رواية غرام و انتقام الفصل التاسع عشر 19 - بقلم مروة البطراوي

 رواية غرام و انتقام الفصل التاسع عشر 19 - بقلم مروة البطراوي


علمت ملك بعوده هادي الي أسبانيا من المشفي التي يعمل بها و استغربت عدم مجيئه الي المنزل الجديد،هاتفت طبيب من المشفي يسرد لها ما حل مع شريف و من ثم سفر هادي الي مصر و استغرب سؤالها عنه فأخبرته بالكذب أنها انفصلت عنه و أرادت فقط الاطمئنان عليه،ذهبت الي المنزل القديم فوجدته بالفعل دلفت اليه لتجده شاردا لا تعلم ان شعر بوجودها و تجاهلها أم لا،اعتدلت في جلستها و تنحنحت قائله
-حمد الله علي سلامتك،و لو انك مش عايز حد فينا يقولها ليك،ليه يا هادي سافرت من غير ما تقول و رجعت برضه من غير ما تقولو بعدتني عنك؟
وجدته في حاله غير جيده فسألته بتوجس و قلق
-ايه السكوت ده؟ايه اللي حصل لكل ده؟أنا اتصلت بيك كتير قبل ما تسافر علشان أعرفك ان شريف واطي،بس انت مردتش عليا،ايه هتحملني ذنبه؟
هز هادي رأسه بالنفي
-أبدا،انتي معملتيش حاجه،بس انتي عرفتي منين ان شريف واطي،أكيد أمي قالتلك زى ما قالت ليا أو يمكن نهال عرفت و بلغتك،عموما متقلقيش.
شعرت بألمه و كانت متأكده أنها السبب
-أنا أسفه،علي كل دقيقه اتعذبت فيها بسببي،عارفه ان أسفي مش هيصلح الغلط،بس أعمل ايه يا هادي؟حتي العلاج النفسي فشلت فيه،أنا مفيش مني أمل.
أخذت تفرك في يديها لدرجه أنها شعرت ببرودتهم و بدأت الأساله تتدفق منها
-قولي اللي حصل أرجوك،طمني بالله عليك،بلاش تسيبني في الحيرة و القلق دول،انتي عملت في سفيان حاجه صح؟أنا عارفه اني هضيعك.
لا يعلم لما أراد أن يكذب عليها من المؤكد يريد أن يعرف ما هي رده فعلها
-اتخانقنا سوا يا ملك،مقدرتش أستحمل و هو بيقول عليكي ملاك،تعرفي انك كنتي صح؟أنا خنقته بايدي ،و معرفش ان كان عايش و لا ميت.
جحظت بعينيها غير مصدقه لحديثه
-طب ليه؟انت طول عمرك هادي و عندك ثبات انفعالي،لا يمكن أصدق انك تعمل كده،هادي انت بتكذب عليا صح؟قول انك بتكذب،لا يمكن تكون قاتل.
نهض بكل ثبات و أريحيه
-ملك أنا مش عايز وجع دماغ،ميعاد نومي جه ورايا جامعه بكره ،السواق بره هيروحك البيت،بيات هنا ما تحلميش،و لا اشتاقتيلي يا قطه؟
العجيب من ذلك أنه مال عليها و جلس بجانبها
-ملك!انتي اشتاقتيلي؟أنا كمان نفسي فيكي أوى،بطريقه لا تتخيليها،ايه رأيك نقضي اليوم سوا بس بعدها كل واحد يروح لحاله؟أصل أنا تعبت.
هزت رأسها بذهول
-أيوه اشتاقت ليك،بس مش بالشكل اللي في بالك دلوقتي،هادي انت بتعمل كده ليه ؟أنا همشي زى ما طلبت مني،مفيش داعي نقضي ليله.

 
ابتسم هادي بخبث
-انتي زعلانه مني؟حقك عليا،معلش دماغي مش مظبطه من ساعه موضوع شريف،الا قوليلي انتي كنتي حبيتي الواد ده صح؟باين عليكي.
لم تجبه كانت متيبسه تستمع اليها و تتعجب أمره فقط
-طب ممكن تجاوبي علي سؤالي ده و بعدين تسكتي،لأني عاوز أقولك علي حاجه كمان ،أنا عارف انك عمرك ما حسيتي بحبي ليا،ليه أعجبتي بشريف؟
نظرت اليه تريد قول شئ واحد أنه أبله
-طب أنا ممكن أرد علي كل أسالتك دي بس تطلع تاخد شاور الأول و تغسل راسك من الخمرة اللي شربتها قبل ما أجي،سؤال بيلح عليا من امتي و انت بتشربها؟
فرك رأسه من الصداع قائلا
هتفرق كتير معاكي و لا خايفه عليا و لا زعلانه اني شربتها؟عموما شربتها من يوم ما بعتي للقذر الصور بتاعت اولادي،الحقير مش مصدق انهم حقي.
عاهدت فيه الرومانسيه و لكن الأن اقتنص منها قبلتها بشكل شهواني لدرجه أدمت شفتيها ليهمس أمامهم بهمس أشبه بفحيح الأفعي
-أسف اني كنت ديما بخاف عليكي،عمرى ما هعملها تاني،تحبي تفضلي هناك في البيت التاني و لا تكملي و تستحملي قرفي هنا؟لأن خلاص اتغيرت.
ملست علي وجهه بحنان لدرجه استغرابه فقد كان متوقع هروبها
-لسه موجوع مني يا هادي؟طب قولي أعمل ايه علشان أريح قلبك،انت عمرك ما تهون عليا،عارف انت بالنسبه ليا ايه؟هوا بتنفسه ،مكنتش قادرة في بعدك عني.
أزاح يدها من علي وجهه و ضمها الي أحضانه قائلا
-أنا كمان مش قادر أبعد عن حضنك،بلاش تعذبي فيا و تغلطي أكتر من كده،عارفه ان بسببك كنت هبقي قاتل،و لو قتلته مسيرى أقتلك.
هتفت في أحضانه
-أنا عنيده،و مش بسمع الكلام،ممكن تعتبرني بنتك اللي جايه في السكه و تربينا سوا؟أكيد هسخر من نفسي لما أشوف بنتي أحسن مني،بس بلاش تحبها أكتر.
أصمتها بقبلته الرومانسه الهادئه
-هششش،محدش يقدر ياخد مكانك في قلبي يا ملاكي،تعرفي ليه؟لأنك فعلا بنتي من قبلها،عمرى ما حسيت انك مراتي و بس،شفتي أنا بتعذب ازاي؟
هو دائرة الأمان لها و لكن ما يحدث أنها تدخل نطاق دائرة غير أمنه
انتهي اليوم بالنسبه لهما و استيقظ مبكرا للذهاب الي عمله بالمشفي نسي مفاتيحه ليشدد علي رأسه بغيظ فهو بصعوبه جعلها تنام و تهدأ اضطر لرن الجرس،،فاستيقظت بفزع لتنهض و تسير علي قدميها بصعوبه ،فحالتها النفسيه الهشه لم تؤثر علي روحها فقط بل جعلت جسدها قابل للسقوط،وصلت يدها الي مقبض الباب فالمنزل ليس به خدم،فارتعش جسدها و هي تدير مقبض الباب لتفتحه و تجده أمامها يتأسف و يعتذر أنه أيقظها و أقلق منامها

 
-نسيت المفاتيح حقك عليا يا ملك عملتلك ازعاج.
نظرت اليه نظرات مشوشه،و بدت الرؤيه أمامها غير واضحه،لم ترد عليه لشعورها بثقل لسانها و هو لم يدرى بها بل أحس أنها ما زالت حزينه منه،لا يعلم أنها تتحامل علي نفسها فقط كي لا يشعر بما تمر به من انخفاض ضغط الدم،تلك الحاله التي لازمتها منذ منع عنها أي نوع من أنواع الكافيين،و لكن كل محاولتها لاخفاء ذلك بائت بالفشل حين سقطت أمامه أرضها،رفعها بسرعه و قام بقياس الضغط لها ليجده منخفض ،هرع بها الي المشفي ليقوموا بتعليق محاليل الملح و تظبيط الضغط لها،أثناء تواجدها جائتها سيده أجنبيه ثريه تعرفت عليها في غيابه و هي السيده زارا تلك السيده التي كانت تعمل لديها شيرى و اتفقت معها علي دمار سفيان و أخذ أمواله ،لما تعرفت علي ملك؟و ماذا تريد منها؟
الخطأ أن ملك لم تخبره و كيف تخبره و متي و هو ابتعد عنها
-زارا أخبارك ايه؟تعرفي انك وحشتيني،رغم اني لسه شايفاكي أول امبارح،بس حقك عليا كنت تعبانه و مزاجي وحش،بس خلاص هادي رجع..
ابتسمت زارا بضيق
-أنا بخير عزيزتي،المهم أنتي كيف حالك؟أتمني أن تكونين بخير،حذارى من الحب يا ملك،انه كالعلقم،اذا أراد تركك اتركيه و لكن مفلسا.
هزت ملك رأسها برفض
-الحمد لله هادي مش زى أي راجل،هو بيحبني أوى،هو بس مش عايزاني أنبش في الماضي،حابب يحل المشاكل بنفسه و بيبعد عني كنوع من العقاب.
وضعت زارا يدها علي رأس ملك بخفه
-اتركيه ملك و تعالي لتعيشي معي،سوف أوفر لك كل أساليب الراحه،هادي ليس له أمان،أنا سألت عنه كبير الأطباء هنا،قال نه تعرض لشخص بالضرب.
علمت ملك من هو الشخص
-بتقولي ايه يا زارا،عارفه كان واحشني قد ايه و هو بعيد عني،انتم الأجانب مش هتحسوا بينا كمصريين،عارفه حبي واحد مصرى و شوفي.
شعرت زار أن الأرض تدور بها
-ماذا ملك ،ما الذي حدث لك،منذ ثلاثه أيام كنتي تلعنين هادي و تقولين في أقرب فرصه ستنفصلي عنه و تعملي و تجدين فرصه لحياتك .
ردت عليها ملك بتعب
-هادي رجل أصيل تحمل مني الكثير و لن أتركه أبدا،كانت مجرد زوبعه فنجان سقطت من بين طيات لساني في لحظة غضب،زارا لا تذكريني،و لكن عندما ذهبت اليه انتهي كل شئ.
نظرت اليها زارا بصدمه
-ذهبتي اليه؟أين كرامتك و هو من قام بتركك،لم أعلم أنكي من النوع المتساهل،لما تفرطين في حقك،أكل هذا من أجل النوم معه ،تضاحك عليكي؟
أومأت ملك برأسها لتصرخ زارا
-يا ملك لما لم تهاتفيني بالأول و تستشيريني في هذا الأمر،فأنا صاحبه خبرة،من قال لك أني لم أعاشر المصرى،عاشرت و قد يكون هادي ممن عاشرتهم.

 
اعتلت الصدمه وجه ملك لتهتف زارا بخبث
-انهضي لتهربي معي من هذه المشفي و سوف أتي بالطبيب اليكي في منزلي،و لم يعلم مكانك بعد الأن،أنتي تستحقين حياة أفضل من ذلك.
توجهت زارا الي باب الغرفه و توقعت أن ملك خلفها و لكنها لم تشعر بها فالتفتت قائله
-ملك هل صار معكي شئ لم تعدي قادرة علي أن تنهضي،هل تودي أن أحملك علي الكرسي المتحرك؟و لكن أين هو؟الوغد لم يضعه بغرفتك.
هزت ملك رأسها بكبرياء
-أهو هنا بس في الحمام لما بعوز أدخل الحمام هادي بيشيلني علي كتفه و مش بيسمح لممرضه انها تلمس جسمي و لا تمسحه تفتكرى كده يبقي وغد؟
سخرت زارا منها
-ما هذا الهراء الذي تتفوهين به عزيزتي،هذا لم يكفي ،ذات مرة بوحتي لي أنه قام بصفعك ،فضلا عما سمعته عنه في هذه المشفي،أرجوكي.
أجابتها ملك باستعلاء
-طب لو عايزاني أعيش معاكي بلغي هادي،امبارح قالي انه مستغني عني و مستعد يفرط فيا،مع اني متأكده انه بيموت فيا،بلاش كده يا زارا.
لا تعلم ملك لما شعرت بالقلق تجاه زارا ضغطت علي زر بجوار فراشها و زارا شارده ليأتيها هادي فورا
-أيوه يا ملك،خير فيكي حاجه ،مش تقولي ان في عندك ضيوف،أهلا و سهلا بك،أنا هادي الوزير زوج ملك،هل من الممكن التعرف عليكي؟
ابتسمت زارا بخبث
-لا أنا لست ضيفه ملك بل أنا صديقتها منذ أن وطأت قدميها أسبانيا،كانت تعالجني من مرضي،أنا السيده زارا،ملك تحبني كثيرا و أنا أيضا. فهي تذكرني بمساعدتي شيرى زوجه خنيدرس حاليا.
ترك هادي المستند الذي يخص حالة ملك و أخذ يتفحص زارا
-بتقولي مين؟واحده زيك و في مركزك و وضعك جايه لملك المستشفي،طب ازاي،و بتقولي انها زى مساعدتك و لما بتطلبيها بتجيلك حالا ده انتي في المانيا ايه اللي جابك اسبانيا للدرجه دى احنا مهمبن؟؟؟،تمام وصلت و شكرا انك عرفتيني بنفسك،ياريت تقطعي علاقتك بملك فورا.
ابتسمت بسخريه و نظراتها تحمل الوعيد لينظر هو الي ملك الخائفه بسبب حديث زارا الكاذب
-هي في أوضتك هنا من امتي؟و ازاي يا ملك بتشرفي علي علاج واحده زى دي من غير ما أعرف؟للدرجه دي مفكراني مقطف؟انتي هتجننيني؟
ارتجفت ملك و عينيها بدأت أن تغرب قليلا
-ملك!ايه اللي حصل؟انتي كويسه؟فوقي يا ملك صدقيني اللي بتعمليه ده مش هصدقه، انتي عارفه دي مين؟دي اللي كانت بتنام مع سفيان.
حاولت أن تطمأنه
-اهدي يا هادي أنا كويسه و مش بمثل عليك،دي كدابه أنا عمرى ما روحت ليها البيت و لا ساعدتها،أنا اتعرفت عليها و انت مسافر،قالولي حاله طالباكي بالاسم.

 
ابتلع هادي ريقه و نظر نحو زارا متسائلا
-ايه اللي جابك هنا؟مراتي خط أحمر،مش هسمح لا ليكي و لا له تقربوا سم واحد،لو عايزه حقك فانتي أخدتيه منه تالت و متلت أنا مش ملزوم بالباقي.
ابتسمت زارا بخبث
-لا تؤاخذني عزيزى هادي،أنا و أنت خرجنا من عنق الزجاجه، و كان علينا أن نكمل سويا،و لكنك أخنقتني بردك و رفضك لي،رغم أنني أمتلك مقاومات.
نظر اليها بتعجب و هو يرفع حاجبيه
-نعم!نكمل سوا؟طبعا لازم أرفضك،و بعدين معنديش أدني علم انك طلبتي مني ده،هو انتي أصلك شوفتيني؟التواصل كان عن طريق شيرى.
ثم استطرد و هو ينظر الي ملك
-انت ازاي تأمني تصاحبي واحده متعرفيش عنها حاجه؟لا و كمان كنتي بتزوريها من ورايا و بتعالجيها من ايه ان شاء الله من فراق الأحبه؟انتي نفسك تجنيني صح؟
هزت ملك رأسها بنفي فهي لم تذهب اليها
-أنا مظلومه و الله،أنا لسه عارفاها من تاني يوم غيابك،ادارة المستشفي اتصلت بيا و قالولي طالباكي بالاسم شرطت انها تجيلي البيت و كله قدام ماما غاليه.
دلف في هذه اللحظة الطبييب المشرف علي حالة ملك ليرحب بالسيده زارا
-يبدو أن يدك أصبحت بخير سيدتي زارا،نشكر الله ثم الدكتور ملك،اذن بالها من خسارة كبيرة لي ققد انتهت رحلة علاجك و ستعودين الي المانيا سنشتاق الي سيدة جميله ورائعه مثلك ... انتي كيف حالك الأن يا ملك،أتمني أن تكوني انتي و أطفالك بخير،و شكرا علي قبول طلب معالجه السيده زارا.فهي شخص عزيز علي و والدها أيضا من الاصدقاء المقربين
اصطحب الطبيب السيده زارا الي مكتبه و كأنه كان يغير عليها من هادى الذى كان ينظر لها نظرات يريد الفتك بها و لكن الطبيب فهمها بالخطأ بينما نهضت ملك
-هادي أنا مظلومه المرة دي و هي لعبت بيا،بس انت ديما مش عايز تشوفني علي حق،عارف ليه؟لأنك مريض بداء الشك،مع انك مذنب قدامي
صفعها علي وجهها و كسي الغضب وجهه
-انتي ما صدقتي و كمان بتصرخي انا ساكت ليكي من زمان و متحمل اخطائك و انتي بتتمادي،الطبيعي انه يتشك فيكي بعد رسايلك لسفيان.لا و هي جت مخصوص من ألمانيا بحجه العلاج و كله بعد موضوع الصور
العشق معضله،و مأساه كبيرة،و فن ان كان في الوقت المناسب و المكان المناسب،و هو أيضا معامله و ينبغي أن تكون جيده،فهو اختيار أنت مجبر عليه في حياتك و لا تستطيع انكار ذلك،اذن العشق مشكله حياة من الممكن اعتراضك عليهاو لكن معني اعتراضك هو أنك لم يعجبك العشق يوما ما،القرار بيدك اما أن تمتنع عن العشق، أو تستسلم لدروبه و تقبل به كما هو،حقا انها معادله صعبه،لأن العشق لا يوجد به ضمانات كافيه و لا ميثاقات و لاعهود،فقط هو عده محاولات قد تكون ناجحه أو فاشله لا بأس يا عزيزى،فهذا هو العشق ،مفهوم بسيط لما أراد عبور سقينته

 
قررت ملك أن تسرد له الأمر برمته فهي تعرفت علي زارا في حادث اصطدام و لكن بدون أن تتحدث معها،كعادتها كل يوم ذهبت لعملها في موعدها بالظبط فملك منظبطه في مواعيدها و كل ما يخص عملها كما علمها هادي،و لكنها كانت لا تستطيع التركيز منذ الصباح،فهي لا تنام جيدا هذه الأيام و خاصه ليلة أمس فبعد العشاء الرومانسي مع هادي قضيا معا ليلة حافله علي أنغام الموسيقي و الشموع حتي ساعات الصباح احتفالا بحملها،كانت تتحدث عن هذا اليوم أنه بداية معرفتها بزارا و هي تتعالي شهقاتها ليقاطعها بحده
-متكمليش،انتي ايه يا شيخه؟من شويه كنتي بتكذبي و تقولي انك أول مرة تشوفيها من لحظة ما اختفيت،دلوقتي هتحكيلي حكايه و تفكريني بيوم حلو علشان أسامحك؟أنا هسيبك هنا و مش هسأل عنك تاني و حذارى تغلطي.الغلطه المرة الجايه هسيبك و هاخد الاولاد و ههاجر المانيا اتجوزها .
أخبر والدته بما حدث اندهشت كثيرا فهي جلست معها في المرات اللي جائت زارا للمنزل و أكدت له أن أول تعارف بينهم عندما جائت ،ذهبت غاليه لتزور ملك و لاحظت شحوبها
-ملك انتي كويسه يا بنتي؟قومي يا حبيبتي خدي دواكي و افطرى و صلي،و ادعي ان ما يحصلش معاكي حاجه جديده تعكنن عليكي تاني.
نظرت اليها ملك بحزن
-دماغي يا ماما غاليه من امبارح مش بنام،نفسي أشرب قهوة بس عارفه انه ممنوع،مش راضي يصدقني و لا يسمعني،مش قدامك كان طلب الدكتور؟
ربتت غاليه علي رأس ملك
-هطلب ليكي قهوة باللبن بس لازم تفطرى الأول،انتي بتاكلي لتلاته،و ملكيش دعوة بموضوع زارا ده أنا هتصرف،كان لازم تقولي انك شفتيها قبل كده؟
قبلت جبينها قائله
-أكيد دي اللي كنتي هتخبطيها بعربيتك يومها،معلش هو هيسمعك و هيصدقك،بس هو مش متقبل انك تعرفي زارا،عارفه دي مين؟دي كانت عشيقه سفيان هنا.
أغمضت ملك عينيها
-المشكله ان أنا ديما اللي بطلع غلطانه،حرفيا مش عارفه المصايب ملاحقاني كده ليه،تفتكرى ان ده ذنب الانتقام و طلع عليا؟بس ده حقي يا أمي.
هزت غاليه رأسها بيأس
-الحق لما بيجي ميعاده بيتاخد،ان شاء الله هادي ربنا هيهديه و هيفهم كويس و يا ستي صالحيه ما هو يا ما سايس ودادي و حايل فيكي،أنا بتكلم بصفتي أمك.
شردت ملك في الفراغ قائله
-طب تفتكرى اللي اسمها زارا دي عايزة منه أو مني ايه؟أنا هتجنن،دي معندهاش دم كانت عايزاه بدل سفيان،تفتكرى هو ممكن يرضي؟
ضحكت غاليه قائله
-و أفتكر ليه و انتي تفكرى ليه،بقولك ايه بلاش وجع دماغ،العيال اللي في بطنك دول ذنبهم ايه؟فكرى معايا نجيبه هنا ازاي،و قومي اغسلي وشك.
باتت ليلتها بالمشفي و من شده الألم الذي اجتاحها هذه الليله شعرت أنها ستموت و اكتمل يقينها عندما فتحت عينيها علي ضوء الشمس لتشعر أنه ليس ساطع كعادته بل باهت و كأنه اجتاح غرفه المشفي الموجوده بهاـليتأكد يقينها أن أيامها اقتربت،و لكنها قررت أن تحصل علي تأكيد من هادي بمسامحتها و وعد بقول كل شئ حسن عنها لأولادها حركت عنقها بتروى،لكن الألم في جنباتها يصارعها،لتجد نفسها تنحدر نحو غيبوبه و كأنها الأخيرة التي لم تستفيق منها،خارت قواها لم يتبق من قوتها سوى لسانها الثقيل و هي تنادي والده زوجها
-ماما غاليه،ماما غاليه. عرض أقل

•تابع الفصل التالي "رواية غرام و انتقام" اضغط على اسم الرواية

تعليقات