رواية غرام و انتقام الفصل السابع عشر 17 - بقلم مروة البطراوي
❤️الفصل الثامن عشر❤️
كل يوم يأتي الي منزله مساء للاطمئنان عليها من والدته
-ملك أكلت يا ماما و أخدت دواها؟أنا عارف انها بتغلبك،بس معلش استحمليها،أنا مقدرش أحطها في مستشفي علشان مش ضامن سفيان.
هزت غاليه رأسها
-أيوه يا ابني،بس ليه خايف عليها منه؟ما هو أكيد دلوقتي واصل ليه ان حملها ده تمثليه،الخوف من هنا ،حد يوصل و يعرف انها لسه حامل.
تنهد هادي
-طب بقولك ايه اطلعي شوفيها كده لو فعلا وضعها محتاج مستشفي أنقلها،أنا مش عايز أطلع ليها لأني عارف انها هتفكر انه علشان الأولاد.
أذعنت غاليه لطلبه و صعدت اليها،وجدتها نائمه توجهت نحوها تضع يدها علي جبينها لتجدها ساخنه و متعرقه ،هزتها قليلا وجدتها لم تتحرك فصرخت الي أن أتي هادي و من ثم نظر اليها بقلق
-ملك،ملك ردي عليا،لا يا ملك لا مش ممكن تكوني في نفسك حاجه،ماما هي ملك مش بتاخد دواها؟هاتيلي مياه بسرعه لو سمحتي.
💗💗💗💗💗💗💗 #غرام_وانتقام بقلمي #مروه_البطراوى
حاول أن يسقيها الماء و لكن دون جدوى فحملها و هبط بها الي الأسفل و من ثم أوضعها في السيارة و ذهب بها الي المشفي التي كانت بها،كاد قلبه أن يتوقف من قلقه عليها،أدخلها غرفه الاستقبال ليخرج الطبيب المعالج لها قائلا
-أخبرتك كثيرا أن التقليل من شرب الماء سوف يؤدي الي ضمور للكلي،أخبرتك أيضا أن ممنوع ابعادها عن المشفي لأنه هناك محاليل لا بد أن تعلق.
رد عليه هادي باجهاد
-حاولت قدر الامكان أنا أتابع حالتها بنفسي،و لكن يبدو أن معك كل الحق،سأبيقها هنا و لكن سأضع حارسان علي الباب أنا لدي قلق من شئ ما.
عقد الطبيب ما بين حاجبيه
-يبدو أن أمر ابقائها هنا به صعوبه،لدي شئ أخر عليه أن أخبرك به،الدكتورة ملك الأمور النفسيه لديها ليست علي ما يرام،أرجو أن تتعامل بحذر و تتابع مع أخصائى نفسي.
دلف هادي اليها وجدها نائمه،ظل باقيا بجوارها طوال الليل لم يهدأ له جفن الا و يطمئن عليها و مع نسمات الصباح الباكر بدأت تستعيد وعيها ،و تنظر اليه بعينيها لتجده حزين-
-انتي ليه عملتي في نفسك و فيا كده يا ملك؟ليه تخليني أقسي عليكي؟و انتي عارفه اني بحبك،طب بلاش ده ليه تهملي في نفسك؟بتعاقبيني؟
لم ترد عليه ليقترب منها و هو تتساقط دموعه قائلا
-لما تولدي أنا هسيب ليكي الخيار،اما نكمل سوا مع أولادنا و هو لازم يعرف انهم أولادي مش اولاده،يا اما هطلقك و أبعد عنك،بس لو هتكملي انتقامك هاخد اولادي.
كان يتحدث و هو يحترق من الداخل و لم يستطع التحكم في نفسه،لتجذبه ملك و تدخله في أحضانها في محاولة منها لازاله حزنه فهمست في أذنه
-انت بتقول ايه يا هادي،أسيبك ازاي و لا أسيب عيالي،أنا ما صدقت ان ربنا عوضني بيك و بيهم،سامحني أول و أخر مرة،الشيطان لعب بي.
كاد أن يخرج من أحضانها و لكنها تمسكت به جيدا و شددت من ضمها له.
ويتحقق سريعا المثل الشعبي مراة الحي عمياء،تجعله يفقد الاختيار بين قلبه و عقله فالعشق يتحكم في الاثنان و يطغي بسحره و جاذبيته،خاصه في حالته،منذ رؤيته لها أول مرة في الجامعه التي انتدب لها و قام بكافة المستحيلات لكي يبقي في هذه الجامعه فقط،صدفه جمعت بين مدرس و تلميذه،رأي أمامه فتاه أفقدته توازنه في لحظه،و في نفسه اللحظة نظراتها جعلته يمتلك العالم أجمع من فرط سعادته أنه وجد أخيرا المواصفات التي يحلم بها ،هو رجل يبحث عن الجمال مثل غيره،فوجد بها خصلات ذهبيه اللون ووجه مستدير وجسد ممشوق بقامه متوسطه و عيون بلون العسل المصفي،هكذا هو الجمال الذي تمناه،تمني أيضا الشخصيه الجاده و وجدها بها و علم أن بها القدر الأجمل من النعومه و لكن ان استخدمته ستستخدمه في الوقت المناسب و المكان المناسب،عشقها كان معادله صعبه و ازدادت تعقيدا بموضوع تؤامها،قرر في لحظة أن تكون له مهما كلفه ذلك،مهمه ترويضها الأن مجهده للغايه و هو لم يعتاد الفشل في حياته أبدا.
أسكنته في أحضانها قائله
-أرجوك يا هادي بلاش تسيبني،أنا عمرى ما أقدر أستغني عنك،طول عمرى بستني لحظة ارتباطي بيك و حملي منك ،سامحني علي تهورى.
وضع قبلة علي جبينها
-نامي دلوقتي يا ملك،انتي تعبتي اليومين اللي فاتوا،حقك عليا،بعد ما تفوقي هنقعد و نتكلم و نتعاتب و نتصالح،احنا ملناش غير بعض و اولادنا.
تركها لتنام و ذهب هو لعمله و من ثم عاد حاملا كوب من القهوة التي ما ان اشتمت رائحتها حتي فتحت عينيها علي مصرعيها تود ارتشافها
-صحيتي أول ما شميتي ريحتها؟أسف يا ملوكتي انتي ممنوعه من الكوفي علشان الكلي و الترسبات اللي عليها،و متحاوليش تعيطي علشان شفطه.
لوت ثغرها قائله
-كنت كل يوم و أنا محبوسه بقوم و ماما غاليه بتصلي الفجر أعملها بسرعه و أشربها علي شفطه واحده أه ما كنتش بستمتع بيها بس بتعدل دماغي.
اقترب هادي منها
-علي فكرة ده اللي تعبك امبارح،مش موضوع قلة شرب مياه أو دوا مش في مواعيده،و لا نفسي زى ما الدكتور قاله،عموما ده له حساب تاني.
أخذ هادي يقرب من أنفها القهوة و يبعدها و هو يحدثها الي أن هتفت
-طب مش انت مش عايزني أشربها بتقربها مني ليه؟علي فكرة ده حرام و حد منهم هيطلع ليه وحمة قهوة،و أكيد حد منهم هيبقي عصبي .
ابتسم بخبث
-ان كان علي العصبي اللي هيبقي فيهم و ماله ما أنا متعود يا ترى البنت و لا الولد،شكلها هتبقي البنت ،يعني مش كفايه أمها لا كمان ده أنا ربنا بيحبني أوى.
زمت ملك شفتيها قائله بسخريه
-للدرجه دي خايف لا تطلع البنت عصبيه،مش أحسن ما تكون هاديه يا هادي،صحيح انت اسم علي مسمي،الظاهر ماما غاليه كانت ذو نظرة مستقبليه.
انتهي من شرب قهوته ثم نحي الفنجال جانبا ليميل عليها يلمس علي شعرها
-كل حاجه منك حلوة يا ملك،خصوصا اولادي اللي في بطنك،ياااه منتظر خروجهم بفارغ الصبر حاسس انه هيبقوا حاجه قمر زيك كده.
أمسكت بيده
-هادي،أنا هسيبك انت تسمي الولد،أنا مليش في الصبيان،البنت دي بتاعتي بقي،نفسي تطلع شبه ملاك عارفه انه شبهي كمان عايزة اسمها ملاك.
جحظ هادي بعينيه
-نعععم بتقولي ايه ،الشبه ده حاجه من عند ربنا،بس ليه أمنيتك دي،و ليه عايزة تسميها ملاك،انتي لسه في نيتك تعملي مصيبه تاني؟لا يا ملك.
هزت ملك رأسها
-أنا اسفه يا هادي و الله ما قصدي حاجه من اللي انت بتقول عليها دي،أنا بس حابه أستعيد ذكرياتي مع ملاك و اسمها بس لو مش حابب براحتك.
ابتسم لها ابتسامه خفيفه
-خلاص يا ملك،ما تعيطيش أنا كمان مكنش قصدي بس موضوع الشبه و الاسم استفزني شويه،أنا هروح أكمل شغلي لو احتاجتي حاجه اتصلي عليا.
جلست ملك علي الفراش تتأكل من الغيظ من رفضه لاسم شقيقتها.
بعد خروجه من عندها هاتف الطبيب النفسي يستفسر منه عن كيفيه التعامل معها في الفترة المقبله يسأله الطبيب عن حالتها الأن،أدبر علي الاجابه و لكنه عاد ليفلت لسانه بما حدث منذ لحظة ارسالها لصور أطفالهم و تحاشي أن يسرد رده فعله لأنه يعلم أنها خاطئه،و لكنه ذكر بعضا منها،الا أن سقط لسانه برمته و قال كل شئ،و كان يمتلك الثبات الكامل و هو يقص ألمه للطبيب كأنه يريد أن يتعافي من تلك الذكرى خاصه عندما طلبت تسميه ابنتهم علي اسمه شقيقتها المتوفاه،انتهي حديثه
-أنا لسه خارج من عندها مقسوم نصين.
التزم الطبيب الصمت فقط يريد الاستماع اليه،بينما بدأ هادي بالبوح بما يكنه،بادئا من الظلم الذي علي عاتقه منذ معرفه تلك العلاقه المظلمه بين سفيان و ملاك
-نص بيقولي اني لازم أخد حق أختها و أتغدي بيه قبل ما يتعشي بينا،و النص التاني مش قادر ينفذ كل اللي عايزة النص الأول ،أنا أجهدت .
استمع الطبيب لكل شئ و أمره ان يبتعد عنها هذه الفترة حتي لا يكون مصدر سلبي عليها في أي مناقشه،بالفعل ابتعد عنها ،كان يباشر حالتها من بعيد.
كان يتابع حالتها طبيب مصرى الجنسيه و مستجد مما أثار قلق هادي فذات يوم
-انت دكتورة جميله جدا،سمعت عن حضرتك أول ما جيت هنا،هتغيرى رأيي في الدكاترة و هتخليني أرتبط بدكتورة بس تكون مصريه وحلوة.
تعالت ضحكات ملك
-يا سيدي،و الله أنا اصحابي الدكاترة كتير،انزل انت بس معانا و أنا هوفقك مع واحده منهم وتاخدها و تطير،أهو أرتاح من قرهم علي الوسيم بتاعي.
هاتف والدته لتأتي
-أمي محتاجك الليله دي معانا في المستشفي هجهزلك أوضه جوه أوضة ملك ،قلبي مش مطمن في دكتور جه جديد مصرى و متابع حالتها.
قلقت غاليه هي الأخرى علي ملك و لم تتردد لحظة فذهبت اليهم علي الفور،كانت ملك شارده في حديث الطبيب المصرى خاصه عندما أخبرها أنه كان بالجامعه معها و كان يكبرها بخمس سنوات و لكنها لا تعرفه أفاقت علي صوت غاليه و هي تحضنها فبكت ملك لأنها لا تراها و لا ترى هادي و بينما هي تبكي لابتعاده عنها دلف اليها
-حمد الله علي سلامتك،انا قلت أسمع كلام الدكاترة و أبعد لأني مدلعك زياده و مبترضيش تاخدى لا الدوا و لا المحاليل بتاعتك سامحيني يا ملاكي.
استدارت بوجهها الي الجانب الأخر قائله
-الله يسلمك طبعا انت ما صدقت و علي ايه بقي احنا حتي في بيتنا كنت نايم في أوضه و أنا في اوضه زى ما يكون أجانب أنا اشتاقت لمصر.
شرد في حديثها عن مصر و علم جيدا مدي اشتياقها و السبب الطبيب المصرى اندهشت ملك من صمته و رفعت حاجبيها قائله
-علي فكرة أنا بكلمك،و كمان مش همنعك تسمي اولادك زى ما انت عايز،ده كان مجرد طلب،بس مش يخليك تبعد عني أسبوع بحاله،ما قلقتش عليا.
نظر اليه بشوق قائلا
-يعني مش زعلانه مني؟عموما أنا جاي أبشرك هتباتي الليله دي بس هنا و بكره هيكتبوا ليكي علي خروج و هنرجع بيتنا و مش هبقي في أوضه و انتي في أوضه.
اندهشت ملك و قفزت من فرحتها
-لا بتهزر أخيرا هسيب السرير و الأوضه دي ده أنا زهقت ،دي و لا السجن،بس تعرف ربنا عالم بحالي بعتولي دكتور مصرى تلاقيك عارف.
هز رأسه ليخبرها بمعرفته بينما غاليه كانت تنظر له بقلق فهي أيقنت الأن أن هذا الطبيب مصدر قلق و عليهم ابعاد ملك عنه.
🌸🌸🌸🌸🌸🌸🌸 #موكا_سحر_الروايات رواية #غرام_وانتقام
عادت ملك الي منزلها و هادي لم يتركها لدرجه أنه صعد بها الي غرفتها حاملا لها و من ثم دلفوا سويا و أغلق الباب من خلفه قائلا
-كنتي بتقولي اننا شبه الأجانب و كل واحد مننا في أوضه أنا بقي من دلوقتي هفرجك شغل المصريين علي أصوله،الحمد لله اطمنا علي وضع الدكاترة.
ارتبكت ملك في الحديث
-أخدت اذن البروفيسير الأول و لا لا؟و بعدين يا هادي ما انت طول عمرك هادي،هتبقي مصدر ازعاج لأولادك علي أخر كام شهر؟ده انت معملتهاش في الأول.
تعالت ضحكات هادي قائلا
-طبعا أخد اذن الدكاترة كلهم،وبعدين انتي عبيطه يا دكتورة ما أنا دكتور و فاهم حالتك،الشهور الأولي دي استفرار،أما دلوقتي تسهيل وضع.
أخذت تنظر اليه و تتأمل ضحكاته
-ها ايه تاني؟تحبي أنزل أخد تصريح من الست الوالده؟و لا أنزل قصيده في الجريده الفرنسيه؟مشتاق و عندي لوعه اسمها ملك،هي مش ملك دي مجنونه.
أوقفته ملك و هي تضحك
-لا خلاص يا عم انت هتعيط،مكنتش أعرف انك مشتاق أوى كده،كنت بقولك في المستشفي كده بختبر بس انت لسه بتحبني و لا لا،يالا تصبح علي خير.
جذبها من خصرها يهمس في أذنها
-ملك،انا مش بهزر،انتي مش مشتاقه ليا زى ما أنا مشتاق؟وحشاااني جدا يا ملك،تعالي ننسي كل همومنا سوا،و نبقي ملك و هادي بس،كيان واحد.
تعالت دقات قلبها
-هااا،و لا أنا كمان كنت بهزر معاكي،أنا مشتاقه ليك زىك و أكتر كمان،و عايزة أنسي أنا مين أصلا،بحبك يا هادي،صدق اللي سماك كده.
قبلها بصدق
-و أنا كمان،بخاف لحد يحبك أكتر مني،بغير عليكي حتي من أختك اللي يرحمها،نفسي الحب اللي جواكي ليها يبقي ليا أنا و بس،ملك انتي ملكي .
بالرغم من قربه منها الا أنها شعرت بالبعد فالتصقت به
-بجد أنا ملكك؟طب و لما أكون ملكك،تبعد عني لدرجه اني حسيت اني مهمشه أنا كنت بتقطع و انت بعيد،أنا عمرى ما حبيت حد زى ما حبيتك.
طوقها بذراعيه
-صدقيني غصبن عني،كده بتعب زى ما انتي تعبانه،بس خايف أدخلك و أخسرك في لحظة نقاش،احنا عاملين زى المياه و النار،نفسي أرضيكي.
خرجت من بين أحضانه
-ترضيني!أكتر من كده؟طب أقولك أنا ايه بقي،أنا بدأت أحس اني مصيبه و خميرة عكننه علي دماغك،بحاول اني أسعدك بس ازاي مش عارفه.
اقترب من شفتيها و قبلها برقه
-عايزة تعرفي ازاي؟كده أهو سهله أهي،أنا عايز ملك الملاك البرئ اللي مش شايل في قلبه أي ذرة كره لحد حتي لو كان ظالم ليكي و أنا الباقي عليا.
لم ترد عليه خضوعها اليه كان بمثابه الرد المحبب لديه.حملها بين ذراعيه و أودعها في فراشهم و مال عليها لينهل من بحرها قطرة تروي ظماء فراقهم
اروع ما في حبنا أنه ليس له عقل ولا منطق اجمل ما في حبنا أنه يمشي على الماء ولا يغرق. - نزار قباني - هذا هو حب الشاعر و الذي يتماشي مع حب هادي لملك،و لكن ماذا عن ملك؟
أخر شهر بالحمل،كانت تنتظر هذا الشهر بفارغ الصبر لأنه بدايه حلاوة حياتها معه ،دائما الحياة تحلو معه فهو متفرغ لها تماما،ينتظر وقت خروج أطفاله الي الحياه،رغم أنها تمنت أن يأتي هذا اليوم و شقيقتها معها حتي تتمتع بصحبتها و القيام بتربيه الأطفال سويا،و لكنه كان حلما فقط فالأمر اختلف الأن.
كانت تجلس أمامها غاليه تراقب هادي الذي قام بترتيب غرفه أطفاله، و يريد تحديد موعد ولادتهم،و الطبيب يماطل كالعاده يريد استقرار وضعها الصحي أولا،و كالعاده هو غاضب من شرودها المتكرر،يعتبره مبالغه منها في الانشغال عنه،أما عنها فهي ما زالت ضائعه بين قلبها و عقلها، و لا تعرف أيهما ترضي،
تبادلت مع غاليه النظرات الحنونه لتمطر السماء فجأه و تتذكر نصفها الأخر و هي تركض عند هطول الأمطار حتي تغسل قلبها من الهموم . عرض أقل
•تابع الفصل التالي "رواية غرام و انتقام" اضغط على اسم الرواية