رواية أنت عدوي الفصل الرابع عشر 14 - بقلم زينب سمير
رينا..
وقفها صوت عزيز، من أخر مقابلة متكلموش، وبعدوا مبيتعاملوش، لفت تبصله بلهفة، قرب منها ملامحه مرهقة وباين عصبي، شكله كان بيعاني في بُعدها زيـها
شكله مشتاق..
وصلها، أستنت ينطق كلماته بأحر من الجمر، لحد ما صدمها- تعرفي سوزي أختي فين؟
مردتش، بصتله ببهوت، مش هـي الطلب المشهود
نفت بلا وهي بتبلع غصتها، مـد إيده يضغط على دراعها بعنف ينطق بمشاعر متلخبطة- متكدبيش علشان توجعيني، لو سوزي عندكم عرفيني طمنيني سوزي هتفضل أختي حتى لو هي بنتكم في الدم، هي تخصني، هي عاشت معايا أنا، كبرنا سـوا، وأنا مش هسمح لعدواتنا إنها تدمر إخوتنا دي، مش هسمحلكم تردوا القلم في علاقتي بيها
عرفيها وعرفي أهلك الكلام دا،
رددت بدهشـة وعدم فهم- أنت بتقول أية؟ بنت مين ودم مين؟ أية دخل سوزي أختك بينا؟
بَعد الخطوة اللي قربها، ساب دراعها ينطق بإستيعاب- أنتي مكنتيش تعرفي؟
- أعرف أية؟
- مفيش، كإني مقولتش حاجة،
قالها وهو بيلف ويجري يبعد عنها وقلقه زاد، لو هي مش معاهم
فينها؟
ووقفت رينا تبصله بتشوش، بس.. في العالم دا
أي كلمة بتكون رصاصة، بتكون قاتلة، لازم تسعى علشان تضربها بدل ما تضرب بيها
ولازم تفهم اللي ورا كلامه، ومسكت فونها وهي عارفة هتكلم مين..
- آلو زاهر حصل حاحة غريبة و..
*****
في الكوخ الخشبي، واقفة سوزي لابسة فستان بيتي قطن، لونه أبيض ومليان ورود ملونة، قصير لفوق الركبة ولامة شعرها، قدامها لوحة بيضا وبترسم..
بعقل مشوش، ومن غير تركيز، وعقلها راح للي حصلها من تلت أيام
لما طلعت من بيت اليوراني وهي ناوية إن ملهاش دخول ليه تاني، ومش عارفة تروح فين، أزاي تروح لـ الإليازيين وتواجههم، وهتقول أية، ولا حتى زيدان
لقيت نفسها مشـوشة وتايهة، مسكت فونها وطلعت رقم أيوب لكنه إليازي في النهاية
فضلت حيرانة، ومجاش في بالها غيره، وطلبته
بعد نص ساعة كان قدامها، ركبت في العربية وبصلها، ملاحظ حالتها
- تحبي نروح فين؟
ردت بصوت مخنوق- مكان مفيهوش حد،
ووصلها للكوخ، إستناها تنزل لكنها منزلتش، بصلها وهـو بيضغط على شفايفه عارف عايزة تقول أية، ومستنية أية، عارف إن اللحظة دي جاية ومهما يحاول يهرب منها مش هيقدر..
ببطء، وبآلم، وبوجع.. خلع خاتمه، مـد إيده يفتح كف إيدها وحطه هناك
بصتله وفاقت من دوشتها في اللحظة دي، بصت للخاتم بعدم فهم و.. ليه؟!
- يمكن لأول مرة مكنش فاهم نظرة عينك إنهاردة، لكني دايمًا كنت فاهم اللي فيها قبل كدا، كل مرة كانت بتقولي إني أبعد عنك وأسيبك وأرحمك، أرجعك للي عايزاه
وأنا.. رغم إني عايز أكون أناني في حبك، لكني مقدرش أتحمل حزنك
روحي للي قلبك إختاره ياسوزي، لكن عايزك تعرفي حاجة وحدة بس، لو بصيتي لعيني كنتِ عرفتيها، أنا بحبك، أنا دخلت العالم دا وكملت فيه ومشيت علشانك
أنا كنت واخد قرار إني أكون بعيد عنه، وبابا كان مديني حرية الإختيار، لكن لإنك دخلتي فيه، دخلته وكملت وأتجَبرت كمان
علشان مسمحش لحد في يوم يقربلك، كنت وهفضل في ضهرك، حتى لو مش حبيبتي.. ولا خطيبتي وهتكوني لحد غيري، أعرفي إني دايمًا موجود علشانك، هحرق العالم دا في كل مرة يآذيكي..
ادخلي الكوخ متقلقيش المكان آمان، وفيه كل اللي ممكن تحتاجيه، وأنا مش هدايقك بأي شكل
يادوب نزلت ومشى، مدهاش فرصة تستوعب ولا ترد
ومكنش عندها رد، كان مفروض تحس بالحرية؟
محستش..
فاقت من أفكارها وبصت للخاتم اللي في إيدها، جـه وقت إنها تشيله هي كمان.. صح؟
مـدت إيدها وعكس السهولة اللي فكرت إنها هتخلع بيها الخاتم، كانت بتحركه بتردد، لكنها في النهاية شالته
بقيت حرة،
تقدر تختار طريقها، وتمشي ليه
وطريقها معروف،
بصت للوحة اللي رسمتها، وصدمتها..
مكان محروق وفيـه حد طالع منه كإنه بطل خارق، وبسمة ثقة وغرور مرسومة على ملامحه، ماسك فون ومكتوب فيها رسالة واضحة.. سأدع هذا العالم يحترق لأجلك
أمتى رسمت دا ولية عقلها فاكر الموقف دا ومش ناسيه؟
*****
زاهر.. هو زاهر، لو عايز يعرف حاجة هيعرفها، أعطيه طرف خيط وهيكّر البكرة
علشان كدا، قبل ما يجي الليل، كان جامع عيلته قدامه، يعلن بهدوء عجيب- ريم بنت عمتي جيهان.. عايشة
ونظرات الصدمة أنتشرت في المكان، وأيوب الكبير اللي ثباته خانه وإيده سابت عصايته وكان هيقع لولا لحقه ابنه
ورجع يبص لزاهر يسأل بإستنكار- أنت جاي تهزر على المسـا؟
نفى زاهر، يكمل- كل اللي بقوله وهقوله حقيقي وهوريكم الدلائل دلوقتي، ريم عايشة.. وشاكر اليوراني كان سبب الحادثة زي ما جدي كان شاكك فعلًا و..
قاطعه صوت ينطق بلهفة- طيب هي فين.. نوصلها أزاي، وأزاي كل السنين دي منعرفش بيها
نطق وعيونه بتبص للكل- هـي كانت قدامنا كل السنين دي، وإزاي معرفنهاش لإن اسمها أتغير.. هـي بتكون
بص لأيوب في اللحظة دي، ينطق ببطء كإنه بيعطيه دفعه أمل جديدة، يتمسك بيها
- سـوزي شاكر اليوراني، شاكر زَور كل ورقها وسافر بيها ورجع لما كبرت شوية وملامحها أتغيرت عن الأول بكتير، علشان محدش يتعرف عليها، ووقتها أعلن إنه كان متجوز في السـر من وحدة أجنبية والكل صدقه
نطق واحد من أعمامه بغل- يابن الكلب.. يابن الكلب
خلى بنتنا عدوتنا، كل السنين دي بيحاربنا بسلاحنا
نطق أيوب الكبير بطلب، برجاء وتوسل مغلف بالأمر- رجعولي بنت بنتي.. وأخوها، رجعوهم لحضني، وهاتولي حق بنتي..
هز الكل راسه بإن لا تقلق
جـه وقت نهاية شاكر اليوراني،
نطق زاهر يوقفهم- في مشكلة صغيرة، سوزي مختفية، واجهت شاكر اليوراني بالحقيقة وأختفت
وظهر القلق.. من جديد
*****
وأنتشر الخبر كالنار في الهشيم، بنت اليوراني في الأصل حفيدة إليازي وزيدان، لأول مرة رحيم.. يقرر يطلع من قوقعته، وكان علشانها!
زيدان واقف بيستوعب الخبر لقى اللي بينزل على السلم بمساعدة الخدم، قرب منه بلهفة- رحيم
- ريم أختي
- هجبهالك.. متقلقش بس أرتاح أنت
- خدني ليها
- تعالى أنا كنت رايح لجدك أيوب
كمل بحماس- تيجي معايا؟
هز راسه بـ آه، وزيدان مش مستوعب، من سنين ومبيطلعش، مبيتفاعلش مع حد غير معاذ..
دخل زيدان مع معاذ لقصر إليازي اللي كان باين عليهم نفس اللهفة والشـوق، سألوا عنها لكن عرفوا إنها مختفية بمزاجها
حكوا كل حاجة، ووسط دا كله ظهر معاذ
بصله أيوب بتحفز لكنه قرب من رحيم وقعد قصاده يسأله بقلق- مالك في أية، طلبتني أجيلك بسرعة لية؟
رحيم بفرحة كبيرة- ريم أختي طلعت عايشة، سوزي خطيبتك هي ريم..
وبسرعة حكاله الحكاية، وسط دهشـة معاذ
كمل رحيم بزعل- بس للأسف أختفت قبل ما أقابلها.. محدش عارف هي فين
بص معاذ حواليه بتفكير، كل دول عايزينها وهي أكيد محتجاهم
يبقى حالتها في أخر مرة يشوفها كانت بسبب الموضوع دا
وقعت عيونه على أيوب، كأنه دلوقتي بيقدمهاله على طبق من فضة، بنفسه بيوصل حبيبته لغيره
لكته أتحكم في أنانيته.. وحبه
ونطق- أنا عارف فين مكانها..
وفـي الكوخ..
خبطات خفيفة على الباب، وقفت وراه وهي ماسكة سلاحها، نطق صوت عرفاه- دا أنا ياسوزي.. معاذ
إتنهدت براحة، ونوع من السرور غمرها، يمكن لإن بقالها أيام هنا لوحدها؟ فتحته وهي بتبتسم بخفة، قبل ما تستوعب لمحت كل الناس اللي وراه..
بهدوء.. سحب نفسه من قدامها وسـاب الساحة، قبل ما تستوعب إنهالت الترحيبات والأحضان والبكاء
وحاجات كتير، قرب أيوب يمسك إيديها يضمهم بحب ينطق ببسمة واسعة- شوفتي العالم عايزنا نكون لبعض أزاي؟ بدل ما تكوني عدوتي طلعتي أقرب حد ليا.. محدش هيقدر يبعدنا عن بعض تاني ياسوزي.. هتجوزك
قالها بإصرار وهو بيميل ناحيتها يحضنها، يكتفها، مـدت إيدها ببطء تحاوطه والكل مبسوط
رفعت عيونها تبص لبعيد وقعت عيونها على معاذ واقف ورا الكل، حاطت إيديه في جيوبه ومبتسم..
بسمة رجل واقف ميت.. فاز في كل الحروب إلا حرب الحب
كسب كل حاجة إلا الحاجة اللي كان عايزها
خـد من الدنيا كل حاجة إلا الفرحة..
لما لمح نظرتها ليه صقف ليها بخفة من غير صوت كإنه بيقول مبروك.. قبل ما يلف ويركب عربيته ويمشي..
خالي الوفاض.
*****
فسخ خطوبة وعقد خطوبة
وكفة الزعامة ترفع عن كفة وتروح لكفة
لبسها دبلتها وميل يبوس إيدها وهو بيقول بعيون لامعة- مبروك علينا ياحبيبتي
أبتسمتله بسمة لسة باهتة، مش عارفة مالها، حالها أتشقلب، بتحاول تستوعب وتتخطى لكن صعب
أتفتح الباب وطل الثلاثي اللي ياما شالت مسئوليته، طاهر وحليم وعزيز، ملامحها غصب عنها راقت وحنت
قربوا منها، طاهر وحليم وقفوا بعيد سيكا ظاهر عليهم الإحراج والتردد
لكن عزيز قرب بإندفاع يحضنها، يقول بآسف- أنا أخوكي أنتي.. مش ابنه
لاعبت شعره وهـي بتأكد- طبعًا ياحبيبي، هتفضل أخويا وحبيبي وابني الأول كمان
تنهيدة أرتياح طلعت من الكل وأستجرأ طاهر وحليم وقربوا يسلموا، يعلنوا إستمرار العلاقات
ونهاية الطموحات- عمي شاكر هيتجنن، عمال يخسر علاقات وشغل بالهبل ومش لاقي حد ينقذه، والحلف قالب عليه الدنيا
جـه معاذ على بالها، إستفسرت بقلق- معاذ الجوادي حصل فيه أية؟ الحلف..
قاطعها حليم بإعجاب- دا داهية أنتي لسة هتعرفيه؟ قلب التربيزة كلها على عمي
قال أخر كلامه بحزن وهو بيتابع- قالهم إن عمي طلب منه يعمل كدا علشان يوافق على جوازكم وفي الأخر ضحك عليه وفسخها.. وقدم مساعداته ليهم علشان ياخدهم حقهم
ابتسمت بإعجاب غصب عنها، محدش يقدر يغلبه!
وأنتهى اللقاء بـ- إحنا هنفضل أخواتك.. هتفضلي سندنا، ملناش دعوة بيـه
وأكتمل الحفل، لحد ما خلصت الليلة و..
- الأولاد من حقهم يعيشوا في بيت أبوهم ياأيوب ياإليازي، أولاد ولدي هيمشوا معايا
- كفاية عليك العمر دا كله ورحيم معاك، سيبلي العيال شوية
- رحيم ميقدرش يسيب بيتي، وريم لازم تبقى مع أخوها
- ريم هـ..
- بعدين دلوقتي بنتنا مخطوبة لولدكم أزاي نقعدهم في بيت واحد؟ لا البت هتروح معانا
قرب زاهر من أيوب يهمس بسخرية- دا على أساس إن أحنا آمه جوامع مش قتالين قتلة
ضربه في كتفه بمعنى أخرس
زاهر برفعة حاجب- بعدين أنت ساكت لية وكإن عادي إنها تمشي
أيوب بفرحة وراحة غمراه- أنا كنت فين وبقيت فين، كفاية إن دبلتي في إيديها الباقي سهل
- غريب الحب مين فاهمه
اللي عامل فيها تقيل، من ساعة بعت خطاب ملهوش أول من آخر لكارين
' كارين..
متوقعتش إني من غير إنتباه مني أكون عامل فيكي كدا، وأكون سبب في تغييرك بالشكل دا، أسف.. وقتها كنت طايش وأهبل، كنت سطحي..
لكني عايز أقولك وأنتي بريئة وطيبة، بضفيرتين ونضارة، كنتِ جميلة وتسحري
ولما كبرتي وأتجَبرتي وقويتي، بقيتي أحلى وأحلى
أنتي حلوة في الحالتين.. وحبيتك في الحالتين
حب متخيلتش إني هحبه لحد، شكلي حبيتك من سنين، من لما كنتي بضفاير وأخت صاحبي برخم عليكِ وبدور عليكي علشان أرازي فيكي..
تتجوزيني؟ '
لكن جاله الرفض أسرع مما توقع وتخيل
' العيلة اللي فيها وجع أخويا مدخلهاش
طلبك مرفوض '
وفي النهاية فاز زيدان في الجدال وأنتقلت سوزي لعيلة أبوها، لحد ميعاد الفرح
اللي لسة ملهوش معاد..
يتبع..
لـ زينب - سمير
•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية