رواية غرام و انتقام الفصل العشرون 20 - بقلم مروة البطراوي

 رواية غرام و انتقام الفصل العشرون 20 - بقلم مروة البطراوي

 
علي الجانب الأخر في السجن كان سفيان جالسا يحدث نفسه
-طب أعمل ايه فيها أكتر من اللي عملته،خططت لخطف اولادي و مفلحتش،أعمل ايه تاني،و غلاوتك عندي يا هادي لأخليك تترحم عليها.
قطع شروده دخول المأمور يخبره بأن لديه زيارة يعقد ما بين حاجبيه و يتسائل من هو الزائر ليخرج مع المأمور و يجد شدوة ليقطب جبينه عندما استمع لها
-دكتور سفيان،الورق ده أنا عايزة تمنه يا اما هنضاعف مده السجن،و ممكن نتفق،و أحرق الورق و يا دار ما دخلك شر،الورق المزور بتاع شريف.
أوقفها بأشارة منه قائلا
-تعالي نتفق،هعطيكي نص اللي يحتكم عليه هادي بس في حاله واحده،لو جبتيلي الورق المزور بتاع ملاك،أنا مش غبي و مش هتوه عن ملاك.
توجهت شدوة ناحيه باب الخروج ليجذبها و يوقفها
-انتي غبيه كده ليه؟مش دي ملاك اللي سبتي الشعل بسببها،دي مياه من تحت تبن،فضلت ورايا لغايه ما انتي مشيتي،و غلطت معايا بارادتها.
لم تصدق شدوة نفسها فلأول مرة يقع سفيان بهذا الشكل لتهتف بمكر
-أنا طول عمرى ذكيه يا دكتور،و هاخد حقي من ملاك تالت و مثلث ـبس برضه شريف كان غالي عليا،و أنا اللي عاوزاه فلوس بدل ما تطول هنا .
اقترب سفيان من أذنيها
-واضح،و الدليل مجيتك هنا،اوعي تفكرى انه داخل عليا عقده الذنب بتاعت شريف،لا أنا الوحيد اللي عارف شدوة بتفكر ازاي،أنا ازاي كنت معمي علي قلبي؟
ابتعدت عنه و توجهت نحو باب الخروج
-فكر علي بال ما أجيلك الزيارة الجايه يا سوفي.
خرجت لتضع يدها علي رأسها بانتعاش و انتصار
-يا خرابي،معقوله و قعته؟يالا خلي الغلابه اللي كسرت نفسهم يفرحوا،و بعدين أنا استحاله أنسي ذنب شريف،يارب تتجنن و انت لسه مفكر انها ملاك.
عند نهال و خالد باغتهم والدها بالزيارة لتشهق قائله
-بابا.
وقف خالد حائل بينه و بينها لدرجه أن والدها أصيب بالدهشه من مدافعته عنها رغم وعيده
-انت جاي هنا تعمل ايه؟
-الراجل بيرجع للست اللي صانت شرفها علشانه،انما الهانم كانت قبل ما تسيبك كانت بتسهر بره لوش الصبح،تعتبر مكنتش بتنام و لا بتاكل في بيتك،اسمع يا خالد نهال هترجع معايا لغايه ما تتعلم الأدب،أنا مش هقدر أشوفها بقذارتها من غير ما أنضفها،حتي لو قتلتها بايدي.
كان ينظر اليها و شياطينه تلاحقه ،بينما نظر لها خالد و هو يهز رأسه بغيظ يرفض عودتها معها

 
-انت بتصدر فرمان ملوش أي لزمه،طبعا عارف اني مش هوافق،انت أساسا السبب في اللي وصلت ليه.
أطرقت نهال رأسها لا تنكر أنها أخطأت و مع ذلك خالد هو الذي دافع عنها.
لما جاء والدها يحاسبها الأن ؟أبعد أن ارتاحت؟هي عادت الي البلاد منذ فترة طويله،حتي بعد طلاقها من سفيان و تهجمه الأخير عليها في المنزل الذي اشترته بمالها الخاص،و مع ذلك لم يتركه و لم يتنازل عنه بعد الطلاق،هل يظن والدها أن تعود معه بعد أن زوجها من خالد من أجل حفنة أموال و منزل،يكفيها تجاهله احساسها المرير بالاهانه،حمدت ربها أن خالد تغير و هذا لم يكن متوقع أبدا.
جائتها والده زوجها في عجله لتنظر لها ملك بوجه شاحب
-يا ترى هموت قبل ما أولدهم؟طب ينفع يولودني و أنا ميته؟ماما غاليه أرجوكي ساعديني،عرفيه ان في حالة وحشه،خليه يسامحني...
هدأت والدة زوجها من روعها و ذهبت لتهاتفه و لم يتردد لحظة في المجئ لتنظر له بأعين باهته
-انت جيت يا هادي؟انتي وحشتيني أوى.مش عايزة أقعد في المستشفي،ممكن ترجعني البيت؟أنا زهقت،و متسبنيش لوحدي تاني،هتسامحني؟
تنهد هادي بتعب قائلا
-الحمد لله انتي صحتك بقت كويسه،مش محتاجه رقدتك في المستشفي،ليه قلقتي و خضيتي ماما غاليه عليكي،الاغماء اللي بتحصلك دي طبيعي
عضت علي شفتيها بندم
-أنا أسفه،عارفه انك مش عايزة تفتح الموضوع،بس هو سؤال مسامحني و لا لا،؟مهم جدا الاجابه،أنا مش عارفه أوصفلك اللي حاسه بيه.
استطردت و هي تنهض لتتعلق برقبته و تحتضنه بشده و كأنها تضمه ضمه غير طبيعيه كضمة الأم التي لا تستطيع الابتعاد عن وليدها.
-أرجوك،ما تبعدش عني تاني،ايه رأيك تاخد أجازة لحد ما أولد؟نفسي أقضي معاك الأيام الجايه لوحدنا،مش حابه حاجه تعكر علينا حياتنا.
توقعت ابتعاده ولكنه شدد هو الأخر من احتضانها وحملها وأخذ يدور بها غير عبئا أنه في المشفى
-عاوزه تنفردى بيا يا ملوكه؟طب ما أنا متاح من زمان يا بنتي،كتير قلتي بلاش تبعد عني،ليه مصرة تجنني اللي جابوني؟أنا سلوكي ملمسه لوحدها.
أنزلها هادي لتخفض رأسها في صدره
-أه عايزاك ليا لوحدي،أنا اللي مكنتش متاحه لأي شعور،تفتكر كنت ببعد عنك بمزاجي؟عقلي كان مصر يبعدني و هو اللي دفعني للجنون.
ابتسم بخبث
-أنا موافق أسامحك بس بشرط واحد،تعالي ننزل مصر بعد الولاده،ليه نفضل زى اللي هربانين و احنا مغلطناش في حد؟احنا نعيش و نرفع راسنا.

 
تعالت ضحكاتها
-انت بتقول ايه؟هو أنا اللي قلت ليك نيجي هنا يا ابني؟تصدقي بالله أنا ما صعبانه عليا غير ماما غاليه،السفر أرهقها كفايه مشاكلنا،معنديش مانع في الرجوع.
رفع رأسها لينظر الي عينيها و من ثم مال علي شفتيها يلتهمها
-و أنا معدش هيفرق بالنسبه ليا حد في علاقتنا،من امتي و أنا أقدر أبعد عنك يا ملوكه؟انتي عشق بيجرى في شرياني،مش بيخرج الا اذا اتقطع.
سكتت ملك بقبلته المباحه و التي سطر بها أخر كلمات العشق.
🤣🤣🤣 #مروه_البطراوى في جروب #موكا_سحر_الروايات
حدث ما لا يحمد عقباه في اليوم الذي خرجت منه من المشفي تم اختطافها و احتجازها الشهر الأخير بالحمل ،لم يحدث أي مكروه فيها سوى أنها محتجزة و في أخر يوم للحمل اليوم الذي شعرت فيه بألام المخاض رغم أن الذي خطفها كان مشرفا علي علاجها ألا و هو شريف،بعد هروبه،ينتظر لحظة الولاده و هو الذي كان سيقوم بذلك حتي يحصل علي أبنائها انتقاما منها و من هادي علي السوء الذي حل به ،خطت خطوات بطيئه،و أخيرا بقت لوحدها ،في لحظة اجلابه للطعام و الأدويه بعثرت هي لتجد هاتف محمول قديم الطراز،و سرعان ما وضعته تحت وسادتها،و هنا حانت اللحظة الأخيرة التي لا بد لها من النصر،بثت القوة في نفسها كي تتصل بزوجها،و تطلب الرقم الذي تحفظه عن قلب،ابتلعت ريقها عده مرات قبل أن تقوى علي الحديث فألامها تتعبها،علي الجانب الأخر كان صوته مخالط بنحيب خافت،لتتذكر توسلاته ذي قبل التي كانت تضرب بها عرض الحائط و كانت تتعامل معها و أنها لا تهمها،لتتأكد من قوة الماضي الذي شكل مسار الأحداث،لم تطلب شئ سوى الانتقام العادل،الأن تؤمر أن تضع أولادها و تتركهم
-أنا ملك يا هادي ،حاول توصلي بسرعه،أنا واثقه من ربنا انك هتوصل قبل ما أولد،و تاخد الأمانه مني،اولادك،و أنا ربنا هياخد أمانته.
دلف في هذه اللحظة شريف
-سلام،أنا لقيت التليفون ده بلعب فيه ضرب علي حد ما أعرفوش،أبوس ايدك أنا تعبانه،سيبني أروح لجوزى،أنا مش هقدر أولد و تاخدهم.
قام بصفعها
-أنا هاخد روحك معاهم يا دكتورة ملك،ما هو أنا ما يخلصنيش أسيبك متعذبه بنارهم،و بالنسبه للفون حلو ده قديم محدش هيقدر يوصلنا.
ابتلعت ريقها قائله بخوف
-انت هستفاد ايه من ده كله،عايز ايه مني؟انت مش هتعرف تهرب بالعيال،احنا في أسبانيا مش في مصر يا شريف و لو صلوا ليكي هيقتلوك.
اقتلعها من مكانها و سحبها خلفه
-مش انتي اللي هتقررى قتلي يا دكتور ملك،و كلامك صح ممكن يوصلوا ليكي يبقي الحل نطلع الجبل ،و يبقي يوروني بقي هيوصلوا ازاي.

 
أخرجها من المنزل و كان خلفها يغلق الباب الي أن قامت بحمل صندوق القمامه بصعوبه و حطمت به رأسه ليسقط علي الأرض
خرجت ببطء علي الشارع الرئيسئ لتلوح بسيارة أمامها لتقف السيارة تتعجب من هيئتها
-أريد أن تلحقوني الي أقرب مشفي،أنا مختطفه ،شخص ما حاول أذيتي،و أنا علي وشك الولاده،من فضلكم ساعدوني،و هاتفوا زوجي بسرعه.
حملها صاحب السيارة ليضعها بالخلف بينما زوجته أخذت رقم هاتف هادي لتخبره بما حدث،وصلا الي المشفي ليهاتف صاحب السيارة هادي
-السيده التي كانت معنا الأن لا بد أن تدلف في حجرة الولاده،أنا أبلغت الشرطه أنها كانت مختطفه،من فضلك أرجو مجيئك علي وجه السرعه.
وصل هادي الي المشفي ليقابل الرجل
-ملك زوجتي هنا؟شكرا لك،شكرا لكي سيدتي،من فضلكم دونوا العنوان الذي وجدتم ملك عنده،حتي يتم القبض علي من قام باختطافها.
قابل الطبيب و لحسن الحظ أنه يعرفه
-دكتور هادي،هل لك أن تهدأ،ملك بحالة جيده،هي فقط ساعات انتظار قليله و نقوم بتولديها،و بالنسبه لحالة الكلي علي ما يرام،أرجو أن تطمأنها.
عقد هادي ما بين حاجبيه
-ماذا قلت؟الكلي بحاله جيده؟كيف هذا و هي لمده شهر مختطفه و لم يكن معها دوائها،أيعقل أن المختطف كان يعلم حالتها الصحيه؟أيعقل أنه...
هز الطبيب رأسه
-أنا فحصتها جيدا لم يكن عليها أثار أي محاولة اختطاف،أو جهد،و ألام الولاده طبيعيه تماما و في موعدهاو لم يحدث لها مكروه و لا لأطفالها.
نظر اليه هادي بعدم تصديق
-ولاده طبيعيه و لملك،هذا الشئ لم أكن أتوقعه يوما و هي نائمه في أحضاني،اذن هو شريف،أقسم بالله أني سأوريه أمر العذاب علي ترهيبها.
ابتسم الطبيب
-نعم،هذا الذي أريده منك،أنا تنزع هذه الرهبه ،منذ لحظة دلوفها المشفي و هي خائفه،أرجو العمل علي ذلك ،حتي تدلف غرفه العمليات بحاله جيده.
دلف مسرعا اليها لتصرخ فجأه و ترتمي في أحضانه تنتحب و يرتعش كل جسدها،أخذت تلعن نفسها و تتهم نفسها أنها هي من أوصلتهم الي هذه الحاله،و هو يقنعها أن هذا قضاء محتوم عليهم ،و أن أفعالهم مجرد أسباب ليس الا،حتي وصلت بأن تدعي علي نفسها بالموت،هنا لم يتحمل ما قالته ،و ان كانت بحاله جيده لقام بصفعها علي فمها من سوء ما تفوهت به
زفر في حنق و عنفها في استجوابه لها دون رحمه
-انتي مصرة ليه تعذبينا؟ و تفتحي الموضوع تاني النهارده؟

 
لولا أن شق عليها ألم المخاض لكانت الأن تصرخ و تبكي و تعترف له أنها تأكل في نفسها من الذنب الذي اقترفته،شعرت أنه ينهش في جسدها بلا رحمه،الأن أصبحت تدفع ثمن خطئها أضعافا مضاعفه،كانت تجلد نفسها و تلومها طيلة الشهور الماضيه حتي أمامه، و ها هي الأن تعترف بذنبها و تعترف أنها مخطئه.
-علشان الحب اللي انت حبيته ليا،و أنا في المقابل أذيتك،و انت كل مرة بتبرر غلطي،بس الظاهر ان ظهورى في حياتك هو الأذي بعينه،سامحني يمكن أدخل أولد ما أخرجش ،بس مطمنه انك هتعرف اولادي اني أحسن ست في الدنيا دي رغم معاناتك معايا.
و هنا غابت عن الوعي و لم تستيقظ الا بعد ولادتها.
جلس بجانبها يملس علي شعرها لحظة استفاقتها
-حمد الله علي سلامتك يا ملوكه،مش هتقدرى تسيبيني لوحدي في الدنيا دي،انما ايه الكلام الجميل اللي قلتيه قبل ما تروحي في البنج ده؟
رفعت يدها لتجذب يده و تقبلها بلهفه قائله بصوت خافت
-هادي،شكرا علي انك جمبي ديما،شكرا علي تهديتك ليا في لحظات خوفي،أنا مكنتش حاسه اني هقوم منها،العجيبه ان كنت بصرخ و فجاه ما حستش بنفسي.
ضمها لصدره يبث فيها الأمان
-اهدي كده يا ملوكه،و احكيلي ايه اللي حصلك،من أخر مرة كنا مع بعض في المستشفي،و كنا متفقين اني هاخد أجازة شهر و نقعد سوا.
ردت عليه بندم
-شريف كان عاوز يخطف اولادنا،حاولت أهرب منه كتير بس فشلت كل مرة،لغايه ما لقيت الفون اللي كلمتك منه،دخل عليا و أنا بكلمك.
جز هادي علي أسنانه
-كلب،و كان فين لما هربتي منه؟الاتنين اللي جابوكي هنا بيقولوا انك كنتي علي الطريق لوحدك،الحقير كان هيولدك ازاي من غير ما يجهز نفسه؟
ابتسمت ملك بسخريه
-ما هو كان بيتعامل معايا علي اني مريضته،و كان عارف مواعيد الأدويه و الأكل،حتي المياه يا هادي كان بيدخلها ليا في ميعادها،الحمد لله خبطت راسه بالباسكيت تفتكر يكون مات؟
نظر أمامه بقتامه قائلا
-لازم ياخد جزائه حتي لو وصل للاعدام أنا ما يهمنيش،في لحظة دمر حياتي و بعدك عني انتي و الاولاد،أنا كنت مكتف فكرت ان اللي خطفك هربك.
ربتت ملك علي يديه
-متخافش عليا،عمر الشقي بقي،ده أنا كنت حاسه اني بموت،و الحمد لله ربنا ستر،نجاني أنا و الاولاد،ربنا كان حاططني في اختبار نتيجه عمايلي.
ابتسم بخبث قائلا
-امممم،يعني مش مظلومه،أخيرا ندمتي و عرفتي ان نصايحي زمان كانت صح؟و ان انتقامك و طريقتك غلط،و مكنش في داعي لحركات العيال.

 
ابتسمت بسعاده و فجأة نظرت حولها
-شفت الاولاد؟أنا عايزاهم جمبي،مش بحب شغل الأجانب هما في اوضه و أنا في أوضه،تعرف لما كنت بشتغل كنت بسرب العيال لأمهاتهم؟
تعالت ضحكات هادي
-لا تتصورى انتي أنا لسه ما شوفتش اولادي؟و رغم انه ممنوع يجوا هنا الا اني طلبت استثناء انهم يكونوا معاكي،ما تقلقيش،ايه رأيك في هادي؟
تبا للغريب في بلد ليست بلده، و تبا للغرباء من حوله و هو يتعامل معهم،و تبا للوحيد الذي ليس له صاحب و لا أهل،فهم غرباء بلا وطن،بينما غيرهم يشعر بالغربه في وطنه،بل و بعضهم يشعر بالغربه داخل جسده،أخذت شقيقتها تبحث عن الوهم، و لكنها لم تنجو من الحب المزيف،الموت كان رحمه لها،و هنا كان رحيل أخر أمام عينيها بعد رحيل والديها و عليها أن تتعايش معه،و تبدأ من المنتصف،فتاه جميله ذات عيون رماديه تشبه عيون شقيقتها و تشبها و كأنها شقيقتها هبطت من السماء الي الأرض،هبت بعيونها أمامهم كالريح ،و دائما تتلاشى في لونها بوضع العدسات الزرقاء في عينيها،أما عن تؤامها فكان كان مثل الرجال كريم في كل أفعاله،من حين لأخر يهمس لشقيقته و يوعيها في أحاديث جانبيه بينهم،يتنقل هادي ببصره بينهما ليجدها وحيده و شارده دائما و بعيده عن شقيقها،ثم ينظر نحو أمه، و يتذكر شعوره باليتم في وجود والده علي قيد الحياه،يشعر بالفخر، لأنه لم تشعره يوما ما بأنه مفتقد لشئ،عرف الحب علي يديها مبكرا،و صار من العاشقين،و امرأته أصبحت قريبه منه مثل نبضه.
بعد مرور ثلاثه عشر عاما
كان دائما ياسين يشعر بالغيرة نحو نورسين شقيقته نظرا لاهتمام ملك المبالغ فيه
-مامي،شفتي نورسين اتصرفت زى الأطفال النهارده ازاي؟الهانم حلت الأساله كلها و المستر لسه بيقولها،بعد كده تروح مجموعه لوحدها.
تعالت ضحكات ملك قائله
-يا حبيبي دي نورسين بتبين للمستر انها محضرة الدرس،انما انت كبرت دماغك و مرضتش تقعد معايا تحضره،و بعدين مش لوحدها اللي عملت كده.
استطردت و هي تأخذ ياسين بين ذراعيها
-خليك جمبها ديما و شجعها و اعمل زيها انت مش ناقصك حاجه يا ياسين،و بعدين بابي مش عنده شركات علشان أقولك اتعلم أي حاجه و اشتغل في شركته.
توجهت به نحو المطبخ بينما قامت نورسين بحمل حقيبتها لتصعد الي غرفتها و تنام فالاجهاد و المذاكرة جلب لها النوم رغما عنها لدرجه سقوطها علي الفراش بملابسها.أما عنه فذهب الي غرفته و لم يجد دفتره الخاص علم هنا أن والدته أخذته بعد ما قرأت ما به عن معاركته لنورسين،ابتسم بخبث و صار الي غرفه مكتبها لكي يعيده اليه مرة ثانية
القدر لا يأخذ مننا الاذن،بل يصيبك في مقتلك،
كان يبحث برويه في الأدراج عن دفتره و لم يجده،و لكن وقعت عيناه علي ورقه تحليل طبي يعود زمانها الي سبعه عشر عاما مضت و معها صورة عتيقه تشبه والدته و نورسين،التقطها و التقط بعض الأوراق الصفراء التي كانت أسفلها الملفوفه بشريط رفيع من الستان الأسود،قرأ ليستشف من خلاله الام و لمن تعود،و سرعان ما تهيأت الصدمه علي وجهه،و غادر الغرفه و الأوراق مطويه في يمينه و غضب يحاول كبته،يحاول أن ينادي علي والدته و لكنه يريد الصمت الي أن تعالي صوته طفيفا
-ماما.
توجهت ملك علي الفور الي ياسين لتجد ما بيده لتتقدم منه ببطئ تحمل ما بيده و هي خائفه تردف اليه
-ايه اللي حصل يا ياسين؟علي فكرة اللي انت عملته ده غلط،مش من حقك تفتح درح من ادراجي من غير استئذان،هو أنا ربيتك علي كده؟
أدمعت عيني ياسين قائلا بخوف
-وقعت عيني عليهم غصبن عني يا ماما،لما ملقيتش الأجنده بتاعتي تأكدت انها عندك،مين دي يا ماما و ليه احنا منعرفش؟دي ماما نورسين؟علشان كده تحبيها أكتر مني.انا حاسس ان نورسين اكبر مني حتي عقلها و مستواها اكبر بكتير .ماما أصحابنا بيتريقوا عليا و بيقولوا دى شكلها اكبر منك بكتير .
أخذته ملك في أحضانها قائله
-أنا أمكم انتم الاتنين،أنا ديما بتعصب عليك علشان انت راجل،لكن هي بنت و بنتي أنا تؤامك،أما اللي انت شفته دي صور أختي التؤام خالتك.
أجهش ياسين في البكاء
-يبقي هي بنتها علشان كده بتحبيها أكتر مني،أنا مش زعلان ،بس ليه خبيتي عننا الحقيقه؟ليه مقولتيش ان لينا خاله؟علشان خايفه لا أعرف ؟
اندهشت ملك من حديثه قائله
-لا يا ياسين انتم الاتنين اولادي التؤام،و اوعي نورسين تعرف باللي هقوله ليك دلوقت،أنا كان ليا أخت تؤام ماتت و هي حامل،أما عن السبب اني مخبيه فما ينفعش أقولك ليك دلوقت. عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية غرام و انتقام" اضغط على اسم الرواية

تعليقات