رواية الحب وشأنه (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم زينب سمير
رواية دعي الحب وشأنه الفصل الاول 1 - بقلم زينب سمير
يمكنك أن تعرف دومًا أن الحب له ناسه
ولا يومًا كانت تستحق أن تكون من ناسه
هـي أبعد مَن أن تَحب وتُحَب
ولكنه كان واهم.. أعطاها كل الحب
ونبذته مرارًا وتكرارًا، وظل لا يفقه شيئًا
حتى في يومًا قال بمرارة عندما جاءت هـي بسيرة الحب
' دعـي الحب وشأنه.. آن '
*****
' تلاتين ثانية كمان هيعملها الشجعان، مروان يامروان.. سجل مروان.. فاز فريق لولان '
صوت معلق لإحدي مباريات كرة الطائرة، وفي الصالة المغطاة الجو حماسي وصراخ مالي المكان، زاد الجنون لما أتلعبت الكورة الأخيرة والفريق المعني فاز.. بلعبة الفتى الذهبي ليهم مروان
صفارة النهاية والكل بيجري بجنون، مال هو على ركبته يزفر بأنفاس طويلة، قرب منه زمايله يخبطوا على كتفه وضهره بتحفيز
رفع راسه بعد ثواني وهو بيضحكلهم، رفع خصلات شعره الطويلة عن وشـه وهو بيبص حواليه، ناحية الجمهور كانوا آلاف لكنه قدر يلمحها بسهولة.. آن
عيونه أتعلقت بيها وهي بتحييه وبتهمس بكلمات قدر يترجمها
- مبروك يامارو
يقدر يقول إن فرحته كملت دلوقتي؟ وسعت بسمته أكتر وعيونه لسة عليها لحد ما أصحابه سحبوه يمشي معاهم، ماشي بضهره وعيونه عليها لحد ما وصلوا لأوضة اللبس فلف علشان يدخل
خمس دقايق ولقيت رسالة على فونها منه
- مش هتأخر، أستنيني نص ساعة
أبتسمت ترد بلطف - أستناك عمري كله يامارو
بص للفون جوه بإبتسامة قرب منه إتنين من أصحابه قعدوا قصاده وهما بيبصوله بسخرية و- أنت الحب بهدلك على الأخر.. أزاي بعد دا كله وساكت؟
كمل التاني بنبرة مقلدة رخيمة- أنتوا فاهمين غلط أحنا مجرد أصحاب
مروان بنبرة قلق- لإني خايف تكون شيفاني كدا، أنا وآن أصحاب من طفولتنا، كنا بنعمل كل حاجة سوا، عايشين سوا، وبيوتنا تعتبر جنب بعض، خايف تكون شيفاني مجرد أخ وصديق، مش أكتر من كدا
عارف بجدية- لو فضلت خايف عمرك ما هتعرف الحقيقة، يمكن تكون بتحبك ومستنياك تعترف؟ ولما تمل هتبدأ تنساك فعلًا وتبقى خسرت فرصتك
بصله بتوتر، كمل قصى- لازم تعرفها مشاعرك، قبل فوات الآوان يامروان، قبل ما يجيي غيرك ويخطفها
نفى بلا فكرة مش قادر يستوعبها، وأخد قراره، في أقرب وقت هيعترف بمشاعره، على الأقل يرتاح
لو بتبادله يكون ياسعده، ولو لا.. يبقى كفاية إنه أرتاح
- معاكم حق أنا هعرفها أنا شايفها أزاي في أقرب فرصة ممكنة
قالها وعيونه بتلمح بالشغف، عيون خضرة غامقة شوية، عميقة نظراتها، مع خصلات شعر غزيرة وناعمة وطويلة بتنزل على عيونه، طويل بجسد رياضي مش منفر لطبيعة حياته الرياضية، عنده 21 سنة، في كلية هندسة
وأخيرًا واقع في غرام وحدة اسمها آن.. من لما عرفها وعرف الحب
من لما كان عمره خمس سنين.
بعد شوية، حط شنطته على كتف واحد وهو بيودعهم
- أشوفكم بعدين
عارف بسخرية- مع السلامة ياحبيب
خاض خناقة مع الفريق كله علشان ياخد شاور أول واحد، وفضل طول الدقايق اللي فاتت متعصب ومدايق، عايز يسابق الريح علشان يشوفها
مع إنه أخر مرة كان معاها كانت من ساعات!
مسك كورة جنبه لمحها ورماها عليه بضيق وهو بيمشي
وأصحابه ضحكوا عليه قبل ما يبصوا لبعض ويتنهدوا ويقول قصى- لو رفضته.. مش قادر حتى أتخيل حالته هتكون أزاي
عارف- أنا قادر.. الشاب الذهبي للنادي والمنتخب والفتى اللامع اللي وكالات الدعايا بتتهافت عليه.. مش هتلاقيه
هتلاقي فتات
ورجعوا يبصوا للمكان اللي أختفى منه بصمت.
*****
عند عربية جيب سودة كانت قاعدة آن على مقدمتها نزلت برشاقة أول ما لمحته بيقرب، رمت نفسها في حضنه ولشـدة قصرها بالنسباله حاوط وسطها ورفعها علشان تحاوط رقبته بدورها تقول بحماس- مبروك يامارو كنت هايل
أبتسم وهو دافع وشـه في رقبتها واصله ريحة عطرها الغريبة، جذابة وجريئة.. ورقيقة ولطيفة
كل شئ فيها عكس بعض، دي بإختصار آن
- مبسوط إنك قدرتي تيجي
بعدت عنه أخيرًا تبصله وهي لسة بين إيديه وبعيون لامعة مبتسمة- أنا من أمتى فوتت ليك ماتش؟
فعلًا.. من أمتى مكانتش معاه؟ رغم إنها كانت جنبه في كل خطوات حياته والعكس، لكن كل مرة بيكون مبسوط بوجودها، وخايف من عدمه
ربتت على دراعه اللي محاوطها مرتين فنزلها قالت وهي بتلف تركب- خلينا نروح نتغدى أكيد جعان وهتموت من الجوع
هز راسه بتأكيد، كملت هي- أنا هسوق شكلك تعبان معترضش كتير ورمالها المفتاح،
ركبوا العربية وبدأت تسوق مـد إيده يشغل أغاني وبدأت تتفاعل معاها بحماس، بصلها هو مبتسم
مهما كان يومه صعب أو متعب، لما بيتجمع معاها بس.. مع أول دقيقة بينسى كل التعب
آن هي سحر.. هي النعمة، اسم على مسمى
بعد شوية..
في مطعم، ظهر نوع من التردد في عيونه وهو بيقول- برضوا لسة مصّرة؟ فكرتك مبقيتيش مهتمة
- أنت عارف من زمان أنا مهتمة قد أية بالفاشون وعايزة أكون موديل، وبابي المرة دي لما فقد الأمل فيا أداني الأوكية، يمكن هي متأخرة شوية لكن هلحق
هخلي آنطي عايدة ' مامته ' تكلم صاحبتها وتتوسطلي
غمزتله بمرح فضحك رغمًا عنه،
بيحب جرائتها، وإنها بتحاول تستغل كل الفرص اللي قدامها، مامته ليها علاقة وثيقة بمصممة أزياء مصرية عالمية، ليها بصمة في عالم الفاشون ولو بدأت آن معاها مشوارها الجديد
هتوصل أسرع من ناس كتير، بصلها بطرف عينيه، يشوف حاجات حافظها
آن بطول متوسط ممشوق، هي تعتبر طويلة لكنها بالنسبة لطوله الفارع قصيرة، ملامحها آسرة وجذابة، عندها كاريزما خاصة، بتلفت الأنتباه وصعب تبعد عينك عنها، عيونها عسلي فاتح، ليها نظرة نعسانة بتخليها مغرية
أنفها حاد.. وشعرها طويل وعسلي، بشرتها قمحاوية تميل للسمرار، السمار الآسر للعيون
محدش يستحق يكون عارض قدها، كما إنه حلمها من زمان
وهو ميسعوش غير إنه يقف مع آن، مسك إيدها يضغط عليها بتشجيع و- أعملي اللي أنتي عايزاه هكون دايمًا معاكي
قربت تبوس خده بدلال و- ودا اللي مستنياه يامارو
*****
بتمر الأيام، بتخوض آن نوع من الأختبارات الخاصة بالرشاقة، وحاجات تانية كتير، لحد ما تقرر ديالا إن آن تنفع وبجدارة إنها تكون وجه جديد لأزياءها الخاصة،
ديالا بتحب كدا، المخاطرة وهتخاطر وتظهر آن للضوء
بيلعب في صوابعها وهو بيقول- المهم إنك مبسوطة؟
هزت راسها بحماس و- أكتر من أي وقت فات يامارو
لكن..
بصت ليه بعيون حزينة- أول عرض ليا هيكون بعد مباراتك بساعة، يعني لا أنا هعرف أحضر مباراتك ولا أنت هتعرف تيجي عرضي يامروان.. أول عرض!
أول مرة حد فيهم يخطو خطوة مهمة، كبيرة.. وتكون من غير حضور التاني
بصلها بزعل وهو مش عارف يعمل أية، حاول يقدم أعتذارات للمدرب، مهموش الأستمرارية، مهمش أي حاجة
لكن المدرب رفض بتاتًا،
- هحاول أكون موجود
عارفة إنه بيكذب، وعارف إنها مش مصدقاه
لكنه بيهاودها..
وجـه يوم العرض..
- أنت معرفتهاش أن الماتش أتقدم ساعة؟
نفى بلا وهو بيبتسم بسعادة، المهم هيكون موجود
قالهم بإقرار- أنا هعترفلها بحبي إنهاردة
خبطوا على كتفه بتشجيع، اول مرة متحضرش ليه مباراة، ومتكونش معاه، ولكنه رغم كدا كان متحمس
لإن بعد الماتش دا حاجات كتير هتتغير
خلص الماتش بفوزهم كالعادة اللي ساهم فيه بشكل كبير، وطلع يجري، مسك علبة خاتم طلعها من تابلوه العريبة في إيده يبصلها بحماس قبل ما يقفلها ويحطها جنبه
وصل لمكان العرض، دخل ولحسن حظه كان لسة هيبتدي
قعد في مكان تقدر تشوفه منه،
وأخيرًا ظهرت آن، ماشية بثقة، ورشاقة، وعيونها قدامها، رغم كدا حست بيه، قدرت تبصله بطرف عينها لمحته وكتمت بسمتها..
لكن زادت لمعة عيونها، لمعة خاصة مش مفهومة
كان جواها تأكيد مليون في المية إنه هيجي، حتى لو هيسيب المبارة، هيضحي بحاجة كبيرة، هيخسر حاجة كبيرة.. كانت واثقة إنه هيجي، هيضحي بأي حاجة لكن مش هيضحي بيها
كان جواها تأكيد إنه هيحضر علشانها أبتسمت لنفسها بنوع من الغرور.. ثقتها كانت في محلها.
وخلص العرض، قدرت تهرب من الصحافيين والكاميرات بصعوبة، وركبت عربيته وهو حريص إنه ميبينش ملامحه، مينفعش في وقت حساس زي دا ليهم يظهروا سـوا
إتنهدت بإرتياح أول ما بعدت عن الأضواء والضجة
- مش دا اللي كنتي ياما بتحلمي بيه؟
- حقيقي، وأنا طايرة من الفرح، لكني أتصدعت
قالتها وهي بتبصله بعيون بريئة مرهقة فأبتسم ليها
قبل ما يقول فجأة من غير تفكير، عارف لو فكر زي كل مرة هيقف ويبعد خطوة
ومبقاش ينفع يصبر أكتر من كدا، حياتهم بتروح لمنحنيات خطرة، وطرقهم ممكن تنقسم في لحظة
لازم يلحق فرصته
- آن.. أنا بحبك
بصتله بدهشـة، كمل يكمل صدمتها- معرفش إن كنتي حاسة ب دا ولا لا بس أنا بحبك بجنون يا آن، مش شايف ولا عايز غيرك، عايز أكمل حياتي معاكي، مش وأنا صديقك.. وأنا حبيبك، أكون جنبك وأنتي ملكي وأحس إنك بتاعتي، مش في لحظة ممكن تبعدي عني..
أتكلم كتير، مرعوب من فكرة إنها في لحظة تروح من إيديه
كلام مطلعش زي ما جهزله، بس.. يفي بالغرض؟
سكت وبصلها، ولأول مرة تلمحه متوتر وقلقان، مستني حاجة هترسمله طريق جاي
لما طال صمتها قال- آن..
وبصتله.. وو..
•تابع الفصل التالي "رواية دعي الحب وشأنه" اضغط على اسم الرواية
