رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل السادس عشر 16 - بقلم دينا النجاشي
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡
في احد الأماكن النائيه كان يجلس هو وصديقه شارد فنتبه اسر لشروده وهم متسألا... مالك يبني من ساعت ما المهمه خلصت وانت ساكت
صهيب بتفكير.... مستغرب رد فعل آدم
اسر باستغراب... رد فعله ازاي يعني
صهيب بجديه.... اخد الموضوع بهدوء ورد فعله كان طبيعي وبارد بطريقه مش مطمناني
اسر بموأمه.... انا فكرت في كلامك ده بس اللي استنتجته بعدين إن آدم ممكن يكون طلع حوار الانتقام ده من دماغه من بعد هروب عيسى من السجن وفكر في مراته ومامته.
صهيب بشرود... مظنش
_استغرب أسر عدم اقتناعه، فتابع ملامح وجهه الشارده، محاولاً فهم ما يدور في ذهنه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡
وفي المقر الرئيسي للشركة طرقت عائشة باب مكتبه ليأذن لها بالدخول. وبعد دخولها توترت بسبب قسوة أسلوبه معها الليلة الماضية فأخذت نفسا عميقا وتحدثت بهدوء... السلام عليكم.
لم يرفع سامر عينيه إليها وأجاب بجمود وعليكم السلام. اتفضلي الورق ده عليه كل التصميمات المطلوبة عاوزك تراجعيه وتشوفي كل تصميم محتاج اي عشان يكمل بصوره أحسن وتجبيه اراجعه.
عائشة بموأمه... حاضرة
تحركت أمامه وجلست على المكتب الصغير في نفس المكان، وانغمست في المهام التي طلبها. أما هو فرفع رأسه ونظر إليها وهي منهمكة فيما تفعل. تنهد بانزعاج منها ومن المشاعر التي يشعر بها تجاهها، فنفض الأمر وعاد إلى عمله من جديد. وبعد فترة قصيرة انتهت عائشة من التصاميم. وأخذت الجهاز لتريه ما أضافته إلى التصميمات الموجودة على الورق، وهي متأكدة من أنه سيحب ذلك.
اقتربت منه وبنبره طبيعيه...بشمهندس انا خلصت اللي طلبته ممكن تبص عليهم
أومأ لها سامر ونظر إلى ما فعلته ليطالعها بجدية مخيفة....انا مش شايف اى انبهار في اللي عملتيه
عائشه بإحراج...بس يا بشمهندس كل اللي اضافته جديد
سامر بحده... وانا مش عاوز الجديد يا انسه انا عاوز انبهر بحاجه منها منفعه مش تلزيق وخلاص.
حاولت عائشة حبس دموعها فأجابت بنبرة متحشرجه... طيب ممكن تفهمني حضرتك تقصد اى.
لم يهتم سامر بنبرة صوتها التي أشارت إلى حزنها المكبوت على تصرفه، وتابع بجدية:
"مش عاوز منظر بس، أنا عاوز من ورا المنظر ده حاجة ليها فايدة. يعني شكل وإفادة يا بشمهندسة". وأشار على أحد التصميمات وتابع بجمود:
"يعني مثلا في وقفة زي دي، عملتي حساب كبار السن في التصميم ده أو ذوي الاحتياجات الخاصة؟ لا طبعًا، عشان كده هيفضل شغلك دايمًا ناقص ومش هتتقدمي أبدًا".
اومأت عائشه متفهمه واضافة بحزن...المره الجايه هعمل حسابي علي النقطه دي يا بشمهندس.
سامر ببرود... دلوقتي تظبطيها وتوريني.
فركت عائشة يديها بتوتر وحاولت التحدث، لكن سامر نظر إليه نظرة صارمة مما جعلها تتردد فيما ستقوله وتغادر المكان.
وفي طريقها للخروج، كانت شارده بحزن.... اصطدمت بأحدهم ، فنظرت إليها عائشة بندم... أنا آسفة.
ابتسمت تلك الفتاة بلطف...ولا يهمك يا قمر
عائشة بابتسامة.. شكرا عن إذنك
أومأت الأخرى برأسها لكنها أوقفتها متسائلة..معلش ممكن اعرف فين مكتب بشمهندس سامر.
عائشه باستغراب... اه هو اللي في الأخر ده
شكرتها بابتسامة وغادرت، لكن عائشة واصلت متابعتها بفضول. واستغربت نفسها فتحركت مغادره المكان.
عند سامر، استمع طارقًا على باب مكتبه ليأذن بالدخول، ولم يرفع عينيه ليري من الطارق. لأن سكرتيرته وعائشة هما المسموح لهم بالدخول، ولا يؤذن لغيرهم إلا بإذنه، وذلك بعد أن تستأذن منه سكرتيرته.
دخلت ورفعت أحد حاجبيها وبضحكة:
"إيه يا عم الجامد، تب حتي بص وشوف مين اللي دخل أو عبر أمي".
رفع سامر عينيه وابتسم بحب... تعالي يا سفروته هي السكرتيره مش بره ولا اي
ابتسمت بمكر وغمزت بابتسامة.... لقيتها مشغوله في مكالمه فدخلت من غير ما تلاحظ
سامر بضحكة خفيفة:
"مش هتعقلي أبدًا. على العموم يا ستي، أنا كلمتلك صديق ليه وهو اللي هيدربك بنفسه. ومن حسن حظك، دارس إدارة أعمال + دراسته الأساسية".
وأضاف:
"المهم أنا هنا مش ابن عمك ولا هعرفك".
مودة بغيظ:
"طيب وليه متدربنيش أنت؟"
سامر بهدوء:
"لأني عارف إننا هنقضيها ضحك وهزار. ثانيًا، أنا عاوز اللي يدربك يكون درس نفس تخصصك. وكمان لو عرفتي مين اللي هيدربك مش هتصدقي".
مودة بسخرية:
"ويطلع مين بسلامته؟"
سامر بغيظ:
"اتعدلي يا حببتي، احنا هنا مش في البيت. ولو غلطتي، أنا غير مسؤول".
مودة بغضب:
"في إيه؟ ما تطردني أحسن؟"
سامر بنفاذ صبر:
"مودة، أنا بتكلم لمصلحتك. عمي رافض إنك تشتغلي وأنا زهقت معاه على موافق وطلب تدربي معاه. قدرت أقنعه تكوني معايا عشان تاخدي الموضوع بجد. عشان كده طلبت من عمران هو اللي يشرف على تدريبك. وعمران جاد في تعامله وأنا عاوزك تكوني نفس الأسلوب. ومش عاوز عند، أبوس إيدك اسمعي اللي يقولك عليه".
مودة بتفاجأ:
"ثانية واحدة، أنت تقصد إن اللي هيدربني عمران الشيمي؟"
سامر بموافقة:
"أه، هو".
مودة بصدمة:
"انت اتجننت يا سامر؟ بقا عاوز حوت زي ده يدرب واحدة كانت بتنجح بالبركة؟ وأكيد أسلوبه زي ابن عمه صح؟ لا لا، أنا مستحيل أعمل في نفسي كده".
سامر باستغراب:
"وانتي عرفتي ابن عمه منين؟"
مودة وهي لا تزال في حالة صدمة، أردفت بنزعاج:
"عرف إن سماء موجودة عندي وجه أخدها... أقسم بالله حسيته مصاص دما*ء مش إنسان طبيعي أبدًا".
حرك سامر راسه ، وفي داخله يرغب في معرفة سبب هذا الشجار، لكنه انب نفسه علي التفكير في الأمر، فهو قد اتخذ قراراً بعدم التفكير فيها مرة أخرى.
في تلك اللحظة، انقطع انتباه سامر بدخول عمران عليه بغضب......ساااامر
انتفضت مودة عندما سمعت صوته وملامحه الغاضبة واختبأت خلف سامر.
لاحظ عمران الأمر ووقف مكانه ينظر إلى سامر بجدية حتى يوضح له من هي. حمحم سامر وسحب مودة من خلفه، وأرسل نظرات غاضبة إلى عمران بسبب إخافته لها بهذا الشكل.... تعالي يا حببتي متخفيش ده عمران الشيمي شريكي.
أماءت مودة برأسها دون كلمه فبتسم عمران واردف بجديه... معلش يا انسه مودة معرفش انك موجوده.
استغربت مودة حالته التي تغيرت في ثانيه واحده واردفت بنبره حاولت ان تكون متماسكه... ولا يهمك
عمران بهدوء.... اتفضلي معايا اكيد سامر فهمك ان انا اللي هشرف علي تدريبك.
مودة بتوتر... هو مينفعش نبدا من بكره.
_لاحظ عمران خوفها الواضح منه فتفهم الامر واضاف بابتسامة جعلته اكثر وسامه... احنا هنبدأ كسل من اولها ولا اى.
مودة بنفي... لا طبعاً انا اقصد
قاطعها عمران بلطف.... متقلقيش الموضوع ميخوفش وابن عمك موصيني عليكي الصراحة.
نظرت مودة لسامر وهمست بقلق.... انت موصيه عليا ازاي يا سامر دا انا بنت عمك حببتك.
سامر بضحكه خفيفه.. متقلقيش ما الواد حلو اهو وبيكلمك كويس خايفه ليه؟
اخدت مودة نفس عميق وبنبره هادئه.... طيب اعمل اي
عمران بجديه.... اتفضلي علي مكتبي ونظر لسامر بابتسامة خبيثه... وانت يا غالي عشر دقايق هعرف مودة المكتب واجيلك لأني عاوزك في موضوع.
سامر بقلق... تمام
_انصرف عمران والتقت عيناه بالمرتبكه، فتبسم وقال بهدوء: اتفضلي معايا.
أومأت برأسها بهدوء وغادرت بجانبه متجهة إلى مكتبه. وعندما وصلوا، تحدث عمران بجدية.... دا المكتب بتاعي والمكان اللي هدربك فيه وبأذن الله بكره هيكون ليكي مكتب معايا.
مودة بتفهم... تمام
عمران... اتفضلي الملف ده عاوزك تراجعيه كويس ولما اجيلك هسألك في كام تفصيله
مودة بصدمه... لا احنا متفقناش علي كده
عمران باستغراب... تقصدي اي
مودة بقلق... ء..أقصد اني لسا هدرب يعني علي الله حكايتي هتسأل عن تفاصيل ليه
عمران بهدوء... دي حاجات انتي درستيها كل ما في الموضوع ان الملف ده هيكشفلي نقاط ضعفك اللي هشتغل عليها
مودة بتوتر... طيب اى رايك ابقا صريحه معاك
رفع عمران احد حاجبيه واردف بهدوء.... وماله
مودة بتوتر زائد لاحظه عمران.... بص انت تعتبرني مدرستش ولا اقولك انت تقول لسامر اني فشلت وانا همشي ومش راجعه تاني اتفقنا.
عمران بابتسامه.... اهدي وفهميني ليه كل التوتر ده
مودة بنفس طويل....لأني غشاشه
عمران باستغراب.. نعم
مودة بموأمه... اه والله زمبقولك كده عمري ما نجحت بمجهودي
عمران بضحكه... يعمر بيتك يشيخه اي الصراحه المطلقه دي.
ابتسمت مودة عندما رات ضحكته وأضافة بتنهيده....ما انا قلت اخرها جوزاه وعيال لازمتها اي المذاكره ووجع الدماغ بس مفيش عتريس عليه الطلب لغاية دلوقتي فقلت اضيع وقت علي ما يجي.
ازدادت ضحكات عمران من ما تقوله وهمس من بين ضحكاته.... دا انتي ضايعه خالص.
مودة بضيق.... هو انا بقول اي بيضحك مش فاهمه.
حرك عمران يده واردف بضحكه...مفيش خالص.
مودة بزهق... طيب متقولش لسامر حاجه من اللي قلتها عشان ميخلصش عليا.
كاد ان يضحك اكثر لكنه تمالك نفسه وأومأ بهدوء... طيب عيشي في المكان وانا هروح لسامر اخلص معاه كام حاجه وراجع
حركة راسها موافقه اما عمران فغادر المكتب متجها لمكتب سامر لتتحول ملامح وجهه الي جمود مخيف يناقض شخصيته منذ دقيقه
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
في أحد الاماكن الخاصه بغالب جلس هو وكبير التجار ينظرون لشخص النائم بصدمه من حالته المزريه.
غالب بصدمه..... مسبش فيه حته سليمة
الشخص بجمود... انا كل همي اني الحقه قبل ما يقول كل اللي عنده لأدم او الدخليه يوصلها حاجه وانت مش تايه وعارف ان منصور الزناتي عنده معلومات تودينا ورا الشمس
غالب بتفهم.... فاهم يا ريس المهم هنعمل معاه اي
ابتسم الأخر ابتسامه جانبيه واردف ببرود... احنا خلاص ضامنا الحارس من بعد الموضوع ده وعرفنا ان مفيش حد وراه وقدرنا نوصل لمنصور مبقاش غير انه يصحا ونطمن عليه وبعدها نبعت روحه للي خلقها
غالب بموأمه... تمام ياريس
في تلك اللحظة، وصلت رسائل كثيرة إلى غالب، ففتح هاتفه وألقى نظرة على كمية تلك الرسائل. تشنج مكانه وصدم بما رآه. فلاحظه الشخص الذي يقف أمامه ليتسائل مستغرب... مالك يا غالب
اعطاه غالب الهاتف فتحولت ملامح وجهه هو الأخر لصدمه فصاح بغضب... لازم تخلصو عليه في اقرب وقت يا غالب الحاجات اللي معاه دي هتودينا في داهيه والزفت اعترف بكل المستخبي
غالب بتوتر.... متقلقش ساعتك مش هيلحق يعمل بيهم حاجه
الشخص بشر... ورحمة امي لخليه يندم
غالب بموأمه... هيندم سعتك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡♡
في فيلا آدم وتحديدا في غرفة سماء كانت تجلس ودموعها تنهمر حزنا على ما مرت به وعلى حديث آدم الذي كسرها من الداخل... ازدادت دموعها بسبب سلبيتها الناتجه عن هدوء بركانها امامه فعند وجوده يهدأ ألمها منه ولا ترى سوى حبها وتلك المشاعر التي تبدو وكأنها تعمي عينيها وتخفف آلامها، وهذا أكثر ما يحزنها. انها تسامحه دائمًا على كل ما يفعله. هي تعشقه لا تنكر ذلك، لكنها لن تنسى ما قاله ولن تمرره. شعرت بالأسف على نفسها وعلى كرامتها المهانه بسبب مشاعرها تجاهه. فاقت من دوامة الحزن على صوت طرق خفيف على باب غرفتها. مسحت دموعها وقالت بهدوء...ادخل.
دخلت أم آدم ونظرت إليها بابتسامة خفيفة...عامله ايه دلوقتي يا حببتي
سماء بهدوء... كويسه يا ماما
اقتربت والدت ادم منها وجلست امامها وأضافة بحزن... حقك عليا يا سماء
سماء بدموع حركت رأسها.... انا مش زعلانه منك يا ماما انتي ديما كنتى سند ليا واللي حصل ملكيش ذنب فيه
حسناء بحزن... بس عارفه ابني وعارفه طابعه الوحش
سماء بلطف....متأنبيش نفسك يا حببتي كلنا فينا عيوب وادم عيبه عصبيته وانا بدعيله ديما ربنا يهديه
حسناء بحب.. يارب يا حببتي واشوفكم في احسن الأحوال يارب
سماء بابتسامه... يارب
حسناء بضحكه خفيفه...بس تعرفي عمري ما شوفته بالمنظر ده
سماء باستغراب... ازاي مش فاهمه
اقتربت حسناء منها وقامت بضمها لتمسح علي رأسها بابتسامه حزينه بسبب الجرح الذي سببه ولدها لتلك الصغيره. فقد ظهر حزنها علي عيونها المنتفخه اثر بكائها ووجها المرهق.. اما سماء استكانت بين ذراعيها براحه فهي ارادت هذا الحضن بشده حتي تغادر مشاعرها السلبيه ويهدأ حزنها قليلا لتستمع الي ما تقوله والدت ادم...
_كان زي المجنون اللي راح منه حاجه كان موجوع وطول الوقت بيزعق ويشخط في الحراس وهددهم كلهم وفضل يدور عليكي في كل مكان وفي الأخر جالي وفضل يترجاني عشان اقوله علي اصحابك القريبين ليكي ورغم زعلي منه مقدرتش اتحمل الوجع اللي شيفاه في عيونه وحالته اللي اول مره اشوفه فيها وعرفت ساعتها ان ادم بيحبك بجد ودا اللي خلاني اقوله علي بيت مودة
كانت سماء تستمع لما ما تقوله حسناء بصدمه ليتبادر الي ذهنها سؤال واحد.. هل يحبها ادم فعلاً ؟؟؟! لكن كيف وهو من قالها صراحتا ان لا تصدق كل ما يحصل فهذه الزيجه قام بها لأجل والدها لا اكثر.... رفعت رأسها لتنظر لحسناء بتساؤول... ليه بتقولي كده يا ماما انتي متعرفيش ادم قالي اى.
حسناء بحنان... لأني اكتر واحده اعرف ابني من عنيه ومتأكده ان كل كلمه قالها كان وراها سبب وبكره تتأكدي من كلامي ده وزي اي ام بتنصح بنتها هنصحك وأقولك حافظي علي بيتك يا قلبي وعلي ادم لأن آدم مخلص في حبه وهيحبك بجد يا سماء بس اديله وقت يفهم مشاعره.
سماء بدموع... مقدرش اسامحه علي اللي عمله
حسناء بتفهم قامت بضمها وتابعت بفطنه... وانا مقلتش تسامحيه بالعكس خدي موقف قوي منه ومتعديش اللي عمله بالساهل أبداً ولو حسيتي ان مفيش فايده وان آدم فعلا مش هيتغير انا بنفسي هبعدك عنه
_أومأت سماء بدموع فقبلت حسناء رأسها بحب... ان شاء الله كل اللي جاي خير يا قلبي
- يتبع الفصل التالي اضغط على (الجلاد لقلبي رغم حبي) اسم الرواية