رواية أنت عدوي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم زينب سمير
أتحرك أيوب بعربيته مع سوزي، الجو بينهم هادي هي مسهمة مش متكلمة، بيبصلها بين دقيقة والتانية لكنها مش مركزة
لحد ما نطق أخيرًا- سوزي.
مـد إيده يمسك إيدها فإتخضت تبصله وهي بتسحب إيدها بحركة تلقائية، أبتسم يطمنها و- دا أنا أيوب.. حبيبك
أبتسمتله لما رجعت لأرض الواقع، كمل هو- ومش هكون غير حبيبك، متعرفيش الساعات اللي فاتت دي عدت عليا أزاي، وقتها كنت هتجنن بلف حوالين نفسي، أكتسبت طاقة معرفش جتلي منين، أنتي بتخليني حد تاني ياسوزي
وعلشان كدا.. أنا مش هسمح للمهزلة دي تستمر، العبط اللي بيحصل هينتهي، لا هتكوني لغيري ولا هكون لغيرك
ولا هسمح لعداوة سخيفة بقالها سنين تقف حائل بينا
أنا هعرف الكل إني بحبك وهقف في وش الكل وهتجوزك
وأول خطوة علشان دا يحصل..
مسك إيدها داس على صباع معين و- الخاتم دا وصاحبه يطلعوا من حياتك
بصت للخاتم ومشاعر غريبة كتيرة محوطاها، اللي عرفته واللي أيوب بيقوله، عايزة تقوله فعلًا مبقاش في حاجز بينا
بكلامه عن الخاتم.. أفتكرت صاحبه اللي لمحته خطافي قبل ما ينسحب
فبصت لأيوب تقول بتوقع- أنت طلبت مساعدة معاذ؟ علشان كدا لقيتوني بسرعة
نفى بسرعة، يقول بصوت شبة مغرور وواثق، ينسب الحق لأصحابه- لقيتك بنفسي.. ومع زاهر، جهد إليازي خالص
معاذ بتاعك دا
حرك جانب شفايفه بتريقة مكمل- وقع من طوله، طلع هفأ، مدينله حجم أكبر من حجمه أنتي وزاهر
بصتله من غير رد، ميعرفش هو معاذ
لكنها تعرفه، حجر ميقعش إلا لو ورقة طيرته
معقول هي الورقة؟ كل حاجة بتقول إن هـي الورقة!
أفتكرت شكله لما الراجل وراها الفيديو أزاي كان مسهم وتايـه،
- وصلنا..
فاقت على صوت أيوب، بصت حواليها لقيت إنها قدام البيت
- تعالي هنزل معاكي لازم أواجه باباكي
منعته، لسة في كتير قدامها تعمله، كتير تفكر فيه
- مش دلوقتي
بصلها برفعة حاجب فسرت- صدقني كل حاجة هتتحل، إديني بس وقت
مكنش فاهم، لكنه بيثق فيها، فهز راسه بتمام
نزلت بعد ما ودعها ودخلت للبيت، تبصله وهي بتمشي بأحاسيس غريبة، مطلعش مكانها، مطلعتش بنت البيت دا زي ما عاشت طول عمرها مصدقة الحقيقة دي
كل حاحة حواليها شيفاها ضبابية، الدنيا سودا، العالم كله أسود
لسة بتحاول تستوعب وتصدق، بس هنا جه دور إنها تشكر معاذ، هو اللي خلاها إنها في ظرف زي دا ومع حقايق بشعة زي دي، تبقى لسة واقفة على رجليها، مش مبينة ضعفها وتستوعب أسرع من غيرها
كل حيلة، كل مهارة، كل حاجة اتعلمتها
كان الفضل يرجع لمعاذ فيها
دخلت البيت أخيرًا فجرى عزيز عليها يحضنها ويطمن عليها، من بعده طاهر وحليم، خرج شاكر على الصوت
وإتعلقت عيونهم ببعض في نظرة طويلة
قاطعها لما قرب، يقول ببسمته المعتادة.. المحبة اللي قادرة تكتشف دلوقتي تزيفها لأول مرة- كنت عارف إنك هترجعيلي من غير خدش واحد، بنتي.. وريثتي
قرب يحضنها، جت ترفع إيدها تمنعه لكنها وقفت، لسة مأخدتش قرار تعمل أية
تواجه ولا تنكر،
بَعد عنها أخيرًا قبل ما يقول طاهر بغيظ- طبعًا خطف سوزي دا كان رد فعل على هجومك على رفيق، مش صح ياعمي؟
بص الكل لشاكر اللي حاول يخفي توتره، كمل حليم- أية اللي بيحصل ياعمي بالظبط، عرفنا علشان نبقى معاك على الخط، نعرف أية اللي مستنينا
زعق- مفيش حاجة مستنيانا دا حوار بيني وبينه وأنا هنهيه، هقابله وأتفاهم معاه.. محدش فيكم ليه دخل باللي بيحصل وأنتي ياسوزي يلا أطلعي أرتاحي أكيد تعبتي
هزت راسها بتمام، لسة هتمشي دخل جغفر الآيد اليمين لشاكر بيجري وهو بيقول- مش هتصدق اللي بيحصل ياشاكر بيه
بص الكل ليه بإستفهام ففسر- المقر الرئيسي لحلف سوزانكس بيولع بكل اللي فيه، أول مرة حد يعمل حاجة زي دي من غير ما يبعت إنذار او تحذير زي ما متعودين
مش كدا وبس.. أي فندق أو ملهى.. أو مينا يخصهم اتولع فيه، دا غير إن حصل هجوم مسلح على نص أعضاء الحلف..
وراهم صور وفيديوهات بتوصله أول بأول،
والكل بيبص لبعض بتعجب، بص طاهر لشاكر اللي نفى- مش أنا أكيد أنا مستحيل أتهور وأعمل كدا، ولا عندي إمكانية إني أعمل كدا
وسوزي بصتله بسخرية مريرة، لانه لو هيعمل.. أكيد مش هيعمل علشانها
حليم بتعجب- أومال مين!
وصل لسوزي في اللحظة دي رسالة فتحت شنطتها اللي اعطالها أيوب، مسكت فونها وفتحته لقيت إنها رسالة من معاذ بصورة
فتحتها لقيت جثتين قدامها، الرجلين اللي خطفوها، مقتولين بأبشع الطرق، لدرجة إنها هي وبكل الدموية اللي عاشتها كطل حياتها وشافتها، اتخضت وخافت.. وقرفت
لحظة ووصلها فيديو تاني، لية وهو طالع من فندق وبيرمي ولاعة فبيتحرق وراه، ولقطة تانية في ميناء بيولع وراه وهو بيبتسم للكاميرا.. ليها.. كإنه بيبصلها
وكذا لقطة مجمعة وهو بيولع في كل غالي وليه قيمة يخص حلف سوزانكس، وأغنية
' l'd let the world born '
let the world born for you ' شغالة في الخلفية
' سأدع هذا العالم يحترق، سأدع هذا العالم يحترق لأجلك '
بيقلب العالم كله ضـده حرفيّا، بيفتح عليه نار جهنم!
كل دا لية؟ علشانها هي.. سوزي
معاذ بيعمل كدا علشان بيحبها، معاذ عرض مساعدته علشانها، عادى أيوب في البداية علشان كل دا يحصل
كل الأوراق أتكشفت واتفهمت،
وخراب بخراب بقى، بمشاعر غريبة ومش مفهومة
لقيت نفسها بتبتسم وهي بتلعب في دبلتها
حد بيولع في العالم علشانها
وأيوب بيقول عليه هفأ، بيقول عليه ضعيف،
قالتله أنت متعرفهوش، هو دا معاذ
حبه من نـار! نار هتولع فيه قبل ما تولع في اللي حواليـه.
*****
دخل أيوب المكتب وهو رايق وبيغني، بيلعب في سلسلة مفاتيحه، حاسس بالنصر لأول مرة، وبالقوة
غلب معاذ، معاذ طلعها من وسط هجوم
لكنه انقذها من إختطاف، حبه أقوى، وهو أقوى
دخل عليه زاهر لقيه في حالة الروقان دي، قعد قدامه وهو بيبتسم و- اللي واخد عقلك
- هو في غيرها، إنهاردة شوفتني وأنا بحاول أوصلها أنا حسيت إني مش أنا.. كان عندي استعداد ادخل هجوم زي اللي حصل من فترة دا علشانها،
شوفت الحب الحقيقي، مش تقولي معاذ اللي وقع جنب نقطتين دم فكرهم بتوعها دايخ
حرك زاهر راسه بقلة حيلة، لسة أيوب كتير عليه علشان يستوعب العالم دا كله
فتح الفون و- معاذ اللي مش عاجبك دا، تعالى شوف عمل أية بعد ما وقف على رجليه وعرف أن سوزي رجعت بيتها سليمة
وراه كل الدمار اللي ألحقه بالحلف، وأيوب بيوسع عيونه بعدم تصديق و- دا مجنون
- دا حقيقي.. بس شوفت معاذ قادر على أية؟ هو بس الصدمة شلته، وقفت عقله، لكن لما عقله رجعله شوف قلب الدنيا عليهم أزاي
فضل أيوب يبص للقطات المتفرقة اللي موجودة وبتتسرب بسرعة البرق، والكل عرف الكواليس اللي وراها
حبيبته كانت مخطوفة فبياخد حقها
وردرو الفعل كانت مختلفة، لكن تعليق بس لفت إنتباهه
' علشان كدا بقول دايمًا أنا مش عايزة البطل اللي يضحي بيا علشان العالم
انا عايزة الشرير اللي يحرق العالم علشاني '
وحس إنه بيخسر لتاني مرة قدام معاذ
*****
في بيت زيدان،
واقف معاذ قدام سور بلكونة بيبص لجنينة قدامه فيها نافورة وسرحان في البجع اللي فيها، قرب رحيم بكرسيه العجل لحد ما وقف وراه
- ناوي على أية بعد ما خربتها ياحلو؟
بصله بملامح هادية، مسالمة، مستسلمة و- ولا حاجة
رفع رحيم حاجبه و- بعد دا كله جاي تقولي ولا حاجة؟ هتستسلم بالسرعة دي؟ هتسيب سوزي؟
- قلبها مش ليا، مهما قولت ميهمنيش تحبني ومهم تكون معايا هبقى كداب، أنا عايزها هي بكل حاجة فيها.. مش عايزها وناقصها أهم حاجة.. حبها وقلبها
رحيم بغيظ- سوزي دي غبية ومبتفهمش، مش ذكية زي الكل ما بيقول، اللي تسيب واحد زيـك ومتحبهوش تبقى عبيطة، وعلشان مين؟ واحد عبيط زي أيوب دا
- لاحظ إنه ابن خالك
رفع ايده بلا مبالاة، محدش غالي في حياة رحيم قد معاذ
سـاد صمت بينهم لثواني لحد ما قطعه رحيم بغيظ أكبر- ولما بعد دا كله هتسيبها، حرقت العالم علشان خاطرها لية ياحبيب
- ما أنا طول عمري بحميها وباخدلها حقها حتى لو مش قريبة مني، جت على المرادي؟
- على رأيك.. بس المرة دي صعبة، كدا بتبعد الزعامة عنك
- كدا كدا مش عايزها كنت هخدها علشانها،
بصله رحيم بغيظ كتير، لو يقدر يخنقه
رجع معاذ يبص للنافورة قدامه ويسرح فيها، قرب رحيم منه لحد ما وقف بكرسيه جنبه
إتنهد بآسى و- البجعات دي أخر حاجة باقية من ريم..
هـي اللي بتفكرني بيها، حتى ريم نفسها مش فاكرها، لكن فاكر زنها على جدي لحد ما جابهم ليها
- الله يرحمها
قالها معاذ وهو بيربت على كتفه بمواسـاه.
هـي دي علاقتهم، أساسها المواسـاه، معاذ يـواسي رحيم على كل ما فقده، من أحلام وعيلة وصحة وطموحات
مش راضي يسعى ليها
ورحيم يواسـي معاذ في أصعب خسارة ليه.. حب مش مكتوب يكون ليه..
*****
بعد يومين،
- رايح فين؟
قالتها سوزي لشاكر وهي واقفة عند باب مكتبه في البيت، رد وهو بيلبس بالطو أسود طويل- هقابل رفيق، هحاسبه على الحركة البايخة اللي عملها معاكي
بسخرية- تحاسبه ولا تعرف أية اللي حصل معايا بالظبط؟
بصلها بضيقة حاجب وإستفهام- قصدك أية؟
فكت إيدها اللي كانت مربعاها وهي بتقول بنبرة ساخرة مريرة- بقالي يومين بفكر وعقلي بيرجعلي كل حاجة لحد ما أستوعبت اللي بيحصل..
أنا مش جوهرة شاكر اليوراني.. أنا الطُعم اللي مقدمه للناس
قربت بخطوات بطيئة وصوتها بيعلي سنة سنة- مش بنته الحبيبة بل حارسته العزيزة..
أصل لية؟ واحد عنده تلت رجالة في البيت طُول بعرض كلهم من صلبه وبيعتبروه أبوهم، يسيبهم كلهم ويختار بنت تكون خليفته؟
لية يميزها؟ قوية زيادة؟ ذكية زيادة؟
ولا علشان هي ليها مهمة تخلصها وتمشي، تجيب الزعامة وبعدين ترميها لأي حد..
دايمًا مقدمني كصفقة، خدوا سوزي، مخليني عرض..
لية؟ حب..؟ ولا حاجة بتفتخر بيها.. مكسب
بتكسر بيه عيون ناس.. مش عارفين بيها أصلًا
كان بيسمعها مزهول وكل شوية يفتح بوقه بصدمة أكتر، رافض يصدق اللي وصله
سوزي عرفت اللي ياما عاش عمره يخبي فيه، سـره الوحيد
لكنه حاول يتماسك ويعمل عبيط- أية الكلام الفارغ اللي بتقوليه دا، معنديش وقت ياسوزي لما نرجع نتكلم..
قاطعته- ريم.. متعملش مش فاهم.. كل حاجة اتكشفت وعرفتها
أنا ريم.. ريم فؤاد زيدان،
عيشتني كسوزي عمري كله، خليتني عدوة لعيلتي، كنت عايزني أسرق منهم حاجة ملكي..
بس خلاص كل دا خلص، من إنهاردة هعيش كـ ريم، هندمك على كل ثانية ربيتني فيها وزرعت فيا كل حاجة علشان أحقق أحلامك.. هستخدم كل حاجة علمتهاني علشان أخد منك أحلامك.. أخد منك كل حاجة كان نفسك فيها
هتشوف بنفسك اللي ربيتها على إيدك هتعمل أية
لفت علشان تمشي لقيت عزيز واقف بيبصلهم هما الأتنين بصدمة، وعيونه مدمعة
بصتله للحظات طويلة من غير كلام قبل ما تمشي وتسيبه، وتسيب البيت كله
مبقاش ليها مكان هنا،
ولا في أي مكان تاني، أختفت سوزي عن الأنظار فجأة للمرة التانية
لكن المرة دي بموافقتها
يتبع..
•تابع الفصل التالي "رواية أنت عدوي " اضغط على اسم الرواية