رواية ليل و لعنة الزمن الفصل السادس عشر 16 - بقلم فريدة عبدالرحمن

 

 رواية ليل و لعنة الزمن الفصل السادس عشر 16 - بقلم فريدة عبدالرحمن

قبل الحكايات… قبل حتى ما يتخلق النور، كان في همس خفي جوه الظلام.
من بين الضباب الأسود اتولدت قوة غريبة، قوة مالهاش اسم… لكنها كانت عارفة إنها الأقدم، والأقوى.
الملكة السوداء.
هي ما كانتش مجرد ملكة، كانت الظلام نفسه…
علمت ملك الظلام السحر، وزرعت جواه الحقد عشان يدمّر كل نور.
لكنها فضلت مخبّية، بتراقب من بعيد… لحد ما ظهر "باب الدم" من جديد.
---
رجوع للحاضر – القصر
ليل نايمة على السرير، والظلام بره تقيل كأنه بيراقبها.
أويس قاعد جنبها، مش قادر يبعد عينه عنها، ماسك إيدها، وإبهامه بيرسم دايرة صغيرة على كفها.
أويس بهمس:
– جود… لو في أي حاجة بتضايقك حتى في الحلم، أنا هنا.
لكن وشها بدأ يتغيّر، ملامحها بقت مش طبيعية، كأنها بتتألم.
دمعة نزلت على خدها.
---
جوا الحلم
ليل ماشية في ممر طويل من مرايات، بس كل مراية مش بترجع صورتها، بترجع صور من الماضي… صور من الظلام.
وفجأة، الملكة السوداء ظهرت قدامها، فستانها الأحمر الملكي بيبرق، وعينيها الحمرا زي النار:
– من الأزل وأنا موجودة…
وأنتِ يا جود… جزء مني.
ليل صرخت:
– أنا مش منك! أنا مش هبقى ليكي!
---
في القصر – أويس حس بيها
أويس وقف فجأة، قلبه بيدق بسرعة:
– في حاجة غلط…
هزّ إيدها:
– جود… فوقي!
الباب اتفتح مرة واحدة، زمردة دخلت من غير ما تخبط:
– أويس!
وراها كان ريان بيجري، منهج:
– في إيه يا زمردة؟ بتجري كده ليه؟
زمردة:
– في كارثة يا ريان! الملكة السوداء ظهرت في الحلم… ده معناها إنها بقت أقرب!
ليل بتترعش جامد، كأن جسمها مش قادر يستحمل.
وشها بدأ يلمع عرق، أنفاسها سريعة، وصوتها بيطلع متقطع، كأنها بتصارع حد مش موجود.
أويس بخوف شديد، بيهزها بلطف:
– ليل! ليل قومي يا جود!
– اسمعيني يا حبيبتي، أنا هنا!
ريان دخل بسرعة، وشاف الموقف:
– إيه اللي بيحصل هنا؟!
أويس بنبرة توتر وقلق:
– مش عارف، هي بتترعش كأن حد مسكها!
زمردة قربت من ليل، حطت إيدها على جبينها، وشها اتجمد:
– ده مش عادي… الملكة السوداء بتحاول تدخل دماغها!
ليل فجأة صرخت بصوت عالي:
– سيبونييييييييييييييييي!!!
الجميع اتخض، وأويس ضمها بسرعة، صوته بيرتعش:
– أنا هنا يا جود، فوقي! اسمعيني، أنا مش هسيبك!
زمردة بصوت قوي:
– أويس، شدّ عليها، لازم تحس بحبك ونورك عشان تتغلب على الظلام اللي جوه الحلم!
أويس حضن ليل بقوة، صوته مليان رجاء وخوف:
– بالله يا ليل… متسيبيش نفسك ليها! قومي يا جود… قومي!
– أنا هنا… ومش هسيبك.
ريان مسك إيد ليل التانية، صوته متوتر لكن ثابت:
– ليل! قومي… مش هنقدر نخسرك. قومي! إحنا محتاجينك!
ليل بين إيديهم كانت بتترعش أكتر، وعرقها بينزل بغزارة.
فجأة، وشها اتجمد، عينيها فتحت… بس مش عينيها!
اللون فيها بقى أحمر غامق، ولمعتها باردة.
بصوت غريب، صوت مش صوتها، قالت:
– مهما حضنتوها… هي ملكي.
– جود… هتيجي لي، عاجلًا أو آجلًا.
---
زمردة صرخت بخوف:
– دي الملكة السوداء! سيطرت على ليل!
أويس صرخ بغضب:
– لاااا! دي مش ليكي! دي بتاعتي أنا…
وبص في عينين ليل:
– جود… اسمعيني، أنا أويس. أنا اللي وعدتك تحمينيكِ… فاكرة؟
دمعة نزلت من عين ليل رغم إنها تحت سيطرة الملكة، والملكـة فجأة صرخت من جوهها:
– لااااااااااااا!!!
ريان بسرعة:
– كمل كلامك يا أويس! هي سامعاك!
أويس قرب من ليل، صوته مبحوح من الخوف:
– جود القلب… فوقي.
مسك راسها بين إيديه وباس جبينها:
– فوقي يا جود، بالله عليكي فوقي.
يُمنى قربت منها والدموع مالية عينيها:
– ليل… إنتِ قوية، قومي.
– متسيبيش حد ياخدك مننا. إحنا كلنا معاكي!
ليل بدأت أنفاسها تتقطع، ودمعة تانية نزلت من عينها.
صوتها خرج همسة ضعيفة جدًا:
– أويس…
أويس بسرعة وبلهفة:
– أنا هنا يا جود! فوقي، انتي معايا.
فجأة… نور أبيض خفيف خرج من العلامة اللي في كف ليل، واهتز جسمها كأنها بتطرد حاجة.
الملكة السوداء صرخت من جوهها بصوت رهيب:
– لااااااااااااااااااا!!!
ليل شهقت، وفتحت عينيها… المرة دي عينيها بقت عادي، لونها الطبيعي.
وقعت في حضن أويس وهي بتنهج:
– أنا… رجعت.
أويس مسكها جامد، صوته بيرتعش من الفرحة والخوف:
– جود… يا جود، كنتي هتروحي مني.
يُمنى مسحت دموعها وقالت:
– يا رب لك الحمد.
ليل بتنهج وتتكلم بتعب، صوتها مبحوح:
– الملكة… الملكة السوداء كانت هنا، يا زمردة.
– كنت شايفاها… منظرها بشع… بشع بجد.
زمردة قربت منها، حطت إيدها على كتفها تهديها:
– حبيبتي… متخافيش، دي كانت بتحاول تخوّفك.
– بس الليلة دي، أثبتتِ إنك أقوى منها.
أويس شد ليل في حضنه أكتر، صوته مليان حزم:
– ومش هتقرب منك تاني طول ما أنا هنا.
ريان وقف جنبهم، لسه مش مستوعب اللي حصل:
– يعني هي قدرت توصل لدماغها وإحنا قاعدين هنا؟ ده خطر كبير.
زمردة بنبرة جدية:
– أيوه يا ريان، الملكة مش زي ملك الظلام.
هي بتعرف تدخل العقول عن طريق الأحلام.
وده معناها إننا لازم نعمل حماية أقوى لليل… قبل ما تنام تاني.
يُمنى قالت وهي لسه متأثرة باللي حصل:
– طب وهنحميها إزاي؟ دي شكلها كانت هتروح مننا النهاردة.
زمردة بهدوء لكن نبرتها جدية:
– هنعمل طقوس تحميها… طقوس قوية تمنع أي قوة ظلام من الدخول لعقلها تاني.
ليل بتعب وقلق:
– طقوس إيه يا زمردة؟ مش كفاية اللي عملناه في باب الدم؟
زمردة جلست جنبها، صوتها أهدى لكن فيه قوة:
– دي طقوس مختلفة يا ليل. باب الدم كان بيقفل الطريق بيننا وبين ملك الظلام…
أما الملكة السوداء، فهي بتهجم من جوه العقل. الطقوس دي زي جدار نور يحاوطك.
أويس قطع كلامها بسرعة:
– وأنا اللي هقف معاها فيه.
– مش هسمح إنها تعدي ده لوحدها.
ريان رفع حاجبه:
– يعني إيه طقوس بالظبط؟ ولازم نعمل فيها إيه؟
زمردة بصت لهم واحد واحد، وقالت:
– الطقوس دي محتاجة "قوة الحب" عشان تتفعل.
– يعني كل شخص بتحبوه أو بيحبكم لازم يكون جوه الدائرة… يربط نور قلبه بيها.
ليل بصت بدهشة، همست:
– قوة الحب؟
زمردة بابتسامة صغيرة:
– أيوه يا ليل. الحب هو النور الوحيد اللي بيهزم الظلام.
يتبع.

تعليقات