رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الثالث عشر 13 - بقلم فريدة عبدالرحمن

 

 رواية ليل و لعنة الزمن الفصل الثالث عشر 13 - بقلم فريدة عبدالرحمن


ليل كانت قاعدة قدّام النار.
النار صغيرة… بتتحرك بهدوء، وكأنها خايفة تلمسها.
أويس واقف قريب، عينه مش سايبة وشها.
هي مش بتبص له… عينها على إيدها.
في خط أسود… رفيع زي دخان ناشف، مرسوم على كفها.
بتحاول تمسحه… بس مش بيتشال.
زي وشم مش من عالمهم.
زمردة قالت بصوت هادي، وهي بتقلب صفحات الكتاب:
– ده… أثر البوابة.
هي ما بترجعش حد من غير ما تسيب علامة.
أويس بقسوة، وهو راكع عندها:
– علامة إيه؟!
دي ليل… دي مش لعنة عشان ترجع مشوّهة!
ليل همست، وصوتها طالع من مكان بعيد:
– أنا سمعت صوته…
كان بيضحك.
وكان شايفنا… شايفكم كلكم.
بس ما ورانيش كل حاجة.
حسيت… إنه لسه مستنّي.
أويس مدّ إيده على وشها، حاول يخلّيها تبص له:
– أنا هنا.
وأنتِ رجعتي.
محدش هيقربلك طول ما أنا موجود.
هي ابتسمت ابتسامة صغيرة… متعبة.
– بس أويس…
هو لسه جوّه.
وجوّه… أنا حسيت إن في باب تاني لسه ما اتفتحش.
ليل سكتت، وفضلت عينيها على النار.
صوتها كان زي الهمس:
– كأن… البوابة لسه مفتوحة.
أنا حسيت ده، حتى وأنا رجعت.
أويس شدّ نفسه، قعد قدّامها على الأرض، صوته فيه عناد وخوف:
– مش هسيبها مفتوحة.
لو كان فيه باب تاني… هقفله قبل ما يوصل لك تاني.
بس قوليلي، ليل… إيه اللي شفتيه هناك بالظبط؟
ليل أخدت نفس، وشها اتشدّ وهي بتفتكر.
– القصر… زي قصرنا، بس كان مكسور.
الحيطان بتنزف نور أحمر.
وشفتك… بعيد، واقف وسط الدم.
كنت لوحدك…
كنت ميت.
أويس اتشنج، بس قبل ما يرد، سمعوا صوت خطوات وراهم.
ريان كان واقف عند مدخل الغرفة، ضهره للحايط وعينه عليهم.
– ده مش حلم يا أويس.
ده تحذير.
لو البوابة ورّت لها الرؤية دي… يبقى العدو عارف خطواتنا قبل ما ناخدها.
أويس بص له بنظرة فيها نار:
– وده مش معناه إننا نسيبها تموت تاني جوه باب غريب!
أنا كنت هخش وراها، وأنت اللي منعتني!
ريان قرب خطوتين، صوته هادي بس حاد:
– لأني لو كنت سبّتك، كنا هنخسركوا لتنين.
إنت مش فاهم حجم اللعبة دي يا أويس…
اللي ليل شافته… جزء من لعنة مش هتفهمها لو فضلت تتصرف بالعاطفة.
ليل رفعت راسها، صوتها ضعيف لكن حاد:
– كفاية.
كلكم بتتكلموا كأن أنا مش هنا.
أنا اللي شفته… وأنا اللي هقرّر أتعامل معاه.
أنا مش هستخبّى.
ريان بص لها نظرة طويلة، فيها قلق مش قادر يخفيه.
– الكلام ده مش لعبة يا ليل.
البوابة جرّبت تموتك… والمرة الجاية يمكن ما تسيبش فرصة ترجعيلنا.
هي وقفت، رغم التعب، بصت في عينيه مباشرة:
– يبقى المرة الجاية… أكون مستعدة.
يُمنى: قومي يا ليل نامي، وبكره نبقى نفكر هنعمل إيه.
أويس بص لها وقال وهو بيشيل ليل بين إيديه:
– يُمنى بتتكلم صح. تعالي.
ليل سندت عليه وهي تعبانة، ودخلوا أوضتها.
الجو كان هادي… إلا من صوت أنفاسهم.
عدّى وقت طويل وهي بتحاول تنام، وأويس نايم جمبها، ماسك إيدها كأنه خايف تروح تاني.
فجأة…
خبط قوي على الباب.
ليل اتخضّت، قامت نص قومة، وأويس شد نفسه بسرعة.
أويس بصوت جهوري:
– ادخل!
يُمنى وريان وزمردة دخلوا جري، وشكلهم متوتر.
ريان بصوت عالي، سريع:
– زمردة لقت حاجة!
زمردة كانت بتنهج، إيدها ماسكة ورق قديم، وصوتها بيترعش وهي بتتكلم بسرعة:
– أنا… أنا لقيت طقس… لازم يتعمل… علشان نعرف هنتعامل إزاي مع ملك الظلام!
ليل رفعت عينيها، وشها شاحب:
– ملك الظلام…؟
زمردة أومأت بسرعة:
– آه… الاسم ده اتكرر في الكتاب اللي جبتوهولي.
هو اللي ورا البوابة… واللي ليل شافته ما كانش إلا جزء من قوته.
لو ما حضرناش الطقس ده، مش هنقدر نقف قدامه.
ريان شدّ نفسه:
– والطقس ده… محتاج إيه بالظبط؟
زمردة بصت لهم، بنظرة تقيلة:
– دم… نار… وكلمة مش هينفع تتقال إلا من اللي شاف وجه الظلام بنفسه.
ليل اتسمرت مكانها، حسّت قلبها بيدق أسرع.
– يعني… أنا.
ليل قامت على رجلها رغم التعب، عينيها فيها لمعة عناد.
أويس شدّها من إيدها، ساكت… عينه مليانة قلق مش عارف يخبيه.
ليل بصت له، صوتها هادي لكن حاسم:
– طب يلا… يلا نبدأ من دلوقتي.
أويس اتنهد، كأنه فاهم إنها مش هتتنازل.
ريان قال بسرعة:
– هنجهّز الساحة. زمردة، قولي لنا كل خطوة.
زمردة هزت راسها، وفتحت الورق اللي في إيدها:
– الطقس لازم يتعمل حوالين نار، وفيه رمز لازم يتكتب بالدم… دم حد من "سلالة النور".
أويس رفع حاجبه:
– سلالة النور؟ يعني مين؟
زمردة بصت له بتركيز:
– أنت.
الهدوء وقع على المكان.
أويس ابتسم ابتسامة سريعة، فيها غضب:
– مش فارق. هعمل أي حاجة لو ده هيحميها.
ليل قربت، لمست إيده:
– أويس… أنا اللي دخلت البوابة.
أنا اللي لازم أتحمّل.
أويس شد إيدها ناحية قلبه، صوته نزل واطي:
– وإنتِ تفتكري إن قلبي هيوافق يسيبك تدخلي حرب زي دي لوحدك؟
ريان قطع اللحظة:
– ما فيش وقت. لو هنعمل ده، لازم نبدأ قبل طلوع الفجر.
زمردة بسرعة:
– يلا بينا… هاتوا الشموع السودا، وحطّوا الطين حوالين الدائرة.
وقفوا كلهم بعد ما حطّوا الطين حوالين الدائرة.
النار اتشعلت في النصّ، شعلة صغيرة لكن لونها مش طبيعي… أحمر غامق كأنه دم.
ليل وأويس واقفين جوّه الدائرة، إيديهم شبه متشابكة، وعيونهم مش بتفارق النار.
زمردة قاعدة على الأرض برا الدائرة، لابسة زي غريب عليه كبشة سودا مغطية راسها، عينيها طالعة من تحت القماش زي شرارات.
ويُمنى وريان لابسين زي رمادي، واقفين جمب زمردة، ملامحهم فيها قلق وترقب.
زمردة بصوت تقيل، بدأ يرنّ في المكان:
– الدائرة اتقفلت.
أي كلمة دلوقتي مش هتكون منكم… لكن من اللعنة اللي بنتحداها.
مستعدين؟
ليل شدت نفس طويل:
– مستعدة.
أويس بص لها بنظرة فيها كل القلق والحب:
– أنا معاكي.
زمردة حطت إيدها على الأرض المرسوم عليها رموز من الدم والطين، وبدأت تتمتم بكلمات غريبة، كأنها مش لغة البشر.
النار ارتفعت فجأة، وبدأت تتحرك يمين وشمال… كأنها بترقص.
ريان بص بصوت واطي ليُمنى:
– شكلك ده طقس تقيل…
يُمنى همست له:
– ربنا يستر، أنا مش مطمنة.
فجأة، شعاع من النار مدّ زي إيد نحاسية ولمس إيد ليل.
ليل شهقت، بس مسكت نفسها.
زمردة صرخت فجأة:
– ليل! قولي اسمه!
قوليه… ملك الظلام!
ليل بصوت عالي، كأنها بترمي روحها في الكلام:
– ياااا ملككك الظلاممم!
النار ارتجّت، ولونها اتحول للأسود للحظة.
زمردة صرخت وهي رافعة إيدها:
– قولي تانيي!
ليل عضّت شفايفها، وصرخت تاني بكل قوتها:
– يااا ملككك الظلاممم!!
الدائرة كلها اهتزّت، الطين اللي حواليها بدأ يتشقق ويطلع منه دخان أسود.
ريان خطى خطوة لقدام، صوته قلق:
– زمردة… في حاجة مش طبيعية بتحصل!
زمردة بصوتها الغليظ:
– اسكتوا! لسه ما ظهرش… لازم تناديه بالاسم.
ليل حسّت إن الهوا حواليها تقلّ، كأن في حاجة ماسكة قلبها.
– طب… اسمه إيه؟
زمردة قفلت عينيها وقالت بسرعة:
– قولي "يا ملك الظلام… أظهر!"
ليل شدّت نفسها، عينيها مليانة نار:
– يااا ملك الظلام… أظهـــرررر!!
---
النار فجأة فتحت زي عين ضخمة، لونها أحمر وأسود، وطلعت منها ريحة كأنها حرق ودم.
صوت جهوري، غريب، طلع من نص الدائرة:
– مين… اللي بينادي اسمي…؟
أويس شدّ إيد ليل بقوة، حط نفسه قدامها:
– أنا أويس… ولو قربت لها، همحي اسمك من الوجود!
الصوت ضحك، ضحكة باردة تخلي الدم يجمد:
– أويس… فارس النور.
لكنها… هي اللعنة اللي جت بنفسها.
ليل صرخت:
– أنا مش لعنة!
أنا هنا عشان أنهيك
ملك الظلام ضحك بسخرية، صوته كان كالرعد:
– تنهيني؟! مرّة واحدة؟! فوقي يا جود… أنا أقوى منكِ.
ليل وقفت بخطوة ثابتة جوه الدائرة، عينيها فيها لمعة نور غريبة، وقالت بقوة وثقة:
– أنا معايا ربنا… ومش خايفة.
وعُمر الشر ما يكسب الخير… يا ملك الظلام، فوق!
النار حوالين الدائرة اشتعلت فجأة بلون ذهبي، كأن كلامها كسر حاجة في المكان.
زمردة شهقت وهي تبص على النور:
– ده… ده طاقة نور!
ملك الظلام صرخ بصوت متشوّه:
– اسكتييييي!
إزاي… إزاي بتقدر تقاوميني؟!
ليل رفعت إيدها، كأنها بترد النور بالنور:
– لأنك وهم.
وأنا… الحقيقة.
أويس وقف جنبها، مسك إيدها بقوة:
– إحنا سوا، يا ليل.
لو هتحاربيه، فأنا معاكِ.
النار اتفتحت زي بوابة تانية، وظهر منها شكل غامق… ظل ضخم، له عيون حمراء زي الجمر، واقف كأنه جايب العالم كله وراه.
ريان بصوت مبهوت:
– ده… ملك الظلام نفسه!
زمردة بسرعة:
– متقربوش من الدائرة! لو كسرتوا الرمز، هيختفي الحاجز بين عالمنا وعالمه!
ملك الظلام مدّ إيده من جوه النار، والدخان اتشكل…
شكل مامت ليل!
واقفة قدّامها، مبتسمة… لكن ملامحها مش ثابتة، بتسيح زي الشمع.
بدأ يهمهم بكلمات مش مفهومة، صوته كأنه بينادي عقلها من جوه.
ليل عينيها اسودّت فجأة، كأنها فقدت السيطرة، وبدأت تمشي ناحية الظل كأنها منومة.
زمردة صرخت بجنون:
– ليييللل!! وقفيييي!!!
أويسسس، امسكهااا!!!
أويس اتنفض، جري عليها بسرعة وكتّفها من وراها، صوته مليان خوف وغضب:
– فوقي!! فوقي يا ليل!!
مهما أي اللي شايفاه ده… مش حقيقي!! فوقيييي!!!
ليل حاولت تفلت، عينيها مش شايفة غير "الطيف" اللي قدامها، وهي بتقول بصوت مش بتاعها:
– ماما… إنتِ هنا؟!
أويس هزّها بعنف بسيط:
– لاااا!! مش مامتك، ده وهم!! بصيلي يا ليل… أنا هنا، أنااا!!!
زمردة وهي بترمي ملح حوالين الدائرة بسرعة:
– لو لمستِه، هيسحب روحك للبوابة تاني! أويس، خليها تركّز في صوتك!
أويس قرب منها أكتر، صوته نزل لوشها، مليان حب وخوف:
– متسبنيش يا جود القلب… فوقي يا جود، فوقي.
متضيعش نفسك… عشان خاطري، فوقي.
ليل عينيها بدأت تترجّ، واللون الأسود اللي كان مغطيها بدأ يتبخر ببطء، لمعة خفيفة من عينيها الحقيقية رجعت.
زمردة بصوت عالي، وهي بتبص لهم بلهفة:
– كمل!! كمل يا أويسسس!!
أويس حضنها من وراها، صوته كسر السكون كله:
– أنا هنا… أنا أويس.
إنتِ مش لوحدك، يا ليل.
بصيلي، أنا شايفك… وبندهلك من كل قلبي!
ليل شهقت، كأنها رجعت تتنفس لأول مرة، إيديها شدت على إيده:
– أويس… أنا… سمعتك.
ملك الظلام زأر بصوت مرعب، كأن المشهد بيولع:
– كفااااااااااااااااااااااااااااااا!!!
النار لفّت حوالين الدائرة بعنف، ورسمت شكل عينين حمرا كأنها بتبص على ليل مباشرة.
ريان صرخ:
– الدائرة بتضعف! لازم نخلّص الطقس دلوقتي!
زمردة بسرعة، صوتها متلخبط بين القوة والخوف:
– ليل! قولي كلمتك الأخيرة! قولي إنك بترفضي الظلام!
ليل بصوت عالي وقوي، ماسكة إيد أويس بقوة كأنها بتستمد منه حياتها:
– أنااااا جوددد… برفضضضضضض الظلامممم… والهلاكككك!!!
النار انفجرت فجأة، لونها اتحول لذهبي نقي، والنور لف حوالين الدائرة كأنه عاصفة من ضوء.
ملك الظلام صرخ صرخة تخلي الأرض تهتز، صوته مليان غضب:
ليل مسكت إيد أويس أقوى، كأنها بترسخ نفسها جوه الواقع، والنور اللي خرج من عينيها كسر سحر ملك الظلام.
ملك الظلام كان بيلف حوالين الدائرة زي دخان أسود كثيف، صوته متشوّه من الغضب:
– لاااااا… مش هتكســبــي!!
زمردة بصوت عالي، وهي بتقرأ تعويذة من الكتاب:
– استمرّي يا ليل! قوة النور في الكلمة!
ليل رفعت راسها، وصوتها كان نار من القوة:
– مش هتسيطر عليا ولا على أي حد هنا!
الخير أقوى منك، وأي ظلام قدام ربنا… بيموت.
فجأة الأرض اهتزت، الدائرة نورت نور أبيض ساطع كأنه شمس، ورسمت حوالين ليل وأويس جدار نور شفاف.
ريان صرخ وهو حامي زمردة ويمنى:
– بصوااا! شكله… بيتفتت!
ملك الظلام بدأ يتكسّر زي دخان بيتقطع، صوته بقى أضعف:
– لااا… لاااا… أنتِ… مش… حقيقيـــــة…
ليل شدّت إيد أويس، وصرخت آخر كلمة:
– أنا ليل… وجاية عشان أنهي اللعنة!
النور انفجر من نص الدائرة، زي شعاع طالع من السما، مسح كل دخان الظلام في ثواني.
القاعة كلها اتغمرت بنور نقي، والشعلة اللي كانت بتترعش بقت مستقرة، قوية.
زمردة وقعت على الأرض من قوة الانفجار، وهي بتبتسم بتعب:
– لقد… صدّته.
ليل وقعت فجأة في حضن أويس، جسمها تقيل كأن روحها لسه راجعة.
أويس بصوت مليان رعب:
– جود!! جود، فوقي!
مياه… يا ريان، ميــــــــاه بسرعة!
ريان جرى، مسك إبريق المياه وسكبه في كوباية، وجري ناحيتهم.
– خُد يا أويس!
أويس رشّ شوية مياه على وشها، صوته بيترعش:
– فوقي يا جود… بالله عليكي فوقي.
ليل فتحت عينها نص فتحة، صوتها ضعيف:
– أنا… تمام… بس تعبت.
أويس حضنها أكتر، عينه كلها دموع:
– متقوليليش كده تاني… قلبي وقف.
زمردة بصعوبة وهي بتحاول تقوم:
– لازم ترتاح الليلة دي… الطقس استهلك طاقتها كلها.
يمنى بسرعة، وهي بتقرب:
– تعالوا… هساعدكم تودوها أوضتها.
أويس شال ليل بين إيديه كأنها حاجة هشة يخاف تتكسر، ووشه لسه عليه أثر الخضة.
– هودّيكي أوضتك… متتحركيش يا جود.
ليل حطت راسها على كتفه، همست بصوت مبحوح:
– أنا… كنت خايفة… بس طول ما إنت ماسك إيدي… كنت حاسة إني هقدر.
عين أويس لمعت، وبص عليها بحب كبير:
– وأنا من غيرك… ولا حاجة، يا جود القلب.
يمنى فتحت الباب بسرعة:
– خش، حطها على السرير.
أويس دخل بيها، وحطها بهدوء على السرير، غطّاها كويس، وبعدين قعد جنبها، ماسك إيدها.
زمردة وقفت على الباب، صوتها واطي:
– الطقس نجح… بس المعركة لسه ما خلصتش. ملك الظلام هيحاول تاني.
ريان:
– واحنا هنكون مستعدين المرة الجاية.
أويس وهو ماسك إيد ليل، بهدوء:
– طول ما أنا هنا… محدش هيقرب لك يا جود.
ليل ابتسمت ابتسامة ضعيفة، وهمست:
– عارف… أنا معاك.
يمنى بصّت على ليل وأويس، وقالت بهدوء:
– خليها تنام دلوقتي، إحنا نسيبكم ترتاحوا.
زمردة أومأت:
– بكرة هنكمل الخطة… بس الليلة دي لازم تهدوا.
ريان وهو بيبص على أويس بابتسامة نصها قلق:
– لو احتجت حاجة نادينا.
خرجوا كلهم وسابوا الباب مقفول نص قفلة، وبقيت القاعة هادية.
أويس فضّل قاعد جنب السرير، ماسك إيد ليل في إيده، وإبهامه بيمسح عليها بخفة.
ليل فتحت عينيها نص فتحة، بصوت واطي جدًا:
– أويس…
أنت كنت خايف عليا أوي.
أويس قرب وشه من وشها، صوته دافي وهادي:
– قلبي كان هيقف يا جود.
لو جرالك حاجة… أنا مش هعرف أعيش.
ليل ابتسمت وهي بتغمض عينيها، همست:
– مش هسيبك… ولا حتى لو ملك الظلام كله واقف قدامي.
أويس لمّس جبينها بشفايفه قبلة خفيفة، وهمس:
– نامي دلوقتي، يا جود القلب… أنا هنا جنبك.
ليل سكتت، ونَفَسها بدأ يبقى منتظم، كأنها أخيرًا حسّت بالأمان.
يتبع

تعليقات