رواية أنت عدوي الفصل الخامس عشر و الاخير 15 - بقلم زينب سمير

 رواية أنت عدوي الفصل الخامس عشر و الاخير 15 - بقلم زينب سمير


بعد حوالي شهر على أخر الأحداث
في بيت زيدان..
دخل معاذ البيت وهو بيخلع معطفه الطويل، أعطاه للخدامة وهو بيسأل- رحيم نايم ولا صاحي؟
لسـة هترد عليه لكن عيونه وقعت على السلم، سوزي وهي بتنزل بتهاود عليه، لمحته فأبتسمت تلقائي وهي بتقرب منه وتنطق اسمه- معاذ
عافر يقف ثابت.. جامد ويحافظ على دقات قلبه
- عاملة أية؟
مـدت إيدها تسلم وقعت عيونه على دبلة غيره في صباعها، بلع ريقه، بلع غصـة وهو بيمد إيده يسلم
- بخير، أخبارك أنتي؟
-مختفي يعني، رحيم هيتجنن عليك
في وقت قليل، وبطريقة غير مفهومة خدت علاقتها هي ورحيم منحنى تاني، أتقربوا بسرعة، كإنهم شئ كان مقسوم ومستني يتلاقى، حد ولقي ملاذه
ساعدها تتقبل بشاعة اللي حصل، وساعدته يحب الحياة من جديد
- كنت مشغول شوية بس، هو في أوضته صح؟
قالها وهو بيتعداها ويطلع، يهرب..
ردت بآه وأختفى من قدامها بخطوات سريعة، وعيونها فضلت متعلقة بيـه
فونها رن في اللحظة دي، كان أيوب، ردت عليه فجالها صوته المتحمس الواثق- الزعامة بشكل كبير رسـت علينا خلاص ياسوزي، دا مهرك اللي كنتِ طلباه لما معاذ أتقدملك.. وأنا جبتهولك
أبتسمت بسمة مش مفهومة.. نشـوة لإنها حققت اللي عايزه شاكر لكن مبقاش ليه؟
لإنها أعلى وأكبر هدف كانت حطاه قدامها؟
لإنها هتشارك الزعامة مع حبيبها؟
مش مهم..
خرجت من شرودها على صوته- خلينا نحتفل، هعدي عليكي ونخرج سـوا
وبرفض مش مفهوم أسبابه- لا خليها يوم تاني ياأيوب معلش، حاسة إني مرهقة شوية

وفوق..
- لية مقولتش أن أختك هنا؟
- لو قولت مكنتش جيت
إتنهد وهو بيقعد جنبه و- مكنتش أعرف إنك قاسي عليا كدا يارحيم
بصله رحيم بوجع لحاله قبل ما يبرر- كنت واحشني، وكنت لازم أخليك تواجه الواقع، أنتوا الأتنين أهم أتنين في حياتي، لازم تتقابل طرقكم فلازم يكون الأمر عادي
- عمره ما هيكون عادي
رحيم بإصرار- لازم يكون عادي، بكرة هتنساها وهتحب غيرها
بص معاذ حواليه ففهم إنه بيتهرب من الحوار، إتنهد قبل ما يقول بغيظ- عرفت إنك كلمت جدي زيدان وقولتله إنك مبتفكرش في الزعامة، خليته يلغيك من حساباته ويضطر يفكر في أيوب
رد بعيون بتلمع من غير ما يحس- أنت عارف إنها متهمنيش من البداية، ولما فكرت فيها كان علشان سوزي، دلوقتي سوزي أختارت طريقها، وفي إيدي إني أخليها تقرب من رغبتها الحقيقية.. فـ..
هز كتفه ببساطة، وبصله رحيم بغيظ
- المهم..
نطق معاذ قبل ما يرد رحيم،
- أنت عارف أن زاهر كان صاحبي زمان، ويمكن لسة.. هو بيحب كارين وهي بتحبه، لكنها رفضاه علشاني
أعمل أية؟

كارين أمنية بعيدة مستحيلة، لا يمكن تكون ليه، ولا يرضى تكون ليه،
فكر معاه، اعطاه حلول إزاي تكون مع غيره!
- أدي زاهر موافقتك، وعرفها إنك عارف بمشاعرهم ومعندكش مانع، وسيبه هو يقنعها بطريقته
هز معاذ راسه بإقتناع، زي ما هو حاول مع سوزي
بس في أختلاف، هنا في قلبين بيدقوا
في قصته، قلبه وبس اللي كان بيدق.
بص لرحيم بعد صمت طويل و- شكل عمر ما هيبقى لينا حد غالي غير بعض.. عمر ما هنفرح غير مع بعض، مفيش كتف هميل عليه غير كتفك،
فتح رحيم درعاته يقول بعبث- في حضن كمان لو عايز
نزل درعاته ينطق بإشمئزاز مصطنع- خليهولك
*****
بقى ساكت، بقى هادي، فقد روح المشاغبة، وعيون العابث، عـدت من جنبه ولا أهتم ولا أهتز، ضحكت مع شادي ولا غار ولا ثار
فين عزيز؟ قربت منه تمسك الكورة الغبية اللي بيلعب بيها ترميها لبعيد و- بصلي هنا
بصلها بعيون دبلانة، نطقت بثوران- أنت مش عزيز، مالك؟
بسخرية مريرة نطق- يعني أنتي مش عارفة مالي؟
- لا مش عارفة.. عرفني، عرفني إنك واحد متخلف شايل ذنب مش ذنبك، وبتدفع تمن غلط مش غلطك، أنت ملكش دعوة بأفعال شاكر علشان تكون بالحال دا، هو غلط وبيدفع جزاته، لكن أنت..
صرخ فيها وهو بيتعدل في وقفته ويقرب منها خطوة ورا خطوة- أنا أية؟ أنا كل حاجة في حياتي طلعت كدبة، كان راسمنا ملايكة وأنتوا شياطين واخدين حقنا، أختي كان خاطفها، أنتي.. البنت اللي بحبها وكنت شايف ان المنافسة بينا حاجز.. طلع فيه سـد.. باني بيني وبينك باب لا يمكن أقدر أتخطاه، عمري ما هعرف أقربلك.. عمر ما حد هيسمح
بصتله بزهول، اعترف، نطق.. أخيرًا؟
- مين قال؟ حاولت؟ شوف أيوب عمل أية علشان ةختك، فضل عنده يقين أزاي، كان هيتخدها حتى لو عدوته
لكن أنت جبان
- أنا مش جبان
بتحدي نطقت- وريني
- هوريكي، هتكوني ليا يارينا، برضاكي أو غصب عنك
بدلال نطقت- أنا مبعملش حاجة غصب عني، لو هكون معاك.. هكون لإني عايزه أكون معاك
كإنه اعتراف متبادل؟
كإنها قلبت النار لرماد؟ طفت اليأس ودبت فيه الحماس؟
رجعت عيونه تومض بالعبث يقرب يشاكس يعاكس
*****
بعد يومين..
في مطعم هادي بأضواء خافتة، دخلت سوزي مع أيوب، محاوطة دراعه لابسة فستان نبيتي بسيط، سايبة شعرها الأسود وراسمة عيونها بكحل أسود، مخليها واو.. طلة جريئة لطيفة
أرشدها لتربيزتهم وقعدوا عليها، بدأ يتكلم ويحكيلها عن حياته، بدأ يندمج في عالمه، كإنه كان مستني بس إنها تكون معاه
- وبس بقى أنا بفكر يوم الترسيم نخليه يوم الفرح.. أية رأيك؟
كرر اسمها- سوزي!
بصتله وهي بتهز راسها بتشوش، قال بإنزعاج طفيف- أنتي سرحتي مني؟
- معاك.. شردت بس للحظة
رجع يبتسم ليها بلطف وهو بيمسك إيدها يبوسها وهي بتبتسم بخفة، مسكت كاس ورفعت راسها علشان تشرب لمحت الباب بيتفتح وبيدخل معاذ معاه بنت جميلة..
قربوا لتربيزة بعيدة عن ترابيزتها شوية، عدلها الكرسي وقعدها، وقعد قدامها يبتسملها بلطف
لحظات مرت وهو مشغول وعيونها هي مركزة عليهم
منتبهش ليها
مع غيرها، منصت ومعاها بكل جوارحه
زي ما كان معاها هـي..
وأكتر من كدا لكنها مكنتش مهتمة ولا منتبهة ولا عايزة
لكن لية دلوقتي مشتاقة؟
و..
غيرانة؟
رفع راسه فبعدت عيونها عنه بسرعة تبص لأيوب من تاني وهي بتبتسم بصعوبة، عايشة معاه بنص عقل ونص تركيز
ونص قلب.

وهما طالعين لمح أيوب أخيرًا معاذ، نطق بتعجب- بيعمل اية دا هنا؟ ومين اللي معاه دي؟
نطقت وهي بتبعد عيونها عنهم- معرفش، خلينا نمشي
- تعالي نسلم ونشوف يمكن تكون حبيبته الجديدة
قالها وهو بيسحب إيدها ويقرب منهم،
عايز يوريه خسارته، ويفكره بيها، شوف سوزي دلوقتي مع مين، شوف مين اللي فاز في الحرب
وهيفوز بالزعامة
وكل حاجة
أنتبه معاذ والبنت فوقفوا عن الكلام
- شوفناكم قولنا نسلم
أبتسم معاذ بلطف ولباقة وهو بيقف يسلم عليهم
بص أيوب للبنت وهو بيقول بنوع من الرخامة- مش تعرفنا؟ شكلك غيرت مننا ولحقت بينا بسرعة
نفى معاذ بضحكة خفيفة و- لا لا دي داليا صديقة مقربة ليا وبالنسبالي زي كارين وبينا شغل كتير
هز أيوب راسه بتفهم، قدرت سوزي تلمح عيون البنت اللي لمعت لما نطق أيوب على أحتمال وجود علاقة بينهم، ولما أنطفت لما نفى
البنات بدأت تحاوطه بدري بدري
من بدري محوطاه لكنه كان قافل السكة.. علشانها لكنها دلوقتي مبيقيتش موجودة
فمسيرها هتتفتح..
مشيت مع أيوب وهي سرحانة، مش فاهمة مالها
هي خرجت علشان كل الأصوات اللي في عقلها تهدأ إنهاردة، فكرت انها مع أيوب هترتاح
لكنها رجعت والأصوات موقفتش بل زادت!
*****
أيوب إليازي مات..
شخصية مش هتتكرر في العالم دا، قوة وقيادة وزعامة،
دهاء..
مات فجأة كإثبات، مفيش حاجة باقية، مفيش مُلك خالد
معرفتش إنها تخصه إلا من قريب لكنها بكت بحرقة عليه، كفاية الشهور القليلة اللي عاشتها بقربه،
كانت لابسة فستان أسود لبعد الركبة بشوية، ضيق للخصر ونازل بوسع خفيف، نص الضهر مفتوح وليه زرار من ورا، شعرها الأسود مغطي ملامحها وعيونها
كل شباب العيلة لابسة بدل سودا
كان وداع يستحقه، كان وداع مهيب، مالت تعيط على قبره فلقيت بدل اليد تلاتة تربت عليها
حتى أخوتها وأولاد عمها من اليورانيين كانوا موجودين
هي مخسرتش، هي أكتر حد فاز، بدل عيلة أتنين، بدل أخ أتنين
بدل ابن عم.. تلاتة
وبدل خطيب.. حبيب!
وكعادته بيفاجئها، بيمشي وسط الآلم علشان يواسيها، بيقرب وإيدها في إيد أيوب اللي ساندها ومحاوطها، وزاد من ضغط إيده لما لمحه كإنه بيثبت ملكيتها
وهو بيبتسم ليهم بلطف قدم واجب عزاه وجـه سلم عليها مسك إيدها بخفة، جـه يفلتها لكنها هي اللي اتشبثت بيه
كانت محتجاه،
كان أول واحد تعرفه يقدم ليها المواسـاه
الصورة من بعيد غريبة، إيد حبيب محاوطها وإيد غريب محوطاه هـي
من غير صوت.. ولا كلام.. نظرات عيون هنا وهناك مش مفهومة
لكنها قالت أن نهاية القصة ممكن متكونش زي ما اتكتبت.

وجـه أخر فصل في الحكاية
يوم الزفاف، والترسيم، هتاخد كل اللي كانت عايزاه
داخلة وجنبها رحيم على كرسيه، مكشر لكن بيبتسم على خفيف، زعلان ومضايق على صاحبه
بص حواليه لكنه أتنهد بإرتياح لما ملقهوش، أخيرًا ولو لمرة يفكر في مشاعره وقلبه ويختار ميوجعش حاله
ويسيبها في حدث مهم في حياتها
أخيرًا أختار نفسه..
لمحت في نهاية القاعة أيوب واقف مستني، وسيم ومبهر كعادته، طلته خاطفة، كانت بتقرب بخطوات بطيئة، في حاحة منعاها لكنها مش فهماها، عيونها غصب عنها بتبص حواليها
وصلت لأيوب أخيرًا اللي مـد إيده ليها، حطتها بين إيده بإرتباك
بدأت أول حاجة مراسم استلام الزعامة
لكن فين السعادة؟
- ودلوقتي هنكتب الكتاب
كلام كتير وأصوات وصيحات سعادة، أيوب بيعطي موافقته وفجأة كل العيون بقيت عليها
- هل تقبلين الزواج بأيوب..
مكملش، قاطعته وهي بتقف وتهز راسها بلا، هي نفسها مش مصدقة ولا مستوعبة اللي بتعمله- أيوب أنا أسفة.. أنا أسفة
فضلت تكررها كتير وهي بتعطيه ضهرها وتجري
بترميه البوكية في طريقها، بتفك طرحتها، بتخلع جزمتها بتشيل أي حاجز بيمنع وصولها ليه
طلعت برة القاعة تبص حواليها وهي بتنهج..
قربت من البوابة لكن صوت من وراها نطق بدهشة- سوزي
حتى في أصعب يوم وأوجع لحظة، أختار إنه يعيشها معاها
لفت تبصله بلهفة
- بتعملي أية هنا؟ وحالتك..
قاطعته وهي بتجري عليه- أنا أخترتك أنت.. أنا عايزاك أنت.. أكتشفت إني حبيتك أنت..
بصلها بدهشة وهي كملت- لو كنت بحبه كنت مستحل أفكر فيك أنت صح؟ لكني مش قادرة أفكر غير فيك، لو بحبه مكنتش أهتميت بيك ولا باللي بتعمله، مكانتش أفعالك هتأثر فيا لكنها آثرت.. آثرت يامعاذ
قربت ترمي نفسها في حضنه تحاوط رقبته تقول بصوت بينهج من الإنفعال- خدني واخطفني من هنا
وديني مكان ميكونش فيه حد غيرنا
حاوطها عايز يقول لا، مش مبادئه
بس دي فرصة، سوزي لأول مرة تقرب خطوة ليه وبمزاجها
جياله مسلماله، قدمت تضحية بألف تضحية قدمها هو
غصب عنه مسك فيها، لازم يكون أناني
المرة دي وبس
وهي أول وأخر مرة، شالها يجري بيها، لكنه كعادته وبدقة ملاحظاته لمح أيوب وهو بيراقبهم
وهو عارف إنه خسر المعركة..
فاز بأخر حاجة مكنش عايزها.. الزعامة
وخسر أول حاجة كان عايزها.. سوزي

والتاني
خسر حاجة عازها علشانها
ولكنه فاز بيها

محدش بيخرج كسبان من الحرب.. ولا خسران
لازم فيه تمن بتدفعه.. لكن أنت اللي بتقدر قيمته

حبته أمتى.. أختارته أمتى
أمتى بدل أيوب بقى معاذ،
هي جاهلة وخايفة تقول
يمكن من البداية كان معاذ.. و جـه أيوب

النهاية

أنت عـدوي

لـ زينب - سمير

لقراءة و متابعة روايات جديده و حصريه اضغط هنا

•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية

تعليقات