رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم دينا النجاشي

  

 رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الخامس عشر 15 - بقلم دينا النجاشي

في مقر الشركة كان يعمل بانتباه، إذ سمع طرقاً على الأبواب، فأذن بالدخول، وعيناه على عمله، وأصغى إلى صوتها الهادئ.... السلام عليكم. 
لم يرفع عينيه عن جهازة وأجاب بلا مبالاة... وعليكم السلام. رد عليها السلام ولم يتفوه بكلمة أخرى وبقي كما هو يعمل مما جعلها متوترة ولم تفهم ماذا تفعل: هل تغادر أم تظل واقفة تنتظر المهام المطلوبة منها، فتطايرت أفكارها بسبب لهجته الجامده.
_تقدر تروحي وبكره نبتدي من اول اليوم التدريب
أومأت برأسها بهدوء وخطت خطوتين خارج المكتب، لكنها استدارت مرة أخرى وفركت يديها بتساؤول ممزوجة بالتوتر.... هو حضرتك زعلان مني في حاجه  او انا قصرت في حاجه 
رفع عينيه اليها فكانت نظراته مخيفه جعلتها تنتفض بخفه لكنها تماسكت وحاولت اخفاء خوفها فأردف بجمود.... وانا اى اللي يخليني افرح او ازعل منك.  حضرتك ناسيه انك مجرد متدربه عندي يعني مفيش حاجه تستدعي اني ازعل منك او تيجي في بالي
_شعرت بالإهانة من كلامه فأخفضت رأسها إلى الأرض وحاولت منع تلك الدموع التي كانت تكافح من أجل الظهور... وتحدثت بنبرة مبحوحه تحكي عن الحزن الذي شعرت به.... انا اسفه عن اذنك
_غادرت بسرعة قبل أن تبكي امامه. فما جعلها تسأله هذا السؤال هو تغير أسلوبه في التحدث معها. كان يعاملها بلطف منذ اليوم الأول لتدريبها معه، لكن أسلوبه الآن أصبح جافاً وصارماً ومهيناً... لمعت الدموع في عينيها من جديد وغادرت الشركة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡
عند آدم ظل يبحث عنها في كل مكان حتى شعر بالتعب والقلق عليها... تنهد بغضب من نفسه ومن طريقة معاملته الغبية لها، حيث حملها الذنب على شيء ليس خطأها.. ومضى اليوم ولم يجدها في أي مكان، فقام بالاتصال بحراسه ليتلقى الرد من الجانب الآخر
_معاك يا ادم بيه
ادم بهدوء... اى الأخبار 
الحارس بعمليه... للاسف يا ادم بيه مفيش ليها اى اثر حتي فونها حضرتك مقدرناش نتتبعه والظاهر ان سماء هانم كسرته بالشرايح
_مسح ادم وجهه بضيق واضاف بحده.... يعني اي 
الحارس بقلق... احنا مش ساكتين ساعتك واللي وصلناله ان سماء هانم مش في المدينه بأكملها يعني تدويرنا في المدينه ملوش لازمه ولازم نتأكد لو في قرايب ليها من بعيد جايز تكون عندهم 
ادم بتنهيده... مفيش قرايب غير عمها وسألنا عنده اما والدتها مكنش ليها اخوات 
الحارس بتفكير...سماء هانم اكيد ليها زمايل يا ادم بيه 
ادم بهدوء... فكرت فيها بس انا معرفش حد من اصحابها... صمت ادم للحظه وأردف بهدوء حاول توصل لأي حاجه حتي لو وصل بيك تتابع الكاميرات الموجوده في المنطقه كلها لغايت ما تعرف هي اتحركت راحت فين
الحارس... تمام ساعتك
_اغلق بعدها ادم وغادر بسيارته للڤلا وهو يأمل ان تفيده والدته في شئ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡
وفي منزل عائلة مودة، وتحديداً في غرفة النوم، كانت هناك سماء تتململ أثناء نومها وكأنها تحلم بكابوس مخيف. تساقطت دموعها وأصبح تنفسها ثقيلاً، وكأن أحداً يطاردها في ذلك الكابوس.
في الخارج، كانت مودة جالسة تفكر في سماء والحالة التي كانت عليها، فسمعت صوتاً بجانبها.
_مودة 
نظرت مودة بتجاه الصوت لتبتسم بهدوء فقترب منها باستغراب فهو لن يغفل ابدا عن ملامح الحزن المرسومه علي وجهها
_مودة انتي كويسه 
أومأت مودة وبتنهيده.. الحمد لله كويسه واردفت بهدوء... اخبار شغلك اي
جلس أمامها وعيناه تتابعان ملامحها التي تخفي حزنها..
..كله تمام قوليلي انتي اخبارك اي 
مودة بخنقه... زي ما انت شايف مفيش جديد من اول ما اتخرجت وقعده لا بهش ولا بنش واردفت بحماس بقولك اي يا غالي 
ابتسم بسخريه فهو يعلم انها الأن تريد ان تطلب منه شئ... خير يابنت عمي
مودة بضيق... مالك بتقولها من تحت ضرسك زي ما تكون فاهم اني هطلب منك مصلحه واني ديما بستغلك فتسخر مني ومن مشاعري لا اخص عليك يا سامر مكنش العشم يا ابن عمي
سامر بضحكه خفيفه... كميّة مرشح دوخ امي اخلصي قولي عاوزه اى 
مودة بابتسامه... توافق تدربني في شركتك وتقنع بابا إلهي تنستر دنيا واخره 
سامر بخبث... امممم افكر بس بشرط
مودة بلهفه... اشرط يا وحش
سامر بابتسامة... تقوليلي مالك وليه الحزن ده كله انتي عمرك ما اتعودتي تخبي عني حاجه وديما بتلجئى ليا 
تغيرت ملامح مودة ونزعت ذلك القناع الذي وضعته أمامه. هو لا يخدع، لأنه من قام بتربيتها وحفظ أصغر تفاصيلها حتى تبتسم وتنظر إليه بدموع.....  كان لازم اقول عليك اخويا وأرفض ما كنت ادبسك ونتحوز وخلاص هلاقي فين واحد حافظني وفاهمني زيك
سامر بضحكه...انتي عملتي فيا جميل العمر كله مكنتش عارف اتصرف ازاي بس الحمد لله جت من عند ربنا وطلعتي اشطر مني ووجهتي اما انا هربت
مودة بابتسامه...اتصدمت في الأول وقلت لنفسي أخ يتقدم لأخته وبعدين فهمت انك مضغوط زيي وقلت لنفسي لو سكت هبقا بدمرك وبدمر نفسي بعيدا عن انك عريس لقطه وبضرب نفسي ميت شبشب بس بردو اخويا 
سامر بحنيه.. طيب مش ناويه تحكي لأخوكي مالك
مودة بهدوء... فاكر صحبتي الأنتيم اللي حكتلك عنها وقلتلك انها قلتلي اكلم عمي علي انفراد وافهمه الوضع
سامر بهدوء.. اه مالها
مودة بحزن.... حصلها مشاكل كتير وللأسف حالتها النفسية وحشـ.....  وقبل أن تكمل مودة حديثها، سمعت صوت صراخ سماء يأتي من الداخل، فقامت بسرعة من مكانها وذهبت إليها بسرعة. أما سامر فاستغرب الأمر ولم يفهم صوت من هذا، لكنه سارع إلى ملاحقة مودة.  
_عند مودة دخلت الغرفة بخوف، وسامر خلفها كان قلقا عندما ظن أن شيئا قد حدث لأحد، فانصدم عندما رأى سماء...... اقتربت مودة من سماء بقلق وعانقتها بحنان.... حبيبتي انتي كويسه متخفيش شكله كان كابوس
كانت سماء تبكي ودموعها تتزايد وكانت مودة تحاول تهدئتها، ثم جاءت والدة مودة واحتضنتها وهدأتها ببعض الكلمات.
_ كان سامر يراقب الموقف وهو في مكانه لا يفهم شيئا، فتذكر كلمات المودة له في الخارج، وأدرك أن هذه سماء صديقتها الأنتيم، وظل يتساءل في نفسه سبب مجيئها وبقائها هنا، وما الذي أوصلها إلى هذه الحالة، فترك المكان وهو يفكر، وتبادرت إلى ذهنه صورة آدم وعائشة وهما يتعانقان، واتسعت عيناه. وبصدمة من فكرت أن سماء رأتهم أيضاً، فوصلت إلى تلك الحالة وتركت آدم... عبس وشعر بالحزن، فتنهد بعمق وغادر المكان.
في الغرفه عند سماء ظلت تبكي ووالدت مودة تضمها اليها بحنان... اهدي يابنتي متوجعيش قلبي 
سماء ببكاء... انا عاوزه ماما
نظرت والدت مودة الي مودة بحزن وبعدها تحدثت بلطف....ربنا يرحمها يا حببتي اهدي كده وفهميني مالك شوفتي كابوس
أومأت سماء بدموع فمسحت والدت مودة علي شعرها  وظلت تقرأ بعض الآيات الي ان شعرت بها هدئت فبتسمت بحب... بقيتي احسن
سماء بامتنان... الحمد لله
مودة... روحي انتي يا ماما نامي وانا هنام مع سماء ومش هسيبها 
الأم بهدوء... ماشي يا قلبي ولو احتجتوا حاجه نادو عليا... غادرت بعدها فأمسكت مودة بيد سماء وبابتسامه.... بقا حتت كابوس يعمل في سماء كده لا دا يخسارة الشبح بتاع زمان 
سماء بتعب....بابا بقالي فتره بحاول اكلمه ومفيش رد انا بجد خايفه اوي عليه. 
مودة بتفهم... يا حببتي باباكي رايح في شغل والسفر في الأول بيكون لبخه وحوراته كتير واكيد ملبوخ وفيه ميت حاجه بيعملها واول ما يفضا وياخد نفسه هيكلمك بأذن الله
أومأت سماء بهدوء وهي شارده تفكر في حاله فقطع عليها الأمر مودة وهي تتسائل باهتمام عن أمر هذا الكابوس... ها احكيلي بقا شوفتي اي خوفك كده. 
سماء بحزن... شوفت الماضي. شوفت اللي بحاول انساه.. شوفت ماما وهي تعبانه والكل حوليها وبيبعدوني عنها. شوفت وحدتي وخوفي من الكل.. صمتت لوهله تحاول اخراج صوتها من بين نوبة البكاء التي اجتاحتها واكملت بوجع.. شوفت مرات عمي وهي بتبهدل فيا وانا من بين خوفي وتعبي عاوزه افهم هو انا ليه بيحصلي كده وفين ماما ليه سيباها تعمل كده فيا رجعلي احساس الخوف اللي عشته في طفولتي كلها.. بكت بقهر واكملت وهي تضم ركبتيها لصدرها...بابا ديما حنين وفي ضهري بس مكنش بيلاحظ اللي انا فيه كان فاكر ان تغيري والحاله اللي فيها بسبب بعد ماما عني او بسبب اني صغيره ومش فاهمه اي اللي بيحصل ازدادت دموعها وهي ترفع عيونها لمودة التي تستمع ودموعها تنساب من شدة حزنها علي صديقتها فأكملت سماء بتعب فضلت اجري بخوف واصرخ بكل قوتي كان في حد بيجري ورايا وانا خايفه منه ولما لمحت ادم من بعيد اطمنت وفضلت اضحك واجري عليه بس هو اختفي تاني اختفي وفضلت انادي وانا بصرخ بصوتي كله بعدها اللي بيلحقني بعد وانا وقفت ادور بخوف علي ادم  لقيته علي الأرض وحوليه د*م كتير انتهت من سرد ما رأته في كابوسها لتتعالي شهقاتها في الغرفه فقتربت منها مودة بحنيه وقامت بضمها... 
_حقك عليا انا اللي، سألتك ورجعتك تفتكري تاني بس، مكنتش اعرف انه كابوس بشع لدرجه دي
سماء ببكا... انا خايفه عليه اوي يا مودة
مودة بقلق حاولت اخفائه واردفت بهدوء.... يا قلبي ده مجرد كابوس وآدم كويس مفهوش حاجه 
سماء بلهفه...يعني ممكن الكابوس ده عقلي البطني صورهولي بسبب زعلي منه صح. هو اكيد كويس حركت راسها بطمئنان وهي تأكد علي جملتها مره اخري ايوه هو اكيد كويس وبتفكير بـ بس ده مش بيهتم بجروحه يا مودة لترفع عيونها لمودة بقلق واضح.. انـ انا اخر مره سيباه ود*م كتير بينزل من ايده هـ هو مش بيهتم وبيسيب نفسه ينزف لدرجة انه بيحتاج يتعلقله د*م... امتلئت عيونها بدموع واردفت بخوف... هو ممكن جراله حاجه وانا سيبته
مودة بانتباه.. انا مش فاهمه حاجه يا سماء اهدي وفهميني د*م اي وليه جرح نفسه؟ 
سماء بتوتر... انا سمعت تكسير جاي من اوضت نومه ولما طلعت عشان اشوف في اي لقيته بيكسر في اوضته وبيصرخ جامد وايده مليانه د*م
مودة باستغراب... واى سبب كل ده
سماء بدموع... مش عارفه انا اول ما دخلت صرخ في وشي وقالي اطلعي بره بس انا مردتش ولما سألته تاني مالك واهدا قالي الكلام اللي قولته. 
مودة بتفكير... بس ليه قال كده وانتي بنفسك قلتي انه جه واتفق مع باباكي علي كتب الكتاب 
سماء بقلق واضح... مش عارفه انا قلقانه اوي عليه
مودة برذانه... متقلقيش اكيد ماما حسناء اخدت بالها 
واكملت بهدوء.. احم بعيدا عن اللي جوزك قاله بس الظاهر انه بيمر بمشاكل وممكن دا اللي خلاه يطلب من والدك تكتبوا الكتاب عشان يبقا قريب اكتر منك ويحميكي. 
سماء بتأكيد... هو عنده فعلاً مشاكل وحصل هجوم علي بيتي ولوله ان الحراسه كويسه كنا روحنا فيها 
مودة بصدمه.... واى سبب كل ده
سماء.... لما حصل مشاكل بينا في الأول حط الحرس دول علي البيت وقالي ان في ناس عرفوا انك خطيبتي وايامها مفيش اي حاجه كانت تمت فأنا استغربت وقلتله ازاي ومفيش حاجه من دي حصلت يومها قالي انه هيسيب الحراسه وان ليه اعداء بسبب مركزه 
مودة... ربنا يكتب اللي فيه الخير المهم ارتاحي دلوقتي وبكره نتكلم 
أومأت سماء برأسها، وقبل أن تنام، رن هاتف مودة، فنظرا لبعضهما البعض باستغراب، فالوقت كان متأخرًا جدًا. فذهبت مودة وأتت بـ هاتفها فرأت الرقم لكنه غير مسجل، فلم تكلف نفسها عناء الرد، ليرن مرة أخرى، فاتخذت قرارها وأجابت.
_السلام عليكم
.
جاءها الصوت من الجانب الآخر، كانت نبرته مخيفة، مما جعلها ترتجف.... انسه مودة
مودة بتوتر... مين حضرتك
سخر ادم من نبرتها المهتزه وأضاف ببرود.... انا آدم الشيمي جوز سماء. طمنيني هي عامله اي دلوقتي 
مودة بصدمه... وانت عرفت منين انها هنا
.
أغمض آدم عينيه بارتياح بعد أن تأكد من وجودها وتابع بجدية... انا عاوز اعرف هي اخبارها اي دلوقتي
..
نظرت مودة إلى سماء التي كانت تتساءل بعينيها عن صاحب الإتصال بسبب المسافة بينهما، وتابعت بهدوء.. انت ادرا بحالتها أكيد 
آدم بجمود.... قصدك اي
مودة بجديه...قصدي انت فاهمه كويس يا بشمهندس والحاله اللي بتمر بيها صاحبتي بتأكد قد اي هي متجوزه راجل بصحيح
اتسعت عيون سماء عندما علمت أن الذي تتحدث معه مودة هو آدم، وكانت جملتها الأخيرة له أكثر ما أخافتها. أما مودة فحاولت تمالك نفسها وإظهار عدم خوفها، لكن كل هذه الرباطة انهارت عندما استمعت إلى نبرة آدم وهو يتساءل بفحيح... 
_اممم قصدك اني مش راجل
مودة بقلق... ها
ادم بسخريه...... هعديها عشان متعودتش ارد علي الجنس الناعم ووصلي رساله لصحبتك تخرج لأني دلوقتي واقف قدام بيتك
مودة بخوف... نعم واقف قدام بيتي دلوقتي
ادم بغضب مكتوم... اخلصي لأني مش فاضي 
مودة بغيظ... بس هي مش جايه معاك
ادم بغضب... اسمعي يا انسة مودة انا لسا لغايت دلوقتي شيلك جميلة انك استقبلتي مراتي في بيتك فمتخلنيش انسا ام الجميل ده وادخل اجيبها بنفسي. 
مودة بضيق من طريقته... ياريت تسيبها يومين لغايت ما نفسيتها تهدا 
_في تلك اللحظة وقفت سماء وفركت يديها بخوف فهي لم تتوقع ان يعرف مكانها
عند مودة ابعدت الهاتف عنها باستغراب فهو قد اغلق في وجهها. وقبل أن تغضب سمعت طرقا على باب منزلها، مما جعلها تنكمش.فـ والدها لم يكن هنا. لقد كان مسافراً لمدة يومين للعمل. نظرت إلى سماء التي كانت تنظر باتجاه الباب، وعلى وجهها تعبيرات الخوف. أخذت نفسا عميقا، في محاولة ان تهدء، وقبل ان تتفوه بكلمه ، غادرت سماء الغرفة لتفتح باب المنزل. فهي تعلم أن آدم لن يسكت، فاقتربت منها مودة بسرعة وأمسكت بيدها..... انتي هتعملي اي دا جاي يخدك
سماء بدموع... مش هيمشي ولو مفتحناش أقل حاجه هيعملها هيطلب من رجالته يكسرو الباب
مودة باستغراب.... سماء مستحيل ده يكون آدم اللي كنتي بتحكي عنه لأن اللي حكيتي عنه ابن اصول ومتربي 
سماء ببكا.... انا مبقتش عرفاه يا مودة وبقيت متوقعه كل حاجه منه
مودة بحنان.. طيب اهدي يا حببتي وامسحي دموعك 
أومأت سما برأسها ومسحت دموعها، أما الطارق لم يطرق الباب مرة أخرى حتى جاءت رسالة نصية لمودة ومضمونها....انا متعودتش اخبط علي بيت في وقت زي ده والأحسن  ان سماء تخرج 
قرأت سماء الرسالة، وأخذت نفسًا عميقًا، وأخرجته، وفتحت الباب. ظهر أمامها أحد حراس آدم. اما هو فـ كان جالسا في سيارته، وعندما رآها خرج منها واقترب وعيناه تتبعان وجهها الشاحب وتلك العيون المنتفخة من كثرة بكائها... وقف أمامها دون أن ينطق بجملة، فـ تحدثت بجديه. .... ‌انت اي اللي جابك ولسا عاوز اى
ادم بجمود... اي اللي جابني فـ انتي عارفه الجواب اما بقا لسا عاوز اي لسا بدري علي الإجابه ويلاه عشان الوقت متأخر
سماء بتعب واضح في نبرتها... بس انا مش عاوزه امشي من هنا وياريت تسيبني في حالي واول ما بابا يجي كل حاجه هتخلص
ادم بهدوء مخيف.... مراتي متقعدش في بيت مش بيتها اما بقا موضوع انك تخلصي فلما يجي وقتها ربك يسهل
ظهرت مودة في تلك اللحظة واردفت بجديه..... في طريقه للحوار احسن من كده يا حضرت
مرر آدم يده في شعره ببرود حتى هدأ وأمسك بيد سما ليخرجها من المنزل. وحاوطها بيده حول خصرها وأضاف بجدية.... يلاه بينا وبلاش تعملي مشاكل... وقبل أن يتمكن من التحرك معها نادته مودة منزعجة...استنا. فوقف وضغط على يده بغضب، فجاءت مودة ومعها مستلزمات سماء وحقيبة ملابسها واقتربت لتودعها وهمست بقلق.. .
سماء انتي متجوزه مصاص د*ماء
سماء بحزن...لا شيطان 
مودة بضحكه خفيفه......ابن الأيه منمش غير لما عرف مكانك المهم دلوقتي محدش هيقدر يساعدك لانك مراته بس انتي في ايدك تساعدي نفسك وطنط حسناء معاكي يعني متقلقيش وانا هكلمك ديما وهبقا اجيلك
سماء بحب... ان شاء الله ياحببتي
_ غادرت سماء بعد أن ودعت مودة، فهي لا تريد أن تسبب مشاكل لصديقتها وعائلتها، مما جعلها تغادر معه في صمت... صعدت السيارة وهو صعد بجانبها ، فنظر لها بجانب عينيه وقال بهدوء... أنت بخير.
ابتسمت سماء ابتسامه جانبيه ولم تقم برد عليه. تنهد بهدوء ولم يتحدث.... مرت دقائق ونامت سماء فسحبها بهدوء ووضع رأسها على صدره وأحاوطها وبعد فترة وصل إلى الفيلا ووجد والدته واقفة في انتظارهم. أما هو فحمل سماء التي كانت نائمه نوم عميق، فاقتربت منه أمه بلهفة وهمست:هي كويسه
_أومأ آدم رأسه بصمت وأخذها إلى غرفته ووضعها على الفراش وظل ينظر إليها. تنهد بتعب وفك حجابها ليكشف عن شعرها الذي كان شديد السواد. ابعد بعض الخصلات التي تمردت على عينيها وطبع قبلة خفيفة على جبينها وهمس بحب... انا اسف
_ابتعد وذهب للاستحمام. وبعد فترة خرج وارتدى بنطالًا قطنيًا رماديًا وفوقه تي شيرت قطني، وجلس يتابع عمله... وبين الحين والآخر كان يذهب ليغطي سماء التي كانت تتحرك كثيرا أثناء نومها، وهذا ما جعله يبتسم وهو يتابع نومها الغريب... كان يقضي وقتا طويلا في القيام ببعض الأعمال، وبعد أن انتهى اغلق الاب توب بتعب . واقترب يغطي سماء لعدد غير معلوم من المرات وضمها إلى صدره وذهب نوم عميق
.............. 
في اليوم التالي استيقظ ادم علي رنين هاتفه فقام برد بصوت خافض حتي لا تستيقظ سماء 
_خير
الحارس بقلق.. ادم بيه صهيب ورجالته هربوا وخدو معاهم عاصم
ادم بجمود... تمام واغلق بعدها فنظر لتلك النائمه فهو يعلم بنومها الكثير عندما تحزن.... ابتسم  ومرر أصابعه في خصلات شعرها بمحبة، لأنها كانت جميلة. اقترب منها وطبع قبلة خفيفة على رأسها. ثم ذهب للاستحمام، وبعد فترة خرج وارتدى حلة سوداء. رآها تململ. ففتحت عينيها. وكانت بين اليقظة والنوم فابتسمت عندما رأته أمامها وبضحكة خفيفة... يعمر بيتك راشق في كل مكان مش سايب دقيقه العنك فيها براحتي
ادم بضحكه... معلش مش مديلك مساحتك 
سماء بشهقه... اي ده هو انا مش في حلم
ادم بغمزه...لا
.
وقفت سما بسرعة ونظرت إلى الغرفة وتذكرت ليلة أمس فنظرت إليه بصدمة..... انت عملت فيا اي انطق 
نظر آدم بتعجب لصدمتها وتشبثها بثيابها، فحرك رأسه في نفاذ صبر وعاد إلى تمشيط شعره ووضع العطر واردف ببرود.... لسا معملتش بس اوعدك قريب اوي هعمل 
اقتربت منه سماء بغضب لأنه أدخلها إلى غرفته، وقبل أن تتمكن من الكلام شهقت من الصدمة عندما رأت نفسها بدون الحجاب.
ادم بغيظ.... ما تبطلي كميت الشهقات دي اييييي امال لو كنت غيرتلك كنتي هتعملي اي
سماء بغضب... كنت قتلتك وقطعتك حتت صغيره كده ورميتها للقطط
ادم بجديه... سماااااء 
ترجعت سماء خطوه للوراء فقترب منها عندما لمح خوفها الظاهر وهمس بهدوء مينفعش تكلميني بطريقه دي وانا وعد مني مش هعمل اى حاجه تزعلك مني تاني
نفضت سماء يده الممسكه بها واضافت بغضب... وانا مش عوزاك لا تكلمني ولا تقرب مني لأن كلها فتره وبابا يرجع وهنطلق
تنفس ادم بهدوء وغادر لتوقفه بنبره عاليه... استنا عندك انا لسا مخلصتش كلامي. 
التفت لها وضغط علي يديه بغضب..... بلاش تتطلعي اوحش ما فيا يا سماء وكلميني بأسلوب اقدر اسمعك بيه غير كده مش هترتاحي 
سماء بجديه..... انا عاوزه ارجع بيتي 
ادم ببرود.. ليه يا قلبي مش عجبك الفلا
سماء بغيظ...فعلاً مش عجباني ممله ودمها تقيل علي قلبي
ادم بضحكه خفيفه... هي مين دي
سماء بدموع... انا مش بتريق انا عاوزه ارجع للبيت هنا مش مرتاحه 
مسح آدم وجهه بهدوء وسحبها نحوه ليحتضنها بحنان، اتسعت عيناها من الصدمة عندما فجاءها صوته....اهدي ومش عاوز اشوفك بتعيطي ولو كرهك للفلا بسببي فأنا اسف
ازداد بكائها وبنبره مألمه... انا مش عاوزه أسفك انا عوزاك تسيبني ارجع لحياتي الطبيعيه بعيد عنك وعن كلامك اللي زي السم  انت لو بتعاملني علي اني غريبه هتكون معملتك احسن من كده بس انت بتعاملني كأني عدوه
تنهد ادم بحزن وضمها اليه اكثر.... شششش متقوليش كده انتي غاليه عندي يا سماء واللي حصل كان بسبب عصبيتي وقتها
_ابتعدت سماء عنه ومسحت دموعها واردفت بابتسامه جانبيه...مفيش كلمه قلتها كانت كدب الانسان وقت غضبه مبيطلعش من جواه غير الحقيقه وانت اللي جواك قلته ومش لازم تبرره علي العموم مبقاش يفرق لان في الحالتين انا مش حابه اكمل معاك
ادم بجديه...بس انتي مراتي 
سماء بهدوء... جواز صوري وهينتهي
ادم بتنهيده واي اللي مخليكي رافضه بعيدا عن اللي قلته
رفعت سماء عيونها الممتلئه بدموع لتتقابل مع عيونه الجامده واردفت بجديه.... مش دي الحياة اللي بتمني اعيشها انا مش بحب حياتك ولا حابه اكون فيها ومش مأمنه علي نفسي وانا معاك 
_أحس آدم بألم من كلامها فقد جرحته كثيرا بقولها تلك الكلمات فأومأ برأسه بهدوء وأضاف بجدية...  تمام يا سماء. أول ما عم محمد يرجع هعملك اللي عوزاه. قال جملته الأخيرة وغادر دون أن يضيف كلمة أخرى. أما هي فجلست على الأرض وواصلت البكاء بألم. فشمت رائحة عطره. على ملابسها بسبب العناق، فأغمضت عينيها مودعة الدموع العالقة، لتشم راحته بحب، فيقسم قلبها أن ما تحمله لآدم ليس حبًا، . فكيف ستسمي المشاعر التي كانت بداخلك كل هذا الوقت حبا؟ وهي تشتد وتنمو حتى تصل إلى مرحلة العشق، وهو ما يجعل الإنسان سعيداً، سعادة أبدية، أو حزيناً لمدي حياته........
#يتبع

تعليقات