رواية من انا الفصل العشرون 20 - بقلم حليمة عدادي
من أنا
البارت 20
تجلى على وجه الطبيب ابتسامة خفيفة، تعبيرًا عن الطمأنينة، ثم قال بهدوء:
_ اطمنوا، هي بخير حاليًا. بس الضرب كان شديد، وممكن يسبب لها فقدان ذاكرة... أو العكس، ما يحصلش أي حاجة.
"يونس"، الذي كان القلق يسيطر عليه، رد بسرعة وبنبرة متوترة:
_ بس يا دكتور... هي أصلًا كانت فاقدة الذاكرة، ومش فاكرة حاجة من الأول.
أنهى "يونس" جملته وهو ينظر للطبيب بترقب شديد، وكأن قلبه لا يحتمل مزيدًا من الانتظار. أخذ الطبيب نفسًا عميقًا، والبسمة لا تزال على شفتيه، ثم أجاب بجدية:
_ في الحالة دي، ممكن ترجع لها الذاكرة إن شاء الله. بتمنى كده يحصل. هي دلوقتي شويه وتفوق، وتقدروا تدخلوا تشوفوها.
تنفس" يونس" بعمق وكأن حملاً ثقيلاً قد أزيح عن صدره. جلس محاولًا استعادة هدوئه، بينما والده كان يراقبه بصمت، يتأمل تعابير وجهه المليئة بالقلق والحزن. فجأةً، قطع الصمت وسأله بنبرة جادة:
_ بتحبها يا "يونس"؟
وقع السؤال على أذن" يونس " كأنه صدمة، فتجمد في مكانه، ولم يعرف كيف يرد. كلمات والده كانت واضحة، لكنها أصابت قلبه مباشرة. تردد للحظات، ثم رفع رأسه ونظر إلى والده، وقال بصوت حاول أن يجعله ثابتًا:
_ لا، مش بحبها يا بابا..
والده لم يقتنع. اقترب منه، ثم سأله بهدوء:
_ أومال ليه كل الخوف ده عليها؟ ليه لمعة الحزن دي في عيونك؟ ليه كنت مرعوب لما عرفت إنها في خطر؟
نظر "يونس" إلى الأرض لثوانٍ، وكأن الكلمات تعاند لسانه. أخيرًا، رفع عينيه المليئتين بالشغف والحقيقة، وقال بابتسامة خفيفة:
_ كنت تايه... تايه أوي، وحاسس إن حياتي كلها عتمة، لحد ما ظهرت هي... زي نور في الضلمة، ونورت كل حاجة في حياتي. اللي بينا أكبر من كلمة "حب".
ابتسم والده بفخر وسعادة، داعيًا في سره أن يجمع الله بينهما في الحلال. ظل يراقب "يونس" الذي شرد مجددًا في أفكاره، ثم قرر أن يخفف عنه أجواء التوتر بمزحة، فقال ضاحكًا:
_ ما تشغلش بالك يا عريس، أول ما نخرج من هنا، هروح أطلبها لك!
انتبه "يونس" سريعًا وقال مستنكرًا:
_ عريس مين ده؟!
أثار "يونس" دهشة والده بسؤاله، بينما كان ينظر إليه بعينين تتلألآن كقطرات الندى!
ابتسم "أحمد" بحنان على حال ابنه، ثم نهض من مكانه قائلاً بين ضحكاته:
_ أنت العريس يا ابني يلا، قوم ندخل نطمن على "تقى"، ادخل أنت الأول وأنا هتصل بأمك أطمنها وأقول لها إني لقيتك هما قلقانين عليك هناك.
وهطلب منهم يجيبوا أم "تقى" على البيت علشان نتجمع.
أوماً "يونس" برأسه دون أن ينبس ببنت شفة. تقدم نحو الباب وقلبه يخفق بشدة وكأن دقاته أصبحت مسموعة في المكان.
وضع يده على مقبض الباب بتردد، لكنه سرعان ما تغلب عليه، طرق الباب عدة مرات قبل أن يفتحه ببطء ويدخل.
وجدها مستلقية على السرير، تنظر إلى السقف بشرود ودموعها تنساب بهدوء على وجنتيها! امتلأ قلبه جزعًا لرؤيتها بهذا الحال، فاندفع نحوها قائلاً بقلق:
_ "تقى"! "تقى"، مالك؟ راسك بتوجعك ؟ أنده للدكتور حالاً!
كانت كلماته ممتزجة بلهفة وقلق، وكأن قلبه يعتصر ألمًا خوفًا عليها، رفعت "تقى" رأسها قليلاً، وتنهدت بعمق تحاول استعادة هدوئها، ثم ردت بصوت يختلج بالبكاء:
-أنا كويسة... جسمي مش إللي بيوجعني قلبي إللي وجعني...
"يونس" عمي... هو السبب في دمار حياتي؛ قتل بابا... وعذبني بأبشع الطرق. حبس أمي وأختي كل ده مر عليا، وأنا ما كنتش فاكره حاجة!
صمت "يونس" للحظة، ممزوجا بين فرحته بعودة ذاكرتها وحزنه العميق لما مرت به، ثم قال برفق وهو يقترب أكثر:
_ اهدي، یا "تقى". دلوقتي أنت تعبانة بلاش تضغطي على نفسك، الجرح اللي في راسك كان قوي، محتاجة راحة.
هزت رأسها بحزن ومرارة، ثم نظرت إليه بعينين مليئتين بالدموع، وقالت بصوت مكسور
أنا بخير جسديًا، لكن نفسيا ... تعبانة أوي. بندم كل لحظة إني ما قتلتوش وسط الغابة. ليه استسلمت؟ ليه ما خلصتش حياتي من الكابوس ده؟
ظهرت الصدمة على وجه "يونس"، فمد يده ليمسك بيدها بلطف ، وقال بإصرار:
_ ما تقوليش كده تاني، يا "تقى"! حياتك أثمن بكتير من إنك تضيعيها بسببه، أنا هنا معاكِ، وهفضل جنبك لحد ما نعدي كل ده سوا. أنتِ أقوى من أي وجع، فاهمة؟
عقد "يونس" حاجبيه وهو يحدق بها، محاولا استكشاف ما جرى، ثم سألها بفضول:
_ حصل إيه وسط الغابة؟ عملتي إيه خلا "وليد" كده؟
جففت دموعها بأطراف أصابعها، وأخذت نفسًا عميقًا يملؤه التوتر، ثم غاصت في أعماق ذكرياتها حتى عادت إلى تلك اللحظة بوضوح، وبدأت تسرد ما حدث:
-لما وصلنا للغابة، وقعني على الأرض بقوة ووجه سلاحه ليا، وفجأة رن تليفونه في اللحظة دي، هو مسك التليفون وبص عليه، وأنا استنهزت الفرصة، مسكت حجر كان جنبي وقمت بسرعة، وأول ما رفع راسه ضربته بقوة في وشه.
_ طيب ليه ما هربتيش بعد ما ضربتيه وقتها؟
تحدثت بنبرة مشبعة بالغضب والكراهية كأنها تسترجع صورًا من الجحيم، وهي تتذكر ذلك الكائن الشيطاني البشري وقالت:
-لما ضربته، بدأ يصرخ ويطلق رصاص بغضب من غير ما يعرف الهدف. وقتها خفت ووقعت على الأرض. ولما وصلوا، لاقوني مرمية على الأرض.
تنفس "يونس" بعمق وهو يشعر براحة كمن خرج من كابوس ووجد نفسه في ملاذ آمن يشعر براحة غامرة كأن ثقل العالم زال عن قلبه، وما يبعث الاطمئنان
في قلبه أكثر هو أنها بخير. عندما نظر إليها، وجدها تحدق به وكأنها تنتظر فرصة للتحدث، لكنها بدت محجوبة خلف خجلها.
_ اتكلمي يا "تقى"، أنا هنا معاكِ مش لازم تخافي أو تحسي بالحرج، أنا بسمعك.
أُذهلت أنه كيف علم بأنها ترغب في الحديث؟! ثم خفضت بصرها خجلاً.
كانت تريد أن تسأله عن سبب رؤيتها للدموع في عينيه حين حاولوا قتلها، لكنها ترددت وشعرت أن الوقت غير مناسب لهذا السؤال، ثم قالت:
-أنت كويس دلوقتي؟ هي إيدك لسه بتوجعك؟
تحدث دون أن يوجه نظره إليها، وكأن قلبه هو الذي يتحدث دون وعي منه:
_ أنا كويس طالما إنتِ كويسة، ونسيت كل وجعي لما شُفتك بخير.
اشتعلت وجنتيها خجلاً من كلماته، وانحنت برأسها، ففهم "يونس" ما صدر عنه دون وعي منه.
بلع ريقه محاولاً التحدث لإخراجها من موقفه المحرج. وقبل أن يتمكن من الكلام، فتح الباب ودخل "أحمد" مثل المنقذ بالنسبة لهم، قائلاً:
_ الحمد لله على سلامة، طمّنيني عليكِ، بقيتي كويسة؟
أجابته بابتسامة وقالت:
- الحمد لله، كويسة يا عمي.
بعد مرور عدة أيام، طرأت العديد من التطورات، فقد غادرت "تقى" المستشفى بعدما تحسنت حالتها الصحية، وانتقلت للعيش مع والدتها وشقيقتها في منزل "أحمد الهلالي"، الذي أصر على استضافتهن.
في هذه الأثناء، ركز "حسام" على تلقي العلاج، حيث بدأ يتمكن من المشي ببطء، فخطا خطواته الأولى، وأسهمت هذه الإنجازات في تحقيق تقدم ملحوظ بفضل دعمهم المستمر.
زادت هذه اللحظات من فرحة الأسرة بشفاء ابنهم، وجمع شملهم بعد فترة طويلة من المعاناة. بينما كانوا يجلسون معًا في بهو المنزل، يتبادلون الأحاديث حول مختلف المواضيع، قاطع "أحمد" حديثهم قائلاً:
_ الحمد لله خلصنا من كل الحزن وجه الوقت نجمّع بين قلبين في الحلال!
نظر الجميع إليه بدهشة وحيرة مما يقصده، بينما كان "يونس" يراقب "تقى"، وكان قلبه يتمنى أن يكون والده يقصد لقاء قلوبهم بعد كل هذا الشقاء!
وحين رأى خجلها من نظراته، أسرع في صرف بصره عنها، بينما كان نظر والديه متوجهاً نحوه! أكمل "أحمد" حديثه قائلاً:
_ أنا عارف إن "حسام" و"شهيرة" عدى عليهم مشاكل كتير في الفترة إللي فاتت، لكن دلوقتي جه الوقت إللي نفرح فيه بيهم ونجمّعهم مع بعض ونخليهم ينسوا كل إللي حصل ويركزوا في أزاي نفرح بقى.
نظر "حسام" إليه، ولشدة فرحته لم يصدق ما سمعه بأذنه، ففتح فمه بطريقة طريفة وقال:
_ "حسام" مين إللي تفرحوا بيه قصدكم أنا؟ صح أنا العريس؟!
ضحك الجميع بشدة عند رؤية "حسام" وهو يراقبهم بذهول، ففتح فمه في دهشة.
وعندما لاحظ "يونس" ذلك، نكزه بلطف في كتفه قائلاً:
_ أنت العريس يا أهبل! ألف مبروك، وأخيرًا هنفرح بيك!
تجلت على وجه "حسام" سمات السعادة البالغة، وامتلأ قلبه بالفرح، فاجتاحت صرخته بألفاظ البهجة:
_ زغرطي يا ماما، أخيرًا النحس راح وهتجوز! أنا عجزت وأنا مستني اللحظة دي.
- ألف مبروك يا ابني، ربنا يتمم لكم على خير.
هدأت حماستهم وسعادتهم، وصمتوا يستمعون إلى باقي كلام "أحمد" قائلاً:
_ الفرحة هتبقى فرحتين لو وافقوا اتنين غيركم؟ يا مدام "منة" أنا بطلب إيد بنتك "تقى" لابني "يونس" على سنة الله ورسوله، وطبعا بعد إذن وموافقة بنتي "تقى" ها أيه رأيك؟
أثارت كلمات "أحمد" صدمة لدى الجميع، فتباينت ردود أفعالهم؛ بين من غمرته سعادة غامرة ومن لا يزال عاجزًا عن استيعاب الموقف!
تبادل الحضور النظرات، في حين أن "يونس" نظر إليها بقلق، متخوفًا من إمكانية رفضها.
كان يدرك أنها تمتلك الحق في اتخاذ القرار، لكنه تساءل:
« ما ذنب قلبه المسكين الذي يكاد ينفطر من شدة نبضاته؟»
ولكن، كسر لحظة القلق صوت "منة" التي قالت:
-بصراحة، طلبك ده فاجأني، لكن مش هلاقي حد يهتم ببنتي ويحميها زي "يونس". في الآخر، الرأي ليها وهي إللي هتختار إللي قلبها عايزه؟
توجهت أنظار الجميع نحو "تقى"، التي كانت تفرك يديها من شدة التوتر، حيث بدت حمرة الخجل واضحة على ملامحها، مما جعلها غير قادرة على النطق. في تلك اللحظة، جاء "أحمد"
لينقذها من الموقف قائلاً:
_ شوفي يا بنتي، إحنا مش هنستنى منك تقرري دلوقتي ، خذي وقتك عشان تفكري، وأياً كان قرارك، إحنا كلنا هنحترمه؟
أومأت "تقى" برأسها موافقة على كلمات "أحمد"، ثم استأذنت وذهبت مسرعة إلى غرفتها، يغمرها الخجل.
بينما كان "يونس" يعيد في ذهنه تفاصيل الحوار الذي دار بينهما، فكر في أنها قد ترفض، وأنه يجب عليه تقبل الأمر.
نهض هو الآخر متوجهًا إلى الخارج، بينما خرجت الفتيات إلى غرفة "تقى".
عند دخولها غرفتها، قفزت "تقى" بسعادة على سريرها، تدور حول نفسها كفراشة تحلق فرحًا، والابتسامة تضيء وجهها. وفجأة، سمعت صوتًا من خلفها يقول:
- مش كنت عارفة إنك بتحبيه كده للدرجة دي؟!
توقفت فجأة وأدارت رأسها بسرعة، لتجد الفتيات خلفها، يستندون إلى باب الغرفة ويحدقون بها. خفَضت رأسها ونزلت عن السرير، ثم تحدثت بتلعثم:
- مين قال بحبه؟ هو... هو، أنا لسه هفكر علشان أرد عليهم.!
اقتربت منها "شهيرة" وهي تضحك، ثم أضافت قائلة:
-مفيش داعي للتفكير بعد إللي شوفناه، الحب باين عليك، نقولك مبروك.؟
جلست "تقى" على حافة السرير، وشفتاها تزينها ابتسامة خفيفة، بينما كان بريق الحب يرقص في عينيها، ثم قالت:
- يونس إنسان كويس، ومش هلاقي حد أحسن منه، بيخاف عليا وبيحميني.
واصلت الفتيات حديثهن مع بعضهن البعض، حيث تبادلن المزاح وتحدثن أحياناً عن زواجهن والحياة التي تنتظرهن، إضافةً إلى ما يعتزمن القيام به في المستقبل.
جلس وسط سكون الليل، مستغرقًا في تأمل القمر، كأنه يحدثه بما يجول في فكره وما يثير قلق قلبه.
لم يستطع العثور على راحته، وعجز عن الاستسلام للهدوء، إذ كان يخشى أن يسمع رأيها.
كانت فكرة رفضها تؤلمه بشدة؛ ففي حياته السابقة، لم يكن يعرف عن الحب سوى أنه سمع عنه، ولم يكن يكترث له !
أما الآن، فقد أصبح عشقها كأنها لعنة أصابته، ولا سبيل للخلاص منها إلا بالموت. تنهد بضيق يكاد يختنق، حتى شعر بيد على كتفه.
التفت ببطء ليجد "حسام" خلفه، فنظر إليه باستغراب، وقال:
_ "حسام"، إنت لسه صاحي؟ ليه ما نمتش علشان ترتاح؟!
جلس "حسام" إلى جانب "يونس"، ووضع عكازه بجانبه بعدما أصبح يعتمد عليه في علاجه، ثم نظر إلى "يونس" وقال:
_ مبسوط؟ ومش جايلي نوم، قلت أخرج شوية شفتك هنا، أنت مالك مهموم كده؟ خير؟!
تنهد "يونس" بعمق وكأن هموم العالم كلها على كاهله، ثم تحدث بصوت منخفض قائلاً:
_ مش عارف يا "حسام"، مش عارف إيه اللي حصل ليَّ؟! بقيت على الحالة دي، مش قادر أنام، وخايف من رفضها. جوايا قلق كبير.!
ابتسم "حسام" وأخذ يربت على كتفه علامة على الاطمئنان، ثم قال:
_ اطمن، قوم نام وتفائل خير. "تقى" أكيد هتوافق، بلاش قلق. يلا قوم.
أومأ "يونس" برأسه، ثم قام من مكانه وساعد شقيقه على الدخول إلى الداخل، متأملين في غدٍ أفضل.
في مخبأ "وليد"، كان يرقد على سريره يعاني من الألم الذي تسببت فيه تصرفات "تقى"، متوعدًا إياها بعقابٍ قاسٍ.
كان غضبه يشتعل في صدره كبركان هائج، يكاد يلتهم كل شيء حوله. إلى جانبه، كان كبيرهم غاضبًا بنفس القدر؛ فقد خسر كل ما كان يخطط له، وفلت "يونس" من بين يديه، مما جعل السيطرة عليه أمرًا صعبًا.
كما أن الشرطة اكتشفت مكان الكنز، مما حال دون اقترابهم منه. نظر إلى "وليد" وقال:
_ أنا عندي شغل لازم أخلصه، وانت خلي بالك من نفسك. ولما أرجع، نفكر في خطة.
_ تمام يا "رشاد" بيه، وما تتأخرش علشان صبري نفذ.
أومأ برأسه موافقًا على كلمات "وليد"، ثم خرج مسرعًا، تاركًا وراءه "وليد" الذي كان يتلوى من الألم.
****************
جلست أمام التلفاز كعادتها تُتابع أحد أفلام الرعب؛ وقد أطفأت الأنوار لتستمتع بأجواء الإثارة.
لم تنسَ تناول الطعام، فقد كانت معتادة على ذلك أثناء مشاهدتها للتلفاز.
بينما كانت مُركّزة تمامًا في الأحداث، سمعت فجأة صوت خطوات تتقدم ببطء، وكأنها تحاول أن تحدث أقل قدر ممكن من الضجيج.
في البداية، تجاهلت الأمر، ولكن بعد لحظات من الهدوء، سمعت صوت باب الثلاجة يُفتح. ظنت أنه أحد أفراد العائلة، فاستعادت تركيزها وعادت لمتابعة الفيلم.
إلا أن الصوت بدأ يشغل تفكيرها، فهتفت مُحَثِّةً نفسها قائلة:
- في إيه يا "مريم"؟ من إمتى وانتِ بتخافي؟ قومي نامي أحسن.
أغلقت التلفاز، وقامت متجهة نحو غرفتها. فور دخولها، أضاءت الضوء وبدأت ترتب سريرها.
فجأة، تعثرت بشيء تحت السرير. انحنت لترى ما هذا الشيء، ولكنها صُدمت حين رأت قدمي رجل تحت السرير؟!
•تابع الفصل التالي "رواية من انا" اضغط على اسم الرواية