنتش بقدر علي متابعه المرضي و اللف عليهم،البركه في بابا.
شعر بانهزامها فرد عليها
-لا ينفع يا ماما،أنا هتخرج من المعهد و هبقي معاكم في المجمع الصحي،ماما بلاش انهزام،انتي طول عمرك نشيطه،و متألقه زى ما يكون اتهديتي.
بكت ملك و كأنها دائما تحتجز دموعها و تفجرها دفعه واحده
-مفيش عندي طاقه تعبت،و انا نفسي أرتاح من زمان،عارف يا ياسين يوم ما رجع حق خالتك خلاص مبقاش ليا شغف في حاجه،زى ما يكون لعنه.
قاطعها ياسين و احتضنها
-هشش،اوعي تقولي كده يا ماما انتي انسانه مؤمنه، لو العالم كله اتحداك فاحنا كلنا حواليكي و سند ليكي،انتي انسانه جميله ،و اللي حصل المفروض يخليكي قويه.
نهض ياسين من مجلسه و أخذها صوب المكتب ليخرج منه كل ذكرياتها مع شقيقتها ملاك و يذكرها باليوم الذي عرف أن لديه خاله
-ياااه،انت لسه فاكر يا ياسين؟طول عمرى شيفاك راجل،بس مكنتش قادرة أقولك اللي فيها،قولي نورسين أخبارها العاطفيه ايه تعرف حاجه؟
تنهد بعمق
-أنا كنت كل شويه أدخل أوضه المكتب من وراكي و أحاول أفهم معني الورق ده ايه و فهمت قبل ما تحكي ليا بس مكنتش عارف هو مين.
أغروقت عينيها بالدموع ليتذمر ياسين تذمر طفولي
-هو كل حاجه هلاقي عينيكي بدمع يا ماما معندناش تخصص عيون ،عارف انك نفسك تطمني علي نورسين،هي كويسه بس مش هقدر أقولك الا لما أتاكد.
و استطرد و هو يقبل يديها
-متخافيش عليها،أنا مخلي بالي منها أوى،و شكلها مع الانسان الصح،و بعدين سفيان ده كان طيش و اهمال مننا ،و متزعليش مني يا ماما.
جحظت ملك بعينيها
-ياسين!!!انت بتقول ايه؟اهمال ايه و من مين بالظبط؟مني أنا تقصد؟أبدا و الله أنا كنت مخليه بالي منها،بس هو الله يجحمه له طرق ما تخطرش علي البال.
نظر اليها ياسين بخجل
-أيوه يا ماما أهملتيها،ديما بتبصي لدراستها وبس،و للأسف الدراسه عمرها ما كانت كل حاجه،دي ربنا بعتها ليكي تعوضك عن خالتي.
هزت ملك رأسها فحديث ياسين مقنع،أه لو كان هادي يحادثها مثله
-حقكم عليا،انت معاك حق،كنت مفكرة لما تتعلم هتحافظ علي نفسها،نسيت ان الحياة دروس،و يمكن لولا حكاية ملاك أختي كنت بقيت زيها.
كيف يتحول الابن في حياتك من ولد صغير لصديق مفضل لك؟هل هذا منطقي؟و كيف حدث؟أجل هو منطقي و لم يأتي من فراغ و لم يحدث فجأه،بل كان نتاج عوامل كثيرة،و مواقف أكثر،فياسين مثل لوالدته الأمان فالطمأنينه فالراحه و أخذ النفس بهدوء،وجوده في حياتها كان بمثابه سند قوى في هذه الفترة، جعلها تتفاعل في حياتها بطريقه سويه،و كأنه كان المرشد لها و قائدها الي الأيام الجميله،فهو أفرحها في الأمس و أعطاها أمل في الغد،هي لم تجد شئ يؤثر بها من ذي قبل،و لكن الأن بتشجيعه و تفاؤله أن الأفضل بانتظارها جعلها تريد الاستكمال، و الاجتهاد،حق ياله من موهوب كان لديه الامكانيه الجبارة لاستعادتها للحياه،لا تنسي موقفه النبيل معها لأنه ببساطه صنع كيانها من جديد بعد أن كانت ستمحو كل شئ.
عادت بدور و نورسين الي المنزل ليجدوا ملك و ياسين بانتظاره فغمز لهم ياسين
-اي في حاجه حلوة و لا هتنكدوا عليا انا و الدكتورة؟بالذات انتي يا بدور،أنا مش هتنازل السنه دي الا لما تكوني مراتي،و انتي يا نورسين.
عانقته نورسين قائله
-معتش في حاجه حلوة،أكلناها كلها في الطريق،بالغيظه فيك،علشان تبقي تحرم ما تجيش معانا تاني.
عقد ياسين ما بين حاجبيه و سأل بدوربعينيه لتبتسم قائله
-نورسين زعلت لما اتصلت و قولتلها روحوا لوحدكم،بس مش زعلانه،كفايه اني أشوف ماما ملك فرحانه لنجاحك.
تعالت ضحكات ياسين من ذكائها و ثقتها المفعمه به و رد عليها قائلا
-و انتي عرفتي منين اني نجحت،مش يمكن كان مزاجي وحش و هربت من اني أشوفكم و جيت عيطت هنا في حضن الملكه؟كل شئ جايز.
دلف هادي من الخارج قائلا
-مني أنا يا ياسين،انت خلاص بقيت حبيب ماما و مبقتش تراعي ان ليك أخت و خطيبه،مع ان أنا و أمك ملناش غير بعض،هي بس كانت فترة.
اتسعت حدقه عيني ملك بذهول كأن روحها ردت اليها بكلمات هادي ليبتسم ياسين و يحتضن ملك و هادي سويا
-أنا مقدر مشاعرها و مشاعرك انت كمان،و هي مش قادرة تبعد عنك زى ما انت مش قادر،بالنيابه عن أمي،هي أسفه علي كل حاجه 
💗الخاتمه💗

تغير الكل في هذه الروايه ما عداه،هو انتهي و تبقي الصور و الضحايا و الحكايات،يذكر أن هذا بسبب تعلقه الدائم بشقيق والده فادي الوزير،عمه الوحيد الذي أثر فيه أكثر ما أثر في ولده،و بطريقه غير طبيعيه،حيث كان يتيما و لم يجد في محيطه غير فادي،خاصه بعد ما تركته والدته هي الأخرى بعد ترملها من والده،حدث كل هذا في عمر الحادية عشر بمعني سن المراهقه،مات والده و تخلت عنه والدته ،ليعلق كفيه بكف عمه،كلما سار في طريق يسير خلفه بحثا عن مثلا أعلي له،و كأنه قوة خفيه يسحبه خلفه،و بثقه عمياء يراه الصحيح،و كل صفات فادي تتسرب منه نحو سفيان،كلما كان بالقرب منه،لقد عرف القذارة من خلال تصرفاته،أصبح قاتم مثله يفضل مثل ما يفضل،حتي نكهة الدخان عشق تلك النكهه الذي يدخنها عمه،و عاش نفس الحكايات و لفظ نفس الكلمات التي شكلت عالمه،و مات بنفس عمره،سفيان كان منبوذا من أغلب أقرانه،كانوا يتهمونه بالانفصام و الفوضويه و كل هذا بسبب عمه و والدته التي فصلته عن حضنها،حتي أصبح لديه لهفه لاختبار كل الفتيات بنفسه.
كان هادي شاردا يتذكر كل شئ كأنه حدث للتو و يحمد ربه علي وجود والدته غاليه في حياته فهي التي أوصلته الي حالة الهدوء النفسي فلولا هذه الحاله ما كان لديه القدرة علي تحمل ملك،و لكنه تحملها لتصبح عالمه هي و أولادها.
دلفت اليه لتراه يجلس علي الفراش يعبث في رباطة عنقه لتبتسم ابتسامه شقيه و هي تعض علي شفتيها و تغمز له و تتوجه نحو تداعب بشرة عنقه بأناملها لينتبه الي لمساتها و تتملكه السعاده من تلك الساحرة التي أثرته في كل شئ.
علي الجانب الأخر كانت بدور تتزين لياسين في ليلة عمره و تنظر الي المراءة في زهو و تحمد ربها كيف كانت و كيف أصبحت و تتسائل ماذا لو كان سفيان ما زال حيا؟و تتذكر ما كان يفعله معها،و كيف كانت تترجف أمامه
-مش حضرتك قولت ليا أجيبها ؟
دائما كان يصفعها علي فخذيها بكل شراسه بعصايته الخرزانيه
-قلت ليكي تجبيها و تغورى تروحي عند أمك،بلاش لزقه.
لتقف شدوة حائلا بينهم
-متضربهاش ،انت ملكش ضرب عليها،هي مش ملزومه تنفذ أوامرك.
جذب شدوة من ياقه فستانها و شدد علي عنقها بكل قسوة
-مش دي بنتي و لا ايه يا شوشو؟انتي نسيتي انها بدور الوزير؟
ابتلعت شدوة ريقها و توترت لتشعر بدورأن الأمر به شئ ما
-ماشي يا سفيان بس بلاش ضرب.
يبتسم سخرية و خبث و يشرأب عنقه ينظر اليها
-برضه ملكيش فيه،و متدخليش تاني بيني و بين بنتي.
هزت رأسا رضوخ لطلبه ،كانت دائما بدور تستغرب موقفها و صراعات والدتها معه.

 
بعد ما قامت ملك بمساعده هادي علي ارتداء ملابسه يتخلل الموقف نوع من المداعابات لها من قبله و التي تتلذذ بها دائما،ذهبت الي ابنتها تبتسم اليها بخبث
-مش ناويه تعرفيني عليه بقي؟
التفتت اليها نورسين حيث كانت شارده في مراءة الزينه لتترد في قولها
-ان شاء الله النهارده أنا عزمته علشان يتعرف عليكم و قال هيجيب مامته معاه.
انفرجت أسارير ملك فهي تود أن تعلم من هو حبيب ابنتها المجهول من هو الذي غير نورسين
-مش عارفه أحبه و لا أغير منه،محدش فينا أثر فيكي و غيرك زى ما هو عمل لدرجه متشوقه أعرف هو مين.
ازداد اضطراب نورسين فهي دائما تخشي هذا اليوم بل تلك اللحظة الذي ستعرفه علي عائلتها ،تخشي من ردات فعلهم
-هو انتم مصرين علي حته انه يكون من مستوانا المادي و الاجتماعي؟و لا ممكن تتغاضوا عنها في سبيل مستواه التعليمي و المهني؟
ابتسمت اليها ملك بود و هي تربت علي وجنتيها بحنان و تقبلهاقائله
-أهم حاجه عندي أخلاقه و انه يبقي ابن ناس كويسين،ناس معروفين أصلهم.
زفرت نورسين بضيق قليلا حتي لا تنتبه اليها ملك و تذكرت أمر بدور و والدها
-مش شرط يا ماما،ما بدور أهي،و عموما متقلقيش أمه ست كويسه جدا و خاله كمان.
هزت ملك برأسها و ابتسمت قليلا و لكن كان يثاورها الشكوك بخصوص هذا المجهول .
أثناء هبوطه الي الأسفل لاستقبال المعازيم لمح خيال لامرأه يعرفها جيدا فارتدي نظارته
-مش معقول وفيه!!!
ابتسمت وفيه بهدوء و هزت رأسها قائله
-دكتور هادي عاش من شاف حضرتك ألف مبروك.
قطب جبينه كيف علمت أنه زفاف ابنه و ما الذي أتي بها
-متغيرتيش يا وفيه،طول عمرك تباني ست كبيرة في السن و عاقله.
ابتسمت وفيه بسخريه و شردت فيما حل بها جعلها تبقي علي حالها و لا تتغير
-و هو يعني حضرتك اللي اتغيرت؟و لا حتي اتنازلت عن هدوئك النفسي اللي مشهور بيه؟
تعالت ضحكاته من وصفها له بدقه ثم هدأ قليلا و هو يقترب منها قليلا حتي لا تسمعه ملك
-اتغيرت يا وفيه،ملك جننت اللي جابوني،عشرين سنه أسايس و أدادي و لا الطفله،يالا ربنا هداها.
توقفت وفيه عند جملته الأخيرةو انقبض قلبها مما هو أت هي لا تريد تعكير صفو العائله بعد ما استقر فحدثت نفسها

 
-معتقدش هتفضل هاديه بعد ما تعرف اللي أنا جيت علشانه،يارب ما تقومش الدنيا عليا و علي اللي حيلتي،يارب ما تكسر بخاطرى.
خرجت من شرودها علي صوت زفه ياسين و بدور لتختفي قليلا عن المحيط لدرجه استغراب هادي خاصه هو نسي أن يسألها كيف جائت،
ياسين و بدور
كان يتراقصا علي أنغام الموسيقي الهادئه و هو يطرب أذنها بعذب الكلمات
-مش هتقوليلي بقي الملكه كانت بتوصيكي و تقولك عليا ايه؟مش يمكن عايزاكي تدلعيني؟
تعالت ضحكات بدور و هي تهتف بهدوء و نظرات حب موجهه نحو ملك قائله
-كانت بتوصيني أنسي الماضي و أفتكرك انت و بس،عايزاني أبقي أحسن منها في كل حاجه.
تنهد ياسين براحه و هو ينظر الي ملك قائلا
-مفيش حد أحسن من الملكه،دي أقوى مننا كلنا.
عقدت بدور ما بين حاجبيها بعدم فهم و سألته قائله
-ازاي يعني؟انت طول عمرك تقولي انها ضعيفه و لازم تجمد.
هز رأسه ليفهمها قائلا
-هي قويه بحبها لبابا و لينا و ليكي ،و أنا كمان قوى بحبي ليكي،عايزك تبقي زيي.
هزت رأسها بالنفي قائله
-مقدرش،لأنك فعلا بتحبني أكتر ما بتحب نفسك.
شعرت أنها تريد تناول حبوب ألم الرأس فتوجهت نحو المطبخ ليرتطم جسدها بجسده و ما ان رأته حتي اتسعت حدقه عينيها بذهول لتهرع الي الاضاءة حتي يتبين لها من هو.
-سفيااان!!!
تجده يتقدم منها بهدوء
-أيوه أنا ...أكيد انتي الدكتور ملك.
هزت رأسها ترفض الواقع الذي تراه و ينساب كأس الماء من بين يديها
-مستحيل،لا يمكن،استحاله.
قام بابعاد الزجاج عن قدميها و هو يترجاها
-ممكن حضرتك تسمعيني؟
قامت بدفعه ليسقط علي الأرض و هي تركض قائله
-دي أكيد تهيؤات أنا لازم أتعالج تاني.
ليهز رأسه بقلة حيله قائلا
-الظاهر ان مفيش أمل.
💐💐 #موكا_سحر_الروايات رواية #غرام_وانتقام
ركضت هي الأخرى نحو والدها لتنزعه و هو يجلس بجانب وفيه التي ظهرت مجددا
-ممكن يا طنط وفيه أخد بابا من حضرتك خمس دقايق؟
شعرت وفيه أن بالأمر به خطب ما فهزت رأسها بتقبل و هادي منعقد الحاجبين
-تعالي هنا قوليلي الست دي شكلك عارفاها احكيلي بالظبط و قوليلي .

 
ابتلعت نورسين ريقها و هي ترتجف قائلا
-مفيش وقت الحق ماما هتعمل مصيبه و بعدين اقعد مع طنط وفيه و انت تفهم منها كل حاجه.
ازداد قلقه خاصه و هي توجهه نحو والدتها فسألها باضطراب قائلا
-مالها مامتك يا نورسين.
ارتجفت قليلا ثم استطاعت السيطرة علي نفسها
-الشخص اللي أنا جيباه يتعرف عليكم اسمه سفيان الوزير و شبه ابن عمك و يبقي ابن طنط وفيه.
هز هادي رأسه غير مستوعبا لما يسمعه
-مستحيل دي تخاريف.
لتطل وفيه بوجهها عليهم من خلفهم و تتحدث بهدوء
-و هو كان فيه حاجه مستحيله علي سفيان الوزير زمان؟
التفت اليها و الشرار يتدفق من عينيه خاصه عندما رأي سفيان صغير أمامه و ملك ترتجف أمامه و يحدث الاضطراب الأكمل في الحفل ليعلن ياسين انتهائه فورا ،ظلوا متسمرين ينظرون الي بعضهم البعض فترة طويله ليبادر ياسين الحديث قائلا
-اتفضلي حضرتك اقعدي و فكي لينا اللغز اللي شايفينه قدامنا ده .
نظرت اليه ملك بغضب ليأخذها بين أحضانه و يجلسها بجواره يدفئها بين أحضانه و تبدأ وفيه في سرد أحداث ليلة سوداء مرت بها
-كنت مروحه زى كل يوم و عادي بظبط هدومي في أوضة الكشف ،فجأه دخل سفيان الوزير،بدأ يبص ليا بصات مش اللي هي و أنا عقلي بيرفض ده،لأني معروفه أنا مش حلوة أوى و لا من النوع اللي بيجذب سفيان،بس للأسف الباشا كان مسافر و افتكر انه مقطفش مني زى ما قطف من الباقي،فضل يقرب و أنا أبعد و أقنعه و هو أبدا قلت أسايره قلتله هدخل الحمام أظبط نفسي و أنا حاطه المحمول في صدرى و لسه هقول لأخويا الحقني دخل عليا و جرجني علشان يعمل جريمته،أخويا كان عارف مكان شغلي،اجه بسرعه بس للأسف بعد فوات الأوان،أنا ضحيه زى الباقي يا ملك ،يمكن القدر خدمني في نقطه ان أخويا جه و ساعتها ضرب سفيان علقه موت نحته من الاسفلت و ربطه في السرير اللي كان بيربط فيه كل البنات و اتصل علي مأذون من معارفه و رساه علي الليله كلها،و كتب عليا،و فضل محبوس زى الكلب لتاني يوم و طلقني،و أقسم له انه لو رجع و دور عليا تاني هيقتله،أنا فضلت أشتغل في المستوصف بس اختفيت،و كان السبب الحمل بتاعي في ابني،أخويا اضطر ياخدني و نرجع البلد،فهم أهل البلد ان جوزى مات،ما هو اللي هيأيده فمش فارقه يقولهم ايه،بدل ما يقولهم مطلقه و محدش يرضي يتجوزني.يوم ولادتي كان أخويا في شغل بره البلد ،ولدت بدرى عن ميعادي ،كنت تعبانه أوى،جت الممرضه طلبت قسيمة الجواز ،بعدها دخلت في غيبوبه فضلوا محتارين هيسموه ايه كتبوه علي اسم أبوه قال يعني تخليد لذكرى اسمه،أنا اتكفيت علي تربية ابني و نسيت أبوه مين،عرفته طبعا علشان ميطلعش زيه،دكتور هادي انت مجرب و عارف والدك كان زى سفيان الفرق اللي بينك و بين ابني ان ابني عايش حياته مفكر ان أبوه ميت انما انت عاشرت أبوك و شفت طباعه،أرجوكم بلاش تاخدوا ابني بذنب لا هو ذنبه و لا هو ذنبي،

 
نظر ياسين الي والدته يسألها
-ايه رأيك في الكلام ده يا ماما؟
تذمرت ملك من سؤاله لتهز وفيه رأسها بخذلان
-عارفه ان الموضوع صعب عليكي يا ملك بس اعتبريه ابنك.
نظر ياسين الي بدور التي كانت تستمع الي الموقف و تشعر بما يمر بيه سفيان
-متخافيش أمي مش ست قاسيه علشان تاخد سفيان بذنب حد تاني و الا كانت عملتها زمان.
لتنتبه بدور اليها و تهتف لملك قائله
-مش يمكن انظلم زيي،مش يمكن ده كان حظه أحسن.
في هذه اللحظة تحدث سفيان
-معاكي حق يا أستاذه بدور أنا اللي رباني أمي و خالي و نعم التربيه و الدليل ان أول اما عرفت مين هي نورسين قلتلها أنا أبقي مين و جيت الدنيا ازاي.
هزت ملك رأسها ما زالت ترفضه
-كل اللي انت بتقوله ده مش هيغير رأيي
انتحبت نورسين قائله
-ليه يا مامي اشمعني أنا.
هدأها هادي قائلا
-اهدي يا نورسين كل حاجه بالعقل.
نهضت وفيه تمسك بعصايتها التي تتكأ عليه
-مفيش مشكله حصل خير أسف علي ازعاجكم.
شعر سفيان بانتهاء الموضوع لينظر الي ياسين حتي يساعده فاستفزها ياسين قائلا
-بالسهوله دي يا حجه وفيه؟معني كده ان طلبك لنورسين مش غالي و جيتي الطريق ده كله علشانها.
توجهت بدور نحو ملك تستعطفها
-علشان خاطرى انتي لسه قايله ليا انسي الماضي.
لتشرد ملك في الفراغ و يبدو عليها الاقتناع فانتهز سفيان الفرصه
-أوعدك مش هتندمي علي القرار ده عمرك.
لتنظر نحو ابنتها تعنفها بنظراتها قائله
-انتي عايزة تتجوزيه بجد؟
هزت نورسين رأسها تستعطفها
-أيوه يا مامي.
ليميل نحوها هادي
-أرجوك بلاش ترفضي.
كانت وفيه تنتظر رد ملك تحديدا
-ها يا ملك موافقه علي ابني؟
هزت ملك رأسها بتردد ليصفق ياسين علي يديه
-ألف مبروك.
لتهمس له بدور في أذنه
-اهدي بلاش تدبسها هتعكنن عليك.
كل هذا و سفيان لم يقتنع بهزة الرأس البسيطه يريد ردا صريحا من بين شفتيها

 
-ممكن حضرتك تقولي ردك علي طلبي؟
نظرت اليه و تعمقت في عينيه لتنتبه الي الاختلاف بينه و بين سفيان والده ،حقا لديه شجاعه و قوة
-موافقه ،بس اعرف انك أخد حاجه غاليه يوم ما تنقص معاها هتلاقي نفسك مدفون تحت التراب في حضنه.
لتهبط نورسين بشفتيها نحو والدها تهمس قائله
-مش مصدقه ان مامي واقفت حاسه انها بتعمله فخ.
كتم هادي ضحكاته
-انتي مش شايفه بتهدده ازاي؟
انفرجت أسارير وفيه و تنهدت بارتياح
-علي خيرة الله نقرى الفاتحه بقي و في أقرب وقت نحضر للفرح.
بعد قراءة الفاتحه نهض ياسين يستأذنهم بالصعود الي غرفته مع عروسه
-كده معدش لوجودنا لزوم يالا يا بدور
سمح له الجميع بعد أن قاموا بالمباركه له ليصعد مع بدور التي تذمرت
-مش كنا فضلنا معاهم كمان شويه و ملحوقه الطلوع ده ؟
لم يرد عليها بل حملها علي كتفيه و صعد بها نحو عالمه
انصرف كلا من وفيه و سفيان و هو يحادث نورسين عبر تطبيق الواتساب
-قلتلك انه هيحصل يا حبيبيتي.
كانت مندمجه في حديثها معه لتجد ملك تتائب و تطلب من هادي أن يحملها
-مش قادرة أطلع يا هادي شيلني.
بالفعل توجه نحوها ليحملها لتوقفه نورسين صارخه
-بابي مش انتي ضهرك بيوجعك؟
جز علي أسنانه فهي الوحيده التي تعلم بتعبه
-أنا بقيت كويس يا نورسين ادخلي نامي بدل ما أمك تكسر الفون.
عند وفيه و سفيان ربتت علي شعره بحنان تحاول تهدئته بعد ما حدث
-متتصورش سعادتي قدايه النهارده يا سفيان،ربنا يتمملك علي خير و يسعدك.
-مبسوط يا حبيبي ؟
-جدا يا ماما.
عند ياسين و بدور
-حبكت يا بدور اليوم؟
زمت شفتيها اصطناع
-نصيبك بقي يا ياسو تتعوض.
-يا حظك يا ياسين يا حظك.
كانت تكتم ضحكاتها و هي تواسيه
-بلاش فضايح بقي الأيام جايه كتير.
-بس مش زى النهارده يا ميلة بختي.
عند ملك و هادي كان يحاول أن ينال منها و هي تبتعد بخفه قائله
-انت عايز ايه؟
زفر هادي بحنق قائلا
- و لا حاجه هلعب معاكي استغمايه
تعالت ضحكات ملك قائله
-خلاص معدش ينفع انت هتكون أب كلاكيت تاني مرة،أنا حامل يا هادي،و الدكتور قالي الموضوع ده ممنوع.
💝💝 #موكا_سحر_الروايات رواية #غرام_وانتقام
عند سفيان و نورسين في الهاتف
-بس انتي شكلك مش بتحبيني زى ما بحبك.
ابتسمت نورسين و شردت في الفراغ قائله
-أنا بحبك جدا يا سفيان.
-يا اه أخيرا نطقتيها؟
-بس متتعودش علي كده كتير

عوده الي ملك و هادي
-أنا فرحانه جدا يا هادي ان حلمك اتحقق.
لتتعالي صرخاته و هي يهتف باسمها
- معقوول يا ملوكه؟
-أه يا حبيبي حصل .
ليحتضنها و هو في قمة سعادته يشعر أنه لأول مرة ينجب منها يقسم أنه سيحيا كل لحظة معها من الأن و صاعدا في سعاده تعويضا عن ذنب اقترفه أخر
أما عن وفيه نظرت الي صورة سفيان التي حرقت نصف و جهه بشماته بالغه و هي تهتف بانتصار
-أنا كده ارتاحت و بجد النهارده عزاك يا سفيان أخدته و أنا بحط ايدي في ايد هادي اللي ضافره برقبتك.
لتحرق بقية الصورة و تتحول الي رماد مثل ما تحول سفيان الي رفات لا رجعه له. عرض أقل

لقراءة و متابعة روايات جديده و حصريه اضغط هنا

•تابع الفصل التالي "رواية غرام و انتقام" اضغط على اسم الرواية

تعليقات