رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم دينا النجاشي

 رواية الجلاد لقلبي رغم حبي الفصل الثالث عشر 13 - بقلم دينا النجاشي

في تلك الغرفة المظلمة، ذات الضوء الخافت، استيقظ صهيب متعباً وحاول التحرك، لكنه لم يتحرك، ففتح عينيه محاولاً التركيز، فرأى نفسه مقيداً على الأرض. نظر في كل الاتجاهات ورأى أسر مكبل أيضًا، لكنه فاقد وعيه لينادى عليه بقلق...اسر فوق انت كويس
_ظل يناديه حتى حرك اسر رأسه وفتح عينيه بتعب يقاوم الإرهاق والخمول الذي يشعر به. نظر في اتجاه الصوت الذي يناديه فوقعت عيناه على صهيب.. حاول  التركيز علي وجهه بسبب الظلام فتحدث بتعب... أحنا فين؟
صهيب بتنهيده... وقعنا يا فالح
اسر بقلق استعاد كامل وعيه ونظر في كل الأتجاهات فهتف بصدمه يافضحتنا قدام الجهاز. 
صهيب بضحكه.... قدام الجهاز بس دا ادم هيعمل مننا كفته 
اسر بغيظ... انت بتضحك 
صهيب بضحكه خفيفه... صدقتني لما قلتلك دا مش سهل. 
اسر بتنهيده.... المهم دلوقتي هنعمل اي احنا لازم نطلع من هنا بأي طريقه المهمه لو اتكشفت هتبقا علامه سوده في مسيرتنا المهنيه. 
صهيب بلامبالاه... بلا مهنيه بلا بتاع انا المهم عندي اطلع من هنا ادم مش هيرحمنا غير في حاله واحده بس
اسر بنتباه... اي هيا
صهيب بسخريه... يعرف الحقيقه
اسر برفض... مسحيل طبعاً 
صهيب... تمام فكر بقا في حل وخرجنا 
أسر بغضب... افكر في حل ازاى ما أنا زيك متزفت أهو وحتي لو اتحلينا من الزفت المربوطين بيه هنخرج من المكان ده ازاي.... 
نظر صهيب للمكان واردف بهدوء.. للاسف مش هنطلع. المكان ده فكرتي ومفيش اي حل اننا نطلع
اسر بسخريه.....يا فرحتي 
أغمض صهيب عينيه يحاول التفكير واسر يحاول تحرير نفسه. 
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ♡♡♡♡
وفي فيلا آدم الخاصة وصل بعد فترة ونزل من سيارته واتجه في طريقه إلى غرفته. ظل وجهه كما هو شاحبًا . فأسرع قبل أن تراه والدته، فهو لا يريد أن يراه أحد على تلك الحالة، لكن سماء رأته وشعرت بالخوف عليه، فسرعان ما اقتربت منه ونادته بقلق. ادم
_عندما سمع صوتها، توقف في منتصف الدرج، وأغمض عينيه بهدوء، واردف بجدية: «خير».
سماء بتوتر...انت كويس
آدم.. كويس وتسائل وهو يكمل طلوع الدرج...الحارس روح عائشة
سماء بموأمه... اه والحرس اللي علي البوابه قالوا ان ماما راحت النادي
حرك رأسه ودلف إلى غرفته
أما هي فبقيت واقفة كما هي تفكر هل عليها أن تصعد للإطمئنان عليه أم أنه مرهق بسبب عمله..... وبقيت مكانها تفكر فاتخذت قرارها وذهبت إلى المطبخ لإعداد مشروب ساخن حتي تقدمه له وتغتنم الفرصة للإطمئنان عليه. 
في الغرفه عند ادم جلس علي فراشه وضعا رأسه بين يديه ويتردد في رأسه كلام عمران... 
أغمض عينيه بتعب، محاولاً إخراج كل تلك الأفكار وصوت عمران من رأسه. فسمع إشعارا من هاتفه، كان من رقم غريب، وعندما فتح الرسالة، كانت هناك صور لعمران وهو جالس مع عيسى. وجاءت له رسالة صوتية. لم يتمكن من النقر عليها. كان يعلم أن ما سيسمعه سيقـ*تله هذه المرة، فاتخذ قراره وفتحه ليستقبله. صوت عمران يتكلم.... 
_اسمع يا عمي كل اللي ليك مني حماية بناتك اما آدم من هنا ورايح انا معتبره مـ*يت انا مش فضيله ولا فاضي لجبروته اللي سايق بيه علي الكل. 
عيسي بجمود.... تمام يا عمران المره دي هخلص عليه ومفيش حد في الدنيا هيقدر يقف قدامي 
عمران....وانا مش هقولك انت بتعمل اى آدم اتفرعن واخرت الفرعنه مو*ت 
عيسى.... تمام وانا جبتك النهارده عشان اقولك تحافظ علي بناتي وامهم لغايت ما اخلص اللي بفكر فيه وبعدها هخدهم ونسافر
عمران بجديه.. متقلقش سارة وسمر ومرات عمي في عيوني
عيسى... اصيل يا ابن اخويا
_انتهي التسجيل الصوتي ليأتي تسجيل اخر يصدح منه صوت عيسى.....مش عارف اوسيك علي كره اللي حوليك ولا انبهك تاخد بالك من حياتك اللي هتنتهي قريب. 
بقيت ملامح آدم على حالها ولم تتغير. فعمه على حق. فهو لم يفعل صديق حقيقي . ابتسم ساخراً من حالته المزرية وهذا الضعف الذي يشعر به. فقام واقترب من المرأة ونظر إليها. كانت ملامحه شاحبة ووجهه عابس وحزين، فلكمه فتكسرت وتناثر الزجاج في أرجاء الغرفة. ونظر إلى يديه والد*م ينهمر منها وتلك الدموع التي تحاول السقوط لكنه يوقفها.. صرخ بغضب وهو يكسر كل شيء. لييييه الخيانة أنا تعبت كفاااااايه ركل بشر الأريكة وأمسك بالطاولة وحطمها وظل علي حاله يكسر في كل شئ ويصرخ بغضب
وقتها سمعت سماء صوت التكسير  فنتفضت من الخوف وصعدت بسرعة إلى غرفة آدم ودخلت  لتنظر إلى المكان بصدمة، ولـ آدم وحالته الهستيرية ويده التي تقطر بالد*ماء، فصرخت بخوف... آدم اهدا.
نظر ادم اتجاهها فكانت عيناه داميه ليصرخ بغضب.... اطلعي برررره
سقطت دموعها عندما رأت حالته وخافت منه أيضاً، فبكت وخرجت نبرة صوتها المهتزه... ادم بالله عليك اهدا انت ايدك مجروحه حرام عليك نفسك
زاد غضبه وبرزت عروقه بشكل مخيف، واقترب منها بخطوات بطيئة وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة... اي كل التمثيل ده 
نظرت إليه و عيناها ممتلئه بالدموع، لم تفهم ما يقصده. وقف أمامها واختفت المسافة بينهما. انكمشت من الخوف، وزادت دموعها أكثر، مما جعله يصر على أسنانه ويقبض على ذراعيها بقسوة.....انتي صدقتي إنك مراتي ولا إيه
اتسعت عيونها ليكمل بسخريه... فوقي انا جبتك بيتي لأجل الوعد اللي وعدته لوالدك وكلها كام يوم ويرجع والورقه اللي اتكتبت تتفرتك وترجعي مكان ما جيتي  اما بقا حوار انك تتدخلي وتعيشي دور الحبيبه وشوية الخوف والتمثيل المأڤور ده ميكلش معايا
ابتعدت سماء عنه بصدمة وهي تنظر إليه، فتحولت صدمتها إلى ابتسامة مؤلمة
_بس انا مصدقتش اني مراتك انا فاهمه وجودي هنا سببه اي ومش ناسيه.. ضغطت علي يدها بتماسك وتحدثت بهدوء... مهما كان وجعك...
ده ما يديكش الحق تعيش غيرك نفس الوجع."
 امتلئت عيونها بدموع وتحدثت بنبره مهزوزه ممتلئه بالوجع. انا ممكن مكنش مهمه بالنسبالك بس دا ميدلكش الحق توجعني كل ما تجيلك فرصه... وانا اسفه بالنيابه عن بابا لأنه حطك في موقف زي ده وخلاك توعده تحافظ عليا واسفه اني بخاف عليك وانك مهم بنسبالي صدقني حاولت كتير مهتمش بس غصب عني بعمل الأڤوره اللي قلت عليها. 
التفت آدم واعطاها ظهره...اطلعي بره
مسحت دموعها وخرجت من الغرفة، أما هو فجلس مكانه متعبًا
عند سماء دخلت غرفتها ودموعها تتساقط بغزارة. أخرجت حقيبة ملابسها ووضعت ملابسها بداخلها. تلقت اتصالاً من صديقتها فأجابت ولم تتمالك دموعها. ليأتي إليها صوت مودة القلق.... سماء مالك يا حببتي
بكت سماء اكثر وتحدثت بنبره متقطعه... مودة انا محتجاكي اوي
مودة بخوف... انا هجيلك يا حببتي 
سماء برفض... لا انا اللي جايه 
مودة... طيب يا حببتي اهدي كده وانا هستناكي بس قوليلي هتيجي قطر ولا باباكي هيوصلك
سماء بدموع... بابا مسافر مش هنا وفي حاجات كتير حصلت لما اجي هحكيلك عنها
مودة بحزن.. عشان خاطري اهدي وانا هجيلك بالسواق واخدك
سماء برفض.. مش هينفع لما اجي هفهمك
مودة... ماشي هستناكي علي محطة القطر
سماء بموافقه... تمام
اغلقت بعدها سماء، واخذت حقيبة ملابسها، وارتدت ملابس الخدم وخرجت من الباب الخلفي للخدم ودموعها كما هي لا تتوقف....... 
#يتبع

تعليقات